منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسالة بلا بروتوكولات إلى الرئيس المؤقّت الثاني رزقه الله وأنصفنا على يديه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
afif

afif


عدد المساهمات : 863
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
العمر : 45

رسالة بلا بروتوكولات إلى الرئيس المؤقّت الثاني رزقه الله وأنصفنا على يديه Empty
مُساهمةموضوع: رسالة بلا بروتوكولات إلى الرئيس المؤقّت الثاني رزقه الله وأنصفنا على يديه   رسالة بلا بروتوكولات إلى الرئيس المؤقّت الثاني رزقه الله وأنصفنا على يديه Icon_minitimeالأحد 20 نوفمبر 2011 - 23:24

رسالة بلا بروتوكولات إلى الرئيس المؤقّت الثاني رزقه الله وأنصفنا على يديه 390387_267926009924434_100001211116920_824345_1503135187_n

Kamel Zaghbani

السيّد الرئيس، مبروكة عليك الرئاسة...وبعد :
دعني أوّلا أتأمّل معك في تصاريف الدهر وعجائب الحدثان التي جعلت منك رئيسا (وإن مؤقّتا....وإن بلا كبير جاه ولا واسع سلطان) للبلاد، أنت الذي كنت منذ
ما يقلّ عن السنة مغتربا في بلاد الناس رافلا في نعيم اللجوء السياسي لدى
الفرنجة العلمانيين. وأكاد هنا أجزم – رغم معرفتي اليقينية والمباشرة بهوسك
الشديد بصورتك رئيسا- أنّ مثل هذا الأمر لم يكن يدور بخلدك، على الأقلّ
على هذا النحو وبكلّ هذه اليسر الذي ولا في الأحلام.

ولا أشكّ أيضا لحظة أنك تذكر بكثير من الوجيعة تلك الصفعة المذلّة التي
تلقّيتها مباشرة بعد عودتك "المظفّرة" إلى وطنك، إذ عنّ لك أن تتوجّه في
ثوب البطل الملحميّ إلى الأرض التي اندلعت منها شرارة "الثورة" فإذا بالقوم
هناك يمسحون بك القاع كما يقال بل ويمكّنون أحد شطّارهم من نشل هاتفك
الجوّال الفاخر ليعيدوك من أحلامك المجنّحة إلى أرض الواقع القاسي. أشهد لك
في الواقع بصلابتك النفسية التي مكّنتك من امتصاص هذا "التروماتيزم" الحاد
والعميق ( لو حدث هذا لشخص أكثر إحساسا بكرامته الذاتية وأقلّ هوسا
بالرئاسة وتثبيتا -
fixation - عليها
لكان قد لعن الرياسة والسياسة وجدّ والْدينْ أبيهما الكلب وعاد إلى أهله
وذويه وانشغالاته الخاصة فرحا مسرورا ) بحيث جعلت تقيس حظوظك في صعود
السلّم مجدّدا للجلوس على "عرش" قرطاج الشاغر إلاّ من رئيس مؤقّت أوّل لا
يقلّ أمره عن أمرك عجبا في علاقته بتصاريف الدهر العجيبة المتقلّبة...وهذا
أمر سأعود بك إليه بعد حين...

إذ يحلو لي قبل ذلك
أن أتذكّر المرّتين الوحيدتين التين التقيتك خلالهما مباشرة. كانت الأولى
سنة 2002 بمنزل صديقنا الكاتب والمناضل الرائع جلّول عزّونة بمناسبة
"احتفالنا" بمرور سنة على رفض تأشيرة العمل القانوني لــ « رابطة الكتّاب
التونسيين الأحرار » التي كنّا أسّسناها أنا والأصدقاء سليم دولة ومحمّد
الجابلّي والحبيب الحمدوني ونورالدين الشمنقي إضافة إلى صاحب البيت
والضيافة (أذكر هذه الأسماء متقصّدا لأنني لاحظت أن عددا لا بأس به من
"الكُذّاب" باتوا ينسبون أنفسهم إلى الرابطة مباشرة بعد 14 جانفي والحال
أنهم كانوا يتجنّبون مجرّد الجلوس إلى أحدنا بالمقهى أو الحان كما لو كنّا
من المجذومين
!!!), حضرت أنت والعديد من
المناضلين النقابيين والحقوقيين والسياسيين والمثقّفين وسط غابة من
البوليسية الذين حاصروا المنزل والمنطقة كما لو كانت البلاد تستعدّ لحرب
كبرى مع الكيان الصهيوني أو مع القذّافي المعتوه. وأذكر أنك ركّزت في كلمتك
الموجزة على ضرورة أن تتكاتف مختلف مكوّنات المجتمع المدني المقاوم من أجل
اجتثاث الديكتاتورية التي « لا تَصلُح ولا تُصلِح » كما ستردّد دوما بعد
ذلك في كلّ تدخّلاتك (أيّ مقدرة عجيبة لديك على أن تكرّر بلا هوادة عبارة
تؤمن بمضمونها – قال لي أحد الأصدقاء حين لاحظت ذلك عليك أمامه : «جريدي
كعْرار»
!!!). حين كنّا في سيّارة
الصديق محمّد الجابلّي باتّجاه محطّة القطار من حيث كنت ستسافر إلى سوسة،
كانت تتبعنا طبعا بضع سيّارات سوداء لم يكن ركّابها يجتهدون أصلا في إخفاء
صفتهم ومهمّتهم. قلت متطاوسا أن تلك السيارات الثلاث كانت مقيّضة كلّها
لمتابعتك وحدك, لكنّنا نجحنا أنا ومحمّد في افتكاك واحدة منها على الأقلّ
من أجل التأشير على نضاليّتنا الخاصّة فقد كنّا في الواقع نعرفها من قبل أن
نلتقيك يومها.

أمّا اللقاء الثاني فقد تمّ في منزل
محام من أبناء حزبك الآن في صفاقس وقد دعاني إليه بعض الأصدقاء من
المناضلين الحقوقيين بالخصوص وحضرته من باب حبّ الاطّلاع الذي يشرف على
قرارات الروائيّ فيّ. كنت تجري أيّامها مشاورات من أجل تأسيس حزب المؤتمر
من أجل الجمهورية. كانت جلستك وكلماتك يومها رئاسيّة جدّا حتّى أنني غادرت
الصالون إلى ركن قصيّ في تلك الفيلاّ لأفرغ ضحكة شديدة تملّكتني ولم أستطع
لها ردّا. كنتَ قد جعلت بعدُ توزّع (إثر ترديدك للمرّة الألف لعبارتك
الصغيرة عن الديكتاتورية التي لا تصلح ولا تصلح) بعض الوزارات في الجمهورية
الثانية التي كنت ستترأّسها لا محالة. وحين سألتك إلى جانب بعض الحاضرين
عمّا إذا كان لك ولمناضلي حزبك الذي بصدد التشكّل نيّة في "الاتّصال
المباشر" بجماهير الشعب الذين سيشكّلون قاعدة تغييرك للوضع وافتكاكك للسلطة
قلت واثقا من نفسك أن زمن الأحزاب البورقيبية واللينينية قد ولّى وانقضى
بلا رجعة وأنّ المهمّ الآن هو أن تكون للواحد شبكة واسعة من الاتّصالات
بمنظّمات دوليّة (ولِمَ لا بدولٍ؟) من شأنها الضغط على النظام الديكتاتوري
ومحاصرته سياسيّا واقتصاديّا (ولم لا عسكريّا؟) وإسقاطه لتمكينك وتمكيننا
معك من ديمقراطية "حقيقية". بدا لي الأمر مذهلا إذ صدر عنك خصوصا وأننا
كنّا نعيش أيّامها الطريقة المخزية التي دخل بها حكّام العراق الجدد
العاصمة بغداد على دبّابة أمريكيّة. وحين سألتك بحنق في الأمر، بادر صاحب
البيت إلى تغيير الموضوع ثمّ إلى إنهاء تلك "السهرة الرائقة" قبل أن تنقلب
إلى ما تحمد عقباه....

...غادرتَ البلاد بعد أن
عانيت مثلما عانى كلّ من كان يرفض الديكتاتورية ولا يتورّع عن أن يصدح بذلك
من سائر ضروب التنكيل والمحاصرة...وبقينا نحن نقارع الاستبداد. كلّ بما
استطاع إليه سبيلا...وكنت تطلّ علينا من حين لآخر من شاشة إحدى الفضائيات،
بنظّاراتك السميكة وبذلك الاعوجاج المميّز في فمك وشدقيك حين تتكلّم،
لتردّد علينا مرّة أخرى عبارتك الصغيرة تلك (الديكتاتورية لا تصلح ولا
تصلح) ولتبشّر بالجمهورية الثانية وحتّى بعلَمها الجديد...وكنّا نحبّك
ونتعاطف معك بضحكة حنون متفهّمة...

وسقط الديكتاتور. لكن ليس على النحو الذي كنت تنتظره وربّما تعمل عليه مع بعض من
كنت بين ظهرانيهم أو تشترك معهم في الإقامة هناك رغم تغاير المشارب
والمرجعيّات. سقط في الواقع على نحو لم يكن ينتظره أحد : بما ذلك نحن الذين
بقينا في الداخل شوكة في حلقه وساهمنا في إسقاطه كلّ بما استطاع إليه سبيلا....

....وعدت متلمّظا، سائل اللعاب على مائدة
الرئاسة ذات الأطايب الفاخرة التي وصلتك روائحها على بعد آلاف
الكيلومترات. ولأنّ الرئاسة كانت ديدنك وهوسك الأكبر فإنك سرعان ما تلفّتّ
(بعد تجاوزك لما سأسمّيه "تروماتيزم البورتابل المنشول") عن الذين كنت في
صفّهم وكانوا في صفّك قبل سفرك إلى بلاد الفرنجة : المدافعون عن حقوق
الإنسان (وقد كنت لرابطتهم رئيسا) وعن حقوق المرأة والمجتمع المدني
والتقدّم والعدالة والحرّية (أنت الذي حبّرت في هذه الأمور مقالات ليست
بالقليلة) ومددت يديك إلى من يفترض أنهم خصومك الإيديولوجيون والذين عادوا
بدورهم فلولا فلولا كما خرج بعضهم من سجون الطاغية أو من بين صفوف حزبه
الحاكم الذي انضمّ إليه منهم الآلاف من باب التقية والخوف. وفجأة كبر حزبك
الضئيل وتضخّم وهو الذي لم يكن يضمّ سواك وسوى بعض أعضادك من المؤسسين.
وجعلت توجّه سهام نقدك اللاذع (وسبابك أحيانا) إلى صدور من كانوا بالأمس
القريب يحمونك خلال الاجتماعات العلنية والسرية وأثناء المظاهرات وغيرها.
اطمأنّ لك حلفاؤك الجدد وضخّوا صفوف حزبك بالآلاف من "اليد الانتخابية
الرخيصة" التي كانوا ينتدبونها بيسر من المساجد (التي استولوا عليها بتواطؤ
مفضوح من الحكومة الانتقالية سيّئة الذكر) ومن الأحياء الشعبية المحيطة
بها. وهكذا كنت في المرتبة الانتخابية الثانية مباشرة بعد أولياء نعمتك
وباتت الرئاسة واقعا ملموسا بعد أن كانت حلما مجنّحا بعيد المنال رغم هوسك به وتثبيتك عليه.

لا أريد هنا، أنصفك الله أيّها المرزوق بالرئاسة، أن أفسد عليك ليلة هنائك بعروسك الفاتنة التي اشتهيت
طويلا...غير أنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من محاولة تمالك ضحكة هستيرية
جديدة إذ أتخيّلك واقفا وسط المكتب الرئاسي بقرطاج مرتديا البزّة الجمهورية
محاولا قصارى جهدك أن تعطي لملامحك القدر الأقصى الممكن ممّا يقتضيه
المنصب من هيبة ومن كاريزما...وفي خلفيّة الصورة المتخيّلة أرى رئيسك (رئيس
الوزراء) ورئيس رئيسك (الذي هو بمثابة الإله السبينوزي كلّي المقدرة كلّي
الحضور الذي لا تتعيّن سلطته في منصب ما أو حيّز ما – عنيت "آية الله" راشد
الغنّوشي رضي الله عنه) وهما لا يكادان يتمالكان ابتسامة ساخرة ومتعاطفة
في الآن ذاته من هذا المناضل الحقوقي ذي الميولات اليسارية الذي روّضوه
وقلّموا مخالبه ليجعلوا منه رئيسا ديكوريّا يمدّون صورته لحلفائهم الغربيين
دليلا على مدنيّتهم المزعومة في الوقت الذي ينشغلون فيه جدّيا بالعمل
حثيثا على تهيئة الأرضية لضرب خيمة الخلافة الراشدة السادسة.

هل هذه هي الرئاسة التي كنت بها تحلم أيّها المردّد بلا هوادة « إن الديكتاتورية لا تَصلُح ولا تُصلِح »؟؟ !!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسالة بلا بروتوكولات إلى الرئيس المؤقّت الثاني رزقه الله وأنصفنا على يديه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرئيس مبارك يؤكد : الله وحده اعلم من سيكون بعدى
» بنت الرئيس السادات تتهم الرئيس مبارك بقتل أبيها
» ملاحظات أوّليّة حول النسخة النهائيّة والمعدّلة للتنظيم المؤقّت للسّلط
» الأسلحة الصامتة للحروب الهادئة... وثيقة هامة تشبه بروتوكولات الصهاينة
» #دورات #السكرتارية في #الربع #الثاني من عام 2024

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: