منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:14

تونس «الشروق»:
وقعت إذن دعوة تونس إلى مؤتمر بلغراد، لدول عدم
الانحياز، بعد حرب بنزرت، وكان صاحب هذه المذكرات قد كشف الحلقة الماضية،
عن وجهة نظره، أو قراءته لأسباب وأهداف هذه الحرب، حين اعتبر أن الرئيس
بورقيبة كانت أمامه فرصة بنزرت فاقتنصها، وكان الجلاء، رغم أن الحرب كانت
ضروسا..
وأضاف: «إن تونس، ورغم ما قيل عن أنها كانت لها وعلى أراضيها
قاعدة عسكرية للجيش الفرنسي (بحرية في بنزرت) إلا أنها كانت دوما على أهبة
الدفاع وترنو إلى التحرير الشامل لأراضيها.. وقبل «بنزرت» ما كانت تونس
لتدعى إلى مؤتمر عدم الانحياز لولا الجلاء والتحرير»..
كيف وقع مؤتمر
عدم الانحياز في يوغسلافيا، وقد كنت ضمن الوفد (الثاني في الترتيب بعد
الرئيس بورقيبة)؟
عن هذا السؤال يقول «صاحب المذكرات»: «وقعت دعوة تونس
إلى مؤتمر بلغراد، لمجموعة دول عدم الانحياز، وكان مؤتمرا تأسيسيا، كنّا
مجموعة من المسؤولين مع الرئيس بورقيبة.. وكان المؤتمر فرصة لأتعرّف شخصيا
على «جمال عبد الناصر» و«جواهر لال نهرو» رئيس وزراء الهند و«هيلاسي لاسي»
(امبراطور أثيوبيا).. أما الماريشال تيتو رئيس يوغسلافيا، فقد كنت أعرفه من
قبل، عندما كنت كاتبا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل، حضرت مؤتمرا
للنقابات اليوغسلافية.. الحادث الطريف الذي أتذكره من ذاك المؤتمر، هو أن
الرئيس عبد الناصر دعا الرئيس بورقيبة والوفد المرافق له، إلى تناول فطور
صباح لأحد أيام المؤتمر، وكان ذلك في «الفيلا» التي يقيم فيها.. كنت من ضمن
الوفد التونسي الذي حضر المقابلة.. هناك بعض جزئيات لن أذكرها في السلوك
الشخصي من هنا وهناك.. وقعت الاستجابة.. ولما تقابل الرئيسان، طالت الحصة
التي تسبق تناول فطور الصباح، فقد كان بورقيبة يقص حكاية طويلة عن قصة
حياته، وكيف أنه خرج إلى مصر من تونس.. كنّا محرجين كوفد تونسي لأن الحكاية
طالت.. وكان الوقت يمرّ، وكان الجميع في الوفد التونسي محرجا لأن الفترة
الزمنية المخصّصة لما قبل تناول الفطور طالت في الزمن..
وقد نهضنا جميعا
نحو، طاولة الفطور، (فطور الصباح) على أن يتواصل الحديث وأطرافه حول طاولة
الأكل.. وكان مقعد الرئيسين متقابلين وبالتالي يتواصل تقابل الوفدين..
وقبل أن نجلس، خاطب بورقيبة عبد الناصر بالقول، وقد فاجأ الجميع: «ما ننساش
أنك بعثت لي (...) النجار في جرجيس ليقتلني».. وكان هذا الإنسان الذي ذكره
بورقيبة ولقبه «النجار» تونسي الجنسية.. خيّم صمت مرعب على الجلسة.. لم
يأت جواب ولا ردّ فعل من عبد الناصر.. ولا حراك بل انه لم ينبس بكلمة..
جلسنا في أماكننا المحدّدة.. وإذ بعبد الناصر يأخذ آنية من الأواني وفيها
عسل، وقدّمها إلى بورقيبة، دفعها بلطف نحو بورقيبة وقال له: «يا سي الحبيب
تذوّق من هذا العسل، إنه من (هنشير) فؤاد سراج الدين باشا.. فهو من «عزبة»
مؤمّمة.. بحيث جاء جواب عبد الناصر على كلام بورقيبة بـ«صحفة عسل» كما نقول
بالعامية».
قلت لـ«سي أحمد» وهل تفاجأتم من كلام بورقيبة؟
فقال:
«وأيما تفاجؤ.. لم تكن مفاجأة فحسب، بل استغربنا.. كان جوّا ثقيلا جدّا
ومحرجا.. وانتهت الأمور عند ذاك الحدّ».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:17

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
كان لابدّ من نص مذهبي،
يكون بيد الحزب، ويرفق المسيرة ويرفد المخطط.. من هذه الزاوية، انطلق «سي
أحمد» بن صالح باتجاه إلقاء مزيد من الضوء، على الفترة الانتقالية، التي
تهم المخطط وقد كان على رأس وزارة التخطيط والمالية.
ولكن قبل ولوج هذه
الفترة التي شهدها مؤتمر الحزب ببنزرت تحدّث صاحب المذكرات عن محطات وقصص
وشخوص، طبعت المشهد التنموي الناهض الذي تحدث عنه سابقا وهو المسمى بـ
«التنمية الشاملة» كانت فترة مليئة بالتحديات والعراقيل، ومن ضمنها قصة
الفسفاط التونسي يقول «سي أحمد» بن صالح: «بالموازاة مع ما تم في خصوص
الطاقة الكهربائية كوّنا مؤسسة خاصة بالطاقة، من حيث البحث وانجاز بعض
الأشياء.. وكان المسؤول عن هذه الوحدة الدكتور البشير التركي المتخصص في
الفيزياء النووية، وأذكر أنه عندما دشّنا المقر، مع المهندس البشير التركي،
وكان باشراف الرئيس بورقيبة، غاب عنا «التركي» برهة من الزمن، وكنّا الى
جانب بورقيبة في عملية التدشين، وبينما كنّا في الساحة الخارجية للمقر محل
التدشين، رجع د. التركي وكنا واقفين جميعا رجع وفي يده مقلاة ووضع بيضة
فوقها بعد ان فتحها، وبيّن لنا كيف ان البيضة استوت في المقلاة عبر الشمس..
ليبيّن انه من جملة برامجنا استغلال الطاقة الشمسية..
ففي ذاك الوقت،
صادف ان كنّا نعدّ العدة للقيام بتجربة في المجال، وفعلا، فقد تمكنّا من
تزويد العديد من المباني والمقرّات العسكرية بالطاقة الشمسية.. وهنا
نتساءل: لماذا لم تتواصل العملية ولم تتواصل هذه البرامج... التي تبيّن أنه
من ضمن المخططات، أن يكون البحث العلمي في خدمة التنمية..».
سألت «سي
أحمد» بن صالح، وكان يتحدث عن الطاقة وعن الدكتور البشير التركي، عن
الفسفاط، وفي البال معلومة عن انخراط د. التركي في مجال الفسفاط في تونس
فقال: «كانت الحالة «تاعبة» أي متدهورة، فيما يخص الفسفاط... فقد تناقص
الانتاج وكان علينا ان نعيد الحفريات، ضمن شركة «صفاقس قفصة».. وكان ذلك
يتطلب تجهيزات جديدة... ولم تكن عندنا بالتوازي مع ذلك، الامكانيات المادية
الضرورية لكي نموّل هذه المشاريع... كانت لدينا كميات من الفسفاط،
نستخرجها، وكان فسفاط من النوعية الفقيرة.. وكنا نبيعه لا بمقابل مادي بل
بالمبادلة، Troc وأعني أننا نصدّر الفسفاط مقابل الحصول على تجهيزات..
وكانت هذه الطريقة من المبادلة ممنوعة وفق نواميس صندوق النقد الدولي.. حيث
وقعت بيننا (تونس وصندوق النقد الدولي) حوارات متشنّجة ما لبثوا (جماعة
صندوق النقد) ان سلّموا أمرهم لله... وكنت أقول إنه: إما أن أجد قرضا
مناسبا من حيث القيمة لتعويض النواقص وسدّ «البلاء الذي تركته لنا شركة
صفاقس قفصة الاستعمارية (حيث كانت بيد الاستعمار الفرنسي) وإما أن نواصل،
وهذا ما تم الحصول على تجهيزات للمناجم مقابل الفسفاط الفقير... فالقرض لم
يكن ممكنا لا من البنك ولا من صندوق النقد الدوليين..
كانت عملية
التجهيز وإعادة التجهيز مطلوبة.. والفرنسيون أنفسهم وأمام هذا الأمر بعثوا
شخصية مرموقة Antoine Pinay (أنطوان بيني) وجاء الى تونس، وفق «اتهام» أن
تونس تأخذ تجهيزات من أوروبا الشرقية... جاء «بيني» واستقبله الرئيس
بورقيبة، ودعا الضيف على الغداء ودعاني انا أيضا... كنا ثلاثة على طاولة
الغداء، فالتفت أنطوان بيني اليّ وقال لي في حضرة الرئيس طبعا: «سيد أحمد
بن صالح هل عندك موقف من التجهيزات الفرنسية بالنسبة للمناجم؟»... قلت له
بالعكس (...) كيف سيكون ردّ وزير التخطيط والمالية على كلام المسؤول
الفرنسي؟ هذا ما سنراه في الحلقة القادمة ان شاء الله، وفيها سرّ الموقف..
وترتيب الكلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:19

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
«كنّا ثلاثة على طاولة
الغداء التي أقامها الرئيس للضيف الفرنسي، بورقيبة وبيني Pinay (المسؤول
الفرنسي) وأنا، وقد باردني كما ذكرت آنفا المسؤول الفرنسي بالقول: هل عندك
موقف من التجهيزات الفرنسية بالنسبة للمناجم؟
فكان ردّي بالنفي مواصلا
ردّي بالقول: بالعكس، سيد «بيني» يا ليت لو أمكن لنا وضع التجهيزات
الفرنسية المتطورة لاستخراج النفط... لكن هذا لم يكن ممكنا لم أجد أي حلّ
أمامي بالنسبة لقرض مناسب...وقصصت عليه جملة الصعوبات والعراقيل التي وضعت
أمامنا في مجال تجديد تجهيزات استخراج الفسفاط... فما كان من المسؤول
الفرنسي الذي أوفد الى الدولة التونسية للاستفسار» وربما كان يحمل على
الطرف التونسي لأنه توجه الى أوروبا الشرقية (رومانيا أساسا) لمبادلة
الفسفاط التونسي بآلات ومعدات استخراج الفسفاط... هكذا يواصل صاحب المذكرات
الحوار الذي دار بينه وبين الموفد الفرنسي ليقول «بعد ان أتممت القصة على
مسامعه، وكان الرئيس بورقيبة حاضرا طبعا، قال لي بيني Pinay : «معك حق
تماما Vous avez parfaitement raison»... ولما خرجنا لتوديعه، أنا والرئيس
عقب الغداء لم يتمالك الرئيس نفسه حتى قال لي معلّقا أمام الضيف: «C’est
très bien, tu a très bien répendu...» «جميل، لقد أحسنت الاجابة
والرد...».
هنا، وفي مجال الفسفاط سألت «سي احمد» عن الفسفاط التونسي
وكيف ان د. البشير التركي، قال لي في أحد الحوارات التي أنجزتها معه في
«الشروق» ان الفسفاط التونسي به نسبة عالية من «اليورانيوم» فذكّره السؤال
على ما يبدو بقصة في المجال يوردها كالآتي: «بالفعل، فمشكلة المعدات
الفرنسية وغير الفرنسية الخاصة باستخراج الفسفاط، تغطت بمشكلة أخرى... فقد
ولج د. البشير التركي في أحد الأيام الى مكتبي (بالوزارة) وبين يديه قطع
فسفاط، وضعها على مكتبي وهو يقول: يا سي احمد عندنا اليورانيوم! اندهشت
لكلامه، ثم أضاف قائلا: «يا سي احمد، أنا ذهبت الى المناجم وتأكدت على
الميدان من هذا المعطى...» فما كان مني الا ان ناديت أولا، لأحد العاملين
بالوزارة حتى يرفع تلك القطع الحجرية من الفسفاط وكان أسود اللون ثم ناديت
المهندسين ويتقدمهم رئيس مصلحة المناجم عصمان البحري والذي أصبح في ما بعد
مدير البناءات... ومعه بعض المهندسين وأعلمتهم بفحوى زيارة التركي... كان
رد فعلهم متفاوتا... هناك من ضحك... وقال: من لا يعرف أن الفسفاط يحوي
اليورانيوم؟ ولكن الخبر تسرب: يورانيوم في الفسفاط التونسي... تسرب الخبر
ولا أدري كيف تم ذلك حيث نشر في الصحافة... بحيث لما كنت في زيارة الى
البنك الدولي في واشنطن، بعد هذا الذي وقع بأيام قليلة وجدت في برنامج
الزيارة لقاء مع «ألكسندار» احد كبار رؤساء الاموال الامريكان في مجال
البترول، تقابلنا وفق اشارة البرنامج في نزل بـ«نيويورك» وبدأ الحديث، وما
فهمته انه كانت لديه فكرة (مسبقة) ان بن صالح يبيع الفسفاط الذي يحوي كمية
هامة من مادة اليورانيوم الى الدول الشرقية «المنضوية» تحت لواء الاتحاد
السوفياتي... وما كان مني، وبعد سماعي ذاك الكلام، الا ان أجبته بعنف...
وقلت له ما معناه نحن طلاّب الحياة... أنت عندك الحرية للتعامل مع الاتحاد
السوفياتي، (لا يهم) أما أنا عندما أبيع «جرد» فسفاط الى رومانيا فلا...
ليس عندي حق...
ولمّا رآني أتحدّث بتلك اللهجة الغاضبة والناقدة بدأ
«ألكسندار» يتحدث بلهجة أخرى مع العلم أنه كان يتعامل مع الاتحاد السوفياتي
في مجال نشاطه...
وهنا كشف «سي احمد» أن كلاّ من ألكسندار (الامريكي)
وبيني Pinay (الفرنسي) اقتنعا بوجهة نظره «فقد شعرت أن الفرنسيين ورطوا
مبعوثهم بيني Pinay لأنهم لم يعرفوا كيف يستغلون الفرصة... فهم ورّطوه في
التدخل وأعطوه صورة التهمة ان بن صالح لا يحب فرنسا، تماما كما فعلت أطراف
مع ألكسندار... لم تكن التجربة سهلة... الآن أعيد على مسامعك بعض تفاصيلها
وأنا مرتاح ولكن عندما كنت في قلب الحدث، كان التشنّج على أشدّه... في كل
المراحل».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:20

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكــرّاي
كان حدثا ملفتا، ذاك الذي
عرفه اتفاق التعاون بين السويد وتونس، عندما بعث وزير المالية السويدي نص
الاتفاق الذي سيمضيه عن الجهة التونسية الاستاذ أحمد بن صالح، ووضع الوزير
السويدي، إمضاءه على الاتفاق الذي ستسدي وفقه السويد قرضا متكاملا لمشروع
ضخم في تونس، تاركا فراغا يملؤه «سي أحمد» بن صالح بوصفه وزير التخطيط
والمالية، وفق ظروف تونس.
كان صاحب المذكرات وهو يقف على هذا الحدث،
يؤكّد، ونحن متأكدون من ذلك، أن الامر لم يحدث لا قبل ولا بعد الآن، مضيفا:
«بعد أن قال لي كاتب الوزير، إن الفراغين، مطلوب مني ملؤهما بما يناسب
ظروف تونس، وضعت في باب مدة القرض 25 سنة، ونسبة الفائدة وضعت 2،5٪...
ووقعنا الاتفاق في الجلسة، ووقعنا على وثيقة إسناد القرض، بحضور عدد من
المهندسين والخبراء... كان ذلك، من الشروط التي يجب ان تذكر... وقد ناقش
المهندسون المشروع (من التونسيين) وبدأت تلوح تأثيرات فرنسية على البعض، من
خلال مواقفهم... واعتقادي أن هؤلاء المتأثرين بفرنسا، بدؤوا يتحركون لأن
تونس بدأت تتعامل مع فرنسا مثلها مثل أي بلد في العالم... بدون امتيازات...
مثلها مثل بقية دول العالم... فنحن نتعامل في هذا المجال، من منظار سيادة
ومصلحة... من ذلك أن هناك روحا تنافسية...
من ذلك أنني أذكر أن أحد
«الاخوان» خرج من الاجتماع وذهب الى كاتب الدولة للرئاسة الباهي الأدغم،
وقال له إن أحمد بن صالح أعطى أو منح السويديين قاعدة عسكرية بحرية! وحسب
ما عرفت من الرئيس بورقيبة نفسه، لأن الباهي الأدغم لم يعلمني بما قاله له
«الأخ» المشار اليه، فإن الباهي الأدغم اتجه الى قصر قرطاج، وأعلم بورقيبة
بما سمع دون علمي... إذ بعد يوم أو يومين، وكان الخبر عند بورقيبة الذي
ناداني الى القصر، فاتجهت، ولم أكن أعلم سبب الدعوة... وما إن ولجت مكتبه،
حتى بادرني بورقيبة بالقول: ما حكاية القاعدة العسكرية البحرية التي
أعطيتها للسويد، يا سي «أحمد»؟ فقلت له: لست وزير الدفاع، سيد الرئيس، ولست
رئيس جمهورية، حتى أقدم على مثل هذا الامر... هذا أولا، وثانيا، وكنت
أواصل كلامي للرئيس، السويد بلد محايد بأتم معنى الكلمة... وهذا معروف.
ولكن
ما تم بيننا وبين السويد، هو أننا أخذنا قرضا من السويد، لتشييد ميناء
للصيد البحري في قليبية... وما إن أتممت كلماتي هذه، حتى سدّد بورقيبة ضربة
بكفّه على جبينه قائلا بالفرنسية: «C›est idiot»...
الحمد لله، وأنا
راجع من المنفى سنة 1988، الى تونس، وفي طريقي الى المكنين مسقط رأسي، زرت
قليبية، فبادرني أحد الصيادين ممن استفادوا من بناء الميناء، وقال لي: «يا
سي أحمد» أنا أصبحت مليونيرا، بفضل هذا الميناء»...
ضحك «سي أحمد» وفهمت
أن ضحكته تعني الكثير، وأهم ما قد عنته، هي سخرية القدر، التي تتجدّد محطة
بمحطة... وهنا سألته، بعد أن استمعت الى قصة العلاقة مع السويد وعمق
الروابط، التي قد تكون تعود الى أيام وسنوات عمل «سي أحمد» في الأمانة
العامة للسيزل ببروكسيل، وقد استجاب صاحب المذكرات لطلب التوضيح هذا
بالقول: «نعم، منذ سنوات إقامتي في بلجيكا، وعملي في الأمانة العامة، وتلك
العلاقات التي أمكن لي قدّها مع عدد كبير من نقابيي العالم، كما أن المؤتمر
الذي وقع سنة 1953 في «ستوكهولم» (عاصمة السويد) لـ «السيزل»، أذكر أن
الوزير الاول السويدي «إير لندار» وهو نفسه رئيس الحزب الاشتراكي
الديمقراطي في السويد، قد استقبلني خلال أيام إقامتي ومشاركتي في
المؤتمر... وأذكر كذلك أن السويد كانت في ذاك الوقت لا تتعامل سوى مع بلدين
(لغتهما الانقليزية) الباكستان في آسيا وتنزانيا في افريقيا. ومعلوم أن
رئيس الوزراء «إير لندار» بقي بالسلطة لمدة 25 عاما متتالية، وأول مرة
يتعامل السويد مع بلد من غير البلدين المذكورين آنفا، كان ذلك مع تونس».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:22

حوار وإعداد: فاطمة بن عبـــــــد الله الكـــــراي
في الحقيقة، لم
يكن موضوع اغتيال صالح بن يوسف، ولا مسألة «المؤامرة» كما يطلق عليها
النظام آنها عندما يشير الى عملية الأزهر الشرايطي، او بالأحرى لم يكن
الموضوعان، منحصرين في حوار واحد، مع الأستاذ أحمد بن صالح.. فقد كانت
المذكرات والشهادات على المرحلة التي عاشها، مكسوّة دوما بتفاصيل، لها
علاقة بالتاريخ وأحداثه..
لكن في كل مرة ، يرفض «سي أحمد» ويجدد الرفض،
تبني معلومة، ليس مقتنعا بها، أو هو يشكّ في حدوثها بالطريقة التي وصلت بها
إليه..
سألته عن عملية الأزهر الشرايطي في 1963 وهل صحيح انها كانت
مؤامرة فقال: «قبل ان أجيبك عن هذا السؤال سوف أروي لك قصة مرتبطة بعملية
الازهر الشرايطي.. كان منزلي محتاجا الى تسخين مركزي Chauffage central وقد
تعاقدت للغرض مع شركة سي أحمد بن حميدة وكان بيننا عقد لكي تنجز الشركة
المذكورة التسخين المركزي لمنزلي وكان من بين الفنيين أحدهم أصيل مدينة
بنزرت، وكان هذا الشخص من ضمن المجموعة التي يقال انها حاولت ان تقوم
بانقلاب على الحكم في تونس، كان ذلك سنة 1963 وكنت وزيرا للتخطيط والمالية
وهذا الأمر علمت به في ما بعد، عندما انتشر خبر ما يسمى بمحاولة الانقلاب
حيث قال لي حارس المنزل انه ولما كانت الشركة تنجز التسخين المركزي للمنزل
صادف في أحد الأيام ان وجد الحارس التقني المتخصص في المجال وقد كان يعمل
بشركة بن حميدة التي تعاقدت معها للغرض وجده بحديقة المنزل على الساعة
الصفر، أي منتصف الليل وعندما سأله الحارس ماذا يفعل، ردّ عليه بأنه جاء
ليتفقد مستوى العمل، وهل ان السخان المركزي يعمل على ما يرام أم لا... كان
هذا التقني (وقد نسي اسمه) من العمال المتخصصين في هذه الشركة... وقد قيل
في شأن هذا التقني الذي أعدم بعد القاء القبض عليه، انه جاء لاغتيال احمد
بن صالح... والله اعلم».
وقبل أن أعلّق بالسؤال على كلام «سي احمد» بن
صالح بأن لماذا وهو يروي قصة عملية الازهر الشرايطي، يقول: «قيل»... سألته
في البداية عن العملية وهل يعتقد انها مرتبطة بعملية اغتيال صالح بن يوسف،
فقال: «لا أدري... لا شيء يدل على ذلك...ليس لأني عضو في الحكومة فأنا أعرف
كل شيء... كان هناك رئيس دولة وكتّاب دولة... كل واحد فرض وجوده بصفة او
بأخرى»... سألت مرة أخرى: ألم تكن لكم اجتماعات دورية للحكومة؟
فقال:
«هناك اجتماعات للحكومة ولكنها لم تكن دورية...»
قلت: من كان وزيرا
للدفاع وقتها؟ فقال: الباهي الادغم كان يشغل المنصب، اضافة الى أنه كاتب
الدولة للرئاسة (أي ما يقابل الوزارة الاولى فيما بعد)... وقلت لك سابقا،
كيف تلقى الباهي الادغم المكالمة في جلسة للديوان السياسي، ترأسها هو وليس
بورقيبة... كان الحدث بعد أشهر تقريبا من اعلان اغتيال صالح بن يوسف»...
لكنك
كنت في الديوان السياسي مجتمعا مع بقية الاعضاء حين تلقى الباهي الادغم
نبأ «المؤامرة»؟ عن هذا السؤال قال «سي احمد» وقد فهم أنني قصدت انه كان
ضمن الحلقة الرئيسية الحاكمة في البلاد: «أنا كنت متبنّى في الديوان
السياسي «Coopté» لم أكن عضوا كامل العضوية، فذلك يقتضي انتخابي من المؤتمر
... مؤتمر الحزب.. كنت بمثابة ملحق بالديوان السياسي بقرار من رئيس الحزب
والديوان السياسي ولم أكن منتخبا... فقد كان لي ذلك في مؤتمر بنزرت لسنة
1964، حيث انتخبت في الديوان السياسي».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:22

حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
قد يكون «سي أحمد» بن صالح
حذرا.. وقد يكون يحتفظ بمعلومة تهمّ هذا الملف أو ذاك، لكن الثابت الذي
أمكن لي فهمه منه، هو أن الرّجل لا يريد أن يخوض في تفاصيل ومعلومات لم
يشاهدها بأمّ عينه ولم يسمعها بأذنيه.
هكذا كان الأمر مع قضيتي اغتيال
صالح بن يوسف وعملية الأزهر الشرايطي التي تنعت بالمؤامرة.. من قبل النظام
حينها..
قال «سي أحمد» في حلقة أمس إنه يعلم القليل عن الحدثين، وبيّن
كيف أنه كان ملحقا بالديوان السياسي بقرار من الرئيس، حيث لم يكن منتخبا
إلاّ متى جاء مؤتمر الحزب ببنزرت.. سنة 1964.
يواصل صاحب المذكرات
التعليق على الحدثين، ليقول: «الثابت والقار بالنسبة لي، بخصوص مسألتي
اغتيال بن يوسف وعملية الشرايطي، هو أن كلّ ما يتعلق بالشؤون السياسية
والعسكرية الداخلية، لم يكن أعضاء الديوان السياسي (الحلقة الحاكمة في
الحزب الحاكم) يشركونني في أية معلومة».
قلت له سائلة: هل كانوا حذرين
منك؟ قال: «ربما كان دوري وإعلامي، فقط بالملف الذي أديره، وأعني
الاقتصاد»..
أعيد عليك السؤال حول علاقة الحدثين ببعضهما البعض، هل
تعتقد أن علاقة ما كانت موجودة بين عملية اغتيال بن يوسف وعملية الأزهر
الشرايطي؟ قال: «لم يخطر ذلك ببالي.. بل إنه عندما وقع الانقلاب على سياسة
التعاضد، هناك من قال لي إن بوقيبة غدّار.. لكني كنت أقول: «لا» أبدا..
لم
أكن أتصور أن بورقيبة يمكن أن يكون له ضلع في ذاك الحدث..
سألت: كيف
سمعت بحادث اغتيال صالح بن يوسف؟
قال: «سمعت الخبر.. بأنه قتل في
ألمانيا»..
طيّب من قتله؟ قال: «لا ندري.. فالكلام الذي يُقال، أن
الحكاية فيها زرق العيون.. والحقيقة، أنه لم تكن هناك مؤسسة أو جهة، أصدرت
بلاغا في الأمر.. أو تبنّت العملية..
كان التشويش على زرق العيون..
ولكني لا أتذكر أن تهمة وجهت إلى أحد بعينه أو جهة معيّنة بشكل رسمي»..
قلت
لـ«سي أحمد»: هل كنت تعرف البشير زرق العيون؟ فقال: «كنت أعرفه مثل
الناس.. كان من المناضلين في الحزب.. أخي الدكتور محمد بن صالح، كانت له
مجموعة نضالية سرية سنوات الأربعين من القرن الماضي، كان من ضمن عناصرها
زرق العيون.. كانت مجموعات شبيهة بالحرس، وكان زرق العيون بمثابة مدير هذا
القطاع.. قطاع الحرس..
كانوا في مجموعات، يقاومون الاستعمار ويترأس هذه
المجموعات شقيقي الذي يكبرني طبعا، الدكتور محمد بن صالح.. ما علمته في ما
بعد، في وقت زمني متأخر، من بورقيبة، أنه هو (زرق العيون) منظم عملية
الاغتيال.. فقد علمت بذلك من بورقيبة في قصة وظروف سبّبت لي صدمة نفسية
كبرى وشديدة».
وسوف نروي تفاصيلها لاحقا، عندما يحين موعدها في الترتيب
الزمني..
وهنا غيّرت فحوى الموضوع الأول، لأسأل «سي أحمد»: كيف كان ردّ
فعلك الشخصي على عملية الأزهر الشرايطي، التي قلت عنها إن الأمريكان هم من
أعلموا السلطات التونسية، وأنها قدّمت لكم وللشعب على أنها مؤامرة لقلب
نظام الحكم؟ عن هذا السؤال، يقول صاحب المذكرات، وقد أخذ نصيبا لا بأس به
من التفكير: «لست واثقا، ولم أكن واثقا، أن هناك مؤامرة.. تونسية بحتة»..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:24

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
ربّما يكون في الأمر
اصرار كنّا مثقفين على أخذ مزيد من المعلومات، هكذا يمكن ان أعلّق على هذا
الالحاح الذي قادني، أسئلة الى «سي أحمد» حول عمليّتي اغتيال صالح بن يوسف،
ومحاولة «الانقلاب» التي قادها الأزهر الشرايطي...
المهمّ أنني أضفت
سؤالا عن الموقف الشخصي من الحدث الأول ومن الحدث الثاني، قائلة: كيف كان
ردّ فعلك الشخصي على عملية الأزهر الشرايطي، التي قلت عنها ان الامريكان هم
من أعلم السلطات التونسية؟ عن هذا السؤال يقول صاحب المذكّرات: «لم أكن
واثقا أن هناك مؤامرة... وأنها تونسية بحتة...».
ثم سألت: طيّب وكيف كان
ردّ فعلك الشخصي على حادث اغتيال صالح بن يوسف، خاصة وأنّك تعرف الرجل
جيّدا؟ قال: «ردّ فعلي الشخصي، عندما علمت بالحادثة، تمثّل في نقمة
وحسرة...
كنت أتمنى، وهذا قلته علنا أن لا يكون بورقيبة رئيسا للحكومة،
بل يكون رئيسا للبرلمان، وقد يكون صالح بن يوسف رئيسا للحكومة على أن يبقى
بورقيبة على رأس برلمان، وضعنا ضمن مشمولاته مراقبة الحكومة... وقد أثرت
هذا الموضوع في إبّانه ضمن الحلقات الفارطة... وقلت إن بورقيبة يكون رئيسا
للبرلمان، حتى يصبح رئيسا للجمهورية... كنت أقول هذا الموقف وأردّده وكان
موقفي هذا، قناعة في ذ اتي من أجل رأب الصّدع بين الرجلين... من جهة أخرى،
لازلت مُقتنعا بأن العملية ليست تونسية بحتة، بل إنني أعني العمليتين،
«المؤامرة» (كما يسمّيها النظام وقتها للاشارة الى عملية الأزهر الشرايطي)،
ولا عملية اغتيال صالح بن يوسف... ليست عندي ثقة بأن العمليتين تونسيتان
فعلا...».
هل تعني أن هناك أيادي خارجيّة؟ قال: «لا... ما أقصده أن
جماعة من تونس تتعامل مع الخارج».
قلت: ومن تقصد بالخارج؟ قال: أنواع...
كثيرة من الناس ومن الجهات... هناك التطرّف مع اليسار الفرنسي... وهناك من
يتحدث باسم العروبة(...)». قلت له: أتقصد عبد الناصر؟ قال: «يدّعون (...)
وحتى
عبد الناصر نفسه، مازلت أعتقد أنه لم يمت ميتة طبيعية في 1970...».
وهنا
واصلت السؤال: وفرنسا أين دورها في كل هذا؟ قال: «على كل فرنسا، كشفت
نفسها في أكثر من مرّة» وهنا كشف صاحب المذكّرات النقاب، عن أن سفير فرنسا
في الستينات «سوفانيارك» «كان لي معه حدث ملفت وغريب...».
واصل «سي
أحمد» حديثه في اجابة عن السؤال ليقول: «بعد التأميم النهائي للاراضي
الفلاحية من قبل رئيس الدولة سنة 1964، وقد كانت مساحتها 400 ألف هكتار، مع
الملاحظة أنه وقبل ذلك، تفاوضنا المنجي سليم وأنا، لاسترجاع 150 ألف
هكتار، ولم تحدث أيّة مشكلة، في هذه المرحلة، مرحلة الـ 150 ألف هكتار...
ويظهر أننا كنّا متفقين على إتباع سياسة التدرّج في استرجاع كامل الأراضي
الفلاحية التي كانت عند الاستعمار، الطريقة كانت متدرّجة إذن، خاصة لما في
مثل هذه العملية من مسؤولية، لاستعمالها على أفضل وجه... فالمسألة مسألة
امكانيات... لكن الشيء الذي حدث، هو استرجاع جملي، وبقرار من رئيس الدولة،
لبقية الأراضي (400 ألف هكتار)، في تلك ا لفترة اتّصلت بي وزارة الخارجية
(تونس) وكان على رأسها بورقيبة الابن، (على ما أظن) وأعلموني، بأن سفير
فرنسا، جان سوفانيارك «Jean Sauvagnargue» يطلب موعدا منك لتستقبله وكان
جوابي أن قلت:إن العادة تقتضي أن يتّصل ديوان السفير بديواني ويتفقا على
موعد، أما أن يأتي الموعد عبر وزارة الخارجية فهذا يجعلني أطلب منكم ـ
الخارجية ـ أن يحضر معي مسؤول عن وزارة الخارجية لمقابلة السفير»
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:26

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
يواصل «سي أحمد» بن
صالح كشفه لمدى وواقع علاقته بمنداس فرانس، ونحن نعلم، أن «فرانس» صديق
لبورقيبة... في آخر حلقة أمس، كشف وزير التخطيط والمالية الاسبق، أن
بورقيبةطلب من منداس فرانس، بصفته خبيرا وأستاذا جامعيا في المجال، حتى
يقيّم المسار الاقتصادي في تونس كان ذلك ـ يواصل الأستاذ بن صالح ـ سنة
1968...
وجاء منداس فرانس وفُتحت له كل الأبواب والملفات... وبقي منداس
فرانس، أياما في تونس، واطّلع على كل ما يجب أن يطّلع عليه... زار تعاضديات
فلاحية وتعاضديات تجارية، وتحاور مع تجّار وفلاحين ومع مسؤولين... كانت
الأبواب مفتوحة أمامه... وأذكر جيّدا أنه وقبل ان يلتقي بالرئيس بورقيبة
ليعطيه تقييمه الاولي، تقييم شفاهي، قبل ذلك دعاه كاتب الدولة للرئاسة
الباهي الأدغم، في الدار المغربية بقرطاج على مأدبة عشاء، ونحن معه ، وكانت
الموائد متعدّدة، وكنت أنا على الطاولة التي فيها الباهي الأدغم ومنداس
فرانس، كنت الى جانب منداس فرانس، وفي آخر مأدبة العشاء، وعلى الطريقة
الفرنسية، تزحزح منداس فرانس من كرسيّه، وأعطانا خلاصة زيارته الى تونس،
وقال بجمل طويلة وكثيفة أنه كانت له كل المفاتيح واطّلع على كل ما يجب ان
يطّلع عليه وأنه زار ما يجب أن يُزار قال زرت المالية واطّلعت على حجم
الديون والاصلاحات...ثم أخّر منداس فرانس كرسيّه الى الوراء والتفت إليّ
وأنا بجانبه وقال بالضبط: «En bien voilà Mr Ben Salah... Bravo» كانت
خلاصةواضحة من حيث تقييمه للوضع.
وعلمنا أنه ومن الغد، ذهب الى الرئيس
بورقيبة وأعطاه خلاصته شفاهيا ريثما يبعث بتقريره المكتوب حول مهمّته التي
كلّفه بها رئيس الدولة بورقيبة... وشاهدت شخصيا عقب ذلك، بأم عيني، بعد
مقابلة بورقيبة لمنداس فرانس، بعدها بيومين أو ثلاثة، خلال الاجتماع
الاسبوعي الذي يجمعني بالرئيس في مكتبه بقصر قرطاج، رأيت لأول مرّة، غياب
صورة منداس فرانس من على مكتب بورقيبة كما كانت منذ الجمهورية... لم أر
صورة منداس فرانس، لأول مرّة».
قلت لـ «سي أحمد» ماذا تقصد؟ فقال:
«معناها أن منداس فرانس أصبح من المغضوب عليهم...» قلت: ألأنه شكرك؟ لا...
لأنه قال إن الأمر يبعث على الابتهاج».
وهل قال لك بورقيبة شيئا عن
«فرانس» أو عن فحوى المقابلة أو فحوى التقرير الشفاهي؟ فقال: «بورقيبةلم
يقل شيئا في المجال... لا أتذكّر أنه قال أمرا في هذا القبيل... كانت أمورا
عادية...» قلت لـ «سي أحمد»: وهل رأيت التقرير المكتوب؟ قال: «لم أره...
ولكن سرعان ما أصبح «ادغار فور» «Edgard Faure» هو الزائر لتونس... وذلك
بعد ذهاب مانداس فرانس...».
ودون أن يذكر ذلك، فقد بدا واضحا الفرق بين
الرجلين سياسيا ومذهبيا، بين «منداس فرانس» و«إدغار فور»...
لكن ضمن هذا
الملف، ملف فرنسا وبن صالح، مازالت القصص متعدّدة، إذ يقول صاحب
المذكّرات: «وقعت أزمة 1969، ودخلت السجن وخرجت الى المنفى، ولا أعرف
بالضبط في أي سنة، علمت أن جيسكار ديستان، قام بزيارة الى تونس، وكان رئيسا
للجمهورية (1973) والذي علمته من صديق لديستان أنه وقبل الزيارة بعث
ديستان بأحد موظّفيه الىوزير الخارجية التونسي الحبيب الشطّي وقابله
المبعوث الفرنسي»...
وكان الموضوع هو ترتيب الزيارة... ولكن بن صالح كان
أحد مواضيعها... كيف ذلك، وما كان الأمر في شأن الملف؟ هذا ما سنراه لاحقا
ان شاء الله...
تنويه
تسرّب خطأ في حلقة أمس، إسم السيد بيار مسمار
Pierre MESSMER، على أساس أنه صحفي، والصحيح أنه تقلّد مناصب عديدة بالدولة
الفرنسية آخرها وزيرا أول بفرنسا وهو من رجال المقاومة مع ديغول، فوجب
التصحيح والاعتذ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:29

حوار وإعداد : فاطمة بن عبـــــــد الله الكـــــراي
يواصل «سي أحمد بن
صالح» ما أطلق عليه عنوان: «البيان» أو «المانيفستو» ليوضح الصورة، ويضع
أسئلة الحيرة، مفادها أن كيف يمكن أن يسوّق البعض أن سياسة التعاضد هي من
«فعل» بن صالح، والحال أنها سياسة بلد ودولة، وكل المؤسسات المعنية بصنع
القرار في تونس، باركت وعملت على أساس أن تكون سياسة تونس، هي نفسها التي
عرفتها فترة الستينات، مع «الآفاق العشرية» في نسختها الاولى: المخطط
الانتقالي، وفي النسخة الثانية التي انتهت وقد بدأت المرحلة الثالثة وبُترت
بعد أن خرج بن صالح من السلطة...
وبعد «ريمون بار» الوزير الأول
الفرنسي الاسبق، يستشهد «سي أحمد» بما قاله أستاذ وجامعي في العلوم
الاقتصادية (وقد كان سياسيا سابقا) حيث يورد ما قاله عن التجربة: «هنا،
أيضا، تجدر الملاحظة أن أستاذا في العلوم الاقتصادية، والذي ذهب لمدة زمنية
في طريق من ذهبوا في مسالك التشنيع والتهم، والانقلاب، صرح في ندوة
«تميمية» (ويقصد الاستاذ التميمي، أي مؤسسة التميمي للبحث العلمي
والمعلومات) بأن «السياسة الفلاحية التي خطّطت لها تونس ونفّذتها في
الستينات، وتحت راية الاجماع، إنما هي التي كانت حامية لتدهور الاوضاع
الفلاحية في بلادنا، وكانت دافعة، والكلام للاستاذ المشار اليه، لتنويع
وتقوية الانتاج الى درجة جعلت ـ وهذا قولي أنا ـ البنك الدولي، ولأول مرة
منذ تأسس يموّل لا فقط المشاريع الفلاحية بل المشاريع الفلاحية التي تُنجز
في قالب التعاضديات... والتعاضديات ما هي إلا شركات كغيرها إلا في ما يتعلق
بديمقراطية المساهمة، حيث لكل واحد مهما كانت مساحة ملكه، له صوت واحد»...
هي
معلومة، أعرفها لأول مرة، أن المتعاضدين فيما بينهم، لكل منهم صوت واحد،
مهما كان حجم مساهمته، لذا سألت صاحب المذكرات: لكن من هم هؤلاء الذين
أدخلوا عامل الاضطراب والتشكيك في هذه المسيرة، التي سنأتي على تفاصيلها
على لسانك؟
قال: «العامل الذي أدخل الاضطراب وسهّل عبث العابثين بمسيرة
تونس، الاقتصادية والمجتمعية في سبيل خدمة الذين تكالبوا على ميراث
المعمّرين وتكالبوا خاصة من أجل تقويض المنجزات وتحقيق خلافة للسلطة
تساعدهم على ما يريدون من التيار، كما تساعدهم على جعل الحكم لا بأيدي
المجتمع وإنما...».
حين سكت ولم يتم ذكر من يعني ومن يقصد بادرت
بالسؤال: هل تقصد من التونسيين؟ فقال بسرعة، قاطعا صمته العميق: «... من
التونسيين والغاضبين من المستعمرين، على نجاحات تونس في زمن أقصر من أن
يڤُقاس بقرابة قرن من الاستعمار... هذا وإن المناورات المختلطة من الداخل
ومن الخارج، نجحت في دفع رئيس الدولة، الى معارضته لسياسة التدرّج
والانتقاء في تكوين التعاضديات، فلاحية أو غيرها، الى درجة إعلانه في
اجتماع للجنة المركزية للحزب سنة 1968، أنه لا يتفق مع «سي أحمد» كما ذكر
بنفسه، في ما يتعلق بالتدرّج، بل طلب علنا، وكما ذكرنا ذلك سابقا، بأن يكون
تعميم التعاضد في أشهر قليلة»...
فالى حلقة قادمة إن شاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:30

حوار وإعداد : فاطمة بن عبـــــــد الله الكـــــراي
عمل «سي أحمد» بن
صالح كوزير للمالية والتخطيط، مع كوكبة من وكلاء كاتب الدولة ـ وهي خطة كما
ذكرنا سابقا تعني أو توافق خطة كاتب الدولة الآن على اعتبار أن أعضاء
الحكومة من الوزراء وإلى حدود سنة 1970، هم وزراء بتسمية كتاب دولة ـ عمل
إذن مع هذه المجموعة، التي اختصّ كلّ فرد فيها «بوزارة» وهنا، يقول «سي
أحمد» موضحا، وقبل أن يجيب عن السؤال الذي ختمنا به حلقة أمس:
«تتكون
المجموعة من الرصّاع والبشير ناجي ومحمد الجدّي، ثمّ بعد مدة عوّض منصور
معلى «ناجي» وعوّض الأسعد بن عصمان «الجدّي» والتيجاني حرشة عوض محسن
الامام الذي توفّي كما قلنا في حادث طائرة وكان في مهمة خارج البلاد..
والأخ التيجاني حرشة عوّض الإمام في معهد الانتاجية، فيما أصبح الصادق
بحرون مديرا للتخطيط.. والصادق بحرون يكشف «سي أحمد» أن له قصّة، إبّان
محاكمة بن صالح سنأتي على تفاصيلها عندما يحين أوانها..
إذن يواصل صاحب
المذكرات قصّة تحمّله بمفرده كوزير، وطبعا معه وكلاء كاتب الدولة، عددا
كبيرا من الوزارات، حيث سألته إن كان هذا عنوان ثقة في شخصه، أم قضية
كفاءة.. أم غيرهما.. ثمّ «ألم يجلب لك هذا غيرة أو حسدا أو عينا مؤلمة، كما
يقال، من زملائك»؟
عن هذا السؤال، الذي يحمل في طياته أكثر من استفسار،
يقول صاحب المذكرات: «.. نحن الآن بصدد التاريخ.. (يضحك..) انطلقنا كما
تذكرين، من الرّفض فالشكّ (أي المدّة الأولى من العمل الحكومي).. الرّفض
وأعني به رفض برنامج الاتحاد من بورقيبة سنة 1956، فقد رفض ذاك البرنامج
التقدمي الذي يعدّ رفضه ـ في الحقيقة ـ رفضا للتخطيط.. أما الشكّ فكان، كما
قلت يهمّ المدة الأولى، أي عندما كنت في وزارة التخطيط دون المالية.. ثم
كان الوقت الكافي، لاطلاق «الآفاق العشرية».. ثم انطلقت الآلة، وبدأت
الانجازات.. لذلك كان من الضروري تنويع العمل والأشخاص، ولكن مع الحفاظ على
«قيادة» واحدة مسؤولة أمام السلط العليا في البلاد.. ولم نعش أيّ خلل
داخلي على كلّ حال، في وزارة التخطيط والمالية، التي كانت كما قدّمت في
السؤال تشمل في الحقيقة عدة وزارات من حيث العدد والاختصاص.. وإذا كان هناك
خلل، فإنه لم يأت ـ بالتأكيد ـ من داخل الوزارة بل أتى من العناصر التي لم
تكن مقتنعة، وهي في الحكومة، ولكن البعض من «المواطن» المسؤولة لم تقم
بواجبها، تجاه الدّس وتغيير الحقائق بخصوص السياسة الاقتصادية عامة، والتي
حصرها أهل الفتنة، حصروها، في التعاضد»..
سألته بسرعة: من هم أهل
الفتنة؟ قال: «الذين دخلوا (الحكومة) للتخريب.. والذين أوحوا بضرورة تعميم
التعاضد والابتعاد عن سياسة المراحل في تطبيق التعاضد، ثمّ استعملوا الخوف
من ذاك التعميم السريع.. مما دفع عددا من المواطنين إلى بيع حيواناتهم
وممتلكاتهم، حيث نذكر قصّة في هذا الصدد، عندما جمع «هؤلاء» (أهل الفتنة
ومن حولهم) والذين لا أسميهم بل أقول عنهم «المجهولون» إذن جمعوا عشرات
الآلاف من الحيوانات، مثل الأبقار والأغنام.. بأثمان زهيدة جدّا، وأخذوا
قسما كبيرا منها (الحيوانات) إلى جهة القيروان، إلى درجة أن السماء صعقتهم
بفيضانات عارمة.. جرفت كل شيء»..
قلت: لماذا القيروان بالذات؟ فقال «سي
أحمد» وهو يواصل ابتسامة ساخرة من القصّة وعبث القدر : «لقد اشتروا تلك
الحيوانات بـ«فرنكات» (أربعة صوردي، قال..) وهم الذين دفعوا إلى تسخين
الأجواء، بخطر تعميم التعاضد، واستعملوا كلمات الرئيس سواء كان ذلك في
اجتماع القبّة (بالمنزه) حين دعا بورقيبة (أو هو أمر) بأن يسرّع بتعميم
التعاضد أو كذلك في اللجنة المركزية، إلى درجة أن النّاس باعوا ثرواتهم
الحيوانية بأثمان رمزية.. واشتراها بعض «النّاس» ووزعوها على الجهات..
فعاقبتهم الطبيعة بالفيضانات.. عندها بدأ الجوّ يتجه نحو التسمّم»..
فإلى
حلقة قادمة، إن شاء اللّه، وتفاصيل أخرى، تربط بين فترتين من تاريخ تونس
الحديث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:33

حوار وإعداد: فاطمة بن عبـــــــد الله الكـــــراي
في إحدى الحلقات
السابقة، تحدّث صاحب المذكّرات عن «جلسة قرطاج» وقد دفع بالمعلومة في إطار
الحديث عن الأزمة والتحضيرات للأزمة... التي أنهت في ما أنهت مشوار التنمية
الشاملة..
في هذه الحلقة يكشف «سي أحمد» كيف «دبّر الامر» بنهار وليل
معا، لاغتياله وتكوين ملفات لمسؤولين آخرين.
وفي جلسة برئاسة بورقيبة
تنكشف خيوط الحكاية... بخصوص مشوار التنمية الشاملة ، يعيد «سي أحمد» بن
صالح ويكرّر انها كانت شاملة ببعدها الجغرافي حيث لم تكن هناك جهة واحدة في
تراب الجمهورية كانت مستثناة من برامج التنمية في الصناعة والفلاحة
وغيرها، وكذلك ببعدها النوعي، حيث كان برنامج الستينات شاملا ومتنوّعا من
حيث القطاعات التي عناها البرنامج..
سألت «سي أحمد» بن صالح عن هذه
الجلسة التي تحدّث عنها وقد ترأسها بورقيبة فقال: ان لتلك الجلسة
مقدّمات...
فماهي هذه المقدّمات، وكيف تركبت أحداثها وقُدّت؟
يقول
صاحب المذكرات: «في يوم من الأيام، اقترح مدير الأمن (بوزارة الداخلية سنة
1968) ان يدمج الحرس الوطني بالأمن، وقد كانا الى حد ذاك الزمن منفصلين..
والحقيقة، كان الحرس الوطني يمثّل ملجأ للناس، خاصة في الجهات وهو سلك تابع
لوزارة الدفاع... كنت وإضافة الى الحقائب الوزارية، كاتبا عاما مساعدا
للحزب الاشتراكي الدستوري (الحزب الحاكم) فقد دخلت الديوان السياسي
بالانتخاب في «مؤتمر بنزرت» سنة 1964 كما ذكرت ذلك آنفا.. وفي إحدى الجلسات
على ما أظنّ طُلب مني رأيي في المسألة، وكان ذلك داخل الحزب فكان ردّ فعلي
على إدماج الحرس والأمن أن قلت: هذا غير معقول.. ولما بلغ رأيي بورقيبة
دعاني ولمّا سألني عن رأيي أعدته على مسامعه، من أنني غير موافق لسبب بسيط
أن الأمر لن يكون في صالح البلاد ولا في صالح العباد.. وقلت في تعليق بلغ
بورقيبة أيضا، وأعدته على مسامعه بنفس المحتوى: .... إذن لنعلن
«الفرانكيزم»! (نسبة الى فرانكو إسبانيا) يعني ان دمج هذين السلكين، سلك
الأمن وسلك الحرس الوطني سيجعل من تونس (نظاما) قريبا من نظام «فرانكو» في
إسبانيا..
وأذكر أن بورقيبة وعندما ناداني لاجتماع معه وكنّا لوحدنا،
قال لي: هل صحيح أنك ضد دمج الحرس والأمن؟ فقلت له: (...) وهل ترضى ان يكون
نظامك شبيه نظام «فرانكو»؟
قلت: وما علاقة هذه الحادثة بجلسة استعجالية
في قصر قرطاج ترأسها بورقيبة؟ فقال «سي أحمد»: «في يوم من الأيام، وكان
الوقت ليلا، كنت ببيتي، وإذا بالباهي الأدغم كاتب الدولة للرئاسة، وأمين
عام الحزب، يهاتفني ليقول لي: إن الرئيس يطلب منك أن تقنع مدير الديوانة
لكي يقبل خطّة مدير للأمن بوزارة الداخلية... فقلت ومدير الأمن الحالي، أين
هو؟ فقال: في السجن وبالضبط قال لي بالدارجة: (في قلبه)، وكان الباهي
الأدغم، وهو يطلب مني ذلك، أعلمني بأن مدير الديوانة لم يقبل الخطّة، وفعلا
جاءني مدير الديوانة من الغد، وأعلمته وطلبت منه أن لا يعكس قرارات أو
إرادة الرئيس...وكان الباهي الأدغم، وهو يطلب مني هذا الامر، عبر الهاتف،
قال لي سوف أراك غدا صباحا وسوف أطلعك على الأمر...
من الغد، وبعد
مقابلة مدير الديوانة في مكتبي، وقد أقنعته بقبول المهمّة، لبثت أنتظر
الباهي الأدغم، لأعرف سرّ الحكاية...لكن شيئا من هذا لم يحدث، وقد طلبني
الأدغم عبر الهاتف ليقول لي: «غدا جلسة في قرطاج برئاسة الرئيس بورقيبة،
وفعلا، ومن الغد، كنّا في قصر قرطاج وأمام أربعين مسؤولا في الحزب والدولة،
يتوسّطنا بورقيبة والى جانبه الباهي الادغم ثم أنا والشاذلي القليبي
وبورقيبة الابن، جاء ضابطان من سلك الأمن وضابطان من سلك الحرس، وكان وزير
الداخلية حاضرا، أحد ضابطي الامن قال: بعثتنا ادارتنا (ادارة الأمن) الى
باريس لجمع وثائق عن الليبرالية الاقتصادية (...) لنستعملها لمقاومة سياسة
بن صالح... فيما كشف ضابطا الحرس، أنه «جاءنا منشور من إدارة الأمن(!) يطلب
منا بأن نقاوم سياسة التعاضد... في الجهات... (رغم أن الحرس، تابع لوزارة
الدفاع... وهذا ما يدعو الى الاستغراب)، كما تحدّث من تحدث، عن ضرورة
اغتيال احمد بن صالح، الذي يعتبر بالنسبة «للمجاهد الأكبر، بأن احمد بن
صالح هو صالح بن يوسف ثان»، والخلاصة ـ يواصل «سي أحمد»: «اغتيال بن صالح
وتكوين ملفات ثقيلة للباهي الأدغم والشاذلي القليبي وبورقيبة الابن...
وبعد
الشهادات التي استمع اليها الحضور، إلتفت بورقيبة الى وزير الداخلية، وطلب
منه بأن يستدعي مدير الأمن... وفعلا، قام بذلك،ودخل مدير الأمن الذي
استقدم من السجن، كما قال لي الأدغم قبل يوم، وكانت يداه الى الوراء، ودخل
علينا متّجها بالنظر والكلام الى بورقيبة، وهو يجدّد الولاء الى الرئيس
ويقول: «معك الى آخر رمق، سيدي الرئيس»... وكان بورقيبة غاضبا مزمجرا سبّا
وشتما...لكن «مدير الأمن» كان يجدد تلك الجملة دون هوادة... وقد دامت هذه
العملية، بين «معك الى آخر رمق» وزمجرة وتشنّج بورقيبة حصّة لا بأس بها من
الوقت...
وهنا يضيف «صاحب المذكرات»: علمنا في ما بعد، أن الذين شاركوا
في هذه العملية، بالتحضير لاغتيال بن صالح وللقيام بقضايا ضد المسؤولين
الاخرين المذكورين، دخلوا السجن لمدّة زمنية... قرابة الشهرين... وبعدها
طلب مني بورقيبة أن أقبل مدير الأمن المتهم، ليقدّم لي الاعتذار...».
وهل
قبلت؟ عن هذا السؤال وبقية القصّة بخفاياها الأخرى حول كيفية الاعداد
للاغتيال نطالعها غدا ان شاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:35

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكرّاي
تمثّلت «المؤامرة» إذن في أن
يقع اغتيال أحمد بن صالح، وأن تكوّن ملفات ثقيلة لكل من الشاذلي القليبي
والباهي الأدغم والحبيب بورقيبة الابن... وبعد جلسة قرطاج، التي حدثت أمام
صاحب المذكّرات، وبرئاسة بورقيبة، يقول «سي أحمد»: «إن كنه الحكاية لا
أعرفه الى حد تلك اللحظات..
وقد ذكرت لك آنفا كيف تصرّف بورقيبة خلال
جلسة قرطاج، مع مدير الأمن، الذي طلب بورقيبة من وزير الداخلية، استدعاءه
أمامنا، وكنّا حوالي 40 مسؤولا في القاعة.. وبعد أن دخلت المجموعة الى
السجن، وبعدها بقرابة شهرين، طلب مني بورقيبة، ان أستقبل مدير الأمن (الذي
كان مودعا بالسجن) وقال لي بورقيبة إنه سيأتيك ليعتذر لك».. فقلت له: «أنت
ترى أن أستقبل وأتجاوز لإنسان حضّر لاغتيالي... ـ اي لاغتيال مسؤول في
الدولة ـ ؟ فردّ بورقيبة وقد لمس حيرة في سؤالي: «ياسي أحمد»، «ما تاخذش في
خاطرك (بالدارجة التونسية) ما هو الا طيش شباب» وهنا استجبت لطلب الرئيس،
وقلت له: «طيّب أقبله في مكتبي ليعتذر... وفعلا بعد يومين او ثلاثة من طلب
الرئيس، جاءني الى مكتبي مدير الأمن وقدّم اعتذاره بصفة.. (يقطع سي أحمد
كلامه لبرهة وكأنه يبحث عن كلمة... أو كلام...) ثم يواصل: كان اعتذارا بصفة
ذليلة جدا... وكان من ضمنها الانحنا ء المفرط (...) ولا حول ولا قوّة الا
بالله».. فهمت من خلال الكلام المتقطّع بصمت فيه إغراق في التفكير أحيانا،
أن صاحب المذكرات رفض ولم ينس، فحوى كلام الاعتذار الذي قدّمه له مدير
الأمن.. ولكني قلت له: «وهل قبلت الاعتذار بعد ان قبلت مبدأ المقابلة؟ فقال
: «نعم... ما دمت وافقت الرئيس في ما يخص فحوى الزيارة او الاستقبال في
حدّ ذاته، أي قبولي زيارة مدير الأمن السابق..».
وهنا، وحتى نعود الى
أصل القصة، التي كان «سي أحمد» يجهل تفاصيلها وهو يتجه الى قصر قرطاج لحضور
تلك الجلسة التي وقعت فيها «محاسبة» لمدير الأمن، الذي أدخل السجن، كشف
«سي أحمد» النقاب: «قال لي الباهي الأدغم إنه وفي إطار إماطة اللثام عن
خيوط القضية التي كانت وفقها مجموعة تخطط لاغتيالي، ولتكوين ملفات ثقيلة
للأدغم والقليبي وبورقيبة الابن، قال لي كاتب الدولة للرئاسة إذن (الباهي
الأدغم) إنه وقع استدعاء سليمان الدقي الذي كان في تلك الفترة يدرس الطب في
روسيا، لكي يدلي بشهادته بخصوص هذه المؤامرة، وقال الدقي، حسب ما أورده
على لسانه الباهي الأدغم، إنه استدعي من قبل مدير الأمن، وكان الدقي في
عطلة من عطل السنة، وقد استقبله في المهدية وقال له مدير الأمن: «إنه
وبالنسبة الى الرئيس الجليل، فإن أحمد بن صالح هو صالح بن يوسف ثان.. (وهذا
كلام مدير الأمن الذي شهد به الدقي أمام الباهي الأدغم) أما أنا فلم أسمع
لا من الدقي ولا من غيره... كل هذه التفاصيل وغيرها كشفها لي الباهي
الأدغم... وقد حدثت جميعها قبل جلسة قرطاج، لكني لم أكن على علم بها من
قبل».
وعندما سألته: لماذا سليمان الدقي بالذات؟
قال: «هذا لأن
سليمان الدقي كان صديقا لمدير الأمن، وكانا في نفس المنظمة الطلابية، وقد
استمع إليه الباهي الأدغم في الشهادة التي قدّمها... وهما من نفس الجيل»..
ولكن
«سي أحمد» وقبل ان أسأله عن موضوع الغداء الذي قد يكون تقرّر فيه التخلص
من أحمد بن صالح، عبر القتل، سألته عن عودة الأمور بعد تدخل بورقيبة في
جلسة قرطاج وبعدها حين طلب منه ان يقبل مدير الأمن ليقدّم له الاعتذار، قلت
له: «هل عدت بعد الاعتذار تتعامل مع المجموعة ومدير الأمن بالذات، كما قبل
المسألة؟ فقال: «عندما انتهى الأمر، كدنا نقول إن المياه رجعت الى مجاريها
لكن دون أمان.. أو دون شعور بالأمان»..
وفي هذا الكلام، معان ومعلومات
أخرى، لـ «سي أحمد بن صالح» فيها وجهة نظر..
لكن السؤال الأكبر: ماذا
وقع في جلسة «الغداء» المشهور وكيف قُدّت القصة، قصة تصفية أحمد بن صالح،
وتكوين ملفات ثقيلة، للأدغم وبورقيبة الابن والقليبي؟
هذا ما سنراه غدا،
إن شاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:36

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكرّاي
يقول «سي أحمد» بن صالح، إنه لم
يكن على علم بموضوع جلسة الغداء التي سرّب أو ادّعى العديدون أنها شملت
ثلّة من المسؤولين في الأمن والحزب، من أجل محاصرة تجربة التنمية الشاملة،
ولكن خاصة للتخلّص من أحمد بن صالح (تصفية جسدية).
فقبل جلسة قرطاج،
التي مثلت «خاتمة» التحركات من أجل ضرب التجربة التنموية في البلاد، «بدأ
الكلام يصدر من هنا وهناك حول الشخصية السياسية لأحمد بن صالح، وأن مدير
الأمن أراد أن يرسّخ ويسرّب، هو ومن معه، بأن الرئيس بورقيبة يعتبر أن أحمد
بن صالح هو صالح بن يوسف «ثاني»..
وهنا يقول «سي سالم الصباغ» في احدى
شهاداته، بأنه أراد مخاطبة رئيس الجمهورية مباشرة، وتقديم استقالتي لأسباب
قاهرة، فكان أن أحالني على كاتب الدولة للرئاسة السيد الباهي الأدغم..
ومن
هنا كانت مقابلة الصباغ مع الأدغم، والبحث في مسألة اغتيال أحمد بن صالح..
وهنا يضيف صاحب المذكرات: «علمت عبر الصحافة ان هناك اجتماع غداء في منزل
آمر الحرس، حضره مدير الأمن وبعض المسؤولين، ووقع فيه تداول للحديث حول
برنامج التنمية وشخص بن صالح.. وهنا، وحسب الرواية التي سيقت لي، في
المجال، أن آمر الحرس، تواجد أمام مكتب الباهي الأدغم ولـمّا رأى أحدا من
المجموعة، بادره هذا الأخير بأنهم سيبدأون ببن صالح، عبر إشارة توحي
بالقتل، فما كان من آمر الحرس، إلا أن أعلم كاتب الدولة للرئاسة وهو نفسه
الأمين العام للحزب»..
وهنا سألت «سي أحمد»: كيف أصبح التعامل مع هؤلاء،
وخاصة وأن مدير الأمن طلب المعذرة منك، بطلب من الرئيس بورقيبة، فقال:
«قلت لك في حلقة الأمس، أصبحوا في نظري، وكأنهم عدلوا عن قضية الاغتيال،
لأن المخطّط فشل، ووقع الاختيار على تشويه سياسة المرحلة وأساسا منها
الاقتصادية، أي البرنامج التنموي»..
قلت له: ماذا تقصد بالتشويه؟ فقال:
«الزمن كفيل بتوضيح العديد من الأشياء التي قد يكون الإنسان عاشها، بلا
تفاصيل ولا خفايا.. هذا معناه، أنه ولما تبيّن أن الكلام عن أحمد بن صالح
على أساس أنه بن يوسف ثاني، بدا وهما أو إيهاما غير كاف، لذلك لجأ هؤلاء
إلى أسلوب أشمل يهمّ الرأي العام، ويكون الرأي العام هو المحرّك فيه..
فتنظيم اللخبطة في صفوف الرأي العام بخصوص السياسة التنموية، ظهر لهم،
كمبرّر أوّلي للتخلّص من فلان.. وهذا يمكن أن يخدم هؤلاء الذين خطّطوا
للأقصى تجاه بن صالح في الأوّل»..
وهنا كشف «سي أحمد» بن صالح، أن قرار
بورقيبة القاضي بتعميم التعاضد دفعة واحدة وفي 7 أشهر، لم تكن له إشارة
واحدة في نصّ المخطّط، مع الملاحظة، بأن المخطّط الأول لم تكن فيه، كلمة
واحدة اسمها «تعاضدية» فقد كان الحديث والنصّ يهم: تجمعات استثمار.. ولكن
في آخر الأمر اتفقنا عى تسمية «التعاضدية»..
ولكن ما الذي حدث في اللجنة
المركزية للحزب، التي أقرّ فيها بورقيبة، تعميم التعاضد في ظرف سبعة أشهر؟
وهل أساء القرار إلى التجربة برمّتها فسرّع بالأزمة أم العكس هو الصحيح؟
عن
هذا السؤال، يواصل، غدا، الأستاذ أحمد بن صالح، كشف تفاصيل جديدة، لفترة
نهاية الستينات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:38

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكراي
الحقيقة، يروي صاحب المذكرات،
قصة الخطاب الذي ألقاه في سوسة، بطلب من كاتب عام لجنة التنسيق بسوسة،
والذي قال فيه، وكان ذلك سنة 1968، إنه تكلّم كأستاذ يفتتح السنة الدراسية
1972ـ1973 اي عندما يكون المخطط الرباعي الثاني قد انتهى ويعود الوزير
وصاحب المشروع، الى حمل المحفظة ويتجه الى المدرسة... يواصل صاحب
المذكّرات: بأنه تكهّن بما يمكن ان يحصل... قائلا بعد ان سألته في الغرض:
«يعني أنا جعلت المخطط الرباعي الثاني يمرّ، ووضعت نفسي وكأنني في سنة
1972، مفتتح السنة الدراسية..».
قلت له: وهل أخذت الحاضرين معك، وكيف
بلّغت لهم هذه الفكرة، وقد كان الظرف غير الذي سبرت أغواره قبل أربع سنوات؟
عن هذا السؤال يقول صاحب المذكرات: «نعم، عندما وضعت نفسي وكأنني سنة
1972، وليس سنة 1968، توقيت المحاضرة الفعلي، تحدّثت على أساس أنني رجعت
الى التعليم كعادتي وبقيت أنظر الى تونس كيف تغيّرت، وكيف تبدّلت منذ درّست
في سوسة آخر الاربعينات، وكيف أصبحت اليوم (الموعد الافتراضي 1972) وأنا
أدرّس من جديد في سوسة... أردت من خلال هذه القصة ان أبيّن انه وبعد ان
أكمل المخطط الرباعي الثاني ويكون ذلك سنة 1972، فإنني راجع الى التعليم..
يعني هذه رسالة يا ناس، انني أعود الى التعليم بالرغم من ان هناك من قال ان
بن صالح هو بن يوسف ثان.. وبقليل من المزح، فإن الكاتب العام للجنة
التنسيق بسوسة الذي دعاني الى إلقاء هذه المحاضرة عبد المجيد رزق الله،
وحسب قصة الخطاب، يكون أصبح سنة 1972 مديرا للرشيدية.. وفي هذا الكلام
طبعا، موقف دفاعي ان: «فكّ علينا من الهرج» هرج السياسة طبعا..
ومن
العلامات الغريبة التي التصقت بهذه المحاضرة (التي تحدّث فيها افتراضيا عن
زمن يأتي بعد اربع سنوات من تاريخ القائها) أن الرئيس بورقيبة، اتصل بي بعد
يومين او ثلاثة عبر الهاتف، ليقول لي بالحرف: «ياسي أحمد، ما تحطّش في
خاطرك، (لا تقلق) ... أنا الذي أمر بأن لا تبثّ محاضرتك تلك، وأن لا يصدر
عنها شيء في الصحافة» فقلت لبورقيبة: هل يمكن أن أسأل سؤالا مفاده: إن شاء
الله لم يقع شيء مخالف.. أو صدر من المحاضرة أمر ما فيه مخالفة. فقال
بورقيبة بلغة فرنسية هذه المرة:
.... non, non, non
وأضاف بالدارجة:
«موش وقته يا سي أحمد... موش وقته..» وأضاف سي أحمد معلّقا: «والفاهم
يفهم».. قلت له وماذا يمكن لغير الفاهم ان يفهم «سي أحمد»؟ ضحك وقال: يعني
ربما كسّرت أو أنك (يا بن صالح) ستكسّر لنا التهمة الجديدة..».
سألت «سي
أحمد» وقد فهمت أن أسئلة الحيرة، بدأت تنتابه، عبر تدرّج الأحداث: وهل
لاحظت أو استغربت كيف لم تصدر الصحافة شيئا عن المحاضرة، قبل ان يهاتفك
بورقيبة؟ قال: لم تكن العادة من قبل، ان لا يصدر شيء لوزير الاقتصاد
والمالية، عندما يلقي خطابا.. ولكن... انتهى الاستغراب عندما خاطبني
بورقيبة عبر الهاتف.. وقال لي ما قال...
وهنا أضاف مجددا فكرته: «إن
قرار بورقيبة القاضي بإنهاء تعميم التعاضد في ظرف سبعة أشهر من تاريخ
اللجنة المركزية، التي قال فيها انه لا يوافقني الرأي في مسألة التدرّج في
تركيز التعاضد، جاءت غير متوافقة مع المخطط الذي خلا نصّه من اي نوع من
أنواع التعميم..».
فإلى حلقة أخرى، مع بن صالح وزيرا للتربية إضافة الى
وزارة الاقتصاد والمالية...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:39

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكرّاي
كل المؤشرات التي بدأ يستقرئها
الأستاذ أحمد بن صالح، بعد مرض بورقيبة (إصابته بنوبة قلبية حادة سنة 1967)
تشير الى أن «الأجواء بدأت تتلبّد... وأن الحيوية والإقبال على تنفيذ
مشروع التنمية الشاملة وفق مخطط واضح المعالم، ساهم فيه آلاف التونسيين،
وأنجزت مراحله مئات الكفاءات بدأت تخفت ليعوّضها» تكالب على الحكم أو
الوراثة... فمن اللجنة المركزية وجلسة قرطاج الى خطاب سوسة، بدأ «سي أحمد»
بن صالح يتفطّن الى أن في الأمر سرّا.. رأينا في الحلقة الماضية، كيف تصرّف
صاحب المذكرات عندما ألقى خطابا في سوسة بطلب من عبد المجيد رزق الله
الكاتب العام للجنة التنسيق» حيث تحدّث فيه «سي أحمد» بطريقة افتراضية حيث
كان يتكلّم سنة 1968، بعد أشغال اللجنة المركزية للحزب، التي أقرّت تعميم
التعاضد حسب طلب بورقيبة الذي أعلن للمشاركين انه لا يوافق أحمد بن صالح في
سياسة التدرّج في تركيز التعاضديات الفلاحية، كان الوزير ضيف لجنة التنسيق
يتحدث وكأنه يفتتح سنة دراسية بعد أربع سنوات، اذ يعود مدرّسا في معهد
سوسة من أين انطلق.. ولما لم يصدر شيء عن هذه المحاضرة الملفتة، هاتفه
بورقيبة وطلب منه ان لا يقلق «فالرئيس هو الذي أمر بأن لا يبثّ الخطاب ولا
يصدر عنه اي تقرير في الصحافة» قائلا: (اي بورقيبة): «موش وقته يا سي
أحمد»..!
سألت «سي أحمد» عن المخطط الرباعي الثاني، وكيف وقع إقرار
اللجنة المركزية لمبدإ التعميم حسب طلب بورقيبة، وهل ان النقاش والمداولة
حول الموضوع تمّا في المؤسسة التشريعية؟
قال: «كان المخطط الرباعي
الثاني على أهبة ان يقع اقراره، لأنه وبعد اللجنة المركزية كانت في الحقيقة
مقدمة، لكن النقاش الحقيقي تم في البرلمان».. وهنا كشف «سي أحمد» بن صالح
موقفا آخر اتخذه على إثر اعلان بورقيبة تعميم التعاضد في المدة المتبقية
لسنة 1968 اي سبعة أشهر، حيث قال: «قلت لك إنني، وبعد ان قال بورقيبة انه
لا يوافقني الرأي واستوقف المشاركين في أشغال اللجنة المركزية بأن أشار
عليهم ان لا ينهضوا الى الغداء حتى يقول كلمته... إذن، لم أتكلّم بعد تدخل
بورقيبة كما أنني لم أحضر ولم أشارك في تحرير اللائحة..».
قلت له:
ولماذا؟ قال: «لم يكن هذا هو الرأي السديد حسب اعتقادي.. نحن المسؤولون عن
المخطط وحدثت عديد اللقاءات... كانت اللقاءات للنقاش والاقتراح، متعددة،
وشارك في إعداد المخطط وتحريره، مئات الكفاءات... فأنا لم أكن موافقا
بالطبع... ربما، هذا الجو الذي استجد في اللجنة المركزية إضافة الى جلسة
قرطاج وما طفا منها على السطح من ان هناك محاولة لاغتيالي، لأن الرئيس
يعتبر ان بن صالح هو بن يوسف ثان، أضيفي الى ذلك ان الذين دبّروا هذا
السيناريو لم يحاكموا عبر جهاز قضائي.. إذن، كل هذا ربما جعلني أتكلّم في
سوسة، عن عودة بن صالح ـ الافتراضية ـ الى التعليم... فهذه الأجواء التي
فيها تكالب ومناوأة، لا أستطيع مواصلة التعاطي معها».
بدا صاحب المذكرات
وهو يسترجع كل هذه الأحداث، متهكّما على بعض من سخريات القدر، ليواصل
حديثه بعد أن سألته عن مجلس النواب، وهل أنه أدلى برأيه حول المخطط الرباعي
الثاني، وقد تحوّل القرار (المشروع) قيد الدرس والمداولة، من مخطط لتركيز
التعاضد في تدرّج الى تعميم للتعاضد وفي ظرف قياسي وملفت: سبعة أشهر؟
هنا،
عاود صاحب المذكرات، الرجوع الى الأحداث، التي يرى فيها بعد 1967 أحداثا
متسارعة باتجاه الأزمة: «في مجلس النواب لا أذكر ان النقاش كانت له أهمية..
لأن نفس الفكرة لم تدرس.. كما لم تعط فيما بعد أهمية كبرى لكلمة الرئيس:
التعميم... المهم بالنسبة للجماعة المتربصة بالمشروع، مشروع التنمية
الشاملة وتركيز التعاضد، وجدوا لأنفسهم تعلّة لكي يتحرّكوا باتجاه الناس...
فقد أدخلوا الفلاحين والمالكين لحيوانات مثل الأبقار والأغنام، في دوّامة
البيع العشوائي لممتلكاتهم وثرواتهم الحيوانية... وقد ذكرت لك، كيف ان أحد
المعتمدين في الكاف (معتمد) بعث ببرقيتين واحدة للرئيس وأخرى لي، يعلمه
فيها بأنه توصّل منذ اللجنة المركزية والى حدود بعض الأسابيع (أي وقت قصير
جدا) توصّل الى تكوين خمسين (50) تعاضدية... كنت أرى ان الأجواء في جلسة
قرطاج وما وقع كشفه، من ذهاب تونسيين (موفودون) الى فرنسا لجلب وثائق
وأدبيات الاقتصاد الليبرالي لمقاومة السياسة التنموية التونسية، كنت أراها
أجواء غير مشجّعة.. فحسب اعتقادهم، إذا كان الوضع ينادي الى المقاومة
(مقاومة المشروع) فلنجعله كذلك عبر التعميم السريع والملفت، وإفقار الناس،
وجعلهم يفرّطون في حيواناتهم بأبخس الأثمان، وهذا طبعا بدون ان تتحرّك
الجهات المسؤولة عن البلاد».. وكان «سي أحمد» يقصد وزارة الداخلية، لأنه
يعيد القول بنفس المناسبة، ان ليس هناك وزير اقتصاد، هو من يرعى تطبيق
البرنامج التنموي...
فإلى حلقة قادمة إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:40

حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
في معرض حديثه عن الفترة التي
شغل فيها أكثر من منصب وزاري، وتحديدا فترة الستينات، يكشف «سي أحمد» بن
صالح النقاب عن تكليفه من الرئيس بوزارة التربية والتعليم، إضافة الى
الحقائب الوزارية التي كانت بيده... يقول صاحب المذكرات: «في جويلية 1968،
كان تعييني على رأس وزارة التربية والتعليم... ولم أكن لأقبل ذاك المنصب،
فقد طلب مني بورقيبة ذلك ولكني رفضت... وفي صبيحة يوم من أيام جويلية، وصلت
الى مكتبي بوزارة التخطيط والاقتصاد والفلاحة، وكنت أتصفّح الجرائد
كالعادة قبل أن أباشر عملي اليومي، فإذا بي أجد نفسي معيّنا على رأس وزارة
التربية مع الإشارة في نص البلاغ الى أن بقية الحقائب ما تزال معي..».
قلت
لـ «سي أحمد» ما الذي حصل في البلاد، فنحن نعلم ان مظاهرات طلابية على
غرار ما وقع في فرنسا، حدثت في تونس؟ قال «صاحب المذكرات»: أبدا لم تكن
لتلك التحرّكات الطلابية في تونس مع حركة وتحرّكات ماي 1968 في فرنسا...
فقد بدأت المظاهرات والتحرّكات الشبابية في تونس، قبل ذاك التاريخ، وأعتقد
انها انطلقت في شهر جانفي 1968 المهم ان هذه التحرّكات الطلابية ـ مظاهرات
وتشويش ـ حصلت خلال السنة الدراسية 1967ـ1968.. وقد وقع قمعها (تلك
التحرّكات) مرة أو مرّتين.. غضب بورقيبة وتشنّج لهذا الوضع، وطلب مقابلة
عدد من المسؤولين، وكنت أحد هؤلاء الذين استقبلهم الرئيس.. وبعدها دعاني
بورقيبة الى جلسة على انفراد، وكان يشكو بنوع من الغضب، من الوضع الطلابي
والتعليمي... وبعد كلام في الغرض، قال لي: «لهذا ياسي أحمد، سأكلّفك
بالتعليم» قلت له: مستحيل... سيد الرئيس... أبدا هذا لا يمكن... وهنا وقع
نوع من التشنّج والنقاش الحاد ذلك انني فوجئت بالطلب فقلت له: اقترح عليك،
سيد الرئيس، لجنة برئاستك وأنا أنوبك في جلساتها... ويكون في اللجنة رجال
التعليم والطلبة وتكون الاجتماعات في الحزب، الذي سيكون حاضرا في اللجنة
ممثلا في إدارته.. ونرى ما هي المشاكل التي يشتكي منها الطلبة والأساتذة في
آن واحد»..
وقد اقترحت انه الى جانب الوزير (التربية والتعليم) فإنه
علينا ان ندعو الى اللجنة قدماء سلك التعليم، لنراجع البرامج «لأنه ربما
وهنا واصلت كلامي متوجها لبورقيبة يكون البرنامج الذي اقرّ عقب الاستقلال
في مجال التعليم ربما يستحق التغيير.. او الاضافة..». في الأول رفض بورقيبة
الفكرة، لكن سرعان ما قبلها... وكان ان قبل المقترح الذي قدّمته له،
وخرجنا من الجلسة «ببرنامج استعجالي» لوزير التعليم كان هذا أواسط العام
الدراسي بين جانفي ومارس... وبدأت الاجتماعات مكثفة، بعدها هدأت الأمور
بطبيعة الحال.. وتكلمت داخل هذه اللجنة وقلت كلاما، قُلب رأسا على عقب»..
قلت له: كيف؟
قال: «(...) على الحزب ان يقوم بعمله الصحيح، اي أن تقع
اجتماعات مع الطلبة المتطرفين كما الاجتماعات مع العمال في المناجم...
وقلت: حتى الذين يأتون بشهائد علمية من الخارج، وبأفكار أخرى، يمكنهم ان
يعرفوا مجتمعهم وشعبهم تماما كما قمنا به في لجنة الدراسات الاشتراكية
(...) قُلب كلامي، ونُقل عني ان «بن صالح قال لماذا لا ندفع بعمال الرصيف
والشحن (الدوكارات) نحو الطلبة لتأديبهم! لكني اعتمدت سياسة غضّ الطرف...
لأن المسؤولية تقتضي العمل من أجل الأهداف التي رسمناها في اللجنة...
واصلنا
الاجتماعات والنقاشات بمشاركة كل الأطراف بما فيهم ممثلي الطلبة صلب
الاتحاد العام لطلبة تونس UGET وغيرها... فهدأت الأمور».
سألت «سي
أحمد»: وهل علمتم من خلال النقاشات وبسط المطالب، سبب التشنّج والمظاهرات
فقد كان المشهد السياسي التونسي، يعرف تطوّرا في مستوى التنظم والتنظيمات
السياسية مثل مجموعة «آفاق» Perspectives التي ضمّت مجموعات من التيارات
السياسية، بدأت تنشط في الساحة التونسية عبر باريس وغيرها؟
فقال: «ربما
المشكل الأساسي لم يكن في أحلام الطلبة او أضغاث الأحلام بل هناك ـ
باعتقادي ـ شيء ما كسّر المسيرة التعليمية..» وأضاف صاحب المذكرات: «تم
تقديم البرنامج الاستعجالي، شهرا قبل انتهاء السنة الدراسية، حيث تسلّمه
وزير التربية والتعليم (محمود المسعدي) في شهر مارس ليكون التطبيق من ذاك
الوقت الى آخر جوان..».
ولكن ما الذي وقع في الأثناء حتى يعمد بورقيبة
الى تعيين بن صالح على رأس وزارة التربية في جويلية 1968؟
هذا الخبر
وغيره، نراه إن شاء الله لاحق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:42

حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي
رحّب وزير الاقتصاد والمالية
والتربية والتعليم بمقترح «وقفة التأمل» وقد كان المجتمعون للغرض من
المسؤولين وغيرهم من الذين بدأوا يقدّون الأزمة قدّا، ضد بن صالح، كان
جميعهم يظن ان «بن صالح» سوف يعارض مقترح وقفة التأمل بخصوص قانون الاصلاح
الفلاحي.
لكن صاحب المذكرات الذي كان ضد مقترح قرار بورقيبة بخصوص
التعميم والتسريع به في مجال الفلاحة، وجد نفسه وهو يأخذ الموقف ويوافق على
القرار باتخاذ «الدولة» وقفة تأمل، متجانسا مع فكرته التي ترى في التدرّج
والدرس والتخطيط سُبلا لإنجاح منهج «التعاضد» او الاصلاح الفلاحي..
عندما
رجع «سي أحمد بن صالح» من جلسة النظر في وقفة التأمل كان بانتظاره وكانا
يترقبان عودتي الى الوزارة دون موعد... وقد سمعت، كما ذكرت لك في الحلقة
الماضية، احتجاجهما على وقفة التأمل». هنا قلت لـ «سي أحمد»: وهل أقرّ زمن
معيّن لوقفة التأمل؟
قال: «بدون زمن محدد...» ثم أضفت: هل كنت على علم
بما يمكن ان يقع... اي هل شعرت ان هناك سرّا... او تلبّدا بالاجواء؟
عن
هذا السؤال قال صاحب المذكرات: نعم... والتساؤل بدأ من صفاقس... ثم إن وقفة
التأمل مرتبطة بصفاقس وقصر هلال... ومرتبطة بالأكذوبة التي ساقها البعض،
من أن أحمد بن صالح هو صالح بن يوسف ثان... ولما كنت موافقا على «وقفة
التأمل» فقد أسقط بيد الجميع... لم يكونوا يتوقعون أن يكون موقفي هو ذاك...
وفي هذا الجوّ «المبلبل» وقع حدث آخر... فقد وقعت ندوة تلفزية جمعت عددا
من «الصحفيين» وصحفيين (طلب مني سي أحمد ان أضع جزءا من الصحفيين بين
ظفرين) وحضر الندوة الكاتب العام للحزب الباهي الأدغم وكان يرأسها، ومعه
أحمد بن صالح نائب كاتب عام وكذلك الحبيب بورقيبة الابن نائب الكاتب العام
ايضا، ومحمد الصياح مدير الحزب... تواترت الأسئلة من الصحفيين وكانت
الأجوبة على ما سألوا... وكثيرا خلال هذه الندوة ما أحال الى الباهي الأدغم
الكلام في مواضيع قد يعتبرها من مشمولاتي ومن مسؤولياتي أن أجيب عنها...
وكانت بعض الأسئلة «حاملة» لمناورات، فيها المناورات واضحة... وفيها أدلّة
على أن الأجواء كان لابدّ «وأن يختلط فيها الحابل بالنابل وكان يجب ان
تضطرب» لكي تكون التعلّة بائنة... لكن، لم يقع اي اضطراب او أي اختلاج من
المسؤولين على المنصّة... انتهت الندوة بسلام.. وأُدخلنا الى قاعة محاذية
للأستوديو لنشرب قهوة ونستريح، ولم نلبث قليلا، حتى دخل أحد المسؤولين في
التلفزة ليقول للباهي الأدغم، ان «سيادة الرئيس يطلبك على الهاتف» وغاب عنا
الباهي الأدغم لحظات طويلة، ورجع وكان وجهه على غير ما كان عليه قبل
مغادرتنا لمكالمة الرئيس.. وكان الباهي الأدغم وهو راجع من المكالمة يصيح:
ما الذي حدث وبالدارجة «آشنوّة إلّي صار... وآش فمّ ياخي هو»؟ وكان في حالة
من الغضب وهو يتساءل: «ما الذي حدث... وماذا حدث؟».
ومن خلال هذه
الكلمات وهو يصيح لم نفهم الا بالتقدير... ربما يكون استمع الى غضب من رئيس
الدولة حول الندوة ويبدو فعلا ان بورقيبة قال له كلاما قويا (...) لا
أستطيع ان أعيده... وقد علمت به من بعد..».
هنا، قلت لـ «سي أحمد» إن
فحوى الحديث مع بورقيبة علمته من شخصية تونسية أخرى ضمن هذا الركن، وقد
يكون بورقيبة قال للباهي الأدغم: «إن بن صالح غلبك» اي تغلّب عليك...
وقد
كان، على الأرجح ينتظر توريط بن صالح أمام الشعب من خلال ندوة تلفزية تبثّ
مباشرة... لكن شيئا من هذا لم يحدث...
لكن «سي أحمد بن صالح»، نأى
بنفسه عن هذا التعليق وعن المعلومة التي أوردتها، وقال: «أنا أروي ما أرى
وأسمع.. فأنا لا استطيع إعادة ما سمعت عن طرف ثالث، لأنني لم أستمع إليه لا
من بورقيبة ولا من الباهي الأدغم»..
فإلى الحلقة القادمة إن شاء الله
وقد بدأ العدّ التنازلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:44

حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي
تونس ـ «الشروق»:
فهم صاحب
المذكرات، من الندوة التلفزية ومن أسئلة بعض الصحفيين، ان «بلبلة» في الأفق
القريب بدأت... وأن اليقين بدأ يتملّكه بخصوص أزمة فمحاكمة... خاصة وأن
الباهي الأدغم، كاتب الدولة للرئاسة تلقى مكالمة هاتفية من الرئيس بورقيبة،
فيها تشنّج وربما نقد او محاسبة من بورقيبة للباهي الأدغم، لأن «صاحب
المذكرات» تكلّم وكانت ردوده على الاسئلة منطقية...
يضيف «سي أحمد بن
صالح» وبعد ان سألته: من أين علمت بأن بورقيبة غضب على الأدغم، قال: جاءني
من الغد، محامي صديقي، وقد سُجن مع الباهي الأدغم في «لامباز» من الاستعمار
الفرنسي... جاءني الى مقر وزارة التربية القومية..
وهنا رفض «سي أحمد»
الافصاح عمّا قد يكون بورقيبة قال للباهي الأدغم بعد انتهاء الحصة
التلفزية، مما جعل كاتب الدولة للرئاسة يستشيط غضبا، وهو راجع الى قاعة
الاستراحة بمقر الاذاعة والتلفزة، مردّدا: ما الذي وقع؟
بدأ صاحب هذه
المذكرات يفهم السيناريو فبعد ان بطُل ما كان الآخرون (المناوئون له)
ينتظرونه من جلسة: وقفة التأمل حين قبلها بن صالح، أرادوا من هذه الحصة
التلفزية «أن يورّطوا بن صالح... فلم يفلحوا» هذا لأنه في كلتا الحالتين
كان «سي أحمد» متجانسا في ردّه مع أفكاره ومع ما يفكّر..
يقول «سي أحمد»
من الغد، أظن او بعد غد، حدث شيء خارق... فقد أتاني، هنا الى بيتي السيد
عبد العزيز العروي، ولأول مرة يتم ذلك، وكان الوقت مساء، وجلست إليه هنا،
في هذا المكان، فرحا بزيارته وتحادثنا في مواضيع بصورة جعلتني أعتقد انه لن
يتحدث في السبب الحقيقي لزيارته.. ولكن، كان من الواضح، ونظرا لنوعية
اسئلته في الحصة التلفزية التي ذكرتها آنفا ومن خلال نبرته في تلك الندوة،
التي كان مشاركا فيها فهمت انه أبعد ما يكون عن الذين أرادوا شيئا آخر
ومارسوه... لهذا وضعت صحفيين بين ظفرين، وصحفيين بلا ظفرين.. وهنا وبعد ان
تبيّن لي ما كان محلّ شك... قلت له: يا سي عبد العزيز، هذا الكلام الذي
سأقوله لأول مرة أنطق به... لا أظن انه وقع لي أو سيقع لي أن أحدا قال لي
كلاما نفذ إلى أعماقي وفي حياتي مثلما قلته فيّ يوم جنازة رفات فرحات حشاد
يوم 5 ديسمبر 1955، عندما استقدمناها من قرقنة الى القصبة» وحتى هذه المرة
نأى «سي أحمد» بنفسه الإفصاح عن الجملة التي قالها العروي في حق بن صالح
الكاتب العام للاتحاد العام التونسي للشغل (1955)» وأضاف: الجلسة مع
العروي، كانت جلسة لابدّ وأن أقول إنها كانت صافية منعشة... (هنا عندما
كتبت صافية ومنعشة، أشار عليّ صاحب المذكرات بأن أحذف «واو» العطف، معلّقا:
لأن ليس بيني وبين العروي واوا!).
وأضاف: فبعد كم سنة، سمحت لي تلك
الجلسة ان أعبّر عن اعتزازي لسلوك عبد العزيز العروي وعلوّ مكانته
الأدبية.. إذ لم أكن أعرف العروي مباشرة... وزيارته لي في بيتي، كانت
الأولى..» سألت «سي أحمد» هل بثّت الندوة التلفزية؟ فقال: «نعم، بثّت...
وشاهدها التونسيون.. بدأت اذن الأحداث تتسارع... وإذا بيوم الثامن (8) من
سبتمبر 1969.
كنت بمكتبي بالوزارة (المالية والاقتصاد) وكلّمني بورقيبة
عبر الهاتف ومن الصدف، ان الواليين المذكورين في حلقة سابقة (الهادي البكوش
ومحمد التريكي عن صفاقس والقصرين) كانا موجودين بالصدفة في مكتبي، وعندما
أعلمتني الكاتبة بأن الرئيس يريد مكالمتك عبر الهاتف، أرادا ان يعتذرا
ليغادرا فقلت لهما: أبدا...! بقيا.. وقد سمعا باعتقادي فحوى المكالمة.. مع
الملاحظة الأساسية بأنه لم يقع اي كلام من الرئيس بورقيبة فيه تشنّج... ولم
يقل ولو مرة واحدة، اي كلام عن اضطراب او غضب او ارتباك في الأجواء من
جرّاء السياسة المتبعة في البلاد.. شخصيا لم استغرب كثيرا من الكلام الذي
قاله لي بورقيبة عبر تلك المكالمة.. وهذا فحوى المكالمة بالنص: «ياسي أحمد،
يقول بورقيبة، تلك هي فلسفتنا... وذلك هو اتجاهنا... وتلك هي خطتنا... لكن
ربما لم نُحسن التبليغ.. لذلك قررت يا «سي أحمد» ان أكلّف الباهي الأدغم
بهذا الموضوع (موضوع التبليغ).. وكان جوابي حالا وبلا تردد: «بارك الله فيك
سيد الرئيس... لأن أحوالي الصحية «لاتنبئ بخير... فقاطعني بالفرنسية
قائلا:
Non, non tu ne me quittes pas maintenant... tu va rester à
l’education nationale
وكان جوابي فقط: سنرى...
وانتهت المكالمة...
إذن
ما الذي حدث بعد ذلك؟
هذا ما سنكتشفه غدا إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:45

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكراي
بلغة خالية من التشنّج، أعلم
الرئيس بورقيبة «سي أحمد بن صالح»، بأنه سيكلّف الباهي الأدغم، كاتب الدولة
للرئاسة بدلا عنه على رأس وزارة الاقتصاد والمالية، وكان بورقيبة قد أشار
على «صاحب المذكرات» بأنه لن يغادره الآن، «فأنت ستبقى على رأس وزارة
التربية» فيما أجابه الوزير أحمد بن صالح: «سنرى»...
يواصل «صاحب
المذكرات» سرد الحكاية ليقول: «طبعا تواصلت جلستي مع الوالييْـن... الى
حدود قدوم أخي الأصغر... حيث كنا على موعد على الساعة الحادية عشرة، لأذهب
معه ليقتني بيتا... لا أدري إن كان كراء أو شراء... نسيت... ودعت الجماعة،
وذهبت الى أخي الاصغر، وكان يقود السيارة بنفسه... قمنا بما لزم للمهمة
التي تواعدنا حولها، وفي طريق الرجوع منها قلت له: أنت غير مستعجل؟ فقال:
لا... لماذا؟ قلت له: «أريد أن أمرّ على منزلي، لآخذ حقيبة فارغة» فسألني
أخي: لماذا؟ فقلت له: لأن مهمتي انتهت بالوزارة... انزعج أخي... وضغط على
فرامل السيارة دفعة واحدة، وقال: «سيدي أحمد» إذن أنت جمل؟ (بالدّارجة
قالها هكذا: إمّالا إنت جمل؟) هذا، لأن أخي جاء مباشرة بعد مكالمة بورقيبة
المذكورة في الحلقة الماضية... ولم أذكر له شيئا مما حصل... بل إنه لم
يلاحظ شيئا لأنني كنت عاديا... فقلت له: «إي نعم... جمل...» رجعت الى
الوزارة، بعد أن أخذت الحقيبة، وكان ذلك يوم 8 سبتمبر... وأخذت حاجتي...
وذهبت الى وزارة التربية القومية، وبقيت على رأسها الى حدود 12 نوفمبر
1969... وهنا سأروي لك قصة مضحكة لا محالة: عندما خرجت من التربية القومية
كان ذلك يوم الثاني عشر من شهر نوفمبر، فوجدت أن راتبي كان الى فترة يوم 12
من الشهر!...
قلت لـ «سي أحمد»: يعني تقاضيت راتب 12 يوما فقط؟ فقال:
نعم، احتسبوا لي (المالية) اثنيْ عشر يوما فقط...
سألت صاحب المذكرات:
وهل قابلت بورقيبة، بعد ذاك الهاتف الذي أعلمك فيه بورقيبة بإعفائك من
وزارة الاقتصاد؟ قال: «لم أقابل بورقيبة... ثم جاءت الانتخابات الرئاسية
والتشريعية... في تلك الفترة، وكنت رئيس قائمة المنستير والساحل ونائبي في
القائمة، أي رقم 2، كان محمد مزالي... في الاثناء خرجت من الوزارة، ورجعت
الى بيتي... وكنت بالفعل مريضا... وخلال فترة الحملة الانتخابية، كلّمني
مزالي عبر الهاتف، فردّت عليه زوحتي، وكان يريد أن يبلّغ بأنه «ليس ضروريا
أن تحضر الاجتماعات» وفعلا لم أشارك في الاجتماعات التي وقعت، وتمت
الانتخابات بالفعل»...
قلت لـ «سي أحمد»: ما الذي وقع؟... هل فزت؟
فقال:
أبدا... بل إن تعليقا بلغني، صدر في جريدة لوموند «Le monde» الفرنسية،
انه في قرية من قرى الساحل، كان الذين صوّتوا كلهم يعرفون القراءة
والكتابة، وعندهم أقلام، حيث سجلت أن 38 ألف ناخب شطبوا على اسم أحمد بن
صالح»...
قلت له: إذن هذا تصويت إقصائي، الذي تم؟ (Vote sanction).
واصل
«سي أحمد» القصة وهو يقول: تمت الانتخابات...و طبعا «فاز» بورقيبة من
جديد... بالرئاسة».
قلت لـ«سي أحمد»: هل تتذكر آخر مرة رأيت فيها
بورقيبة؟ قال: «بالفعل، بعد الانتخابات كلمني «سي أحمد نور الدين» وطلب مني
أن نذهب معا الى قصر قرطاج... فقلت له: لماذا؟ فقال: ألم يكلّمك مدير
الحزب (محمد الصياح)؟ قلت لا... لم يقع إعلامي».
ولكن هل يذهب الوزير
المقال الى قصر قرطاج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:46

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكراي
طلب السيد أحمد نورالدين، من
صاحب المذكّرات، الذهاب سويّة الى قصر قرطاج لتهنئة بورقيبة بنتائج
الانتخابات، وكان «سي أحمد» بن صالح على غير علم بالمسألة... ولكنه قبل أن
يذهب مع الاستاذ أحمد نورالدين...
يقول «سي أحمد» بن صالح متذكّرا قصصا
وصورا وجزئيات، وهو يلج قصر قرطاج: «عندما وصلت الى قصر قرطاج أنا وسي أحمد
نورالدين وكنت لا أزال وقتها، عضوا بالديوان السياسي للحزب، ونائبا للأمين
العام للحزب، دخلنا الى البهو، وكان هناك مجلس للجمهورية سيترأسه
بورقيبة... فقط واحد من 35 شخصا حاضرا في هذا البهو، تقدّم مني وسلّم عليّ:
كان بالطبع الشاذلي القليبي» إذن صديقان، كانا قريبين من «سي أحمد» بن
صالح هما أحمد نورالدين والشاذلي القليبي، الأوّل أخذه معه الى قصر الرئاسة
والثاني، وحده من بين الجموع الحاضرة، تقدّم نحو الوزير المقال، والذي
بدأت تقدّ بخصوصه «مؤامرة».
واصل «سي أحمد» بن صالح وصف اللحظة: أي
عندما كان يتبادل المصافحة والسلام مع «سي الشاذلي» القليبي، «في نفس تلك
اللحظة، تقدّم منّي الشاذلي قائد السبسي وقال لي: «سي أحمد: سيّد الرئيس
يناديك...» وقبل أن يواصل صاحب المذكّرات بقية التطوّرات سألته: من غير «سي
الشاذلي» القليبي لم يبادلك أحد السلام؟ فقال: ولا أحد سلّم عليّ...
المهم، ذهبت الى بورقيبة في مكتبه، وكان الجميع قد بقوا في البهو... نهض
بورقيبة من مكانه وصافحني مع السلام وكان الى جواره الباهي الأدغم... مسك
بيدي وقال: «ما تاخذش في خاطرك يا «سي أحمد» هل رأيت ما وقع لفلان (مسؤول
آخر) فقلت له: سيّد الرئيس أنا لست فلان (الآخر) وواصلت القول متوجّها الى
بورقيبة: هل يُعقل أن تخرج من البنك القومي الزراعي ملصقات كتب عليها
بالفرنسية «Ben Salah au Poteau» وكانت تلصق بجدران الوزارات والمؤسسات،
وخاصة منها وزارة المالية؟ وما إن أتممت السؤال، حتى بادر الباهي الأدغم
بالقول: «هل رأيت سيّد الرئيس، سي أحمد، يتخيّْل أن هناك machination
(مكيدة) فقلت لبورقيبة وقد إلتفت إليه مباشرة: وهل استعملت في كلامي كلمة
machination مكيدة؟ فما كان من بورقيبة إلا أن واجه الأدغم بنظرات غضب كبير
وصامت... صافحت بورقيبة...
قلت لـ سي أحمد، إذن تأكد فعلا أن في الأمر
مكيدة...! فقال: العلم لله...».
لكن ابتسامته وهو يتحدّث عن ردّ فعل
بورقيبة تجاه كلام الأدغم، كانت تنبئ بأن الرجل كُشف أمامه، ومرّة أخرى،
«سيناريو» لم يكن معلوما... أو مكيدة تدبّر له بُغية الوصول الى
المحاكمة... واصل «سي أحمد» بن صالح القول: «خرجت من عند بورقيبة، بعد
الكلام الذي دار بيننا، وكانت آخر مرّة قابلت فيها بورقيبة».
قلت لـ «سي
أحمد»: كيف كان تصرّف الجماعة من الذين لم يبادلوك التحيّة ولا السلام،
وأنت تدخل بهو قصر قرطاج، عندما خرجت من مكتب بورقيبة، وإلتحقت بهم، لتبدأ
الجلسة؟ قال: «عندما خرجت من عند بورقيبة، لا أظنّ أن أحدا غاب عن التقدّم
نحوي للتسليم والتحيّة... وأظنّهم ظنّوا أن الأمور رجعت الى مياه أصفى...
وهو ما لم يكن... ولم يحدث طبعا... لكنهم هكذا ظنّوا، وهذا ما يفسّر قدومهم
نحوي، للتحيّة... بعد أن عزفوا عنها، وأنا أدخل قصر قرطاج مع أحمد
نورالدين... حدث الاجتماع برئاسة بورقيبة...» قاطعته بالسؤال: وهل حضرت
الجلسة؟ فقال مواصلا «نعم حضرتها...وكان بورقيبة في كلمته، يهدّد بمحاكمة
كل من يخلّ بالنظام... وسمعت يومها ما لم أسمع... وفهمت ما لم أفهم... عدت
الى منزلي... ولم ألبث هكذا، حتى أحاط بي وبمنزلي، هذا، جمّ متحرّك من
الحرّاس... وبدأت عملية التضييق والاستهتار... ثم وقعت أحداث «بليدة»
جدّا...».
مثلا؟ قال: «مثلا، وقع منع للحظات أخي الأكبر من دخول منزلي
ومُنع بعض الاشخاص كذلك، من العائلة ومن غير العائلة، من الدخول... وكنت في
أكثر من مرّة، أخرج وأنجح في إدخالهم الى منزلي، بعد مشادّات مع
الحرّاس...
فإلى مزيد من التفاصيل حول هذه القصة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:47

حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي
يواصل «سي أحمد» بن صالح كشف
أسرار الساعات والأيام التي سبقت المحاكمة، وتلت خروجه من الحكومة.. فبعد
أن حضر في قصر قرطاج على اجتماع مجلس الجمهورية بعد صدور نتائج الانتخابات
وبعد أن تقابل مع بورقيبة في مكتبه بالقصر، ذلك اليوم، يروي «سي أحمد» بن
صالح في هذه الحلقة، صورا من المضايقات التي تعرّض لها وهو في منزله، إذ
قال: «(...) هنا في منزلي، وعند مجرّد رفع سمّاعة التلفون يجيبك صوت: نعم،
أنا مدير الأمن..».
بعد بلاغ 12 نوفمبر 1969، جاءني انسان (...) وقال
لي: بإمكانك أن تبقى في البيت.. ثم علمت أنه تقرّر في حقي إقامة جبرية،
دامت في أخذ وردّ كبير.. حيث وقعت محاولة لرفع البوليس من هنا وتعويضه
بمجموعات فلان الفلاني.. (رفض تسميته) فقد ذهب هذا «الفلان الفلاني» الى
الرئيس بورقيبة وقال له: قل لمدير الأمن (في 69 وقتها، كان مدير الأمن هو
المنجي الكعلي، لكن «سي أحمد» بن صالح لا يذكر أسماء هنا) بأن يُبعد
البوليس عن بيت بن صالح.. وقيل لي، بأن مدير الأمن (الكعلي) والباهي
الأدغم، لم يقبلا الأمر، ورفضا تعويض الأمن والحرس، بـ«عصابات شخصية» وبقي
الأمن.. ولكن الأمن بقي مسلحا ومتشنّجا مع الزوار» زوار بن صالح..
وأضاف:
«دامت هذه الوضعية أشهرا ثقيلة وطويلة». سألت «سي أحمد» عن سبب تطور
الأحداث وسرعة نسقها فقال: «كل هذه الأجواء كانت مغذّاة من التقرير الشهير
لسوفانيارغ Sovagnargue، سفير فرنسا بتونس وهو تقرير، شنّع بالسياسة
الاقتصادية التونسية،وكان سفير فرنسا بتونس يؤكد في تقريره أن تونس على
أبواب كارثة Catastrophe، والحال أنه كما ذكرنا، وكما هو معلوم فإن ميشال
دوبريه كوزير للخارجية الفرنسية، كان له الموقف المعروف.. وقد ذكرت أنه لم
تقع مفاوضات مع الخارجية الفرنسية مثل مفاوضاتي مع ميشال دوبريه Michel
Debré وذلك سنة 1968.. وقد أتينا على تفاصيلها في حلقات ماضية، من هذا
الركن، عند الحديث عن العلاقة مع فرنسا،ومراحل تطورها.. كانت تلك
المفاوضات، مع «دوبريه» بمناسبة المخطط الرباعي الثاني، حيث، كما قلت، لم
أعرف مفاوضات أفضل منها مع فرنسا.. رحم اللّه ميشال دوبريه.. إذ عندما
توفي، وبعثت أعزّي زوجته والعائلة، أجابوني بأن أعلموني بأنني عضو في
«جمعية أصدقاء ميشال دوبريه» جمعية كان يرأسها «بيار مسمار» وهو من أقرب
الشخصيات الى ديغول.. فقد كان سوفانيارغ Sovagnargue متجاسرا على مواقف
ميشال دوبريه، وبدا السفير كأنه رافض لمواقف دوبريه الوزير..».
سألت «سي
أحمد» عن تطورات الأحداث بعد اقامته الجبرية والأمن الذي بدا مكثفا ومحيطا
بالمنزل، منزل الوزير الذي قال عنه أحد الوزراء الأول من فرنسا: السيد
وزير كل شيء Mr le Ministre de tout فقال: «في يوم من الأيام، كانت حقيبتي
جاهزة، أنتظر ساعة الإيقاف، حتى دخل «البوليس» الى بيتي.. تصرّف (الأعوان)
ورفعوا وثائق.. لا أدري ماذا أخذوا بالضبط.. قلت: وأبناؤك أين كانوا، ساعة
الاقتحام هذه؟
قال: أبنائي بعثتهم الى العائلة.. شخصيا قلت لهم
لـ(البوليس) ان حقيبتي جاهزة.. أظنّ أنهم عثروا على لائحة صادرة عن منظمة
الصناعة والتجارة.. وقد وقع تهديد الجماعة، حتى يغيّروا نصّ اللائحة بشأن
السياسة المتبعة.. وقع تهديدهم بالمسدّس من طرف من أراد أن يشرف على
«حمايتي» عوض البوليس، فرفض كاتب الدولة للرئاسة ومدير الأمن هذا الأمر..».
مرّت
هذه المسألة خلال ذاك اليوم، لكن «سي أحمد» يواصل القول: «.. وفي يوم من
الأيام، كنت أنا وزوجتي في مفتتح البستان (الحديقة) هنا، من هذا المدخل
(يشير الى يسار الدّار، ولبضعة أمتار، عشت أمرا غريبا، أو حضرت على هذا
الأمر الغريب: قدمت الى منزلي حوالي 10 أو 12 سيارة كبرى تابعة للبوليس..
تصل السيارة، وينزل البوليس، وتذهب السيارة وتأتي أخرى.. ينزل بوليس، ويصعد
آخر.. كان المشهد عبارة عن مقارعة للأعصاب كبيرة جدا.. كانت محاولة
تشنّج.. أو طلب تشنّج..».
كيف تعامل صاحب المذكّرات مع هذه المشاهد
الاستفزازية، التي رأى فيها محدّثنا مقارعة للأعصاب كبيرة جدا؟.. هذا ما
سنراه في الحلقة القادمة إن شاء اللّه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:49

حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
بعد أن قصّ علينا «سي أحمد» بن
صالح، ما حصل معه، بعد خروجه من الحكومة، وبعد أن تقرّر بشأنه، بالاقامة
الجبرية، سألته عن حالته النفسية، وكيف تعاملت مع هذه التطورات.. كيف كنت؟
عن
هذا السؤال يقول صاحب المذكرات: «كنت في مكتبي أقرأ الأدب.. والشعر
الجاهلي.. والآداب الفرنسية.. وأستمع الى الأغاني.. كانت أحوالي النفسية لا
بأس بها، والزيارات أضحت قليلة جدا لأنها كانت تُمنع..».
قلت: هل كنت
تتخيّل أنك سوف تحاكم؟
قال: «كنت أتصور كل شيء.. مع نوع من التعجّب.. كل
يوم أصبح فيه حيّا.. أتعجّب.. وقعت هجمة تعيسة جدا..
موضوع الصحافة
وحرية الصحافة.. كانت عندي أسباب لا بأس بها للشك في إخلاص الصحافة للحرية
والاستقامة.. لأنه، بين عشية وضحاها، يكتب اليوم شيء ويُكتب عكسه غدا..
كانت عمليات تمزيق الصور (صور بن صالح) وتكسير المسجلات وإتلاف التسجيلات،
سمة تلك الفترة..
وهناك من رأيته في السويد، لمّا كنت في المنفى، كانوا
يأخذون صورا وتبعثهم الاذاعة والتلفزة وهذا شغلهم.. أي عملهم.. ظنّوا (من
حاسبهم) أنهم «عصابات» تابعة لبـن صالح.. وقد كشفوا لي هذا الأمر، عندما
رأيتهم صدفة في ستوكهولم (عاصمة السويد).
قلت لـ«سي أحمد»: هل فكّرت في
الهرب، وأنت تخضع الى هذه الوضعية: إقامة جبرية.. منع الناس والأصدقاء
والأهل من ملاقاتك؟ قال: «نعم، وقع التفكير.. نعم، ولكن أقنعت أخي الأكبر
رحمه اللّه، بأحقية رفضي للخروج.. وكانت حجّتي التي أقنعته بها، أن الذي
أسمعه وأقرؤه في الصحافة ووسائل الاعلام، من أكاذيب ووقاحة وتنكّر.. لو
خرجت وغادرت البلاد، لاستُعمل خروجي ليتأكد السّفه عند السّفهاء.. ويصبح
حقيقة ساطعة هرب منها صاحبها..
قلت لأخي: سأخرج يوما من الأيام بعد أن
أدافع عن القيم التي عبثوا بها جملة وتفصيلا..».
وعن عملية الايقاف التي
جاءت بعد أشهر من الاقامة الجبرية: «في يوم من الأيام جاءت مجموعة لإيقافي
وقلت لهم، كما قلت للذين جاؤوا من قبلهم (البوليس) إن حقيبتي حاضرة.. ذهبت
معهم وكانوا على ما أظنّ ثلاثة أشخاص.. ولم أفهم الى أين الاتجاه، ولكن
عندما لاحظت أنهم وقفوا أكثر من مرة قرب مكاتب «العدالة» ثم تجولوا مرة
أخرى في تلك المناطق، وأخيرا وقفوا أمام «قصر العدالة» ـ بشارع باب بنات
بالعاصمة ـ قلت لهم: «إذا كان التوقيت سابقا لموعد الذهاب الى السجن فلا
تتحرّجوا.. لكن تبيّن أن الأمر لم يكن كذلك.. فقد كنت شارى.. ووقع هذا فعلا
ـ قاضي التحقيق..
ويواصل صاحب المذكرات سرد الحكاية دون انتظار سؤال:
«كان محامياي، الهادي الغلّوسي والطيّب الميلادي، معي الى جانبي،وحضرا معي
لدى السيد حاكم التحقيق (حمّادي الشريف) بحضور المدعي العام (عبد المجيد بن
سلامة) والذي كان يؤدي دور المغرّق، كما يصفونه بالعامية.. هذا الكلام
أقوله لكل الحقوقيين والمحامين والقضاة: التحقيق لم يدم حتى ساعة زمن.. ولم
أعد بعدها الى التحقيق أبدا!
قلت له ماذا وقع؟ فقال: هذه خلاصة ما وقع:
أخذ السيد حاكم التحقيق بعد جلوسنا، نسخة من كُتيب صغير تنشره وزارة
الاعلام، وفيه خطاب رئيس الدولة في البرلمان.. قرأ عليّ السيد حاكم التحقيق
بعض جُمل من خطاب رئيس الجمهورية.. في البرلمان يقول فيه: إن الانتاج في
التعاضديات أحسن بكثير من الانتاج عند الخواص.. وقال لي: إن هذا غير صحيح..
وهذه مغالطة للرئيس، فقلت له: لو تسمح، اعطني الخطاب لأعيد قراءته.. قراءة
الجمل.. فقال لي: لا.. ها أنا قرأتها لك.. فقلت له: من فضلك.. أراه..
وأقرؤه..
في النهاية أعطاني الكتيب.. لم أقرأ ما قرأ عليّ، بل حاولت أن
أقرأ ما سبق تلك الجملة.. في الخطاب وقرأت بصوت عال: بورقيبة يتكلّم ليقول:
«قبل أن آتيكم الى هنا بالبرلمان، استقبلت السيد الأسعد بن عصمان وكيل
كاتب الدولة للفلاحة، وقال لي (...) تلوت وقتها ما كان ذكره السيد القاضي..
حينئذ، خلافا لما قاله لي حاكم التحقيق، من أنني غالطت الرئيس، بيّنت له
عكس ما ذهب إليه.. فتبيّن أن الرئيس لم يقل ان مصدره أحمد بن صالح.. بل بن
عصمان.. وقلت لحاكم التحقيق هذا، بعد أن قرأت عليه ما سبق لي ذكره..
فقاطعني وقال: «لكن أنت مسؤول».. فقلت له: أنا مسؤول عن كلّ شيء.. ولكن قلت
له أيضا إنه كان من المستحسن، وقبل نشر أي خطاب لرئيس الجمهورية، ان يعرض
على المسؤول المعني، الموافقة على النصّ أو إصلاحه إذا لزم ذلك.. لأن هذا
الخطاب الذي ذكرته لي ـ وكنت أتوجّه الى قاضي التحقيق ـ لا يتحدث عن أي
«صابة» يتحدث الرئيس.. لأن الفرق في الانتاج يختلف.. أنا أعتقد أن بن عصمان
قال الحقيقة.. ورئيس الدولة قال الحقيقة، وأعتقد أنه صادق ولكن لم يبيّن
الحقيقة..».
يواصل «سي أحمد» القول: لاحظت عند تلك المرحلة، أن الأخ
حاكم التحقيق ارتبك.. ثم أغلق الملف وانتهى..
والى الحلقة القادمة
وفيها: المحاكمة بُنيت على سُويعة تحقيق..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:50

حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي
بعد أقل من ساعة تقريبا، هو زمن
التحقيق الذي خضع له صاحب المذكّرات، أغلق ملف التحقيق.. (إلى اليوم)..
مازال «سي أحمد» يتساءل: كيف تقام محاكمة على أساس ملف تحقيق منقوص ومنحصر
في الزمن: أقل من ساعة كما قلنا..
إذن بعد هذا الأمر، يواصل «سي أحمد»
قوله: «أعود ثانية إلى رجال القانون، وأقول إنّ كل الذي وقع.. (محاكمة) كان
بعد تلك السّويعة من التحقيق.. بينما وقعت تحقيقات مع موظفين.. لا أدري كم
كان عددهم.. وعلمت أنه أُريد منهم حسب ما فهمنا جميعا أن «يلطّخوا» سلوك
وزيرهم السابق (بن صالح) وأظن أنهم لم ينجحوا في ذلك.. كما لم ينجح أحدهم
في الحكومة، وأولهم في نفس الوقت، عندما دعا مدير التخطيط الصادق بحرون
وقال له (أحد أعضاء الحكومة)، إنّ أحمد بن صالح طلب منكم تزييف أرقام
الاحصائيات، فاكتب رسالة واشهد بذلك.. ارتبك المرحوم بحرون ورفض، وبكى
رافضا.. ثم تزايدت الضغوطات عليه، ضغوط معنوية وتهديدات.. فكتب ما طُلب
منه.. وعندما خرج من مكتب هذا السيد المسؤول في الحكومة، عمد الى اللجوء
إلى أحد أبناء بلدته، وهو مهندس فلاحي موجود الآن، حفظه الله، ليبثّه
شجونه، ممّا أجبر على فعله.. في ذلك اليوم.. والذي يُثلج الفؤاد، هو أنه
أثناء جلسات المحكمة التي اتّهمت بالعليا (المحكمة العليا) أرسل الصادق
بحرون رسالة ليسفّه رسالته الأولى التي كتبها تحت التهديد والضغط
المعروف...
طبعا، المحكمة وما أدراك ما المحكمة، لم تشرْ الى هذه
الرسالة الثانية، والتي تبرّأ فيها صاحبها ممّا نُسب إليه».
وهنا يضيف
«سي أحمد» بن صالح:
لقد اكتفى حاكم التحقيق بالمحادثة التي ذكرتها..
وعلى أساسها بُنيت التهمة: الخيانة العظمى..
وهنا سألت: «سي أحمد»، كيف
كان آمر السجن، بعد التحقيق؟ فقال: خرجت من التحقيق الذي لم يدم طويلا..
فأخذوني الى السجن.. عندما وصلت الى السجن، بدأوا ينزعون لي أدباشي، الساعة
اليدوية والقلم والأوراق كما هي العادة، في مثل هذه الحالات..
كان هناك
باب مفتوح وفي الغرفة المفتوح بابها ثلاث أو أربع من كبار الموظفين
بالداخلية، لا أدري إن كانوا قد جاؤوا للفرجة أم للتعليمات.. جاءني رئيس
الحرّاس صالح البدوي وأعطاني على راحتيه لباس السجين.. قلت له: لا.. فتقدم
مني قليلا، وعلى راحتيه لباس السجن دائما.. فصحت في وجهه: لن أقبل.. فسأبقى
بملابسي المدنية.. التفت الرجل ناحية «أمراء» الداخلية، وكنت أراهم من
الباب المفتوح، فأشاروا عليه بنعم ـ أن اتركه.. بحركة بالرأس.. ودخلت
الزنزانة بلباسي العادي.. والحقيقة هي ليست زنزانة، كانت تقريبا ربع
السجن.. كانت الساحة كبيرة.. وأعطوني مكانا فيه غرفتان بينهما باب.. وذاك
الباب، كانت تنهشه الفئران فتحدث صوتا، فما كان مني إلا أن أقمت زوبعة،
ففتحوا الباب على الغرفتين..».
قلت لـ«سي أحمد» سائلة: كيف قضيت أول
ليلة في السجن؟
قال: «نمت كما لم أنم أبدا.. وقد حدّثني الحراس فيما
بعد، أنهم لم يناموا لأن عندهم تعليمات بأن يحرسوني جيدا.. وقد يكونوا قد
سمعوا ممّن كلّفوهم بحراستي، أن (بن صالح) قد «هبط» «من فوق.. ياسر» وكانوا
يخافون من أن أقدم على الانتحار.. لذلك كان الحرّاس يمرّرون أيديهم على
الحائط، حتى إذا ما عثروا على مسمار أو شيء مشابه يمكن أن أستعلمه
للانتحار.. والشيء الذي زاد في خوفهم (الحرّاس) هو أنني نمت نوما عميقا،
ولم أرفع الغطاء عن رأسي ووجهي وكامل جسمي طوال الليل.. والذي رأيته طوال
النهار من تحقيق وغيره ذهب..». وأضاف صاحب المذكّرات: «أول حدث وقع لي،
صباح أول يوم في السجن كان في الصباح مبكّرا، إذ دخل عليّ إنسان في سن
متقدمة نوعا ما.. والحارس الذي معه، طلب منه أن يبقى خارج الزنزانة.. «سلم
عليّ» هذا القادم، وقال لي: «أنا محمد القابسي عندما كنت كاتبا عاما
للاتحاد العام التونسي للشغل كنت أنا كاتبا عاما لنقابة حراس السجون.. إذن،
أنت ـ يا سي أحمد ـ رئيسي وأنت زعيمي..»، وكان القابسي هو رئيس الحراس
المكلّفين بأحمد بن صالح وأصبح مكلّفا بي.. شكرته، ولا أنسى أنني عندما عدت
من المنفى في 1988، سألت عنه وأردت زيارته، لكن رحمه للّه وجدته قد توفي..
فقد كان ودودا وطيّبا.. فتحيتي الأخوية الى عائلته أينما كانت».
وبدأت،
يقول سي أحمد، رحلة الكفاح في السجن..
كيف.. ومتى.. ولماذا؟ هذا ما
سنراه لاحقا بإن اللّه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:51

حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
وصف صاحب المذكرات، التحقيق
الذي مثل الأساس في إحالته على المحاكمة بأنه «تحقيق فضيحة» لا يملك أساسا
ولا سندا قانونيا، يمكن أن يتجانس مع المحاكمة التي تأتي بعد مدة يقضيها
«سي أحمد» بن صالح في السجن.
في حلقة الأمس، كشف لنا صاحب المذكرات
النقاب عن أن رئيس الحراس محمد القابسي، كان ودودا معه، وطمأنه أنه، ما دام
رئيس الحراس هنا، فإن «سي أحمد» ليس له أن يقلق من أي شيء فقد كان
«القابسي» الذي بقي بن صالح يشكر له مواقفه، كان الكاتب العام لحراس السجون
تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان بن صالح (56) كاتبا عاما
له.
يواصل «سي أحمد» قوله تجاه الوضع في السجن، فترة ما بين التحقيق
والمحاكمة، بالقول: « (...) وبدأ الكفاح في السجن.... رفضت الطعام... كنت
رافضا بشدة طعام السجن.. تماما كما رفضت لباس السجن.. كنت أتوقع أشياء أخرى
في الطعام..» قلت له: أتقصد قتلك مثلا عبر الأكل؟ قال بدون تردد: «نعم...
ثم اني لا أطيق أن آكل أي شيء في أي مكان... بطبعي أخاف من أدوات الطهو عند
الناس الذين لا أعرفهم وليسوا من عائلتي... وقع اضطراب في السجن، وصل حد
الأزمة بسبب موقفي هذا... وعندما رأت ادارة السجن أن تستقدم لي طبيبا وكان
الدكتور «بن ساسي» اخصائي في الجهاز الهضمي والمعدة بالخصوص... دخل علي
الدكتور الذي كنت أعرفه من قبل.... جلس الى جانبي على الأرض... حيث كان
سريري الذي أنام عليه، عبارة عن حشية منبسطة على الأرض محشوة تبنا... جلس
الدكتور الى جانبي، وبدأ يقنعني بضرورة أن أتناول الطعام معللا ذلك بأن
صحتي لا تحتمل هذا العزوف عن الأكل... كان الطبيب جاري هنا في «رادس»
(بالضاحية الجنوبية بتونس العاصمة)، فعندما ينصحني بالأكل يرفع صوته
بالقول: «يا سي أحمد» يجب أن تأكل.. فكر في صحتك»... ثم ما يلبث أن يخفت
صوته ويهمس في أذني بالقول «تمسك بموقفك» (كان يقولها بالعامية: «شد صحيح»)
ثم يرفع صوته ثانية... وهكذا دواليك، فقد استمر برهة من الزمن هكذا بين
طالب مني علنا بأن آكل، وموشوشا في أذني: «شد صحيح»... تواصل الأمر، يقول
(سي أحمد، يوما ونصفا ثم أذعنت ادارة السجن وأصبحت «القفة» تأتي من المنزل
الى زنزانته في السجن... وهنا عرجت بالسؤال، على ما كان ذكره «سي أحمد»
آنفا، من أن الدكتور «بن ساسي» كان جارا لـ «سي أحمد» في رادس، قال «أعرفه،
وهو جاري، ولكن أذكر له طرفة وقعت معه كطبيب... فقد زاره مريض يعاني من
أمراض في المعدة، فوصف الطبيب الدواء لمريضه، ومنعه بالمناسبة من عدة أنواع
من الأكل مثل المقليات والشحوم... الى آخره... ولما خرج المريض، واتجه (في
باب سويقة كانت عيادته) الى أول صيدلية لكي يشتري الأدوية التي وصفها له
الطبيب، ولما كان المريض راجعا، في باب سويقة، وهو يمر على محل لبيع أكلة
«الكفتاجي» الشعبية، رمق طبيبه الذي كان يوصيه، بعدم تناول مثل هذه
المأكولات وهو يجلس في المطعم يتناول منها نصيبا، ولما تقابلت النظرات
الطبيب والمريض، قال الأول للثاني وهو يناديه ليجلس بجانبه: اجلس وتناول ما
تريد.. على أنك أتيتني غدا لأكشف عنك! كان الأخ بن ساسي، صاحب روح مرحة،
لذلك لم أستغرب مما فعله معي.
بعد هذا القوس، الذي فتحناه، حول هذه
الشخصية التي ظل «سي أحمد» مدينا لها، لأنه لم يتناول طعاما واحدا من
السجن، وأصبحت «قفة» الأكل تأتيه مباشرة من «سي القابسي» أي تحت رقابته
الخاصة الى أن يتناولها صاحبها، سألت «سي أحمد» بن صالح كم دام اشراف
«القابسي» على قفة الأكل؟ فقال: «دامت ثلاث سنوات... كان يشرف عليها بدقة
حتى تصل بين يدي خشية أن يدس فيها شيء، وهي في طريقها من أحد أفراد عائلتي
إلي... تنهد وقال: رحم الله محمد القابسي فقد كان اخلاصه غير عادي...»
اختارت الدولة، حسب ما رواه «سي أحمد» في هذه الحلقة ستة حراس، و «قد نشبت
علاقة بيني وبينهم وبدأوا يحكون معي، ويقصون علي افتراءات من سجنني، فقد
كانوا (المسؤولون) يقولون لهم في اجتماعات الشعب وفي الاجتماعات الشعبية
هنا وهناك، أشياء مهولة من الكذب والتلفيق.. وكانوا يوهمون الناس بأن بن
صالح «بيه وعليه» وأنه سرق كذا.... وكذا مليون... وكان الرقم يقفز من
العشرين الى الثلاثين... كل ومساحة خياله من الكذب والبهتان».... وهل كان
هؤلاء الحراس، يعتقدون فعلا في ما استمعوا اليه؟ عن هذا السؤال يقول «سي
أحمد»: طبعا... لم تنطل عليهم الحيلة... فقد جاءت المحاكمة لتكشف بأن كل ما
سمعوه لم يحاكم على أساسه بن صالح... فماذا كان في المحاكمة يا ترى؟ هذا
ما سنراه لاحقا ان شاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 4 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:56

حوار وإعداد : فاطمة
بن عبد الله الكراي
«طلبت من الضابط (للشرطة) الذي كان ترتيبه
الثالث، من الذين جاؤوا يحاولون معي، حتى أذهب الى قاعة المحكمة، غير
أنني كنت رافضا للأسباب التي ذكرتها في الحلقة الماضية، واشترطت على
هذا الأخير الذي كشف لي عن إسمه ومكان سكناه، على غير سابقيه من عوني
الشرطة، اشترطت لكي أذهب الى قاعة المحكمة، أن يؤتى لي بكأس ماء و«قهوة»
و«سيغار».. قلت له هذا وعلّلت طلبي وغضبي وقلت: أمام تصرّف عون الأمن
الذي حاول أن «يقبض» على كتفي، كأنني سارق أو مجرم، فهذا سلوك لن يمرّ..
ولست مستعدا بأن أتحرّك من هنا قبل أن يؤتى لي بما طلبت.خرج ضابط
الشرطة من المكتب، وبعد حصّة طويلة من الزمن، رجع ومعه إنسان آخر،
يحمل طبقا فيه ماء وقهوة و«سيغار».. وبعد أن احتسيت القهوة ودخّنت «سيغاري»
وشربت الماء، ذهبت معه الى مقرّ المحكمة وكان ذلك في باردو (بوشوشة) ذهبت
مع الضابط الى المحكمة.
هنا قلت لـ«سي أحمد»، بن صالح تقصد، محكمة أمن الدولة؟
فقال مازحا ساخرا: «محكمة أمن الكذب».. ثم واصل قبل أن أسأله عن
تفاصيل أخرى، تخصّ المحاكمة: «قلت للأستاذ الطيب الميلادي (أحد محاميي)
«إذا خصيمك الحاكم آشكون خصيمك».
قلت له: لماذا تقول هذا أو قلته قبل المحاكمة؟
قال بسرعة وبدون تردّد: «لأنها محكمة غير دستورية.. فقد أحدثوها قبل
أن توجّه إليّ أية تهمة.. أصلا.. فهي محكمة غير قانونية.. وقد قيل لي بأن
وزير العدل وقتها وقع تعيينه في تلك المهمة أي على رأس العدلية، حتى يمرّر
هذه «المحكمة».. ولأنها غير قانونية وغير دستورية، فإن غيره رفض ذلك..
مع العلم أن هذا «الوزير» الذي جيء به لهذه المهمة كان المستشار القانوني
للدولة لدى رئاسة الحكومة (أو بالتحديد كتابة الدولة للجمهورية التي
كان يؤمّنها الباهي الأدغم) وقد كان معنا في تحوير مشروع قانون الاصلاح الفلاحي!..».
قلت له سائلة ومتسائلة: إذن كيف يحاسبونك أنت على هذا
الأساس؟ فقال بتؤدة وبثقة بالنفس: «ألم أقل لك منذ البداية، وردّدت لك ذلك
خلال تعرّضنا الى الأزمة بأن المسألة لا علاقة لها بالتعاضد أو بالخيارات
التنموية..؟» ثم واصل صاحب هذه المذكرات: «دخلت قاعة المحكمة.. وكان
«ماثلا» للمحاكمة معي موظفون في الوزارة كانوا يعملون معي مثل «بشير ناجي»
وكذلك الهادي البكّوش (والي صفاقس) وعدد كبير من سامي الموظفين والمسؤولين
الذين كانوا يعملون مباشرة مع أحمد بن صالح.. أنا رأيت أن الكثرة..
كان فيها جانب من الفلكلور».. سألت «سي أحمد» بن صالح: من حضر المحاكمة؟
قال: «المحاميان كما ذكرت، وعدد من الشهود.. فأما الذين جاؤوا ليقدّموا
شهادات ضد بن صالح.. فهم تكلّموا أما الذين جاؤوا بشهادات مع الحقيقة،
فلم يدعوهم يتكلّمون.. وكما ذكرت لك سابقا، حضر محامون من الجزائر
والمغرب وفرنسا، ولم يُسمح لهم بالكلام..».
قلت في سؤال: ماذا تتذكّر من
المحاكمة، كأشياء ملفتة؟ وكم دامت المحاكمة إذا كان التحقيق الذي ارتكزت
عليه لم يبلغ الساعة؟ قال: «المحاكمة دامت خمسة أيام.. وأما ما هو ملفت فيها،
فإني أذكر لك بعض القصص.. بدأت المحاكمة سخيفة.. وهناك أشياء وقعت نذكرها
للفكاهة لا غير.. بدأ «رئيس المحكمة» يقول مثلا: «أنت تحب الحكم.. تحب
تطلع لفُوق.. لفُوق..»، فقلت له: لم يقع تنفيذ أي شيء بدون الهياكل الحزبية
ومؤسسات البرلمان والحكومة ورئيس الدولة.. لم نخرج عن الوفاق المستمرّ..
وكان مترئس هذه المحكمة، لم يذكر ولو مرة واحدة كلاما على مال أو سرقة
مال.. لا سؤال ولا جواب ولا تعليق..».
وأضاف: وقعت حادثة ضمن هذه
المحاكمة، أظنّ في آخر جلساتها.. أتوا بشهادات مفبركة، وكان جلّ الشاهدين،
يتلعثمون.. بحيث لم يحفظوا الكلام جيدا..
في احدى الجلسات، وقع
استدعاء امرأة يهودية تونسية، درس معي زوجها.. وقد جاءتني في أحد الاجتماعات
في نابل ـ اجتماع شعبي ـ عندما كنت وزيرا: وأمام الناس الحاضرين، قالت
لي «يا سي أحمد» زوجي فلان.. وهو يعرفك.. هو خيّاط في نابل، ولا
يستطيع أن يبقى هنا، فطلب رخصة «Patente» للعمل في تونس العاصمة.. فقلت
لها خلال ذات الاجتماع: لتأتيا الى تونس، وقد أعطوها موعدا (في الوزارة)
على الساعة الثانية بعد الظهر كان الموعد يوم جمعة.. جاءت هذه المرأة
وقدمت، في الحقيقة شهادة، كانت فيها الوحيدة التي لم تقل كلاما غير مقبول،
ولما كان الأمر كذلك، أي لم تكن شهادتها كما يبغون، قاطعها نائب الحق
العام (بوسلامة) والتفت إليّ ليسألني: «لماذا كان الموعد يوم الجمعة وفي
ذاك التوقيت» وكان توقيت العمل ليوم الجمعة ينتهي في الادارة الساعة الواحدة
ظهرا، ولكن الديوان لا يغادر مكاتبه الموظفون ما دام الوزير باقيا بمكتبه.. وبعد
أن وجه الي السؤال وانطلاقا من ذاك الجو الذي حاولوا أن يصنعوه
للمحكمة وفي المحكمة، قمت من مكاني وتحركت نحوه (المغرق كما نقول بالدارجة)
وصحت في وجهه من بعيد مزمجرا: ماذا تقصد؟ قل ماذا تقصد؟.. (آش تقصد؟..
آش تحب تقول؟) فإذا به يتراجع ولا ينبس بكلمة أخرى». حادثة أخرى
تهم «شاهدا» آخر، يرويها لنا «سي أحمد» بن صالح عبر هذه الأعمدة: «أحد الشهود»
كان من منطقة المكناسي بين صفاقس وقفصة جاء ليشهد ضدّي.. تذكّرته..
فقد جاء في أحد الاجتماعات الشعبية بالمكناسي يزايد وكان يحمل بندقية على كتفه
يردد بصوت عال حتى أنني سمعته شخصيا، كان يقول: الذي لا يريد هذه السياسة
أي التعاضد سيحدث له كذا.. وكذا... وكان يهدد الناس علنا، فصحت فيه
ونهرته وقلت له: أخرج! أخرج من الاجتماع وانزع سلاحك.. هذا «السيد» أتوا به
للمحكمة ليشهد ضدي!
وقال كلاما لا يفهمه هو نفسه.. كان كلام سقط المتاع
الذي كان يقوله.. فاعترضت وقلت للمحكمة: هذا أعرفه.. ثم قصصت عليهم القصة..»
قلت لـ «سي أحمد»: وأنت في قاعة المحاكمة، هل شعرت أنك قد تصل الى
الاعدام؟ عن هذا السؤال يجيبنا «سي أحمد» وهو يتذكر غدا ان شاء الله


عدل سابقا من قبل arc-en-ciel في السبت 3 أبريل 2010 - 11:05 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» تحالف سياسي جديد في الأفق لقاء مرتقب بين الغنوشي.. بن صالح.. المرزوقي.. الصيد والقوماني
»  قضية ايقاف ابن القذافي بالتبنّي في تونس تكشف تورّط أمين عام حزب سياسي تونسي معروف
» كتاب مذكرات الشيخ حسن العيادي
» تحليل سياسي ـ مع بطء مفاوضات التشكيل الحكومي
» الهدنة الاجتماعية فرز سياسي ام حاجة لتامين استقرار السلطة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: منتدى الوثائق :: منتدى الوثائق المكتوبة-
انتقل الى: