عبد القادر مقداد : ساق نجعك ساق أوبيريت تعلي صوت الحب وتعلو على المألوف

ساق نجعك ساق أوبيريت تعلي صوت الحب وتعلو على المألوف

الحديث عن أو مع المخرج والممثل المسرحيّ عبد القادر مقداد متعة كبيرة فابن قفصة لا تفارقه روح الدعابة حتى وإن كنت تخوض معه في مسائل هامة .. بالأمس اتصلنا بهذا المسرحيّ بعد أن علمنا أنه يخطط لعمل استعراضي ضخم سيشرف بنفسه على صياغة السيناريو الخاص به بالتوازي مع عملية إخراجه..فاستقبلنا بمداخلة طريفة قبل أن يسترسل في الحديث عن مشروعه حيث عرّفه على النحو التالي:

بالفعل أنا منكبّ حاليا على وضع الخطوط الكبرى وجمع المفردات اللازمة لإنتاج عمل جديد اخترت له من العناوين «ساق نجعك ساق» وهو عنوان مغناة طالما فكرت في إنجازها منذ سنوات نظرا لشغفي بالموسيقى وبالكلمات الراقية المعبّرة التي هي هوايتي قبل دراستي وامتهاني المسرح والتخصّص فيه... وهذه المغناة لن تكون في قطيعة مع الفن الدرامي بل هي ذات بناء درامي واضح المعالم والفرق بينها وبين العمل المسرحي أن أبطالها هم الشعراء العاملون في هذه المسرحية طبقا لسيناريو وضعته شخصيا وهو واضح الخطوط والملامح والبناء .. هذا التصوّر بنيته منذ شهر جويلية الماضي حين شعرت برغبة جامحة لمباشرة هذا البرنامج فعزمت وغامرت والله الموفق

سألت عبد القادر مقداد عن الموضوع الرئيسي لهذه الملحمة الشعرية الاستعراضية فأجاب:

تحكي أوبيريت «ساق نجعك ساق» التي يختلط فيها عطاء الشعراء بإبداعات الموسيقيين والراقصين والمنشدين والكوريغرافيين عن رحلة الحب بمختلف فروعه في المجالات الحياتية والوجدانية ولئن تعددت مرافئ الحب وتنوعت مضامينه من حب المرأة ... حب الأم ..حب الأب.. حب القيم فإن الحب في مغناتنا هذه يبقى واحدا في صفة الجمع ..جامعا ..شاملا للقيم السامية في مبادئها ومكوّناتها..وهذا الفرد الواحد هو تلك الخيمة المباركة التي تأوي الأمة وتجمعها وتحتضنها، إنها خيمة الحضن االدافئ، خيمة العزّة والكرامة والمجد والشهامة.. إنها الوطن الحبيب ببعديه الوطني والعربي وهو الوطن الذي يعلو ولا يعلى عليه وهو الأول الحريّ بالمجد والوفاء والشكر والثناء والتضحية والولاء

هل من فكرة عن أسماء الشعراء الذين تنوي التعامل معهم في هذه الأوبيريت الوجدانية ؟ عن هذا السؤال أجاب مقداد بالآتي:

من بين الشعراء هناك الشاعر الصديق لزهر بالوافي - جمال عمايمية - أحمد البناني - العيد مصابحية - بالقاسم عبد اللطيف - ميزوني العليمي - أم الخير العيساوي - عائشة الجباهي والقائمة تطول مع العلم أن البعض من الإخوة الشعراء لم يتم الاتصال بهم بعد لأن العمل يتطلب مراحل وعلى العموم يشرّفني جدا أن أتعامل مع شخصيات أخرى في جميع الاختصاصات التي يتطلبها العمل فالباب مفتوح لكل من يأنس في نفسه القدرة على المساهمة والإضافة في هذه المغناة التي كلما تكبر كلما ستكون حتما محل إعجاب

عن الدعم الذي تستوجبه مثل هذه الأعمال الاستعراضية الضخمة قادنا الحديث ..وفي هذا الجانب ذكر عبد القادر مقداد :» نعوّل أولا وقبل كل شيء على حسن تصرّفنا في الاعتمادات المحدودة وقد أكدنا قيمة تسييرنا ضمن هذا السياق انطلاقا من محافظتنا على مؤسسة مسرحية جهوية ذات صبغة ثقافية وأعني طبعا مركز الفنون الركحية والدرامية بقفصة ما يناهز الـ40 سنة عرفنا خلالها الصعوبات وعرفنا فيها التشجيعات وبما أننا نمر بفترة ذهبية للثقافة في تونس نعوّل على التشجيع والرعاية المعهودة في السنوات الأخيرة من قبل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في المقام الأول ثم الجهة المتمثلة في مختلف مؤسساتها والراعية للثقافة من ولاية وبلدية ومندوبية جهوية للثقافة ومؤسسات اقتصادية في مقدمتها شركة فسفاط قفصة ولا ننسى مجهودنا الخاص المتمثل في مداخيلنا الذاتية لهذا العمل مثلما كنا دائما نعوّل على مجهوداتنا قبل الأطراف الأخرى

ختمنا حديثنا مع عبد القادر مقداد عن ..كم يلزم المتفرّج من الوقت ليتابع «ساق نجعك ساق» فأجاب:

العمل في الحقيقة لا يفيه من الزمن أقل من سنة لكن مع ذلك سنضغط على أحزمتنا ونشمر على سواعدنا لننهي المغناة قبل حلول الصيف لتكون جاهزة للعرض في المهرجانات الصيفية 2011 بإذن الله

ليليا التميمي