محمد ساسي القطاري: بعد 30 سنة من المسرح خرجتُ بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أبدع في حمّة الجريدي وسرق الأضواء في عمّار
بالزورّ و كان دوره من أهم أسباب نجاح المجنون رقم سبعة و يعد بأن تكون
مسرحية الصحة يا فلوس في مستوى ما قدمه للمسرح طيلة ثلاثين سنة.
التقيناه بقفصة فحدثنا عن علاقته بالمسرح وكشف جوانب عديدة من حياته. هو الممثل المسرحي محمد ساسي القطاري:
* مَن يقول مسرح قفصة لا يمكن إلا أن يذكر مسرحية "عمّار
بالزْوِرْ" التي لاقت نجاحا منقطع النظير، ألم تفكر في إعادتها لتنسج على
منوال فريق "الماريشال"؟- أوّلا أريد أن أكبر المجهود الذي قام به السيد عبد العزيز المحرزي حيث
بعث الروح في هذه المسرحية من جديد وجازف كثيرا لتقديمها في شكل لاقى
الثناء الكبير من الجمهور. ولكن إعادة مسرحية "عمّار بالزورْ" مشروع لم
يطرح لأسباب عديدة، أهمّها الاختلاف الواضح في وجهات نظرنا: أنا والممثل
الزميل عبد القادر مقداد، كذلك الظروف المادية التي لا تشجّع على خوض غمار
إعادة تجربة المسرحية بعد30 سنة.
* شاركت الممثل عبد القادر مقداد في بطولة العديد من
المسرحيات، على غرار "جواب مسوقر" و"المجنون رقم7" ولكن رغم ذلك ارتبط
مسرح قفصة ارتباطا وثيقا باسم عبد القادر مقداد، لماذا؟- لا يمكنني نفي ولا تأييد وجهة نظر الجمهور الذي عرف أغلبه عبد القادر
مقداد من خلال دوره في مسلسل "الدوار"، كما لم أنتظر من المسرح الشهرة
لأنّه كان ولا يزال الغاية وليس الوسيلة.
* عدم بروزك في أعمال تلفزيّة، هل هو اختيار أم موقف؟- صحيح، لم أسعَ إلى ذلك، ولكن لم تقع دعوتي في أعمال في المستوى المطلوب
للمخرجين حسابات وطرق في التعامل مع الممثل لن أفتح القوس وأذكرها، بل كلّ
ما يمكنني قوله إنّ غيابي عن التلفزة غير مبرّر ولا أطلب تبريره.
* نحتفل هذه السنة بمائوية المسرح، كيف تقيّم قرنا من المسرح في تونس؟- المسرح التونسي أقدم بكثير من 100 سنة، ربّما يرجع إلى قرون، إن لم أقل
آلاف السنين، ومدينة "القطارْ" خير شاهد على ذلك. المسرح التونسي متطوّر
ومميّز خدموه رجال أحبّوا المسرح وقدموا له سنوات العمر دون انتظار
المقابل.
* وماذا عنك؟- أفقتُ على وهم كبير، وخرجتُ بعد 30 سنة بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها. أفنيت العمر في خدمة المسرح، وما جنيت منه سوى الفتات.
* ولكن ألا يكفي حبّ الناس ولهفة الجمهور وتصفيقه؟- الشيء الوحيد الذي كان كالبلسم يضمّد جراحي، هو حب الناس. ولكن وجدتني
بعد 30 سنة أعمل عاملا وقتيّا وجدتني مخدوعا بلا تغطية اجتماعيّة وبراتب
مهزوز و"كاشي" لا يكاد يغطي نفقاتي الشخصية.
* ولكن، ألم يقع إدماجك بعد إصدار القانون الذي يقرّ التغطية الاجتماعية للمبدع سنة 1986؟- للأسف، لم يقع إدماجي، والحال ينطبق على العديد من الممثلين من نفس جيلي.
* الأكيد أنّه في خضمّ هذه الخيبات هناك يد امتدّت لتساعدك؟- فعلا، وزارة الثقافة انتدبتني كمنشط بدار الثقافة ابن منظور بقفصة وهذا ما فعَلتْه مع العديد من الممثلين والمبدعين.
* يعني أنّك حظيت أخيرا بشهادة عمل؟- (يضحك) للأسف لم يحصل هذا إلى حد الساعة.
* إحدى الشركات الفنية التونسية قامت بتسجيل العديد من مسرحيّاتك على غرار
"حمة الجريدي" و"عمار بالزورْ" وكانت أرقام المبيعات خيالية، ألا يكفي هذا؟
- هذا يكفي الشركة الفنية ويشرّفها ويربحها، ولكن أنا لم أحظَ سوى بـ200
دينار من آلاف الدينارات التي ربحتها الشركة، وإلى اليوم أجدني عاجزا عن
استرداد حقي المادي والمعنوي خاصة.
* ختاما؟- أتمنّى للمسرحيّين الشبّان ألا تعترضهم نفس العوائق التي اعترضتنا، لأنّ
الزمن تغيّر والنجاح أصبح إلى حدّ ما رهين الاستعداد المادي للفنان.
الصورة: محمد ساسي القطاري
ذكرى بكاري