محمد الهادف كم هو محزن ومؤلم أن يترجل الفتى عن جواده في ربيع العمر

محمد الهادف

كم هو محزن ومؤلم أن يترجل الفتى عن جواده في ربيع العمر

الموت حق والموت قدرنا الذي لا غالب له ولكن من يمارس مهنة المتاعب ومن يصحو
وينام على تفاصيل هذه المهنة ومشاكلها لا يستغرب أن لا تصمد قلوب من ابتلوا
بها كثيرا. منذ أيام قليلة انتقل إلى رحمة
الله الزميل مراد بوليلة حيث فاجأته المنية في مكتبه بوزارة السياحة
والتجارة وها أننا وقبل أن نستوعب كيف أن الموت اختطف على حين غفلة منا
زميلا مازال في أوجه نمتحن امتحانا جديدا وقاسيا.

الموت يضرب من جديد وبقوة ليفجعنا في صديق وعزيز ليس فقط على زملائه من معهد
الصحافة وعلوم الإخبار بتونس وإنما أيضا على كل من عرفه من قريب أو بعيد من
اعلاميين وغير الإعلاميين. علمنا أن قلب الزميل محمد الهادف توقف عن
النبض. والمؤلم حقا أن محمد الهادف الذي كان سباقا في نشر الأخبار التي
تتعلق بكل كبيرة وصغيرة تهم زملائه حرصا منه على أن لا تفوت الجميع فرصة
التعزية في عزيز أو تقديم المساعدة لمن يحتاجها لا أحد يعلم بوفاته إلا بعد
فترة. محمد الهادف رحل عن الحياة ولم يجد من يبلغ الخبر المفزع في الحين
ولم يقع اكتشاف المصاب الجلل إلا بعد أيام على حدوثه.
لم يستطع قلب محمد الهادف رغم ما
كان عليه من نشاط وحيوية ورغم ما كان يظهرعليه من تفاؤل واقبال على الحياة
أن يصمد أكثر مما صمد وانحنى الرجل وهو في ربيع العمر أمام مشيئة الموت.

كم هو مؤلم وكم هو محزن أن يترجل الفتى عن الجواد وهو في ربيع العمر وكم هو
صعب على الزملاء والأصدقاء تحمل الغياب والتعود على أمكنة وفضاءات ثقافية
لا يكون فيها محمد الهادف حاملا آلة التصوير يوزع التحية على الكل ويبتسم
للجميع ويطلق ضحكاته ويسرد النكت.

رحم الله الصديق والزميل والأخ وأحد الذين ابتلاهم الله بمهنة المتاعب.