رياض قهوجي *
اكدت مصادر دبلوماسية غربية وصول 12 مقاتلة تابعة لسلاح جو الامارات
العربية المتحدة الى قاعدة جوية ايطالية في جزيرة صقلية حيث ستباشر عملها
هذا الاسبوع ضمن قوات التحالف الدولي الذي يقوده حلف شمال الاطلسي (ناتو)
لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وأضافت هذه المصادر أن الطائرات، وهي ستة من
طراز ميراج 2000 وستة من طراز اف-16 بلوك-60، قد جهزت بأسلحة للقتال الجوي
وبالتالي فهي لن تشارك في عمليات هجوم بري ضد القوات الموالية للقذافي
تنفيذا للبند المتعلق بحماية المدنيين في قرار مجلس الأمن 1973 الخاص بفرض
الحظر الجوي على ليبيا. وتتوقع المصادر نفسها أن ترافق المقاتلات
الاماراتية مقاتلات ايطالية أو فرنسية خلال عملياتها فوق ليبيا وذلك تنفيذا
لقوانين حلف الناتو التي تفرض تواجد طائرات لدولة عضو في الحلف في أي مهمة
جوية تقوم بها دولة غير عضو في أي من العمليات التي يشرف عليها الناتو.
وتشير هذه المصادر الى أن أربع طائرات ميراج
2000 قطرية قد انضمت يوم السبت الفائت الى طائرتين قطريتين من الطراز ذاته
في قاعدة شودا على جزيرة كريت اليونانية للمشاركة في عمليات التحالف فوق
ليبيا. ولقد طلبت قطر، حسب المصادر ذاتها، انضمام خمس مقاتلات ميراج 2000
من سلاح الجو الفرنسي لترافق طائراتها خلال طلعاتها فوق ليبيا عملا بنظام
حلف الناتو.
ولقد بدأت المقاتلات القطرية بطلعات مشتركة
مع الفرنسيين فوق ليبيا لفرض الحظر الجوي فقط. ويقول مسؤول عسكري فرنسي،
رفض الكشف عن اسمه، أن باريس كانت تريد أن تقود هي أو الولايات المتحدة
الأميركية عمليات التحالف، من أجل تفادي التعقيدات التي ستنتج عن القوانين
الداخلية لحلف الناتو، وتحديدا موضوع وجوب تواجد طائرات لدول الحلف لمواكبة
طائرات لدول من خارج الحلف في أي من عملياتها.
وحسب قوانين ناتو أيضا فإنه لن يكون هناك
دور للدول غير الأعضاء في وضع الخطط والعمليات وانما سيقتصر دورها على صفة
مراقب في غرفة العمليات. لكن عددا من الدول الأوروبية رفضت المشاركة
بالتحالف الغربي تحت قيادة فرنسا وأصرت على اعطاء القيادة للناتو، خصوصاً
بعدما رفضت واشنطن الاستمرار بقيادة عمليات فرض الحظر الجوي.
أما ميدانيا، فقد أفادت مصادر عسكرية غربية
مطلعة بأن النتائج على الأرض تسير بشكل "ممتاز" حتى الآن، خصوصاً بعد تقهقر
قوات القذافي واندحارها سريعا نحو سرت وطرابلس وخسارتها لأعداد كبيرة من
الدبابات وراجمات الصواريخ ومدافع الميدان بالاضافة الى الذخائر.
وتشير عمليات الانسحاب لقوات القذافي والتي
تم آخرها في سيارات مدنية الى ادراك هذه القوات لفقدانها حرية الحركة على
الأرض بآلياتها وبالتالي فان معنوياتها محطمة نتيجة الغارات العنيفة
والمتكررة لقوات التحالف.
ويتوقع أن تكون هذه القوات قد بدأت تعاني
نقصا في الذخائر ومادتي الديزل والبنزين لآلياتها نتيجة الحصار
الجوي-البحري المفروض عليها مما سيحد كثيرا من أدائها وفعاليتها على الأرض.
كما أن غارات قوات التحالف على قواعد القذافي في الجنوب مثل سبها يوثر
كثيرا على الامدادات في العناصر والذخائر والعتاد الذي يأتي عبر دول
افريقية مجاورة. ويتوقع المراقبون أن تتركز المعارك هذ الاسبوع في مدن غرب
ليبيا وتحديدا مصراته وطرابلس، مع ترجيح أن يعطي التحالف والثوار أولوية
لاحتلال طرابلس مما سينهي الحرب بسرعة مع سقوط العاصمة.
* باحث في الشؤون الاستراتيجية