منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:43

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
بدأت الأحداث متسارعة، بل
ومترابطة تلك التي تتالت وجدّت بعد رجوع «سي أحمد» من فرنسا، قادما يرافق
عائلة المنصف باي، بعد أن توفّي «سيدي المنصف» كما يقول التونسيون، وقد كان
يظنّ أنه سيعود لاكمال شهادته العليا في الآداب العربية بباريس.
تمكّن
صاحب المذكّرات من شغل في مجال التدريس، حيث كان مطلوبا في سوسة حتى يؤمّن
برنامجا ومواد، مطابقة لما هو عليه الأمر في المدرسة الصادقية بالعاصمة.
وبعد
أن دخل المجال العملي، في الأوّل لظرف عائلي ثم أصبحت مهمته ضرورة وطنية،
ها أن الشاب احمد بن صالح، الذي تتلمذ حزبيا وسياسيا على أيدي د. الحبيب
ثامر، يصبح مسؤولا نقابيا ومن هذا الباب ستكون العلاقة الجديدة بينه وبين
فرحات حشاد، ثم منها سيكون للرجل باع في المجال النقابي، الوطني والدولي.
قلت
لصاحب المذكّرات: ما أهمية مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل لسنة 1951،
خاصة وأن استقراء بسيطا للوضع النقابي الوطني والدولي ينبئ بالكثير؟ ثم أين
وقع هذا المؤتمر؟
قال «سي أحمد» وقد فهم مقصد السؤال، الذي استشففته في
الحقيقة من معلومات أدلى بها الاستاذ أحمد بن صالح هنا وهناك: «وقع
المؤتمر في قصر الجمعيات بتونس وأنا كنت من وفد المؤتمر... وأذكر أن النقطة
الأساسية التي كانت موضوع قرار المؤتمر وهي الخروج من التنظيم النقابي
العالمي الشيوعي «FSN» وطرح مشكل اشتراكنا في النقابات الحرّة المعادية،
والتي يطلقون عليها عبارة «السيزل» أي الجامعة الدولية للنقابات الحرّة...
ونحن في الاتحاد الجهوي بسوسة عقدنا اجتماعات وقرّرنا موقفنا الآتي: حين
نخرج من FSN (التنظيم النقابي الشيوعي) لا ندخل الى «السيزل».
... وبعد
أن سألته عن مختلف المواقف، وكيف كان أصحابها يعبّرون عنها خلال ذات
المؤتمر فكشف النقاب عن أنه كان هو المتحدّث باسم المعارضين، للدخول الى
السيزل، كان ذلك سنة 1951 ... كما ذكرت آنفا.
قلت في استفسار: هل تقصد
أنّكم كنتم مجموعة في المؤتمر ترفضون الانضمام الى الكنفدرالية الدولية
للنقابات الحرّة السيزل»؟ بعد برهة من التفكير وربّما التذكّر قال: أولا،
لابد من التأكيد ان الاتفاق كان شاملا، بأن نخرج من النقابات الشيوعية
«FSN» وقد اعتبر اخواننا المندوبون لدى المؤتمر ان في ذلك القرار مكسبا
لهم... ولكن في الأثناء، وقبل المؤتمر حدثت تطوّرات في المشهد السياسي
التونسي، تعدّ جديدة، وهي أن الحزب الحر الدستوري التونسي «دخل في حكومة
«شنيق»، إذ لأول مرة يدخل كاتب عام الحزب (صالح بن يوسف) في حكومة عهد
الاستعمار، وذلك باتفاق تام مع الحزب.
سألت صاحب المذكّرات: هل كان صالح
بن يوسف هو الكاتب العام للحزب وفي الآن نفسه وزيرا للعدل في حكومة شنيق؟
فقال: «نعم، وفي تلك الفترة، أذكر أن مصيبة النفيضة وقعت، وكان ذلك قبل
مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل» وهنا واصل كشف النقاب عن أن عشرات
الاهالي توفّوا في أحداث النفيضة، ولو ذهبنا وقتها للنفيضة لكنا من ضمن
المتوفين... فقد كانت مجزرة ارتكبها في حق العمال المضربين» وهنا قص حكاية
ذاك المدير الفرنسي، الذي كان يحصد أرواح العمّال المصريين برشاشه..
وأذكر
ان الذهاب الى سوسة عبر النفيضة كان أمرا مستحيلا» قلت له مواصلة وفي نيتي
التأكد من شهادته شخصيا: «قيل إنه وقع استعمال القنابل الغازية؟» فقال في
معرض ردّه مؤكّدا المعلومة الواردة في السؤال: نعم، هذا صحيح... فبعد أن
تمّت عملية النفيضة وقع مجلس قومي للاتحاد بالخلدونية سنة 1951 وذهبنا نحن،
وفدا من الاتحاد الجهوي بسوسة (لأن النفيضة تابعة لسوسة) بحكم أن النفيضة
تتبع الاتحاد الجهوي بسوسة، فوقع نوع من التعاطف معنا بصفة خاصة، الى درجة
أن جلسة من الجلسات أسندت رئاستها للاتحاد الجهوي... أذكر أنه وقعت جلستان
أو ثلاثة، وكان الاتفاق أن أترأس الجلسة الأولى...» وهنا أشار «سي أحمد» بن
صالح الى أنه خلافا لما روّجه البعض، من أن بن صالح كان ضدّ خروج الاتحاد
العام التونسي للشغل من النقابات الشيوعية FSN، فإنه كان على توافق مع
النداء أو القرار الذي يغادر بموبجه الاتحاد تجمّع النقابات الشيوعية «وقد
وقع اتهامي بأنني أعارض الخروج من الـ FSN ولكن للدخول الى السيزل وقعت
ضغوط من الحزب، وحتى الضيوف الأجانب، فقد كانوا مؤيدين لأن تدخل تونس الى
المنظمة العمالية الجديدة التي جاءت ضد الشيوعية» وهنا يفسّر صاحب
المذكّرات كيف أن هرجا ومرجا سادا أجواء المؤتمر... حد التشابك بالأيدي!
لماذا
يا ترى حصل ما حصل...؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:45

حوار وإعداد فاطمة بن عبد الله الكرّْاي
مثّلت أحداث النفيضة، التي حصد
بموجبها مدير مصنع فرنسي (استعماري) أرواح عشرات العمال المضربين
التونسيين، نقطة فارقة في المشهد النقابي، كما أن انعقاد المؤتمر للاتحاد
العام التونسي للشغل في 1951 أي بعد أيام من حادثة النفيضة، أو مجزرة
النفيضة (العمالية)، كان له التأثير الشديد على المشهد النقابي النضالي.
فقد
انسلخ الاتحاد العام التونسي للشغل (بقرار كل المؤتمرين) من المنظمة
العمالية العالمية الشيوعية، لكن الدخول الى المنظمة المقابلة (السيزل) وهي
القريبة من الليبرالية، كان فيه وجهات نظر مختلفة وهنا يوضح صاحب المذكرات
بأنه في حين كان الخروج من النقابات الشيوعية، بقرار بالاجماع، فإن الدخول
الى النقابات الحرة (السيزل) كان فيه وجهتا نظر فقد كان «سي أحمد» من
المجموعة النقابية التي كانت ترفض انضمام الاتحاد الى «السيزل».
الاختلاف
حول هذه النقطة الأخيرة كان كبيرا في المؤتمر حيث «وقع هرج كبير في
المؤتمر (مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل لسنة 1951) ووصل الأمر حدّ
التشابك بالأيدي» وهنا كشف صاحب المذكرات النقاب عن أن الحزب الحر الدستوري
كان (كقيادة) يضغط باتجاه انضمام الاتحاد الى «السّيزل» (كنفدرالية
النقابات الحرّة)، كما أن الضيوف الأجانب، ضيوف المؤتمر، كانوا مؤيدين لكون
المنظمة الشغيلة التونسية، تنضمّ الى CSL.. وهي منظمة أو كنفدرالية جديدة،
حديثة التكوين وقتها وقد جاءت مناقضة للمنظمة العالمية الأخرى للنقابات
الشيوعية، وبعد أن سألت «سي أحمد» عن موقفه هو ومن معه، ولماذا كان انضمام
الاتحاد الى «السيزل» قال: «نحن المجموعة الرافضة للانضمام الى «السيزل»
كنا متفقين بطبيعة الحال، حول قبول الخروج من FSN، ولكن كنا لا نريد
الانتماء الى CSL، وقد قلت في كلمتي في الجلسة (في المؤتمر) أن لا ندخل
«السيزل» ونكوّن جامعة نقابات شمال إفريقيا، وهذا ما يريد البعض محوه من
التاريخ» سألته على الفور: ولماذا لم نسمع عن هذا المقترح، خاصة وأن بلدان
شمال إفريقيا وقتها، كانت كلها ترزح تحت الاستعمار؟ صمت قليلا ثم واصل
حديثه بعد السؤال: «لا أدري لماذا يريدون محو هذه الحقائق من أسطر التاريخ،
لكنها أحداث وقعت، وقد كان حاضرا في ذلك المؤتمر عبد الحميد مهري وكذلك
أحمد بن بلاّ كان ضمن الحضور إضافة الى المسؤول عن النقابات الجزائرية،
الذي قُتل حينها، واسمه «عيسات إيدير» وقد وقع ما وقع، وكان الجو ساخنا حدّ
التصادم الجسدي بين الأطراف» الرافضة والقابلة لانضمام الاتحاد الى
«السيزل».
هنا، وبعد برهة من التفكير، تحفّز «سي أحمد» وكأنه يتذكّر
شيئا ما، وهو في الحقيقة قد تذكّر جزئية فقال: «أذكر جزئية: حين بدأ الجو
يهدأ، وكان فرحات حشاد يستعدّ ليتكلّم.. كان رجلا عظيما فقد تكلّم بصوت
هادئ وقال: هذه مسألة مصيرية بالنسبة للاتحاد.. ولهذا أنا أطلب التصويت
السرّي..» وكان «سي أحمد» وهو يستمع الى حشاد، يستعدّ لأخذ الكلمة للتعبير
عن رأيه، إذ عندما همّ حشاد بالمنصّة لأخذ الكلمة، كان الأمين الشابي (وزير
التربية في حكومة الاستقلال) الذي كان مسؤولا نقابيا في التعليم، قد توجّه
الى صاحب المذكّرات وقال له كلاما معاتبا، أورده صاحب المذكرات هكذا: «قال
لي المرحوم الأمين الشابي وكان في جامعة التعليم (النقابية) وهو يتقدّم
نحوي أي الى المكان الذي كنت أجلس فيه، حينها وطالعني بالقول: ألا تخجلون
يا أحمد.. أنتم مجموعة من المشوّشين.. قمتم بتخريب المؤتمر». وكان يكلّمني
بنوع من التهجّم، فقلت له: بارك اللّه فيك يا سي الأمين، فقد كان في درجة
أعلى منّي، ثمّ إنه كان في وقت ما وعندما كنت تلميذا بالمدرسة الصادقية،
كان سي الأمين الشابي قيّما علينا..».
وهنا وضّح «سي أحمد» بن صالح، أنه
لم ينبس بكلمة تجاه السيد الأمين الشابي، مكتفيا بشكره مثلما أورد ذلك
بالنّص.
عاد الى حشاد ليقول: «بعد أن أتمّ كلمته تلك (حشاد) والتي اقترح
فيها الاقتراع السري على قرار انضمام الاتحاد من عدمه، عدت الى مكاني
واكتفيت بالتصويت السري الذي اقترحه حشاد، كسبيل لاتخاذ قرار كهذا صلب
«المؤتمر» أعلى سلطة في المنظمة النقابية.
يقول صاحب هذه المذكرات عن
ذاك المقترح ـ التصويت السرّي ـ «لقد كان درسا ديمقراطيا رائعا»..
ماذا
سيفرز التصويت السرّي؟..
هذا ما سنراه في الحلقة القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:46

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
لم ينبس «صاحب المذكرات»
بكلمة سوى: «بارك اللّه فيك يا سي الأمين» حين اقترب منه الأمين الشابي
خلال مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل، واتهمه بأنه وفئة قليلة من
المؤتمرين، شوّشوا على سير المؤتمر..
كان «سي أحمد» وكما ذكر هو مفسّرا،
ضدّ دخول الاتحاد صلب «السيزل» أي الكنفدرالية الدولية للنقابات الحرّة،
والتي جاءت بالضدّ وفي تعارض مع المنظمة الدولية الأخرى FSN والتي انسلخ
منها الاتحاد بقرار اجماعي خلال نفس المؤتمر.
همّ «سي أحمد» بالمنصّة
قصد أخذ الكلمة لكن حشاد ولما تكلّم قبل «صاحب المذكرات» وقال ما قال،
بهدوء، مقترحا التصويت السرّي على مقترح الانضمام لـ»السيزل» من عدمه،
تراجع بن صالح عن الكلام واكتفى، كما قال، بالمقترح الذي أرضى الجميع..
وفعلا ساد الهدوء قاعة المؤتمر وبدأت عملية التصويت على المقترح، وتبين من
خلال النتائج أن ربع المؤتمرين كانوا ضدّ الدخول إلى المنظمة المذكورة
حديثة العهد ـ السيزل ـ كنا تقريبا مائة من أصل أربعمائة مؤتمر، كنّا ضد
الدخول إلى الكنفدرالية (الليبرالية)..» وهنا يؤكد «سي أحمد» أن المجموعة
انصاعت إلى حكم الديمقراطية ومقتضياتها»، فقد غلبت أحكام الديمقراطية
ونزعتنا الديمقراطية اقتضت أن يكون القرار هو الدخول صلب المنظمة العالمية
المذكورة.. حينها ـ يواصل سي أحمد الذي سألته عن موقف الأمين الشابي من
النتائج ـ قام الأمين الشابي من مكانه، وهي المرّة الأولى، وطلب منّي
المعذرة إذ قال: لم أكن أظن أنكم بهذا العدد والحجم (أي الرافضين للدخول
إلى السيزل)، فقد كان يظن أننا مجموعة لا تتعدى عشرة (10) أشخاص».
هذا
يعني أنهم قدروا وزنكم، أليس كذلك؟ قال صاحب المذكرات وهو يردّ على السؤال:
«نعم.. فهذا الموقف لا أنساه أبدا».. هنا، وبعد أن هممت بالسؤال أرجأته
لأنني لاحظت أن «صاحب المذكرات» له ما يقول فقلت «العفو» وتركت له الكلمة،
فشدّد كاشفا أن «الشيء الغريب الذي سأقوله، هو أنني حين قلت في كلمتي أننا
سنخرج من «FSN» ولا ندخل بالمقابل إلى «CSL» وناديت بأن نكوّن جامعة نقابية
لشمال افريقيا ، وتكون سياستنا ـ الحياد الايجابي ـ يعني الدفاع عن النفس،
دون الانحياز لكتلة من الكتل لا FSN ولا CSL، لم يكن هناك حديث لا من
بعيد ولا من قريب لما سيأتي لاحقا، من اقتراح فإقرار من مؤتمر «باندونغ»
حول الحياد الايجابي، والذي تحوّل إلى مؤتمر فكتلة دول عدم الانحياز».
وأضاف
مفسّرا: «كانتا كتلتين متعارضتين، وأقصد FSN وCSL».. قلت له معقبة: نعم
فقد كانت الأولى شيوعية وبالتالي تدور في فلك الكتلة الشيوعية ـ
الاشتراكية، والثانية قريبة جدا، أو هي تنتمي إلى فلك الليبرالية..
يضيف
«سي أحمد» بن صالح متحدثا عن بقية قصته مع هذا المؤتمر ليقول: «بعد
المؤتمر، بدأت حياتي تتغير بصفة قوية جدا..
قلت سائلة: «كيف ذلك؟ ردّ:
«انتهى المؤتمر، ووقع انتخاب المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي
للشغل.. ثم اجتمع المكتب التنفيذي الجديد، وقيل لي ان المكتب (التنفيذي)
قرّر أن يبعث أحمد بن صالح كأول تونسي سيذهب إلى «السيزل» وينوب الاتحاد
هناك، في بروكسيل. كنت متكلما باسم المعارضة التي ترفض الدخول إلى «السيزل»
فإذا بي أجد نفسي أمام هذا الخيار»..
كيف بلغك الخبر، ومن طلب منك ذلك؟
كلّمني
المرحوم فرحات حشاد، وقلت له هذا لا سبيل إليه، ومستحيل لأنني كنت في ذلك
الوقت، بل كان لديّ قرار بأن أسافر من جديد إلى باريس لأكمل دراستي.. فقد
عاد أحد أخويّ من الخارج (محمد بن صالح عاد من سوريا بإجازة الفلسفة).
وبالتالي سأترك له مسؤولية العائلة، لأعود لمواصلة تعليمي.. وكنت وقتها
حاصلا على شهائد وتنقصني أخرى لاتمام شهادة الاجازة.. المهم أنني عارضت
فرحات حشاد، الذي لم يتركني، وكان يكلفني في العديد من المرات، ودامت
المسألة (أو المراوحة) من آخر أشغال المؤتمر إلى حدود 5 أوت 1951 ...
قلت
له: وهل كان المقترح أن تعيش في بروكسيل وتقيم فيها؟
قال: «نعم.. وقد
عارضت الأمر كثيرا، ويوم الرابع من أوت 1951، جاءني «سي فرحات» إلى الاتحاد
الجهوي بسوسة، وقد كان في طريقه إلى صفاقس للاحتفال بأحداث 5 أوت.. جاء
إلى مقرّ الاتحاد بسوسة، وأمام الجميع، أعاد عليّ طلب الموافقة على الذهاب
لتمثيل الحزب فرفضت، وحين هممنا بالمغادرة، أخذني معه في سيارته وأعاد عليّ
طلبه، وأذكر أنه قال لي بنوع من الحدّة: أنت يا أحمد تقول لا... تصور أن
يذهب إلى بروكسيل شخص آخر.. من الاتحاد ضعيف ولا تعرف ما هو رأيه وتكوينه..
بينما أنت نعتمد عليك لتحرك الأمور بصفة أخرى..
ترافق الرجلان الزعيم
النقابي فرحات حشاد والأستاذ أحمد بن صالح، من سوسة إلى صفاقس.. فكان
الحديث والحوار والجدل..
لكن هل «أذعن» سي أحمد إلى مقترح حشاد، الذي
تمسّك بأن يتحول إلى بروكسيل لتمثيل الاتحاد فيه؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:48

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد ا& الكراي
لدى مرور فرحات حشاد سنة
1952 الى «بروكسيل» كانت القضية التونسية في أوجها من حيث التحرك السياسي
الوطني ومن حيث ثورة أبناء تونس التي زادتها حماسة أحداث 18 جانفي 1952،
والمسماة فيما بعد بالثورة وكذلك أحداث تازركة وبنزرت وطبلبة وجل أطراف
البلاد التونسية المنتفضة ضد الاستعمار الفرنسي.
كان لابدّ لمحطة
بروكسيل ان تكون وبالشكل الذي أراده النقابيون الوطنيون فقد كان حشاد يقول
«سي احمد» عضوا في لجنة المصالحة التي انبثقت عن «السيزل» بين النقابيين
الامريكيين ولكن التحرك من اجل تونس كان هو الهدف وهو السبب... بعد ان أمّن
«سي احمد» بن صالح ندوة صحفية كبيرة للزعيم فرحات حشاد، وقع الاتفاق على
ان يبث فرحات حشاد وبصوته، عبر تسجيل على أشرطة بيانا للشعب التونسي ننشر
نسخة منه مرفوقة مع هذه الحلقة.
«كتبت البيان الذي سيسجله «سي فرحات»
بصوته، بخط يدي، وكان بعنوان: ««نداء الى الشعب التونسي المكافح» يبدأ فيه
بالقول: اخواني، يدوم الصراع داميا منذ ثلاثة أشهر، يدوم الصراع بين الشعب
التونسي المستميت الاعزل وبين قوة الظلم والعسف الاستعماري وهذا الصراع
انما هو صورة متجددة لكفاحكم المتواصل منذ ان انتصب الاستعمار اللدود
ببلادنا»، وطبعا يتواصل نص النداء محرّضا ومشجعا على النضال ضد الاستعمار،
خاصة وان احداث 18 جانفي 1952 وأحداث تازركة والجريمة الاستعمارية التي
وثّقناها صورا كلجنة منبثقة عن «السيزل» ما تزال ماثلة وقتها... وينهي سي
فرحات نداءه، الذي سجلنا منه نسخا في أشرطة عديدة، بعثت منها الى القاهرة
والى ستوكهولم والى نيويورك، اين كان المناضلون الحزبيون هناك ينهي النداء
اذن بكلمة: «فكلمتي اليكم ثابروا على الكفاح وحافظوا على وحدتكم القوية
المتينة الغلية» وقد كتبت له في نهاية النص ما سيحوّر فيه اذ كتبت: «فإننا
لامحالة منتصرون» واذا بسي فرحات يضيف بخط يده عبارة: «وبحول ا&» فكانت
ان طبعتني تلك الملاحظة، وبقيت حركة حشاد راسخة في ذهن صاحب المذكرات الى
يوم الناس هذا، يرويها في كل مرة يتذكر فيها الحدث...
سألت صاحب
المذكرات عن النداء الذي وجهه حشاد الى الشعب التونسي سنة 1952 اي قبل
استشهاده بقليل... وهل ما تزال لديه نسخة بصوت حشاد، قال: «تركت عندي نسخا
من التسجيل، ولكنها تبخرت... سرقت من بيتي على الارجح... من المؤكد ان
صاحبة الشقة التي تسوغتها منها هي من فتح الباب، ولا أدري لأي مخابرات...
فقد افتقدت تلك الاشرطة من منزلي...
بعد نجاح الندوة الصحفية التي يقول
صاحب المذكرات انه أمنها بالتعاون مع المناضلين الاصدقاء الذين كان ينسّق
معهم جل الانشطة النقابية والوطنية هم اخوان من عدد من البلدان، من السويد
ومن بولونيا ومن تشيكسلوفاكيا من الهاربين من الشيوعية... وكان فرحات حشاد
في بهجة كبيرة ونجح في مهمته نجاحا كبيرا» وهنا اعاد التأكيد وهو يتذكر
فعاليات وآثار الندوة الصحفية بأن السيزل لم تعرف ندوة صحفية ناجحة ومهمة
مثل التي قام بها حشاد.
ويضيف صاحب المذكرات: «انتقل سي فرحات من
بروكسيل الى الولايات المتحدة الامريكية.. وقد ودعته في مطار بروكسيل، ولم
أره ثانية... حيث كان رجوعه من جولته الامريكية عبر لندن عاصمة بريطانيا...
لكن الرسائل وفي بعض الاحيان الهاتف، كانتا وسيلتينا في التواصل...» وهنا
يفسر «سي احمد» مرة أخرى كيف كانت مهمة حشاد التوفيقية (رأب الصدع بين
النقابات الامريكية) والوطنية، (التعريف بالقضية التونسية) ناجحة في
أمريكا،اي «بين سان فرانسيسكو اي تم التوفيق بين الفرقاء وتوحيد النقابات
الامريكية، عبر لجنة من السيزل كان حشاد عضوا فيها، وبين نيويورك أين كان
النشاط الوطني للزعيم النقابي الوطني حشاد».
وصل حشاد الى نيويورك بصفته
زعيما نقابيا ووطنيا تونسيا، أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، وكذلك
بصفته الدولية، عضو مساعد في السيزل.
توحدت النقابتين، يضيف سي أحمد،
أي AFL وCIO، و«أعد خطابه، الذي مازلت أحتفظ بنسخة منه... وحضر مؤتمر
التوحيد، وقد صادف أن كان حاضرا في المؤتمر كل من الزعيم يورقيبة والعابد
بوحافة، والذي كان مسؤولا عن مكتب المغرب العربي أو شمال افريقيا في
أمريكا».
سألت سي أحمد عن بوحافة وهل كان محاميا، فقال انه لا يعلم...
بل لم يعد يتذكر... لكن كيف حضر بورقيبة وحشاد في نفس المؤتمر، وهل كان في
الأمر تنسيق بين الزعيمين؟ عن هذا السؤال يكشف بن صالح: «وجود بورقيبة في
المؤتمر، لم يتوقعه فرحات حشاد ولم يكن على علم بذلك» لكن بالتأكيد، كان
بورقيبة على علم بوجود حشاد، لأن الأمين العام للاتحاد حضر مؤتمر سان
فرانسيسكو بصفته الدولية وقد كان معلنا أنه عضو في لجنة المصالحة، لكن «سي
أحمد» لا يجيبني على هكذا افتراض، بل يواصل ليقول: «في خطابه، لم يكتب
حشاد، شيئا عن بورقيبة، وهذا دليل على أنه لم يكن على علم أنه سيكون هناك،
فقد كان نص الخطاب يتحدث عن حيثيات القضية التونسية، وعندما شاهد حشاد
بورقيبة في المؤتمر أضاف إلى الخطاب المكتوب سلفا عبارة «هذا بطلنا الوطني»
بورقيبة، وقد إلتفت إليه وأشار نحوه بالبنان»...
واصل «سي أحمد» بن
صالح، كشف مسار التحركات التي قام بها حشاد في أمريكا، حيث شدد أنه «بقي
بالولايات المتحدة حوالي عشرة أيام، اذ اتجه بعد «سان فرانسيسكو» نحو
نيويورك، مقر الامم المتحدة، حيث كان الباهي الأدغم مسؤولا حزبيا هناك، وقد
قابل حشاد عديد الشخصيات السياسية الأمريكية، وكان موضوع هذه اللقاءات
واحدا: القضية التونسية، ومازلت أحتفظ إلى الآن، بالرسائل التي كان يبعث
بها إليّ «سي فرحات» ليعلمني بكل التفاصيل... فإلى حلقة أخرى... من نضال
رجالات تونس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:49

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
مازال المناضلون
يسابقون الزمن من أجل التعريف بالقضية التونسية، وجلب المؤيدين للحركة
التحريرية في تونس، من دول ومنظمات العالم.. فقد أورد صاحب هذه المذكرات،
الأستاذ أحمد بن صالح، تفاصيل حول هذا الجهد المتنوّع، في مقارعة الاستعمار
الفرنسي، من لدن ثلة من المناضلين والمثقفين التونسيين، والذين توزّعوا،
بمهام نضالية محدّدة عبر عواصم العالم، من باريس إلى القاهرة، فستوكهولم
ولندن ونيويورك وبعض عواصم آسيا..
المحطات والأحداث المتناولة الآن، عبر
هذه الحلقة ونزر قليل من الحلقات الماضية، تهمّ آخر الأربعينات وبداية
الخمسينات... فيها الزعيم فرحات حشاد قبل التحرّك النقابي الوطني والدولي،
من أجل القضية الوطنية.
في عدد الأمس، رأينا كيف وُلد النداء أو البيان
الذي وجهه حشاد إلى الشعب التونسي، وقد كشف لنا صاحب المذكرات، ظروف
ولادته، وكيف أنه «بيان» جاء بعد أحداث صعبة عرفتها تونس، فيها صراع ـ وبلا
هوادة ـ بين أبناء الشعب التونسي و«قوى العسف (...) والظلم الاستعماري»
مثلما كتب ذلك «سي أحمد» نصّ البيان بخط يده، بيان سجّله فرحات حشاد بصوته
على شريط، أمّن صاحب هذه المذكرات نسخا عديدة منه، وقد نشرنا نصّه في عدد
أمس.
سافر «سي فرحات» كما يناديه الأستاذ بن صالح، إلى نيويورك عبر
بلجيكا، حيث «تمكّنا من تأمين الندوة الصحفية الكبيرة لـ«سي فرحات» حول
القضية التونسية، ولكن في البداية تمّ فيها التعريف والإعلان، بأننا كاتحاد
عام تونسي للشغل، قد أصبحنا أعضاء في السيزل، وقد ذكرت تاريخ دخولنا، الذي
سبق العديد من النقابات في العالم.
كما تمكّنا وبفضل العلاقات التي
أمكن لنا إقامتها مع نقابيين عديدين من دول العالم داخل السيزل، أن نضع
القضية التونسية في مدار الاهتمام العالمي...
توجه فرحات حشاد الى
الولايات المتحدة، وبعد حضوره مؤتمر «سان فرانسيسكو» لتوحيد النقابات
الامريكية، الذي حضره بورقڤيبة، اتجه الى «نيويورك» مقر الامم المتحدة.
لكن
قبل ذلك، سألت «سي أحمد» هل رأى حشاد بورقڤيبة وهل كان للرجلين تنسيق ما
باتجاه التعريف بالقضية التونسية؟، حيث كان ذلك سنة 1952، قال «بقي حشاد
حوالي عشرة أيام في أمريكا، وقد قابل عديد الشخصيات هناك»...
ألم يخبرك
حينها بعلاقته مع بورقڤيبة كيف كانت، خلال فترة تواجدهما بأمريكا؟ عن هذا
السؤال يقول «سي أحمد» بن صالح: «من المحقق أن تكون هناك لقاءات ومشاورات
بين حشاد وبورقڤيبة، فهذه تفاصيل لم يخبرني بها «سي فرحات» على اعتبار أنه
لم يعد الى تونس عبر بروكسيل، حيث كنت أقيم وأعمل بمقر السيزل، لكن بقينا
باتصال عبر الهاتف والرسائل معا..
وهنا يواصل صاحب المذكرات، الحديث عن
فرحات حشاد، وطرق تحركه السياسي، حيث تذكّر:« ما بقي بذهني، بمناسبة جولة
حشاد في أمريكا، هو ذاك الخبر الذي صدر بجريدة «لوفيغارو» LE FIGARO
الفرنسية، أن فرحات حشاد، في أمريكا يشتري الاسلحة «للفلاقڤة»... بقيت
متعجبا عن سر هذا الخبر... لانه غير صحيح من ناحية والى الآن بقي السؤال
مطروحا... ومن ناحية أخرى بقي سؤال الحيرة حول من وراء هذا الخبر الذي صدر
في «لوفيغارو» كخبر صغير، وهنا سألت: «سي أحمد» كيف تصرف مع هذا الخبر،
خاصة أنه قال لي سابقا، وفي هذا الركن، انه اضافة الى أنه كان مكلفا من
الاتحاد لتمثيله في «السيزل»، فإن الحزب الحر الدستوري كلفه بأن يمثله في
بروكسيل، عاصمة بلجيكا.
«من ذلك فقد كانت من جملة مسؤولياتي كنقابي
وكحزبي أقرأ الصحف، وأقتطع المقالات التي تهم تونس والحركة الوطنية، ثم كنت
أرسل الصحف والمقالات الى الزملاء الحزبيين الذين لا تصلهم الصحف
بالخارج».
وأضاف إن وجود سر وراء ذاك الخبر تأكد عندما صدر محتواه في
«ما نشيت» بالاولى بصحيفة استعمارية تصدر بتونس اسمها «TUNISIE FRANCE» وهي
لسان حال الاستعمار الهجومي، فقد كتبت الصحيفة المذكورة بشكل بارز بالصفحة
الاولى تعليقا على جولة حشاد بأمريكا، هذا العنوان: «فرحات حشاد يشتري
السلاح للفلاقڤة وهو يموّلهم بالسلاح».
ما سر هذا الادعاء؟ وما علاقته
باغتيال حشاد بعد أيام فقط أو اسابيع من نشر صحيفة السلطات الاستعمارية
لخبر مثل هذا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:50

حوار: فاطمة بن عبد الله الكراي
أثرت جولة الزعيم فرحات حشاد
بالولايات المتحدة الأمريكية، في مسار الحركة الوطنية والتعريف بالقضية
التونسية، كما ساهمت تلك الجولة في فضح ممارسات الاستعمار الفرنسي بتونس،
خاصة وأنها جولة وتحركات، تلت أحداث 18 جانفي 1952 ومجزرة تازركة وأحداث
الصدام بين أهالي بنزرت وطبلبة مع قوات الإستعمار...
وفق مهمته المنوطة
بعهدته كنقابي تونسي في «السيزل»، وبوصفه ممثلا للحزب الحر الدستوري في
بروكسيل (مقر السيزل). طالع سي أحمد مالفت انتباهه، في جريدة «لوفيغارو»
الفرنسية، حيث نشرت خبرا بعنوان: فرحات حشاد في أمريكا يشتري الأسلحة
للفلاقة... (أي المناضلين الماسكين بالسلاح ضد الاستعمار الفرنسي) يقول سي
أحمد: «بقيت متعجبا من الخبر والى الآن بقي السؤال مطروحا.. وقد ساورتنا
عديد التخمينات، وبما أن العابد بوحافة كان مع بورقيبة في أمريكا وقتها،
فقد تيسر لي سؤاله بعد سنوات من هذه الحادثة، التي جاءت قبيل اغتيال حشاد،
وقال إن ليس له علم!؟
هل سألت بوحافة شخصيا؟ قال: نعم، سألته لأنني
قابلته صحبة الباهي الأدغم هنا في هذا المنزل».. متى كان ذلك، سألت صاحب
المذكرات؟ قال في ردّه:«حين كنت في الحكومة... بداية الستينات... الموضوع
بقي غامضا، والعابد بوحافة يقول أن ليس له علم... لكن نقاط الاستفهام لا
تزال مطروحة إلى الآن، لأن نفس العبارة التي كتبت في «لوفيغارو» من أن حشاد
يشتري سلاحا للفلاقة، وجدتها في جريدة الإستعمار الفرنسي بتونس «Tunisie
France» وقد نشرت معلقة على جولة حشاد في أمريكا، بالصفحة الأولى (ما
نشيت): فرحات حشاد يشترى السلاح للفلاقة وهو يمولهم أو يزودهم بالسلاح» كان
هذا قبيل اغتياله.. كانت مسألة أيام قبل 5 ديسمبر 1952».
هنا سألت صاحب
المذكرات، عن اغتيال حشاد، وهل كان يملك معلومات أخرى غير التي يعرفها
الجميع، فقال:«المسألة لدي مازالت موضوعة ولازالت الاشكالية قائمة في فهم
الخيوط لهذه العملية... فعندما كنت في الاتحاد، أي بعد رجوعي من بروكسيل
على اثر اغتيال الزعيم فرحات حشاد، قمنا ببحث مطول ومدقق أنا ومحامي
الاتحاد فريد جمال، أخذنا الملفات العدلية وأردنا أن نعرف من قام بعملية
الاغتيال ولم نجد شيئا نتكئ عليه... التفاصيل كيف أقدمت اليد الحمراء على
اغتياله ومن شارك فيها... كلها من الأمور التي بقيت مجهولة...»
س: ولكن
عندما رجع إلى تونس، ألم يحس حشاد أنه معرض للمراقبة... للقلق؟
ـ ج: «ما
أعرفه أنهم قاموا بنزع كل الأشرطة التي كانت معه، فعندما رجع الى تونس، من
أمريكا، صادرت له سلطات الاستعمار الفرنسي، كل وثائقه».
س: قلت له
مستفسرة:«يعني في مطار تونس»؟
ـ ج: نعم، في مطار تونس... كانت الاتصالات
بيننا، وهو في جولته بنيويورك، متواصلة عبر الهاتف، ويعلمني بكل
التطورات...
وهنا يذكر «سي أحمد» كيف أن الزعيم فرحات حشاد، كان يعلمه
عبر الرسائل. التي نتناول واحدة منها، وكيف يضمنها التحريض على مواصلة
النشاط والكفاح السياسي ضد الاستعمار.
بتاريخ الخامس من أفريل 1952،
يبعث «سي فرحات» رسالة الى صاحب هذه المذكرات، ليعلمه أنه وصل الى نيويورك
بلا صعوبات... وأن الرفاق النقابيين الأمريكيين من CIFTY كانوا في استقباله
في المطار، وقد شدد الزعيم فرحات حشاد، على أن مجالا آخر فتح أمام النضال
الوطني من خلال قسم قضية الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا العالم
الجديد. وقد أعلمه حسب نص الرسالة أن الجميع كانوا طيبين معه، وأنهم سهلوا
له مهمته... وهنا يبين «سي أحمد» أن حشاد أعلمه أنه قابل ونسق مع الباهي
الأدغم ومع 11 عضوا من بلدان أعضاء في الأمم المتحدة، وأن القضية التونسية
قد وضعت بعد على الطاولة... طاولة الاهتمام الأممي...
أما رسالة التاسع
من أفريل 1952، فقد ضمنها حشاد معلومات عما حصل في نيويورك وفي واشنطن،
وأين قابل نوابا أمريكان وكبار المسؤولين بالخارجية الأمريكية...
فإلى
حلقة الغد إن شاء الله، وفيها فحوى الرسالة التي يحث فيها حشاد «سي أحمد»
بن صالح على تجارة «الفلفل».!. فعن أي فلفل يتحدث حشاد؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:51

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
أكد الأستاذ أحمد بن
صالح وفي معرض تناولنا للفترة التي جمعته بالزعيم فرحات حشاد، على أن
الاتصال بينه وبين الزعيم النقابي الوطني، لم ينقطع... وكان الهاتف
والرسائل هما الوسيلتان الاساسيتان في التواصل بين الرجلين.
صاحب
المذكرات تلقى عددا من الرسائل من فرحات حشاد، بقيت عنده ستة منها، وقد
نشرت في كتاب «أحمد بن صالح عبر محطات الذاكرة» على إثر الحوار مع أحمد بن
صالح بمؤسسة التميمي للبحث العلمي وللمعلومات، ومن تحقيق د. عبد الرحمان
عبيد.
يقول «سي أحمد بن صالح» إنّ رسالة من المجموعة التي بعث بها له
الزعيم فرحات حشاد، المؤرخة بـ9 أفريل 1952، أي عندما كان الرجل يناضل
ويقنع بالقضية التونسية، أطرافا أمريكية في الكنغرس وفي الخارجية وفي الأمم
المتحدة، ويعلمه فيها أنه قضى ثماني وأربعين ساعة في العاصمة الأمريكية
واشنطن، «أي بعد أن حضر مؤتمر سان فرانسيسكو، لتوحيد النقابات الأمريكية،
وقد عرض حينها على مسامع المؤتمر وكما رأينا آنفا، القضية التونسية وما
أتاه الإستعمار الفرنسي في حق أبناء تونس، من سطوة وقتل ونفي وسجن في حق
المناضلين ويواصل «سي أحمد بن صالح» كشف خفايا تلك المرحلة النضالية
المتحركة جدا، (1952) ليقول:«توجه سي فرحات الى مقر الأمم المتحدة
بنيويورك، حيث يحضر من الغد (أي يوم 10 أفريل 1952) وفي مجلس الأمن، جلسة
وقد بدأ هو والباهي الأدغم حملة من أجل كسب الرأي العام الأمريكي وفي كل
المواقع وهنا يشدد الزعيم فرحات حشاد على أهمية الرأي العام الأمريكي
والغربي من حيث إقناعه لكي يسند القضية التونسية. وقد أشار صاحب المذكرات،
كيف أن الزعيم فرحات حشاد ذيل الرسالة المشار إليها بحثه على النضال، قائلا
«أمامنا عمل كبير، حتى نكسب الرأي العام»...
يواصل «سي أحمد بن صالح»،
كشف حيثيات تلك الرسالة، حيث كتب لي وباللغة العربية:«الفلفل الفلفل»...
وكان
حشاد يقصد الدفع الى مزيد التحرك والنضال، حتى تتزامن تحركات الزعماء
السياسين الوطنيين من حشاد الى بورقيبة فالبلهوان وغيرهم، عبر عواصم
العالم، تفهم الرأي العام العالمي للقضية التونسية.
كما حث «حشاد» بن
صالح، على مزيد دعم تجارة الفلفل...
سألت «سي أحمد» وبعد الإطلاع على
الرسالة التي تلقاها من حشاد، كيف كان التنسيق والتحرك بين الزعيم النقابي،
الذي ستكون محطة أمريكا آخر جولة في حياته، إذ اغتالته بعد أشهر يد
الاستعمار في البلاد، فقال:«أعلمني سي فرحات، عن حيثيات التنسيق، وأعلمني
بأن الندوة الصحفية التي أقامها الباهي الأدغم في نيويورك كانت ناجحة».
«رجع
سي فرحات الى تونس» وأضحى الرجل محل تتبعات وقلق من سلطات الإستعمار...
وبقي
موضوع الخبر الذي نشر في «لوفيغارو» الفرنسية، وفي جريدة «Tunisie France»
صوت الاستعمار، الهجومي، في تونس حول موضوع السلاح وحشاد والفلاقة، موضوعا
غامضا...
وبقي «سي أحمد» يثير التساؤل الى الآن ويعيده: من وراء هذا
الخبر، المجرم؟ «لأن الذي صنعه ونشره هو مجرم» يقول سي أحمد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:53

حوار واعداد فاطمة بن عبد ا& الكراي
مازالت قصص النضال والتنسيق
بين المناضلين التونسيين، حزبيين ونقابيين، ترد على لسان صاحب المذكرات،
فتكشف لنا جانبا من الأحداث التي يغضّ بعضهم الطرف عن ذكرها، ضمن مجريات
تاريخ تونس. إذ بعيدا عن «الشخصانية» في سرد الأحداث التاريخية والاطلاع
عليها، فإن ما يقدمه «سي أحمد» من أجوبة عن أسئلتنا، نلمس من خلاله كم كان
مستوى اتنسيق حاضرا واللحمة بين المناضلين أمرا واقعا.
مازال «سي أحمد»
بن صالح، مقيما في بروكسيل، ومازال يضطلع بالمهمات الوطنية والنقابية، إذ
من خلال موقعه كما ذكر لنا ذلك طوال هذه المذكرات، كان يمثل حلقة الوصل بين
باريس ونيويورك والقاهرة، فقد كان المؤهل أكثر من غيره، للاطلاع على
الصحافة الفرنسية والبلجيكية والعالمية في الابان، وكان يرصد الأخبار التي
تهم تونس في علاقتها مع الاستعمار الفرنسي.
سألت «سي أحمد» وقد ألقى
الضوء من خلال الحلقتين السابقتين، عن مستوى التنسيق والعلاقة التي ربطته
بالزعيم فرحات حشاد، فقدّم لنا نموذجا من الرسائل التي كان يتواصل عبرها
الرجلان..
وهنا كثيرا ما تحدث «سي أحمد» عن المناضل النقابي عمر
الرياحي، الذي ساعد كثيرا في عملية اتصال المناضلين بعضهم ببعض، وخاصة
المجموعات التي كانت تعيش في الخارج.
وعمر الرياحي هو رئيس نقابة البريد
في ذاك الوقت «وكان يعمل بالتنسيق مع إدارة الحزب» يقول صاحب المذكرات،
وهنا يقدّم محدثنا أمثلة ذكرها لنا من قبل، مثل الاتصالات الهاتفية، بينه
وبين الزعيم فرحات حشاد، سواء لإعلامه بأحداث في تونس وحوادث أجرم من
خلالها الاستعمار الفرنسي، أو لتكليفه بمهمة نضالية ما، مثل تلك التي همّت
اتخاذ «السيزل» لموقف من أحداث 18 جانفي 1952 وأحداث تازركة التي تلتها..
أحداث طلب من أجلها حشاد من «سي أحمد» بن صالح، ان يتدبر أمره، حتى تصدر
«السيزل» موقفا تجاه القضية التونسية.
وأنت تتحدث عن فرحات حشاد، وطوال
مراحل التاريخ الذي عرفته فيه، أحسست أنك تكنّ الكثير من الاحترام للرجل،
وتتحدث عنه كما المناضل المثال؟ عن هذا السؤال الملاحظة، يقول «سي أحمد»
وقد اعتلت تقاسيم وجهه بسمة فيها من التذكر والذكريات الكثير: «فرحات حشاد،
وكما ذكرت ذلك آنفا عبر هذا الركن، لم يقتصر على مهمته النقابية، بل كان
يعمل من أجل وضع القضية التونسية في مدارها الاقليمي والدولي» مذكرا بمهمة
حشاد في «سان فرانسيسكو» وفي «واشنطن» وفي «نيويورك» في التعريف بالقضية
التونسية.
لكن ما كان موقف حشاد من حكومة البكوش، وقد أثارت جدلا كبيرا
في الأوساط الوطنية في تونس؟
عن هذا السؤال يقول «سي أحمد»: «إن في هذا
الباب قصّة، فقد أعلمني «سي فرحات» أن «دي هوت كلوك» الذي تحول من سفير
لفرنسا ببلجيكا، إلى «مقيم عام» بتونس المحتلة من الفرنسيين، طلب فرحات
حشاد، واقترح عليه وزارة الشؤون الاجتماعية، في حكومة صلاح الدين البكوش،
فرفض حشاد، وقد أعلمني عبر الهاتف وكنت في «بروكسيل» وقال لي بالحرف: «يا
أحمد بعثتو يشيّط».. والكلام على «دي هوت كلوك».
يعني أنه رفض رفضا
باتّا.. وعن أخلاق حشاد السياسية، يضيف «سي أحمد» أنه يرى في هذا الزعيم
النقابي والوطني، إنسانا راقيا في معاملاته.. فبعد أن رأينا، كيف أضاف إلى
البيان الذي كتبه له بن صالح بخطّ يده، ويحثّ فيه الزعيم النقابي الشعب
التونسي من أجل مواصلة الكفاح والتصدّي إلى الاستعمار، وقد أضاف عبارة
«بحول اللّه» إلى جملة سننتصر.. فإن حشاد استحضر البديهة، عندما رأى
بورقيبة في مؤتمر «سان فرانسيسكو» ولم يكن على علم أن رئيس الحزب سيكون
هناك، أضاف إلى خطابه شفاهيا عبارة الترحيب والتنويه ببورقيبة حين خاطب
الحضور: وهذا بطلنا الوطني، ملتفتا إلى بورقيبة الذي كان حاضرا مع العابد
بوحافة.
كما أن أخلاق حشاد، هي التي جعلته يطلب من «سي أحمد» وهو يزور
«بروكسيل» ليواصل رحلته إلى الولايات المتحدة، رقم وعنوان الأستاذ صالح بن
يوسف، الأمين العام للحزب.. فقلت له بعد أن سألني هل عندك عنوانه ورقم
هاتفه: نعم عندي ولكن لماذا؟ فقال لي سي فرحات: لأنني يجب أن أعلمه، فهو
الكبير الآن في الحزب.
ويبدو أن بورقيبة مازال رهن الاعتقال وقتها..
ولكن
كيف كان الموقف الحزبي والوطني من حكومة البكوش؟
عن هذا السؤال يقول
الأستاذ أحمد بن صالح: «أعددنا بيانا (المناضلون الحزبيون من الدساترة) ضد
حكومة البكوش، لأننا نعتبرها حكومة من صنيعة الاستعمار الفرنسي، وأذكر أنني
قرأت البيان على مسامع «سي فرحات» ووافق عليه قائلا: ليس لي ما أضيف إليه،
وتحديدا قال لي: «ما عندي ما نقول.. موافق».. كان ذلك سنة 1952 طبعا، وقد
أخذت منه الموافقة كمسؤول وطني، وذلك لكي نصدره علنيا وفي الصحافة الممكن
نشره فيها وكان البيان يحمل عنوان:
«Nous n' acceptons pas le
fait accompli»
«نرفض سياسة الأمر المقضي..» وهنا ودون سؤال منّي يضيف
«سي أحمد بن صالح» أن مستوى التنسيق واتخاذ المبادرات بين المناضلين (جماعة
باريس ونيويورك والقاهرة وبروكسيل) كان عاليا معلّقا بالقول: «وهذا يدلّ
على أنه وفي ذلك الوقت لم تكن هناك هوّة أو نزاعات بين المناضلين ومن غير
تعليمات كنّا نردّ الفعل بصفة سليمة.
ولكن ما مصير توصية حشاد لـ«سي
أحمد» بالفلفل الفلفل، وضرورة تنشيط تجارة هذا المنتوج، وهو يقصد طبعا الحث
على النضال؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:54

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد ا& الكراي
من التفاصيل والقصص التي تبدو
جانبية، يمكن أن تعرف خصال المناضلين.. ومن هؤلاء الزعيم فرحات حشاد.. فقد
كان يجمع بين النضال السياسي الوطني والنضال النقابي علاوة على خُلُقه
العالي، في مستوى المعاملات والتعامل مع المسؤولين الوطنيين كما المناضلين
النقابيين..
ففي مجلس الأمن الدولي وخلال جولته الأمريكية سنة 1952، بدا
«سي فرحات» كما يحلو للأستاذ أحمد بن صالح أن يناديه بدا ناشطا وعارفا
بكنه العملين السياسي والنقابي.
الزعيم النقابي حشاد أعطى «بسطة تكميلية
الى محاوريه والذين أمكن له مقابلتهم من أمميين وسياسيين أمريكان
وأجانب،وكان حشاد يتصرف بصفته كاتبا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل
وكعضو مساعد في «السيزل» CISL وخلال إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية
كان يتصل بي لكي أكلم فلانا وفلانا.. من المناضلين الوطنيين.. وكنت اذا
كلمت واحدا منهم سواء من جماعة باريس أو تونس أو غيرهما، أقول التالي «سي
فرحات، يقرئكم السلام ويطلب منكم القليل من الفلفل..» وطبعا فإن عبارة
«الفلفل الحار» هو تعبير مجازي يعني المزيد من النضال وتصعيده.. حتى يتسنى
للزعماء الذين يعرّفون بالقضية التونسية خارج حدود البلاد، وفي الأوساط
الدولية والأممية، التشهير بخروقات الاستعمار الفرنسي.. الذي صعّد من
هجوماته على أبناء تونس فترة نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات..
كثيرا
ما تحدث «سي احمد بن صالح» وفي معرض اجابته عن أسئلة تهم شخصية فرحات
حشاد، على أساس أن الزعيم النقابي له من الخصال والثقافة والمعرفة بالشؤون
النقابية والسياسية، ما قلّ وندر عند آخرين.. فخصال فرحات حشاد ـ يضيف سي
أحمد بن صالح ـ يطمئن إليها الانسان في كل ظرف.. وهذا أقوله بالتجربة».
إذا
اضافة الى أن حشاد، ولما كان مارا الى الولايات المتحدة الأمريكية عبر
بروكسيل، حيث كان يقيم صاحب المذكرات، طلب من «سي احمد» أن يمده برقم هاتف
وعنوان صالح بن يوسف ليعلمه ماذا حدث معه مع حكومة البكوش التي رفضها لما
عرض عليه المقيم العام «دي هوت كلوك» الانضمام اليها، وقد ردّ حشاد على
تساؤل بن صالح، لأنه يريد أن يعلم الأمين العام للحزب (صالح بن يوسف)،
بقراره الرافض لحكومة البكوش، فإن لـ«سي فرحات» خصالا عديدة ومحطات كثيرة،
بإن فيها معدنه الصحيح...
هنا، وقبل الخوض في مسألة اغتيال فرحات حشاد
(5 ديسمبر 1952) وكيف بلغ الأمر مسامع سي أحمد وهو في بروكسيل.
سألت
محدثي عن «لجنة الدفع عن الحقوق الديمقراطية والتمثيل الشعبي» التي كوّنها
حشاد صلب الاتحاد آخر الأربعينات وهنا بعد سؤاله عن هذه اللجنة وأهدافها،
وقد تحدث عنها «سي أحمد» آنفا بشكل برقى ، آثر التعليق على هذه الجنة التي
يعتبرها إلى اليوم مفخرة من مفاخر الاتحاد العام التونسي للشغل زمن حشاد،
إذ قال : «هذه اللجنة التي تكونت آخر الأربعينات من حيث نشعر أو لا نشعر،
هي النواة الأولى لطلب أن يدخل الاتحاد في الحزب أو ليكون للحزب مرتكز
عمالي، أسوة بالمثال السويدي وكذلك البريطاني»....
وهنا يضيف «سي أحمد»
قبل أن أطالعه بسؤال : «لقد تحمسنا لهذه الفكرة ولهذه اللجنة مع فرحات
حشاد».
كان صاحب هذه المذكرات وعندما أطلق حشاد الفكرة كاتبا عاما لفرع
سوسة لجامعة التعليم و«بصفتي تلك كنت أغلب الوقت في لقاءات مع حشاد
والنقابيين سواء في الاتحاد الجهوي أو في الاتحاد المركزي... ولم تكن
لقاءاتنا في الشعبة رغم أننا كلنا دساترة بل في الاتحاد، كانت هناك مساحة
فكرية تمكننا منها النقابة والعمل النقابي»، وكان الحزب الحر الدستوري في
تلك الفترة قد عرف ترهلا في نشاطه، وقد تحدث «سي أحمد» عن تلك الفترة فكان
أن تكونت هذه اللجنة...
هل تعني أن اللجنة جاءت لسد الفراغ؟ عن هذا
السؤال رد «سي أحمد» بسرعة نافيا الأمر وقال بالحرف : «أنا لا أدعي أن
فرحات حشاد قام بذلك لسدّ الفراغ الحزبي، الذي كنّا نشعر به في أغلبيتنا».
لكن
لماذا لا يتحدث أحد عن هذه اللجنة، وقد بدا من تسميتها، أن الاتحاد العام
التونسي للشغل، قد سبق العصر، من حيث التنصيص على التمثيل الشعبي وعلى
الديمقراطية؟ عن هذا السؤال، يرى «سي أحمد» أن ليس هذا الموضوع فقط هو الذي
غاب الحديث عنه، وهنا أردف جوابه بشهادة على مرحلة وعلى تحركات حين قال:
«الفترة التي كنت فيها مسؤولا في الاتحاد العام التونسي للشغل، كانت
المفاوضات مع سلطات الاستعمار الفرنسي تدخل صلب العمل الوطني التحرري، لا
الاجتماعي النقابي فحسب... كان الاتحاد يصلح الأمور، ويقول ما يجب أن
يقوله» والحقيقة سنرى فصولا من هذا الفعل النقابي لاحقا، والذي بدا فيه بن
صالح على خطى حشاد وبدا الاتحاد العام التونسي للشغل برمته في تواصل من حيث
الفلسفة والعقيدة والتوجه، مع ما أتاه محمد علي الحامي قبل تأسيس الاتحاد
في 1946.
وهنا كشف الأستاذ أحمد بن صالح، النقاب عن احدى خصال حشاد
الكثيرة، وهي سعته الثقافية حيث كان حشاد يكتب في الجريدة الأسبوعية
«Mission» والتي كان يديرها الهادي نويرة.
كان حشاد وثلة من المناضلين
ومنهم «سي أحمد» بن صالح، رجال مبادرات، ففي أكثر من محطة يبادرون باتخاذ
مواقف، دون تعليمات من الحزب... رغم أن صاحب المذكرات يتعفّف في كل مرّة
نريد أن نكشف فيها من خلال السؤال عن كنه هذا الفعل النضالي... فكان دوما
يردّد «أنا لم أفعل شيئا ولست زعيما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:55

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكــرّاي
«يتمتّع بهدوء ذكي وهي
علامة لا تنفصم عن الثقة بالنفس.. مع فرحات حشاد كان التعامل بلا عقد.. ففي
أي جلسة من جلسات السيزل، أو مع الكاتب العام للكنفدرالية الدولية
للنقابات الحرّة CISL، أو خلال ندوة صحفية يعقدها، كنّا نتفاهم بالإشارات..
وإن لزم الأمر تكون الكلمة ـ كلمة السرّ والتفاهم ـ بالعربية حتى لا يتفطن
الجالسون معنا، في تلك الندوة أو خلال لقاء».. هكذا حوصل «سي أحمد» بن
صالح، أخلاقيات تعامل حشاد معه.
بل إنه بسط أمامي مجموعة الرسائل الست
التي كتبها له حشاد من أمريكا، وفيها تدرّج، فكلما تلت رسالة أخرى، إلا
وحملت الموالية عبارة يقرّب فيها أكثر حشاد، أحمد بن صالح، فمن «عزيزي
أحمد» (Cher Ahmed) إلى «عزيزي جدا» (Très Cher) وذلك عندما طلب منه في
الرسالة المؤرخة في 18 سبتمبر 1952 ومن تونس، أي أسابيع قبل اغتياله، وطلب
منه، وهو في بروكسيل (صاحب المذكرات) بأنه حصل على رسالته المختوم عليها
«عاجل» (Exprès) وطلب حشاد من بن صالح أن لا يكتب ثانية عبارة Exprès لأنها
تلفت النظر، نظر سلطات الاستعمار التي تترصد المناضلين والوطنيين.
وفي
تلك الرسالة، التي تكشف أكثر طبائع المناضل الزعيم فرحات حشاد، من حيث
اعتماده استراتيجية التعريف بالقضية التونسية لدى الأمم المتحدة،
وبالاعتماد على رفاق نقابيين من النقابتين الأمريكيتين، التي كان حشاد أحد
أعضاء وفد السيزل لتوحيدها.. في هذه الرسالة، يعلم حشاد بن صالح أن مطالب
الوطنيين والاتحاد والحزب تحديدا، هي تسجيل القضية التونسية في جدول أعمال
الأمم المتحدة، والعمل من أجل إرسال لجنة تقصي وكذلك استعادة المفاوضات مع
السلطات الاستعمارية تحت رعاية الأمم المتحدة.. (الرسالة المنشورة بلغتها
التي كتبت بها تنشر في هذا الركن).
وهنا وبخصوص ما ذكره آنفا حول طريقة
التنسيق بين حشاد وبن صالح، في المحافل التي يقتضيها نشاطهما من أجل القضية
التونسية التحررية، أضاف «سي أحمد» بعد سؤاله حول الهدف من هذا التصرف
الحذر تجاه «جماعة» السيزل فقال: «في بعض الأحيان يتبعون نوعا من السياسة
يمكن أن ننعتها بلهجتنا وقد أسميها له أو يفعل هو ذلك خلال الجلسة وهي
«البلّوط» أو «اللّهقة» وهذا يعني الالتفاف أو محاولة توريط حشاد في مواقف
معينة، حتى تتخلخل مواقفه أو ردود فعله» وكان «سي أحمد» الذي يعرفهم جيدا
بحكم معايشته لهم، متيقظا لمثل هذه الحركات، فأعضاء السيزل ليسوا كلهم
متناسقي المواقف.
وهنا وضّح «سي أحمد» بأن الاستعمار الفرنسي ومن شدّة
عدائه لمثل حشاد من الزعماء، فإنه يعمد مثلا إلى دسّ صحفيين موالين له في
ندوة صحفية لحشاد مثلا، فيحاولون توريطه.. «لكن إجمالا، فإن الكثير من
الصحفيين الذين تعاملوا مع حشاد كتبوا عنه إيجابيا وكانوا معجبين به..».
الزعيم
فرحات حشاد، الذي تكوّن تكوينا نقابيا ووطنيا، وجاء عن جامعة النقل، كان
مثقفا كما ذكرنا آنفا، وكان خطيبا مؤثرا في مستمعيه، «وهو يكتب بطريقة
جيدة» وبعد زفرة أطلقها ونظراته تسبح في الأفق يقول «صاحب هذه المذكرات» أن
اثنين اثرا فيه إيجابيا، «ولا أقول فيهما إلا الذكرى الطيبة وقد ساهما في
تكويني السياسي والنقابي، هما الحبيب ثامر وفرحات حشاد» ويضيف: «هذا طبعا
على المستوى الموضوعي، إضافة طبعا إلى أبي وأخي (الأكبر) وأساتذتي».
و«سي
أحمد» يعتبر أن يد المنون أخذتهما مبكرا بأن قال: «تقصفوا».
عود على
بدء، ولأن الفكرة لم تأخذ حظها من التعريف بظروف إطلاقها ولا بنوايا من
أطلقها كفكرة تقدمية قد تكون سابقة لعصرها، عاودت سؤال «سي أحمد» عن لجنة
الدفاع عن الحقوق الديمقراطية والتمثيل الشعبي، وهي مبادرة أطلقها حشاد عبر
الاتحاد سنة 1949 ـ 1950، فكيف تكونت اللجنة، وكيف مرّرت الفكرة، في مجتمع
مازال يئن تحت استعمار استشرى في تلك الفترة التي أطلقت فيها المبادرة؟
في
معرض جوابه، وقد فهم «سي أحمد» أنني ألحّ على التفاصيل لتكون الصورة أوضح،
قال: «تكونت لجان في كلّ مناطق البلاد التونسية وكانت نشيطة جدّا بالخصوص
في تونس (العاصمة) وفي سوسة وفي صفاقس، وكأن ذلك كان مقدمة حقيقية لما صدر
عن الاتحاد وعن الحزب في تآلف»..
قد جاءت اللجنة، كما يجدّد «سي أحمد»
التأكيد، عندما كان هناك نوع من الركود للنشاط الحزبي.
وما كان موقف
الحزب، سألت محدثي فقال بلا تردّد: في الحزب لم أشعر بضغينة، بمجرّد أن
أعلن الاتحاد عن مبادرة سياسية بعنوان تلك اللجنة، لجنة الدفاع عن الحقوق
الديمقراطية، لأننا كنّا «دساترة».. كلّنا، من حشاد إلى البقية.. في
الاتحاد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 2 أبريل 2010 - 23:57

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
منذ رجع فرحات حشاد
من جولته في الولايات المتحدة الأمريكية. بدأت المضايقات الاستعمارية
تجاهه، تتكرّر. من ذلك أن المجلس الذي تمّ في برلين (للسيزل هيئة بين
المؤتمرين لم يتمكن من حضورها حشاد).
فقد رفضت السلطات الاستعمارية
الإذن للكاتب العام للاتحاد العام التونسي للشغل أن يغادر البلاد.
رأينا
في حلقات فارطة، كيف كلّف حشاد بن صالح الذي كان في «بروكسيل» لكي يتدبّر
الأمر.. وكان له ذلك وكانت تلك اللائحة التي فرح بها حشاد جدا عندما قرأها
على مسامعه الأستاذ أحمد بن صالح.
وهنا يستذكر صاحب المذكرات، كيف كلّفه
حشاد وبعثه إلى صفاقس، «عندما أتيت في مهمة تقصّي الحقائق ضمن اللجنة التي
كوّنها السكرتير العام للسيزل CISL على إثر أحداث تازركة وبنزرت وطبلبة
(1952) وفعلا توجهت ـ دون علم من سلطات الاحتلال إلى صفاقس.
كان العساكر
الفرنسيون يعتدون على النساء في السوق.. وقد نقلت ذلك إلى بعض القيادات في
صفاقس فلم يتحرك أحد.. بلّغت ما رأيت وما لمست من المسؤولين، حول تلك
التجاوزات العسكرية الفرنسية إلى «سي فرحات» فقال لي بالحرف: «سوف أواصل
المهمة» مهمة النضال والتحدّي للاستعمار».. وهنا أضاف «سي أحمد» معلقا:
«محقق أن سي فرحات عنده جماعته وناسه» الذين يعوّل عليهم.
بدأ إذن العدّ
العكسي، واقتربت ساعة المنية التي صدم فيها الجميع.. فقد تحرّك حشاد كثيرا
للتعريف بالقضية التونسية «وكان ينشط دون حسابات لا خفية ولا ظاهرية، لأنه
من الزعماء الوطنيين الذين يقدمون للوطن دون حساب ولا نوايا شخصانية».
لكن
كيف علمت «سي أحمد»، باغتيال حشاد وقد كان ذلك يوم 5 ديسمبر 1952، وكنت
أنت بالتأكيد في بروكسيل؟
عن هذا السؤال يقول صاحب المذكرات، وقد رجعت
به الذاكرة إلى قرابة سبع وخمسين (57) سنة خلت: «أذكر أنني كنت أهمّ
بمغادرة مكتبي، وكان التوقيت حوالي منتصف النهار.. كنت أستعد للذهاب إلى
المطعم المخصّص لنا موظفي «السيزل» لتناول الغداء، وإذا بالمسؤول المالي في
هذه المنظمة «ألبارهايار» Albert Heyer وكان سويسري الجنسية، يستوقفني على
باب مكتبي، يقول لي كلمات لازلت أذكر الجزء الأول منها اما ردة فعلي فقد
أعلمني بها هو لاحقا، بعد أن حدث لي ما حدث، ولم أكن أتذكره بمفردي، قال لي
هاير مبادرا إيّاي: «لقد اغتالوا فرحات حشاد» On a assassiné Farhat
Hached.
فقلت له، وقد روى لي ذلك فيما بعد لأنني لم أذكر شيئا من هذا:
هل مات؟
وكان الرجل مستغربا، لأنه أكد لي عملية الاغتيال، لكني، وعندما
لم أتمالك نفسي قلت بلا تفكير: هل أنه مات. لكن في الواقع والحقيقة، ذلك ما
حدث فعلا. إذ أن حشاد،، كما هو معلوم لم يمت خلال العملية الأولى التي
استهدفته، بل في المرة الثانية، أي عندما أخذوه من مكان الحادث الأول».
صُدم
«سي أحمد» بن صالح من هول الخبر، وبعد أن تمالك نفسه وعاد له رشده، ذهب
وفي نفس اليوم إلى مقرّ جريدة «الشعب» «Le Peuple» البلجيكية اليسارية،
«دلفت مكتب رئيس تحرير هذه الصحيفة ذات الميول الاشتراكية، وقدمت له
مرتكزات الخبر، ونبذة عن حشاد، الذي كان، كما قلت سابقا، محل تقدير وإعجاب
من الكثير من الإعلاميين.
وقد أصدرت الصحيفة مقالا حول الحدث، فيما
أصدرت «السيزل» بلاغا ومجموعة ردود أفعال على عملية الاغتيال.. فقد كان
حشاد عضوا فاعلا وناشطا ومعروفا في السيزل».
سألت محدثي، الذي كشف
النقاب عن ردّة فعله العاطفية، حين انهار لسماع الخبر، والعقلانية، حين
توجه إلى الصحافة ليؤمّن خبرا متكاملا عن الجريمة في حقّ حشاد.. الذي لم
يرق للاستعمار الفرنسي، المستشري ظلما في تونس خاصة في تلك الفترة «فترة
آخر الأربعينات وبداية الخمسينات».
أن يرى حشاد يتحرّك من أجل قضية
تحرّر وطنه بتلك الطريقة، التي رأى فيها بعض الملاحظين أنها تحركات مثلت
الخطوط الحمراء التي لا تقبل سلطات الاستعمار الفرنسي بتخطّيها..
سألت
الأستاذ «أحمد بن صالح» عن ردّة فعل بورقيبة تجاه عملية الاغتيال، فقال:
«ربما كان في الخارج (...) وعن صالح بن يوسف وردة فعله قال: «لا أذكر»..
لكن
عملية استشهاد حشاد، لم تؤثر في نشاط الاتحاد العام التونسي للشغل فحسب،
بل انعكست على أغلب هياكل العمل الوطني في البلاد..
* فإلى حلقة
قادمة: بن صالح من «السيزل» إلى الاتحاد العام التونسي للشغل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:22

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
لم يكن نشاط الشهيد
فرحات حشاد نشاطا عاديا، فقد كان يجمع بامتياز، بين خصال النقابي المناضل
الذي يعرف كيف يلملم صفوف الشغالين، ويدافع عنهم، وبين خصال السياسي دمث
الأخلاق، الذي لا يقرأ حسابات لا لعواقب ولا لما يمكن أن يردّ به الفعل
استعمار شرس مثل الاستعمار الفرنسي لتونس.
تحرّك حشاد، وطوال مسيرته
الوطنية على جبهتين الأولى، وتمثلها الجبهة الداخلية بين الحزب الحرّ
الدستوري الذي كان ينتمي إليه وبين الاتحاد العام التونسي للشغل الذي
أسّسه.
«الإنسان يخجل عندما يتحدث عن حشاد، لأنه كان مثالا، والحمد للّه
مات وهو مثال وقدوة للعديدين».
هكذا يرتّب «سي أحمد» بن صالح جملة
عندما يبحر في الحديث عن حشاد، لذا فهو يضيف في معرض حديثه عن الفترة التي
جمعته بحشاد، بأن «هناك جزئيات لا أتحدث عنها ، فقد كان حشاد نوعا آخر من
الرجال وصنفا مغايرا من المسؤولين»..
فهمت أن صاحب المذكرات، له الكثير
ما يقول عن خصال حشاد، وهنا يضيف في نوع من التعليق، ليقول: أهم شيء قمنا
به انطلاقا من الاتحاد، ومن عمل حشاد، أننا مهّدنا السبيل إلى تونس جديدة».
مؤكدا أن «عواطفا سليمة ولا يمكن للذاكرة أن تغفل عن حفظ تلك الأعمال، حتى
وإن شابها الغبار، فإنها تعود إلى نصاعتها».
واصل «سي أحمد» بن صالح
حديثة عن بدايات فترة ما بعد حشاد، مؤكدا على اثر سؤال «الشروق» في الغرض،
حول ما سمعه عن الذي حصل في تونس من ردّة فعل على استشهاد حشاد، بأنه لم
يكن يحصل على الأخبار.. وأن الضربة كانت قاسية على الحزب وعلى الاتحاد..
وعن
الاتحاد العام التونسي للشغل ما بعد حشاد (الذي استشهد على يد الاستعمار
الفرنسي يوم الخامس من ديسمبر 1952) قال صاحب المذكرات، إن وفاة حشاد أثرت
كثيرا في الاتحاد بالتوازي مع ما قاله، يدخل «سي أحمد» بن صالح في فترة
تفكير هي بقياس اللحظات.. بدا وكأنه منهك بتطورات وأحداث فات عليها نصف قرن
من الزمن تقريبا، ليبعث بزفرة ثم يقول: «عندما أتذكر فرحات حشاد وهو يمرّ
عبر بروكسيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف كان يتحرك ويبعث فيّ روح
المسؤولية ويكلّفني في المجلس الأعلى لـ«السيزل» الذي انعقد في برلين، وقد
منعه الاستعمار الفرنسي من مغادرة البلاد للمشاركة.. وغيرها من المواقف،
بالنسبة لي، أعتبر أن هذا غذاء.. فكري وروحي.. هذه الذكريات وصوت حشاد وتلك
الظروف التي كان لا يفكّر فيها في ما يمكن أن يحدث له، اعتبر أنه كان نوعا
من التصوّف. بل إن فرحات حشاد كان أكثر مني تصوفا».. فقد كان كلّ همّ
الزعيم فرحات حشاد أن ينتصر لتونس كي تستقل، وللشعب التونسي حتى يكون في
مكانة هو جدير بها، من خلال تلك المبادرة التي تضمنتها الجمعية التي كوّنها
«جمعية الدفاع عن الحقوق الديمقراطية والتمثيل الشعبي» والتي كانت خطوة
تقدمية سابقة للعصر..
سوف يصبح «أحمد بن صالح» كاتبا عاما للاتحاد العام
التونسي للشغل، وذلك في مؤتمر 1954 بتونس، لكن لهذا الترشح قصّة، وقبلها
قصة مغادرة «بن صالح» لبروكسيل، ولمقرّ «السيزل» أين كانت له مهمات كبيرة
ودقيقة، أغلبها كانت بالتنسيق التام مع حشاد.
في سنة 1954، أي سنتين
تقريبا بعد استشهاد حشاد، جاءني وفدان تباعا وقد تقابلنا في باريس. وكان
الوفد الأول في الزيارة الأولى، قد شمل محمود الخياري وعمر الرياحي
(نقابيان مسؤولان أول عن قطاعي البريد والوظيفة العمومية) وقد توجهت إلى
باريس للقائهما.. وقد طلبا مني العودة إلى تونس، وقد كان الاتحاد يعاني من
الخلافات والتردّد ما بعد حشاد، ثم جاءني الوفد الثاني، المكوّن من عمر
الرياحي ـ البريد ـ (في فترة لاحقة) ومحمود الخياري جامعة الوظيفة العمومية
ومحمد الرّي (جامعة عمال المواني)، وطلبوا مني كذلك العودة».
قلت
لمحدثي من كان يسيّر الاتحاد بعد حشاد؟ فقال: «كان يسيّره بصفة رسمية محمود
المسعدي (عن التعليم) ولكن بمعية النوري بودالي» فقد كان النوري بودالي،
زمن حشاد، مساعد الكاتب العام (الشهيد)..« ولكن هل لك أن توضح لنا، كيف
كانت حالة الاتحاد في تلك الفترة؟
فقال: «الأجواء كما كنّا نراها من
«بروكسيل» تكشف ان الاتحاد كان في حالة اضطراب وربما حصل نوع من الذهول..
إضافة إلى ـ ربما ـ بعض الصعوبات في العلاقات البشرية».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:23

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكــرّاي
مازال «سي أحمد» بن صالح
حتى وهو يتحدّث عن مراحل أخرى من مذكّراته، وحياته وحياة الاتحاد وتونس،
يضع سؤال الحيرة: من كان وراء اغتيال فرحات حشاد...
فإذا كانت «اليد
الحمراء» امرا ثابتا في الاغتيال، إلاأن المشاركة في العملية تتطلب حسب
رأيه وضع نقاط استفهام.
يقول «سي أحمد» إن التساؤلات التي تطرح نفسها،
وكنت أردّدها حال بلوغي خبر استشهاد حشاد، كانت تهم الحماية الشخصية
لحشاد... لماذا لم تكن هناك حماية للرجل، والحال أن الاستعمار و«دي هوت
كلوك» كرمز للاستعمار الهجومي، بدأ يضايق حشاد، وقد بدأ الامر لدى عودة
الكاتب العام للاتحاد العام التونسي للشغل (حشاد) من الولايات المتحدة
الامريكية، حين حجزوا له كل أوراقه ووثائقه والاشرطة التي سجّل عليها نداءه
الى الشعب التونسي يستنهضه للكفاح» ومقارعة الاستعمار... وأضاف: «كان من
المفروض وبعد ان كتب عنه ما كتب من اتهامات في جريدة الاستعمار الهجومي
«Tunisie France»، من أن حشاد ذهب الى الولايات المتحدة الامريكية ليقتني
السلاح ويزود به الفلاقة، كان من المفروض اذن أن توضع حراسة على حشاد
لحمايته، لأن التهديد تجاه شخصه قد بدأ... إن الذين قتلوا حشاد هم مجموعة
وليس واحدا، لكن المستفيدين كثّر»، وهنا أعاد «سي أحمد» التساؤل بنوع من
الغضب: «لماذا لم تثبّت حماية متواصلة لحشّاد... كان يجب أن لا يكون مرّة
واحدة بمفرده».
سألت «صاحب المذكّرات» عن حشاد، وهل كان نشاطه وتحرّكه
بهذه الخطورة على الاستعمار فقال: «نعم... كان حشاد يحفّز الشعب والنقابيين
على الاستمرار في النضال... وهنا أذكر، أن من جملة المخاطر الاستعمارية
على شخصه، أنني استحلفته با&، عندما أتيت الى هنا ـ تونس ـ ضمن لجنة
تقصّي الحقائق حول أحداث تازركة وبنزرت وطبلبة، وقد عينها «السيزل»
استحلفته إذن، أن لا يبقى في بيته في رادس...
وفعلا، نقل حشاد وعائلته
من بيت الى بيت آخر (لدى أحد النقابيين) وكان حشاد لا يتحرّك وحيدا، الا
ذاك الجمعة الذي تمّت فيه عملية الاغتيال».
الأستاذ أحمد بن صالح، سوف
يكشف لنا لاحقا، ومع كل شخصية محورية، علاقة حشاد بهذه الشخصية، غير أننا
نورد هنا عبارة منتقاة من خطاب صالح بن يوسف في ستوكهولم خلال مؤتمر
الاشتراكية الدولية في 1953، حين قال: «نحن، حزبنا يتّكل على الطبقة
العمالية «Le travaillisme à la tunisienne».
مع اشارة من صاحب هذه
المذكّرات الى أن صالح بن يوسف كان أكثر دعما من بورقيبة لخيارات حشاد
النقابية والسياسية... وهنا حوصل بن صالح ان الحزب عرف فترات متقطّعة في
الزمن، من الركود...ففي الأول كانت الفترة التي تصرّف فيها الشباب
الدستوريون، بأن أسّسوا مجلة الهلال، وحاولوا طوال الاعداد التي أصدروها
بثّ الحركية من جديد في العمل الوطني، أما الفترة الثانية فقد كانت على
أيدي حشّاد، حين أطلق وأسّس تلك الجمعية للدفاع عن الديمقراطية والتمثيل
الشعبي، أو «لجنة الضمانات الدستورية والتمثيل الشعبي» كما يقول ابن الشهيد
فرحات حشاد، السيد نورالدين حشاد والذي بحث ولا يزال، في كل ما يرتبط
بمراحل كفاح وحياة الوالد.
وحين سألت «سي أحمد»: هل تعتبر نفسك وريثا
لحشاد؟
ولكن كيف «نعم اعتبر نفسي وريث فرحات حشاد» يعتبر صاحب المذكرات
ان صالح بن يوسف أسند حشاد، هل من خلال ذاك الخطاب في الاشتراكية الدولية
وقبلها «السيزل»، أم له مرتكزات اخرى؟ عن هذا التساؤل يورد «سي أحمد» أنه
وخلال اقامة «سي فرحات» في بروكسيل، حين «بقي معي هناك عشرة أيام، فهم ان
فرحات الذي أسس الاتحاد، مسند من رجل ذكيّ هو صالح بن يوسف» وذلك بخصوص
برنامج الاتحاد السياسي الوطني الاجتماعي.
وهنا يورد «سي أحمد» حادثة
كان بطلها حشّاد، وذلك «حين قرّر الوطنيون وضع قنبلة في مكتب الجنرال
«غاربييه»، لم يجدوا أحدا مستعدا للقيام بالمهمة، فقال فيهم حشاد «أنا أذهب
وأقوم بالعملية... فقد كان الاستعمار سنة 1952 وقبلها وبعدها بقليل،
مكشّرا عن أنيابه... وفي سجونه 12 ألف تونسي يقبعون» وهنا شدّد صاحب هذه
المذكّرات، على ان سنة 1952، بدأت منذ 18 جانفي (أي أوّلها) بالانتفاضة
والثورة الشعبية تلتها أحداث تازركة وطبلبة وبنزرت وكان تحرّك حشاد في
أفريل عبر «السيزل» وأمريكا (نيويورك وواشنطن) محل حقد من الاستعمار
الفرنسي، حيث تنتهي السنة باغتيال حشاد».
فهل تتواصل جذوة التصدّي
والتحرّك في صفوف أبناء الاتحاد العام التونسي للشغل مع الكاتب العام
الجديد؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:24

حوار واعداد فاطمة بن عبد ا& الكراي
اقتنع صاحب المذكرات،
بالعودة إلى تونس وترك «السيزل» التي قضّى فيها قرابة ثلاث سنوات ممثلا
للاتحاد العام التونسي للشغل..
فبعد اغتيال فرحات حشاد، عرفت الحركة
النقابية ترهّلا، شابته مشاكل وخلافات في صلب المركزية النقابية.
يقول
«سي أحمد» وهو يبدأ الحديث عن مرحلة جديدة من حياته وهي كذلك مرحلة جديدة
من حياة الاتحاد العام التونسي للشغل: «أردنا ـ هو وثلة من النقابيين ـ أن
تكون الحركة العمالية، مثلما أرادها محمد علي الحامي وفرحات حشاد والطاهر
الحداد وربما أبو القاسم الشابي بصورة من الصور.. أردناها كما أرادوها،
حركة عمالية منخرطة في الشأن العام حيث تتكون المشاكل الاجتماعية، وأين
تتقن الوقاية من المشاكل الاجتماعية بهدف احداث توازن للمجتمع. من ذلك،
أننا كنّا نعمل على تواصل المطالب والصراعات لحصول حقوق العمال وفي نفس
الوقت يقع تصوّر للبنية الجديدة التي من شأنها أن تحقق التوازن الاجتماعي
في إطار التنافس ولكن دون صراعات».
قلت لـ«سي أحمد» في سؤال استفساري:
هل تقصد الشيوعية في حديثك عن هذه الصراعات؟ فقال: «نعم، فنحن لسنا
شيوعيين..».
سوف يفسّر «سي أحمد» بن صالح، لاحقا، هذه المسألة، على إثر
أسئلة هذا الرّكن التي وضعناها تباعا أمامه، لكن، ماذا لو نبدأ القصة من
الأول، قصة رجوع صاحب المذكرات من بروكسيل، والظروف المحيطة بذاك الرجوع؟
يقول«سي
أحمد» إن قرار الرجوع إلى تونس، في 1954، أي قرابة سنتين بعد استشهاد
حشاد، جاء بعد أن التقى بالوفدين. من النقابيين الذين جاؤوا على مرتين
تباعا، و«قد قابلتهم في باريس..».
قلت له في سؤال هو الثاني حول هذه
النقطة: من كان يسيّر الاتحاد في غياب حشاد، وعندما كنت في «بروكسيل» تواصل
مهمتك بـ«السيزل»؟
ج ـ «كان محمود المسعدي يسيّر الاتحاد فعليا ولكن
يشاركه في ذلك، النوري بودالي الذي كان الكاتب العام المساعد لحشاد، فيما
كان محمود المسعدي رئيس جامعة التعليم.. كان الاتحاد في حالة صراعات
واضطراب، أجواء يشوبها نوع من الذهول».
كيف خرجت من «بروكسيل» وضعت هذا
السؤال لأنني على علم أن في الأمر قصّة بل قصص (..).
عن هذا السؤال يقول
صاحب المذكرات: «خرجت من «بروكسيل» إلى باريس عبر القطار.. وطبعا لم يكن
لديّ جواز سفر، فقد أحرقوه أمامي في المطار عند رجوعي من سوريا والمشرق،
وكان جوازي مزوّرا كما قصصت الأمر هنا سابقا.. تتذكرين؟
قلت: نعم
تذكّرت..
وأضاف مواصلا: «عندي شهادة الإقامة.. فكانت مغامرة، أن أرجع
إلى تونس بلا جواز سفر.. ومن هذا المنطلق، كان عليّ أن أصعد في الدرجة
الأولى وقد اشتريت صحيفة «لوفيغارو» (Le Figaro) (الأدبي) «Litteraire»
وكنت أدخّن «السيغار»، وبذلك عندما رأى البوليس الجريدة، وقد غطّت وجهي
وكنت أمسكها وأقرؤها سلّم علي وقال صباح الخير بالفرنسية فقلت له: Oui,
Bonjour
وأزحت الجريدة.. وما هي إلاّ برهة، ودون سؤال ولا طلب لأية
وثيقة قال لي: «تفضل وسفرة طيبة».. كان ذلك من بروكسيل (بلجيكا) إلى باريس
(فرنسا)، وهناك «بقيت أياما في باريس حتى جاء قنصل أعرفه من أيام أقمت في
نهج الكنز (دار الشيخ بلحسن) وكان تلميذي.. والقنصل كان من أقارب هذه
العائلة، فساعدني بأن استخرج لي جواز سفر».. يواصل صاحب المذكرات حديثه عن
قصة العودة إلى تونس: «حال رجوعي إلى تونس، ذهبت إلى الاتحاد العام التونسي
للشغل (بالمقر القديم زنقة سيدي علي عزوز).. كانت الأمور مبعثرة كما ذكرت،
وكلّفت حالا بأن أقوم بإعداد وثائق المؤتمر.. أول مؤتمر بعد حشاد.. وكان
عليّ أن أعود وفق ذاك التكليف إلى وثائق الاتحاد، فاستطعنا مع كتلة من
المناضلين أن نعدّ الوثائق اللازمة لانجاز المؤتمر» سألت صاحب المذكرات عن
الأسماء من المسؤولين في تلك الفترة بالاتحاد فقال: «أذكر محمود المسعدي
والنوري بودالي وعبد اللّه فرحات ومصطفى الفيلالي ومحمد كريّم وصالح
بولكباش (الصحة)» وهنا شدّد الأستاذ أحمد بن صالح، وهو يكشف تفاصيل القصّة،
قصّة الرجوع، أن محمد كريم (الاتحاد الجهوي بصفاقس) «كان يلحّ عليّ كي
أعود من بروكسيل، وقد بعث لي رسالة في الغرض».
بدأت الحركة حثيثة في
دوائر الاتحاد العام التونسي للشغل، وبدأت الاستعدادات لمرحلة جديدة، فيها
مؤتمر عام وليس فيها حشاد.. فما العمل من سيعوّض حشاد في خطة الأمانة
(الكتابة) العامة؟
عن هذا السؤال يقول «سي أحمد» أثناء نشاطي في الاتحاد
لتهيئة المؤتمر، كلّمني هذا وذاك ليقولوا لي: أنت الذي سنرشحك للأمانة
العامة.. كانت تلك مفاجأة كبرى اعترضتني، بل إني أقول إنها صدمة.. فقلت
لهم: أبدا.. كيف يحصل ذلك وفي الاتحاد زعماء وأسماء مثل الحبيب عاشور وأحمد
التليلي ومحمود الخياري ومحمد الرّي وصالح بولكباش.. فهؤلاء قيادات..» لكن
الإلحاح تواصل على «سي أحمد» وأمام هذه الوضعية يضيف صاحب المذكرات: «أمام
هذا الوضع، قلت لهم لن أقبل مقترحكم، إلا بعد مقابلة الحبيب عاشور وأحمد
التليلي» وكان كلاهما، يخضع للإقامة الجبرية، المفروضة عليهما من سلطات
الاحتلال (...)
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:25

حوار وإعداد : فاطمة بن عبد ا& الكراي
سوف يسمح لى الأستاذ أحمد بن
صالح، وهو الذي يتعفف حدّ الرفض، من أن يقال عنه ما سأقول وقد لاحظت فيه
ذلك طوال لقاءات هذا الركن والتي تعددت عبر الأيام، سوف يسمح لي إذن، دون
أن يكون قد سمح لي به فعلا أن أنوه بأن الرجل، تربى على مبدإ أساسي وجميل
لطالما تمناه الحالمون بتونس الجديدة، أو بوضع جديد لتونس أو للأمة بأسرها :
لا شك ينتابه تجاه هذا أو ذاك... ولا يقرأ سوء النية في أي كان... ويحترم
الأكبر منه سنا ونضالا... بل إن «سي أحمد» فيه من الخصال أكثر من ذلك :
يتملكه الحلم وينفر من الانتقام...
هذا ما سنراه تباعا، ففي كل مرة تكون
لنا قصة مع «سي بن صالح» تكون فيها الأحداث متحركة وفاعلة ومحددة لتاريخ
تونس، مهما كانت المرحلة.
«يعود «سي أحمد» من مهمته ببروكسيل لدى
«السيزل» بعد حوالي ثلاث سنوات... وقد رأينا في الحلقة الماضية كيف أنه
اشترط على زملائه في الاتحاد العام التونسي للشغل من الوفدين، أن يقابل كلا
من الحبيب عاشور وأحمد التليلي والذين كانا رهن الاقامة الجبرية، تباعا في
المحرص ومنوبة.
... وفعلا ذهبت إلى المحرص (ولاية صفاقس) لأقابل الحبيب
عاشور وكان لا يزال رهن الاقامة الجبرية هناك، وفق أحكام سلطات
الاستعمار... وكان حشاد يزوره بين الفينة والأخرى كما هو معلوم.. ورافقني
في هذه المهمة محمد القطاط رحمة ا& ومحمد بن رمضان أطال ا& في
عمره، وتمت المقابلة في جو لطيف جدا... بعد السلام والترحيب، توجهت إلى
عاشور وقلت له : يا سي الحبيب لقد طلبوا مني (النقابيون) أن أترشح إلى
الكتابة العامة للاتحاد... وهذه مفاجأة بالنسبة لي... فكيف أقبل هذا
الاقتراح وأنت موجود والأخوة موجودون»... فقد كنت وقتها أصغر القيادات سنا
(28 سنة)، فقال لي الحبيب عاشور : أنا ما نقدرش وأحمد التليلي ما يقدرش...
فقلت له لماذا لا تترشح أنت وتكون كاتبا عاما للاتحاد وأنت رهن الإقامة
الجبرية... ويصبح الاتحاد، وبعد المؤتمر يطالب باطلاق سراح كاتبه العام، أي
المسؤول الأول فقال عاشور بسرعة وحزم : لا... لا... لا. فنهضت لأحييه
وأسلم عليه، لنغادر المكان ومسك يدي بعد التسليم وقال لي : يجب عليك أن
تقبل يا أحمد... سأقول لك شيئا وهي قصة حدثت معي : «عندما عاد فرحات حشاد
من أمريكا عبر بروكسيل (وقد قضى معي وقتها عشرة أيام) حكى لي عن كل ما
فعلت»... وبدأ عاشور يقول على لسان حشاد كلاما فيه مديح عني وعن نشاطي الذي
لاحظه حشاد الشيء الذي أحرجني... وأضاف : «لهذا يجب أن تقبل يا أحمد» ثم
عاود عاشور مسك يدي وقال لي إن حشاد وبعد الشكر والحديث عنك، خرج من عندي
من هنا، ثم رجع ليقول لي : «يا حبيب... حافظوا على أحمد بن صالح».
خرجت
من عند الحبيب عاشور في المحرص، واتجهت إلى تونس ومنها إلى منوبة أين كان
أحمد التليلي يخضع للإقامة الجبرية وكان معي، محمد الري وعمر الرياحي وأظن
أن ثالثهما كان عن نقابة المناجم.... وكان نفس الموضوع الذي طرحته مع
عاشور، أعدته بنفس الموقف والتساؤلات مع أحمد التليلي، وكذلك، وبكل حزم
وقوة قال لي التليلي : «يجب أن تترشح...» ثم أردف بالقول : لكن عندنا مشكل
فقط : هناك فيتو على اسمك من مدير الحزب (المنجي سليم) فقلت له مستغربا :
عجب!... ولم أفهم معنى ذلك ولا لماذا هذا الفيتو»...
قلت لـ«سي أحمد»
وهو يصل هذه المرحلة ويكشف هذه المواقف. وهل كان مدير الحزب يتدخل في شؤون
الاتحاد العام التونسي للشغل؟
فقال : «في ظروف الكفاح لم يكن هذا
الموضوع مطروحا ولا محل له من الإعراب...لكني لم أخف تعجبي من الأمر...
وقع
المؤتمر، يواصل صاحب المذكرات وكان كلا من أحمد التليلي وعبد ا& فرحات
عضوين في الديوان السياسي للحزب، لذلك تكفلا بموضوع المنجي سليم، لكي يرفع
الفيتو عن بن صالح كاتبا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل، وهنا سألت
محدثي : وكيف وافق المنجي سليم؟ فقال : «وقع المؤتمر في مدرسة البنت
المسلمة بنهج المر، في «باب الجديد بالعاصمة» وكانت الدبابات العسكرية
الفرنسية تطوق المبنى، ودخلنا المؤتمر، وترشحت ووقع انتخابي في اللجنة
المركزية، إذ منها وفي صلبها ينتخب الكاتب العام وهنا أعلمني مسؤولون في
الاتحاد، وهم محمد كريم ـ الكتابة القارة ـ في ادراة الاتحاد، ومحمد الري
بأن المقيم العام «فوازار» Voisard سوف نقابله قبل المؤتمر، للإعلام فقط...
فقلت لهم ...أنا لا أتفق مع الرأي القائل بأن نذهب إلى المقيم العام قبل
المؤتمر... لكن بعد المؤتمر ممكن».
إذ لـ «سي أحمد» وجهة نظر أخرى، فيها
بعد نظر حول الاتحاد وما يمكن أن يقال عن مقابلة كهذه في توقيت كذاك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:26

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد ا& الكراي
بالرغم من أن القيادات في
الاتحاد، والتي اقترحت أن يقابل وفد عن المركزية النقابية، قبيل موعد
انعقاد المؤتمر سنة 1954، أول مؤتمر للاتحاد العام التونسي للشغل بعد
استشهاد حشاد المقيم العام الفرنسي، فإن صاحب المذكرات أدلى بوجهة نظره بلا
مواربة وقال لهم: «أنا لا أتفق مع الرأي القائل بأن نذهب إلى المقيم العام
قبل المؤتمر» وقد أوردنا هذا الموقف في آخر حلقة أمس، فسألت صاحب هذه
المذكرات، وما كانت حجتك سي أحمد؟ فقال بسرعة: «الذهاب إلى المقيم العام
الفرنسي قبل انعقاد المؤتمر يحتمل أننا إما سنتلقى منه تهديدا أو تعليمات.
وفي
كلا الحالتين، فالأمر سيء لنا وللاتحاد.. وقلت لهم رأيي بصراحة وأضفت لهم:
أن نذهب ونقوم بهذه الزيارة بعد المؤتمر فهذا ممكن.. والحقيقة، أخذوا
برأيي ولم تتم الزيارة، وأعلموا المقيم العام أن الزيارة ستكون فقط بعد
الانتخابات».
طبعا تمت أشغال المؤتمر المشار إليه، من ذلك أن «اللجنة
المركزية التي انتخبها المؤتمر، هي التي اجتمعت لتفرز بالتصويت المكتب
التنفيذي وكذلك الكاتب العام».
ولكن هل رُفع عنك «الفيتو» الذي كان يضعه
أمام اسمك، مدير الحزب المنجي سليم؟ ابتسم «سي أحمد» وقال مواصلا، وكأنه
كان سيجيب في الحالتين سألت السؤال أم لم أسأل: «أذكر أننا جلسنا حصّة
طويلة جدا من الزمن، نترقّب الأخ عبد اللّه فرحات، الذي كان في لقاء مع
المنجي سليم مدير الحزب آنذاك.. وأخيرا جاء عبد اللّه فرحات وأعلمنا بصفة
واضحة أنه رفع الإلتباس ووقع انتخابي كاتبا عاما، وكان مؤتمر الاتحاد
وقتها، هو الرابع منذ تأسيس الاتحاد..».
س : ولكن قمتم بزيارة إلى
فوازار المقيم العام؟ عن هذا السؤال يقول «سي أحمد» بن صالح: حددت الزيارة
فعلا وقمنا بها بعد أيام من انتهاء أشغال المؤتمر.. كنّا في الوفد لجنة
تعيّنت من أعضاء بالمكتب التنفيذي، فكان الكاتب العام للاتحاد (أحمد بن
صالح) ومحمد الري ومحمد كريم، وأذكر عن تلك الزيارة، أننا بقينا مدة من
الزمن نترقب في مكتب المقيم العام «فوازار» «Voisard» كنّا ننتظره في صالون
مكتبه.. المهم جاء المقيم العام يستقبلنا بعد حصة مطولة من الانتظار.. وقد
جاءنا بلباس رسمي، وجانب كبير من صدره مدجّج بالنياشين.. قدم إلينا،
فسلمنا وصافحناه وصافحنا، ثم جلس في مكتبه وكانت طاولة المكتب كبيرة، جلست
أنا على يساره ومحمد الرّي على يمينه ومحمد كريم في الوسط.. وأول كلمة نبس
بها المقيم العام، كانت موجهة لي حيث التفت نحوي وقال:
«Monsieur Ben
Salah, vous me cassez le travail» (أنت تعرقل (تكسّر لي) عملي، سي بن
صالح».
أي معناه أن بن صالح يعرقل أو أكثر قليلا من التعطيل، في ما يخصّ
عمل المقيم العام.
فأجبته حالا وبلا تردّد: «هذا لا يهمّ كثيرا..
والصواب أن نبدأ من جديد».. وهنا، ومباشرة بعد هذا الرّد، قدمت له اللائحة
السياسية لمؤتمر الاتحاد والتي صادق عليها المؤتمر طبعا، وعنوانها
بالفرنسية:
«Assez de violence, assez de violence, Négociez avec
Bouguiba».
«كفى عنفا.. كفى عنفا.. وفاوضوا بورقيبة..» قدمت له نصّ
اللائحة، وحال اطلاعه عليها وقف ودّعنا وخرجنا.. كان ذلك خلال النصف الأول
من شهر جويلية 1954، وخرجنا من الإقامة العامة، وبدأنا ننظم نشاطنا، ولكن
في الأثناء، وفي آخر يوم من شهر جويلية (31) من سنة 1954، تغيرت أمور كثيرة
بزيارة مانديس فرانس إلى تونس، وخطابه الشهير، الذي تبيّن لنا جميعا في
الحزب وفي الاتحاد أن الأبواب انفرجت نوعا ما..» وهنا نعت سي أحمد بالمهم
جدا، ما سيأتي لاحقا على لسانه، إذ أن «ما أذكره بكل اعتزاز، اننا كنّا
مجموعة من الاتحاد العام التونسي للشغل، في المكتب التنفيذي تحديدا، مصطفى
الفيلالي وعبد اللّه فرحات وأحمد التليلي، وبسرعة قلنا: الآن علينا أن نعدّ
برنامجا.. إذ أن إعداد برنامج للمرحلة السياسية والاجتماعية المقبلة،
والتي كنا نراها فعلا مقبلة من خلال تغيّر سلوك الاستعمار الفرنسي، هو من
صلب مسؤولية الاتحاد في ذلك الوقت، وقلنا فيما بيننا (وهنا يوضح سي أحمد أن
التفكير في ذلك لم يقتصر على تلك الثلة من الأسماء)لا بدّ من إعداد برنامج
ينسجم مع ما يمكن أن يجدّ من استقلال داخلي واستقلال تام.. وكان أمامنا
وقتها، مثال سابق، عندما سعى الاتحاد بقيادة فرحات حشاد، حين أصدر كتابا
اسمه: «قضايا اجتماعية في تونس» وهو بالفرنسية وعنوانه:
«Problèmes
Sociaux enTunisie»، هذا الكتاب ساهمت في توزيعه خارج تونس حين كنت في
«السيزل» ببروكسيل..» وهنا كشف «سي أحمد» النقاب عن محتوى ذاك الكتاب الذي
يورد أنه تعرض إلى مجموعة القضايا والمشاكل التي كانت تجابه الاتحاد..
قلت
له، وقد لاحظت في نفس هذه الفترة أن نشاط الاتحاد ـ كنقابة ومجموعة ضغط ـ
بدا أكثر تجاسرا أو ربما أكثر نشاطا من الحزب، فهل يمكن أن نقدّم هكذا
ملاحظة؟ لم يرفض «سي أحمد» السؤال الملاحظة شكلا ولكنه بدا رافضا له
مضمونا، مضمون رأى أنه عليه أن يوضحه: «من محمد علي الحامي إلى فرحات حشاد ،
لم يكن النقابيون بعيدين عن المعركة التحريرية والسياسية.. ولم يغب
الانشغال بموضوع تحرير البلاد والاسهام في الحركة التحريرية الوطنية، هذا
رغم السجالات في مستوى العلاقات بين القيادات الحزبية، وذلك منذ عهد الحزب
الدستوري القديم.. وأحيانا، هناك صعوبات في مستوى العلاقات»..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:27

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكــرّاي
مازال «سي أحمد» بن صالح حتى
وهو يتحدّث عن مراحل أخرى من مذكّراته، وحياته وحياة الاتحاد وتونس، يضع
سؤال الحيرة: من كان وراء اغتيال فرحات حشاد...
فإذا كانت «اليد
الحمراء» امرا ثابتا في الاغتيال، إلاأن المشاركة في العملية تتطلب حسب
رأيه وضع نقاط استفهام.
يقول «سي أحمد» إن التساؤلات التي تطرح نفسها،
وكنت أردّدها حال بلوغي خبر استشهاد حشاد، كانت تهم الحماية الشخصية
لحشاد... لماذا لم تكن هناك حماية للرجل، والحال أن الاستعمار و«دي هوت
كلوك» كرمز للاستعمار الهجومي، بدأ يضايق حشاد، وقد بدأ الامر لدى عودة
الكاتب العام للاتحاد العام التونسي للشغل (حشاد) من الولايات المتحدة
الامريكية، حين حجزوا له كل أوراقه ووثائقه والاشرطة التي سجّل عليها نداءه
الى الشعب التونسي يستنهضه للكفاح» ومقارعة الاستعمار... وأضاف: «كان من
المفروض وبعد ان كتب عنه ما كتب من اتهامات في جريدة الاستعمار الهجومي
«Tunisie France»، من أن حشاد ذهب الى الولايات المتحدة الامريكية ليقتني
السلاح ويزود به الفلاقة، كان من المفروض اذن أن توضع حراسة على حشاد
لحمايته، لأن التهديد تجاه شخصه قد بدأ... إن الذين قتلوا حشاد هم مجموعة
وليس واحدا، لكن المستفيدين كثّر»، وهنا أعاد «سي أحمد» التساؤل بنوع من
الغضب: «لماذا لم تثبّت حماية متواصلة لحشّاد... كان يجب أن لا يكون مرّة
واحدة بمفرده».
سألت «صاحب المذكّرات» عن حشاد، وهل كان نشاطه وتحرّكه
بهذه الخطورة على الاستعمار فقال: «نعم... كان حشاد يحفّز الشعب والنقابيين
على الاستمرار في النضال... وهنا أذكر، أن من جملة المخاطر الاستعمارية
على شخصه، أنني استحلفته با&، عندما أتيت الى هنا ـ تونس ـ ضمن لجنة
تقصّي الحقائق حول أحداث تازركة وبنزرت وطبلبة، وقد عينها «السيزل»
استحلفته إذن، أن لا يبقى في بيته في رادس...
وفعلا، نقل حشاد وعائلته
من بيت الى بيت آخر (لدى أحد النقابيين) وكان حشاد لا يتحرّك وحيدا، الا
ذاك الجمعة الذي تمّت فيه عملية الاغتيال».
الأستاذ أحمد بن صالح، سوف
يكشف لنا لاحقا، ومع كل شخصية محورية، علاقة حشاد بهذه الشخصية، غير أننا
نورد هنا عبارة منتقاة من خطاب صالح بن يوسف في ستوكهولم خلال مؤتمر
الاشتراكية الدولية في 1953، حين قال: «نحن، حزبنا يتّكل على الطبقة
العمالية «Le travaillisme à la tunisienne».
مع اشارة من صاحب هذه
المذكّرات الى أن صالح بن يوسف كان أكثر دعما من بورقيبة لخيارات حشاد
النقابية والسياسية... وهنا حوصل بن صالح ان الحزب عرف فترات متقطّعة في
الزمن، من الركود...ففي الأول كانت الفترة التي تصرّف فيها الشباب
الدستوريون، بأن أسّسوا مجلة الهلال، وحاولوا طوال الاعداد التي أصدروها
بثّ الحركية من جديد في العمل الوطني، أما الفترة الثانية فقد كانت على
أيدي حشّاد، حين أطلق وأسّس تلك الجمعية للدفاع عن الديمقراطية والتمثيل
الشعبي، أو «لجنة الضمانات الدستورية والتمثيل الشعبي» كما يقول ابن الشهيد
فرحات حشاد، السيد نورالدين حشاد والذي بحث ولا يزال، في كل ما يرتبط
بمراحل كفاح وحياة الوالد.
وحين سألت «سي أحمد»: هل تعتبر نفسك وريثا
لحشاد؟
ولكن كيف «نعم اعتبر نفسي وريث فرحات حشاد» يعتبر صاحب المذكرات
ان صالح بن يوسف أسند حشاد، هل من خلال ذاك الخطاب في الاشتراكية الدولية
وقبلها «السيزل»، أم له مرتكزات اخرى؟ عن هذا التساؤل يورد «سي أحمد» أنه
وخلال اقامة «سي فرحات» في بروكسيل، حين «بقي معي هناك عشرة أيام، فهم ان
فرحات الذي أسس الاتحاد، مسند من رجل ذكيّ هو صالح بن يوسف» وذلك بخصوص
برنامج الاتحاد السياسي الوطني الاجتماعي.
وهنا يورد «سي أحمد» حادثة
كان بطلها حشّاد، وذلك «حين قرّر الوطنيون وضع قنبلة في مكتب الجنرال
«غاربييه»، لم يجدوا أحدا مستعدا للقيام بالمهمة، فقال فيهم حشاد «أنا أذهب
وأقوم بالعملية... فقد كان الاستعمار سنة 1952 وقبلها وبعدها بقليل،
مكشّرا عن أنيابه... وفي سجونه 12 ألف تونسي يقبعون» وهنا شدّد صاحب هذه
المذكّرات، على ان سنة 1952، بدأت منذ 18 جانفي (أي أوّلها) بالانتفاضة
والثورة الشعبية تلتها أحداث تازركة وطبلبة وبنزرت وكان تحرّك حشاد في
أفريل عبر «السيزل» وأمريكا (نيويورك وواشنطن) محل حقد من الاستعمار
الفرنسي، حيث تنتهي السنة باغتيال حشاد».
فهل تتواصل جذوة التصدّي
والتحرّك في صفوف أبناء الاتحاد العام التونسي للشغل مع الكاتب العام
الجديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:28

حوار واعداد فاطمة بن عبد ا& الكراي
اقتنع صاحب المذكرات،
بالعودة إلى تونس وترك «السيزل» التي قضّى فيها قرابة ثلاث سنوات ممثلا
للاتحاد العام التونسي للشغل..
فبعد اغتيال فرحات حشاد، عرفت الحركة
النقابية ترهّلا، شابته مشاكل وخلافات في صلب المركزية النقابية.
يقول
«سي أحمد» وهو يبدأ الحديث عن مرحلة جديدة من حياته وهي كذلك مرحلة جديدة
من حياة الاتحاد العام التونسي للشغل: «أردنا ـ هو وثلة من النقابيين ـ أن
تكون الحركة العمالية، مثلما أرادها محمد علي الحامي وفرحات حشاد والطاهر
الحداد وربما أبو القاسم الشابي بصورة من الصور.. أردناها كما أرادوها،
حركة عمالية منخرطة في الشأن العام حيث تتكون المشاكل الاجتماعية، وأين
تتقن الوقاية من المشاكل الاجتماعية بهدف احداث توازن للمجتمع. من ذلك،
أننا كنّا نعمل على تواصل المطالب والصراعات لحصول حقوق العمال وفي نفس
الوقت يقع تصوّر للبنية الجديدة التي من شأنها أن تحقق التوازن الاجتماعي
في إطار التنافس ولكن دون صراعات».
قلت لـ«سي أحمد» في سؤال استفساري:
هل تقصد الشيوعية في حديثك عن هذه الصراعات؟ فقال: «نعم، فنحن لسنا
شيوعيين..».
سوف يفسّر «سي أحمد» بن صالح، لاحقا، هذه المسألة، على إثر
أسئلة هذا الرّكن التي وضعناها تباعا أمامه، لكن، ماذا لو نبدأ القصة من
الأول، قصة رجوع صاحب المذكرات من بروكسيل، والظروف المحيطة بذاك الرجوع؟
يقول«سي
أحمد» إن قرار الرجوع إلى تونس، في 1954، أي قرابة سنتين بعد استشهاد
حشاد، جاء بعد أن التقى بالوفدين. من النقابيين الذين جاؤوا على مرتين
تباعا، و«قد قابلتهم في باريس..».
قلت له في سؤال هو الثاني حول هذه
النقطة: من كان يسيّر الاتحاد في غياب حشاد، وعندما كنت في «بروكسيل» تواصل
مهمتك بـ«السيزل»؟
ج ـ «كان محمود المسعدي يسيّر الاتحاد فعليا ولكن
يشاركه في ذلك، النوري بودالي الذي كان الكاتب العام المساعد لحشاد، فيما
كان محمود المسعدي رئيس جامعة التعليم.. كان الاتحاد في حالة صراعات
واضطراب، أجواء يشوبها نوع من الذهول».
كيف خرجت من «بروكسيل» وضعت هذا
السؤال لأنني على علم أن في الأمر قصّة بل قصص (..).
عن هذا السؤال يقول
صاحب المذكرات: «خرجت من «بروكسيل» إلى باريس عبر القطار.. وطبعا لم يكن
لديّ جواز سفر، فقد أحرقوه أمامي في المطار عند رجوعي من سوريا والمشرق،
وكان جوازي مزوّرا كما قصصت الأمر هنا سابقا.. تتذكرين؟
قلت: نعم
تذكّرت..
وأضاف مواصلا: «عندي شهادة الإقامة.. فكانت مغامرة، أن أرجع
إلى تونس بلا جواز سفر.. ومن هذا المنطلق، كان عليّ أن أصعد في الدرجة
الأولى وقد اشتريت صحيفة «لوفيغارو» (Le Figaro) (الأدبي) «Litteraire»
وكنت أدخّن «السيغار»، وبذلك عندما رأى البوليس الجريدة، وقد غطّت وجهي
وكنت أمسكها وأقرؤها سلّم علي وقال صباح الخير بالفرنسية فقلت له: Oui,
Bonjour
وأزحت الجريدة.. وما هي إلاّ برهة، ودون سؤال ولا طلب لأية
وثيقة قال لي: «تفضل وسفرة طيبة».. كان ذلك من بروكسيل (بلجيكا) إلى باريس
(فرنسا)، وهناك «بقيت أياما في باريس حتى جاء قنصل أعرفه من أيام أقمت في
نهج الكنز (دار الشيخ بلحسن) وكان تلميذي.. والقنصل كان من أقارب هذه
العائلة، فساعدني بأن استخرج لي جواز سفر».. يواصل صاحب المذكرات حديثه عن
قصة العودة إلى تونس: «حال رجوعي إلى تونس، ذهبت إلى الاتحاد العام التونسي
للشغل (بالمقر القديم زنقة سيدي علي عزوز).. كانت الأمور مبعثرة كما ذكرت،
وكلّفت حالا بأن أقوم بإعداد وثائق المؤتمر.. أول مؤتمر بعد حشاد.. وكان
عليّ أن أعود وفق ذاك التكليف إلى وثائق الاتحاد، فاستطعنا مع كتلة من
المناضلين أن نعدّ الوثائق اللازمة لانجاز المؤتمر» سألت صاحب المذكرات عن
الأسماء من المسؤولين في تلك الفترة بالاتحاد فقال: «أذكر محمود المسعدي
والنوري بودالي وعبد اللّه فرحات ومصطفى الفيلالي ومحمد كريّم وصالح
بولكباش (الصحة)» وهنا شدّد الأستاذ أحمد بن صالح، وهو يكشف تفاصيل القصّة،
قصّة الرجوع، أن محمد كريم (الاتحاد الجهوي بصفاقس) «كان يلحّ عليّ كي
أعود من بروكسيل، وقد بعث لي رسالة في الغرض».
بدأت الحركة حثيثة في
دوائر الاتحاد العام التونسي للشغل، وبدأت الاستعدادات لمرحلة جديدة، فيها
مؤتمر عام وليس فيها حشاد.. فما العمل من سيعوّض حشاد في خطة الأمانة
(الكتابة) العامة؟
عن هذا السؤال يقول «سي أحمد» أثناء نشاطي في الاتحاد
لتهيئة المؤتمر، كلّمني هذا وذاك ليقولوا لي: أنت الذي سنرشحك للأمانة
العامة.. كانت تلك مفاجأة كبرى اعترضتني، بل إني أقول إنها صدمة.. فقلت
لهم: أبدا.. كيف يحصل ذلك وفي الاتحاد زعماء وأسماء مثل الحبيب عاشور وأحمد
التليلي ومحمود الخياري ومحمد الرّي وصالح بولكباش.. فهؤلاء قيادات..» لكن
الإلحاح تواصل على «سي أحمد» وأمام هذه الوضعية يضيف صاحب المذكرات: «أمام
هذا الوضع، قلت لهم لن أقبل مقترحكم، إلا بعد مقابلة الحبيب عاشور وأحمد
التليلي» وكان كلاهما، يخضع للإقامة الجبرية، المفروضة عليهما من سلطات
الاحتلال (...).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:28

حوار وإعداد : فاطمة بن عبد ا& الكراي
سوف يسمح لى الأستاذ أحمد بن
صالح، وهو الذي يتعفف حدّ الرفض، من أن يقال عنه ما سأقول وقد لاحظت فيه
ذلك طوال لقاءات هذا الركن والتي تعددت عبر الأيام، سوف يسمح لي إذن، دون
أن يكون قد سمح لي به فعلا أن أنوه بأن الرجل، تربى على مبدإ أساسي وجميل
لطالما تمناه الحالمون بتونس الجديدة، أو بوضع جديد لتونس أو للأمة بأسرها :
لا شك ينتابه تجاه هذا أو ذاك... ولا يقرأ سوء النية في أي كان... ويحترم
الأكبر منه سنا ونضالا... بل إن «سي أحمد» فيه من الخصال أكثر من ذلك :
يتملكه الحلم وينفر من الانتقام...
هذا ما سنراه تباعا، ففي كل مرة تكون
لنا قصة مع «سي بن صالح» تكون فيها الأحداث متحركة وفاعلة ومحددة لتاريخ
تونس، مهما كانت المرحلة.
«يعود «سي أحمد» من مهمته ببروكسيل لدى
«السيزل» بعد حوالي ثلاث سنوات... وقد رأينا في الحلقة الماضية كيف أنه
اشترط على زملائه في الاتحاد العام التونسي للشغل من الوفدين، أن يقابل كلا
من الحبيب عاشور وأحمد التليلي والذين كانا رهن الاقامة الجبرية، تباعا في
المحرص ومنوبة.
... وفعلا ذهبت إلى المحرص (ولاية صفاقس) لأقابل الحبيب
عاشور وكان لا يزال رهن الاقامة الجبرية هناك، وفق أحكام سلطات
الاستعمار... وكان حشاد يزوره بين الفينة والأخرى كما هو معلوم.. ورافقني
في هذه المهمة محمد القطاط رحمة ا& ومحمد بن رمضان أطال ا& في
عمره، وتمت المقابلة في جو لطيف جدا... بعد السلام والترحيب، توجهت إلى
عاشور وقلت له : يا سي الحبيب لقد طلبوا مني (النقابيون) أن أترشح إلى
الكتابة العامة للاتحاد... وهذه مفاجأة بالنسبة لي... فكيف أقبل هذا
الاقتراح وأنت موجود والأخوة موجودون»... فقد كنت وقتها أصغر القيادات سنا
(28 سنة)، فقال لي الحبيب عاشور : أنا ما نقدرش وأحمد التليلي ما يقدرش...
فقلت له لماذا لا تترشح أنت وتكون كاتبا عاما للاتحاد وأنت رهن الإقامة
الجبرية... ويصبح الاتحاد، وبعد المؤتمر يطالب باطلاق سراح كاتبه العام، أي
المسؤول الأول فقال عاشور بسرعة وحزم : لا... لا... لا. فنهضت لأحييه
وأسلم عليه، لنغادر المكان ومسك يدي بعد التسليم وقال لي : يجب عليك أن
تقبل يا أحمد... سأقول لك شيئا وهي قصة حدثت معي : «عندما عاد فرحات حشاد
من أمريكا عبر بروكسيل (وقد قضى معي وقتها عشرة أيام) حكى لي عن كل ما
فعلت»... وبدأ عاشور يقول على لسان حشاد كلاما فيه مديح عني وعن نشاطي الذي
لاحظه حشاد الشيء الذي أحرجني... وأضاف : «لهذا يجب أن تقبل يا أحمد» ثم
عاود عاشور مسك يدي وقال لي إن حشاد وبعد الشكر والحديث عنك، خرج من عندي
من هنا، ثم رجع ليقول لي : «يا حبيب... حافظوا على أحمد بن صالح».
خرجت
من عند الحبيب عاشور في المحرص، واتجهت إلى تونس ومنها إلى منوبة أين كان
أحمد التليلي يخضع للإقامة الجبرية وكان معي، محمد الري وعمر الرياحي وأظن
أن ثالثهما كان عن نقابة المناجم.... وكان نفس الموضوع الذي طرحته مع
عاشور، أعدته بنفس الموقف والتساؤلات مع أحمد التليلي، وكذلك، وبكل حزم
وقوة قال لي التليلي : «يجب أن تترشح...» ثم أردف بالقول : لكن عندنا مشكل
فقط : هناك فيتو على اسمك من مدير الحزب (المنجي سليم) فقلت له مستغربا :
عجب!... ولم أفهم معنى ذلك ولا لماذا هذا الفيتو»...
قلت لـ«سي أحمد»
وهو يصل هذه المرحلة ويكشف هذه المواقف. وهل كان مدير الحزب يتدخل في شؤون
الاتحاد العام التونسي للشغل؟
فقال : «في ظروف الكفاح لم يكن هذا
الموضوع مطروحا ولا محل له من الإعراب...لكني لم أخف تعجبي من الأمر...
وقع
المؤتمر، يواصل صاحب المذكرات وكان كلا من أحمد التليلي وعبد ا& فرحات
عضوين في الديوان السياسي للحزب، لذلك تكفلا بموضوع المنجي سليم، لكي يرفع
الفيتو عن بن صالح كاتبا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل، وهنا سألت
محدثي : وكيف وافق المنجي سليم؟ فقال : «وقع المؤتمر في مدرسة البنت
المسلمة بنهج المر، في «باب الجديد بالعاصمة» وكانت الدبابات العسكرية
الفرنسية تطوق المبنى، ودخلنا المؤتمر، وترشحت ووقع انتخابي في اللجنة
المركزية، إذ منها وفي صلبها ينتخب الكاتب العام وهنا أعلمني مسؤولون في
الاتحاد، وهم محمد كريم ـ الكتابة القارة ـ في ادراة الاتحاد، ومحمد الري
بأن المقيم العام «فوازار» Voisard سوف نقابله قبل المؤتمر، للإعلام فقط...
فقلت لهم ...أنا لا أتفق مع الرأي القائل بأن نذهب إلى المقيم العام قبل
المؤتمر... لكن بعد المؤتمر ممكن».
إذ لـ «سي أحمد» وجهة نظر أخرى، فيها
بعد نظر حول الاتحاد وما يمكن أن يقال عن مقابلة كهذه في توقيت كذاك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:29

حوار وإعداد: فاطمة بن عبد ا& الكراي
بالرغم من أن القيادات في
الاتحاد، والتي اقترحت أن يقابل وفد عن المركزية النقابية، قبيل موعد
انعقاد المؤتمر سنة 1954، أول مؤتمر للاتحاد العام التونسي للشغل بعد
استشهاد حشاد المقيم العام الفرنسي، فإن صاحب المذكرات أدلى بوجهة نظره بلا
مواربة وقال لهم: «أنا لا أتفق مع الرأي القائل بأن نذهب إلى المقيم العام
قبل المؤتمر» وقد أوردنا هذا الموقف في آخر حلقة أمس، فسألت صاحب هذه
المذكرات، وما كانت حجتك سي أحمد؟ فقال بسرعة: «الذهاب إلى المقيم العام
الفرنسي قبل انعقاد المؤتمر يحتمل أننا إما سنتلقى منه تهديدا أو تعليمات.
وفي
كلا الحالتين، فالأمر سيء لنا وللاتحاد.. وقلت لهم رأيي بصراحة وأضفت لهم:
أن نذهب ونقوم بهذه الزيارة بعد المؤتمر فهذا ممكن.. والحقيقة، أخذوا
برأيي ولم تتم الزيارة، وأعلموا المقيم العام أن الزيارة ستكون فقط بعد
الانتخابات».
طبعا تمت أشغال المؤتمر المشار إليه، من ذلك أن «اللجنة
المركزية التي انتخبها المؤتمر، هي التي اجتمعت لتفرز بالتصويت المكتب
التنفيذي وكذلك الكاتب العام».
ولكن هل رُفع عنك «الفيتو» الذي كان يضعه
أمام اسمك، مدير الحزب المنجي سليم؟ ابتسم «سي أحمد» وقال مواصلا، وكأنه
كان سيجيب في الحالتين سألت السؤال أم لم أسأل: «أذكر أننا جلسنا حصّة
طويلة جدا من الزمن، نترقّب الأخ عبد اللّه فرحات، الذي كان في لقاء مع
المنجي سليم مدير الحزب آنذاك.. وأخيرا جاء عبد اللّه فرحات وأعلمنا بصفة
واضحة أنه رفع الإلتباس ووقع انتخابي كاتبا عاما، وكان مؤتمر الاتحاد
وقتها، هو الرابع منذ تأسيس الاتحاد..».
س : ولكن قمتم بزيارة إلى
فوازار المقيم العام؟ عن هذا السؤال يقول «سي أحمد» بن صالح: حددت الزيارة
فعلا وقمنا بها بعد أيام من انتهاء أشغال المؤتمر.. كنّا في الوفد لجنة
تعيّنت من أعضاء بالمكتب التنفيذي، فكان الكاتب العام للاتحاد (أحمد بن
صالح) ومحمد الري ومحمد كريم، وأذكر عن تلك الزيارة، أننا بقينا مدة من
الزمن نترقب في مكتب المقيم العام «فوازار» «Voisard» كنّا ننتظره في صالون
مكتبه.. المهم جاء المقيم العام يستقبلنا بعد حصة مطولة من الانتظار.. وقد
جاءنا بلباس رسمي، وجانب كبير من صدره مدجّج بالنياشين.. قدم إلينا،
فسلمنا وصافحناه وصافحنا، ثم جلس في مكتبه وكانت طاولة المكتب كبيرة، جلست
أنا على يساره ومحمد الرّي على يمينه ومحمد كريم في الوسط.. وأول كلمة نبس
بها المقيم العام، كانت موجهة لي حيث التفت نحوي وقال:
«Monsieur Ben
Salah, vous me cassez le travail» (أنت تعرقل (تكسّر لي) عملي، سي بن
صالح».
أي معناه أن بن صالح يعرقل أو أكثر قليلا من التعطيل، في ما يخصّ
عمل المقيم العام.
فأجبته حالا وبلا تردّد: «هذا لا يهمّ كثيرا..
والصواب أن نبدأ من جديد».. وهنا، ومباشرة بعد هذا الرّد، قدمت له اللائحة
السياسية لمؤتمر الاتحاد والتي صادق عليها المؤتمر طبعا، وعنوانها
بالفرنسية:
«Assez de violence, assez de violence, Négociez avec
Bouguiba».
«كفى عنفا.. كفى عنفا.. وفاوضوا بورقيبة..» قدمت له نصّ
اللائحة، وحال اطلاعه عليها وقف ودّعنا وخرجنا.. كان ذلك خلال النصف الأول
من شهر جويلية 1954، وخرجنا من الإقامة العامة، وبدأنا ننظم نشاطنا، ولكن
في الأثناء، وفي آخر يوم من شهر جويلية (31) من سنة 1954، تغيرت أمور كثيرة
بزيارة مانديس فرانس إلى تونس، وخطابه الشهير، الذي تبيّن لنا جميعا في
الحزب وفي الاتحاد أن الأبواب انفرجت نوعا ما..» وهنا نعت سي أحمد بالمهم
جدا، ما سيأتي لاحقا على لسانه، إذ أن «ما أذكره بكل اعتزاز، اننا كنّا
مجموعة من الاتحاد العام التونسي للشغل، في المكتب التنفيذي تحديدا، مصطفى
الفيلالي وعبد اللّه فرحات وأحمد التليلي، وبسرعة قلنا: الآن علينا أن نعدّ
برنامجا.. إذ أن إعداد برنامج للمرحلة السياسية والاجتماعية المقبلة،
والتي كنا نراها فعلا مقبلة من خلال تغيّر سلوك الاستعمار الفرنسي، هو من
صلب مسؤولية الاتحاد في ذلك الوقت، وقلنا فيما بيننا (وهنا يوضح سي أحمد أن
التفكير في ذلك لم يقتصر على تلك الثلة من الأسماء)لا بدّ من إعداد برنامج
ينسجم مع ما يمكن أن يجدّ من استقلال داخلي واستقلال تام.. وكان أمامنا
وقتها، مثال سابق، عندما سعى الاتحاد بقيادة فرحات حشاد، حين أصدر كتابا
اسمه: «قضايا اجتماعية في تونس» وهو بالفرنسية وعنوانه:
«Problèmes
Sociaux enTunisie»، هذا الكتاب ساهمت في توزيعه خارج تونس حين كنت في
«السيزل» ببروكسيل..» وهنا كشف «سي أحمد» النقاب عن محتوى ذاك الكتاب الذي
يورد أنه تعرض إلى مجموعة القضايا والمشاكل التي كانت تجابه الاتحاد..
قلت
له، وقد لاحظت في نفس هذه الفترة أن نشاط الاتحاد ـ كنقابة ومجموعة ضغط ـ
بدا أكثر تجاسرا أو ربما أكثر نشاطا من الحزب، فهل يمكن أن نقدّم هكذا
ملاحظة؟ لم يرفض «سي أحمد» السؤال الملاحظة شكلا ولكنه بدا رافضا له
مضمونا، مضمون رأى أنه عليه أن يوضحه: «من محمد علي الحامي إلى فرحات حشاد ،
لم يكن النقابيون بعيدين عن المعركة التحريرية والسياسية.. ولم يغب
الانشغال بموضوع تحرير البلاد والاسهام في الحركة التحريرية الوطنية، هذا
رغم السجالات في مستوى العلاقات بين القيادات الحزبية، وذلك منذ عهد الحزب
الدستوري القديم.. وأحيانا، هناك صعوبات في مستوى العلاقات».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:30

حوار وإعداد بن عبد اللّه الكرّاي
بعد خطاب «مانديس فرانس» في 31
جويلية 1954، تغيرت السياسة الاستعمارية تجاه تونس، وبدأ الحلّ في
التفاوض.. وهنا يشدّد الأستاذ «أحمد بن صالح» أن حكومة التفاوض التي تشكلت
وقتها 1954 / 1955 «كان فيها الحزب الحرّ الدستوري وكذلك الاتحاد العام
التونسي للشغل جنبا إلى جنب، فيما كانت تركيبة الوفد التفاوضي تتغيّر مع
المواضيع المتناولة، في كلّ جولة من جولات المفاوضات، وكان دائما هناك
ثلاثة أو أربعة مسؤولين نقابيين (قطاعية) موجودين بصفة دائمة أو ينادونهم
إلى الوفد التفاوضي».
وعن سؤال حول بورقيبة وبن يوسف والذين كانا تباعا
رئيس الحزب والأمين العام للحزب، وأين كانا زمن حكومة المفاوضات التي كان
يرأسها الطاهر بن عمّار، قال «سي بن صالح» إنهما كانا في الخارج، «ففي حين
كان بورقيبة متغيبا في جزيرة «قروا» ورجع في غرة جوان 1955، كان صالح بن
يوسف في القاهرة ، وقد عاد إلى تونس بعد موعد رجوع بورقيبة..
وكانت
جولات المفاوضات مع السلطات الفرنسية، حول الاستقلال الداخلي (الاتفاقيات)
والتام (وثيقة 20 مارس 1956) تتم برئاسة المنجي سليم مدير الحزب والطاهر بن
عمار، رئيس الحكومة (والذي لم تكن له خطة في الحزب).. وهنا شدّد «سي أحمد»
بن صالح، على أن «الطاهر بن عمار» جاء من الغرفة الفلاحية، ونظرتي تجاهه،
أنه جاء كشخصية وسط، فقد جعل الفترة تخرج نوعا ما من التنازعات الداخلية
التي عرفها الحزب، كما ذكرت سابقا»..
وعندما سألته التوضيح في هذا
المجال قال «سي أحمد» إن «المفاوضات وكما قادها الطاهر بن عمار، نجح في
أنها تواصلت دون نكسات..
إلى متى تواصلت المفاوضات بين حكومة الطاهر بن
عمار والسلطات الفرنسية؟
في معرض جوابه على هذا السؤال، يؤكد الأستاذ
أحمد بن صالح، أنه وبعد إمضاء الاتفاقيات في 1955، حول الاستقلال الداخلي،
تواصلت المفاوضات، بقيادة حكومة الطاهر بن عمار.. إذ من ضمن الاتفاقيات
التي تم إمضاؤها، نجد النصّ الذي يتحدث عن انتخابات (انتخاب المجلس
التأسيسي)، والطاهر بن عمار ترأس حكومتين.. وقد أمضى على اتفاقيات 1955
و1956 وربما من هنا جاء غضب بورقيبة على الطاهر بن عمار حيث علمت، ولم يقع
الأمر أمامي، أن بورقيبة قال للطاهر بن عمار في احدى المناسبات، إذا أنت
قدت المفاوضات وأمضيت على اتفاقيات الاستقلال الداخلي وعلى وثيقة الاستقلال
ليوم 20 مارس 1956، فما هو دوري أنا في التاريخ؟
وقيل لي، ان بورقيبة
كان يقول ذلك وهو في حالة غضب» هنا علّقت بالقول والسؤال: «إذن من هنا يمكن
أن يُفهم سجن الطاهر بن عمار؟» فردّ «سي أحمد»: «شخصيا لم أكن أفهم السبب
(لماذا سجن)لأن الرجل تعرض إلى تُهم لا تصدّق.. اتهامات (...) أعتبرها
سخيفة وكاذبة» ومرّة أخرى ينوّه الأستاذ أحمد بن صالح بالرجل،ويذكر له
محاسن أخلاقية في تناوله الملف التفاوضي وعندما كان على رأس الحكومة، فقد
كان يتعامل بحكمة وبرصانة، لقد ظُلم الطاهر بن عمار، وتكلّمنا في الموضوع..
وقد سجن ظلما وأنا ما فتئت أردّد هذا الكلام.
فقد ترأس حكومتي التفاوض،
وكان جديرا بالمهمة.
ولكن ماذا عن النتيجة الأخرى التي ولدتها سياسة
فرنسا الجديدة، المرتبطة بخطاب مانديس فرانس، حول الاستقلال والمفاوضات
لسنة 1954؟ يبدأ الأستاذ بن صالح جوابه عن هذا السؤال بمدخل فلسفي فيه وفاء
لخط حشاد والمناضلين السابقين فقال: «المهم بالنسبة لنا، أن واجبنا
وهدفنا، كانا أن يعود الاتحاد إلى سالف عنفوانه ونشاطه ومسؤولياته
(الوطنية) وأن يكون الاخلاص لحشاد من خلال عودة الروح إلى الاتحاد.. وأعتبر
أننا وفي هذا الأمر، نجحنا بكل إخلاص.. على أن أهم تعبير عن ذلك، هو عودة
الحيوية (فعلا) إلى الاتحاد، إذ بعد خطاب مانديس فرانس في 31 جويلية 1954،
تحرّك الاتحاد في اتجاه المستقبل، والتوجه إلى المستقبل بدا لنا وقتها، من
خلال إعداد برنامج اقتصادي واجتماعي وتربوي لتونس المستقلة.
لقد تأسّس
هذا البرنامج على تحليل صادق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتحررية وفي
نفس الوقت احتوى على فصول متعلّقة بالنهضة والاقتصاد والتعليم»..
وكان
برنامج الاتحاد هذا، والذي تحدّث عنه «سي أحمد» بن صالح في فترات سابقة من
هذا الركن، محلّ قبول من مؤتمر الحزب الحرّ الدستوري، خلال مؤتمر صفاقس في
خريف 1955، بل إن القبول به كان بالاجماع خلال ذات المؤتمر..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:32

حوار واعداد فاطمة بن عبد ا& الكراي
في البداية لابدّ وأن أنوّه،
بأن الأستاذ أحمد بن صالح لم يقل إنه سخر من الجيش الفرنسي بل كان غاضبا
من الذين اعترضوا وفد الاتحاد بسياراتهم العسكرية، وقد اتبعوا المسؤولين في
الاتحاد العام التونسي للشغل بالجنوب ضمن الوفد المتحول الى هناك، في
مدنين وفي جرجيس، بل قال انه وبقية النقابيين كانوا غاضبين جدا من
المضايقات التي تعرضوا لها وهم يسيرون باتجاه تطاوين، وقدوجدنا المنصة، وقد
فرضوا موقعها ونصّبوا أحد الضباط معنا على المنصة، تلك المنصة سيلقي منها
الكاتب العام للاتحاد كلمته في الحاضرين... ونعت «عسكر شكلاطة» قالها «سي
أحمد» غضبا ورفعا من معنويات أهل الجنوب، الذين حملوا السلاح باكرا ضد
الاستعمار الفرنسي، خاصة وأنه (الجنوب التونسي) كان محكوما مباشرة من
السلطة العسكرية.
وقد تبين أن هؤلاء المسؤولين الجدد كانوا حريصين على
أن لا تقع اصطدامات أو عمليات مثل التي حاول القيام بها عسكر الجنوب
التونسي بعد أن اشترط «سي أحمد» على «الكولونيل» الفرنسي بأن لن يعود الى
الاجتماع الجماهيري بملعب بجرجيس قبل أن يفرج عن التلاميذ والكشافة
الموقوفين لدى الإحتلال، أفرج الحاكم العسكري عنهم، ورجعوا الى مكان التجمع
الذي يرأسه الكاتب العام للاتحاد، وكان هو معهم، «وقد شعرنا بانتصار
وابتهاج، بهذا الأمر بعد أن أعطى الكولونيل ميريك تعليماته بأن يفرج
عنهم..» وهنا يواصل «سي أحمد» ما كان قاله في حلقة فارطة، من أن ميريك كان
يأتيني الى مقرّ الاتحاد، ويتصل بالطيب المهيري مدير الحزب، وكان عبر أكثر
من مرة عن احترامه ـ كما ذكرنا سابقا ـ لكل من الكاتب العام للاتحاد (أحمد
بن صالح) ومدير الحزب (الطيب المهيري).
وبعد جولة الجنوب، يواصل
«سي أحمد» جاء دور الشمال الغربي، وكانت زيارة عين دراهم وطبرقة التي وقعت
لي معها قصّة...
قلت في سؤال استفساري: وما هذه القصة؟ قال: «في جولة
طبرقة، أقيم حاجز بين عين دراهم وطبرقة عند رجوعي من هناك، وذلك حتى تنقلب
السيارة... كان ذلك فعلا من أفعال الاستعمار، ولكن ميريك بعث لي رسالة
سريعة حتى أبقى في النزل بطبرقة ولا أبرحه... وفي مرّة ثانية، في قعفور
قرّرنا كاتحاد، اجتماعا هناك، فجاء العساكر الفرنسيون ووضعوا سلاحهم وشهروه
في مستوى بطوننا، بحيث لو نتقدم خطوة واحدة، يتم الالتحام بيننا وبينهم،
وبعد لحظات ابتعدوا عنّا، وواصلنا الاتجاه الى قاعة الاجتماع، ويبدو أن
المسؤولين الجدد علموا بالأمر وتحركوا في الاتجاه الصحيح.
ولكن
ما سرّ هذه الزيارات الميدانية للمركزية النقابية، ممثلة في كاتبها العام؟
عن
هذا السؤال يقول «سي أحمد» وهو يربط الأحداث والتطورات على الساحة الوطنية
وفي مستوى المشهد النقابي، بما كان كشفه من حال للنشاط الوطني والنقابي ما
بعد حشاد وكذلك وفق التطورات السياسية الجديدة، التي أثارها خطاب مانديس
فرانس يوم 31 جويلية 1954: «قمنا، كمكتب تنفيذي بزيارات لكل الجهات، وكان
الهدف منها هو التعرف الدقيق على المجتمع التونسي من حيث المستويات
الاجتماعية والاقتصادية، ومن هنا انطلقنا في وضع سياسة تنموية للشعب
التونسي...».
ما كان موضوع الزيارات؟ قال: «أوّلا كان الموضوع
الرسمي، الاتصال من القيادة الجديدة للاتحاد بالعمال.
ثانيا: استقاء
المعلومات عن الأوضاع في كل جهة، لاعداد البرنامج المعروف ببرنامج الاتحاد
العام التونسي للشغل والذي كان نتيجة نشاط كبير، وميداني، والعمل على
استعادة الاتحاد لحيويته ويواصل اثر المصاب المتمثل في غياب حشاد بوضوح،
تهيأ جوّ جديد فيه استعداد للاستقلال ولو على مراحل، عندما جاء مانديس
فرانس، وألقى ذاك الخطاب».
ألم يكن للحزب برنامج ولو بسيط،
لمرحلة الاستقلال؟
ـ مأساة في نفوسنا هو أن ليس لنا برنامج لا في
الاتحاد ولا في الحزب... كنّا نواصل عملنا في حضن الخط السياسي والاقتصادي
والاجتماعي، وقد نجحنا في زمن قصير، في أن نبلور برنامجا، وكان يتضمّن كل
الملفات من الصحة الى التعليم... والشؤون الاقتصادية والاجتماعية...
كان
برنامجا، يمسّ كل المشهد الوطني وكل مجالات التنمية وهنا يمكن أن أدّعي أن
الروح التي سيّرتنا هي الروح الخلدونية (ابن خلدون) في تناول وانجاز هذا
البرنامج.
قلت لـ«سي أحمد»: ومن قام بإعداد هذا البرنامج هل كان معكم
خبراء؟ فقال: «كان معنا الاستاذ الفرنسي جيرار دوبارنيس Gerard Debernis
وقد تقدم للتعاون معنا وقبلناه فكان المستشار الاقتصادي، ومعه سارج قيتا
نقابي تونسي مختص في المالية والمسائل النقدية... ولكن لابد من إبداء
ملاحظة هنا، فقد كانت المعطيات والمقترحات من «دوبرنيس» خاضعة للغربلة،
لأنه كان خبيرا ومدرسا في مجال التنمية في البلدان الصناعية، وعندما قال
البعض ان البرنامج الاقتصادي هو لدوبارنيس قلت بالعكس نحن الذين علّمناه بل
وأعطيناه فرصة ليبحث في اقتصاديات الدول المتخلفة، التي لم يدع لها
الاستعمار فرصة التطور الطبيعي... ولدينا شهاداته في مناسبات رسمية وقال
فيها انه تعلم في تونس قضايا التنمية في بلدان الجنوب. فقد تعلم دوبرنيس
الى جانبنا، في قضايا التخلف والتنمية».
وقد وقع توزيع البرنامج على كل
النقابات القطاعية والجهوية لدراسته في الوقت اللازم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:33

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
بلغ الاتحاد العام
التونسي للشغل سنة 195 مرحلة جديدة وربما متجددة من العنفوان «لذلك ـ يقول
الاستاذ احمد بن صالح ـ كان الاتحاد في صلب المجموعة المسيّرة لتلك الفترة
على النطاق الوطني» وهنا يدخل «سي أحمد» في كشف النقاب عن مرحلة وطنية
جديدة فيها الجانب السياسي والجانب النقابي، مترافقان.
وهنا يقول: «أذكر
جيدا الشيء الهام والطيب الذي وقع بُعيد زيارة «مانديس فرانس» في 31
جويلية 1954، عندما استوجب الوضع حكومة تفاوضية، والحمد & توفقت تونس
في اختيار رجل ممتاز بحكمته وخصاله وكان درعا ضد الاطماع والخلافات
الداخلية وأقصد الطاهر بن عمار... اعتقد انه هدية من الاقدار للشعب
التونسي، وقد كان من اهل الاخلاص، ان يكون الطاهر بن عمار رئيس أول حكومة
في ذلك العهد التفاوضي»...
ندخل اذن فترة حاسمة من تاريخ تونس وقد بدأ
الاستاذ بن صالح الحديث عنها من زاوية حكومة التفاوض وهنا يقول بعد السؤال
الذي وضعته امامه حول تغير السياسة الفرنسية تجاه تونس وهلاّ يعتقد انها
مرتبطة بما نال فرنسا الاستعمارية من مقاومة في المستعمرات التي تغزوها
ومنها فيتنام ومعركة «ديان بيان فو» التي تكبّد فيها الجيش الفرنسي خسائر
فادحة، يقول اذن في معرض ردّه: «اعتقد شخصيا وما أذكره ايضا ان فرنسا وحتى
مجيء «مانديس فرانس» كانت تعيش لخبطة... فأول ما جاء «مانديس فرانس» وقال
كفى للسياسة الاستعمارية، ودفع نحو المفاوضات مع المستعمرات، بدأت تبدو
عزيمته ونشاطه بشكل غير عادي، نعم فقد كان تأثير الوضع في «فيتنام» بائنا،
وبالمناسسبة تحدّث «مانديس فرانس» عن المغرب وتونس وفيتنام ـ طبعا الا
الجزائر ـ فقد كان يعرف الجو السياسي الفرنسي...» وهنا أردف «بن صالح» ان
مانديس فرانس بقي على رأس الوزارة (الاولى) سبعة اشهر فقط...
وعن تأثير
ذلك التوجه للسياسة الاستعمارة الفرنسية، في سياسة فرنسا ذاتها، قال
الاستاذ احمد بن صالح: «في سياسة فرنسا، الثابت ان النفس السياسي هناك
تغيّر مع «مانديس فرانس» وهو كان يعرف ان هناك تجاوبا فرنسيا من اجل انهاء
الحرب مع الفيتنام (بعد معركة ديان بيان فو التي خسرتها القوات الفرنسية في
فيتنام)... ومن الأسباب الأصلية ويجب أن تذكر لنجاح مانديس فرانس في تونس،
ان تونس كانت عاقلة، واجتنابا لحساسيات حزبية وغير حزبية، فقد كان دور
الطاهر بن عمار هو الذي منع اي تعثر يسيء الى تلك المرحلة» وهنا يشير «سي
بن صالح» الى ان «مانديس فرانس» الذي لم يبق سوى أشهر قليلة في الوزارة ترك
كتابا مهما، يبدو انه صالح لكل الازمنة «Gouverner c'est
prévoir» ومعلوم ان فرنسا عوّضت مانديس فرانس بـ«ادغار فور».
وعن سؤال
«الشروق»: كيف عرفت «مانديس فرانس»؟ قال: «لم أكن أعرفه من قبل... اي زمن
الخطاب او بعده بقليل... عرفته في الخارج فترة كان في «الفاو» FAO في فترة
الستينات، وكان خبيرا، أيام كان مدير المنظمة العالمية للأغذية والزراعة
التابعة للأمم المتحدة، «د. سان» هندي الجنسية وكان نائبه «شنيدرار»
«Shutzter» من النمسا وصديقا حميما لكرايسكي، وهو يعرفني عن طريق كرايسكي.
وأضاف: «في أوائل الستينات نظمت «الفاو» FAO، أسبوعا ضمّ بين 14 و15 مسؤولا
منهم مانديس فرانس، فقد كان رجل اقتصاد وأقمنا بنفس النزل، وكانت مهمتنا
طوال الاسبوع المشار اليه ان نعدّ برنامجا عاما لمنظمة «الفاو» الشيء الذي
جعلنا نلتقي سواء خلال الجلسات او خارجها، وكنا نتبادل أطراف النقاش
والحديث بين النزل والندوات، وأذكر انه وفي أكثر من مرة كان مانديس فرانس
وعندما يأخذ الكلمة يقول أنا أوافق او اتفق مع ما قدّمه (من اقتراحات) احمد
بن صالح».
نعود الى السيد الطاهر بن عمار وحكومته التفاوضية التي قادها
ليقول «سي احمد» عن السؤال المستفسر عن العلاقة التي ربطت كاتب عام
الاتحاد العام التونسي للشغل (احمد بن صالح) ورئيس الحكومة التفاوضية
(الطاهر بن عمار): «ككاتب عام للاتحاد، كانت علاقتي بحكومة الطاهر بن عمار
وعلى المستوى السياسي، لم يكن يشوبها مشكل، ولكن كنا كنقابة نطالبه بقانون
أساسي للعملة الفلاحيين، وكنا نضغط بهذا الاتجاه»، ولكن يحدث «أن البعض منا
(...) تمنى ان لا نفاوض الطاهر بن عمار... بل منهم من اثار اضرابا في
أملاك (أراضي) الطاهر بن عمار وأوقفنا الامر لأن المقاصد لم تكن سليمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:34

حوار وإعداد فاطمـة بن عبد اللّه الكـــــــرّاي
بدأنا في الحلقة
الماضية، عملية رصد ونظر ـ دون تحقيق ـ في مرحلة هامة من تاريخ تونس..
منتصف الخمسينات،وتداعيات خطاب «مانديس فرانس» (رئيس الوزراء الفرنسي)
والذي كان بتاريخ 31 جويلية 1954..
الأستاذ حمد بن صالح، كان الكاتب
العام للاتحاد وقتها خلفا للزعيم فرحات حشاد، وذلك بعد أن تمّ انتخابه عقب
أول مؤتمر للاتحاد بعد حشاد..
في الحلقة الماضية بدأ «سي أحمد» الحديث
عن الطاهر بن عمار، كرئيس حكومة لـ(فترتين) قادت المفاوضات مع الفرنسيين..
وفي
سؤال من «الشروق» حول كيفية معرفة بن صالح لـبن عمار قال «سي أحمد» دون
كثير تفكير: «عرفته وهو رئيس حكومة، وكنت كاتبا عاما للاتحاد العام التونسي
للشغل.. تجادلنا بنوع من الحدّة، وكان ذلك بحضور المرحوم العزيز
الجلّولي..» وما كان موضوع هذا الجدل؟
عن هذا السؤال يقول: كنا كاتحاد
نطالب بضرورة اصدار قانون خاص بالعملة الفلاحيين لأنه وبعد خطاب مانديس
فرانس، بدأ المعمّرون(المستعمرون الفرنسيون للأراضي الفلاحية التونسية)
يطردون العمال الفلاحيين.. وأذكر أنه ووفق تلك التطورات تكونت جامعة
البطالين (أي العاطلين عن الشغل) وبدأت جموع هؤلاء العملة الفلاحيين الذين
لم يعد لهم عمل في أراضي (المستعمرين) يتوافدون على تونس العاصمة، وتحديدا
توجهوا الى مقر الاتحاد العام التونسي للشغل.. وكان المقر كما ذكرت آنفا،
في زنقة سيدي علي عزوز (بالأسواق) وبدأت المجاعة والتذمّر.. وقد وقعت حادثة
في مكتب الطاهر بن عمار بوصفه رئيس حكومة (أو وزيرا أول لحكومة الباي
التفاوضية سنة 1955)، تمثلت في مفاوضات بيننا تحولت الى جدل ساخن.. وكانت
لـبن عمّار أعذاره في التباطؤ في شأن الموضوع وكانت لـ«بن صالح» ـ المتحدث ـ
ضغوط.. اختلفنا جدا، ولكن بمودّة، وآخر أطوار الجلسة الحادة التي كانت
بحضور العزيز الجلولي، فوجئ الطاهر بن عمّار عندما قلت ه وأنا أصف له حالة
هؤلاء العمال الجياع الذين افترشوا الأرض أمام مبنى الاتحاد: «يا سي
الطاهرنطلب منك بأن تأتي معي الى مقر الاتحاد، بزنقة سيدي عزوز.. أريدك أن
ترى بعينك.. أنت رئيس حكومة الشعب التونسي..».
وعن ردّ فعله قال «سي
أحمد» مواصلا: «في الأخير، وبعد أن استمع إليّ وبانت على وجهه المفاجأة سكت
قليلا ثم قال: سآتي معك، وكان محاطا بأعوانه، وذهبنا مشيا من القصبة (مقرّ
الحكومة) الى زنقة سيدي علي عزّوز.. وما ان وصلنا حتى اندهش «سي الطاهر بن
عمار»، من رؤية مئات المواطنين التونسيين وهم على الأرض يجلسون، ويتضوّعون
جوعا، وكان الرجل مشدوها وقد لمحت الدموع في عينيه، فبادرته: يا سي الطاهر
ابعث أعوانك ليأتوا لهؤلاء المواطنين بخمسة أكياس خبز.. اندهش في الأول من
الطلب، ثم أرسل جماعته وأتوا بالخبز ووزّعوه على هؤلاء المضربين، وأذكر أن
وضعهم كان يدعو للقلق، لذلك كنت متحمسا وأنا أجادل رئيس الحكومة الطاهر بن
عمّار.. فقد كانوا ينادون بأصوات عالية: سنموت جوعا.. نحن جامعة
البطالة..سوف نخرّب..».
وهنا أردف شهادته هذه التي لازال يذكرها
بتفاصيلها، وقال: «كان موقف الطاهر بن عمار كإنسان، وليس فقط كرئيس حكومة،
موقفا جميلا»..
وأضاف «سي أحمد» متحدثا عن مناقب الطاهر بن عمار، الذي
يقول عنه «انه كان معتدلا وحفظ تونس من توغّل المزاحمات في النخبة
السياسية، التي كان يمكن، بتلك الخلافات والصراعات، أن تفسد العملية
السياسية برمّتها» ويضيف صاحب هذه المذكرات، بأن الطاهر بن عمار، وكأنه
قدّم المجتمع التونسي وتقدم به، لكي يقع ما وقع، من إمضاء للاتفاقيات (حول
الاستقلال الداخلي) الى إمضاء وثيقة الاستقلال نفسها.
قلت لـ«سي أحمد»
في سؤال ملاحظة: «أنت تعتبر أن الطاهر بن عمار كان نظيفا»؟
وضعت هذا
السؤال على خلفية ما وقع للطاهر بن عمار، عقب الاستقلال، حيث سُجن، بدون
وجه حقّ، على رأي الكثيرين، ومنهم الأستاذ أحمد بن صالح.
وقد ردّ علي
ذات السؤال بالقول: «نعم كان نظيفا ومستقلا.. بل انه كان مهيّأ ـ باعتقادي ـ
للفترة الانتقالية، وفق حكومة أولى وثانية» وهنا شدد الأستاذ بن صالح، على
أنه يذكر هذا لـبن عمار «رغم أننا لا نتفاهم» في كثير من الرّؤى، غير أن
المجال والمواقف التي سار عليها بن عمّار، لم يكن فيها المجال فيصلا، في أن
تكون متفقا معه أم لا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hayfa

hayfa


عدد المساهمات : 1563
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة   أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 3 أبريل 2010 - 9:34

حوار وإعداد بن عبد اللّه الكرّاي
بعد خطاب «مانديس فرانس» في 31
جويلية 1954، تغيرت السياسة الاستعمارية تجاه تونس، وبدأ الحلّ في
التفاوض.. وهنا يشدّد الأستاذ «أحمد بن صالح» أن حكومة التفاوض التي تشكلت
وقتها 1954 / 1955 «كان فيها الحزب الحرّ الدستوري وكذلك الاتحاد العام
التونسي للشغل جنبا إلى جنب، فيما كانت تركيبة الوفد التفاوضي تتغيّر مع
المواضيع المتناولة، في كلّ جولة من جولات المفاوضات، وكان دائما هناك
ثلاثة أو أربعة مسؤولين نقابيين (قطاعية) موجودين بصفة دائمة أو ينادونهم
إلى الوفد التفاوضي».
وعن سؤال حول بورقيبة وبن يوسف والذين كانا تباعا
رئيس الحزب والأمين العام للحزب، وأين كانا زمن حكومة المفاوضات التي كان
يرأسها الطاهر بن عمّار، قال «سي بن صالح» إنهما كانا في الخارج، «ففي حين
كان بورقيبة متغيبا في جزيرة «قروا» ورجع في غرة جوان 1955، كان صالح بن
يوسف في القاهرة ، وقد عاد إلى تونس بعد موعد رجوع بورقيبة..
وكانت
جولات المفاوضات مع السلطات الفرنسية، حول الاستقلال الداخلي (الاتفاقيات)
والتام (وثيقة 20 مارس 1956) تتم برئاسة المنجي سليم مدير الحزب والطاهر بن
عمار، رئيس الحكومة (والذي لم تكن له خطة في الحزب).. وهنا شدّد «سي أحمد»
بن صالح، على أن «الطاهر بن عمار» جاء من الغرفة الفلاحية، ونظرتي تجاهه،
أنه جاء كشخصية وسط، فقد جعل الفترة تخرج نوعا ما من التنازعات الداخلية
التي عرفها الحزب، كما ذكرت سابقا»..
وعندما سألته التوضيح في هذا
المجال قال «سي أحمد» إن «المفاوضات وكما قادها الطاهر بن عمار، نجح في
أنها تواصلت دون نكسات..
إلى متى تواصلت المفاوضات بين حكومة الطاهر بن
عمار والسلطات الفرنسية؟
في معرض جوابه على هذا السؤال، يؤكد الأستاذ
أحمد بن صالح، أنه وبعد إمضاء الاتفاقيات في 1955، حول الاستقلال الداخلي،
تواصلت المفاوضات، بقيادة حكومة الطاهر بن عمار.. إذ من ضمن الاتفاقيات
التي تم إمضاؤها، نجد النصّ الذي يتحدث عن انتخابات (انتخاب المجلس
التأسيسي)، والطاهر بن عمار ترأس حكومتين.. وقد أمضى على اتفاقيات 1955
و1956 وربما من هنا جاء غضب بورقيبة على الطاهر بن عمار حيث علمت، ولم يقع
الأمر أمامي، أن بورقيبة قال للطاهر بن عمار في احدى المناسبات، إذا أنت
قدت المفاوضات وأمضيت على اتفاقيات الاستقلال الداخلي وعلى وثيقة الاستقلال
ليوم 20 مارس 1956، فما هو دوري أنا في التاريخ؟
وقيل لي، ان بورقيبة
كان يقول ذلك وهو في حالة غضب» هنا علّقت بالقول والسؤال: «إذن من هنا يمكن
أن يُفهم سجن الطاهر بن عمار؟» فردّ «سي أحمد»: «شخصيا لم أكن أفهم السبب
(لماذا سجن)لأن الرجل تعرض إلى تُهم لا تصدّق.. اتهامات (...) أعتبرها
سخيفة وكاذبة» ومرّة أخرى ينوّه الأستاذ أحمد بن صالح بالرجل،ويذكر له
محاسن أخلاقية في تناوله الملف التفاوضي وعندما كان على رأس الحكومة، فقد
كان يتعامل بحكمة وبرصانة، لقد ظُلم الطاهر بن عمار، وتكلّمنا في الموضوع..
وقد سجن ظلما وأنا ما فتئت أردّد هذا الكلام.
فقد ترأس حكومتي التفاوض،
وكان جديرا بالمهمة.
ولكن ماذا عن النتيجة الأخرى التي ولدتها سياسة
فرنسا الجديدة، المرتبطة بخطاب مانديس فرانس، حول الاستقلال والمفاوضات
لسنة 1954؟ يبدأ الأستاذ بن صالح جوابه عن هذا السؤال بمدخل فلسفي فيه وفاء
لخط حشاد والمناضلين السابقين فقال: «المهم بالنسبة لنا، أن واجبنا
وهدفنا، كانا أن يعود الاتحاد إلى سالف عنفوانه ونشاطه ومسؤولياته
(الوطنية) وأن يكون الاخلاص لحشاد من خلال عودة الروح إلى الاتحاد.. وأعتبر
أننا وفي هذا الأمر، نجحنا بكل إخلاص.. على أن أهم تعبير عن ذلك، هو عودة
الحيوية (فعلا) إلى الاتحاد، إذ بعد خطاب مانديس فرانس في 31 جويلية 1954،
تحرّك الاتحاد في اتجاه المستقبل، والتوجه إلى المستقبل بدا لنا وقتها، من
خلال إعداد برنامج اقتصادي واجتماعي وتربوي لتونس المستقلة.
لقد تأسّس
هذا البرنامج على تحليل صادق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتحررية وفي
نفس الوقت احتوى على فصول متعلّقة بالنهضة والاقتصاد والتعليم»..
وكان
برنامج الاتحاد هذا، والذي تحدّث عنه «سي أحمد» بن صالح في فترات سابقة من
هذا الركن، محلّ قبول من مؤتمر الحزب الحرّ الدستوري، خلال مؤتمر صفاقس في
خريف 1955، بل إن القبول به كان بالاجماع خلال ذات المؤتمر.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحمد بن صالح في «مذكرات سياسي» بـ «الشروق»: أسرار ومواقف وخفايا تكشف لأول مرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» تحالف سياسي جديد في الأفق لقاء مرتقب بين الغنوشي.. بن صالح.. المرزوقي.. الصيد والقوماني
»  قضية ايقاف ابن القذافي بالتبنّي في تونس تكشف تورّط أمين عام حزب سياسي تونسي معروف
» كتاب مذكرات الشيخ حسن العيادي
» تحليل سياسي ـ مع بطء مفاوضات التشكيل الحكومي
» الهدنة الاجتماعية فرز سياسي ام حاجة لتامين استقرار السلطة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: منتدى الوثائق :: منتدى الوثائق المكتوبة-
انتقل الى: