tahar
عدد المساهمات : 897 تاريخ التسجيل : 26/02/2010
| موضوع: جامعيون وسياسيون يعارضون المس من الحريات باسم الدين السبت 28 أغسطس 2010 - 12:21 | |
| كمال بن يونس
|
| ماهي الأبعاد السياسية والابيستمولوجية "للزوبعة" التي أثيرت مؤخرا حول عرض مسلسلي النبي يوسف والسيدة مريم؟ ولماذا تدخل بعض المحامين والشخصيات وحاولوا إقحام القضاء ومؤسسة الإفتاء وجهات سياسية وإعلامية مختلفة في ملف يهم حرية التفكير والإبداع؟ وهل يمكن الحد من حرية التفكير والتعبير والإبداع وعرقلة تطوير الحياة الثقافية والعمل السينمائي إذا كان بين أبطاله شخصيات "مقدسة" مثل الأنبياء وكبار الصحابة ؟ | وهل يجوز أصلا الحديث عن وجود "شخصيات مقدسة" و "مقدس" في الإسلام الذي أكدت نصوص القرآن والحديث النبوي أن نبيه بشر عادي "يأكل الطعام ويمشي في الأسواق" لا يختلف عن بقية الناس في شيء ما عدا تكليفه بالرسالة ؟
هذه التساؤلات وغيرها كانت محور مسامرة رمضانية مطولة في مقر حزب الوحدة الشعبية ترأسها السيد محمد بوشيحة الامين العام للحزب وأدارها الاستاذ عادل القادري منسق»منتدى التقدم" التابع للحزب..وهو منتدى يستضيف منذ سنوات حوارات سياسية وفكرية ثقافية بمشاركة عشرات المثقفين والشخصيات السياسية والاعلامية من مختلف التيارات.
الحوار حول إشكالية العلاقة بين» المحظور الديني وحرية الابداع» في تونس وفي العالم العربي الإسلامي جرى التمهيد له بـ4 مداخلات علمية مهمة قدمها الاساتذة سلوى بالحاج صالح ـ إحدى تلميذات الاستاذ هشام جعيط والاختصاصية في تاريخ الاديان ـ وعادل خضر الخبير في الشؤون الثقافية العربية الاسلامية والباحث في القضايا الفسلفية والحضارية سامي إبراهم والشاعر والكاتب شريف العرفاوي.. وكان من أبرز المشاركين في الحوار أحد المحامين الذين وقفوا وراء» الزوبعة" السيد سيف الدين..
التوظيف السياسي ؟
محاولات الاجابة عن تلك الاشكاليات من قبل المحاضرين الاربعة ونحو 15 متدخلا تدخلوا في النقاش بعدهم قدمت بدورها تساؤلات بالجملة تهم التوظيف السياسي من قبل»بعض الحكام والمعارضين" العرب للمعارك السياسية المفتعلة التي يقحم فيها الدين.. كما قدموا نقاط استفهام حول الخلفيات السياسية والفكرية والثقافية والايديولوجية» للزوبعة» التي حاول البعض أن يقيمها على هامش عرض مسلسل النبي يوسف في ساعة متأخرة من الليل..في موسم غابت فيه المسلسلات التراثية والدينية عموما من جل الفضائيات العربية؟
معارك سياسية إعلامية مفتعلة
ومن أبرز التساؤلات التي قدمت في هذا السياق: هل لم يحن بعد الوقت الذي نفهم فيه أننا في»عصر الصورة»..وأن أقوى سلاح في عالم اليوم بأيدي أمريكا واللوبيات اليهودية العالمية وبقية القوى العظمى هو الصورة الخبرية ..والصورة الثقافية السينمائية ؟
وهل لا تندرج» المعارك السياسية والاعلامية المفتعلة» ـ التي تتخذ من الدين مظلة في عالمنا العرب ـ ضمن أدوات تبرير الواقع الاعلامي والثقافي والسينمائي والسياسي المتخلف عربيا واسلاميا عوض حث الهمم على منافسة السينما الامريكية والغربية قولا وفعلا بعيدا عن» الخطوط الحمراء" التي ترسمها مؤسسات لا يحق لها مبدئيا أن تحضر وتمنع وتقيد حرية التفكير والابداع ؟
وحتى متى سيوكل بعضهم لمؤسسات الافتاء والمؤسسات الدينية الاخرى مهمة تبرير الواقع السياسي والثقافي والفكري والفني المتخلف عربيا واسلاميا ؟
ألم يحارب بعض مسؤولي مؤسسة» الازهر»طوال عشرات السنين عرض فيلم»الرسالة» الرائع للعقاد بسبب تشخيصه لدور حمزة عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم..فيما عطلت مؤسسات» محافظة» أخرى انجاز العقاد وغيره أفلاما ومسلسلات رائعة أخرى كانت ستشخص بعض الصحابة والأنبياء ؟
وحتى متى يضيع العرب والمسلمون السنة وقتهم في جدل عقيم حول منع» تشخيص» الأنبياء والصحابة بينما سبق لعلماء مسلمين بارزين وغالبيتهم من» الشيعة» السماح بهذه الخطوة..بعد أن تأكد أن مثل تلك الافلام والمسلسلات ترغب في القيم والاديان عامة والاسلام خاصة عالميا..مثلما ساهمت الافلام التي شخصت السيد المسيح والنبي موسى في الترغيب في المسيحية واليهودية ؟
لا للمنع.. لا للوصاية
ولئن استمر الحوار في المسامرة حتى الواحدة صباحا تقريبا..وشمل كثيرا من القضايا السياسية والفكرية والدينية»المسكوت عنها» ، فقد أفرز خاصة نوعا من الاجماع على ضروة التصدي لكل الدعوات لتقييد حرية التفكير والتعبير.. رغم التباين في الموقف من»حرية التصوير" ..لبعض الرموز الدينية..
ولعل من أهم ما قيل في تلك المسامرة ما ورد في محاضرة السيد سامي إبراهم التي نفت وجود»مقدس" وشخصية مقدسة» و" كتاب مقدس» في الاسلام .. والمصطلح» مستورد»من ثقافات وديانات أخرى"..
كما كانت الكلمة المفتاح في مداخلة السيد سامي ابراهم الختامية أن» فتوى رجل الافتاء في الاسلام مجرد رأي واجتهاد فقهي وليست ملزمة بالضرورة لكل المسلمين في البلد الذي صدرت فيه الفتوى أو خارجه»..أي أن»مواقف سماحة المفتي ليست لها سلطة المنع والحضر"..ولا ينبغي توظيفها..فضلا عن أن يستخدمها بعض المحامين ـ الذين يفترض أن يدافعوا عن مزيد من الحريات ـ في محاولة منع عرض شريط سينمائي أو مسلسل انتج في بلد مسلم من قبل منتجين ايرانيين مسلمين..
|
| |
|