afif
عدد المساهمات : 863 تاريخ التسجيل : 26/01/2010 العمر : 45
| موضوع: سر الإستماتة القطرية لدعم المعارضة الليبية .. بقلم/ محمد الصيد الإثنين 9 مايو 2011 - 12:38 | |
| الإستماتة القطرية لدعم المعارضة الليبية .. بقلم/ محمد الصيد
كانت العلاقات الليبية القطرية ذات طابع مميز خلال العشر سنوات الفائتة مقارنتا بالعلاقات الليبية مع بقية دول الخليج التي لم تكن على ما يرام منذ استلام القذافي السلطة عام 1969. تربع حمد بن خليفة على حكم قطر, الذي انتهج اسلوبا مغايرا لاسلوب التعاملات السياسية لبقية دول الخليج كان له دورا كبيرا في ذلك.
على المستوى الليبي حاولت قطر أن تلعب دور حتى وان كان شكلي في بعض القضايا الليبية مثل لوكربي وأطفال الايدز وتشاركت مع ليبيا في قضية دارفور مع إن اللاعب الأكبر في القضية هي ليبيا. التميز في العلاقات كان واضح في مشاركة ليبيا في قمة قطر عام 2009 و المشاركة القطرية لقمة ليبيا عام 2010 على المستوى الرئاسي. إعلاميا و بعد افتتاح قناة الجزيرة سنة 1996 التي بدأت بجراءة غير مسبوقة في الإعلام العربي و تناولت مواضيع كانت تصنف ضمن المحرمات في الدول العربية و التي كان ضمنها القضايا الليبية والتي وان كانت تقدم على استحياء إلا إنها في البداية جعلت العلاقات تمر بتوتر سببته قناة الجزيرة خصوصا حين استضافت الجزيرة و للمرة الأولى معارض ليبي سنه 2000 في برنامج الاتجاه المعاكس و موضوع البرنامج حول ليبيا و على اثر ذلك قامت ليبيا بسحب سفيرها من قطر احتجاجا على ذلك الأمر الذي أدى إلى التزام قطري بعد ذلك بعدم استضافة إي معارض ليبي في حال كان الموضوع يتعلق بليبيا.
في ذلك الوقت كان يشتكي المعارضون الليبيون على الصفحات الخاصة بهم في الانترنت من ذلك, ولم يشفع لهم حتى وان كان فردا منهم وهوا الأستاذ محمود شمام عضوا مجلس إدارة في الجزيرة في فترة من الوقت , وهذا الأمر أيضا ينسحب على المعارضين السعوديين. نجاح الجزيرة و تأثيرها البالغ على الثورة التونسية و المصرية و الدور الكبير الذي لعب من طرفها زاد من ثقة صناع القرار في قطر في هذه المحطة بحيث أن الشعب يبدأ شرارة الثورة و البقية على الجزيرة مع عدم نسيان دور بقيه وسائل الأعلام.
ابتداء الثورة في ليبيا يوم 16 فبراير 2011 كانت الجزيرة تنقل الحدث على استحياء نتيجة لتقييد مراسلها في ليبيا خالد الديب من قبل السلطات الليبية و اتهام المعارضة الليبية له بالعمالة للنظام مما أدى إلى إقالته من الجزيرة . كانت الأحداث في ليبيا تتوارث بسرعة كبيرة جدا وبدأت الجزيرة في نقل هذه الأحداث بالاستعانة مع بعض الوجوه الليبية و بواسطة الاتصال فقط بالهواتف والنقل من وكالات الإنباء الأخرى, حتى أنها بدأت تروج أن القذافي لا يسيطر إلا على معسكر باب العزيزية حيث يقيم, بل تكلمت عن هروب عدد من أفراد عائلته إلى الخارج و اشتباك بين أبنائه , و زادت على ذلك هروب القذافي نفسه إلى فنزويلا نقلا عن مسئول بريطاني, كل هذا جعل هناك اعتقاد لذي صناع القرار في قطر إن الأمور انتهت و سقوط القذافي ما هوا إلا مسالة وقت.
إلا أن القذافي أرسل احد مسؤولية و هو عمران ابوكراع مسئول العلاقات العربية في الخارجية الليبية إلى قطر, و بالطبع كان الموضوع قناة الجزيرة, حسب التسريبات إن ما قيل للمسئول الليبي هوا عادة ما يقال للبقية في حال كان الأمر يتطلب عدم الاستجابة وهي أن العملية حرية إعلامية. و زادت وتيرة النقل لقناة الجزيرة بخصوص ليبيا إلى حد غير مسبوق حيث قامت بإرسال مراسلين إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار و وفرت للثوار غطاء إعلامي غير مسبوق و اعتراف قطر بالمجلس الانتقالي الذي أنشته ألمعارضه في المناطق التي تحت سيطرتها ,لكن الذي حصل عكس ما توقعت الجزيرة فا قوات المعارضة التي عول عليها كثيرا لم تتمكن من تحقيق المطلوب منها على الأرض و أصبحت قوات القذافي كما تسميها وسائل الإعلام على مشارف بنغازي و الأمور قربت من الحسم لصالح القذافي الأمر الذي سيكون وبالا على صناع القرار في قطر الذي يعرفونه تمام المعرفة, فالقذافي و فقط لمشادة كلامية مع الملك السعودي في احد القمم العربية أرسل له من يغتاله لولا كشف المخابرات الأمريكية لهذا الأمر و القذافي نتيجة لاعتقال احد أبنائه في سويسرا جعل من رئيس الاتحاد السويسري يأتي إلى ليبيا و يقدم اعتذار مذل لسويسرا كما قام بسحب كل الأرصدة الليبية من المصارف السويسرية و أعلن على سويسرا الجهاد و ألان القذافي يفقد احد أبنائه و ثلاثة من أحفاده !!!!!!!
ونحن نعلم إن قطر هي عبارة عن قناة تلفزيونيه و حقل غاز و قاعدة أمريكية و بنك فقط, إذن ليس لديها إلا الاستمرار في مساعيها للإطاحة بالقذافي لان العملية أصبحت حرب بقاء, تمثل ذلك في دعم الغطاء العربي لما يسمى منطقة حظر الطيران. و لمن يصدق الإعلام الليبي الذي أشاع أن قطر وعدت بتمويل ألحمله الرئاسية لعمرو موسى مقابل تبني الجامعة العربية للقرار. لكن و مع كل ذلك و بعد الضربات من الناتو التي كان يتوقع إنها لن تأخذ أكثر من أسبوع, إلا أن أيضا العملية الجوية لم تكن كما كان متوقع منها و الأمر طال .
قطر ترسل شحنات الأسلحة إلى ألمعارضه التي تشملها صواريخ ميلان و معدات الاتصال الحديثة سيارات دفع رباعي و كميات من الأسلحة الأمريكية مع عدم نسيان المشاركة الشكلية في الأسطول الجوي لما يسمى منطقة حظر الطريان و دعمها ماديا, بل إن هناك تسريبات تؤكد إن قطر تتكفل بالجزء الأكبر من تكاليف العملية العسكرية, فالدول الأوربية لديها أزمات ماليه و لديها رأي عام لا يسمح بذلك. أيضا قطر تتكفل بدعم قناة تلفزيونيه للمعارضة الليبية تبت من قطر و تتكفل بكل ما يترتب على القناة من معدات إلى توفير المقر إلى دفع رواتب العاملين في المحطة مع عدم نسيان المؤتمر الذي انعقد في قطر و دعي له القادة الأوربيين و الأمين العم للأمم المتحدة الذي يعنى بمستقيل ليبيا , بالإضافة إلى توفير الملاذ الأمن للمنشقين من نظام القذافي أمثال موسى كوسة و الاستعداد لتسويق النفط الليبي من الحقول الواقعة تحت سيطرة المعارضة و القائمة تطول لما فعلته قطر للقضية الليبية , و هذه الأمور قد يكون فيه نوع من تقاطع المصالح مع المعارضة الليبية التي هي أيضا تسعى إلى الإطاحة بالقذافي , لكن إلى أي حد ستواصل قطر خصوصا وان الفاتورة كبرت و الحرب طالت, مع العلم أنة إلى يوم 8\5\2011 عدد الطلعات تجاوز 5600 طلعة .
تداخل الثورة الليبية مع السورية جعل من قطر تحاول ذات الأمر مع سوريا لكن و حتى لا يلدغوا مرتين, و بعد إن أيقنت أن الدعم الغربي لإسقاط الأسد غير متوفر و أن السيناريو الليبي قد بتكرر جعل من قناة الجزيرة تخفف ألحمله على سوريا و تتخذ الأسلوب الأقرب للحيادية حتى لا تتورط مرة أخرى. و من هنا يمكننا أن نقول إن الجزيرة لن تتعامل مستقبلا ألامع المحسوم فعليا خصوصا مع الأنظمة التي يخشى من بطشها.
| |
|