Admin Admin
عدد المساهمات : 2831 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: ماذا عن ليبيا في معادلة الثورات العربية؟ الجمعة 10 يونيو 2011 - 14:17 | |
| منذ تطور الأحداث في ليبيا قد بدا واضحًا أنَّها اتخذتْ مسارًا آخرَ عن بقية الثورات العربية؛ وذلك بعد أن تحولتْ من المظاهرات السلمية إلى المواجهة المسلَّحة، وهي مواجهة غير متوازنة؛ حيث يتمتع القذَّافي بقواته المسلحة وجيشِه، وبعبارة بسيطة: هي مواجهة بين حكومةٍ منظَّمة وبين شعبٍ أعزل، وإن تسلَّح فبفتات ما يحصُلُ عليه من هنا أو هناك، وتوالتْ الأحداثُ وبدتْ صعوبةُ تحصيلِ ثمارٍ مثل ثمار الثورة التونسية أو المصرية، وربما كان هذا متوقَّعًا عند الكثيرين، لا من حيث اختلاف ليبيا عن غيرِها فحسب، بل واختلاف القذافي عن غيره كذلك.
وكان الحديث عن الأوضاع في ليبيا وقتَها يثير سؤالاً: هل ستصبحُ ليبيا "صومالاً" أخرى، أم "عراقًا" جديدًا؟
فالواقع الديموغرافي الليبي ينبئُ بفصيلين: الشعب والحكومة، أو الشعب والقذَّافي، والشعب قبائلُ شتَّى، والقذافي يمثل شخصيةً في غاية التعقيد العقلي - خاصةً السياسي - وقد نجح كثيرًا في اللعب على أوتار القَبَلِيَّة، حتى ظُنَّ أنها ستكون مانعًا حصينًا له من الثورة، إلا أنَّ الواقع أثبت أنَّ نظام التحالفات القبلية الذي كان أقوى سلاحٍ لدى العقيد معمر القذافى، يبدو الآن هشًّا في ظل ما أحدثتْه الحروب الخارجية، والانقلابات القبلية، والتطهير الداخلي من تقليص الدعم له، حتَّى في أوساط قبيلتِه وحلفائه، وَفْقًا لتقرير أصدرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإمَّا أنْ يستمرا في المواجهة بينهما مع حصول كلٍّ منهما على الدَّعم الخارجي المستتِر، فتصير حربًا أهلية كما كانت في "الصومال"، ولكنَّ التخوُّف الأمريكي من تغلغل "القاعدة" في الأراضي الليبية يمنع من حصول مثل هذا السيناريو، ولاسيما أنَّها لا تزال غير قادرة على التعامل مع هذا التنظيم، لا في "أفغانستان" ولا في "الصومال"، وبالتالي فهي ليست في وارد خلق بؤرةٍ أوسعَ له في "الهضبة الإفريقية".
أو يتدخل المجتمع الدولي، فتصير صورةً أخرى من "العراق"، مع أشياء كثيرة من المغايرة، وقد بدا واضحًا تخوُّفُ الغرب، ليس من فشل الثورة فحسب، بل ومن نجاحِها وسقوط القذافي، وهو حليفٌ مثالي آخر في منطقة العرب والمسلمين، ولكنَّه حليفٌ من نوعٍ مختلف، فقد تغنوا كثيرًا وضحكوا علينا كثيرًا بمقولة: (إسرائيل شوكة في ظهر العرب)، فظننا أنَّ إسرائيل هي كلُّ ما هنالك، حتى علمنا أنَّ العرب في ظهورهم يرتع الشَّوْكُ، وفي بطونهم السَّراطين.
إنَّ أكبرَ مخاوف الغرب ليس فقط من صعود الإسلاميين إلى الحكم في إحدى الدول العربية، بل أكبرُ مخاوفهم الآن هي هذه الرُّوحُ الثورية الصاعدة الراغبة في التغيير، والتي يسيطر عليها الشعورُ الوطني القومي، والانتماء الوطني - العربي- الإسلامي، وهذا انتماءٌ يتصاعد حينًا بعد حين.
وأكبرُ مخاوفهم هو اتصال هذه الروح الثورية الجديدة بظهور شخصيةٍ قائدةٍ (كاريزما)، لها جاذبية كبيرة، وتتمتع بحضور طاغٍ، تمتلك القدرة على التأثير على الآخرين - إيجابيًّا - بالارتباط بهم جسديًّا وعاطفيًّا وثقافيًّا، شخصية تثير الولاءَ والحماسَ، مما يمنحها سلطةً فوق العادة، ولكنَّها شخصية لم تخرجْ من بطن الهزيمة، وإنما شخصيةٌ خرجت من بطن الثورة على الهزيمة.
فقد سقطت الخلافةُ، وتشرْذَمتْ الأمة إلى دولٍ ودويلات، وغاب الوعيُ الجمْعي الإسلامي، وظهرت دعاوى كثيرة غربية، وتصارعت الأفكارُ الدَّخيلة على المسلمين (الديمقراطية والليبرالية والعلمانية والاشتراكية والقومية)، وما إلى ذلك، وتاه المسلمون فكرًا وعِلْمًا وعَمَلاً، وسط هذا السقوط المدوِّي لحضارتهم.
وبينما هم كذلك إذْ جاءت المصيبة الكبرى باحتلال اليهود لجزءٍ من أراضيهم، وَفْقَ مؤامرةٍ كبرى من القوى الغربية، تنتهي بإعلان دولة "إسرائيل"، وهزيمة جديدة للعرب - وليس للمسلمين.
وأخذت هذه المصطلحاتُ ذاتُ الأفكار التجزيئية للأمة في الصعود والارتفاع، واقترنتْ في أحسن الأحوال بكلمة الإسلام، فصار يُقال: الدِّيمقراطية والمسلمون، أو الاشتراكية والإسلام، وغير ذلك، حتَّى صِرْنا إلى الإسلاميين الليبراليين، وهذه من مفارقات الزَّمان نسجِّلها للملاحظة، ووسط هذه الهزائم العظيمة المتتالية، يخرج علينا رجلٌ بشعاراتٍ ألهبت مشاعرَ العالَم الإسلامي عامةً، والعربي خاصةً، مثل: على الاستعمار أنْ يحمل عصاه ويرحل، دولة عربية موحَّدة من المحيط إلى الخليج، نفط العرب للعرب، دعم الثورات التحريرية، وغير ذلك.
وجاء بمشروعٍ قوميٍّ عربي موحَّدٍ، صاح له القريب والبعيد، والصغير والكبير، وكانت هذه نصرةٌ للعروبة، أو القومية العربية، وهذه ملاحظة أخرى نسجلها، هل انتصارات الأمة العربية أيام عبدالناصر سببها ظهورُه في هذا الوقت الأليم الذي يعاني فيه المسلمون من انهزامية ليس لها مثيل؟ أم أنه المشروع الفكري القومي العربي؟
وأخذ هذا المصطلح التجزيئي للأمة في الصعود والارتفاع، واقترن في أحسن الأحوال بكلمة الإسلامِ، فصار يُقال: العربُ والمسلمون، أو العروبة والإسلام.
مهما يكن من أمرٍ، فهذه أكبر مخاوف الغرب.
لم تَكَدْ تطلع علينا تصريحاتٌ أمريكية أوروبية بأن الحظر الجوي على ليبيا ما زال بعيدًا، إلا وقد تَوجَّسْتُ منه خيفةً، وربما أدرك ذلك العربُ فظهرتْ أصواتٌ تنادي بضرورة استصدار قرارٍ عربي بذلك، ولا أدري إن كان ذلك استباقًا للقرار الغربي أم عِلمًا بخفايا خطورة تأخير هذا الأمر؟
ولكن كان واضحًا التخبطُ الغربيُّ في مواقفه وتردده.
ويزيد من استيضاح هذا التخبُّط، ما تكشفه وسائلُ الإعلام يومًا بعد يوم، عن مواقف الدول الغربية: • فوثيقةٌ سرية لجهاز المخابرات الخارجية في بريطانيا مؤرَّخةٌ عام 1995، تكشف ضلوع الحكومة البريطانية في مخططٍ لفرض خارطة جديدة في منطقة المغرب العربي؛ من خلال تقسيم ليبيا إلى عدة دويلات متَّحِدة تحت إطار حكمٍ فيدرالي.
وتكشف الوثيقة، أنَّ مكتب رئيس الوزراء البريطاني كان على علم كامل بهذا المخطط، الذي أشرفت عليه المخابرات البريطانية، والذي كان مبدؤه باغتيال القذافي أو الإطاحة به.
• والحديث عن هذه الوثيقة يذكِّرنا بمشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي تمَّ تحديثُه في عهد "بوش" الابن.
•تحدثت بعضُ التسريبات عن ضغوطٍ أمريكية تتعرض لها إدارة الرئيس "أوباما" لجهة القيام بإنفاذ سيناريو التدخل العسكري الأمريكي العاجل ضِدَّ ليبيا، وهو مشروع تم وضع مخططاته منذ أيام إدارة الرئيس الأمريكي السابق "رونالد ريغان" على خلفية أزمة خليج "سرت" والمواجهات العسكرية الأمريكية - الليبية، ومحاولة أسراب الطائرات الحربية الأمريكية القيام بقصف مقر الزعيم الليبي معمر القذافي.
وتقول التسريبات بأنَّ السيناتور الديمقراطي - اليهودي الأمريكي، والزعيم البارز في جماعات اللوبي الإسرائيلي - "جو ليبرمان"، والزعيم الجمهوري البارز "جو ماكين" - المرشَّح الجمهوري الرئاسي، والذي أعلن استعداده والتزامه في حالة فوزه بالرئاسة شنَّ حربٍ نووية شرق أوسطية من أجل حماية أمن "إسرائيل" - يقودان الآن حملةً داخل الكونغرس الأمريكي للقيام بالضغط على الحكومة الأمريكية من أجل التدخل، إضافة إلى قيام السيناتور الديمقراطي "جو ماكين" بحملةٍ تطالب الإدارةَ الأمريكية بإعادة فرض نظامِ العقوبات الأمريكية والدولية ضد ليبيا.
• ثم وسائل الإعلام العِبْرية في دولة الاحتلال تُبيِّن أنَّ شخصية القذافي غيرَ المتزنة والمهووسة بحبِّ السيطرة والسلطة والنساء أيضًا، تعكس تعاملَه الوحشي في قمعه للمتظاهرين، مبرزة أنَّ هذا الهوس القذافي كان يصبُّ في الأساس للمصالح الغربية، وهنا كشفت صحيفةُ "يديعوت أحرونوت" العبرية عن برقيةٍ أرسلَها السفيرُ الأمريكي في ليبيا لوزارته بواشنطن في 2008 أكَّد فيها على ضرورة تمسُّكِ الولايات المتحدة الأمريكية بالقذَّافي، واعتباره شريكًا لواشنطن في المنطقة.
وهنا لا يفوتنا الإشارةُ إلى تأخر الولايات المتحدة الأمريكية بإظهار أي ردِّ فعل تجاه الثورة الليبية، إلا بعد ضغط شديد من الداخل الأمريكي والنقد الخارجي.
• ثم "ألمانيا" التي حاولت المسارعة للتدخل في ليبيا، حتَّى إنها قد سبقت التحرُّكَ الأمريكي؛ رغبةً منها في الظهور كشريكٍ كامل مع القوى العُظمى في عملية التدخل الاستعماري في ليبيا، ولاقتسام الغنائم مع هذه القوى.
• ناهيك عن العلاقات والروابط الإيطالية - الليبية، وكذلك الليبية - الفرنسية، وإن كانت أقل من سابقتها.
مثل هذه العلاقات والأهداف المتوافِقة والمتناقضة وغيرها، تبرز مدى التخبط الغربي في اتخاذ قرارٍ موحَّدٍ بالشأن الليبي.
وصَدَقَ التوقُّعُ، فلم تمضِ ساعاتٌ من تأخر القرار الدولي بالحظر، حتى أعلن نظامُ القذافي الهالِك استخدامَه لسلاح الطيران في ضرب الثوار، وبدأ ما يشبه لا الحرب الأهلية، ولكن تصفية الثوار واسترداد ما قد تمَّ فقدُه، وهكذا صار الأمر.
ووسط هذا الاستنكار العالمي الدولي الشعبي والإعلامي إزاء هذه الكارثة الإنسانية بليبيا، والتي تتطلب إجراءً ما - لا سيما بعدما قرَّر مجلس الأمن - بالإجماع - إقحامَ نفسه في الحدث الليبي؛ لأنه اعتبر ذلك من واجباتِه بصفته القائم على حفظ السلام والأمن الدوليين، ومنع الانتهاكات الإنسانية الجسيمة.
• تمخَّض الجبلُ فولد فأرًا، وهي ملاحظة ثالثة جديرة بالتسجيل والاهتمام، وهو أثر الصَّوت الإعلامي في تحريك القوى العالمية.
تمخَّض المشروع الغربي: الأوروبي - الأمريكي، عن التحرك الفعلي، بعد مشاوراتٍ طويلة وعديدة، إلى التدخل العسكري في ليبيا، وبدأ حظرُ الطيران، ثم ضربُ الأهداف الليبية القذَّافية، التي لم يسلم معها - كما هي العادة - من سقوطٍ للمدنين ومن الثُّوار ضحايا لهذا القصف.
ولكن هل تمَّ تحقيقُ نصرٍ للثوار؟ هل تمَّ دعمُ الثوار؟ هل تمَّ تسليحُهم؟ هل تمَّتْ تقويتُهم؟ أم اقتصر الأمر على توجيه بعض الضربات إلى نظام القذافي؟
هل يمكن تحقيق النصر على القذافي، أم أنَّ الغرب لا يستطيع ذلك؟ وما هي حجم الخسائر الحقيقية؟ ... وهل وما ولماذا ... وما هي أوجه المقارنة بين نظام القذافي والنظام العراقي الصدَّامي؟ وأيهما أقوى وأعتى وأشد؟ وكيف يمكن هزيمةُ نظام صدام، والذي كان يُعَدُّ من أقوى الجيوش العربية، ولا يمكن ذلك مع القذافي، الأقل عدة وعتادًا؟
تَكْمُنُ الإجابةُ عن هذه الأسئلة العويصة في الثورة العربية الحديثة، التي تهاوت معها الأنظمة العربية العميلة، ونشأ معها هذا الشعور العربي القومي الرَّافض للتبعية لكلِّ ما هو غربي، والذي يأمل في الاستقلال والتنمية، بل وأبعد من ذلك الرَّاغب في تحرير فلسطين.
وها هنا سرُّ الإجابة، (حمايةُ الدولة الصهيونية، والحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي).
فلا يمكن أن يُسمح لدولةٍ ثوريةٍ تنشأ في ليبيا على غِرار غيرها، فيصير لدينا خطٌّ ثوري قومي عربي، قابل للوحدة: (مصر- ليبيا - تونس).
فلو قُدِّر لهذا الخطُّ أَنْ ينشأ لصار الأمرُ أهونَ بعد ذلك لأنْ يصير خطوطًا، فمستطيلات ودوائر، عربية قومية؛ بل وإسلامية.
فهل يسمح الغربُ المستعمِر الأوروبي الأمريكي الصهيوني لمثل هذا أنْ يحدث، وهو الذي بدأ الآن في حساباتِ معدَّلات ومعادلات الرِّبح والخسارة، الناتجةِ عن ضياع حلفاء الأمس، والذين كانوا يمثِّلون: (مصدر المواد الخام، والسوق التي تنفق فيها بضائعهم)، وحسابات معدَّلات ضياع التبعية السياسية والاقتصادية، مع حسابات الثقافة الغربية وعوامل التغريب ومدى تأثرها بهذه الروح الجديدة، إنها حقًّا حساباتٌ معقدة ومتنوعة ومتعددة.
إنهم لن يسمحوا للثورة الليبية أنْ تنجحَ على غِرار ثورتي مصر وتونس، فماذا هم فاعلون؟ هل يمكن استخراج حكومة عميلة أخرى من بطن الثورة؟ والتي يمكن الاعتماد عليها وَفْقًا لدراسة معهد "ديان" العبري، والتي أكدت على وجودبدائل للقذافي موجودة في المنفى، وبالأخصفي الولايات المتحدة وأوروبا، وأنها تَحْظَى بالمصداقية.
وترى الدراسة العبرية ضرورة دعم الولايات المتحدة للمعارضة الليبية بالخارج؛ لأنها علمانية في الأساس؛ لمواجهة تعاظم المعارضة الدينية في داخل ليبيا، والتي تتمثَّل في الحركات والتيَّارات الإسلامية التي عانتْ سنوات طويلة من قمعِ وبطشِ نظام القذافي؛ وذلك بهدف ضمان الطابع العلماني لليبيا، وعدم تحوُّلها إلى إمارات ودويلات إسلامية.
أم الإبقاء على الفوضى، فيما يشبه الحرب الأهلية؟ وهو ما أعرب عنه عدد من الخبراء "الإسرائيليين" المختصين في الشأن الليبي، عن توقعهم بأن تشهدَ ليبيا حربًا أهلية في عصر ما بعد القذافي؛ نتيجة للتناحر المرتقب عقبَ إسقاطه نهائيًّا؛ بسبب التركيبة العشائرية للمجتمع الليبي؛ حيث ستسعى كلُّ عشيرة في فرض سيطرتِها وهيمنتها على البلاد بعد القذافي، والسيطرةِ على مصادر الطاقة والثروات المعدنية في البلاد، فيما توقَّع البعضُ تقسيمَ ليبيا، لتتحول إلى دويلات، تتحكم فيها العشائر الكبرى.
أم التدخل لفرض الأمر الواقع حسب ما تمليه مصالـحُهم؟ وقد تحدثت تسريباتٌ عن ترتيبات سوف يسعى حلفُ "الناتو" من خلالها القيام باحتلال ليبيا على غرار احتلال "صربيا"، واحتلال أمريكا للعراق وأفغانستان، وذلك تحت مبرراتِ قيام حلف "الناتو" بتحقيق ثلاثة أهداف هي: حماية السكان المدنيين الليبيين، حماية الأمن في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، حماية المصالح الأوروبية. أسئلة كثيرةٌ يمكن طرحُها، وحسابات أخرى معقدة، ولكن لا بد من زرع شوكةٍ أخرى ها هنا في ظهر الثورة العربية هذه المرة، وليس في ظهر العرب.
ولعلَّ السؤال الأهم - وهو المطروح دائمًا منذ بدء الحملات الاستعمارية وسقوط الإسلام والخلافة -: هذه هي مخططات الغرب ضدنا، فماذا نحن صانعون؟
| |
|