لا تقتلوا بنات الناس بفتاويكم ,,,لاجئات لا سبايا

اذا كنت تريد دعم الثورة السورية فأمامك خيارات كثيرة تتدرج من حيث القدرة على العطاء والتعاطف والثواب ايضا
وان كنت لا تبحث عن ثواب من وراء دعمك للثورة السورية , فهذا يقلل من مصداقية تعاطفك مع الشعب السوري المكلوم لا بل قد يجعلك في نظر البعض في
الدرك الأسفل من المتعاطفين وربما يتم تصنيفك لاحقا بأنك من المتعاطفين السريين مع بشار الاسد ولو اقسمت بأغلظ الايمان أنك بريئ ..إيه نعم فالقاعدة السائدة في هذا الخريف الثوري تقول بأنه على قدر أهل السعي للثواب يأتي الدعم قبل أيام قليلة فجر أحدهم قضية اللاجئات السوريات القاصرات اللاتي يتم تزويجهن من اشخاص من خارج المخيمات بعد دفع مبالغ مالية لاهاليهن نظير التعهد باخراجهن وأسرهن من المخيم الى الفضاء الرحب ,,سوق نخاسة جديدة تزدهر تحت بند ” دعم الثورة السورية ” و ” الستر على الولايا “.

صبايا في عمر الزهور هربن من نيران الحرب الدائرة في وطنهن تاركات دمى وكتبا وقصصا واقلام تلوين , تركن العالم الملون عالمهن, بسبب صراع صنعه
الكبار بالابيض والاسود , واجتزن الحدود صحبة أسرهن الى دول الجوار ليبتن في العراء ,تحت الخيام , حيث لا وطن غير السماء الممتدة دون نجوم فوقهن

صبايا عربيات وجدن انفسهن موضوع بيع وشراء , بالمختصر تجارة لحم أييض , لا بل لحم أبيض بض طري , يثير شهوات بعض من يسعى بكل جهده وفي قنوت أناء الليل واطراف النهار الى رضا الخالق والدخول الى الجنة , والدخول الى الجنة حين يكون عن طريق انثى يافعة صغيرة جميلة كدمية فهذا جهاد اكبر

كله بالحلال , كله بالحلال يا سيدي ويا سيدتي , انتم الذين تدعون دفاعكم عن حقوق الانسان اصمتوا ولا تهولوا الموضوع ولا تفتوا بما ليس لكم فيه باع ولا تاع انتم لا تحبون شرع الله , حثالة علمانية فاسقة ولا تقرأون النصوص الفقهية ولا تؤمنون بفتاوي وضعها اهل علم لا يسعون الا الى مرضاة الله وهدي المؤمنين ,هدي المؤمنين بالحلال الى طريق لاجئات سوريات قاصرات للستر عليهن , ويدخل الجميع الى الجنة بعون الله الواحد الأحد طابور طويل امام الجنة , الطابور نحو السماء الى الجنة يبدأ من الأرض امام المخيم او خلف سماعة الهاتف , جهز30 ألف ريال سعودي وتعال لتستر على صبية سورية يافعة , هكذا يروي رجل سعودي ختقه البكاء وهو يتحدث على قناة بي بي سي للاعلامية رشا قنديل عن شهادته , ليبثت امام الملايين من المشاهدين ان موضوع السمسرة صحيح وان اعلان احدهم توفر لاجئات سوريات جاهزات للتزويج صحيح وانه اتصل برقم الاعلان ليرد عليه الرجل يقول له إت ب30 ألف ريال , فيسأله الرجل مفجوعا ولماذا المال ان كنت تريد السترة على البنت , فيجيبه , ” نحن ندعم الثورة السورية “

قتلناهم بفتاوينا يردد الرجل , قتلناهم بفتاوينا صيحة فزع في الليل البهيم اطلقها ذلك الرجل السعودي ,وهو يطلب من الفقهاء التوقف عن تشريع تزويج القاصرات والتوقف عن السمسرة بمآسي طفلات من خلال البحث عن النصوص الشرعية لتحليل زواج القاصر

الناشطة السورية مزنة دريد أطلقت قبلها بأيام حملة تحت شعار( لاجئات لا سبايا) , شعار انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعية ونداءات من كل حدب
وصوب تجمعت باسم الانسانية لتقول لا تتاجروا ببنات الناس وسط الفجيعة باسم الستر عليهن
البعض لم يتردد في دعوة المتكالبين على الزواج من قاصرات سوريات الى الذهاب الى الصومال وبورما والستر على آلاف الارامل واليتامى , فذلك ايضا يُدخل
صاحبه للجنة وذلك ايضا دعم للاسلام ونصرة له ذكرني ذلك بمجاهد سابق في افغانستان التقيت به في دولة عربية وقد خرج من الجلباب الافغاني الى جلباب اقل تطرفا , قص علينا وهو يقهقه كيف كان المجاهدون يتنافسون على البحث عن نساء هربن من جحيم الحرب في البوسنة والهرسك ” للستر عليهن ” لان ذلك جهاد عظيم , فقام احدهم وكان يافعا ولا يزال بعد بريئا ليسأل كبيرهم وماذا عن نساء الصومال هل نسترهن , الاجابة كانت التجاهل طبعا والرفض سوريا ليست الصومال ولا البوسنة ودعم الثورة السورية دخل منحى جديدا , اكثر من الدعم بالمال والسلاح وارسال المجاهدين الى سوريا للقتال ,, حتى المتكئ في أريكته أمام شاشة التلفزيون ووهو يقشر لب صار بامكانه ان يدعم الثورة السورية وربما يحصل على شهادة في الجهاد المقدس ويمنح وعدا بالدخول الى الجنة ليجد حور العين في انتظاره , بأمكانه – حسب فتاوي اهل الشرع طبعا – ان يذهب الى مخيم للاجئين ويستر بكل ثقله على صبية سورية , لا تحرموا ما شرعه الله يقول لي أحدهم ساخطا الحقيقة اني لا ارى فرقا كبيرا بين من ينتهك عرض طفلة قاصر وبين من يبحث عن نص شرعي بين دفتي كتاب اصفر – ولا اقصد القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية حتى لا يشرع احدكم في التأويل – من فتاوي شيوخ ارضاع الكبير وما لف لفه ليحلل مواقعة طفلة بوثيقة زواج يطبع فوقه انه شرعي لا لشيئ الا لأنها لاجئة سورية

والحقيقة ايضا اني لا ارى فرقا يذكر بين من يشرع هذا الزواج ومن يشجع عليه ومن يتردد في ادانته ويجبن وبين – وهنا الاخطر – من يدعو الى عدم تهويل القضية لانها تصرفنا عن الاهم وهو اسقاط بشار الاسد ومن يدعو الى عدم ذكرها لأنها تسيئ للثورة …

قضية لاجئات لا سبايا ,,قضية كبيرة يا سادتي وليست صفحة من صدى المحاكم في صحيفة صفراء نستعملها كقاع لسطل الزبالة ,قضية لاجئات لا سبايا قضية
انسانية , قضية عربية صفعت بالقدر الكافي وجه النخوة العربية الذي صار من حجر , جماد , لا يتحرك

من يدعم الثورة السورية ؟ لا يهمني من , انت ام هي ام هو نحن ام الاخرون ,,كل واحد فينا يدعي حبه لسوريا حتى انصار بشار يحبون سوريا حسب تصورهم
للأمور وتلك قضية لا اناقشها هنا . لا اناقش حب سوريا او كرهها ,حب بشار او لعنه , لا اناقش الحلال والحرام في تزويج صبايا قاصرات مكسورات الخاطر, انا اناقش هذا الضمير الانساني , هذه الكتلة العضلية التي يسمونها القلب والتي تنبض بداخل كل واحد فينا , لماذا خلقها الرب ؟ الرب لم يخلقها لتبحث عن نص شرعي يحلل زواج القاصر او يحرمه ولم يخلقها ليسقط بها بشار او يدعمه , خلقها ليميزنا عن باقي المخلوقات , ليجعل فينا رحمة وعاطفة وضميرا خلقها حتى لا نكون مثل البهائم تسيرنا الغرائز , ولا نميز بين صغير وكبير في الشهوات لا نريد شفقة من احد , لا تشفقوا على بناتكن يا عرب , هل رأيت أبا يشفق على ابنته ؟
نريد ورعا وتقوى , خافوا الله , خافوا الله قبل ان تبحثوا عن دخول الجنة ,خافوا الله في بنات الناس , هن بناتكم بالنهاية ولسن بنات الصليب الاحمر .
خافوا الله فالطريق الجنة يبدأ من الأرض , فلا تجعلوا هذه الارض سوق نخاسة , ولا تقتلوا بنات الناس بفتاويكم

http://wajdblog.wordpress.com/2012/09/07/%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%88%D8%A7-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%85-%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D8%A7%D8%AA/