عبد المجيد
عدد المساهمات : 1467 تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: المساجد تتسيس .. و«تتحزب» الإثنين 4 أبريل 2011 - 15:21 | |
| فتحت ثورة 14 جانفي المجال امام كل التيارات الفكرية والسياسية منها و الدينية للعمل بحرية, ولعل العدد الجملي للاحزاب الذي سجلته الساحة السياسية في بلادنا هو أكبر دليل على اهمية هذا الحراك، | فاختلفت بذلك المنابر و تعددت فمن مكونات الخارطة السياسية في تونس من اتخذت من الميادين ملاذا لها لتبليغ مواقفها ومنها من استغلت فرصة تواجدها في وسائل الاعلام لتبليغ صوتها؛ فيما اختار شق آخرالمساجد ليتماهى خطابه بين الديني والسياسي.
وقد اثارانتهاج الدعاة والائمة المراوحة بين الدين والسياسة مستغلين المنابر تباينا في المواقف بين مؤيد لهذا النهج و مدافعا عنه و بين رافض له. في المقابل اجمع العديد من خطباء يوم الجمعة والايمة الذين يلقون دروسا يومية في عدد من المساجد على انه من الضروري ان لا تتدخل الدولة في الدين مثلما كان معمولا به في العهد السابق حيث كانت المواضيع تفرض خدمة لتوجهات نظام بن علي. ففي احد مساجد العاصمة دعا الخطيب الى عدم المس بالمساجد منبها من خطر تسييس الخطاب الديني واستغلاله من قبل السلطة . كما طالب وسائل الاعلام بالتزام الحياد والكف عما اسماها «بالفتنة عبرالدعوة الى تيار سياسي معين والمس من تعاليم الدين الاسلامي» .
ورغم ان وزارة الشؤون الدينية قد دعت في بلاغها الصادر مؤخرا
الايمة الخطباء الى ضرورة الالتزام في خطبهم باخلاقيات الخطاب الديني وباداب المساجد التي تقوم على الموعظة الحسنة والراشدة ودرء المفاسد والابتعاد عن النيل من اعراض الناس.
وعند سؤال بعض رواد المساجد بعد خطبة يوم الجمعة عن موقفهم من مسالة اتخاذ الخطب منحى سياسيا. قال رائد وهو موظف بالقطاع العام حضراحدى الخطب :» لا ارى أي ضرر من التحدث عن السياسة يوم الجمعة لأن الفضاء الوحيد الذي يسمح للتيارالديني بنشرمواقفه من عدة مواضيع يومية للتونسي هو المسجد و يوم الجمعة حيث يكون عدد الحاضرين بالعشرات.»
وفي نفس السياق ركزاحد الخطباء في حديثه على العلاقة التاريخية بين المسلمين و اليهود منبها اياهم بان «جيش المسلمين سيعود».
لا لتسيس الخطاب
لقد اوصت وزارة الشؤون الدينية كذلك بتحييد المساجد وعدم التعرض في فضاءاتها لكل ما من شانه التدخل في توجيه الحياة السياسية والاكتفاء بالجانب الديني في خطبهم والابتعاد عن الدعوة الى التحزب واشاعة الفتن واستغلال بيوت الله لغايات خارجة عن مشمولاتها. وهو ما استجاب له ائمة كثر في مساجد منتشرة في اكثر من ولاية مركزين خطابهم على مسائل فقهية وعقائدية لا غير دون تسييس كالتركيز على مواضيع الجنة و النار و الدور الحقيقي للمسلم الحق في هذا الظرف الذي تعيشه بلادنا.
واكد لنا عديدون انه من غير المعقول ان يقع استغلال المساجد لتمريرافكار سياسية تخص بعض الشخصيات الاسلامية الممثلة لاحزاب اسلامية سياسية او تلك التي تنوي انشاء حزب.
تصرفات اخرى..
لم تكن منابرالمساجد يوم الجمعة منذ فترة زمنية ليست بالبعيدة بمنأى عما اسماها البعض «بالكتائب الديقاجية» حيث عمد افراد من المصلين بعزل أئمة و نصبوا آخرين دون العودة اواعلام الجهات الحكومية المعنية وبمرور الايام تقلصت هذه الظاهرة بشكل كبير .
ولا يمكن لاي كان ان يقلل من شان المساجد و دورها الحيوي و الكبير في تاطيرالمصلين على المستويين الديني او حتى السياسي (ان وجد في بعضها) في ظرف حساس وصعب تعيشه بلادنا وهوما يضع الائمة و الدعاة امام مسؤولية جسيمة امام الله ثم التاريخ لتوجيه الناس نحوالوجهة الصواب بشكل يتماشى و امن تونس وعزتها دون الحياد او المساس من الشريعة . في المقابل فان بقية التيارات السياسية مطالبة بدورها بالعمل من اجل مصلحة هذا البلد دون تخوين اوتكفير
|
| |
|