Admin Admin
عدد المساهمات : 2831 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: شواطئ غرب مصراته المدخل للهجوم البري ضد ليبيا الخميس 26 مايو 2011 - 15:36 | |
| يوم الخميس 7 أبريل وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ قدر الجنرال الامريكي كارتر قائد القيادة الأفريقية للقوات الأمريكية، ان فرص نجاح الثوار في شن هجوم على طرابلس للاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي ضئيلة، وأضاف ان حالة جمود بدأت تنشأ، أن ذلك هو الوضع في الوقت الراهن على الأرض». في نفس اليوم وبفارق ساعات قليلة اقر المتحدث باسم رئاسة اركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تييري بوركار ان الوضع في ليبيا «معقد» حيث عمدت قوات القذافي الى «تعديل طريقة عملها» ردا على غارات الحلف الأطلسي. وتابع بوكار في لقاء صحافي اسبوعي في وزارة الدفاع «لم تتراجع حدة الاشتباك. ما زلنا نشغل من 30 إلى 35 طائرة للقتال والاسناد يوميا». غير انه اقر ان الوضع «معقد» بعد ان عدلت قوات القذافي «طريقة عملها» ردا على الغارات. واوضح ان قوات القذافي تستخدم «وسائل اقل وضوحا على الجبهة الامامية» على غرار الشاحنات الصغيرة عوضا عن المدرعات وتعتمد وسائل «التمويه» و»التغلغل» بين السكان. واعلن من جانب آخر ان «130 عسكريا فرنسيا» يشاركون في بنية قيادة العملية التي يتولاها الحلف الاطلسي. وقال ان حوالى «80 ضابطا موجودون بشكل دائم في القيادات العامة في اطار المساهمة الفرنسية في الحلف الاطلسي، ثم انضم اليهم 50 ضابطا اضافيا على الخصوص لتنفيذ هذه العملية». الغزو البري على ضوء هذا الوضع المعقد يقدر عدد من المراقبين أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا رغم إحساسهم بأن الوقت لا يلعب في صالحهم لا زالوا يضريون أخماسا في أسداس حول الخطوات التي عليهم القيام بها لتحويل الصراع لصالحهم وحسمه بسرعة. ذكر المستشار الخاص لدى مؤسسة الابحاث الاستراتيجية في باريس فرانسوا هيزبورغ ان «لا احد يستطيع اليوم القول كم ستستغرقه عملية «الحامي الموحد» وهو الأسم الذي أطلق على مهمة الحلف الاطلسي في ليبيا. واضاف ان ما يدل ايضا على ذلك هو ان التدخل الاجنبي لم يؤت بالنتائج المتوقعة، ومنذ اندلاع الانتفاضة في منتصف فبراير «يمارس الثوار وجنود القذافي الكر والفر بين ضواحي سرت وبنغازي، حتى ان كل منهما اعيد الى نقطة انطلاقه خمس مرات». واكد ان ذلك سيستمر طالما سيواجه الثوار الذين يفتقرون الى الاسلحة الثقيلة ويعانون من قلة الخبرة في المجال العسكري، جيشا ليبيا اجهزت غارات الحلف الاطلسي الجوية جزئيا على ما كان يتمتع به من تفوق في عديد الرجال والعتاد. اما بشأن الفعالية النسبية لقوات الحلف الاطلسي فان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اقرت بنفسها انه يصعب على «قوة جوية وحدها» مهاجمة قوات القذافي التي «تتسلل الى المدن» و»تضع قناصة النخبة على السطوح». واشار هويزبورغ الى ان في هذه الظروف «نشاهد انقسام البلاد فعليا بين مناطق برقة التي يسيطر عليها الثوار شرقا وغرب البلاد وعاصمتها طرابلس التي يسيطر عليها القذافي، على نقطة متحركة في خليج سرت، وباختصار انه المأزق». واكد هويزبورغ أنه من الواضح أن الحلف الاطلسي سيطالب بقرار جديد من مجلس الأمن يسمح بانزال جنود على الأرض الليبية. لكن روسيا «قد تستخدم عندئذ حقها في النقض «الفيتو» في مساومة مزعجة قد تلزم الغربيين الاقرار بالضعف والقيام بشيء من التنازلات، وقد تحذو الصين حذوها». واخيرا اذا سمح بارسال قوات برية «فسنشهد مخاطر من ان استحداث عراق على ابوابنا في بلد تبلغ مساحته مليون ونصف المليون كلم مربع ومعروف بانقساماته القبلية». واستذكر المحلل بان «الامريكيين انتبهو الى الخطر» عندما لم يبدوا حماسا للعودة مجددا الى سيناريو عراقي جديد. غير ان مسؤولا في الحلف الاطلسي «استبعد العودة إلى الأمم المتحدة للمطالبة بقرار جديد يضعنا تحت ما سماه مساومات روسيا وغيرها من الدول التي تنتقد التدخل في ليبيا». واعتبر دبلوماسي غربي انه في انتظار هذا القرار غير المحتمل لن يكون أمام الدول التي تتدخل في ليبيا «والرافضة الغرق لمزيد من الوقت في الرمال الليبية، سوى خيار واحد وهو مضاعفة الضغط على محيط القذافي». وأكد انه «بإمكان تلك الدول مثلا تسليح وتدريب الثوار واستهداف رجال السياسة في طرابلس بغاراتها دون إعلان ذلك صراحة بطبيعة الحال». المشكلة التي تواجه فكرة الغزو البري هي أن فرنسا التي يتصور رئيسها أن تدخله العسكري في ليبيا وساحل العاج سيعزز فرصه للفوز بفترة رئاسية ثانية، خاصة إذا أرضى شركات النفط الفرنسية بفتح حقول النفط الليبية لها، مشكلة باريس أنها لا تريد التورط بقوات كبيرة على الأرض الليبية. ولكن مشكلة قصر الاليزي أن بريطانيا فقط ضمن دول الحلف مستعدة لإرسال عدد محدود من جنودها إلى الشمال الأفريقي، في حين أن ألمانيا وتركيا ترفضان أي مشاركة عسكرية خارج إطار مراقبة الحظر الجوي ودون إطلاق رصاصة واحدة. وموقف برلين وأنقرة يشجع بقية دول الحلف على رفض الضغوط لإرسال قوات عبر المتوسط لغزو بلد مسلم. تحذيرات روسية فقط وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر حلف شمال الأطلسي من اتخاذ خطوات من شأنها تجاوز الصلاحيات التي حددها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الهادف لفرض حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنيين. وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي أن «لجوء الناتو لتقديم مساعدات عسكرية للمتمردين الليبيين يعتبر خرقا للقرار وتدخلا مباشرا في النزاع المسلح الداخلي الدائر في ليبيا». وأضاف أن «دعوات المعارضة الليبية الموجهة إلى حلف الناتو لتكثيف المساعدات التي يقدمها لها الحلف، ستكون مقبولة إذا قصد بها حماية المدنيين، أما إذا كانت هذه الدعوات تعني دعم القوات المسلحة التابعة المتمردين عسكريا، فهذا أمر مرفوض، وسيعتبر تدخلا في الحرب الأهلية وتجاوزا لقرار مجلس الأمن الدولي». وأعلن وزير الخارجية الروسي عن نية بلاده طلب توضيح من الناتو بشأن احتمال قيام الحلف بتقديم مساعدات عسكرية للثوار الليبيين. من جانبه أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن سياسة بلاده تنطلق من مبدأ حل النزاعات الداخلية في مختلف مناطق العالم بطرق سلمية بعيدا عن استخدام القوة والتدخل العسكري، وشدد على استمرار بلاده في إتباع سياستها الخارجية وتبني قراراتها الداخلية على هذا النهج. وأوضح في كلمة ألقاها بموسكو أمام كبار الضباط الروس أن «روسيا لن تشارك في العمليات العسكرية بمنطقة شمال أفريقيا المثقلة بالتعقيدات» ولكنها تلتزم في الوقت نفسه بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. سقوط رهانات أوباما رئيس الولايات المتحدة غير واثق مما يجب عمله بعد أن سقطت رهاناته على ركوب حركات التطور في الوطن العربي، وبعد أن أخطأت تقديرات البنتاغون والمخابرات الأمريكية وأجهزة أخرى عن أن النظام الليبي سينهار أياما قليلة بعد انطلاق المواجهات بين القذافي ومعارضيه في منتصف شهر فبراير 2011. ويؤكد محللون أن كلما طال أمد تورط الحلف الأطلسي في ليبيا كلما زادت المعارضة له عربيا وعالميا، وإضمحلت التبريرات التي قام عليها. تواصل الحرب سيعزز الاتهامات الموجهة للولايات المتحدة خاصة، بأنها تركب حركة التطور في الدول العربية لتحولها إلى فوضى، وبالتالي تطبيق مبدأ «الفوضى الخلاقة» التي عززها المحافظون الجدد بهدف إعادة رسم خريطة المنطقة الممتدة من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي في نطاق «الشرق الأوسط الجديد» المكون من 54 إلى 56 دولة جديدة. يوم الأربعاء 6 أبريل ومن واشنطن وبعد أن هاجم المقاومة الفلسطينية ووصفها بالارهاب، دعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الى مساعدة ما سماها «الصحوة التي يشهدها العالم العربي» مشددا على ان انتشار الديموقراطية في المنطقة يمكن ان يحسن بشكل كبير الوضع في اسرائيل». وأضاف بيريز بعد لقاء في الكابيتول مع مسؤولي الكونغرس «نعتقد ان الصحوة التي يشهدها العالم العربي فرصة كبيرة وعلينا بذل كل ما نستطيع» لمساعدة من يسعون الى «الحرية والكرامة في حياتهم». كما شكر بيريز لواشنطن «دعمها الرائع المعنوي والسياسي وغيره» لاسرائيل في مواجهة المخاطر والتهديدات» الاتية من دول مجاورة. وقال بيريز امام الصحافيين «في الوقت الذي يصبح فيه العالم العربي حرا ومنفتحا ومسالما فانها ستكون لحظة تغيير كبيرة في العالم وفي تاريخ الشرق الاوسط». الإستعمار الجديد في بداية شهر أبريل قد كتب بول كريغ روبرتس الذي كان رئيسا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، إحدى أهم الصحف الأمريكية، ومساعدا لوزير الخزانة الأمريكي مقالا في نشرة «كاونتربنتش» تحت عنوان «الاستعمار الجديد» بدأه بالقول: «إن ما نشهده في ليبيا هو الولادة الجديدة للحركة الاستعمارية «الكولونيالية»، لكنها هذه المرة لا تتمثل في حكومات أوروبية فردية تتنافس على الإمبراطوريات والموارد. إن الحركة الاستعمارية الجديدة تعمل تحت غطاء «المجتمع الدولي»، ما يعني حلف شمال الأطلسي «الناتو» وتلك الدول التي تتعاون معه. وكان «الناتو» في وقت من الأوقات تحالفا دفاعياً ضد غزو سوفييتي محتمل لأوروبا الغربية. واليوم يقدم «الناتو» قوات عسكرية نيابة عن مخططات الهيمنة الأمريكية. تسعى واشنطن إلى الهيمنة العالمية تحت ستار «التدخل لدواع إنسانية» و»جلب الحرية والديمقراطية إلى الشعوب المضطهدة». وعلى أساس انتهازي، تستهدف واشنطن بلدانا للتدخل ليست من «شركائها الدوليين». لقد عاد خليفة حفتر، الذي يشتبه بأنه عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي) منذ 20 سنة، إلى ليبيا ليوجه جيش المتمردين. لقد جعل القذافي نفسه هدفاً بوقوفه في وجه الحركة الاستعمارية الغربية. ورفض ان يكون جزءا من «القيادة الأمريكية لأفريقيا». إذ اكتشف حقيقة الخطة الأمريكية، وهي أنها خطة مستعمر يسعى لتطبيق سياسة فرق تسد. لقد أسست القيادة الأمريكية لأفريقيا «أفريكوم» بأمر من الرئيس جورج بوش في 2007. وتصف «افريكوم» اهدافها كالتالي: «إن مقاربتنا تقوم على أساس دعم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة في أفريقيا كما بينها الرئيس ووزيرا الخارجية والدفاع في استراتجية الأمن القومي والاستراتيجية العسكرية القومية. إن للولايات المتحدة والدول الأفريقية مصالح متبادلة قوية في تشجيع الأمن والاستقرار في قارة أفريقيا، وجزرها المستقلة ومناطقها البحرية. وتتطلب رعاية هذه المصالح مقاربة موحدة تدمج جهودها بجهود الوزارات والوكالات الحكومية الأمريكية الأخرى، وكذلك جهود شركائنا الأفريقيين والدوليين الآخرين». إحدى الوسائل التقليدية التي تؤثر فيها الولايات المتحدة على بلد ما وتسيطر عليه هي تدريب ضباطه العسكريين ومسؤوليه الحكوميين. ويسمى البرنامج «التدريب الدولي العسكري والتعليمي». وتقول «افريكوم:» في احد تقاريرها انه «في العام 2009 تلقى 900 طالب عسكري ومدني من 44 بلدا، تعليما وتدريبا في الولايات المتحدة أو في بلدانهم. وينتهي الأمر بضباط وخريجين كثيرين تلقوا تدريبا بموجب برنامج التدريب الدولي إلى أن يشغلوا مناصب مهمة في جيوش بلدانهم وحكوماتها، والبعض منهم يصبح بعد ذلك أداة سهلة للتحرك داخل بلده». حجج القاعدة يبدو انه بعد عشر سنوات من»الحرب على الارهاب»، وتحت غطاء ما يسمى تهديد القاعدة وإتساع نفوذها في شمال أفريقيا، وأنها تمثل تهديدا موجها داخل الولايات المتحدة ذاتها، ما يبرر تخصيص موازنة سنوية «للأمن القومي الأمريكي» بقيمة 56 مليار دولار. وقد اصبح تهديد «القاعدة» أفضل حجج واشنطن للتدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى، ولمواجهة الاساءة الى الحريات المدنية الأمريكية. ذلك انه بعد ستة وستين عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعد عشرين عاما على انهيار الاتحاد السوفياتي، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بمركز قيادة في أوروبا من بين تسعة مراكز قيادة عسكرية وستة مراكز قيادة إقليمية. وليست هناك أي دولة تشعر أنها بحاجة إلى وجود عسكري دولي. ولكن ما الذي يدعو واشنطن الى الاعتقاد أن من المعقول لمصادر شحيحة أن تخصص 1100 مليار دولار سنويا لتغطية «الاحتياجات» العسكرية والأمنية ؟. هل يمكن وصف ذلك بأنه علامة على شعور واشنطن بجنون العظمة ؟. أم انه علامة على ان واشنطن وحدها هي التي لها أعداء ؟. أو لعله مؤشر إلى أن واشنطن ترى أن الأهمية العظمى تكمن في السيطرة، وتبذر أموال دافعي الضرائب ومقدرات الدولة على وقع الخطوات العسكرية، بينما ملايين الأمريكيين يفقدون مساكنهم ووظائفهم ؟. إن فشل واشنطن الباهظ في العراق وأفغانستان لم يقلل من الاندفاع لتحقيق المطامح الامبريالية. إذ بإمكان واشنطن أن تواصل الاعتماد على الصحافة المطبوعة ووسائل الإعلام المختلفة للتغطية على فشلها ولاخفاء اجنداتها، إلا أن الفشل الذريع يظل فشلا ذريعا. ولا بد لواشنطن من أن تعترف في وقت قريب او بعيد أن السعي وراء امبراطورية قد دفع بالبلاد إلى هاوية الافلاس. ويبدو من غير المعقول أن واشنطن و»شركاءها» الأوروبيين يسعون إلى توسيع نطاق السيطرة على أراضي أجانب خارج اراضيهم، في الوقت الذي تعمد فيه الهجرة إلى تغيير ثقافاتهم ومكوناتهم الإثنية داخل بلادهم. ومع اتساع حجم الناطقين بالاسبانية والاسيويين والافارقة والمسلمين على مختلف عرقياتهم وارتفاع نسبتهم المئوية أكثر فأكثر بين سكان «العالم الأول»، فان الدعم لإمبراطورية الرجل الابيض بدأت تخبو. فالذين يرغبون في التعليم ويحتاجون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الطبية يصبحون معارضين للاحتفاظ بمواقع عسكرية خارجية في الدول التي ينتمون إليها في الأصل. والسؤال هو: من على وجه التحديد من يحتل من ؟. هناك قطاعات من أراضي الولايات المتحدة تعود للمكسيك. وعلى سبيل المثال فان الباحث في شؤون السكان ستيف ميردوك، المدير السابق لمكتب الإحصاء الأمريكي، يقول أن ثلثا أطفال تكساس هم من الناطقين بالاسبانية، ويخلص من ذلك إلى القول «أن الأمر في الأساس يعني أنه لم يعد هناك مكان للانغلوسكسون». انه أمر يدعو إلى العجب، اليس كذلك، ففي الوقت الذي تشغل فيه واشنطن وتابعوها في «الناتو» انفسهم باحتلال العالم، فإن العالم يعمل على احتلالهم». فخر أمريكي من المؤشرات على وجود توجه قوي داخل الإدارة الأمريكية لغزو ليبيا برا، الموقف الذي عبر عنه وزير الدفاع روبرت غيتس يوم الخميس 7 أبريل بعد أن حل فجأة ببلاد الرافدين التي ترزح منذ 9 أبريل سنة 2003 تحت الاحتلال الأمريكي الذي قتل مليون ونصف مليون عراقي ودمر بلدا كان قوة إقليمية وازنة في كل منطقة الشرق الأوسط. غيتس قال أمام الجنود الأمريكيين في قاعدة ليبرتي قرب بغداد إن تطور الأوضاع في العراق «يثير الدهشة»، مشيرا إلى أن الديمقراطية في هذا البلد تعتبر مثالا للمنطقة». وأضاف خلال لقائه العسكريين «إذا نظرنا إلى الاضطرابات التي تعم المنطقة، فان كثيرين من هؤلاء الأشخاص سيشعرون بالسرور إذا كان بإمكانهم الوصول إلى حيث يوجد العراق اليوم». وإدعى غيتس ان «ما تم انجازه هنا كان مقابل تضحيات ضخمة من جانب العراقيين وجنودنا ومن جانب الشعب الأمريكي وهذا يعتبر أمرا مدهشا». وللولايات المتحدة حسب بلاغات واشنطن الرسمية أكثر من 50 ألف جندي من جيشها النظامي في العراق. في حين يقدر عدد القوات الأجنبية العاملة ضمن ما يسمى شركات الأمن الخاصة أو المرتزقة حسب توصيف العديد من المنظمات الدولية بأكثر من 78 ألف رجل. الغزو البري يبدا غرب مصراته ذكر مصدر رصد ألماني مع بداية شهر أبريل أن فرنسا وضعت مع الولايات المتحدة وبريطانيا مخططا يقضي بالقيام بعملية إبرار بحري قرب مدينة مصراته التي يسيطر عليها الثوار والتي تعتبر ثالث أهم المدن الليبية وتقع على بعد 200 كلم شرق طرابلس. وتقوم الخطة على زج الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بحوالي 2300 جندي في رأسي جسر إلى الغرب من مصراته للعمل على شطر القوات الليبية التي تتقدم نحو الشرق إلى جزئين، ثم العمل عن طريق الهجوم البري والجوي والبحري على تدمير القوات الموالية للقذافي والتقدم بسرعة نحو طرابلس. ويضيف مركز الرصد أن غياب معظم الطائرات الأمريكية منذ يوم الأحد 3 أبريل عن عمليات القصف وخاصة طائرات أي سي 130، وأي 10 اللتان توصفان بصائدات الدبابات هدفه الحقيقي هو الإعداد للإنزال البحري غرب مصراته. التبرير لهذه العملية البرية بدأ على نطاق واسع ودون حاجة إلى اللجوء من مجددا إلى مجلس الأمن. يوم الأربعاء 6 أبريل دعت الأمم المتحدة إلى وقف العمليات الحربية حول مدينة مصراته للتمكن من ايصال المساعدات إلى السكان المدنيين وافساح المجال أمامهم للرحيل هرباً من المعارك. ووجه الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون «دعوة عاجلة لوقف فوري للاستخدام العشوائي للقوة العسكرية ضد السكان المدنيين» كما قال الناطق باسمه. وذكرت مساعدة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري اموس انه يجب وقف الأعمال الحربية بشكل مؤقت على الأقل حول مصراته من اجل التمكن من ايصال الادوية والمواد الغذائية إلى المدينة وافساح المجال أمام الراغبين من سكانها البالغ عددهم حوالي 300 الف نسمة بالرحيل. وذكرت فرنسا أنها قررت إقامة ممر إنساني بحري إلى مصراته. وكانت مساعدة المتحدث باسم الحلف الاطلسي كارمن روميرو قالت ان الحلف «سيفعل كل شيء لحماية المدنيين» في مصراته. وعلى الصعيد الدبلوماسي، ردت الولايات المتحدة الاربعاء على رسالة وجهها معمر القذافي الى الرئيس باراك اوباما وطلبت منه القيام بأفعال وليس الاكتفاء بالأقوال في حين كررت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون القول بان الزعيم الليبي «يعرف ما يتوجب عليه ان يفعله». وأضافت أن على القذافي أن يعمل من اجل وقف لإطلاق النار وسحب قواته واتخاذ «قرار حيال رحيله عن السلطة ومغادرة ليبيا». وعلى خط جهود المساومات أعلن النائب الأمريكي السابق الجمهوري كورت ولدن يوم الأربعاء 6 أبريل انه وصل الى ليبيا بدعوة من مقربين من القذافي وسيحاول لقاءه واقناعه بضرورة التنحي عن السلطة، الأمر الذي وصفته ادارة اوباما بأنه مبادرة خاصة. وقال النائب السابق «التقيت القذافي ما يكفي من المرات لكي اعرف ان القصف لا يكفي لحمله على الرضوخ»، داعياً إلى الحوار بين القذافي والمعارضين وتشكيل لجنة مكلفة التفكير في المستقبل المؤسساتي لليبيا. واضاف ان سيف الاسلام القذافي، نجل العقيد الليبي، يمكن ان «يلعب دوراً بناء» في هذه المهمة، لكن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار رفض فكرة تولي سيف الاسلام قيادة الفترة الانتقالية. ويقول محللون أن هذه التحركات الأمريكية في جزء كبير منها تذكر بالمسلسل الذي سبق سقوط عاصمة الرشيد تحت الاحتلال الأمريكي، فقد كان هناك مفاوضون وعروض بالتنحي إلى غير ذلك. التقسيم وموارد النفط يكشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية التصور السائد حاليا في البيت الأبيض حول مستقبل العمليات في ليبيا وإمكانية تقسيم البلاد وكذلك الضغوط التي تفرض انزالا بحريا غرب مصراته لتوسيع المناطق النفطية الخاضعة لخصوم القذافي. يفيد تقرير الصحيفة أنه إذا ما رفعت العقوبات عن جزء من ليبيا، فليس واضحا هل سيكون النفط الموجود تحت سيطرة الثوار كافيا للمنطقة التي يعيش فيها قرابة مليوني شخص. وكانت ليبيا تنتج قبل التمرد 1.6 مليون برميل يوميا، وفي الوقت الحالي يقول المتمردون إنهم ينتجون ما بين 100 إلى 130 ألف برميل. ويعلق خبير على ذلك قائلا: «هذا ليس كافيا». إن الجزء الأكبر من الثروة النفطية الليبية يقع في حقول بالأجزاء الوسطى والشرقية من الدولة وهي تحت سيطرة القوات الموالية للقذافي، ولا توجد موانئ التصدير في رأس لانوف والبريقة والسيدر وهي مناطق في نطاق سيطرة الثوار، وقد تشهد معارك كبيرة مما يجعل من الصعب الاستفادة منها. يوم الثلاثاء 5 أبريل وفي عملية رمزية ممولة من طرف الدوحة جاءت إلى منطقة طبرق شرق بنغازي التي يسيطر عليها الثوار ولديها قدرات تصديرية محدودة، ناقلة النفط «ايكويتر» المسجلة في ليبيريا لتحمل أول شحنة نفط يتم تصديرها من منطقة تخضع لسيطرة الثوار. وحسب بيانات المؤسسة الدولية الغربية «إيه .آي .اس لايف» لتتبع السفن، فإن حمولة الناقلة تصل إلى مليون برميل ولكنها أبحرت من ميناء طبرق بكمية صغيرة متجهة إلى سنغافورة. ويقول غريغ بريدي، وهو محلل في «أوراسيا غروب»: «كانوا يتحدثون عن أحجام أكبر، ولا أعتقد أن في مقدورهم القيام بذلك». ويضيف بريدي: «لا يعد ذلك كافيا لتحريك سوق النفط العالمية، ولكن يمثل مبلغا جيدا من المال بالنسبة إلى حكومة انتقالية». وأشار إلى أنه وفقا لأسعار اليوم يمكن أن يحصل المتمردون على 100 مليون دولار شهريا. ولكن المشكلة هي أن المتمردين وضعوا ميزانية لأربعة أشهر حجمها 1600 مليون دولار ولا يعرف من أين سيأتون بهذه الأموال، وحتى إن دفعت حكومة قطر المبلغ فإن أموالها لا تكفي خاصة إذا أخذنا في الاعتبار الأخبار التي تتحدث عن تمويلها جزء كبيرا من تكاليف الحملة العسكرية على ليبيا إضافة إلى التحملات الأخرى تجاه الثورات في منطقة الجزيرة العربية وباقي شمال أفريقيا. ويقول الأمريكيون حسب صحيفة «نيويورك تايمز» أن خطط الثوار، سواء بالنسبة لدولة واحدة أو دولتين، تشمل المزيد من التنوع في الاقتصاد. فحتى الآن فإن 96 في المائة من العوائد الليبية تأتي من النفط، وتقول قيادات الثوار إنهم يرغبون في إضافة قطاع السياحة والزراعة والطاقة الشمسية. بين نارين هناك أطراف داخل حلف شمال الأطلسي ترى أن المعركة الجديدة في ليبيا وبعد حروب أفغانستان والعراق، من شأنها توليد ردود فعل خطرة على الاستقرار العالمي وخاصة من طرف الصين وروسيا وأطراف أخرى في محيطهما تشعر ان الولايات المتحدة تكمل طوق الحصار الذي يتيح لها التحكم في موارد الطاقة والمواد الخام الأساسية. وهذا الشعور يدفع بتلك القوى إلى العمل على كبح الاندفاع الأمريكي ولو بصفة مؤقتة. في 7 أغسطس 2007 أكد وزير الدفاع الأمريكي، أمام الكونغرس، وهو يعرض ميزانية البنتاغون لعام 2008، استمرار الولايات المتحدة في اعتبار الصين وروسيا كعدوين محتملين. وقال غيتس أن روسيا والصين تمثلان تهديدا للولايات المتحدة: وأضاف «علاوة على الحرب الشاملة على الإرهاب، علينا أيضاً مواجهة ما تقوم به الصين وروسيا اللتان تنفذان برامج بالغة التطور للتحديث العسكري». زيادة على ذلك فقد استمر توسع حلف الأطلسي على الرغم من نهاية الحرب الباردة، والوعود بعدم امتداده، فالقواعد العسكرية ومنصات الصواريخ اتسعت وغدت تطوق الصين والاتحاد الروسي أكثر من أي وقت مضى. وقد أعلن الرئيس بوتين في مؤتمر ميونيخ حول الأمن، في 27 أغسطس 2007، أن حلف الأطلسي يستهدف الاتحاد الروسي، وذكر هذا الحلف بأنه كان تعهد بعدم التوسع نحو الشرق. وترى روسيا أن حلف الأطلسي لا يسعى إلى «التعايش السلمي». وقد حذر الجنرال يوري بالويفسكي، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية والمساعد الأول لوزير الدفاع في تلك السنة، الروس من أنهم يواجهون تهديدات عسكرية أكبر خطورة بكثير من تلك التي كانوا يواجهونها في زمن الحرب الباردة. ولهذا طلب، مع الرئيس بوتين بوضع عقيدة عسكرية روسية جديدة، للرد على التهديدات المتزايدة من قبل الولايات المتحدة وحلف الأطلسي. كل المغرب العربي تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة في ليبيا يستهدف كل المنطقة العربية وخاصة مصر والمغرب العربي، فعملية الشرذمة والتقسيم التي جربت وتجرب في العراق ربما تكون للمخططين أفضل في هذا البلد المترامي الأطراف والذي يملك ثروة نفطية أكبر كثيرا مما هو معلن. جاء في مقال نشر يوم الجمعة 8 أبريل في صحيفة الأخبار المصرية «إن ما يحدث حاليا علي الساحة الليبية حدث أيضا في العراق التاريخ والحضارة حيث تصاعدت المشاحنات والصدامات الطائفية والازمات السياسية والأمنية بعد الغزو الأمريكي وهو الأمر الذي فتح الطريق أمام التشرذم وضرب سيادته ووحدة أراضيه. علي نفس المنوال كان السودان هدفا أيضا لهذه المؤامرة الكبري التي استهدفت في اطار عملية التحول بين شمال وجنوب المضي في مخطط إثارة الخلافات بين اقاليمه واطيافه من اجل تقسيمه إلي دويلات تتصارع مع بعضها البعض. هذا الذي يجري من تدخلات في هذه الدول العربية الثلاث.. الصومال وليبيا والسودان يتكرر أيضا في اليمن وسبق وان امتد إلي أفغانستان المسلمة في شكل غزو عسكري. وهنا لابد.. ان نتذكر ما تشهده فلسطين قضية العرب القومية من عمليات تآمر واسعة علي مدي ستة عقود من اجل القضاء علي هويتها وإعطائها لقمة سائغة لإسرائيل التي صنعها الاستعمار الأمريكي والغربي لصالح الصهيونية. لا يمكن وصف كل هذه التطورات سوي بأنها مخططيساهم في دعم فصوله وتوحش أهدافه أعداء الأمة العربية من الطامعين الانتهازيين. ضياع كامل ان ما يدور علي الارض الليبية من تدمير اصبح يعكس بصورة واضحة حجم المأساة التي يعيشها هذا البلد العربي. لقد أراد له المتربصون بالأمة العربية وذيولهم في الداخل العربي. دفع ثورة شعب هذا البلد الذي كان يطالب بالإصلاح السياسي إلي مرحلة ضياع كامل لكل مقومات الدولة. إنهم وفي هذا الإطار يعملون علي ركوب موجة الثورة مستغلين سوء التقدير السياسي والإنساني لنظام القذافي. وفقا لهذه المبررات يأتي الموقف العربي الذي اتسم بعدم الشفافية مسقطا من حسابه صالح الشعب الليبي الذي يفقد آلاف الضحايا بقنابل وصواريخ هؤلاء الطامعين من الدول الغربية. إن اهتمام هذه القوي ينصب علي المنافع التي تعود علي اقتصادياتها وازدهارها ورخائها.. إن جل همهم هو ضمان استغلال الثروة البترولية الليبية. في ظل هذه الحقيقة فإن إسقاط القذافي أو الانتصار لثورة الشعب الليبي لم يكن هدفا لطائرات وصواريخ هذا الحلف الشيطاني.. ولكن تدمير هذا البلد وفتح الطريق أمام الاحتكارات البترولية للسيطرة علي الثروة إن محور اهتمامهم .. إتمام هذه المهمة مستخدمين في ذلك الشعارات الخادعة المضللة. مرة أخري نقول أين كانت هذه الشهامة الأمريكية والأوروبية من ثورة الشعب العربي الفلسطيني وما يتعرض له من مجازر وعمليات قتل وإصرار علي احتلال أرضه من جانب إسرائيل ؟. أين هذه الغيرة لصالح الإنسانية وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير في موقفهم من هذا العدوان الإسرائيلي المتكرر والمستمر علي الفلسطينيين، أنهم بكل بساطة ليسوا يهودا ولا إسرائيليين وإنما هم عرب مسلمون ومسيحيون وبالتالي فهم غير منخرطين في مربع المدافع عنهم. لماذا لم يهب هذا الحلف لنجدة هذا الشعب عندما تعرض للإبادة فيغزة علي أيدي هؤلاء الإسرائيليين وبالسلاح الأمريكي. لا يمكن بالطبع أن نتوقع تدخلا عسكريا لصالح الإنسانية لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الصهيوني لحماية الأبرياء الفلسطينيين. إن التواطؤواضح تماما ضد الشعب العربي إلي درجة التصدي لأي إدانة سياسية دولية من خلال استخدام الفيتو الأمريكي داخل مجلس الأمن ومازال العرض مستمرا. مرة اخري نقول أين كان هذا الحلف الشيطاني ايضا من الأحداث الكثيرة الأخري التي شهدتها القارة الأفريقية والتي مورست فيها كل الأعمال الوحشية التي راح ضحيتها الملايين مثل ما حدث في رواندا وبورندي والكونغو وغيرها ؟. هل يمكن بعد هذه المواقف المتناقضة أن يكون هجوم جحافل الغرب علي ليبيا وبهذه الوحشية بريئا وذا مصداقية حتى ولو كان الشعار المرفوع هو نجدة شعبها من ظلم القذافي [/right] | |
|