أمر إحداث المجلس القومي التأسيسي عام 1956 في تونسالحملة الانتخابية للمجلس القومي التأسيسي.
بمقتضى أمر علي، وقع انتخاب أعضاء المجلس القومي التأسيسي يوم 25 مارس 1956 أياما
قليلة بعد إعلان استقلال البلاد عن فرنسا. وقد فازت
الجبهة القومية بكل
المقاعد برئاسة الحزب الحر الدستوري الجديد ومشاركة المنظمات الوطنية
المتحالفة معه (الاتحاد التونسي للشغل، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة،
الاتحاد القومي للفلاحين الذي تمّ تأسيسه في 2 ديسمبر 1955، بالإضافة إلى
عدد من المستقلين. وفي 10 ديسمبر 1956، قرر الديوان السياسي للحزب الدستوري
أن يكون تعيين الحكومة من مشمولات المجلس القومي التأسيسي. عقد المجلس
جلسته الأولى يوم 9 أفريل 1956، وانتخب الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس له.
وفي 15 أفريل، عين المجلس الزعيم بورقيبة لتشكيل أول حكومة تونسية بعد
الاستقلال وعين الزعيم جلولي فارس رئيسا للمجلس خلفا له. وفي 17 أفريل،
ألقى الزعيم بورقيبة خطابا أمام المجلس قدم فيه برنامج حكومة الاستقلال.
وفي 25 أفريل، صادق المجلس بالإجماع على مذكرة قدّمها الزعيم الحبيب
بورقيبة رئيس الحكومة يوصي من خلالها مكتبه بربط صلة دائمة مع الحكومة
للإطلاع على شؤون الدولة والقيام باستشارات في هذا الشأن ودعوة الحكومة
لتقديم التوضيحات المفيدة وبذلك تستمد الحكومة شرعيتها بالإضافة إلى
تنصيبها من قبل الباي من الثقة التي تستمدها من قبل المجلس القومي التأسيسي
المنتخب من قبل الشعب والمؤتمن على سيادته.
كانت مداولات المجلس
منتظمة لتحرير الدستور، ولما وصلت إلى مسألة نظام الحكم، كانت الأغلبية تعد
لإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية. اجتمع مكتب المجلس يوم 23
جويلية للإعداد لاجتماع المجلس المقرر يوم 25 جويلية. وفي اليوم الموعود،
افتتح الرئيس جلولي فارس الجلسة العامة على الساعة التاسعة واثنتين وعشرين
دقيقة، بحضور تسعين من أعضائه وتغيب خمسة فقط. صوت المجلس أولا على إلغاء
الملكية بالبلاد التونسية بالإجماع ثم صوت بالإجماع أيضا على إعلان
الجمهورية على الساعة السادسة مساء. ثم طرح على المجلس لائحة تتضمن
القرارين المذكورين إضافة إلى تعيين الزعيم الحبيب بورقيبة رئيسا مؤقتا
للجمهورية. فتمت المصادقة عليها بالإجماع ورفعت الجلسة على الساعة السادسة
والنصف مساء.
ومنذ ذلك التاريخ، تولي المجلس القومي التأسيسي طيلة
عام وعشرة أشهر وضع دستور في إطار النظام الجمهوري صادق عليه نواب المجلس
في قراءات ثلاث خلال الفترة من الخميس 30 جانفي 1958 إلى الخميس 25
ماي 1959، استغرقت ست عشرة جلسة. ويوم 1 جوان 1959، ختم الزعيم الحبيب
بورقيبة أول دستور لتونس المستقلة في جلسة ممتازة بالمجلس القومي التأسيسي.
ووقع تنظيم أول انتخابات رئاسية وتشريعية يوم 8 نوفمبر 1959، وانتخب
الزعيم الحبيب بورقيبة رئيسا للجمهورية وفازت قائمة الوحدة القومية في
الانتخابات التشريعية.