شيخنا الأصفر
يا شيخنا ،يا شيخنا،
حماك الله يا شيخنا،
أطال الله عمرك يا شيخنا،
أفدنا بعلمك الواسع،
و ارونا من نهر معارفك،
دلّنا، نوّرنا، و اهدنا سواء السبيل،
فنحن من غيرك ضائعون،
من غيرك ميتمون،
يتآمر علينا العالم،
و يحسدنا البشر،
***
يا شيخنا يا شيخنا،
قل لنا ما الحلال و ما الحرام،
من غيرك نصاب بالشلل،
كيف نتوضأ و كيف نتيمم،
كيف نأكل و كيف نصوم،
كيف نأتي نساءنا،
يا شيخنا،
لا تسلمنا للعدم،
***
يا شيخنا،
يا نورا في عالم الظلام،
يا قبسا ،يا نجما في العتمة،
اروي لنا كيف يكون الاقتصاد،
فالعالم جند الجنود،
و حشد الحشود،
ليضلّنا و يعمينا،
فمرة ماركس،
و مرة كاينز،
و مرة سميث،
يا شيخنا جئناك نستغيث،
قصّ علينا كيف تكون السياسة و الدولة،
فالعالم حاك لنا الدسائس،
ليغوينا،
و قالوا لنا ديموقراطية،
و قالوا أن للتعبير حرية،
يا شيخنا، أجرنا لقد عمت البلية،
احك لنا عن نفسية الإنسان،
فقد سلّطوا علينا فرويد،
و سلّطوا علينا نيتشة،
يا شيخنا أصبحنا لعبة في الهواء كالريشة،
***
يا شيخنا، يا بحر العلوم،
يا نهر الفنون،
اجتهد، اجتهد،
فنحن في كبد،
قل لنا، علمنا،
استشر لحيتك الصفراء،
و كتبك الصفراء،
و عمامتك الصفراء،
و مسبحتك الصفراء،
تلك الأقرب إلى نفوسنا،
تلك في لون جدبنا،
في لون قفرنا،
في لون الصحراء،
ذاك لون جلودنا،
لون ثقافتنا و ابتسامتنا،
و أصالتنا و تاريخنا،
لكن ما هذا اللون الأخضر،
الزاحف عليك،
ما هذا الأخضر النابت فيك،
أمرقت يا شيخنا،
أكفرت يا شيخنا،
أأصابك الذي أخفيناه عليك،
أابتليت مثلنا بهذه البدعة،
أتلبس أخضرا جديدا،
بعد أن كنت أصفرا أصيلا،
فقال الشيخ "تبديل الأصفر مستحيلا،
إنما هذا الخزز ليس لي معه حيلة"
وليد الشريف
29 جانفي 2006