Admin Admin
عدد المساهمات : 2831 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: خسارة منصب مدير عام الالكسو.. صفعة جديدة.. وفشل تقديري وديبلوماسي الأربعاء 2 يناير 2013 - 12:49 | |
|
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
|
الاكيد ان فشل وزير التربية الدكتور عبد اللطيف عبيد في نيل ثقة الدول العربية في تمكينه من ترأس المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم "الألكسو" لا يتوقف عند شخص السيد الوزير بل أن الفشل يتعداه ليمس من تونس عامة
|
باعتبار ان هذا المنصب كان تاريخيا بحوزة شخصيات تونسية ولا داعي للتفريط فيه بهذه السهولة الا اذا كانت دواعي هذا التفريط كبيرة لتتحول الى فشل الحكومة في مسكها بهذا الملف وفشل ديبلوماسيتنا في حشد التأييد للإبقاء على هذا المنصب الهام لتونس لما للمسألة من رمزية ومن تأكيد على ثقة العرب في رجالنا وفي مؤسساتنا وفي طرق تسييرنا وفي تقديم الاضافة لمثل هذه الهياكل الاقليمية.
ترشيح عبد اللطيف عبيد كان منذ البداية محل جدل وخلاف خاصة أن المدير العام السابق التونسي محمد العزيز ابن عاشور عبر عن رغبته في التجديد بل تحرك من اجل ذاك الى حّد "المناشدة"، لكن "الترويكا" الحاكمة وبضغط من مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي (نفس الانتماء الحزبي مع عبيد) رشحت وزير التربية الحالي الذي كان مروره عبر وزارة التربية كارثيا ورافقته عديد المشاكل أبرزها تسريبات الباكالوريا واعادة بعض الاختبارات لممتحنين بينهم مقربين عائليا منه.. وهي ملفات ليست بالهينة استغلها منافسه الكويتي وحولها الى مادة دسمة أثّث بها حملته الانتخابية. هذا أضافة الى الخلل الشكلي الذي رافق عملية الترشيح باعتبار أن هذا المنصب يرشح له عادة وزير سابق لكن هذه المرة رشحت تونس وزيرا مباشرا وهو ما اعطى انطباعا بعدم الثقة في الفوز فاذا تمكنت تونس من المحافظة على كرسي الادارة العامة فيا حبذا واذا فشلت فالسيد عبيد باق في منصبه كوزير للتربية. وهذا ما اعتبر خطا استراتيجيا كبيرا قلص بشكل كبير من حظوظ تونس في الابقاء على منصبها على راس منظمة عربية هامة أنشئت منذ 42 عاما.
كذلك وحسب بعض المصادر فان وزير التربية التونسي لم يركز في حملته على ما يمكن أن يقدمه للمنظمة من اضافات، بل عمد الى محاولات اضعاف حظوظ منافسه لا غير.
هذا بالنسبة للمرشحّ، أما من رشحّه وهي الحكومة، فقد اعتمدت فقط على ماضي السيد عبد اللطيف عبيد مثلما جاء في بيان لوزارة التربية "لان له معرفة عميقة بمجالات عمل المنظمة وهي التربية والثقافة والعلوم والاتصال والمعلومات . ولأن عبيد تعاون مع المنظمة طيلة اكثر من ثلاثين عاما بصفته خبيرا في مجالات عملها واعد لفائدتها دراسات وبحوثا وتقارير ونفذ مؤتمرات وندوات ودورات تدريبية كثيرة داخل الوطن العربي وخارجه وخاصة في افريقيا واسيا.وان الوزير الحالي له كذلك معرفة عميقة بشؤون الوطن العربي وعلاقات متميزة مع كثير من المؤسسات الثقافية والتربوية والبحثية العربية وكذلك مع الجامعيين والمثقفين والادباء في الاقطار العربية" .. وهذا كله لا يكفي لان المرحلة ليست المرحلة ولان واقع تونس تغير وكان على الحكومة ان لا تكتفي بالاعتماد على ماضي السيد عبيد وعلاقته الاكاديمية بالمنظمة فحسب بل أن هذه المواقع وهذه المراكز تكتسب خاصة عبر التحركات الديبلوماسية والاتصالات المباشرة ودعم ملف المترشح ديبلوماسيا وسياسيا.. وهذا ما لم يحصل وحتى ان حصل فباحتشام شديد.
ما لم تنجزه حكومتنا وديبلوماسيتنا ومرشحنا، قام به المرشح الفائز الذي نبارك له منصبه الجديد وقامت به حكومته...فالكويت رشحّت الدكتور عبدالله حمد محارب المستشار بمركز البحوث والدراسات بمجلس الوزراء وأستاذ لغة عربية بجامعة الكويت لمنصب المدير العام الجديد للمنظمة.
وحصول المرشح الكويتي على 12 صوتا مقابل تسعة أصوات في جولة انتخابية ثانية للمرشح التونسي وزير التربية ورئيس الدورة الحالية للمؤتمر العام للمنظمة عبداللطيف عبيد يدعو بصفة لا مجال فيها الى الشك الى وجود تحرك ديبلوماسي كويتي كبير سبق المؤتمر بوقت طويل وجعل المرشح الكويتي يحصل على دعم عدد كبير من الدول العربية ليست الخليجية فحسب بل حتى منها القريبة جغرافيا وسياسيا من تونس والتي يجمعها عادة تنسيقا استراتيجيا كبيرا مع دولتنا ومسؤولينا.
فتونس التي كانت تتحصل عادة على منصب الادارة العامة للأكسو بالإجماع ، وجدت نفسها هذه المرة تفقد منصبها ومكانتها على أرضها في فترة كانت فيها بلادنا بحاجة الى اعادة التموقع اقليميا وفي حاجة الى اثبات ثقة أشقائنا العرب فينا. فقداننا لمنصب دولي بمثل هذه الاهمية في هذه الفترة بالذات يعدّ نكسة لبلادنا بعد أن وجدنا أنفسنا عاجزين عن حماية مواقعنا وعن ايجاد شخصية قادرة على المنافسة والتشريف والفوز بالمواقع الاقليمية والدولية التي تكون محل منافسة.
سـفـيـان رجـب |
| |
|