afif
عدد المساهمات : 863 تاريخ التسجيل : 26/01/2010 العمر : 45
| موضوع: محاولات الإسلاميين لقطف ثورة الياسمين الخميس 21 أبريل 2011 - 13:36 | |
| كتب حسام سعداوي في صحيفة روزاليوسف المصرية العدد 1701 - الاربعاء - 19 يناير 2011 بانتهازية لا يحسدون عليها تعاملت فروع تنظيم الإخوان في المنطقة مع الثورة الشعبية التي شهدتها تونس مؤخرا.. ففي الوقت الذي اكتفي فرع الجماعة الرئيس في القاهرة ببيان أعربوا فيه عن إعجابهم بما قام به الشعب التونسي، بسبب خوفهم من الضربات الامنية، حاولت باقي الفروع تنفيذ خطة هدفها محاولة السطو علي الثورة من ناحية والسعي لاحداث خلخلة في الدول المجاورة من خلال التحركات والمظاهرات المتكررة لكشف مدي قوة انظمتها الحاكمة، وهو نفس الأسلوب الذي تعاملت به فروع التنظيم في ازمة سابقة عندما وقعت الغارات الاسرائيلية علي قطاع غزة.
التهنئة القلبية التي قدمها اخوان مصر للشعب التونسي علي انتصاره في الجولة الأولي من صراعه من أجل الحرية ، تمهد لعدة تحركات تعتزم الجماعة تنظيمها علي مدار الايام المقبلة، بالتزامن مع المظاهرات التي نظمها فرع الجماعة في الأردن، غير ان حالة "الحول السياسي" الذي اصابت اخوان الأردن جعلتهم يهتفون ضد الاشخاص بعينهم لا ضد المشكلات التي تواجههم في بلادهم.
ميدانيا عملت قيادات فرع الإخوان في تونس ممثلا في حركة النهضة المحظورة قانونا،علي قطف ثمرة تحرك شعبي لا صلة لهم به، فبادر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية المقيم بفرنسا وعضو مكتب الإرشاد العالمي، إلي دعوة الشباب التونسي لأن يكون في حالة تعبئة عامة لعدم هدم الثورة.
وفي الوقت الذي اكد الغنوشي عودته إلي البلاد للمشاركة في كعكة تشكيل الحكومة، فإنه حرص علي التقرب إلي الجيش قائلا إن الشباب كان يفر إلي حضن الجيش الذي ركز كل جهوده في الحفاظ علي المؤسسات وملاحقة أتباع بن علي الفاسدين والفارين، وفي مغالطة واضحة قال "إن الحركة الإسلامية كانت الوقود الذي ساعد علي انتفاضة الشعب التونسي ضد نظام بن علي"، مطالبا بإتاحة الفرصة للإسلاميين للحكم في تونس.
في الوقت نفسه راح منصور الزريدي، القيادي بحزب النهضة يقول إن الحرب التي شنها بن علي ضد الإسلاميين طالت الآلاف، فضلاً عن المشردين خارج البلاد وكأنه يطالب بنصيب كبير للإسلاميين في الحكم ضمن الأطياف التي ستشكل الدولة بعد الحكومة المؤقتة، مستغلا كما أنها تأتي تأكيد رئيس الوزراء التونسي في تصريحات علي أن السياسيين المنفيين في وسعهم العودة إلي بلادهم عقب انهيار نظام الرئيس المخلوع.
علي الانترنت راحت الحركة تنشر صورا ومقاطع فيديو تتضمن عبارات وهتافات دينية ودعاوي لأن تكون تونس صوت الإسلام والعروبة علاوة علي وصف الرئيس المخلوع وعائلته بأعداء الله وأعداء الدين، في محاولة لتصوير الثورة علي انها ثورة الإسلاميين ضد نظام الحكم العلماني الذي وضعه الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.
مواقف الإخوان الانتهازية تتناقض مع طبيعة تواجدهم المحدود في الشارع السياسي التونسي، فعلاوة علي الضربات الامنية المتلاحقة والملاحقات التي تعرض لها قيادات التنظيم هناك، يأتي الانقسام الفكري والتنظيمي بين الشكل التقليدي للاخوان ممثلا في حركة النهضة التي تضم خليطا غير متجانس من الأفكار والخطابات، والشكل الأكثر تطورا ويتجسد فيما يسمي بحركة "الإسلاميين التقدميين" التي اجرت عملية مراجعات شاملة لتاريخ حركة الإخوان خاصة منهج حسن البنا، وسيد قطب ووجدت انه لا تستطيع أن يستوعب المتغيرات الموجودة في الواقع ورفضت التعلق بأي ضوابط تنظيمية.
في هذا السياق لا يمكن تجاهل موقف الجماعة الإسلامية التي هللت بالانقلاب الذي حدث واعتبرته نصرا علي العلمانية المتطرفة التي قالت انها اختطفت "تونس " من أحضان أمتها العربية والإسلامية، وكان الثورة التي حدثت لا تختلف عن ثورة الخوميني في إيران.
| |
|