راس لانوف ـ نيويورك ـ باريس بروكسل ـ لندن ـ 'القدس
العربي' ـ وكالات: اعلن عبد الحفيظ غوقه الناطق باسم المجلس الوطني
الانتقالي الليبي الذي يمثل مناهضي النظام الليبي في شرق البلاد، ان قوات
معمر القذافي ركزت قصفها الاربعاء على 'الابار والمنشآت النفطية في راس
لانوف' (330 كلم غرب بنغازي).
وقال غوقه في مؤتمر صحافي في بنغازي مقر
المجلس، 'قبل ان آتي بقليل ركز النظام قصفه العنيف على النفط واصاب العديد
من المراكز المهمة وهو يقصف بلا هوادة المنشآت النفطية بالمدفعية
والطائرات'.
وكان مراسل فرانس برس في المكان افاد بقصف مكثف وقع بعد
ظهر الاربعاء استهدف مدينة راس لانوف النفطية، التي يسيطر عليها الثوار
وعلى بعض مواقعهم الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من هذه المدينة على
الطريق الى بلدة بن جواد.
وذكرت صحيفة ليبية ان عدد ضحايا القصف على مدينة راس لانوف امس الأربعاء ارتفع الى خمسة قتلى و30 جريحا.
وبحسب
شاهد يعمل في احدى المنشآت النفطية في المنطقة فإن خطا لانابيب النفط قد
تضرر. وقال علي الاقوري 'انا متأكد من انهم قصفوا خطا لانابيب النفط. انا
اعرف مكان هذا الخط بالتحديد'. وكان حريق كبير مستعرا في محيط المصفاة مع
سحابة هائلة من الدخان الاسود.
واعرب البيت الأبيض عن اعتقاده بأن حظر السلاح الدولي على ليبيا فيه مرونة تسمح بتسليح المعارضين إذا صدر قرار بذلك.
وقال
المعارضون المسلحون امس الأربعاء إنهم لا يرون أي مشكلة في الحصول على
مزيد من الأسلحة وفقا للحاجة وأضافوا أن قطر ودولا أخرى عرضت المساعدة.
واضاف
مصطفى غرياني المسؤول الإعلامي للمجلس الوطني الليبي المعارض في مدينة
بنغازي ان المجلس العسكري يعكف على تقييم الاحتياجات. وتابع أن فرض منطقة
لحظر الطيران سيكون مفيدا، لكن قوات المعارضة ستواجه دبابات.
وقال
دبلوماسيون امس الأربعاء في بروكسل إن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) وافقوا
على ثلاثة مبادئ يتعين تحقيقها بالنسبة للحلف، للنظر في أي عمل عسكري ضد
ليبيا. ويناقش وزراء الدفاع في الحلف رد فعلهم على الوضع في ليبيا اليوم
الخميس.
وقال دبلوماسيون من عدة بلدان في الحلف، قبل عقد الاجتماع، إن
دول الحلف وضعت ثلاثة مبادئ تحكم تصرف الحلف وهي 'وجود حاجة واضحة لتدخل
الحلف' و'توفر أساس قانوني واضح' و'دعم إقليمي راسخ'.
وأعطى الحلف
أوامره لقادته العسكريين بوضع خطط لعمليات محتملة. ويتوقع أن يناقش وزراء
الدفاع اليوم الخميس تلك الخطط، وإذا لزم الأمر، يطالبون بدراسات مفصلة
أكثر لبعض الخيارات.
واعلن مسؤول امريكي كبير الاربعاء ان الولايات
المتحدة تفضل ان يتولى الحلف الاطلسي وليس تحالف بلدان، العمليات اذا ما
اعطت الامم المتحدة موافقتها على فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
ورفض
المسؤول التعليق على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي اعتبر
ان 'الحلف الاطلسي ليس المنظمة الملائمة' لفرض منطقة حظر جوي ومنع نظام
معمر القذافي من استخدام طيرانه ضد المتمردين.
ولم يشأ المسؤول
الامريكي الكبير نفسه ايضا مناقشة امكانية حصول انقسامات في اطار الاطلسي
حول جدوى حمل الحلف الاطلسي على التدخل في شمال افريقيا الامر الذي شكك فيه
رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
ولا يأخذ الحلف الاطلسي قراراته الا بالتوافق، وبصيغة اخرى، بالاجماع.
وعشية
قمة بروكسل اعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
سيستقبل صباح الخميس موفدين اثنين من المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل
المعارضة المناهضة للنظام الليبي.
وجاء في بيان صادر عن الاليزيه ان
ساركوزي سيلتقي محمود جبريل وعلي العيساوي المكلفين الشؤون الدولية في
المجلس الوطني الانتقالي وسيبحث معهما 'الوضع العام في ليبيا خصوصا الوضع
الانساني ونشاط المجلس الوطني الانتقالي'. وكانت فرنسا رحبت الاحد بانشاء
المجلس الوطني الليبي وقدمت 'الدعم للاهداف التي يعمل من اجلها'.
وكانت
وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون رفضت الاربعاء في ستراسبورغ دعم
الطلب الذي تقدم به المجلس الوطني لاعتباره السلطة الشرعية الوحيدة الممثلة
للمعارضة في ليبيا، في حين ان البرلمان الاوروبي أيد هذا الطلب.
واوفد
الزعيم الليبي معمر القذافي الاربعاء مبعوثين الى الخارج سعيا الى فك
الطوق الدبلوماسي المفروض عليه، في وقت واصلت قواته حملتها العسكرية في
محاولة لوقف الثورة ضده التي دخلت اسبوعها الرابع.
وصرح مسؤول في مطار
القاهرة بان اللواء عبد الرحمن الزاوي احد المقربين من القذافي ورئيس هيئة
الامداد والتموين في الجيش الليبي، وصل الى القاهرة بطائرة ليبية خاصة. ولم
يعرف على الفور هدف الزيارة او المسؤولين الذين سيلتقيهم.
وفي بروكسل
اعلن دبلوماسي اوروبي، ان موفدا للقذافي غادر الى البرتغال، للقاء وزير
الخارجية البرتغالي لويس امادو عشية اجتماع في بروكسل لوزراء الخارجية
الاوروبيين حول الوضع في ليبيا.
وقالت وسائل إعلام في مالطا إن مسؤولين
في الحكومة الليبية غادروا الجزيرة امس الأربعاء على متن طائرة خاصة صغيرة
بعدما عقدوا اجتماعا مقتضبا مع مسؤولين مالطيين.
وفي هذه الاثناء يواصل
الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا دراسة وسائل وقف القمع
الدموي للثورة، خصوصا من خلال فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.