tahar
عدد المساهمات : 897 تاريخ التسجيل : 26/02/2010
| موضوع: معركة الشجرة الأحد 8 أغسطس 2010 - 19:11 | |
| بدو مؤكدا أن معركة الشجرة التي حصلت جنوب لبنان بين الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الاسرائيلي تدخل ضمن نطاق «جس النبض» الذي تريد به «تساهال»، استشعار حقيقة الداخل اللبناني على الصعيدين السياسي والعسكري، غداة زوبعة «القرار الظني» الذي تلوح به محكمة اغتيال الحريري باتهام أعضاء غير منضبطين من «حزب الله» في المخطط. ولعل ما حصل في الجنوب سيساعد إسرائيل على معرفة نقطتين مهمتين بالنسبة إليها. ـ قوة ردع الجيش اللبناني، والتي أثبتت فعاليتها خاصة مع التصدي السريع للتطاول الصهيوني على أرض الجنوب، حيث أردت عقيدا من الفيلق الثامن للجيش الإسرائيلي وأسقطت ضابطا آخر جريحا، وهو ما يثبت الدراية الميدانية للجنود اللبنانيين بما يحدث في الجانب الآخر من الحدود، ولعل ذلك ما جعل الخارجية الإسرائيلية تتجه في أول رد فعل لها بعد هذه المعركة، الى القيام بحملة ديبلوماسية لمنع المساعدات العسكرية التي تتأتى للجيش اللبناني من أمريكا وأوروبا، زد على ذلك الوقفة السياسية الموحدة التي قوبل بها تصرف الجنود اللبنانيين سواء لدى الرئاسة اللبنانية أو فريقي 14 آذار و8 آذار في تصديه للاعتداء الإسرائيلي. استشعار طريقة تصرف «حزب الله» تجاه هذا الاختراق وهو يستعد للاحتفال بالذكرى الرابعة للانتصار في حرب تموز 2006.. حيث أن تدخل قوات المقاومة كان سيعتبر اختراقا للقرار 1701 من جانب «حزب الله» ما كان سيمكن إسرائيل من حزم حقائبها والذهاب إلى نيويورك لإيجاد تغطية ديبلوماسية لعدوان جديد على لبنان يحررها من العقدة التي سببها لها الحزب بعد الهزيمة السياسية والعسكرية والاستراتيجية التي أنزلها بها بعد حرب الثلاث وثلاثين يوما ولعل ذلك ما جعل الصحف العبرية توجه أصابع الاتهام للحزب بأنه وراء تلك المعركة. في نفس الوقت فإن «معركة الشجرة» كانت بالنسبة لإسرائيل فرصة لمعرفة طريقة تصرف الأهالي اللبنانيين في الجنوب، واتجاهاتهم عند حصول أية حرب في المستقبل خاصة بعد تصريحات لغابي أشكينازي رئيس هيئة الأركان الصهيونية الذي قال أنه لن يتوانى عن دك المدنيين لإصابة الأهداف التي حددتها المخابرات العسكرية «أمان» في قرى جنوب نهر الليطاني وتقول أنها مستودعات لأسلحة المقاومة اللبنانية. ولكن بعض الأهالي اتجهوا بعيد الاعتداء الى نقطة اطلاق النار حيث شوهدوا وهم بصدد إجلاء الجنود المصابين.. رغم سقوط بعض المدنيين بين صريع (صحفي من جريدة الأخبار اللبنانية) وجريح (بعض المراسلين الصحفيين). «معركة الشجرة» كشفت كذلك أن جيش الاحتلال الصهيوني لا يملك معلومات شاملة حول الوضع بالجنوب بتلك الكيفية التي أعلن فيها من قبل ضباط الاستخبارات الميدانية لـ»تساهال» بأن لديهم بنكا للمعلومات لأهداف لـ»حزب الله».. خاصة وأن الكشف عن معلومات استخبارية مثل تلك لا يمكن أن تخدم الأهداف العسكرية في أي عدوان قادم على لبنان بقدر ما تخدم الأجندة الديبلوماسية للصهاينة في حشدهم ضد سلاح المقاومة وسلاح الجيش اللبناني كذلك، ومن ثم فإن الحاجة العسكرية لمعلومات حول الميدان اللبناني تبقى ملحة بالنسبة لأركان القيادة الصهيونية، خاصة وأن «حزب الله» استطاع هزيمة جيش البر الإسرائيلي وتضييع أهداف سلاح الجو في عدوان تموز الاخير من خلال استغلال عامل «الأرض»، وكذلك من خلال سلاح سرية الاتصالات للتنسيق، ومن خلال استطاعة المقاتلين من التقاط إشارات الاتصال الصهيونية وفك تشفيرها وإعادة دمجها لتوجيه القوات الإسرائيلية نحو أهداف أخرى بعيدا عن أهداف المقاومة، وهو نفس السلاح الذي استخدمته إسرائيل في حروبها الأخرى ضد العرب وسلاح الإيهام والتنسيق وسرعة رد الفعل والبديهة التي قلبت الموازين في حرب 67 وخلال نكبة 48. إن «معركة الشجرة» تعتبر بالفعل تعبيرا عن حالة من حالات التوجس الصهيوني من الجبهة الشمالية وخاصة من سلاح «حزب الله» ولذلك جندت كل الجبهات العسكرية والسياسية والاستخبارية وخاصة الديبلوماسية في محاولة لكسر الحصن المنيع الذي يخفي وراءه «حزب الله» أوراقه التكتيكية وخاصة أسلحته الاستراتيجية التي لا يعرف الصهاينة كيف تدخل وأين تخبأ في لبنان.
نزار مقني | |
|