منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إسمنت دستوري لبناء الإستبداد (نشر بالصباح في 8 نوفمبر 2012)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
latinlover

latinlover


عدد المساهمات : 78
تاريخ التسجيل : 04/04/2011

إسمنت دستوري لبناء الإستبداد (نشر بالصباح في 8 نوفمبر 2012) Empty
مُساهمةموضوع: إسمنت دستوري لبناء الإستبداد (نشر بالصباح في 8 نوفمبر 2012)   إسمنت دستوري لبناء الإستبداد (نشر بالصباح في 8 نوفمبر 2012) Icon_minitimeالخميس 8 نوفمبر 2012 - 12:45

خنادق وأسلاك شائكة ومتاريس وحقول ألغام وأكداس من القنابل الإنشطاريّة والعنقوديّة وجنود متواجهون يكاد الحنق يطفر من عيونهم ويعوي في دمائهم التوثّب للقتال لكنّ أفواههم مبتسمة والكلّ رافع راية السلاّم.
تَخالها صورة من أرشيف الحرب العالميّة أو من فلم سرياليّ وما هي كذلك. إنّها ساحة كتابة الدستور وقد أضحت حقلا للألغام، كل يريد زرع لُغمه. هو توازن الرعب بين التيّارات السياسيّة. فهذا يريد التأسيس على "ثوابت الإسلام ومقاصده" وذاك يريد تجريم التطبيع وآخر يؤكّد على الهويّة ورابع على الآداب العامّة، إلخ.
والواقع أنّ الكلّ يريد وضع أعمدة الديكتاتوريّة باستعمال إسمنت القانون. وسأستعرض هنا اثنتين من هذه الأعمدة.
التأسيس على "ثوابت الإسلام ومقاصده"
إنّ عبارة "ثوابت الإسلام ومقاصده" عبارة عامّة إنشائيّة لا يستقيم استعمالها في تحرير نصّ قانوني. فهي لا تبيّن حقّا ولا واجبا. وبها يُبَرّر الشيء ونقيضه.
من سيكون حكما بيننا ليقول لنا ما هي "ثوابت الإسلام ومقاصده"؟
لقد تحارب عليّ وعائشة، رضي الله عنهما، وكلّ يحسب أنّه يدافع عن "ثوابت الإسلام ومقاصده". وتقاتل عليّ ومعاوية والسنّة والشيعة والخوارج والكلّ يظنّ أنّه مدافع عن "ثوابت الإسلام ومقاصده".
ثمّ ألا ترى إلى الذي يستعمل خطاب "ثوابت الإسلام ومقاصده" كيف يستلُّ من جرابه ما يخدمه من "ثوابت الإسلام ومقاصده" حسب الظروف. فتراه إذا ذكر خصومه، التجأ إلى آيات القتال والتكفير مثل آية الحرابة. فإذا أتى الحديث عن العفو والتسامح انبرى يؤكد أسبقيّة الإسلام في هذا المضمار مذكّرا بالرسول عليه الصلاة والسلام، عند فتح مكّة، كيف عفا عن كفّار قريش وكيف أكرمهم الله بنصيب من أموال الزكاة. والأمثلة لا يحصرها العدّ في هذا المجال.
سيقول المدافعون عن إدماج هذه العبارة في الدستور أنّ "ثوابت الإسلام ومقاصده" واضحة جليّة وهي تقدميّة متفتحّة راسخة في حقوق الإنسان مثل : الحريّة والكرامة والعدل والمساواة والإنصاف واحترام حقوق المرأة، إلخ. وسأقول ذاك عين الصواب، فليكتبوا هذه القيم ويكون الدستور قد تأسّس على "ثوابت الإسلام ومقاصده". أم أنّ هناك ثوابت ومقاصد أخرى لا يفصحون عنها في الوقت الراهن، ثوابت أخرى سيستلّها هؤلاء في اللحظة الحاسمة وفي غفلة من الجميع؟
إنّ التمسّك بثوابت الإسلام ومقاصده لا يكون بتوارث قواعد وعادات، القرن تلو القرن، كما تتوارث بعض العائلات، بكل حرص، تحفا فنيّة أو حليّا عبر الأجيال مغتبطة بمظهرها العتيق. لأنّ هذا لا يعدو أن يكون حنينا للماضي وجيشان عاطفة.
أن تكون لحزب أو مثقّف مرجعية إسلامية، فهذا أمر محمود. ولكنّه إذا لم ينطلق من هذه المرجعيّة لإنتاج أفكار وبلورة تصورّات تبرّرها الحجّة ويسندها المنطق فإنّه في الحقيقة يسيء للدّين وهو يحسب أنه ينفعه.
إنّ إعلاء شأن الدّين الإسلامي يكون بإبداع فلسفات وقيم إنسانيّة يمكن مخاطبة العالم كله بها وتساهم في البناء الحضاري الإنساني الكوني. وهذا هو السبيل الأوحد أن يتبوّأ الإسلام المكانة الكونية.
تجريم "التطبيع مع إسرائيل"
وهذه أيضا عبارة عائمة. فأمّا التجريم فهو اعتبار فعل أو قول ما جريمة يُعاقَب من أتاها. وأمّا "التطبيع مع إسرائيل" فذلك من أمر من سيحكمنا لاحقا. قد يعني الفعل وقد يمتدّ إلى القول ولعلّه، وذلك الأرجح، سيشمل حتّى وشوشة النفس للنفس.
قد تجد نفسك مرميّا في السجن إذا اتّفق أن حضرت في بلد أجنبيّ ندوة شارك فيها محاضر إسرائيلي، ثمّ عنَّ لأحد المحامين من فاعلي الخير، وهم كثير، أن يقاضيك بتهمة التطبيع.
وقد تُتَّهم بالتطبيع إذا ذكرت عبارة "إسرائيل" دون أن تَعقُبها بسيل من أقذع الشتائم والنعوت. بل لربّما تُحاكَم إذا لم تَرسُم على وجهك علامات الإشمئزاز والكُره عندما تسمع لفظ "إسرائيل". والمُحقَّق أنّ حجم مجال تهمة التطبيع سيكون بحجم معارضتك للسلطة القائمة.
وإذا سألتهم الآن عن التطبيع، سيقولون أنّه يعني إقامة علاقات دبلوماسيّة أو اقتصاديّة أو ثقافيّة أو أيّ علاقة تعاون مع إسرائيل. فإذا قلت لهم فلنخُطَّ هذا في الدستور بصفة واضحة ولنتجنّب المصطلحات العامّة ولنربطه بوضع حلّ نهائيّ عادل للقضيّة الفلسطينيّة. أتُراهم ماذا يقولون؟ سيتّهمونك بالتطبيع لوهن إرادتك في تجريم التطبيع.
متى سترحلون؟
إنّ هذه العبارات العامّة الفضفاضة وهذه المفاهيم العائمة يُراد إقحامها في الدستور ليصبح كثير من الفن والفكر وممارسة الحريّات الفرديّة جرائم يطالها القانون. هذه مفردات تُشحَذُ لتجعل القانون سيفا مسلولا على رقاب التونسيّين. وإنّ في هذا لَنذير لِما نُساق إليه من عُدوان.
كتابة الدستور حسبناها ورشة مفتوحة لصُنع جسور لمستقبل يعلُو فيه الإنسان وظنّوها هُمْ، ورشة لصُنع السيوف والرماح وغمس الخناجر في السمّ. فمن يا تُراه منّا أخطأ العنوان؟
من أردانا في هذا القرار المكين؟
أهُو الافتقار للحكمة والعقلانيّة؟ أهُو طغيان العاطفة والحميّة؟ أهُو الغياب المُفجِع للفطنة وبُعد النظر؟ أم هو إضمار الظلم والتعسّف وإرادة الاستبداد مع سبق الإصرار والترصّد؟
الحقيقة أنّي لا أنتظر الجواب.
غريب أمر جُلّ أحزابنا ونخبنا : تأسرها وثنيّة الكلمات، تفنى في سراديب المصطلحات والشعارات. مُحزن أمر جُلّ أحزابنا ونخبنا : تسكنها غوغاء العاطفة، تستوطن فيها حميّة الإيديولوجيّات. مُخجل أمر جُلّ أحزابنا ونخبنا : تؤسّس لديكتاتوريّة من أشدّ الديكتاتوريّات وطأة ومصادرة للحريّات، ديكتاتوريّة تستند إلى دستور !!!
أدستور يؤسّس للديكتاتوريّة وقد ذقنا الويلات وشربنا كأس المذلّة للثمالة؟
أدستور يؤسّس للديكتاتوريّة وقد سبقتنا الشعوب للحضارة والمجد؟
أدستور يؤسّس للديكتاتوريّة وقد أشعل الحلم فينا جذوة الحياة بعد طول انطفاء؟
أدستور يؤسّس للديكتاتوريّة وقد حملنا أرواحنا على أكفّنا وراهنّا بحياتنا من أجل الإنعتاق والحريّة؟
أدستور يؤسّس للديكتاتوريّة؟ بل لم تلمسوا روح الشباب الذي حارب الديكتاتوريّة وحاصرها ، بل لم تفهموا شوق الحياة الذي بعثهم من موت، بل لقد أتيتم متأخّرين بأجيال، بل...فليخاطبكم من هو أبلغ منّي :
"متى سترحلون...
احترق المسرح من أركانه
ولم يمت بعد الممثلون" (1)
وليد الشريف
(1) من قصيدة الممثلون لنزار قباني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 2831
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

إسمنت دستوري لبناء الإستبداد (نشر بالصباح في 8 نوفمبر 2012) Empty
مُساهمةموضوع: رد: إسمنت دستوري لبناء الإستبداد (نشر بالصباح في 8 نوفمبر 2012)   إسمنت دستوري لبناء الإستبداد (نشر بالصباح في 8 نوفمبر 2012) Icon_minitimeالأحد 11 نوفمبر 2012 - 14:19

إسمنت دستوري لبناء الإستبداد (نشر بالصباح في 8 نوفمبر 2012) 212684
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gafsajeune.ahlamontada.com
 
إسمنت دستوري لبناء الإستبداد (نشر بالصباح في 8 نوفمبر 2012)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلم قبل العصر (نشر بالصباح في 29 نوفمبر 2012)
» ثوابت السيدة وهموم امرأة (نشر بالصباح في 14 نوفمبر 2012)
» في سجن الصورة (نشر بالصباح في 6 مارس 2012)
» في تونس، محنة (نشر بالصباح في 10 أفريل 2012)
» قراءة لمقترح المجلس المدني للتوطئة والمبادئ العامة للدستور (نشر بالصباح في 23 جوان 2012)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: المنتديات العامة :: دستور الجمهورية الثانية-
انتقل الى: