الغريق يتعلق بقشة
الشعوب العربية تعاني غالبا من أوضاعها السياسية و الإقتصادية و
الإجتماعية, و تنظر لهذه الأوضاع بعين العاجز الذي لا حول له و لا قوة.
لم تجد هذه الشعوب أمامها مخرجا بين الحلول المتوفرة. فلا المعارضات استطاعت
تغييرا و لا المثقفون تمكنوا من إقناع السلطات بوجهات نظرهم و لا بتبليغ
أصوات شعوبهم.
ما يحدث الآن في مصر هو بمثابة تعلق الغريق بالقشة. الملايين من المصريين
يرون الآن في البرادعي منقذا لهم و بديلا عن سلطة لم تنصفهم.
ما يعرفه المصريون عن الرجل لا يتعدى مستواه العلمي و
اضطلاعه برئاسة الوكالة النووية الدولية و نيله جائزة نوبل للسلام.
الرجل لم يدل يوما بدلوه بسياسات مصر و لم يفصح عن أي فكرة فضلا عن برنامج لإخراج
البلاد مما هي فيه. فما الذي يجعل منه إذا أملا و منقذا؟
يقول البعض أنه ببعده عن مصر و نظامها يمكن أن يشكل قطيعة حقيقية مع النمط
الحالي للحكم. كما أن خبرته الدولية سوف تعطيه القدرة على إرجاع مصر
لمكانتها الدولية. ما يهم البعض الآخر أساسا هو أنه لم يطله الفساد
المستشري في دواليب الحكم و المؤسسات الحاكمة (إن وجدت) وهو, أي الفساد
السياسي و المالي, ما يعتبره أغلب المصريين أم الخبائث و سبب كل السقطات.
قد يحقق البرادعي طموحات من تعلقوا به و رأوه مخلّصا و قد لا يفعل. بل قد
يزيد من تعميق الأزمة لتشبعه بالنمط الغربي الليبرالي الرأسمالي. لكن
الغريق يتعلق و لو بقشة
منقول