تخلّفت عائشة رضي الله عنها عن ركب المؤمنين لقضاء حاجة وكانوا قافلين إلى المدينة بعد غزوة بني المصطلق. فتداركها صفوان بن معطل السلمي و انطلق بها إلى المدينة.
فلمّا رآها أهل الإفك انطلقت ألسنتهم بقذف شرفها. وكان منهم حسّان بن ثابت شاعر الرسول وأحد أوّل الأنصار. هاجت المدينة و ماجت و تأذّى الرسول صلّى الله عليه و سلّم وعند استشارته أسامة بن زيد و عليّ بن أبي طالب قال الأوّل خيرا ونعت أهل الإفك بالكذب أمّا الثاني فرأى درأ الشبهة واستبدال الزوجة. وفصل الأمر عندما نزّل الله آياته من سورة النّور لتبرئّ عائشة (الآية 11 من سورة النور)، حصحص الحق من عند الله فما كان من رسول الله إلا أن أمر بجلد من أفصحوا بالفاحشة 80 جلدة حسب حكم الآيات المنزّلة (الآية 4 من سورة النور).
لم يقتلوا، لم يصلبوا، لم يكفّروا، لم يستبعدوا من الجماعة. بل لقد كان أبو بكر عزم أن يقطع إحسانه لرجل من ذوي قرباه لأنّه من أهل الإفك، فنزلت آية تحثّه أن لا يفعل (الآية 22 من سورة النور). بل لقد ضرب صفوان بن معطل السلمي حسان بن ثابت فلمّا أراد حسّان القصاص سأله الرسول الصفح وأهداه أمة قبطيّة و بيرحا.(1)
تلك أمّة قد خلت، وخلفها قوم بعد 14 قرنا تسكنهم الحميّة العمياء، تنادوا بتكفير و نفي وقتل وسحق من قال إن الشّيعة يصفون عائشة رضي الله عنها بالفساد.
(1) مختصر لحادثة الإفك كما وردت في تاريخ الطبري، دار صادر بيروت- ، المجلد 2 ، الطبعة الأولى، ص 425 - 427
بقلم وليد الشريف