القبيلة والدولة في التاريخ العربي

Admin عدد المساهمات : 2831 تاريخ التسجيل : 24/01/2010

كما يحكي لنا التاريخ كان العرب قبل الاسلام مجموعات من القبائل منتشرة انتشار الجراد في مساحات شاسعة من الصحاري في شبه الجزيرة العربية دون ضابط او نظام عام يحكم تصرفات الافراد والجماعات فيها وكان النظام الوحيد الذي يحكم تصرفات هذه التجمعات البشرية هو ميزان القوة والضعف وكانت القبيلة هي الدرع الحصين الذي يحتمي به الافراد ومن ليس له قبيلة ينتسب اليها يسبى ويباع عبدا في اسواق المواشي مع الغنم والبقر والجمال ان لم يقتل ليسلب ما بايديه من اموال ومن هذا المنطلق كان ارتباط الفرد بقبيلته ارتباط حياة اوموت ارتباط عزة او عبودية وكان من نتيجة هذا الانفلات التشاحن والتباغض ثم الاقتتال لاتفه الاسباب وحرب داحس والغبراء التي دامت سبع سنوات لسبق فرس على اخرى شاهدا على التفاهات التي كانت تعيشها تلك القبائل والتي تحركها قبيلة ضد اخرى
وكان من رحمة الله بتلك القطعان البشرية ان ارسل اليها نبيه الكريم اليتيم الذي تربصت لقتله قبيلته قبل القبائل الاخرى والفقد نعمة الامومة والابوة ليعيش يتيما محروما من حنان الام ورعاية الاب وحماية القبيلة لكن اليتيم يجد
في الرعاية والحنان الالهي ما يغنيه عن رعاية الام وحنان الاب و يجد راعي الغنم البسيط في هذه العناية الالهية من العزم والقوة والباس ما يمكنه من التحول من رعاية الاغنام الى رعاية البشرية على مدى التاريخ المتبقي من عمر هذا الكوكب الشارد بين ملايير الكواكب المنتشرة

في صفحة هذا الكون اللامتناهي في الضخامة والعظمة
ويبدا تنزل القران الكريم ويبدا توافد الظمى الى الهدي الالهي وتضم المدينة المنورة عاصمة الاسلام الاولى جموع الذين هجروا جحيم قبائلهم الى حضانة دولة الاسلام الحديثة ويتم تنزل القران الكريم دستور الدولة الحديثة ويهجر افراد القبائل المختلفة ملذاتهم وما كانوا يتمتعون به من الخمر وملذات الزنا والنساء وما كانت تزينه لهم اهواءهم من احقاد وضغائن ويلتزم الجميع بحدود و ببنود دستور الدولة الجديدة وتقوم دولة الاسلام الحديثة على اساس دستور ثابت وعتيد دستور يتسع لما تبقى للانسانية من حياة فوق هذه الارض دستور لايتناوله بالتعديل والتبديل نزوات رؤساء الدول ممن قد بلغوا الثمانين من العمر كي يضمنوا بقاءهم في كراسي الرئاسة ولموتوا فوق تلك الكراسي او ليورثوا ابناءهم من بعدهم رعاية الاغنام البشرية التي كانوا يستحلبونها مع كل فجر يطل عليهم ويتم تنزل الدستور الالهي وتقوم الدولة وتتسع وينتقل المعلم الاول للبشرية الى رحاب ربه -سنة الله في خلقه – وتنتقل السلطة في الدولة الحديثة الى خليفته ابي بكر وقد نسي الجميع انتسابهم الى قبائلهم وقد وجدوا في عدالة الدولة الجديدة ما يحميهم ويضمن لهم السعادة في الحياتين الحياة الدنيا والحياة الاخرة
وتنتقل السلطة الى خليفة رسول الله ابي بكر انتقالا شوريا حسب بنود دستور الدولة في مجلس عام واختيار حر اختيار الاكفا بين الرجال الذين قامت على تضحياتهم الدولة الحديثة ثم ياخذ الخليفة الجديد البيعة من المسلمين في اجتماع عام في مسجد المدينة المنورة بعد ان اجمع عليه المجتمعون في مجلس السقيفة الخاص ويحرص الحاكم الجديد على وحدة وصحة الدولة الحديثة اكثر من حرصه على نفسه واهله وقبيلته ويفرغ المدينة المنورة من جندها ليدك جنوده معاقل المرتدين ويقف وقفة الاسد الحصور قبالة عمر بن الخطاب الذي استنكر افراغ العاصمة من جندها ليقول له وبكل حزم وتصميم : اجبار في الجاهلية خوار في الاسلام ياعمر ويحرص خليفة رسول الله ابو بكر على الدولة الحديثة قبل موته حرصه عليها في حياته ويابى لها ان تتحول الى مملكة تقيدا بنصوص الدستور الرباني لهذه الدولة (ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة ) ويستبعد اولاده واهله وعشيرته من رئاسة الدولة ويختار من رجالها من الاكفا لخلافته ممن عرف عنه الحزم والقوة في تسيير دفة الحكم فيسمي عمر بن الخطاب لخلافته ويسير الخليفة الثاني على نهج من سبقه في حرصه على دولة الاسلام وتتسع الدولة الجديدة وتدك جيوشه معاقل الفرس والروم ويبدو حرص الخليفة الثاني على الدولة وقلقه على كل شاردة وواردة فيها في قوله : والله لو ان دابة عثرت في بلاد الرافدين لكنت مسؤولا عنها وتكون المؤامرة الفارسية على قتله لكن القتل لايفت في عزم الخليفة المسجى على فراش الموت وبطنه مفتوح بضربة الخنجر وامعاؤه بادية للعيان في حرصه على دولة الاسلام فيرسل الامناء لاستشارة الرعية في من يخلفه ويستهجن قول المتزلف الذي اشار عليه باستخلاف ابنه العالم العابد عبد الله بن عمر فيرد عليه بقوله :والله ما اردت بها وجه الله حرصا منه من ان تتحول الدولة الى مملكة مستحضرا الاية الكريمة ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة تقيدا منه ببنود دستور الدولة وتتفتق قريحة الخليفة الحريص على دولة الاسلام عن استحداثه لاول مرة في تاريخ البشرية ما يسمى بمجلس الوصاية واستبعد منه اولاده واهله وعشيرته وحصر امر اختيار من يخلفه في ستة من كبار الصحابة
فهل استمر حرص العرب على الدولة الحديثة ؟ لقد توقف هذا الحرص مع انتهاء الخلافة العمرية وكان يجب ان يستمر لقد توقف عندما الت الخلافة الى عثمان بن عفان الذي قرب ا ليه اقاربه وابناء عشيرته واسلمهم زمام الامورمما اثار المسلمين عليه فكان قول ام المؤمنين عائشة اقتلوا عثكلا فقد كفر لقد توقف حرص العرب على دولة الاسلام وعاد اليهم حنينهم الى القبيلة وليت الامر يتوقف عند افترار الحرص بل لقد تجمد شعورهم نحو الدولة وهم يرون ويسمعون ان عاصمة الدولة تداس وخليفتها يحاصر عشرين يوما ويجوع ويعطش هو واهل بيته ثم يتسلق الثوار سور بيته
وينهالون عليه ليذبحوه ذبح النعاج على مراى من اهل بيته امام اسماع وانظار سكان المدينة المنورة وهم قابعون في بيوتهم لا يحركون ساكنا
ومع مقتل عثمان بن عفان تعود للقبائل حميتها وتستعر الحروب حربا تلو اخرى حتى يسقتر الحكم في بني امية و يخرج حكام بني امية عن بنود الدستور الالهي للدولة فيحولون الخلافة الى مملكة ضاربين بالاية الكريمة ( ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة ) عرض الحائط ويثور بنو هاشم على هذا الخروج الفاضح ويقتص بنو امية من بني هاشم بقتل الحسن والحسين احفاد رسول الله الذين كانوا يعتلون ظهر جدهم في يوم من الايام وتجف ينابيع الرحمة لدى احفاد ابي سفيان بقتل احفاد رسول الله
وتتسع الفتوحات وتكثر الثورات وتنتقل الدولة من قبيلة بني امية الى ابناء عمومتهم من قبيلة بني العباس ويعمل سيف السفاح ببني امية ماعجزت عن عمله سيوف عباد النار والبقر حتى يستاصل شافتهم ويتربع بنو العباس عرش الدولة وقد علا اسم قبيلتهم اسم الدولة كما ا علا سابقوهم من بني امية اسم قبيلتهم اسم الدولة فتحولت عندهم وعند سابقيهم الدولة الى قبيلة ومما يؤسف له ان يحصر اغبياء الفقهاء ممن يعتلون منابر الفتوى كراسي الخلافة في قبيلة واحدة هي قبيلة قريش
وتتحول الخلافة عند بني العباس ومن سبقهم من ابناء عمومتهم بني امية من خدمة الدولةالى خدمة القبيلة وتتحول جموع المسلمين من خدمة الدولة الى خدمة الخلافة لقد وضع الجميع من خلفاء بني امية وبني العباس دستور الدولة وبنوده التي تقول ( وامرهم شورى بينهم - ان اكرمكم عند الله اتقاكم - ايما امام يؤم جماعة وهو يعلم انهم يكرهونه فليتبؤ مقعده من النار – ما التقى مسلمان بسلاحهما الا كان القاتل والمقتول في النار ) و يؤول امر الدولة القبيلة ااو القبيلة الدولة بفعل قانون التوارث اللاسلامي الى اغبى واجبن مافي الدولة الدولة القبيلة من الرجال الذي استعصم بهولاكو وجنوده ونسي استعصامه بالله فاحتجز اموال المسلمين وزكاة اموالهم في خزائنه وجعل جنود الاسلام يستجدون الفتات في الاسواق وتسقط الدولة تحت سنابك خيل هولاكو بعد ان اسقطها خلفاؤها ويدخل هولاكو بغداد وقد هاله ان يجد خليفتها المستعصم بالله العباسي يتربع على اطنان من الذهب وان جنوده يستجدون الفتات من الاسواق ويغرس هولاكو خنجره في قلب الدولة لتلفظ انفاسها
وبعد ان انشغل احفاد هولاكو بمناجاة القمر واقامة قواعدهم فوق سطحه والتحليق بعيدا في الفضاء الرحب وتاكدوا من عمق الهوة التي تفصل بينهم وبين الدولة الميتة قاموا باحياء الدولة الميتة لتكون سوقا رائجا لبضائعهم المنسقة وموردا لوقود صواريخهم وطائراتهم التي تشق عباب الفضاء وليبقوا هذه الدولة الميتة في حالة من الشلل الكامل حتي لاتستطيع اللحاق بهم وليعيدوا للعرب جاهليتهم قاموا بتفصيل اوصال الدولة الميتة حسب القبلية الجاهلية فكانت دولة ال سعود نسبة الى القبيلة السعودية واعلوا اسم القبيلة على اسم الدولة واعادوا نسبة العراق الى بني العباس ونصبوا احفاد بني هاشم على شرقي الاردن وتركوا بلاد الشام لاحفاد معاوية من الامويين واعاد احفاد بني امية فعلة جدهم معاوية بن ابي سفيان بتحويل الدولة الى مملكة كما اعاد بنو العباس في العراق فعلة جدهم المستعصم بالله وسقطت بغداد من جديد بعد ان اسقط مماليك ما يسمى بالثورة المصرية القدس الشريف
لقد قرا احفاد هولاكو التاريخ العربي قديما وحديثا لكن العرب لم يقرؤا تاريخهم لافي القديم ولا في الحديث فهل يقرا العرب تاريخهم ويقلعوا عن جاهليتهم القبلية وان يحدوهم الامل في عودة الدولة الشلولة التي اعاد احفاد هولاكو اليها تنفسها الى الحياة من جديد بعد ان عاد الى الدولة تنفسها في شقيها الشمالي والجنوبي في شقيها الشيعي والسني بعد ان وقفت على ساقين ساق في جنوب لبنان واخرى في غزة لتبول قذائف خيبر وصواريخ غراد على ابناء الخنازير والقردة قتلة الانبياء في القديم ومشعلي الحربين العالميتين الاولى والثانية وما تلاهما من حروب ام انهم سيجهزون عليها كما اجهز عليها اجدادهم قديما وينساقون وراء سراب وعود احفاد هولاكو وسخرياتهم بهم فيعيدوا فعلة الفراشات التي ترمي بنفسها في اتون النار منخدعة بسنار ضوئها وليتاكدوا ان احفاد هولاكو لن يرحموهم فلا احد في هذا الوجود يرحم قاتل امه وسيلعنهم التاريخ و يمسح اسمهم من ذاكرته وستلعنهم الاجيال لانهم قتلوا امهم وانتحروا
موريال في 29 03 2009
شاعر موريال
كاتب السيناريو الصحفي

القبيلة والدولة في التاريخ العربي E

محمد سراج

عدد المساهمات : 1467 تاريخ التسجيل : 18/03/2010

القبيلة والدولة في التاريخ العربي 848270

» امريكا والسعودية والدولة الصهيونية تواجه ثورة 25 يناير!
» "لا يوجد حكم قضائي بإغلاق كاكتيس والدولة تصرفت باعتبارها صاحبة المناب الأوفر"(المكلف العام بنزاعات الدولة)
» التاريخ المسروق
» أعظم 5 اخطاء في التاريخ
» من أعظم الأخطاء في التاريخ !