afif
عدد المساهمات : 863 تاريخ التسجيل : 26/01/2010 العمر : 45
| موضوع: قراءة في الإئتلاف الدولي على ليبيا الأربعاء 11 مايو 2011 - 13:36 | |
| إن المتتبع للأزمة الليبية منذ بداياتها وحتى اليوم وبقراءة معمقة للتحولات والتبدلات في المواقف، يدرك الأسس التي قامت عليها روابط ونسيج العلاقة بين أطراف هذا التحالف غير المتجانس.في بداية الأزمة تصدرت أحداثها دولة قطر، ودفعت الى استصدار قرار عربي مصغر ثم الى قرار عربي مكبر، وسعت الى فرنسا للمبادرة في تكوين هذا التحالف. وزار رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها فرنسا وقدم الدفعة المكافأة المالية لفرنسا لكي تعمل على تدويل القرار وتحويله الى عمل على الأرض. ولكن السؤال الذي يبرز هو : لماذا لم تسعى قطر الى تدويل الأزمة من خلال الولايات المتحدة الأمريكية حاميتها وولية نعمتها وشريكتها في جغرافية الدولة الصغيرة بقاعدتها العسكرية التي تتربع على ثلث مساحة الدويلة القطرية والثلث الثاني يسكنه العاملون الأجانب الذين يفوقون عدد سكان البلاد الأصليين، والثلث الأخير بل أقل من الثلث للمواطنين القطريين. وقطر تعتبر الولاية الأمريكية الإضافية الملحقة والمتقدمة في المنطقة. والجواب هو -- أولاً : أمريكا لم ترد التورط في حرب ثالثة بعد افغانستان والعراق، فجنودها بأفغانستان يواجهون القتل اليومي، وتجربتها لدمقرطة العراق تترنح آيلة للسقوط. بعد ترسيخها الطائفية في البلاد.وثانياً: إن أمريكا تدرك وتعلم جيداً بتواجد عناصر القاعدة في الشطر الشرقي من ليبيا وعلى رأسهم ابو يحيى الليبي وغيرهم من القادمين من الجزائر والعراق ومصر ومن معتقلي غواتنامو وكذلك تعلم بقوة التنظيمات الإسلامية المتشددة في الشرق الليبي وخاصة في بنغازي.وثالثا:ً أن امريكا معنية أكثر بما يجري في اليمن وسوريا حيث مصالحها الحيوية ذات الأولوية المتقدمة على ليبيا الأقرب لآوروبا.بعد استلام فرنسا حصتها المالية مقدماً سعت بنشاط متسارع وغير معهود الى تدويل القرار والى اقناع بريطانيا المترددة والتي تشاورت مع الولايات المتحدة وأشارت عليها بالموافقة على الدخول بالتحالف ووعدتها بالإلتحاق بالتحالف وترك القيادة لها بدلاً من فرنسا. وذلك لأن القذافي حارب النفوذ الفرنسي في أفريقيا فكانت المبادرة الفرنسية هي الأسرع. ولكن أمريكا وقفت لها بالمرصاد لتحد من نفوذها بأفريقيا التي استأثرت بها طويلاً وتترك لبريطانيا حليفتها والوفية لها قيادة الساحة. وآثرت التدخل مقنعة بشكل خفي وغير واضح للعيان لكي لا تسيء الى صورتها في العالم الإسلامي. وهذا هو النهج الذي تتبعه في عهد ولاية اوباما.بعد أول اجتماع للتحالف في فرنسا برئاسة فرنسية عملت الولايات المتحدة في ذلك الإجتماع على تنحي فرنسا عن القيادة. لأن الولايات المتحدة ما زالت لديها العقدة الفرنسية منذ عهد شارل ديغول، والذي حاول أن يميز فرنسا عن دول الغرب بقرارها الفرنسي الوطني المستقل. وحاولت الولايات المتحدة في ذلك الوقت وبعد الحرب العالمية الثانية أن تبعد فرنسا عن التصنيع وخاصة تصنيع السلاح النووي. ولكن شجاعة وإصرار شارل ديغول لم تثن فرنسا عن ذلك المنحى. وظلت أمريكا تعاني من أزمة في الثقة بالفرنسيين الى يومنا هذا.وبعد أول اجتماع للتحالف بحضور أربعين دولة في فرنسا تقلص الدور الفرنسي وانكمش، وبدا عليه التراخي في الأعمال العسكرية والسياسية تجاه النظام الليبي. واختفى الفرنسيون من تصدر الإجتماعات في لندن والدوحة. وظل يطل علينا وزيري خارجية المملكة المتحدة (بريطانيا العظمى) ودويلة قطر الصغرى في الإجتماعات اللاحقة وتقلص عدد الحضور الى ثلاثين دولة.الولايات المتحدة كان لديها مخزوناً فائضاً من الأسلحة من قذائف وصواريخ توما هوك وأرادت أن تسويق هذا الفائض وتجربة الأجيال الحديثة من الأسلحة، فألقت بها على الأرض العربية كالعادة وضربت بهذه الأسلحة مجموعة من عناصر القاعدة وقبضت ثمنها مقدماً، ولما عجزت خزائن امبراطورية قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة عن التسديد المقدم لتلك الأسلحة انسحبت أمريكا ورفضت طلباً من التحالف بمساعدتهم في الأعمال العسكرية ضد ليبيا. وتركت بريطانيا وايطاليا تبحثان عن سداد حصتهما في هذا التحالف. ومن هنا جاءت مطالبات بريطانيا وايطاليا بتزويد المعارضة الليبية بالسلاح. ودعمهما للمعارضة في سبيل الإستيلاء على منابع النفط لنهبه وسرقته وتسديد الفواتير البريطانية والإيطالية واسترداد ما دفعته قطر والإمارات بأضعاف مضاعفة وذلك من قوت الشعب الليبي. وتعهدت قطر بالمساعدة في تصدير النفط الليبي. وتعهدت أخيراً بتمويل تسليح المعارضة الليبية المسلحة بأسلحة من القاعدة الأمريكية التي تجثم على الأرض العربية.يبدو أن الخزينة الإماراتية التي تعاني من عجز فاضح منذ انفجار بالون الإقتصاد الرأسمالي الحر قد أصبحت خاوية لا بل مدينة بشكل أكبر مما كانت عليه قبل دخول التحالف. وخزينة قطر بعد رشاوي الإتحاد الدولي لكرة القدم لحصولها على شرف تنظيم كأس العالم، وما يتطلبه هذا المشروع من بنى تحتية عملاقة تفوق طاقة قطر المالية والتقنية حيث سيكون المستفيد الأكبر منها الشركات الغربية في المقام الأول دون أن تعود على قطر بالفائدة الآجلة والعاجلة لا بل بالخسران الكبير لتصبح منشآت خاوية فيما بعد كأس العالم وستباع معداتها بالمزاد العلني لتجار الخردة. هذا بالإضافة الى قيام قطر بتمويل المشاريع الإنقسامية والتشطيرية في العالم العربي كما حدث في فلسطين حيث قامت قطر بتمويل انقلاب غزة، ولعبت دوراً مريباً في لبنان والعراق والسودان وليبيا......الخ. وذلك بدعم وتوجيه ورعاية أمريكية. وبمساعدة أبواق القنوات العربية الإعلامية وعلى رأسها قناة الجزيرة ومحلليها من المرتزقة الذين تركوا خنادق المقاومة الوطنية الشريفة وانجذبوا الى خنادق الردح وإثارة الفرقة وإثارة المناطق الساخنة والملتهبة في العالم العربي وذلك بالتحليل المضلل الذي يعبر عن هذه السياسات المخربة والتي تعيث خراباً بالوطن العربي.يبقى السؤال المحير، وهو ما مصلحة قطر والإمارات؟قطر وكما نعلم عليها استحقاقات مالية ضخمة، وذلك من جراء استضافة كأس العالم، ومن جراء الدور التخريبي في المنطقة العربية حيث تقوم بتكليف أمريكي صهيوني بتمويل مشاريع الإنقسام في إطار خارطة الشرق الأوسط الجديد من أجل عيون دولة الكيان الصهيوني والرغبة الأمريكية، وقطر لديها خبرة في استثمارات حقول الغاز وليبيا غنية بحقول الغاز وتطمح قطر باستثمارات غازية في ليبيا لتسدد فواتير الإستحقاقات المالية القادمة من المشاريع الأمريكية في المنطقة. وهذا الدور القطري أثنت عليه الإدارة الأمريكية بلسان كلينتون واوباما وأشادا بما بذلته من جهد في اثارة الفوضى الخلاقة بالعالم العربي وبالتحديد دور قناة الجزيرة في هذا الصدد. ودور الشيخ حمد في رأب التحالف الدولي ضد ليبيا، وشعرت بتورطها في تنظيم كأس العالم وما سيلقي على كاهلها من أعباء. والإمارات تعاني من أزمة اقتصادية ومالية وعقارية خانقة. ولا ننسى إغفال وتناسي الإمارات جريمة قتل المبحوح على أراضيها وتهديد الغرب بكشف عجزها المالي إن أصرّت على متابعة القضية التي حفظ ملفها بالأرشيف. ويبدو أن الدولتين وعدتا بفتات من التحالف الدولي مما تبقى من آثار لحم على عظام الفريسة الليبية الممتلئة باللحم والدسم بعد أن يشبع المفترسون الكبار.ولا بد من التعريج على دور المعارضة الليبية في الخارج:ماذا يهم المعارضة الليبية في الخارج التي تدعو الى اسقاط النظام بحرب أهلية واقتتال بين الأخوة ستكون خسائره ليبية ليبية ليبية بامتياز، والمعارضون ينامون في بيوتهم خارج ليبيا آمنين ومطمئنين على أولادهم وعلى عائلاتهم وحياتهم، وماذا يهمهم تدمير ليبيا وتقويض دولتها ومؤسساتها ونهب خيراتها وقتل أبنائها وذلك من أجل تغيير نظام متمسك بالسلطة الى آخر رمق ويدافع عنها بكل ما لديه من قوة ورباط الخيل، وتحويله الى نظام مجهول يكون لشتات المعارضين حصة فيه كل حسب تبعيته وولي نعمته التي ينعم بها الغرب عليه، فتدب بينهم الفرقة نسبة الى جهة الولاء، فهم يرضعون من ضروع أجنبية مختلفة. فمنهم من يتبع أمريكا ومنهم من يتبع بريطانيا ومنهم من يتبع ايطاليا وفرنسا ومنهم من يتبع قطر التي يحتار المرؤ في تبعيتها.تتأوه القنوات الإعلامية العربية وتتلوى ألماً وتذرف الدموع سخية على ويلات الشعب الليبي من الأسلحة الفتاكة التي يضرب بها النظام الليبي شعبه، وتنسى القنوات العربية أطنان القنابل وأعداد الصواريخ المتطورة والحديثة التي تطلقها قوات التحالف على الشعب الليبي الذي جاءت لحمايته. إن تسليح المعارضة الليبية يهدف الى إدخال ليبيا في حرب أهلية طويلة المدى لا نهاية مرئية لها. وسوف تؤدي في النهاية الى التقسيم. وذلك بعد سيطرة المعارضة الليبية على منابع النفط وحينها ستتوقف قوات التحالف عن قصف ليبيا لأنها تكون قد وصلت الى الهدف من الحرب وستترك القذافي وتنسى هدف رحيله عن السلطة. وسوف تقسم ليبيا شرقاً وغرباً وجنوبا كما كانت.أخيراً ليس هذا دفاعاً عن النظام الليبي الذي يحتاج الى الإصلاح، شأنه شأن أي نظام عربي قائم وزائل، وهذا من مهمة الشعب الليبي بطرق مشروعة وقليلة الكلفة كما حدث في تونس والجزائر وإلاّ فلا حفاظاً على لحمة الشعب الليبي ومقدراته وموارده. ولكن هذا توضيح للمخاطر التي تنطوي عليها طريقة معالجة الأزمة الليبية وتبيان للمواقف والمصالح وطبيعة العلاقة المشابكة بين أطراف التحالف. وإشارة الى الفيروس السرطاني التخريبي الذي أتى الأمة من حكامها المتسلطين، ومن تهافت الغرب على المنطقة ومواردها، وتم تهجينه وتدجينه وتبنيه عربياً ويعيث خراباً وفساداً وهلاكاً في جغرافية وديمغرافية الأمأحمد الحاجي | |
|