كريم
عدد المساهمات : 293 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 37
| موضوع: تفاصيل عملية تحرير الباخرة التونسية حنبعل 2: كيف تم التعامل مع القراصنة ؟ الجمعة 18 مارس 2011 - 22:30 | |
| فاضل الطياشي - عاشت عائلات أفراد طاقم باخرة حنبعل2 منذ صباح أمس فرحة لا توصف بعد الإعلان بصفة رسمية عن تحرير الباخرة المختطفة منذ أكثر من 4 أشهر في خليج عدن وخروج أبنائهم سالمين من هذه الحادثة الخطيرة وهو ما عبروا عنه لـ«الشروق» في اتصالات هاتفية. وكان قراصنة صوماليون قد اختطفوا الباخرة المذكورة ـ وهي على ملك شركة قابس مارين تانكرز «جي .آم . تي» لصاحبها رجل الأعمال التونسي فريد عباس ـ منذ 11 نوفمبر 2010 لدى مرورها بخليج عدن ووجهوها إلى السواحل الصومالية وطالبوا بعد ذلك بفدية مالية مقابل الإفراج عنها وقد كان على متنها آنذاك طاقم من 32 فردا منهم 23 تونسيا.وقد تمكن أحد التونسيين من مغادرة الباخرة بعد أن أفرج عنه الخاطفون منذ حوالي شهرين لأسباب صحية وعاد إلى تونس. غير أن مفاوضات دفع الفدية تعطلت لأسباب عديدة وعاشت عائلات المختطفين أياما عصيبة خاصة قبل 14 جانفي عندما كانوا ممنوعين من الحديث عن هذا المشكل ولم يقدروا حتى عن التعبير عن مواقفهم إلى أن سقط النظام البائد وأمكن لهم التعبير عن احتجاجاتهم من تعطل المفاوضات مع القراصنة ونفذوا وقفات احتجاجية أمام وزارة النقل وعبر وسائل الإعلام إلى أن تم التوصل في الفترة الأخيرة إلى اتفاق بين الجانب التونسي والقراصنة الصوماليين. لكن ماهي أهم المراحل التي مرت بها المفاوضات؟ وكيف تم الاتفاق؟ وكيف تمت عملية تسليم الفدية؟ ذلك ما سعت صحيفة الشروق التونسية إلى كشفه من خلال معلومات استقيناها من السيد منصف فرادي والد ربان الباخرة فوزي فرادي. تأخير وغضب تم خلال الأيام القليلة الماضية الاتفاق بين المفاوضين عن الجانب التونسي والمفاوضين عن القراصنة الصوماليين على أن تتم عملية تسليم الفدية يوم الأربعاء (أول أمس) في حدود الساعة الثانية بعد الظهروذلك بواسطة طائرة تقوم بإلقاء المبلغ من الفضاء في البحر(أو على سطح الباخرة المختطفة).وهذه الطائرة تابعة لشركة خاصة مكلفة بمثل هذه المهمات ويبدو أنها تتعامل بشكل منتظم مع القراصنة الصوماليين أو هي شريكة معهم في هذا النشاط. غير أن المفاجأة حصلت عندما تأخر وصول الطائرة إلى أجواء السواحل الصومالية حيث ترسو الباخرة وهو ما جعل القراصنة يصابون بالغضب في حين أصيب طاقم الباخرة بالذعر خوفا من إمكانية إبطال عملية التحرير وذلك وفق ما ذكره الربان فوزي فرادي لوالده منصف في اتصال هاتفي سريع طالبا منه في الآن ذاته الاتصال بالشركة التي ستتولى عملية تسليم الفدية للاستفسار عن سبب التأخير. وبالاتصال بهذه الشركة تبين أن التأخير كان لأسباب عادية وأن الطائرة في طريقها إلى المكان الموعود.وبالفعل حلت بالمكان في حدود الساعة الرابعة من مساء أول أمس بتوقيت تونس وتم تسليم الفدية بالطريقة المذكورة ومرت الأمور بسلام. وفي حدود الساعة التاسعة من صباح أمس غادرت الباخرة المكان الذي رست فيه على امتداد أكثر من 4 أشهروهي الآن في طريقها إلى ساحل دجيبوتي حيث سترسو هناك مبدئيا بعد ثلاثة أيام ليتم إجلاء أفراد الطاقم بواسطة الطائرات .وستتولى السلط التونسية توفير طائرة مدنية تونسية لنقل أفراد الطاقم التونسيين إلى تونس إما يوم الاثنين أو الثلاثاء وذلك حسب ما ستسمح به حالتهم الصحية. تعتيم وتحذير لم ينف السيد منصف فرادي والد الربان فوزي خلال حديثه معنا بذل السلطات التونسية ( خاصة وزارة النقل ووزارة الشؤون الخارجية في الحكومة المؤقتة) وكذلك الشركة المالكة للباخرة مجهودات في التفاوض مع القراصنة الخاطفين حول الفدية . واستحضر في هذا المجال ما عانته عائلات المخطوفين خلال أيام النظام السابق (من يوم الاختطاف إلى 14 جانفي) حيث عانت من تجاهل السلط التونسية ومن مماطلتها في المفاوضات.وبلغ الأمر حد التنبيه عليهم بل وتحذيرهم من الحديث إلى وسائل الإعلام حول موضوع الاختطاف وحول أية تفاصيل أخرى.حيث كان الولاة والمعتمدون والأمن يتصلون بهذه العائلات لإعلامها أن الموضوع محل «عناية» من الرئيس (المخلوع) وأنه لا يجوز الاحتجاج أو التشكي من تأخر تحرير الباخرة .وبالفعل لاقت وسائل الإعلام رفض العائلات الحديث كما بلغ الأمر حد التنبيه من السلطة على مديريها بعدم الخوض في الموضوع ولم يكن آنذاك من خيار غير تطبيق هذه التعليمات.وهذا ما يدل على أن النظام البائد كان يعاني من عقدة «كل شيء لاباس» ولم يكن يرغب في إظهار أي مشكل يشغل الرأي العام حتى ان كان هذا المشكل قضاء وقدرا وحتى إن تعلق الأمر بسلامة التونسيين من مكروه ما. وأكد محدثنا في الاتجاه ذاته أنه لولا ثورة الشعب التي أطاحت بالحكم السابق لما أمكن التوصل إلى تحرير أبنائهم اليوم ولتطلب الأمر أشهرا أخرى في أحسن الأحوال. مجهودات..وصدف قال محدثنا منصف فرادي إن الصدف لعبت دورا كبيرا في تحرير أبنائهم وعاد بالحديث إلى ما حصل منذ حوالي شهر ونصف عندما اتصل به ابنه من الباخرة في إطار إحدى المكالمات القصيرة التي كان يسمح بها القراصنة من حين لآخر للمختطفين ليتصلوا بعائلاتهم.عندئذ طلب الأب من ابنه أن يسلم الهاتف الى احد القراصنة فقبل احدهم بذلك عن مضض ودار بينهما حديث قصير (القرصان كان يتكلم باللغة المصرية). وكان في حسبان السيد منصف فقط أن يوصيه بالمختطفين خيرا غيرأن الحديث تطرق إلى مسألة الفدية .حيث قال القرصان بالحرف الواحد إنهم في انتظار الفدية وانه ما من أحد اتصل بهم حول هذا الموضوع وانهم على استعداد لإخلاء سبيل الباخرة إذا دفعت لهم الفدية لأنهم لاحاجة لهم لا بالباخرة ولا بمن على متنها..المهم الفدية بالنسبة إليهم.. وأضاف أن الخاطف وزملاءه القراصنة متفهمون جيدا لمشاعر عائلات المخطوفين وأنهم على علم بالوضع في تونس (الثورة) وأنهم يتمنون للرهائن العودة إلى بلدهم في هذه الظروف الاستثنائية. فوعده محدثنا بالاتصال به غدا على الساعة11 صباحا للاتفاق نهائيا حول هذا الموضوع .في ذلك اليوم كان السيد منصف فرادي على موعد للقاء كاتب الدولة للشؤون الخارجية على الساعة 11 صباحا وقد خطط لهذه المكالمة في ذلك التوقيت بالذات حتى يمكن كاتب الدولة من الحديث مباشرة إلى القرصان ويضع الجميع أمام الأمر الواقع. ولما اتصل به القرصان سلم الهاتف لكاتب الدولة ليحادثه مباشرة وهو ما تم فعلا واتفقا على الفدية وعلى تحرير الباخرة وهو ما وعد به القرصان كاتب الدولة. وتواصلت بعد ذلك المفاوضات بين مختلف الأطراف المعنية دون نتيجة . وفي اجتماع ثان جمع في وزارة النقل منذ حوالي شهر ممثلين عن عائلات المختطفين بمسؤولين من الوزارة وبحضور مسؤولين من الشركة المالكة للباخرة فاجأ والد الربان الجميع عندما قام بالاتصال بأحد القراصنة (بوساطة من ابنه ربان الباخرة بعد اتفاق مسبق بينهما) ومكن المسؤولين الحاضرين من الحديث إليه وحصل بينه وبينهم اتفاق شبه نهائي على مبلغ الفدية وعلى طريقة وموعد دفعها. ومنذ ذلك التاريخ تقدم نسق التفاوض بشكل جيد وتم ترتيب مختلف المسائل المتعلقة بالمبلغ(مليوني دولار أي حوالي 3 مليارات من مليماتنا) وبموعد وكيفية التسليم وهو ماتم في اليومين الأخيرين. | |
|