القاهرة - 'القدس العربي'- من حسام أبوطالب: كشفت
مصادر قضائية لـ'القدس العربي' ان تنسيقا جرى بين القاهرة ودمشق في قضية
الجاسوس الهندي، وفجرت المصادر مفاجأة، حيث أكدت القبض على مسؤول امني سوري
من قبل السلطات السورية، بعد تقديم الجانب المصري معلومات غاية في الأهمية
تفيد بضلوعه في تقديم معلومات خطيرة تهم الأمن القومي السوري للجاسوس
المصري، مقابل مبالغ مالية كبيرة، وأن الجاسوس قام بتسليم تلك المعلومات
لعضو في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد).
وتوالت المفاجآت حيث كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 650 لسنة 2010 أمن
دولة عليا، المتهم فيها الشاب المصري طارق عبد الرازق بالتخابر لدى الموساد
الإسرائيلي، أن القضية التي كشفها جهاز الأمن القومي كانت أول خيط في
الكشف عن 3 شبكات تجسس بدولتي سورية ولبنان على مدار الشهور الماضية.
ووفقاً للتحقيقات مع الجاسوس طارق عبد الرازق، الذي كان يعمل مدرباً للكونغ فو
فقد اعترف بأنه سافر إلى سورية، وحصل على ملف كامل عن الأمن الداخلي السوري
من أحد كبار المسؤولين بالأمن هناك مقابل مبلغ ضخم من المال.
وكان الصحافي اللبناني شارل أيوب رئيس تحرير صحيفة 'الديار' اللبنانية، قد كشف
أن طارق حاول تجنيده للعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية قبل 9 أشهر، وقال
أيوب 'طارق اتصل بي من خارج لبنان ولم يعرض علي 200 ألف دولار، كما ذكر
أمام جهات التحقيق إنما عرض إغراءات أخرى'، حسب وصفه بالهاتف من بيروت
لإحدى الفضائيات، واعترف شارل ايوب بأن قصة محاولة تجنيده بدأت قبل 9 أشهر
عندما حاول الموساد تجنيده كجاسوس لإسرائيل عبر إغرائه عن طريق طرف ثالث،
وسرعان ما اتضح أن هذا الطرف الثالث لم يكن سوى مصري أعلنت القاهرة في 20
كانون الاول (ديسمبر) عن اعتقاله ضمن شبكة تجسس لصالح الموساد.
وأضاف ايوب 'دعاني لإلقاء محاضرات في مقاطعة مكاو الصينية وفي تايلند وفي جنوب
افريقيا عن شؤون شرق أوسطية، وأخبرني أنه اختارني الشخصية العربية الأولى
للتحدث في الخارج، كما أبلغني أن سفري سيكون في الدرجة الأولى على متن أفضل
الطائرات، وسأنزل في أفضل الفنادق ومصاريفي كلها سيتم دفعها ببطاقة
ائتمانية يزودونني بها حال وصولي إلى الخارج، لذلك ساورني الشك ورفضت'.
وأعرب أيوب عن استعداده للإدلاء بشهادته عن طارق عبد الرازق، قائلا 'تمنيت لو
عرفت أنه من جهاز الموساد حتى استدرجه إلى بيروت وأبلغ عنه فرع مكافحة
التجسس في لبنان ولكانوا اعتقلوه طبعاً بعد التحقيق معه'. وقال 'الشكوك
ساورتني ودفعتني لعدم السفر لكثرة ما بالغوا بإغرائي، ولكثرة ما كان يتصل
بي طارق ويلح على دعوتي للسفر، كل ذلك جعلني أقلق وأشعر بعدم الراحة من تلك العروض'.