عبد المجيد
عدد المساهمات : 1467 تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: أحداث الثورة تميط اللثام عن الرأس المدبر لسرقة كوابل النحاس الطرابلسية "قاموا بجمعها وتذويبها وتصديرها السبت 5 مارس 2011 - 0:52 | |
| تتالت في السنوات الأخيرة ظاهرة سرقة كوابل النحاس التي لم تسلم منها شبكات الهاتف والكهرباء والسكة الحديدية و حضائر المشاريع الكبرى التي يجري انجازها وحضائر البناء الخاصة . هذه الظاهرة مثلت معاناة كبيرة للشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) والشركة الوطنية للاتصالات اللتان تكبدتا خسائر بملايين الدينارات وكانت السبب الرئيسي في جزء كبير من الانقطاعات الكهربائية، التي يعتقد الحرفاء أنها تعود إلى خلل في الشبكة أو مشكل تقني ما وفي توقف الخطوط الهاتفية . هذه الظاهرة التي طالما ماتصدرت عناوين الصحف وكانت محور قضايا عدلية وقع القبض فيها على عشرات المورطين ,انكشفت خيوطها بعد سقوط النظام السابق وتبين أن أيادي "الطرابلسية" كانت الرأس المدبر والجهة الخفية التي لم تجرأ محاضر أعوان الأمن على مجرد الإشارة إليها رغم اعتراف الموقوفين بذلك . وقد علمت التونسية من مصادر مطلعة أن عائلة الطرابلسي والممثلة في احد أفرادها كانت وراء سلسلة السرقات المنظمة لكوابل النحاس والتي طالت كافة جهات الجمهورية وبدرجات متفاوتة . وقد عكست طريقة السطو على كوابل النحاس طابع الاحتراف حسب تقارير الشركتين المتضررتين إذ تتم العمليات بصفة منظمة وفنية مدروسة لطبيعة الشبكة ولنوعية التيار الكهربائي الذي يكون من الجهد المتوسط والمنخفض,كما أن أغلب السرقات والتي سجلتها المحاضر الأمنية حصلت بعد منتصف الليل حتى لا يشعر المتساكنون بانقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي. ولعل بانكشاف سر تورط "الطرابلسية" في تنظيم عمليات سرقة كوابل النحاس يفسر قلة عدد المتورطين الموقوفين بالمقارنة مع حجم السرقات التي كانت تحدث والتي تأكد تقلصها بشكل ملحوظ بعد الثورة ويكفي أن نشير الى انه في 2009 فقط تمّ تسجيل أكثر من 200 سرقة ولم يقع إلقاء القبض أو الكشف إلا عن حوالي 5 سرقات فقط. أما عن طريقة التصرف في النحاس فقد تبين انه أمام ارتفاع سعر المادة عالميا والذي بلغ سعر الطن الواحد من النحاس أكثر من 150 دولارا فقد قام "الطرابلسية" بجمع تلك المادة واحتكارها ثم تذويبها وتصديرها إلى بعض الدول الأوروبية و تهريبها إلى الجزائر. | |
|