-------------------------------------------------------------------- أحبك لأنك إذ جاءتك المرأة التي اعترفت بالزنى(والاعتراف سيد الأدلة) لم تأمر برجمها بل أعرضت عنها مرات حتى كادت هي تطلب إقامة الحدّ عليها كان ذلك حتى تضع حملها وليس ترفّقا بها على حساب الحدود التي نحاول اغفالها بهذا الأسلوب بل رحمة بجنينها لبراءته من الجرم المرتكب من طرف الأم . ------------------------------------------------------------------ ألم تكن هذه المرأة مثل إسرائيل الذي كان كل الطعام حلا له حتى حرّمه على نفسه، وألم تكن أنت ممن يحبون العفو والصفح عملا بدعوة الله تعالى إلى العفو والصّفح:»... وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (النّور لا أحد يكره العفو ولكن ليس لدرجة التسيب والإستهتار بالحدود تحت أي غطاء ----------------------------------------------------------------- أحبك لأنك أنت الذي قلت لأبي ذر: "يدخل الجنة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه"، فلما امتعض أبو ذر وكرّر مرات: "وإن زنى وإن سرق يا رسول الله"، أجبته أنت: "وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبي ذر هل يعني هذا أن الزنى والسرقة ليست موجبة للعقوبة فمفهوم الحديث أن مآله الجنّة وإن تعذب وهذا ما لا يطيقه بشر وكذلك فيه معنى أن المعصية لا تحول دون التوبة وإن كانت في حجم الزنى والسرقة لان التوبة تجبّ ما قبلها ولا أظن أنه تشجيع على فهم التسامح لمثل فاعلي هذا كما يفهم من السياق للمداخلة ". ---------------------------------------------------------------------------- أحبك يا رسول الله لأنك أنت بشر يوحى إليه، بشر بنزعاته البشرية يمشي في الأسواق ويأكل الطعام ويتزوج وفق ما كان سائدا في بيئته التاريخية ويحب بعض الطعام ويكره آخر دون أن يحرّمه على المسلمين إن لم يكن محرّما في القرآن بل حرّم أشياء لم تحرّم في القرآن إذ أن السنة الشريفة قول وعمل وإقرار من مصادر التشريع مع القرآن الكريم وأيضا أي نزعات بشرية تتحدثين عنها فكل ما يتنافى مع العصمة والصفات النبوية لا يفعلها صلى الله عليه وسلم فلا هوى عنده حتى تقولين إنه بنزعاته البشرية لا يعيب على الناس ما يفعلونه وهذا لا يكون على إطلاقه بل فيما ابيح لهم فقط وهذا مما يتفق عليه جميع من ينتسب لهذه الأمة . ------------------------------------------------------------ أحبّك في بعدك ناقلا للوحي وأحبك في بعدك البشريّ يخاصمك نساؤك فتحرّم ما أحل الله لك أو تعبس في وجه الأعمى، فيعاتبك الله تعالى عتاب الأحبّة مذكّرا إيانا ضمنيا بأننا نعبده هو تعالى لا بشرا وإن يكن أفضل الخلق. ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله تعالى فإن الله حي لا يموت إذا كان هذا اشارة الى تمييزه صلى الله عليه وسلم فهذا أمر منا لفعله وتصرفه عليه الصلاة والسلام كبشر لا يعني ذلك عدم خصوصيته وتميزه واصطفائه بما يصعب علينا الإحاطة بمقامه صلى الله عليه وسلم من جانب اتصاله بربه الباطني والظاهر منه. ------------------------------------------------------- أحبّك لأنك ما كنت فظا غليظ القلب ولأنهم لم ينفضّوا من حولك. بالرفق واللين والمحبّة استطعت بناء أمّة وكنت منطلقا لصرح تاريخي ما تزال آثاره موجودة إلى الآن. أحبك لأنك كنت تعرض عن الجاهلين وتلاطف الحاقدين وأتعجب من بعض من يدّعون أنهم أمّتك، يثلبون ويقذفون بلا بيّنة، يغتابون بلا رادع، يكفّرون بلا وازع وأنت الذي قلت: من رمى مؤمنا بكفر فكأنّه قتله فلنراجع صفاة المؤمنين ونرى نصيبنا من الإيمان كي نطالب بحقوق المؤمن --------------------------------------------------------------------------- يا رسول الله، ألم تقل لهم إن من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر...وألم نقل لهم أن لكم دينكم ولي ديني وألم تذكّرهم بأنه لو شاء الله تعالى لآمن من في الأرض كلهم جميعا...لماذا يا رسول الله يريدون أن يكرهوا الناس على الإيمان؟ لماذا يشوّهون صورة الإسلام وينفّرون النّاس منه؟ لماذا يريدون أن
هناك فرق بين من لم يؤمن ممّن يدعي الإيمان فالحكم على المرتد هو القتل بخلاف ذلك يكون الأمر بالتعايش مع الكافر حدد مكانك أين يكون لتتبين طريقة التعامل معك ------------------------------------------------------------------------- يهدوا» قسرا من لو شاء الله تعالى لهداه... لماذا لا يدعون إلى سبيل الله تعالى بالحكمة والموعظة ربما ما تراه أنت حكمة لا يرقى أن يكون كذلك فمفهوم الحكمة يختلف عند الناس ولا يمكن أن يفهمها الكثير إذا لا داعي كي يتعلم الداعي من المدعو وقد ورد في القرآن الكريم أن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا لذا ليس كل شخص ممكّن من الحكمة إذ هي خصوصية البعض دون غيرهم ----------------------------------------------------- الحسنة؟...وهل يقلقك يا رسول الله أن يقول عنك شخص أي كلام وأنت من أنت؟ هل يزعجك أن لا يتبع دينك بعض الناس؟ هل يزعجك أن يمارس بعض الناس حقّهم الذي وهبه الله تعالى للجميع: حقّ الاختيار وتحمّل مسؤولية الاختيار؟أحبّك يا رسول الله ولكنّي لن أجبر أحدا على اتباع دينك ولن أكفّر أحدا. فأنا أستحي من الله تعالى أن أحكم على أي واحد وأنا الإنسان البسيط الذي جهل زمان مجيئه إلى هذه الدنيا ويجهل زمان رحيله منها. لن أحكم على أحد ولن أتهم أحدا فأنا أخجل يوم أقابل الله تعالى أن أبوء بإثم أيّ كان...أحبك يا رسول الله ولأني أحبك فسأتعلّم منك الإعراض عن الجاهلين وسعة الصدر عن الحاقدينطبعا لا تسطيعين الحكم على الناس لانك تفتقدين للمادّة العلمية التي تخولك ذلك ولكن يختلف الأمر مع من يكسب المؤهلات التي تمكنه من ذلك فكما لا يمكن لغير القاضي البت في قضيةعدلية ما كذلك غير ذلك من العلوم والإختصاصات موكولة لأهلها كل علم يسأل عنه أهله وعدم حكمك على الناس ليس تواضعا وإنما هو في الحقيقة جهل وافتقار لما يمكنك من ذلك ...
جامعية تونسية ومديرة المكتبة الوطنية |