أَمعِنوا النظر في داخلكم، لا تعبؤوا لثغاء القطيع. ماذا دهاكم؟ أأخافتكم أصوات الساحرات والشياطين وأفزعتكم ظلمة الوادي السحيق وخِلتم أنكم على حرفه ستهوُون وأصابكم الدواروالغثيان؟ إذا فافتحوا أعينكم وانزعوا أصابعكم من آذانكم، تلك قطع الظلام في الجفون المُسبلة وهاته أصوات الضغظ على آذانكم. تقدّموا، ماذا ترون؟ جدولا،اتبعوه...شجرة...حديقة...جنّة غنّاء...نعم...ووردا وعصافير وربيع...نعم...وماذا؟ ما الذي يستولي على عيونكم حتى أصبحتم لا تلقون بالا لما حولكم؟ إنّه الأفق يشعّ سناء وبهاء، كلما تقدّمتم زاد سناؤه ولم يقترب. إنّه الأفق كلّما تقدّمتم اتّسع.
أعرف رعشتكم هذه،أعرف لذّتها. أعرف شعوركم هذا، أعرف شعور التحليق عاليا وتنفّس الهواء الصافي في الأعالي. لقد أدركتم، لقد فتحتم عيونكم وآذانكم، لقد غمركم الامتنان والفهم. نعم، ذاك الأفق هو ما كنتم تبحثون عنه في نفق بلا أفق، هو ما كنتم تتشوّفون له وأنتم تغمضون أعينكم وتسدُّون آذانكم. نعم، ذاك الأفق هو...هو...الله.
ها أنتم تنتبهون أنّكم ظفرتم بما لا يُقَدَّر بثمن. ها هو كنزكم الثمين يملأ أنفاسكم ويتلألأ في بريق أعينكم. ها هي حقيقتكم الجميلة، وقد باتت كلّ ما تملكون، ترتسم على كل شيء :الله...أفق الإنسان.
- المرفقات
- كتاب اليثربيون الجدد.jpg
- غلاف الكتاب
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (89 Ko) عدد مرات التنزيل 2