دمشق تسلم الخارجية الأمريكية ردا عنيفا على تقرير الحريات الدينية

دمشق ـ 'القدس العربي' ـ من كامل صقر: كشف مصدر موثوق في العاصمة السورية دمشق لـ'القدس العربي' ان وزارة الخارجية السورية سلمت مؤخراً نظيرتها الأمريكية رداً عنيفاً عبر السفارة الأمريكية بدمشق والتي لم يصلها بعد السفير المرشح روبرت فورد، كموقف سوري رافض لما جاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الدوري الذي صدر مؤخراً حول حريات الأديان وحمل انتقادات للتعاطي السوري مع المسألة الدينية والحريات المتصلة بها.
ووفق المقاطع التي حصلت عليها 'القدس العربي' من رد وزارة الخارجية السورية كان لافتاً أنه حمل انتقاداً لوضع الأقليات الدينية المسلمة في الولايات المتحدة والتي تواجه تمييزاً في بعض الأحيان، وفق ما تسرب من فحوى المذكرة الدبلوماسية السورية، حتى أن رد الخارجية السورية ذهب إلى نعت الولايات المتحدة بأن تقريرها عن الحريات الدينية يتناسب معها كدولة تدعم إسرائيل الأقل احتراماً للتعددية الدينية في المنطقة حسب الوصف السوري.
أكد الرد السوري على أن سورية معروفة بأنها البلد الأكثر علمانية في المنطقة وتتيح مساحة واسعة هي الأكبر بين دول المنطقة على مستوى الحريات الدينية وأن التقرير الأمريكي بتقليصه الحديث عن التعددية والحريات الدينية في سورية وتركيزه على مواضيع سياسية منفصلة فإنه عمد إلى تقديم صورة قاتمة منافية للواقع وأكد الرد السوري على أن هذا التصرف الأمريكي يتناسب فعلاً مع دولة تدعم إسرائيل وهي الدولة الأقل احتراماً للتعددية الدينية في المنطقة.
وجاء في الرد السوري أن سورية لا تعتذر عن التصريحات التي تصدر عن سورية أو عن مسؤولين سوريين والتي تدين السياسات الإجرامية للاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي العربية. وترى دمشق ـ حسب ورقة الخارجية ـ 'أن تصنيف هذه التصريحات التي تستهدف السياسات غير الشرعية والإجرامية المطبقة من قبل قادة إسرائيل كما جاء في تقرير الخارجية الأمريكية بأنها معادية للسامية وهو موقف مقلق ويستدعي الاستنكار'، وزاد الرد السوري بأن قلة من البلدان تتمتع بالتعددية والحرية الدينية مثل سورية وأن الأقليات في الولايات المتحدة نفسها ومنها الأقلية المسلمة تواجه أحياناً التمييز ضدها. وأضاف الرد بأن الأقليات في سورية تتمتع بالحرية والحماية الكاملتين، وأن سورية استمرت على الدوام في كونها حالة للتعايش المتناغم مما يجعلها ملجأ لطالبي اللجوء ومنهم مسيحيو العراق على سبيل المثال وفق ما تسرب من التقرير، واستغرب الرد السوري أن يأتي نقد الحريات الدينية في سورية في الوقت التي تعلن فيه الولايات المتحدة صراحة دعمها إعلان إسرائيل على أنها 'دولة يهودية'.
وتعتقد دمشق أن ما ورد في التقرير يندرج في إطار الضغط السياسي الذي تتبعه واشنطن مع دول عديدة تتباين معها في عديد المواقف والتوجهات، ويرى مراقبون في سورية ان معتقدو مختلف الأديان والمذاهب بما فيها الأقليات يعيشون طقوسهم ومناسباتهم الدينية بحرية داخل سورية ولا تمارس السلطات السياسية أية مضايقات ضد أية فئة دينية، وكانت سورية قد اتخذت سلسلة إجراءات تصب في خانة تعميق التحول نحو العلمانية وفصل الدين عن الدولة لا سيما عبر مناهج تعليمية تبتعد عن الإيديولوجيا الدينية التي قد تكرس تمايزات لا تناسب التوجه العلماني.
وكان خمسون حاخاماً من مختلف المدن والبلدات في إسرائيل وقعوا على فتوى تحظر على الإسرائيليين بيع أو تأجير بيوت وأراض لمواطنين عرب، وزعم الحاخامات الموقعون على الفتوى أن التوراة تحرم بيع منزل أو حقل من أرض إسرائيل إلى غريب وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن نص الفتوى