afif
عدد المساهمات : 863 تاريخ التسجيل : 26/01/2010 العمر : 45
| موضوع: في المعبر الحدودي راس جدير : تخوفات من وفود 400 ألف لاجئ فلسطيني الإثنين 7 مارس 2011 - 12:26 | |
| تخوفات من وفود 400 ألف لاجئ فلسطيني | | المستشفى الميداني يستقبل 600 حالة يوميا..ومعاينة مصابين بالرصاص منذ اندلاع الأحداث بليبيا التي ازدادت وتيرتها تصاعدا يوما بعد آخر,توافد الآلاف من جنسيات مختلفة من الفارين والباحثين عن الامن في راس الجدير - المعبر الحدودي الفاصل بين ليبيا وتونس بمعدل 7 و8 ألاف لاجئ يوميا وهو عدد كبير بالنسبة لدولة ولمنطقة تعيش هذا الظرف. | «الاسبوعي» زارت بنقردان و جالت في منطقة الشوشة ومعبر راس الجدير ورصدت من الاوضاع و الحقائق الكثير .
انطلقت القافلة التي رافقناها من مدينة المروج التي حرص منظموها على الا تكون الاخيرة من ضمن برنامج قوافل خيرية اخرى تجوب مناطق كثيرة من التراب التونسي متجهة نحو «راس جدير» بمعية قوافل اخرى اتت من مناطق مختلفة من كامل تراب الجمهورية . كان اول سؤال بادرنا عند وصولنا الى وجهتنا بعد ساعات من السفر الوضع الصحي للوافدين.اتصلنا بالدكتور سميرعبد المومن المتواجد بمنطقة الشوشة حيث يتمركز اللاجؤوين والمستشفى العسكري الميداني متحدثا عن الحالة الصحية للفارين من التراب الليبي :»يضم المستشفى الميداني جميع الاختصاصات من طب عام الى اطباء الاختصاص حيث نفحص يوميا بين 500و600 حالة ولم نسجل خلالها وإلى حد الآن أي حالات صحية خطيرة بل ان اغلبها تتمثل في حالات ارهاق نفسي و بدني بالاضافة الى الأمراض العادية كمرض السكري اوالبرومتيزم اوضغط الدم..لكن في ظل تزايد عدد الوافدين وعدم قدرتنا على استيعابهم جميعا فان الوضع الحالي سيكون كارثيا صحيا لأن فرضية وظروف انتشارالامراض وارد ة بصفة كبيرة 5عمليات جراحية
لقد اجرينا الى حد الآن قرابة 5 عمليات جراحية اغلبها خصصت للزائدة الدودية حتى اننا اجرينا عملية توليد لامرأة مصرية وقد كللت بالنجاح.»ويتابع محدثنا شرحه للوضع الصحي بالمنطقة القابل للتازم نظرا لافتقارنا للعديد من الظروف غير الملائمة:»تصل طاقة استيعاب المستشفى الميداني المتكون من 3 خيمات فيها غرفة عمليات وهومشفوع بنقاط طبية منتشرة في كامل ارجائه الى حوالي 30 الف حالة لكن مع تواصل تزايد تدفق اللاجئين سيزداد الوضع سوءا .»اما عما اذا سجلت أي اصابات بالرصاص من العائدين فقد قال الدكتور عبد المومن ان الاطار الطبي قد عاين حالتي اصابة بالرصاص لتونسي وآخر ليبي مؤكدا ان اصابتهما لم تكتس أي خطورة .
جاليات
تتوافد يوميا على معبر راس جدير جاليات عديدة من التشاد وبنقلاداش ونيجيريا واريتريا والجزائر ومصر والتي تستأثر بالنصيب الاوفر من الوافدين يوميا.
اما الجالية الفلسطينية والتي يصل عددها نقلا عن وسائل اعلام عالمية بين 300 و400 الف مقيم بليبيا فان دخولهم الى الاراضي التونسية سيمثل خلق مخيمات لاجئين قارة وهي من اكبر المشاكل التي ستواجهها تونس ان تدفقت هذه الجالية.
مساعدات
لقد اشادت المنظمات و الهيئات الدولية بالتضامن الكبير للشعب التونسي الذي تحركت قوافله الانسانية من كل حدب و صوب متجهة نحو راس جدير يقول احد اعضاء الهيئة التنسيقية عن المبادرة الاهلية لحماية الثورة بمدنين :»تكمن مهمتنا في استقبال المساعدات وتجميعها في مراكز تخزين كبيرة بالجهة ثم توزيعها على اللاجئين الوافدين من ليبيا . كما نقوم بتامين ايصال القوافل و المساعدات الانسانية الى المخيم بمنطقة الشوشة .»
ونوهت منظمات الصحة العالمية بدورالشعب التونسي بمختلف مكوناته في مد يد المساعدة اللا حدود وفي كيفية تعامله مع تطورات الوضع في المنطقة الحدودية ببنقردان بالتنسيق مع الجيش الوطني المرابط هناك منذ 14 جانفي والهلال الاحمربالاضافة الى مساهمات المنظمات الدولية على غرار المنظمة الدولية للهجرة والصليب الاحمر ومنظمة اطباء بلا حدود...
75 حافلة
دور آخر لا يقل اهمية في المنظومة الموجودة في الشوشة و راس جدير تلعبه شركة نقل تونس ممثلة في الحافلات المتواجدة هناك والبالغ عددها 75 حافلة تتمثل مهمتها في نقل الوافدين من نقطة العبور براس جدير الى المخيم بالشوشة ومن الشوشة الى جربة والذهيبة .يقول لزهر سائق حافلة :»نقوم يوميا بعدد هائل من الرحلات في مختلف الاتجاهات اذ يصل عددها في اتجاه جربة 45 رحلة في بعض الايام و20 اخرى في اتجاه الذهيبة . اما عن الخط الرابط بين راس جدير و الشوشة فان عدد الرحلات لا يكمن حصره نظرا للعدد الكبير للوافدين..اعمل و زملائي منذ ايام في هذه المنطقة ونحن على استعداد لمواصلة العمل لايام اخرى خدمة لتونس وللأشقاء العرب ولمواطني البلدان الصديقة الذين هم في حاجة للمساعدة و المساندة رغم حاجة اسرنا لنا في هذا الظرف.»
ليلة في الشوشة
عند وصولنا الى الشوشة حيث مخيمات الوافدين في قافلة تضامنية انطلقت من مدينة المروج محملين بمساعدات غذائية وادوية وعدد من الحشايا «الجراري» وجدنا المائات من البنغاليين وبعدها بساعات التحقت بهم وفود من المصريين قرابة 2000 وافد الذين تعالت اصواتهم بحثا عن معارفهم واقاربهم لتجديد اللقاء على الاراضي التونسية حيث كانت الفرحة فرحتين بالنجاة من الموت واللقاء بالأحضان من جديد. يقول احد الناجين من قوات القذافي ومرتزقته واصفا ما حدث له قبيل ولوج الحدود التونسية وهو مصري في العقد الثالث من عمره واسمه فايد من متساكني مدينة سوهاج :»لقد تعرضت ومن معي للضرب وقد أفتكت أموالنا مع تهديد بعضنا بالقتل .» وهو كلام أكده مواطنه محمد الذي اضاف :» ذقنا الأمرين الى حين وصولنا الى تونس حيث وجدنا استقبالا ممتازا ..لا زلنا في انتظاراحد المسؤولين المصريين الذين نسوا او تناسوا ان ليبيا تضم قرابة مليون ونصف مصري و اؤكد ان موعدنا في ميدان التحرير.»
في سياق آخراكدت لنا مصادر من الجيش ان ثمة جوازات سفر لمصريين قادمين منذ ايام من مدينة السلوم وليسوا من العاملين في القطر الليبي وعددهم بالعشرات .
نقص
لقد قضيت بالمخيم قرابة 24 ساعة عاينت من خلالها سيرالاحداث التي تغاضى الاعلام بمختلف انواعه عن تناوله مثل المشاكل الكبيرة التي تحوم حول المنطقة لعل اهمها-والتي كانت سببا في التنبؤ بحصول كارثة انسانية الإسراع في ترحيل الوافدين لأن المخيم لا يعدوان يكون محطة وقتية او انتقالية اوتحضيرية قبل الترحيل.كما يجب على المنظمات الدولية والدول توفير وسائل نقل (طائرات وبواخر) . لقد بذلت تونس بشعبها و جيشها الوطني بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية جهدا كبيرا لتيسيرعودة الجميع لبلدانهم.
جمال الفرشيشي
|
| |
|