في مساء ذلك اليوم
ادلهمت السماء
و أبرقت و أرعدت
ثم انهمر المطرعلى المدينة و ما جاورها
و بدأت مياه الوادي في السيلان
و لم تكن السيول توحي في البداية
بفيضان كبير
و كان كل الشباب التلمذي لكل من القصر و لالة
يدرس بمعاهد قفصة المدينة
انقطعت بهم السبل
لأن السيارات و الحافلات العادية لم تعد قادرة على قطع الوادي
بناء جسر بياش
فوفر الجيش الوطني شاحنتين كبيرتين من نوع
GMC
و صعد الشباب الى الشاحنتين
و لم تكن الرحلة لتدومة أكثر من دقيقة أو دقيقتين
الا ان القدر شاء غير ذالك
شرعت الشاحنتان في عبور الوادي و لم يكن تفصل بين الأولى و الثاني
غير مترين أو ثلاثة
و فجأة و بفعل تيار الماء و ارتفاعه
توقفت الشاحنة الأولى
و بالتتيجة فقد توقفت الثانية أيضا
بعد أن اجتازتا أكثر من نصف المسافة الواقعة بين ضفتي الوادي
و ظلتا هناك
أكثر من ساعة
-------------------------
و معهد القصر
و حتى ذالك الوقتل لم يخطر بال احد أن الأمر سيتطور الى الأسوء
بل هنالك من يقول أن الشباب لو نزلوا من الحفلتين في حينها
لأمكنهم قطع الوادي سيرا على القدمين
ثم بدأت مياه الوادي في الأرتفاع بسرعة
و حلت بالمكان آلية
موتوقرادير
تابعة لمصالح وزارة الأشغال العامة
في محاولة لمساعدة الشاحنتين
ولكن ساعة الجميع كانت قد ازفت
فجرفت مياه الوادي الشاحنتين
و آلية وزارة الأشغال العامة
و توفي كل من فيها جميعا
و يقال أن المواطنين ظلوا يشاهدون الى ساعة متأخرة من الليل
إشارات ضوئية للإستغاثة
كان يصدرها سائق المتوقرادير
من غرفة قيادة الآلية الى أن توفي
رحمة الله عليه
-----------------
و هب اهالى قفصة و القصر و كل المنطقة
في اليوم الموالي للبحث عن رفاة المفقودين
حيث دامت عمليات البحث لأكثر من اسبوع
و عثر على بعضها قرب الحدود الجزائرية
بمنطقة الجريد
و تم نتيجة لهذه المأساة