إلى شهـداء 15 أكتوبر
شعر عادل معيزي
بهوائه.. أُكْتُوبَر العَذْب النّقِيّ
بهوائه يَتَزاحَمُ الّلمَعانُ في..
حُرّيَتي
أمْشي على فَصْل الخَرِيف
لِسَاعَتيْن قَصيرَتيْن
أظلّ أمشي..
فوق خَشْخَشة الوُرَيْقات الطَرُوبَة
زَاهِيًا مُتَرَنِّمًا
مترنّم مَطرُ الصّباحِ بمشيتي
مُتَرَنّم مَطر المساء، بِأغنياتي السائحات،
الذائعاتِ الرائعاتِ
وأغنياتي السابحاتِ
الصاعقات الراحلات إلى الجحيم،تَرَنّما
لَكَأَنَّها كأسَاتي المَلأَى بماء النرجس المُبْتَلّ بالبحر الغريق
إذا أطلَّ مَع الرّؤى مُتَيَمّما
بهوائه.. أكتوبرُ العَذبُ النّقي
بهوائه البَحْريّ يَلْثُمُ راحتي
ويُؤَجّج الشوقَ الكَفيفَ
إلى نونِ الكتابَةِ
أو إلى الذكرى إذا جَاءتْ مع الأمواجِ
أمشي في لِسان البَحر مُعتَرضا رُطوبة نهدها
مُسْتَسْلما لِمَشاهد الخِلْجان تَحْضُن خصرها
ومُواجِهًا مُسْتَودعَ الرّيحِ التي
تَرْمي إلى الغَيْبِ- الذي هُو حَاضري-
بخصائلي
ترمي إلى غَدها غَدي
أرنو إلى أطياف منْ يرنو إلى أطيافها
تَأتي إليّ، بِزيّ كَاهنَةٍ تطوفُ بمنْ
تَطُوفُ بها مَلائِكَة الدُّنى
أدْنُو قَليلا مِنْ رَصيف راجِفٍ
أو رُبّما المَوْجُ الحَصيفُ
يَرُجُّ في تَهْلِيلَة قَرْنِيَّتي فَيَرُجُّني
لَكَأَنَّنِي أُصْغي إلى قَرْطاجَ
من غَفَواتِهَا تَصْحُو
على صَوْتِ القَواربِ وهي تَنْأى
في عُبَاب البحْرِ نحو بِحَار قَرْطاج القديمةِ
أو تَعُودُ إلى سَواحِلِ «قُورْدَانِيوس» مُحَمَّلاتٍ
بالجواهِرِ والضّيَاءْ
بِهَوائِه
وصَبَاحِه
وشمُوسِه
أكتوبر الرطب البهيّ
بهوائه سأظلُّ أحْلُم مَنْ سيحلُمُ بالهواءْ
وبصوتها يأتي إليّ معَ الرّياح بَهَاؤُهُ
ومُغَمّسًا في المِلْح يَأتي بالصّواري
حَوْلهَا الفِضِّيُّ يَنْهَضُ رَاجِفا زَبَدَا
بِفِتْنَتِه سَأمضي رَاهبا مُتَرنّما،
أَبَــــدَا
برَنَّته سيمضي حالماً بي
زاهياً أسمو غداً
وغدا بِرَنّتِه سَأمْضي حَالما مُتَيَمِّما، مَطرُ المساءْ
بِضِيائِه..
أكتوبَر الرّطْب النّدِيّ
بضيائِه الأَزَليِّ
سَوْف يَظلّ
يَنْتَشِرُ الضِّيَاء