[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]القطار يقتل 4 أرباب عائلات وييتّم 24 ابنا
أربعة قتلى... 24 ابنا يتيما... أرملة... 3 رمّل... وسيارة تحولت إلى كوم من الحديد... هذا ما خلفه حادث القطار المريع الذي شهده مفترق السكة مع إحدى النقاط الرابطة بين قفصة والمتلوي في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت الفارط وتمثل في اصطدام سيارة بقطار... وقد تولى أعوان الحرس الوطني البحث في ملابسات الحادث وسماع أقوال سائق القطار....
وفي انتظار الكشف عن الظروف التي حامت حول هذه الفاجعة اتصلت"الصباح" أمس بعائلات الضحايا القاطنين بمدينة قفصة وتحصلت على المعطيات التالية:
ما يلفت النظر منذ البداية القاسم المشترك بين العائلات الأربع(عمر وعثمان وحفيّظ والسعيدي) والمتمثل في الوضعية الاجتماعية المتواضعة لها... فالعائلة الأولى المتكونة من أم وأربعة أبناء تتراوح أعمارهم بين 12 و20 سنة فقدت عائلها الأب صالح عمر(43 سنة) الذي كان يكدّ في سبيل توفير حاجيات أبنائه، والعائلة الثانية المتكونة من أب مقعد و6 أبناء بينهم ثلاثة مجازين وعاطلين فقدت الأم أم السعد عثمان التي كانت تكافح لمداواة زوجها وتوفير لقمة أبنائها... والعائلة الثالثة التي تتكوّن من أب مصاب بعدة أمراض مزمنة وعاجز عن العمل وخمسة أبناء بينهم مجازون عاطلون فقدت الام التي كانت تكدّ من أجل فلذات أكبادها وتوفير مصاريف علاج بعلها، والعائلة الرابعة المتكونة من أب يعمل في قطاع البناء، وثمانية أبناء بعضهم تلاميذ وتتراوح أعمارهم بين 14 و25 سنة فقدت الأم شاذلية التي كانت تسعى دائما لتوفير مستلزمات العائلة ومساعدة زوجها... فهذه الوضعية الاجتماعية للعائلات الأربع تستحق لفتة من السلط الجهوية والمحلية بقفصة علها تخفف من وطأة المصيبة
وعن الحادث أفادنا أقارب الضحايا بأن صالح وام السعد وحفصية وشذلية استقلوا سيارة باتجاه سوق توزر حيث انتصبوا وتاجروا في الملابس قبل أن يسلكوا طريق العودة على ان يذهبوا في اليوم الموالي إلى سوق المتلوي ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، ففي الطريق بين المتلوي وقفصة وأثناء عبور السيارة التي كان يقودها الضحية صالح السكة الحديدية قرب أحد المفترقات المجهزة بالحواجز الاتوماتيكية تعطلت السيارة وتوقفت، فنزل المسكين لدفعها ولكن القطار داهم الجميع ليموتوا على عين المكان بعد أن تحولت السيارة إلى كوم من الحديد
وقد حل أعوان الحرس الوطني والحماية المدنية على عين المكان وانتشلوا الجثث الأربع ونقلوها إلى المستشفى الجهوي بقفصة لعرضها على الفحص الطبي قبل فتح تحقيق في الغرض تم أثناءه سماع أقوال سائق القطار الذي اكد ان تفاجا بوجود السيارة على السكة وبالتالي عجز عن فعل أي شيء لمنع الاصطدام
يذكر ان السيارة ظلت بمكانها على حافة السكة إلى حدود يوم أمس!!