منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
كاتب الموضوعرسالة
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 10:57

حوار وإعداد: فاطمة
بن عبد الله الكرّاي
تمثّلت «المؤامرة» إذن في أن
يقع اغتيال أحمد
بن صالح، وأن تكوّن ملفات ثقيلة لكل من الشاذلي القليبي والباهي الأدغم
والحبيب بورقيبة الابن... وبعد جلسة قرطاج، التي حدثت أمام صاحب
المذكّرات، وبرئاسة بورقيبة، يقول «سي أحمد»: «إن كنه الحكاية لا أعرفه
الى حد تلك اللحظات..
وقد ذكرت لك آنفا كيف تصرّف بورقيبة خلال جلسة
قرطاج، مع مدير الأمن، الذي طلب بورقيبة من وزير الداخلية، استدعاءه أمامنا،
وكنّا حوالي 40 مسؤولا في القاعة.. وبعد أن دخلت المجموعة الى السجن،
وبعدها بقرابة شهرين، طلب مني بورقيبة، ان أستقبل مدير الأمن (الذي كان
مودعا بالسجن) وقال لي بورقيبة إنه سيأتيك ليعتذر لك».. فقلت له: «أنت ترى
أن أستقبل وأتجاوز لإنسان حضّر لاغتيالي... ـ اي لاغتيال مسؤول في الدولة
ـ ؟ فردّ بورقيبة وقد لمس حيرة في سؤالي: «ياسي أحمد»، «ما تاخذش في
خاطرك (بالدارجة التونسية) ما هو الا طيش شباب» وهنا استجبت لطلب الرئيس، وقلت
له: «طيّب أقبله في مكتبي ليعتذر... وفعلا بعد يومين او ثلاثة من طلب الرئيس،
جاءني الى مكتبي مدير الأمن وقدّم اعتذاره بصفة.. (يقطع سي أحمد كلامه
لبرهة وكأنه يبحث عن كلمة... أو كلام...) ثم يواصل: كان اعتذارا بصفة
ذليلة جدا... وكان من ضمنها الانحنا ء المفرط (...) ولا حول ولا قوّة الا
بالله»..
فهمت من خلال الكلام المتقطّع بصمت فيه إغراق في التفكير أحيانا، أن
صاحب المذكرات رفض ولم ينس، فحوى كلام الاعتذار الذي قدّمه له مدير الأمن..
ولكني قلت له: «وهل قبلت الاعتذار بعد ان قبلت مبدأ المقابلة؟ فقال:
«نعم... ما دمت وافقت الرئيس في ما يخص فحوى الزيارة او الاستقبال في حدّ
ذاته، أي قبولي زيارة مدير الأمن السابق..».
وهنا، وحتى نعود الى أصل
القصة، التي كان «سي أحمد» يجهل تفاصيلها وهو يتجه الى قصر قرطاج لحضور
تلك الجلسة التي وقعت فيها «محاسبة» لمدير الأمن، الذي أدخل السجن، كشف «سي
أحمد» النقاب: «قال لي الباهي الأدغم إنه وفي إطار إماطة اللثام عن خيوط
القضية التي كانت وفقها مجموعة تخطط لاغتيالي، ولتكوين ملفات ثقيلة للأدغم
والقليبي وبورقيبة الابن، قال لي كاتب الدولة للرئاسة إذن (الباهي الأدغم)
إنه وقع استدعاء سليمان الدقي الذي كان في تلك الفترة يدرس الطب في
روسيا، لكي يدلي بشهادته بخصوص هذه المؤامرة، وقال الدقي، حسب ما أورده على
لسانه الباهي الأدغم، إنه استدعي من قبل مدير الأمن، وكان الدقي في عطلة
من عطل السنة، وقد استقبله في المهدية وقال له مدير الأمن: «إنه وبالنسبة
الى الرئيس الجليل، فإن أحمد بن صالح هو صالح بن يوسف ثان.. (وهذا
كلام مدير الأمن الذي شهد به الدقي أمام الباهي الأدغم) أما أنا فلم أسمع لا
من الدقي ولا من غيره... كل هذه التفاصيل وغيرها كشفها لي الباهي الأدغم...
وقد حدثت جميعها قبل جلسة قرطاج، لكني لم أكن على علم بها من قبل».
وعندماسألته: لماذا سليمان الدقي بالذات؟
قال: «هذا لأن سليمان الدقي كان
صديقا لمدير الأمن، وكانا في نفس المنظمة الطلابية، وقد استمع إليه
الباهي الأدغم في الشهادة التي قدّمها... وهما من نفس الجيل»..ولكن
«سي أحمد» وقبل ان أسأله عن موضوع الغداء الذي قد يكون تقرّر فيه التخلص من
أحمد بن صالح، عبر القتل، سألته عن عودة الأمور بعد تدخل بورقيبة في جلسة
قرطاج وبعدها حين طلب منه ان يقبل مدير الأمن ليقدّم له الاعتذار، قلت
له: «هل عدت بعد الاعتذار تتعامل مع المجموعة ومدير الأمن بالذات، كما قبل
المسألة؟ فقال: «عندما انتهى الأمر، كدنا نقول إن المياه رجعت الى مجاريها
لكن دون أمان.. أو دون شعور بالأمان»..
وفي هذا الكلام، معان ومعلومات أخرى،
لـ «سي أحمد بن صالح» فيها وجهة نظر..
لكن السؤال الأكبر: ماذا وقع
في جلسة «الغداء» المشهور وكيف قُدّت القصة، قصة تصفية أحمد بن صالح، وتكوين
ملفات ثقيلة، للأدغم وبورقيبة الابن والقليبي؟هذا ما سنراه غدا،
إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 12:20

حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي
«طلبت من الضابط (للشرطة) الذي
كان ترتيبه الثالث، من الذين جاؤوا يحاولون معي، حتى أذهب الى قاعة
المحكمة، غير أنني كنت رافضا للأسباب التي ذكرتها في الحلقة الماضية،
واشترطت على هذا الأخير الذي كشف لي عن إسمه ومكان سكناه، على غير سابقيه
من عوني الشرطة، اشترطت لكي أذهب الى قاعة المحكمة، أن يؤتى لي بكأس ماء
و«قهوة» و«سيغار».. قلت له هذا وعلّلت طلبي وغضبي وقلت: أمام تصرّف عون
الأمن الذي حاول أن «يقبض» على كتفي، كأنني سارق أو مجرم، فهذا سلوك لن
يمرّ.. ولست مستعدا بأن أتحرّك من هنا قبل أن يؤتى لي بما طلبت.
خرج
ضابط الشرطة من المكتب، وبعد حصّة طويلة من الزمن، رجع ومعه إنسان آخر،
يحمل طبقا فيه ماء وقهوة و«سيغار».. وبعد أن احتسيت القهوة ودخّنت «سيغاري»
وشربت الماء، ذهبت معه الى مقرّ المحكمة وكان ذلك في باردو (بوشوشة) ذهبت
مع الضابط الى المحكمة.
هنا قلت لـ«سي أحمد»، بن صالح تقصد، محكمة أمن
الدولة؟ فقال مازحا ساخرا: «محكمة أمن الكذب».. ثم واصل قبل أن أسأله عن
تفاصيل أخرى، تخصّ المحاكمة: «قلت للأستاذ الطيب الميلادي (أحد محاميي)
«إذا خصيمك الحاكم آشكون خصيمك».
قلت له: لماذا تقول هذا أو قلته قبل
المحاكمة؟ قال بسرعة وبدون تردّد: «لأنها محكمة غير دستورية.. فقد أحدثوها
قبل أن توجّه إليّ أية تهمة.. أصلا.. فهي محكمة غير قانونية.. وقد قيل لي
بأن وزير العدل وقتها وقع تعيينه في تلك المهمة أي على رأس العدلية، حتى
يمرّر هذه «المحكمة».. ولأنها غير قانونية وغير دستورية، فإن غيره رفض
ذلك.. مع العلم أن هذا «الوزير» الذي جيء به لهذه المهمة كان المستشار
القانوني للدولة لدى رئاسة الحكومة (أو بالتحديد كتابة الدولة للجمهورية
التي كان يؤمّنها الباهي الأدغم) وقد كان معنا في تحوير مشروع قانون
الاصلاح الفلاحي!..».
قلت له سائلة ومتسائلة: إذن كيف يحاسبونك أنت على
هذا الأساس؟ فقال بتؤدة وبثقة بالنفس: «ألم أقل لك منذ البداية، وردّدت لك
ذلك خلال تعرّضنا الى الأزمة بأن المسألة لا علاقة لها بالتعاضد أو
بالخيارات التنموية..؟» ثم واصل صاحب هذه المذكرات: «دخلت قاعة المحكمة..
وكان «ماثلا» للمحاكمة معي موظفون في الوزارة كانوا يعملون معي مثل «بشير
ناجي» وكذلك الهادي البكّوش (والي صفاقس) وعدد كبير من سامي الموظفين
والمسؤولين الذين كانوا يعملون مباشرة مع أحمد بن صالح.. أنا رأيت أن
الكثرة.. كان فيها جانب من الفلكلور».. سألت «سي أحمد» بن صالح: من حضر
المحاكمة؟ قال: «المحاميان كما ذكرت، وعدد من الشهود.. فأما الذين جاؤوا
ليقدّموا شهادات ضد بن صالح.. فهم تكلّموا أما الذين جاؤوا بشهادات مع
الحقيقة، فلم يدعوهم يتكلّمون.. وكما ذكرت لك سابقا، حضر محامون من الجزائر
والمغرب وفرنسا، ولم يُسمح لهم بالكلام..».
قلت في سؤال: ماذا تتذكّر
من المحاكمة، كأشياء ملفتة؟ وكم دامت المحاكمة إذا كان التحقيق الذي ارتكزت
عليه لم يبلغ الساعة؟ قال: «المحاكمة دامت خمسة أيام.. وأما ما هو ملفت
فيها، فإني أذكر لك بعض القصص.. بدأت المحاكمة سخيفة.. وهناك أشياء وقعت
نذكرها للفكاهة لا غير.. بدأ «رئيس المحكمة» يقول مثلا: «أنت تحب الحكم..
تحب تطلع لفُوق.. لفُوق..»، فقلت له: لم يقع تنفيذ أي شيء بدون الهياكل
الحزبية ومؤسسات البرلمان والحكومة ورئيس الدولة.. لم نخرج عن الوفاق
المستمرّ.. وكان مترئس هذه المحكمة، لم يذكر ولو مرة واحدة كلاما على مال
أو سرقة مال.. لا سؤال ولا جواب ولا تعليق..».
وأضاف: وقعت حادثة ضمن
هذه المحاكمة، أظنّ في آخر جلساتها.. أتوا بشهادات مفبركة، وكان جلّ
الشاهدين، يتلعثمون.. بحيث لم يحفظوا الكلام جيدا..
في احدى الجلسات،
وقع استدعاء امرأة يهودية تونسية، درس معي زوجها.. وقد جاءتني في أحد
الاجتماعات في نابل ـ اجتماع شعبي ـ عندما كنت وزيرا: وأمام الناس
الحاضرين، قالت لي «يا سي أحمد» زوجي فلان.. وهو يعرفك.. هو خيّاط في نابل،
ولا يستطيع أن يبقى هنا، فطلب رخصة «Patente» للعمل في تونس العاصمة..
فقلت لها خلال ذات الاجتماع: لتأتيا الى تونس، وقد أعطوها موعدا (في
الوزارة) على الساعة الثانية بعد الظهر كان الموعد يوم جمعة.. جاءت هذه
المرأة وقدمت، في الحقيقة شهادة، كانت فيها الوحيدة التي لم تقل كلاما غير
مقبول، ولما كان الأمر كذلك، أي لم تكن شهادتها كما يبغون، قاطعها نائب
الحق العام (بوسلامة) والتفت إليّ ليسألني: «لماذا كان الموعد يوم الجمعة
وفي ذاك التوقيت» وكان توقيت العمل ليوم الجمعة ينتهي في الادارة الساعة
الواحدة ظهرا، ولكن الديوان لا يغادر مكاتبه الموظفون ما دام الوزير باقيا
بمكتبه..
وبعد أن وجه الي السؤال وانطلاقا من ذاك الجو الذي حاولوا أن
يصنعوه للمحكمة وفي المحكمة، قمت من مكاني وتحركت نحوه (المغرق كما نقول
بالدارجة) وصحت في وجهه من بعيد مزمجرا: ماذا تقصد؟ قل ماذا تقصد؟.. (آش
تقصد؟.. آش تحب تقول؟) فإذا به يتراجع ولا ينبس بكلمة أخرى».
حادثة أخرى
تهم «شاهدا» آخر، يرويها لنا «سي أحمد» بن صالح عبر هذه الأعمدة: «أحد
الشهود» كان من منطقة المكناسي بين صفاقس وقفصة جاء ليشهد ضدّي.. تذكّرته..
فقد جاء في أحد الاجتماعات الشعبية بالمكناسي يزايد وكان يحمل بندقية على
كتفه يردد بصوت عال حتى أنني سمعته شخصيا، كان يقول: الذي لا يريد هذه
السياسة أي التعاضد سيحدث له كذا.. وكذا... وكان يهدد الناس علنا، فصحت فيه
ونهرته وقلت له: أخرج! أخرج من الاجتماع وانزع سلاحك.. هذا «السيد» أتوا
به للمحكمة ليشهد ضدي!
وقال كلاما لا يفهمه هو نفسه.. كان كلام سقط
المتاع الذي كان يقوله.. فاعترضت وقلت للمحكمة: هذا أعرفه.. ثم قصصت عليهم
القصة..» قلت لـ «سي أحمد»: وأنت في قاعة المحاكمة، هل شعرت أنك قد تصل الى
الاعدام؟ عن هذا السؤال يجيبنا «سي أحمد» وهو يتذكر غدا ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Icon_minitimeالأربعاء 7 أبريل 2010 - 13:21

حوار وإعداد : فاطمة
بن عبد الله الكراي سألت «صاحب المذكّرات» وهو يتحدث عن جلسات
المحاكمة، وخاصة منها الجلسة الأخيرة التي قال فيها شعرا لـ «عروة بن
الورد» ورفعت جلسة المحاكمة بطريقة سريعة وفجئية: كيف كان ردّ فعل
الحضور، على ما ذكرته من شعر ومن تصحيح لفحوى الورقة التي كتب عليها جزء
من حوار بين البطل وصديقه في قصة «إيرناني» لـ«فكتور هوقو» فقال: لا أتذكّر... وفي
الحقيقة، كنت قد علمت من اصدقاء ثلاثة لـ «سي أحمد» احدهم كان حاضرا
في المحاكمة، وطلب عدم ذكر اسمه بأنه وما إن أنهى «سي أحمد» كلامه
التصحيحي، حتى تقدّم منه «بيار جولي» (وزير حكومة مانديس فرانس سابقا)
وكان حاضرا في المحاكمة كما ذكرنا وقال لـ «بن صالح»: سيد أحمد بن صالح،
معهم حق.. في ان يفعلوا معك ما فعلوا... (أي في المحكمة) فقد محقتهم...
vous les avez écrasé.
وكان جولي يتابع جلسات المحاكمة، ويتولى
الأستاذ «الغلوسي» محامي صاحب المذكّرات ترجمة الكلام والسؤال والجواب..
وهنا علمت أيضا ان «سي احمد» قال لـ «جولي»: هل أتيت لكي تقف معي ام ضدي؟
وما كان من وزير حكومة مانديس فرانس، في الخمسينات (بيار جولي)
الا ان قال ما قاله حول تغلّب بن صالح على محاكميه... لكن «سي أحمد» رفض ان
يقرّ او يؤكد او حتى ينفي هذه القصة مكتفيا بابتسامة عابرة للزمن الذي مضى
وواصل حديثه عن السجن، وكيف جاءته فكرة الخروج من السجن، حيث سألته عن ذلك
مستعملة كلمة «الهروب» فقاطعني قائلا: «التحرر»... إذن، يقول «صاحب هذه
المذكرات»: «تخلّصت إذن من ذاك الشعور المزعج... والمرتبك.. بأن علمت قصّة
المحكوم بالاعدام، وكيف يتصرف مذ يعلن الحكم الى حدّ تنفيذه... لكن حدث
وأن اتخذ القرار بعد ان شفيت من لحظات التخوف او التوجّس... فكان الحكم
بعشر سنوات سجنا... وبقيت في السجن أقضّي فترة الحكم..» قلت لـ «سي أحمد»:
هل يُعقل ان المحاكمة ونصّ الحكم لم يتعرّضا الى ملفّ «دسم» يمكن ان يوافق العشر سنوات أشغالا شاقة؟
قال: «قبل المحاكمة تكوّنت لجنة في البرلمان لتضع
الملف الذي يؤسس عليه الاتهام.. وفي الملف طبعا، صورة شنيعة عن الوضع...
صورة قاتمة للأوضاع تحت مسؤولية أحمد بن صالح، وعلى هذا الأساس استطاعوا
او تمكّنوا من رفع الحصانة عني كنائب بالبرلمان... بل إن نائبا من
النواب طلب سيارة نقل كبيرة الحجم، لكي تجمع كل «الرخام» الذي كتب عليه اسم
بن صالح وهو يدشّن هذا المشروع او ذاك! وقيل لي وأنا في السجن، إنه فعلا
وقع اقتلاع هذه الشواهد من كل الجهات في البلاد... كما وقع أمر آخر، على
ما يبدو في فترة تكوين الملف، وقبل ان يتم ايقافي اي كنت بالمنزل، جاءني
صديقي بلائحة صادرة عن اتحاد الصناعة والتجارة وكانت لهجتها معتدلة وهي
تقول بأن الوضع ليس سوداويا، ولم تكن اللائحة تطلب اتهاما (لبن صالح)..
ولكن قيل لي، إن هناك من هدّدهم (جماعة الصناعة والتجارة) فغيّروا فحوى اللائحة
كما طُلب منهم... والذي قصّ عليّ القصة، قال ان مهددهم كان مرّة أخرى
يستعمل لغة وأداة التهديد نفسها التي مارسها مع آخرين من قبلهم.. قلت
لـ «سي أحمد»: كيف جاءت قصة الخروج من السجن؟ فقال بعد ان فهم أنني أعدت السؤال
ثانية: «كنت في الزنزانة يوم 12 جانفي 1972، ولما كان معي جهاز «الراديو»
في الزنزانة وقد تمكّنت منه بإعانة من الحراس.. استمعت الى خطاب
بورقيبة يومها، وفي لحظتها قررت ان أخرج..». ماذا قال بورقيبة في خطابه
حتى يقرر بن صالح الخروج؟ هذا ما سنراه لاحقا إن شاء الل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Icon_minitimeالسبت 10 أبريل 2010 - 14:35

حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
«بعد ان أخذت زمام القيادة
بيدي، ونحن نسلك الطريق من الشمال الغربي ـ عبر جندوبة ـ قاصدين الأراضي
الجزائرية، ذهبت الى ربوة ماثلة أمامنا لما كنّا (ثلاثة) نرتاح قليلا...
وقد علمنا بل صار بنا يقين أننا ضللنا الطريق، او المسلك المناسب.. بدأ
الصبح ينبلج، وقد أمضينا ليلة صعبة من حيث المناخ ومن حيث عذاب الطريق..
صعدت الربوة بعد تلك الحصة القصيرة من الراحة، وكان الى جانبي وأنا أشارف
على قمة الربوة، رفيقاي، «حاحا» و«العريبي» ولما التفت الى الوراء حيث
المكان الذي وقفت فيه على قمة الربوة رأيت بناية حمام بورقيبة التي كنت
أعرفها، حينئذ كان علينا ان نسلك النهج المقابل، أو المحاذي، لكي نتمكن من
الطريق الصحيح، ولكن الحيرة لم تدم، حتى سمعنا صوتا»..
هكذا بدأ سي
أحمد، هذه الحلقة وهو يتذكّر ليلة الخروج من السجن بالعاصمة..
سألته عن
الصوت الذي سمعه «الهاربون» الثلاثة فقال: «كان رجلا يرتدي «قشّابية»
(لباس تونسي وجزائري من نسيج الصوف يتدفأ به المرء في الشتاء القارس) ولما
رأيته سلّمت المسدّس الى حمادي العريبي وقلت له في الوقت المناسب إضرب على
الرجلين، هذا لأننا كنا نعتبر انه هذا الشخص قد يكون ضدّنا... ولكن ماهي
الا ثوان حتى سمعناه يقول كلمة السرّ... وكلمة السرّ في هذه العملية:
القدس... القدس... القدس.. قالها ثلاث مرات، فتقدّمنا نحو بعضنا البعض،
وبدأ السلام وحسن القبول..».
وهنا شدّد «سي أحمد» بن صالح على آن
الجزائريين ويقصد، الفريق المكوّن من ثلاثة (جزائريين) ويتقدمهم صاحب
المقولة السرية «القدس» هم سلك أمني وسيط بين البوليس والجيش، و«يبدو ـ
يضيف سي أحمد ـ أنهم خضعوا الى تكوين خاص يمكنهم وهم يضعون الخدّ على
الارض، من ان يكتشفوا القادم (...) لذلك قالوا لنا بعد التحية والسلام،
إنهم كانوا يراقبوننا منذ مدة... وقد فهمت وقتها ان الخطة (خطة الهروب من
السجن والوصول الى الجزائر) كانت سليمة والتوصيات حكيمة» ولما انقطع عن
الكلام، فهمت أو أمكن لي ذلك، بأن في الأمر سرّا ربما لا يريد ان يكشفه
بخصوص رحلة «الهروب» من السجن... لكن «سي أحمد» يقطع التفكير القصير الذي
أغرق فيه وواصل كلامه وكأنه يجيب عن استفهامي: «وقعت لنا مشكلة بعد ان
تسلّمنا واستقبلنا الجزائريون... كنا في سيارتين اي انا وحمادي العريبي في
سيارة و«محمد حاحا» دليلنا ومرافقنا في الرحلة من تونس في سيارة أخرى...
المشكل الذي طرأ ان «محمد حاحا» رفض المواصلة معنا نحو الجزائر... وقد
«هرب» من بين أيدي الجزائريين، لأنه وفي ذهنه، انه أكمل مهمته... وكان يردد
في نفسه: «أنا قمت بواجبي» ولكن سرعان ما أقنعناه وقضّى بقية حياته في
الجزائر وعاش هناك الى أن توفاه الله، رحمه الله...
وصلنا الى عنّابة
ووجدنا منزلا مهيأ للغرض... كان منزلا لطيفا وجميلا... وجدنا طعاما جاهزا
وكانت امرأة قريبة من أحد أصدقائي الجزائريين أيام الثورة.. قد أعدته..
وقد
عرفته في تونس إبان الثورة الجزائرية...
ومن الغد، وبعد ان سلّمنا
ملابسنا للغسيل، أفقنا صباحا، وهنا، أعتقد ان قضية الملابس المنشورة، هي
التي بثّت الشكّ أننا مررنا من هنا... من ذاك المكان..».
قلت له: الشك
بالنسبة لمن؟ قال: «بالنسبة لتونس، والجزائر..» قلت لماذا الجزائر؟ فقال:
«طبعا الجزائريون لا يعلمون شيئا...» وهنا كشف النقاب عن ان الجهات الأمنية
التونسية سألت عن بن صالح بالتأكيد، لأنه وفي الضفة الأخرى، أي في تونس،
قلبت الأوضاع رأسا على عقب.. وبدأ السؤال والتساؤل... وهنا كشف صاحب
المذكرات، النقاب عن ان الجهات الجزائرية الحدودية كانت تردّ على السؤال عن
بن صالح، بأنها ربّما رأت واحدا يلبس نظارات سوداء... «مرّ من هنا»...
و«هنا حدث التباس بيننا وبين الجزائريين، أظنّ بل أعتقد أنه التباس مقصود
ومحكم ومنظّم..
فالجزائريون يقولون مثلا: «سي أحمد قال لنا.. وسي أحمد
فعل كذا».. بحيث تكرّر اسم «أحمد» لذلك فالمخابرات أصابها الذهول والشك
وعدم الفهم... في الحقيقة لم يعرفوا عن اي «أحمد» يتحدثون... هل هو «أحمد
بن صالح» المفتش عنه أم هو «أحمد درية» وهو قيادي في الجيش الجزائري وأمه
تونسية من غار الدماء، أم هو «أحمد طالب الابراهيمي» صديقي وصديق أخي
الدكتور محمد بن صالح، وهو مستشار بومدين... إذن يبدو لي ان المخابرات وقعت
في مطبّ الشك، وقد وقعت لها مشكلة... كأجهزة مخابرات.. لم تتبيّن الشك من
اليقين... المهم قضيّت الليلة في عناية الأخوة الجزائريين... ومن الغد،
هيأوا لي منزلا تابعا للدولة وهو خاص بضيوف العقيد «أحمد درية».. ويومها
كنت ضيفا... وقد أعلموني في ذاك اليوم، أنني مدعوّ للعشاء مع الرئيس
بومدين..
وكان المنزل المخصص لي في مدينة «حيدرة»..
هل ذهب بن صالح
الى العشاء مع بومدين؟
وكيف تصرّفت الجهات التونسية مع الحدث؟
هذا ما
سنراه لاحقا إن شاء الله
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Icon_minitimeالإثنين 3 مايو 2010 - 11:13

حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي
في الحقيقة كان الأمر، تحت
إلحاح مني، حتى يكشف لنا «سي أحمد» بن صالح عبر هذه الأعمدة ما كان خافيا
عن الجميع.
فقد كان له دور ميّسر في القضية الفلسطينية من أجل إدراج
ملفاتها أمام منتديات وأطراف، دوليا مؤثرة و«الاشتراكية الأممية» واحدة
منها بل لعلها أهمّها.. بعد القاهرة واسطنبول، وقبلهما سويسرا.
عندما
يسرّ «سي أحمد» أمر مناقشة النقاط العشر بحضور ومشاركة فلسطينية (سوف نأتي
على تفاصيلها وخفاياها لاحقا)، إذن يأتي الآن دور استوكهولم ومرة أخرى تقف
عقبة كأداء أمام الوفد الفلسطيني، لكي يدخل قاعة الاجتماعات للاشتراكية
الأممية.
فإلى هذه القصة التي لا يمكن أن يفهم منها سوى أن الرجل حريص
على وضع القضية الفلسطينية في مدار العالمية، لأنّ الظرفية التي رافقت هذه
الأحداث ورافقت القضية منذ السبعينات خصوصا لم تكن مواتية لولوج أصحاب
القضية منتديات دولية..
يقول «سي أحمد» بن صالح: «إن العقبات كانت كأداء
فعلا وكانت أزمة ستوكهولم ربما آخر الأزمات عند اجتماع لجنة الشرق الأوسط
التابعة للاشتراكية الأممية في العاصمة السويدية.
عندما وصلت الى
الاجتماع رأيت نفس المشهد، الذي رأيته في القاهرة وفي تركيا (اسطنبول)..
وكان الوفد الفلسطيني برئاسة د. نبيل شعث ولم يسمح لهم بدخول قاعة الاجتماع
فجاءني أحد الاخوة السويديين وأخذني جانبا وقال لي «إن ستان اندرسون Sten
Andesrson» وهو الأمين العام للحزب الاشتراكي السويدي.. وكان وقتها يشغل
منصب وزير خارجية السويد.. قال لي الأخ السويدي كلفني أندرسون بأن أنقل
إليك ما يلي: لا تفعل شيئا حتى أصل وأترأس الجلسة».
وفعلا جاء ستان
أندرسون وسلمنا على بعضنا بصورة أفهمني من خلالها ما يشبه القولة التونسية
«خليني ندبّر راسي». (ne dis rien , ne fais rien, laisse moi faire) وفعلا
افتتح أندرسون الجلسة وحيى الحاضرين وقال لهم «أنا لا أستطيع أن أبقى في
الجلسة سوف يرأسها أحد إخواني وموعدي معكم علىالغداء في وزارة الخارجية».
..
يواصل «سي أحمد» بن صالح سرد القصة.. «وكان الأمر كذلك حيث لم يحضر الاخوة
الفلسطينيون تلك الجلسة، وجاء موعد الغداء وذهبنا الى وزارة الخارجية،
وكنت من الأولين الذين وصلوا الى الوزارة ونهض أندرسون من مكانه ليستقبلني
ومعه صديق آخر وقف أيضا للسلام وهو نبيل شعث. يعني وقعت دعوة الوفد
الفلسطيني على مأدبة الغداء، وكأنّ شيئا لم يكن.. جاء الجميع وتم الغداء..
وفي آخر هذا اللقاء على مائدة الغداء قال أندرسون: «إن السيد نبيل شعث سوف
يلقي بسطة عن القضية الفلسطينية، فكل من يرى أن الأمر يهمّه وأن هذه البسطة
تعنيه، فليتفضل بالبقاء». وتبيّن أن أغلبية المدعويين بقوا في أماكنهم
واستمعوا إلى حديث نبيل شعث، وكان شعث أقولها بذكرى طيبة جدّا ـ رائعا في
تدخله إذ بسط وضعية القضية الفلسطينية بلغة أنقليزية طليقة.. مما أثار بعض
المناقشات، ولكنها كانت خطوة هامة في تغيير الرؤية المشوّهة والمغلوطة
للقضية الفلسطينية ولأبنائها ولقادتها
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 2831
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Icon_minitimeالإثنين 17 مايو 2010 - 12:17

استذكر كيف أن تونس ومن خلال هذا التعاون متعدد الأطراف استعملت الطاقة
الشمسية منذ الستينات، حيث كان الفيزيائي الدكتور البشير التركي هو المشرف
على المشروع... وقد بدأ المشروع (وتوقف هناك على ما يبدو) بتسخين الماء في
الثكنات العسكرية عبر الطاقة الشمسية.
ومن هنا كشف «سي احمد» النقاب عن
ان مشروع استعمال الطاقة الشمسية في بلادنا بدأ مبكرا... «كما عمدنا كذلك
الى تحلية الماء الصالح المستخرج من آبار عميقة جدا،كان ذلك في قرية من قرى
قفصة (جنوب غرب) حيث كانت نسبة الملوحة قد بلغت 8غ (في المتر المكعب)
وكانت هذه التقنية قد أشرف عليها كذلك الدكتور البشير التركي من خلال
استعمال الطاقة الشمسية» وأضاف «سي احمد» بن صالح وقد سألته حول تونس، وكيف
كانت من خلال هذه العلاقات المتنوعة مع بلدان عبر العالم، هي أول بلد في
المغرب العربي الذي «يُمضي اتفاقية مع اللجنة الأوروبية La commission
Européenne (قبل ان تتحوّل الى سوق) وقد تلتها زيارة رسمية لبورقيبة الى
بروكسيل مقر اللجنة الأوروبية» وكان «سي احمد» بن صالح هو الذي أمضى هذه
الاتفاقية... وأضاف «كانت عندي نظرية لا تعجب الأوروبيين أو الحاضرين، في
الملتقى الذي أقيم للغرض... قلت: نحن نتمنى ان تكون علاقاتنا مع أوروبا
أمتن جهويا، اي ان تكون تونس وايطاليا واسبانيا والبرتغال والمغرب واليونان
والجزائر اي المغرب العربي وجنوب أوروبا ثم تكون المجموعة مرتبطة
بأوروبا...».
ينتقل «سي احمد» بن صالح بعد سؤاله عن سلسلة العلاقات التي
قدّها مع الزمن وجمعته بشخصيات عالمية مثل «كرايسكي» و«إيرلندار» وغرابار»
رئيس سويسرا الذي يحدّثنا عنه الآن يواصل «سي احمد» استذكار المحطات
والشخصيات في شكل متداخل بين القصص التي جمعته بالشخصية المعنية والشخصية
المؤثرة في مجرى القصة...
«بيار قرابار» تعرّفت عليه ـ يقول سي احمد ـ
وقد كان على ما أظن لا يزال رئيس مقاطعة «Vaud» «فو» بسويسرا... وكان رئيس
جامعة لوزان السويسرية حين دعاني أوائل الستينات (على الارجح سنة 1962)
لإلقاء محاضرة ببهو الجامعة «بلوزان»... قبلت الدعوة، وذهبت الى سويسرا،
وقد افتتح «بيار قرابار» Pierre Graber الجلسة او المحاضرة، ليقدّمني الى
جمع الحضور... ثم أعطاني الكلمة، فقمت الى المكان المخصص لإلقاء محاضرتي
وكانت جملتي الاولى التي استهللت بها المحاضرة تقول ما يلي: «نعم... الآن
وقد اكتسبنا استقلالنا، فإن واجبنا الاول الآن، هو ان نتعلّم من جديد سُبل
العمل وقوة العمل»...
Voilà, la Tunisie est indépendante, il va nous
faloir à nous tunisiens, réapprendre à travailler...
ومرت السنوات وفي
حفل للتوديع سوف نتحدث عنه لاحقا، فاجأنا بيار غرابار نوعا ما بقبوله
الحضور (...) قال لي «غرابار» وقتها وهو في التقاعد بعد ان تقلّد مناصب
وصلت رئاسة الجمهورية: إنني سيد احمد لن أنسى ذلك الشاب الذي دعوته سنة
1962 ليلقي محاضرة بُعيد تقلّده مسؤولية التخطيط والمالية والاقتصاد ليلقي
محاضرة في جامعة لوزان، ولعلي كنت أعرف أشياء طيبة عنه... من خلال ما يقوله
عنه بعض النقابيين السويسريين الذين عرفوه، فيأتي هذا الشاب ويقول: إننا
الآن في تونس المستقلة، سوف نعمل على اعادة تعلم العمل»... ويواصل غرابار :
لا يمكنني ان أنسى هذه المقولة... مضيفا: عندما كنت وزيرا للخارجية، جاءني
نظيري التونسي (غرابار يتكلم) ليطلب مني تسليم احمد بن صالح، وقال انه
يعلم انه في سويسرا فقلت له: أنا لا أعلم إن كان بن صالح في سويسرا أم
لا... ولو كان فعلا في سويسرا، فلا يمكن ان تتوقع أني سأسلّمه..».
والحقيقة
يواصل «سي احمد» بن صالح كلامه عن «غرابار» : قضيت جل وقت الاحتفال معه في
مؤسسة «فيباد» وكان غرابار، قد تقلّد عديد المسؤوليات في بلاده، من وزير
للخارجية الى رئاسة الجمهورية...»
وفي هذا المجال سوف يكشف «غرابار» عن
أمر أخفاه لمدة، ولكنه قاله لـ«سي احمد» عند حفل التوديع الذي أقيم له
بمناسبة رجوع «سي احمد» في 1988 الى تونس سنراه خلال القصة التي سيكون في
سياقها إن شاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gafsajeune.ahlamontada.com
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Icon_minitimeالسبت 29 مايو 2010 - 13:19

يواصل «سي أحمد» بن صالح حديثه عبر هذه الحلقة، وقد طلبت منه أن يختزل
موقفه من بورقيبة.. وبعد كل هذه السنين.. يواصل القول بعد أن تحدث أمس عن
ما أسماه بالعناصر التي قامت «بعزل بورقيبة وبعزل أحلامه المجاهدة حتى أصبح
وكأنه خارج تماما عن المواضيع».
يقول «سي أحمد» بن صالح مواصلا: «لا
يمكن أن أنسى أنه في سنة 1974 وكنت في المنفى أقرأ جريدة «لوموند»
الفرنسية، في عدد صدر بعد «احتفالية» مرور أربعين سنة عن مؤتمر الحزب في
قصر هلال سنة 1934، لا يمكن أن أنسى ما اقتطفته الصحيفة المذكورة من خطاب
بورقيبة وقد وسّم من وسّم في تلك الذكرى، أولئك الذين خلّصوه من أعدائه كما
قال بنفسه» وختم بالقول إنه مازال أحمد بن صالح ونعته بـ«اللّفعة» وقال
«يلزمه الرصاص» وأعادها ثلاث مرات..» ولما كانت هذه المرّة الثانية التي
يعيد فيها «سي أحمد» هذه القصة قلت له في سؤال: كيف كان شعورك في تلك
اللحظات؟ فقال: «لم يكن شعور حقد أو غضب.. هذا مؤكد.. وإنما شعرت كما يشعر
أيّ انسان أمام انهيار ما (...) أو نوع من الدخول في اختلاط الأمور.. وضياع
المقاييس الطبيعية البديهية.. ولا أزال مرتاحا مع نفسي لأنني لا أزال
أعتقد أن بورقيبة كان يحمل امكانيات غزيرة للتغلّب على ما ورثه في السجون
وفي غير السجون من حقد على الدنيا وعلى بعض أهلها.. ولكن المجموعات الخبيثة
وبعضها يرفل الى الآن.. فعلت ما فعلت حتى تبيّن آخر الأمر، عندما ضاقت
الدنيا على ما يمكن عمله لشفاء بورقيبة فذهبوا به الى ألمانيا، لاستجلاء
الأمر عند طبيب عالم مشهور عبر العالم، وفحص هذا الطبيب العالم، بورقيبة
وتطلّب الأمر أيّاما من الفحص والتحليل لاستجلاء ما كان يعانيه بورقيبة،
وجمع العالم أطباءه والأطباء التونسيين الذين صاحبوه الى ألمانيا، وقال
الجملة التالية التي بلغتني من شخصية ألمانية مسؤولة في ذلك الوقت قال
الطبيب العالم: «أتيتم إليّ ببورقيبة من أجل انهيار عصبي.. أقول لكم إنّي
لم أجد هذا الانهيار ولم أتلمّسه.. الذي وجدته هو داء المورفين في دمه»..
وأضاف «سي أحمد» بن صالح: والسلام.. وبلا تعليق إضافي»..
ثمّ استدرك
قائلا: «وأختم بما قلته أول مرة سنة 1988 في أول حديث على مرّتين من على
منبر مؤسسة التميمي في زغوان: عندما بادروني (الحضور) في أول الجلسة
بالسؤال: ما هو رأيك، آخر الأمر، في بورقيبة؟
وكان جوابي: «بورقيبة من
كبار رجال الدولة المعاصرين.. وأقول لكم لولا وجود بورقيبة ما كنت لأستطيع
انجاز ما اتفقنا عليه من محتويات مناهج التنمية والتوازن.. وما كنت أواصل
هذا العمل مع ثلّة من أعزّ شباب تونس.. وما كنّا نستطيع مواصلة ذلك، أكثر
من عام واحد..».
وهنا ردّد «سي أحمد» جملته الشهيرة التي يصوّر من
خلالها علاقته ببورقيبة: «شخصيا أقول وأكرّر، إنه لم يقع في أيّ مرة ولا في
أي لقاء لي مع بورقيبة.. أي نوع من التشنّج.. بل كم من مرة يسألني بورقيبة
عن أشياء سمع بها مغلوطة عن المسيرة وأجبته بما كان يقنعه دائما.. أجيبه
بالواقع عن الواقع..».
وإلى حلقة قادمة إن شاء الله وفيها يجيب «سي
أحمد» بن صالح عن أسئلتكم التي وردت علينا من خلال هذا الركن..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 5 Icon_minitimeالأحد 6 يونيو 2010 - 16:13

يقول السؤال «سي أحمد» وبكل اختصار: «هل صحيح سيد بن صالح أنك كنت ضد
الجمهورية كنظام حكم في تونس؟»
أطرق صاحب المذكرات قليلا، كمن أعاد
الابحار في التاريخ والموقف... وقال، وكأنه يريد أن يؤكد ان موقفه واحد،
والتاريخ الشاهد على ذاك الموقف واحد، وليس متعددا... قال «سي أحمد» في
مطلع اجابته عن السؤال وبشكل حازم وصارم: ... هذا غير صحيح... هذا الأمر
غير صحيح... والمسألة وما فيها أنني ولما كنت النائب الأول لرئيس المجلس
التأسيسي وكنت رئيس لجنة صياغة الدستور، وقد كشفت عن هذه القصة سابقا...
فقد
جاءتنا إشارة من قيادة الحزب بضرورة التهدئة تجاه خيار الجمهورية.. هناك
من اتهم أحمد بن صالح وعلي البلهوان (وخاصة احمد بن صالح) انهما ضد
«الجمهورية» ومع الملكية الدستورية... لقد جاءنا تنبيه من بورقيبة وهي أول
إشارة منه لكي نهدئ الأمر... رئيس المجلس الدستوري جلولي فارس نادانا المرة
الاولى أنا وعلي البلهوان لنهدّئ الجدال حول خيار الجمهورية وفسّر لنا
الأمر بأن هناك مناورات من القصر مع فرنسا، ضد توجهات المجلس التأسيسي
وعندما طلب منا جلولي فارس بأن نهدّئ الموضوع ريثما نرى، فعلنا ذلك... ولكن
طبعا كنت أنا وعلي البلهوان غير مرتاحين.. قلت لـ «سي أحمد» مستفسرة:
لماذا لم تكونا مرتاحين؟ فقال: «أنا لا أريد من يعطيني تعليمات... أنا
مسؤول (...) المهم، عندما قمنا بالتهدئة مثلما طلب منا المسؤولون (في
الحزب) وهم مسؤولون عن فصول التطوّر للبلاد.. وهذه حكاية خاطئة لأنني لم
أكن ضد الجمهورية... وتتذكّرين أنني وبصفتي تلك في المجلس (رئيس لجنة تحرير
الدستور) طلبت في وقت معيّن، بأن نحدد شكل النظام الذي سنقرّه لأننا وصلنا
الى مرحلة في التحرير (تحرير الدستور) لا نستطيع ان نقدّم الا اذا أجبنا
عن ذاك السؤال...
لكن هناك من قال لبورقيبة ان بن صالح يدافع عن الملكية
الدستورية، لأننا سايرنا طلب بورقيبة في ان لا نثير ثائرة العائلة المالكة
وفرنسا ونمرّ بفصل معقّد... وبورقيبة وجلولي فارس وكبار المسؤولين يعرفون
هذا الأمر..
وهنا طلبت من «سي أحمد» وقد تحدث عن المناضل علي البلهوان
ان يقصّ علينا حكاية اللجنة المركزية للحزب، وهي حلقة وسطى بين الديوان
السياسي والمؤتمر تمكن الشباب حسب نظرة الشاب أحمد بن صالح من ان يشارك في
اتخاذ القرار السياسي وبلورته داخل الحزب الحرّ الدستوري..
ابتسم «سي
أحمد» وقال: عندما رجعت من باريس مع المنصف باي وبدأت مشواري في التدريس
بتونس قابلت علي الزليطني رئيس الجامعة الدستورية بتونس العاصمة وبصفتي كنت
رئيس الشعبة بباريس ومكلف بالعلاقة مع المنصف باي والحزب قلت للزليطني
أريد ان أقابل علي البلهوان وكان في مسؤولية كبيرة في إدارة الحزب، وهو
يباشر مهامه في مكتب بورقيبة بباب سويقة... وفعلا أخذني الزليطني وكنا
شبابا نحفظ عن ظهر قلب كلمات علي البلهوان... إذ عندما قدمت الى تونس في
السنة الدراسية 1938ـ1939 وجدته في السجن، وكنا في الصادقية نحفظ كلماته ضد
المستعمر الفرنسي عن ظهر قلب.. دخلت الى المكتب مع علي الزليطني وكان علي
البلهوان منصتا لي في الأول حيث بدأت الاقتراح ـ الطلب وقلت له: نحن كجيل
شباب في الحزب نتمنى ان نجد مجالا للتعبير عن وجودنا وعن أحلامنا وعن
أفكارنا... أردت ان اقترح على الحزب ان تُبعث لجنة مركزية يدخلها الجيل
الجديد، حتى يتمرّن على تحمل المسؤولية..
... استغربت جدّا.. وكانت
بمثابة النكبة فقد هاج وماج، واعتبر ذلك تطاولا... ربما لم أفهم لماذا غضب
البلهوان ولماذا لم يقبل الاقتراح وصدّه بتلك الطريقة ولم يقبل الحديث بشأن
الاقتراح أصلا..
المهم الحمد لله انه وبعد سنوات التقينا في المجلس
التأسيسي وكانت علاقاتنا مسكا والحمد لله.
وهنا طلبت من «سي أحمد» أن
يعيد ما كان يردده هو وأبناء جيله من كلمات علي البلهوان فقالها بصوت فيه
حماسة وحث على تطبيق الأقوال، بدا «سي أحمد» متحمّسا وهو يقول: «إذا لقيتم
الفرنسيس وعسكره، فشرّدوهم في الفيافي والقفار.. وقولوا لهم ان تونس
وطننا».
كان «سي أحمد» يستعيد، هذه الكلمات التي مازال يحفظها عن ظهر
قلب بعد اكثر من ستين عاما.. وهو متأثر لفحواها، وكأنها ترفع البارحة كشعار
للمقاومة..
مقاومة المستعمر... كل مستعمِر...
وواصل «سي أحمد» بن
صالح القول: هذا ما كنّا نستشهد به ونردده ولكن ما أردت ان أقوله أنه ومن
هول الصد والصدمة، وعندما خرجنا من المكتب انا وعلي الزليطني بقينا نجوب
الشوارع وتحديدا شارع «جول فيري» ـ شارع بورقيبة حاليا ـ لمدة أكثر من
ساعة، ليهدئ من روعي..
وحمدت الله ألف مرة انه وعندما تقابلنا والتقينا
لاحقا في المجلس التأسيسي عملنا معا كان علي البلهوان من أفضل الناس...
فإلى
الحلقة القادمة إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 5 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
 مواضيع مماثلة
-
» تحالف سياسي جديد في الأفق لقاء مرتقب بين الغنوشي.. بن صالح.. المرزوقي.. الصيد والقوماني
»  قضية ايقاف ابن القذافي بالتبنّي في تونس تكشف تورّط أمين عام حزب سياسي تونسي معروف
» كتاب مذكرات الشيخ حسن العيادي
» تحليل سياسي ـ مع بطء مفاوضات التشكيل الحكومي
» الهدنة الاجتماعية فرز سياسي ام حاجة لتامين استقرار السلطة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: منتدى الوثائق :: منتدى الوثائق المكتوبة-
انتقل الى: