ما هي الخطوة التالية للتحالف الغربي حيال ليبيا ؟ هل باتت العملية البرية المحدودة لدعم الثوارعلى الأبواب؟ أم ان الحديث يدور اليوم عن غزو فعلي واحتلال كامل لليبيا ؟ وهل يمكن النظر إلى مثل هذه المشاريع المتداولة هذه الأيام كمشروع استعماري جديد يعيد إحكام السيطرة الأوروبية على ليبيا وثرواتها النفطية ؟
معلومات حول الموضوع:
بعد أكثر من شهر على بدء الحملة الجوية للتحالف الغربي على نظام القذافي بات واضحا انها لم تفلح لا في تنحية الزعيم الليبي ولا في حماية المواطنين العزل بالطبع. ففي الأسابيع الأخيرة لم تتمكن المعارضة ولا الكتائب الحكومية من تحقيق نجاحات تذكر في سوح القتال. وفي هذه الظروف اعلنت فرنسا وبريطانيا عن نيتهما في تقديم دعم اضافي للثوار. وتقرر ارسال مستشارين عسكريين انكليز وفرنسيين الى بنغازي ليساعدوا المعارضة في تشكيل جيش لها بدلا من الفصائل المقاتلة هنا وهناك دون قيادة موحدة. والى ذلك تواصل باريس ولندن التأكيد على أن اجراءاتهما لا تتعدى اطار قرار مجلس الأمن الدولي 1973، ولا تعني مشاركة عسكرية في عملية برية في ليبيا.
ومع ذلك يرى العديد من الخبراء ان احتمال العملية البرية لقوات التحالف الدولي، خلافا لقرار مجلس الأمن الدولي، يغدو واردا اكثر فأكثر ، وذلك بسبب تعذر بلوغ الأهداف المعلنة من قبل التحالف بالضربات الجوية وحدها. وقد يُتخذ ذريعة للغزو البري ما تروجه وسائل الإعلام بشأن الكارثة الإنسانية الفظيعة في مدينة مصراته وضرورة إنقاذ أهاليها على جناح السرعة من براثن كتائب القذافي. ويحذر المتشككون من ان السيناريو العراقي هو الأكثر احتمالا في حال بدء العملية البرية لقوات الحلفاء ضد ليبيا، بمعنى ان تصعيد هذا السيناريو سيؤدي ليس فقط الى التشرذم والبلبلة في ليبيا، بل وستكون له عواقب وخيمة على شمال افريقيا عموما. وفي هذه الحالة تجازف اوروبا بمواجهة موجات عاتية من المهاجرين من بلدان المغرب العربي يستحيل التصدي لها.
الا ان الرهان في اللعبة مرتفع وكبير جدا. فالبعض من المراقبين يعتقدون ان احتياطيات النفط والغاز في ليبيا تجعل من هذه البلاد بقعة جذابة ومغرية للكثيرين من المستعمرين الغربيين الجدد.
ضيف هذه الحلقة من برنامج حديث اليوم هو رئيس تحرير " نيزافيسميا فوينية اوبزرينية " فيكتور ليتوفكين.
هل بمقدور قوات العقيد معمر القذافي بأسلحتها السوفيتية القديمة مواجهة قوات التحالف؟
بلا شك يصعب على العقيد معمر القذافي القتال باسلحة سوفياتية قديمة ولايمكن بواسطتها رصد طائرات الناتو و اسقاطها او التصدي لغاراتها . ومن الصعب خوض معارك بدبايات قديمة بعضها متهالك بفعل الزمن ضد الثوار المدعومين من حلف الناتو . القصف بقنابل دقيقة والحصار الجوي وعلى سواحل ليبيا يخلق صعوبات اضافية . لكن القذافي يصمد منذ اكثر من شهر واحيانا يحقق بعض الانتصارات ويتغلب على اعدائه الامر الذي يشير الى انه يتوفر على احتياطي كبير من مخزون الاسلحة وان بين قواته محترفين يقاتلون بدراية بل ان قطعات القذافي تبدو قادرة على المناورة وتحاشي اقمار التجسس ومنظومة الرقابة الالكترونية لحلف الناتو وتقوم بعمليات زحف وتتقدم رغم قطع الاتصالات والتشويش. وبغض النظر عن موقفنا من اطراف النزاع في ليبيا ، من وجهة النظر العسكرية البحتة فان قوات القذافي صامدة.
بناء على ذلك .. كيف يمكن تصور تطور الأحداث في ليبيا؟
كل شيء يعتمد فيما اذا سيتم تصفية القذافي جسديا . او ان سترك السلطة طوعا . وحسب فهمي للوضع في ليبيا فان القذافي غير مستعد للتخلي عن السلطة وقد يتفاوض على هذا الامر بوجود ضمانات من حلف الناتو ومن الاتحاد الافريقي . وبالطبع لايمكن الوثوق بوعود الناتو فقد نكث الحلف وعوده مرارا . وربما يعول القذافي على الاتحاد الافريقي للخروج من المازق لكن المعارضة المحمية بحراب حلف الناتو ترفض كل الوساطات والمبادرات الافريقية ومن هنا لااستبعد ان تستمر المواجهة فترة طويلة . وكما اسلفت فان الكثير يتوقف على بقاء القذافي حيا والى الان فانه استطاع الافلات من قصف الناتو وضربات الصواريخ الدقيقة . لكن الحياة تحتمل الصدف وحسب قناعتي فان القذافي يريد ان يموت شهيدا ولن يترك ليبيا .
قيل ان القذافي حصل قبل مدة قليلة من بدء العمليات الحربية على اسلحة من روسيا.. ما تعليقكم؟
هذا ليس صحيحا. ليست لدى القذافي اسلحة روسية . اسلحة ليبيا سوفيتية قديمة تعود الى سبعينات القرن الماضي واوائل الثمانينات . من بين الفي دبابة يملكها الجيش الليبي هناك مئتا دبابة طراز تي اثنان وسبعون وهي طراز لم يعد الجيش الروسي يستخدمه وسحبت من الخدمة اوائل تسعينات القرن الماضي اما منظومة الدفاع الجوي فانها تنتمي الى جيل قديم اس مئة وخمسة وعشرون التي كان الفيتناميون يتصدون بها للغارات الاميركية في ستينات وسبعينات القرن الماضي ولدى القذافي صورايخ ارض ارض من طراز بوك واس وشيكا وهي ايضا قديمة ولايملك دبابات تي تسعون او حتى خمسة وثمانون وليس لدى ليبيا منظومة الدفاع الجوي اس ثلثمئة . معروف ان الحصار الذي فرض على ليبيا استمر عقدا من الزمن ولم تحصل على اي سلاح . وبعد انهاء العقوبات جرت مفاوضات مع روسيا وتم الاتفاق على صفقات اسلحة بقيمة تصل الى ملياري دولار مع عقود خدمة تبلغ قرابة الملياري دولار ايضا . وكان يتعين البدء بالانتاج ولم يتم تسليم الاسلحة . اعتقد ان ليبيا ستشتري اسلحة من اجيال ليست حديثة تماما وبغض النظر عمن سيكون في السلطة وربما تكون روسيا احد مصادر التسلح في ليبيا لان الاسلحة الروسية بسيطة ولاتحتاج الى خبرة كبيرة اعتقد ان القوات الليبية تفتقدها في حال وصول الثوار الى السلطة . بالطبع المسالة ليست في مبيعات السلاح بل في تحقيق السلام وعودة الوفاق الى المجتمع الليبي.
هناك انتقادات من قبل المجلس الوطني الانتقالي لموقف روسيا وخاصة في مجلس الأمن؟
كما قلت ليس مهما عقود السلاح وانا ايضا اعتقد ان الموقف الروسي في مجلس الامن الدولي كان متذبذبا . اعتقد ان روسيا حين امتنعت عن التصويت على القرار الف وتسعمئة وثلاثة وسبعين القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا ولم تستخدم مع الصين حق النقض الفيتو فانها كان عليها ان تدرك بان الحظر الجوي لن يتحقق بدون تدمير منظومات الدفاع وقصف المطارات وتدمير الطائرات اما الحديث اليوم عن تجاوز صلاحيات القرار وان مدنيين يقتلون فانه يبدو ساذجا ذلك لان استخدام القوة يؤدي بالضرورة الى سقوط ضحايا بين المدنيين . فالقنابل وان كانوا يسمونها ذكية لاتفرق بين العسكري والمدني . كان يجب استخدام الفيتو لمنع مانراه اليوم في ليبيا .
برأيكم لماذا اتخذت روسيا مثل هذا الموقف وبذلك خسرت الجانبين؟
يصعب علي تقدير كيف جرى اتخاذ الموقف الروسي في مجلس الامن الدولي وبماذا استرشدت القيادة الروسية قبل ان تقرر الامتناع عن التصويت . اعتقد بوجود اكثر من موقف في القيادة الروسية. هناك تياران يتصارعان ربما. تيار ليبرالي واخر محافظ. وواضح فان القذافي ليس هدية لشعبه ومعروف عنه القسوة . ولكن الشعوب هي من تختار حكوماتها ولا مبرر للتدخل الخارجي . لماذا امتنعت روسيا عن التصويت على قرار فرض الحظر الجوي ضد ليبيا امر مايزال يمثل لغزا بالنسبة لي . ربما اخذوا بعين الاعتبار شخصية القذافي غير المريحة ليس بالنسبة للغرب فقط بل لروسيا ايضا لانه يصعب التفاهم معه.
هل يوجد صراع داخل القيادة الروسية حول الموقف من الاوضاع في ليبيا ونحن هنا نذكر تصريح رئيس الوزراء فلاديمير بوتين وحديثه عن العودة الى عصور الحروب الصليبية؟
معروف ان فلاديمير بوتين يقف باستمرار ضد استخدام القوة في العلاقات الدولية. وتذكرون انه انتقد بشدة في مؤتمر ميونيخ لللامن الاوربي عام الفين وسبعة مواقف الناتو والولايات المتحدة وقال بوضوح ودون مواربة ان روسيا تعارض الحرب على العراق وعلى افغانستان وقبلها على يوغسلافيا حين جرى قصف عاصمة اوربية مثل بلغراد بالصورايخ وهي المرة الاولى بعد الحرب العالمية الثانية. رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في الموقف من ليبيا يواصل بثبات معارضته لاستخدام القوة ولكنه لايتخذ القرارات في السياسة الخارجية لان ذلك من صلاحيات رئيس الدولة حصرا.
هل يمكن ان يتكرر السيناريو الليبي في سورية وهي حليف آخر لروسيا؟
يمكن ان يتكرر السيناريو الليبي في اليمن وفي سورية وفي اي بلد اخر من بلدان الشرق الاوسط ولكن يتعين الانتباه الى واقع ان الناتو ليس قوة مطلقة وان الحلف ليس في وضع يسمح بالانخراط في حرب جديدة حيثما يشتهي . الولايات المتحدة وحلفاؤها لم ينجزوا الحرب في العراق ولا في افغانستان حيث الوضع مفتوح على شتى الاحتمالات وهم الان متورطون في ليبيا . الحرب في ليبيا كشفت عن ضعف الناتو وعن الفرقة بين صفوفه . ولم تظهر الصورة التي يريد بها الناتو ان يظهر بها على انه بوليس دولي لم تظهر قوية ومقنعة . لن يتدخل الحلف في سوريا ولا في اليمن لانه عاجز.
تتحدثون عن ضعف للناتو ... هل توجد حقائق معينة ام ان ذلك مجرد أمنيات؟
لا ليست امنيات بل وقائع تستند الى معطيات وحقائق . الناتو يعيش حال الفرقة والانقسام . اعضاء الحلف الاوربيون لايرغبون في خوض الجروب والقتال . انهم يحبون الحياة ويريدون الاستمتاع بالرفاه المتحقق لكل فرد اوربي . الولايات المتحدة تقود العدوان ضد ليبيا ومعها الحليف الدائم بريطانيا ودخل على الخط الفرنسي ساركوزي اما المانيا فانها تشارك لفظيا . وايطاليا تقدم المطارات . الدانمارك وهولندا شاركتا بطائرتين لكل دولة . اما بقية دول الحلف الاعضاء وعددها ثمانية وعشرون فانها بعيدة عما يجري في ليبيا . ليس للجيك او الهنغار او البولونيين مصالح في ليبيا وبالتالي لم يقاتلون هناك. المسالة مسالة مصالح لا اكثر .
كيف تفسرون تصعيد الدور العسكري لفرنسا؟
مسيو ساركوزي مفهوم انه لايريد تسديد الديون الليبية خاصة بعد اعلان سيف الاسلام القذافي ان طرابلس مولت حملة ساركوزي الانتخابية وطالبوه باعادة الدين . الرئيس الفرنسي يريد رحيل القذافي باسرع وقت حتى ينتهي من مشكلة الدين ومن فضيحة تمويل الحملة الانتخابية . اما بريطانيا فانها على خطى الولايات المتحدة التي يشن رؤساؤها الحروب في العالم . واضح ان براون رئيس وزراء بريطانيا يريد ان يدخل التاريخ على انه بطل حرب . وفي السنوات الاخيرة فان كل رؤساء الحكومات البريطانية شنوا حروبا خارجية وبروان ليس استثناء . لعله يحلم بان يطلق اسمه على احد شوارع لندن مثل تشرشل.
تتوقف الاجابة عن السؤال عما اذا كانت قوات القذافي ستصمد لفترة طويلة في وجه قوات التحالف تتوقف على القوة التي يمتلكها في الوقت الحاضر. وقد انتقل قسم من العسكريين الليبيين الى جانب الثوار وربما يكمن سبب ذلك في ان القذافي خاف من جيشه ولم يتجرأ على اعادة تسليحه بشكل جدي بعد الغاء الحظر المفروض على توريد الاسلحة الى ليبيا عام 1994. وكانت معظم اسلحة الجيش تخزن في المستودعات مما ساعد في تسلح الثوار بشكل سريع.
ولا يزال اللواء المدرع ال 32 بقيادة نجل زعيم الثورة الليبية خميس القذافي تشكيلة وحيدة في الجيش الليبي يمكن وصفها بانها قادرة على القتال. ويرقى هذا اللواء احيانا ليكون فرقة مما يعني ان تعداده قد يبلغ 10 آلاف فرد.
والجدير بالذكر ان التدريب القتالي في الجيش الليبي كان يتصف قبل وقوع الاحداث الاخيرة بكثافة منخفضة لعدم استكمال الافراد في الوحدات وعدم توفر الاسلحة والآليات الحربية الحديثة. واكتفت قيادة الجيش في معظم الاحيان باجراء تدريبات القيادة والاركان. اما التدريبات بذخيرة حية فاجريت كقاعدة عامة على مستوى وحدات فرعية دون ان تخضع لفكرة عملياتية واحدة. وذلك باستثناء اللواء ال 32 الذي بذلت قيادته جهودا رامية الى رفع مستوى الجاهزية عن طريق اشراك شتى القوى والوسائل للقوات المسلحة الى اجراءات التدريب القتالي.
وقد جعلت قيادة الجماهيرية من اللواء 32 وحدة نموذجية في الجيش الليبي. واختارت طرابلس عام2007 الفرع البريطاني لشركة "جينيرال دانيميكس" الامريكية بصفته جهة مزودة لمنظومة الاتصال التكتيكية التي تكلف 165 مليون دولار. وتلقى اللواء وسائل الاتصال للموجات القصيرة والقصيرة جدا وانظمة قيادة النيران التي تم نصبها في آليات اللواء بما فيها دبابات "تي – 72" وناقلات الافراد المدرعة.
ويعتبر الفيلق الافريقي للقذافي تشكيلة تعود الى نخبة جيشه ويعادل قوام الفيلق تعداد الفرقة. وكان يضم وقت الحرب مع تشاد عام 1980 ثلاثة ألوية منها لواء المشاة ولواء الدبابات ولواء المظليين التي بلغ تعدادها 7 آلاف فرد. وقد جرت العادة ان يخدم في الفيلق الافريقي افراد معارضون للانظمة الحاكمة في بعض الدول الافريقية. وقد اثار استخدام الفيلق في المعارك نشر شائعات تفيد بوجود ما يسمى بمرتزقة افارقة في قوات القذافي. فهل يمكن ادانة القذافي لقاء ذلك؟ هناك فيلق اجنبي في صفوف الجيش الفرنسي. فهل يدين احد فرنسا لقاء ذلك؟
كان ولا يزال الفيلق الافريقي لغزا بالنسبة الى الكثير من الخبراء في ليبيا لتباين المعلومات عنه. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية نقلا عن دوائر رسمية ليبية ان تعداد الفيلق كان يبلغ في بداية النزاع 3 – 4 ألف فرد.
ثمة معلومات تدل على ان مئات الطوارق من الدول المجاورة مع ليبيا التحقوا بقوات القذافي. وليس من قبيل الصدفة ان الطوارق يجتذبون الى الجماهيرية، علما ان احدى مبادرات القذافي الاخيرة على صعيد السياسة الخارجية تناولت فكرة استحداث اتحاد " الصحراء الكبيرة" الذي كان من المفترض ان يضم الاراضي من السنغال وموريتانيا في الغرب حتى سورية والعراق في الشرق. وكانت الفكرة الرئيسية لهذه المبادرة تكمن في شق دروب لتجوال الطوارق الذين يقطنون في بلدان الساحل. وقد اقام القذافي العلاقات الطيبة مع زعماء تلك القبائل.
وهناك مصدر آخر لاستكمال انصار القذافي، وهو فصائل المتمردين في اقليم دارفور السوداني. وقد افادت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية نقلا عن مصادر استخباراتية ان القذافي لن يواجه مشاكل لدفع خدمات انصاره بالرغم عن تجميد الاصول الليبية في بنوك الدول الغربية، اذ انه يمتلك عشرات مليارات الدولار بالموجودات النقدية. ويبدو ان تلك المعلومات تعد معلومات موثقة، علما ان العقوبات الاولى المفروضة على القذافي علمته على عدم حفظ قسم اكبر من امواله خارج البلاد. وبالاضافة الى ذلك فهناك معلومات تنص على ان الليبيين تمكنوا من سحب المبالغ الباهظة من البنوك الاجنبية قبل تجميدها بعدة ايام. وأكدت الصحيفة نفسها ان احتياطيات العملة تسمح للقذافي بدفع ألف دولار كل يوم لمقاتليه.
وبالمناسبة فان بعض الخبراء الغربيين يعتقدون ان المرتزقة لن يجتهدون في القتال من اجل القذافي، لذلك ايامه معدودة. وسيتضح فيما بعد ما اذا كان هذا الامر صحيحا ام لا.
ثمة قوة مسلحة اخرى ستقف الى جانب القذافي حتى النهاية، وهي نشطاء اللجان الثورية وحرس القذافي. ويتوفر تحت تصرف اللجان الثورية 30 آلف مقاتل مخلص لزعيم الثورة الليبية بالاضافة الى 22 ألف فرد من حرسه الشخصي الذي يترأسه ابن اخيه عبد الله السنوسي الذي صدر بحقه حكم غيابي لضلوعه في عملية ارهابية عام 1989. وقد تم تكوين تلك التشكيلات من أفراد قبيلة القذاذفة التي ينتمي اليها القذافي نفسه، الامر الذي يزيد من صمودهم في الحرب التي تكتسب سمات حرب القبائل. واشار في هذه الاثناء اريك دنيسي ممثل مركز البحوث في مجال الاستخبارات قائلا:" ليست في ليبيا ثورة ديمقراطية على غرار تلك التي وقعت في مصر او تونس. وهناك ثورة للقبائل تحمل سمات انفصالية.
مشكلة القذافي تكمن في قلة نسبية بتعداد قبيلته التي يتراوح تعدادها بحسب بعض التقديرات بين 150 و200 ألف شخص. فيما تعتبر قبيلة أورفلة كثيرة السكان.
ويقول موقع " Intelligence Online" الالكتروني ان الطيارين السوريين كانوا يقودون معظم الطائرات الليبية قبل فرض الحظر الجوي على ليبيا. وقد فندت دمشق الرسمية على لسان وليد المعلم هذه المعلومات.
وليس من الصعب الاستنتاج ان القذافي يمكن ان يعول على ثقة مدفوعة جيدا ل 70 ألف مقاتل، الامر الذي يستبعد سرعة اختتام الحرب الاهلية في ليبيا حتى لو استمر سلاح الجو للتحالف في تدمير قوة القذافي البشرية وقد تلقت المعارضة اسلحة تفتقر اليها ، آخذا بعين الاعتبار ان القوات الموالية له تخلت عن استخدام الدبابات وناقلات الافراد المدرعة التي يمكن تعريفها بسهولة من الجو وانتقلت الى سيارات بيك آب لا تختلف عن سيارات الثوار.
ورد في خبر في موقع صحيفة "EUobserver" في 26 ابريل/نيسان استنادا الى مايكل كوتوزيس الخبير اليوناني في شؤون الاجرام المنظم (عصابات المافيا)، " مؤسس شركة "Lotophages Cjnsulting" المسجلة في فرنسا والمتخصصة في البحوث في مجال الامن لأغراض مؤسسات الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والحكومة الفرنسية ". ان مرتزقة من بلدان اوروبية وبلدان الاتحاد الاوروبي، يتراوح عددهم من 300 الى 500 شخص يحاربون في صفوف تشكيلات معمر القذافي.
جاء في موقع الصحيفة ان "المرتزقة ، هم بصورة اساسية خبراء في الاسلحة الثقيلة وتكنولوجيا المروحيات والتكتيك العسكري، يحصلون مقابل اتعابهم على آلاف الدولارات يوميا. ومعظمهم من بيلاروس وصربيا واوكرانيا. وهناك عدد كبير من الخبراء البولوندييين في المروحيات. كما يوجد بلجيكيون وانكليز وفرنسيون ويونانيون". ويحارب في صفوف كتائب القذافي في ليبيا مواطنون من جمهورية افريقيا الوسطى وتشاد والنيجر ومالي والصومال، ويحصلون على مبالغ تصل الى الفي دولار في اليوم. واعلن مصدر في المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي للصحيفة انه "يساعد القذافي ايضا خبراء عسكريون من الجيوش النظامية للجزائروروسيا وسورية ". ويصل المرتزقة الى ليبيا ويغادرونها عن طريق المطارات التي تسيطر عليها القوات الموالية للقذافي والواقعة في شمال البلد. ويصل تعداد جيش القذافي الذي يواجه الآن معضلة فرار الافراد، الى ما يقارب 25 ألف شخص. ويحارب تحت قيادة ابناء القذافي بالاضافة الى ذلك من 35 الى 50 ألفا من المجندين المدججين بالسلاح.
قال ايفان كونوفالوف المحلل العسكري في وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء في حديث لقناة "روسيا اليوم" إن عدم ليونة المعارضة الليبية في تعاملها مع السلطات آت من شعورها بتأييد الدول الغربية لها، التي أضحت مضطرة لتقديم الدعم للثوار في ليبيا بعد توغلها في هذه الحرب.
وأضاف كونوفالوف أن المعارضة الليبية تدرك أيضا أن التحالف الغربي يفسر القرار الأممي المعني بليبيا تفسيرا واسعا، في حين تعتبر روسيا أن استخدام القوات الجوية وإرسال الخبراء العسكريين الغربيين إلى ليبيا هو تدخل في شؤون دولة.
كما أشار المحلل إلى أن المعارضة الليبية تنتظر خطوة جديدة من قبل الغرب تتمثل بالتدخل البري.
ولم يستبعد كونوفالوف حدوث تدخل بري، لانه لم يتبق لقوات التحالف إلا آليات محدودة لإسقاط القذافي، مؤكدا أن التدخل البري يتطلب تحضيرا طويلا إضافة إلى أن مسرح العمليات سيكون واسعا ما يستحيل اتمام الحملة في فترة زمنية قصيرة.
في سياق آخر أشار كونوفالوف إلى أن ما يحدث في سورية جاء على أساس مبدأ الدومينو، حيث بدأت الأحداث في شمال أفريقيا وانتقلت إلى عدد من البلدان العربية.
وأضاف المحلل الروسي أن النظام السوري يحاول إطفاء حريق التمرد بأساليب قاسية وهذا أسلوب غير حضاري وغير مجدي للتوصل إلى توافق ومصالحة مع المعارضة.
واعتبر كونوفالوف أن هناك أيادي خارجية تعبث بالأمن في سورية وهذا ما تحدثت عنه وثائق ويكيليكس وعن الدعم الخارجي للمعارضة السورية.