علمت "الصباح" ان جهات قد تكون أجنبية ربما اقترحت اسم السيد مصطفى بن جعفر
رئيس حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، لرئاسة الجمهورية
المؤقتة بعد انتخاب المجلس التأسيسي وذلك نظرا لاتفاق الفاعلين على الساحة
السياسية على احترام بن جعفر وتقديرهم لشخصه ولوطنيته وما عرف عنه من نزاهة
خاصة وان الجميع يعتبرون انه من المعارضين الجادين إبان حكم المخلوع.
وعلمت "الصباح" أيضا ان حزبا يتمتع بثقل كبير قد تكون تمت استشارته ولم ير مانعا
في إطار مبدأ التوافق باعتبار ان بن جعفر من المناضلين الذين رفضوا الدخول
لبيت الطاعة الذي فرضته آلة القمع في النظام السابق وعاش وواجه العديد من
الصعوبات والضغوطات من قبل السلطة الرافضة لكل نقد مخالف لها وبقيت مواقفه
ثابتة يعرفها القاصي والداني رغم التعتيم.
وباعتبار ان بن جعفر كان ومازال يتعامل مع الفاعلين على الساحة السياسية على أنهم
منافسين له لا أعداء لذا بدا لهذه الجهات انه الشخص المناسب لقيادة مرحلة
ما بعد الانتخابات كرئيس مؤقت للجمهورية.
مثل هذه المبادرة قد يرى البعض أنها ونظرا
لمصدرها الأوروبي تدخل في باب الوصاية والتدخل في الشأن التونسي الداخلي
وقد يرفضون الخوض فيها حتى وان كان الاقتراح من باب تحسس الوضع السياسي لا غير.
وقد يرى فيها البعض الآخر مخرجا لمأزق الفترة التي ستمتد بين انتخاب المجلس
التأسيسي والانتهاء من إعداد الدستور خاصة وان مصطفى بن جعفر حاليا يحظى
بقدر كبير من الاحترام لدى كل الأحزاب وله شرعية النضال في سنوات الجمر.
علياء بن نحيلة