يالله وانا طالبك تغفـر لـي ذنوبـي يـا غفـور
ارجيك والجا لك وانـا سالـك واعيـد المسألـه |
لوما تطهرنـي بعفـوك مـا تطهرنـي البحـور
جيتـك وذنبـي قـد تعـلاّ غاربـي يـا مثقلـه |
أنا من الطين انخلقت , أخطـي ولانيـب معـذور
قامت علي الحجّـه بدعـوة رسلـك المرسلـه |
مؤمن بتوراتـك و إنجيلـك و مؤمـن بالزبـور
و بسنّـة محمـد وآيـات الكـتـاب المنـزلـه |
لكن خُدعت بزخـرف الدنيـا وزادتنـي غـرور
أبدت مفاتنهـا و ورتنـي مـن العمـر اجملـه |
طبعاً بما إنـي بنـي آدم حصـل منّـي قصـور
واذنبت يـا مـولاي ذنـبٍ بالخفـا مـا تجهلـه |
أسألك تغفر لي و تستر موقفـي يـوم النشـور
اليا القفت خلقـك صحايفهـا وهـي مستذهلـه |
من يستلمها بالشمال افلس وهـو يدعـو ثبـور
ومن يستلمها باليميـن افلـح لخيـر المنزلـه |
واسألك يا ربـي تعاونّـي علـى نيـل الأجـور
أحيا حيـاةٍ مكسبـي فيهـا مـن البـر افضلـه |
واسألك جاهٍ مع هـل الدنيـا وحـظٍ مـا يبـور
أيضاً وعرفٍ مـع هـل الحكمـه ورزقٍ تكفلـه |
من لا تهيّا لـه مقـامٍ مـع طويليـن الشبـور
يبكي على ما ضاع من عمره وخيبـات عملـه |
وان شاب راسه لا ترجّى فيـه تجبيـر الكسـور
لا خير فـي تالـي زمـانٍ مـا تغانمـت اوّلـه |
|
ومانيب ناسي قصةٍ صـارت وانـا ازورالقبـور
لازلـت افكـر فـي غرابتهـا وبالـي تشغلـه |
ساعة ظهر لي شايبٍ له حول قرنيـن محجـور
في جوف قبرٍ عن هـل الدنيـا طـواه ويعزلـه |
|
سلّم وجا صوبي يقول : ابنشـدك يللـي تـزور
عن حالة الدنيا وعن وضع الزمان وعـن هلـه |
أنا مضى وقتي ومـرّت بـي طويـلات الدهـور
والباقـي بعمـري بعيشـه بينكـم واستكملـه |
|
قلت : الزمان اللي يبارينا علـى خبـرك يـدور
الوقت نفسـه مـا تغيّـر ماشـيٍ فـي جدولـه |
أما البشر , , , لا والله الاّ غير من حد الجـذور
صار انتقالٍ مـن يميـن الـى يسـار المنقلـه |
|
استغرب الشايب من اللي قلـت وبليّـا شعـور
حط اليمين اعلىالشمال وخاطـره فيـه اسئلـه |
قال : افتني عن حالة الشيبان والشيـخ الوقـور
أهل الخبر والراي والحكمـه وضـرب الأمثلـه |
القدوه اصحاب الأمور اللي تطـاع بكـل شـور
اللـي يفضّـون النـزاع ويحكمـون المشكلـه |
|
قلت : البعض منهم على ما قلت في وصفك وقور
قدوه ولكن رايهـم مـا ينفـرض فـي مسألـه |
الطاعه العميـا بقـا منهـا مجاملـة الحضـور
اللـي تلاقيهـا مـع اوّل فـرصـةٍ متنصّـلـه |
والبعض لا عبـدٍ يخـاف الله ولا عبـدٍ شكـور
لا زهّـده شيبـه مـن الدنيـا ولا هـو جمّلـه |
بهيمةٍ يرجـع علـى منحـاه الاوّل ومحصـور
فـي لعـب بيلوتـه وريـح زقارتـه ومعسّلـه |
والبعض الآخر شابت رموشه على درب الفجـور
ينقـل جـوازه للسفـر مـن مزبلـه لا مزبلـه |
أشيمطٍ زانـي قضـا عمـره بحانـات الخمـور
والعايلـه ورعٍ يغـرّر بـه وبـنـت مهمّـلـه |
|
قال : افتني عن حالة الخفـرات ربّـات الخـدور
اللي تصـان بـبيـت عايلهـا و بابـه تقفلـه |
شيهانةٍ تشمخ عفاف وتصقـل فـروخ الصقـور
بين الفريق بـبشتهـا الضافـي وثـوبٍ تسبلـه |
|
قلت : العـذارى فـي زمنّـا ببغـاوات الطيـور
تقليد هرج و عرض ريـشٍ خلفهـا تستخملـه |
تلبس عباةٍ ضيّقـت حـول الردايـف والخصـور
فضيحةٍ تكشف جسدها مـن علـوّه لـاسفلـه |
وموضة شيالٍ تكشف الوجنات والـوان الشعـور
والمحـرم تبـدّل بـجـوالٍ بيـدهـا تحمـلـه |
لا فوّحت صفر الدلال ولا عرفت غـش القـدور
تطبـخ لـهـا خـدّامـةٍ بالعايـلـه متوكـلـه |
الأم ما صانت عفاف البنت من عمـر الزهـور
والأب ديّـوثٍ تحكـمـه حـرمـةٍ مسترجـلـه |
وشلـون يتربّـى عيـال ام التبـرّج والسفـور
الاّ خنـازيـرٍ دمـاهـا بــارده ومغـفّـلـه |
|
قال : افتني بحال الشباب الصلب صيّـاد النمـور
الفـارس اللـي ينطـح خصومـه بزنـدٍ يفتلـه |
الوافي الشهم الغيور اللي لعرض الجـار سـور
البار عند امّـه وابـوه وعلـم ربعـه يشغلـه |
|
قلت : الشباب بوقتنا وجهه مثـل بـدر البـدور
والجسم من زود الرخا ما تنفتـل فيـه عضلـه |
قصّـة شعـورٍ صيّرتهـم لا إنـاث ولا ذكـور
والثـوب راح ولا بقـى الاّ عـالـمٍ متبنطـلـه |
ناسٍ ( فلنتينو ) وناسٍ تلبـس ( كرستانديـور )
صار التنافـس بينهـم فـي لبسهـم والجنتلـه |
من كان يشرب من قرار البير مشروبه ( بيور )
والبل راعيها غدا يشـرب حليـب ( النستلـه ) |
مامنهم اللي قام دون اعـراض جيرانـه غيـور
من قام قالو , , وشـملقّف حضرته ؟ وشـدخّله |
والوالدين حقوقهم ضاعت وعنهـم فـي نفـور
ان غـاب عنهـم لا تذكرهـم ولا جـاه الولـه |
بدّا عليهم شلّـةٍ تهـوى الوطـا بيـن الجحـور
لو تعزله عنهم تبـي لـه شـان كنّـك تقتلـه |
ما راح يوم يشارك ربوعه بحـزن ولا سـرور
حتى ابن عمّه يعرفه بالوجـه واسمـه يجهلـه |
بدّل حكاه وضيّـع سلومـه وحالـه فـي دبـور
وان شاف ضيف يخش حتى انّه يفـارق منزلـه |
|
ناظر لي الشايب بعينٍ تجمـع السبـع البحـور
يقول : انا لا يمكـن ادخـل مجتمعكـم واقبلـه |
انتو لكم وقتٍ تصـدّع مـن بلاويـه الصخـور
ما يقعد الجمّال به ساعـه ولـو ضـاع جملـه |