هي المرة الأولى منذ خمسين عاماً تشارك فيها فرنسا في عمليات عسكرية في ثلاث دول مختلفة هي: ليبيا، وساحل العاج وأفغانستان.
خصوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يرون أن سبب هذه المعارك رغبة الرئيس الفرنسي الذي يشهد وحسب استطلاعات الرأي انخفاضات في شعبيته إلى مستوى قياسي، في تحقيق أمجاد تنتشله من المأزق وتعطيه فرصة للفوز بفترة رئاسية جديدة في الانتخابات المزمع إجراؤها العام المقبل، كما أوردت صحيفة ((الفايننشال تايمز)) البريطانية وان البعض رأى في هذا التحرك نمواً للقدرات العسكرية الفرنسية في عهد ساركوزي فوجدناه ((طحش)) باستراتيجية خطف الأضواء من أمام الأميركيين طمعاً بأن تنعكس إيجابا على الانتخابات الرئاسية، وكأنه وحسب المثل اللبناني ((شرب حليب السباع))]
وقد تصاعدت التساؤلات حول تمركز أربعة آلاف جندي فرنسي في أفغانستان، وإطلاق أول صواريخ التدخل الغربي في ليبيا من طائرات ((رافال)) الحربية الفرنسية، وهدير دبابات فرنسية في شوارع ساحل العاج إلا أن بعض المراقبين أكدوا أن هذه التدخلات تضع علاقة فرنسا مع بقية العالم على سكة جديدة سموها ((صعود القوة الفرنسية))فالدور الفرنسي في أفغانستان جاء على انه التزام في إطار حلف شمالي الأطلسي، إلا أن ساركوزي اخذ زمام المبادرة في ليبيا وأمر بتوجيه ضربات جوية أحادية ضد قوات القذافي قبل التشاور مع حلفائه وظل يرفض تولي الأطلسي قيادة العملية أطول فترة ممكنة، لماذا ليبيا وليبيا لم تكن يوماً دولة فرنكوفونية أو مستعمرة فرنسية، وتمت العمليات بتغطية من الأمم المتحدة وليس بدافع استعماري طبقاً للقرار 1973 المتعلق بالحرب على ليبيا، ومن جهة اخرى تحركت القوات الفرنسية في ساحل العام طبقاً للقرار 1975.
فإذا كان مشهد الدبابات الفرنسية في شوارع عاصمة افريقية أحيا ذكريات التدخل الفرنسي في المستعمرات السابقة، فإن عودة النـزعة التدخلية تبدو على طرفي نقيض مع تصريحات ساركوزي بتجاوز التركة الاستعمارية شافعاً أقواله بسحب القوات الفرنسية وغلق قواعد عسكرية في مستعمرات فرنسا السابقة في إفريقيا، ففي العام 2010 كانت فرنسا تستعد لتقليص عدد قواتها في افريقيا وكانت تنفق حسب خطة مساعدة الجيوش الإفريقية على إنشاء نظام امن جماعي يتولى الإفريقيون أنفسهم بناءه وقيادته وانجازه، ورصد مبلغ 10 ملايين يورو سنوياً تصرفها فرنسا على تأهيل قادة عسكريين إفريقيين ولا تبخل عليهم بالدعم الميدانيوإذا كان الدور الفرنسي عرف تراجعاً في أواخر فترة الرئيس السابق جاك شيراك إلا أن مع وصول ساركوزي إلى الحكم بدأ هذا الدور يعود تدريجياً ما دفع بصحيفة ((ليبراسيون)) الفرنسية إلى التساؤل هل يمكن احتساب رحيل لوران غباغبو في ميزان حسنات ساركوزي؟]
ويقول مراقبون إن العمليات العسكرية الفرنسية في كل من ليبيا وساحل العاج تخلق سابقة، وسيجد ساركوزي نفسه أمامها في كل مرة سيحاول فيها شعب ما التخلص من حاكمه.
- تركيا هي الدولة رقم اثنين من حيث القوة العسكرية بعد الولايات المتحدة في الحلف الأطلسي، ولكن اذا كان الجيش التركي الأكثر عدداً فإن القوة العسكرية الفرنسية ليست فضفاضة، وإنما التسلح الفرنسي أهم من التركي، فتركيا لا تعتمد على أسلحة متطورة كما الحال مع القوة الفرنسية.علماً أن تركيا كانت أول دولة في الحلف الأطلسي بمواجهة روسيا، ويذكر أن تركيا أرسلت خمس بوارج عسكرية إلى ليبيا، وربما تهدف تركيا عبر هذه الانتقادات إلى إخفاء أمنيات باطنية بأن يخرج من ليبيا نظام شبيه بالنظام التركي الإسلامي السني المعتدل، يكون بمواجهة ليس صعود إيران، بل الحركات السلفية التي تتمركز في باكستان ويحافظ على المصالح الاقتصادية لأوروبا الجنوبية. إلا أن الفرنسيين كانوا سباقين إلى احتضان المعارضة الليـبية، فإذا كانت الطائرات الفرنسية ((رافال)) توجه ضربات مباشرة إلى قوات القذافي العسكرية، فإن تركيا تدعو إلى قيادة حوار، وهذه الدعوة تتلاقى مع عودة الاتحاد الإفريقي، لذلك وجدنا أن الدور التركي لا يتلاقى مع الموقف الفرنسي بل هناك منافسة لمن سيكون الدور الأكثر فعالية الحوار السياسي ام القوة العسكرية؟! واعتقد أن ساركوزي سيحاول النجاح في مهمته العسكرية في ليبيا كي يرفع منسوب شعبيته إلى يوم الانتخابات الرئاسية من 25 بالمئة إلى خمسينهل الانتقادات التركية للتدخل الفرنسي في ليبيا هو مؤشر إلى وجود انقسامات داخل الحلف الأطلسي؟تساؤلات مشروعةوما يجب أن يدركه ساركوزي جيداً أن في ليبيا ومنذ 42 عاماً نظاماً أميركيا بامتياز، فلو أن القذافي أراد وحدة الشعب الليـبي لما أعلن الثورة عليه، هذا يعني أن الثورة التي قادها القذافي على شعبه ستقسم ليبيا ما بين شرقية وغربية، وأذكر هنا ما كان قد قاله لي احد أهم وزراء الخارجية في فرنسا ميشال جوبير عام 1986 إذ التقيت به في إحدى الندوات قال إن النظام العربي الوحيد الأميركي بامتياز هو النظام الليـبي، وان رجل الأعمال الأميركي بيلي كارتر أ]- علاقة ساركوزي مع الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي كانت جيدة وترتكز إلى اتفاقيات، وقبل أسبوع من انهيار حكم بن علي لم تكن فرنسا على علم بكل ما يحصل في تونس، وهذا الإخفاق يدل على انه لم يكن هناك متابعة وقراءة صحيحة للوضع التونسي وقد دفعت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليوماري الثمن وهي التي كانت تقضي إجازتها في تونس خلال حراك الشارع التونسي كما ان رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون قضى إجازته في مصر واستعمل طائرة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في جولته المصرية عشية اندلاع ثورة يناير/ك2 فهذا يدل على جهل وعدم إدراك لحساسية الموقفين في مصر وتونس، وهذا ما دعا المعارضة إلى انتقاد ((الاليزيه)) بأن فرنسا التي تبدو على قاب قوسين أو ادني من تونس لم تدرك ما يحصل هناك خصوصاً وان فرنسا لها معرفة تامة بالنظام التونسي وتركيبته نظراً للعلاقة التاريخية ووجود اكبر جالية عربية من التونسيين في فرنسا، لذلك وتعويضاً لإخفاقاته في مصر وتونس تقدم ساركوزي على بقية الدول الأوروبية في غاراته على قوات معمر القذافي في ليبياويتابع د. عربيد: اعتقد ان العلاقات الفرنسية الدولية تنتهج إستراتيجية تصب في شكل القوة الفرنسية في العالم التي تحاول أن تتموضع حسب التغييرات التي تحصل في هذا العالم، فإذا كانت فرنسا تقف خلف الحلف الأطلسي وأميركا في أفغانستان، فإنها في ساحل العاج كانت في الصفوف الأولى بعد ان تلقت الضوء الأخضر الأميركي في عزل لوران غباغبو ودعم الديمقراطية والحسن واتارا]واستناداً إلى سياسة فرنسا الإفريقية كان لا بد لها أن تتصرف بقوة كما حدث في ساحل العاج من إزاحة غباغبو وتثبيت الديمقراطية والحفاظ على مصالحها التاريخية في هذا البلد الغني بالمواد الأولية وأهمها الكاكاو.وكانت فرنسا في سياستها الإفريقية وتحت مظلة الأمم المتحدة أرسلت قوات أطلقت عليها اسم (licorne) وحيد القرن، عام 2002 خلال الحرب الأهلية في ساحل العاج.اذن فرنسا ترتكز بقوتها على ثلاثة عوامل، دبلوماسية مرنة بسياستها الخارجية، والمدرسة الدبلوماسية لها دورها القوي، وعلاقات مميزة ضمن ما يسمى منظمة الفرنكوفونية، كما أن فرنسا تمتلك سلاحاً ردعياً وهي الغواصات النووية المنتشرة في العالم، وهذا يعطيها استقلالية أكثر من دول أخرى في أوروبا، هذه العوامل تجعلها لاعباً أساسيا ضمن قطب منافس للولايات المتحدة.- فرنسا هي دائماً لاعب أساسي ودولة عظمى فهي تملك مقومات الدولة العظمى، كما أن وجود ضوء اخضر أميركي سمح لها بأن تؤدي هذا الدور، فالبحر المتوسط بحيرة عربية أوروبية ترتكز على حوارات بين الشمال والجنوب، ولكن من يملك القوة في البحر المتوسط؟ لا أوروبا ولا العرب، بل الولايات المتحدة وبعد خروج ((الاسكادرا)) السوفياتية عام 1982 أصبح المتوسط بحيرة أميركية بامتياز، فحاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول رغم عظمتها لا تستطيع أن ترسي الأمن بل أميركا من يرسي الأمن ورغم أن العلاقة بين الولايات المتحدة وفرنسا مرت بفترات من الشدة والجذب الا أنها اليوم وبعد وصول ساركوزي إلى السلطة ودخوله عسكرياً في أكثر من مكان، أصبح من الممكن أن تؤدي فرنسا ادوار الدول العظمى نظراً لخبرتها الفعلية في شمال إفريقيا وعلاقاتها التاريخية عبر الفرنكوفونية ودورها في إيجاد دولة فلسطينية قابلة للحياة، بكل هذه الملفات لا بد أن يكون هناك تفاهم وحوار دائم مع الولايات المتحدة، لذلك فإن الرئيس القادم لفرنسا يجب أن يكون متفاهماً مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، كما أن تفكير اوباما يختلف عن طريقة تفكير جورج بوش إذ أن اوباما يبدو أكثر تفهماً لما حصل.- الملفات الخارجية في فرنسا لا تنعكس اكثر من 25% على الانتخابات الرئاسية، وكانت استطلاعات الرأي أظهرت أن ساركوزي قد لا يصل إلى الدورة الثانية من الانتخابات، إذ أن هذه الاستطلاعات منحت دومينيك شتراوسكان رئيس مجلس النقد الدولي الحظ في ان ينتصر على ساركوزي من الدورة الأولى، كما أعطت مرشحة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبان ابنة رئيس ومؤسس حزب الجبهة الوطنية - اليمين المتطرف جان ماري لوبان نسبة جيدة وإذا بقيت الأحوال على ما هي عليه قد نجد اليمين المتطرف الفرنسي في وجه الحزب الاشتراكي، وساركوزي سيكون حامل لواء هذا اليمين، والملف الاصعب امام ساركوزي هو كيف سيستطيع معالجة ملف الإسلام والعلمنة المطروح حالياً، وملف الهجرة والأمن، واعتقد ان لدى نيكولا ساركوزي من البراغماتية وعلاقته مع سوريا والمعارضة الليـبية ما سيعطيه بعض الدعم، فمن كان يصدق ان يرتفع العلم الفرنسي وصور ساركوزي خلال التظاهرات في بني غازي، في ظل العلاقة المتدهورة مع معمر القذافي الذي اتهم ساركوزي بأنه تلقى منه الأموال من اجل حملته الانتخابية، وسيف الاسلام القذافي وصفه بأنه (مهرج)) وكان ساركوزي أول من اعترف بالمعارضة الليبية واستقبل رموزها في قصر ((الاليزيه)) بينما الولايات المتحدة لم تدفع الحلف الأطلسي لتدمير القوة العسكرية للقذافي، لأن اميركا اكبر المستفيدين من النفط الليـبي الذي تبيعه أميركا بدورها للأوروبيين ونظراً لنظافة هذا النفط.
]ويتابع د. عربيد: في العام 1990 وقعت فرنسا اتفاقية تعاون (cooperation)مع عدد من الدول الفرنكوفونية، تتولى بموجبها فرنسا تقديم الدعم العسكري لهذه البلدان للحفاظ على أنظمتها من الغابون إلى كونغو برازافيل إلى إفريقيا الوسطى وصولاً الى ساحل العاج، وانشأت فرنسا وزارة التعاون لرعاية هذه المصالح، وفي الحرب الأهلية بين البوروندي وروندا وذهب ضحيتها مليون شخص، اتهمت تقارير الأمم المتحدة فرنسا والجيش الفرنسي بأنه ساعد على التطهير العرقي بين التوتسي والهوتو، فرنسا تحاول الحفاظ على تاريخها الاستعماري ومصالحها الحيوية في المجال الاقتصادي، في ساحل العاج (الكاكاو)) في الغابون وبرازافيل (النفط)، الكونغو الديمقراطية( المعادن)يجيب: فرنسا هي الدولة الوحيدة التي لديها علاقات جيدة مع ((الطاجيك)) وشاه مسعود، وتعرف بامتياز الأماكن أكثر من الولايات المتحدة لذلك لم تكن خسائرها بحجم الخسائر الأميركية، والإستراتيجية الأميركية الجديدة لا ترتكز على الدبلوماسية المرنة بل على التكنيك العسكري، إذ ظهر أمام العيان أن فرنسا تمتلك من التكنولوجيا ما يجعلها تحسم الحروب بسرعة.
وكانت فرنسا قد التزمت المشاركة في القوات الدولية العاملة في أفغانستان قبل وصول ساركوزي إلى الحكم، أما التدخل الفرنسي في ساحل العاج والتي كانت مستعمرة فرنسية فيعود إلى العام 2002، وربما تكون المشاركة الفرنسية في العملية العسكرية في ليبيا هي العملية العسكرية الوحيدة المرتبطة باسم ساركوزي.
ثلاث جبهات في وقت واحد تدفع للتساؤل ماذا يريد ساركوزي من زج قواته في كل تلك النـزاعات؟ هذا السؤال يجيب عليه أستاذ العلاقات الدولية د. وليد عربيد، بأن هذه السياسة الفرنسية الجديدة تطرح مسألة هل هناك إستراتيجية جديدة لفرنسا في عهد ساركوزي تناقض الإستراتيجية الفرنسية السابقة مع جاك شيراك وفرانسوا ميتران؟]بينما في ليبيا فإن الموقف الفرنسي كان متناقضاً إلى حد ما مع الموقف الأميركي وموقف الحلف الأطلسي، ومتلاقياً مع بعض الأطراف الأوروبية الأخرى كإيطاليا واسبانيا نظراً إلى البعد الجيوسياسي في أوروبا، فهناك ثلاث قراءات لهذا الموقف، قراءة افريقية وقراءة عربية وقراءة دولية بالنسبة إلى محاربة الإرهاب وهذا لا يتناقض مع الموقف الأميركي اليوم]ولكن هذا يقودنا للقول هل إن لفرنسا إستراتيجية مستقلة عن الولايات المتحدة الأميركية، هنا يجب العودة إلى الموقف الفرنسي في إفريقيا، خصوصاً وان شمال إفريقيا هو المدى الاستراتيجي ليس لفرنسا فقط بل لأوروبا والبحر الأبيض المتوسط هو بحيرة عربية وأوروبية، وهذا ما دفع ساركوزي إلى طرح ما يسمى الاتحاد من اجل المتوسط، إضافة إلى الدينامية والحيوية التي صبغت تحركات الرئيس الفرنسي من أجل إيجاد حلول للأزمة اللبنانية وإقامة علاقات مع سوريا كي تصب في مصلحة وحدة واستقرار لبنان وهذا ما كانت تريده السياسة الخارجية الفرنسية
اختلاف وجهات النظرهل هناك شد حبال بين إستراتيجيتين أميركية وفرنسية في طريقة العمل يجيب د. عربيد انه كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك والرئيس الأميركي جورج بوش الابن حول العراق وتطبيق قرارات الأمم المتحدة فكان شيراك يطالب بتفسيرات لهذه القرارات وان تكون فرنسا شريكاً أساسيا في العلاقات الدولية، بينما كانت الولايات المتحدة تبحث عن دور في أن تكون هي اللاعب الأساسي كامبراطورية عظمى في عدد لا بأس به من دول العالم خاصة في أفغانستان وحربها على الإرهاب وفي العراق في حربها ضد صدام حسين وفي إفريقيا كان الموقف الأميركي مغايراً للموقف الفرنسي، في الكونغو كنشاسا مثلاً، الآن هناك مظلة دولية للدور الفرنسي في إفريقيا، وفي ساحل العاج تحديداً، فبعد اختلاف وجهات النظر خلال الحرب الاهلية عام 2002، ها هي تتقارب الان نظراً لأن حسن واتارا قريب من الأميركيين ومن ساركوزي بالتحديد، فزوج واتارا فرنسية يهودية ويذكر أن ساركوزي عقد قرانهما عندما كان رئيساً لبلدية (Neuilly – sur – seine) القريبة من باريس، وزوج واتارا تعمل في مجال العقارات ويذكر أن القوات الفرنسية دمرت وللمرة الثانية الطيران العاجي، في المرة الأولى في عهد جاك شيراك والمرة الثانية في عهد ساركوزي عندما حسمت القوات الفرنسية الأمور عسكرياً لصالح واتارا
ويصف د. عربيد المشهد الفرنسي في افريقيا بأنه نشوة جديدة باستعمال القوة الفرنسية وفي أفغانستان.
انتخابات رئاسيةالبعض يقول إن ساركوزي يخوض هذه المعارك كي يرفع من منسوب شعبيته تمهيداً للانتخابات في العام المقبل؟
ويطرح عربيد التساؤل هل إذا دعم ساركوزي تقسيم ليبيا سيستفيد من ذلك انتخابياً؟ فساركوزي يحاول اللعب على التناقضات الداخلية في فرنسا، فاليسار يحتمي وراء الملفات المعيشية ودعم التظاهرات التي حصلت العام الفائت، اليوم ساركوزي يطرح سياسة القوة الفرنسية فعلى الصعيد الدولي سياسة الحفاظ على الأمن، واثبات القوة سيحد من دخول الإرهاب إلى الداخل الفرنسي كما ان ساركوزي يرد بهذه القوة إلى خارج الحدود الفرنسية بمواجهته أي محاولة للقذافي لتصدير المهاجرين ومهربي المخدرات كما يهدد دائماً.
هل هذا هو الصعود للقوة الفرنسية الجديدة؟
إخفاقات فرنسية
هل حماسة ساركوزي للعمليات العسكرية في ليبيا كي ينسى إخفاقاته إبان الثورتين التونسية والمصرية؟
]
علماً أن تركيا كانت أول دولة في الحلف الأطلسي بمواجهة روسيا، ويذكر أن تركيا أرسلت خمس بوارج عسكرية إلى ليبيا، وربما تهدف تركيا عبر هذه الانتقادات إلى إخفاء أمنيات باطنية بأن يخرج من ليبيا نظام شبيه بالنظام التركي الإسلامي السني المعتدل، يكون بمواجهة ليس صعود إيران، بل الحركات السلفية التي تتمركز في باكستان ويحافظ على المصالح الاقتصادية لأوروبا الجنوبية. إلا أن الفرنسيين كانوا سباقين إلى احتضان المعارضة الليـبية، فإذا كانت الطائرات الفرنسية ((رافال)) توجه ضربات مباشرة إلى قوات القذافي العسكرية، فإن تركيا تدعو إلى قيادة حوار، وهذه الدعوة تتلاقى مع عودة الاتحاد الإفريقي، لذلك وجدنا أن الدور التركي لا يتلاقى مع الموقف الفرنسي بل هناك منافسة لمن سيكون الدور الأكثر فعالية الحوار السياسي ام القوة العسكرية؟! واعتقد أن ساركوزي سيحاول النجاح في مهمته العسكرية في ليبيا كي يرفع منسوب شعبيته إلى يوم الانتخابات الرئاسية من 25 بالمئة إلى خمسين تركيا هي الدولة رقم اثنين من حيث القوة العسكرية بعد الولايات المتحدة في الحلف الأطلسي، ولكن اذا كان الجيش التركي الأكثر عدداً فإن القوة العسكرية الفرنسية ليست فضفاضة، وإنما التسلح الفرنسي أهم من التركي، فتركيا لا تعتمد على أسلحة متطورة كما الحال مع القوة الفرنسية.
انتقادات تركية
هل الانتقادات التركية للتدخل الفرنسي في ليبيا هو مؤشر إلى وجود انقسامات داخل الحلف الأطلسي؟
حوار: ماجدة صبرا