Admin Admin
عدد المساهمات : 2831 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: دويلات القبائل والطوائف والمذاهب العربية السبت 31 يوليو 2010 - 12:23 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من سخرية القدر انه كلما نشبت ازمة في اي دولة عربية تنطلق التحذيرات التي تشبه الوضع في هذه الدولة كالوضع في تلك حينما يقال مثلا لو نشبت ازمة في لبنان حذار ان يصبح عراقا ثانيا او يقال حذار من ان يتحول اليمن الى لبنان ثان او صومال اخر او سودان ثالث حتى بتنا نعد ازماتنا وحروبنا الداخلية بواسطة اسقاط الاوضاع في بلد على بلد اخر ونحن لا حول ولا قوة لنا الا التحذيرات والتشبه باوضاع البلدان التي عانت ازمات وصلت الى حد الاقتتال المسلح بين افراد ومكونات المجتمع الواحد. ماذا يحصل في عدد من الدول العربية والى اين تتجه الاوضاع ولماذا هذا التزامن والعجز في ايجاد حلول الحد الادنى لها؟ في لبنان لا زالت الازمة مستعصية وهناك تحذيرات من ان يتحول الوضع الى ما يشبه ذلك الذي يحصل في العراق، اي اذا انزلق اللبنانيون مجددا نحو نزاع مسلح على خلفية تراكم المشكلات واخرها السجال الحاصل حول المحكمة الدولية وما يتردد من كلام عن ان القرار الاتهامي للمحكمة الدولية بصدد اتهام عناصر من حزب الله باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري.
ولبنان يشهد حاليا زيارات متزامنة لزعماء عرب تدل حسب ما نراه على الاقل انه ليس هناك قرار خارجي بتصعيد الوضع هناك وان بعض الدول العربية والاقليمية ليست في وارد تاجيج النزاع اللبناني الداخلي والدليل على ذلك زيارات عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني والرئيس السوري بشار الاسد الى لبنان في محاولة لايجاد مخارج لهذا الازمات تحول دون تطور الاوضاع الى ما هو أسوأ.
لكن السؤال الملح هو هل تكفي هذه الزيارات التي تستغرق اياما ان لم يكن ساعات قليلة لتجنيب لبنان هزات جديدة؟ واذا تمكن الزعماء العرب من اقناع القيادات اللبنانية بالتهدئة وابقاء النزاع في اطاره السياسي فمن يضمن ان لا تدخل اسرائيل على خط التصعيد والدفع باتجاه شن عدوان جديد مستغلة انقسام اللبنانيين حيال قضايا عديدة؟ واكاد اجزم بان اي حلول سيتم التوصل اليها في الوضع اللبناني ستكون مؤقتة مثلما حصل في اتفاقي الطائف والدوحة اللذين لم يؤمنا حلولا جذرية للمشكلات اللبنانية التي تدخل فيها عوامل تتعلق بازمة المنطقة ككل وطالما ان ازمة المنطقة والصراع العربي الاسرائيلي قائما فان الوضع اللبناني سيظل رهينة لهذه الاوضاع ويشهد في كل مرة تصعيدا داخليا بغض النظر عن الفترة الزمنية التي سيستغرقها الهدوء الناجم عن الحلول المؤقتة بين فئات وطوائف ومذاهب هذا البلد.
وفي اليمن الذي يحذر الكثيرون من ان يتحول الى صومال اخر لا تزال الحروب الداخلية تهدد مصير هذا البلد. وقد سمعنا في الاونة الاخيرة تحليلات ومواقف تقول ان اليمن اصبح دولة فاشلة، فلا هو استطاع الخروج من حرب الحوثيين والنظام ولا هو ارسى حلولا جذرية لمشكلة جنوب اليمن والدعوات المتكررة لانفصال الجنوب عن الشمال، في حين ان تنظيم القاعدة نقل مقر قيادة عملياته الى اليمن بعد تشديد الخناق عليه في السعودية وافغانستان وباكستان.
ماذا ينتظر اليمنيون بعدما فشلت كل الوساطات لوضع حد لسلسلة الحروب والازمات التي يعاني منها هذا البلد الفقير؟ من الذي افشل اتفاق الدوحة اليمني الذي ما كاد ان يجف حبره حتى اندلعت الحرب مجددا بين الحكومة اليمنية والحوثيين. وفي العراق الغارق في الحروب وسفك الدماء والذي يعاني الاحتلال والتفجيرات والقتل المجاني نرى كيف يختلف قادة الاحزاب والقوى السياسية من مختلف الجهات والطوائف والمذاهب في تشكيل حكومة بناء على نتائج الانتخابات الاخيرة حتى بات العراقيون يلجاون الى الخارج لمساعدتهم في حل ازمة تشكيل الحكومة بعدما سلموا دورهم للخارج.
ان بلدا مثل العراق يحتاج الى حكومة الامس قبل اليوم والغد على الاقل لتسيير شؤون الناس الذين يعيشون على ضفاف انهار من الدماء ولا يدرون كيف يوفرون قوتهم اليومي. فمن المسؤول عن ذلك ولماذا يظـــل العجز العربي هو السمة الدائمة في مجتمعاتنا؟
وفي السودان لا يزال السودانيون الذين يتفاوضون في الدوحة لحل مشكلة دارفور عاجزين عن التوصل الى اتفاق لان الذين يتحاورون هم عشرات التنظيمات المسلحة التي تدعي كل منها انها هي التي تمثل اهل دارفور المنكوبة بالحروب والفقر والجوع وانعدام مقومات الحياة اليومية في حين ان النظام يعاني ايضا مشكلة جنوب السودان الذي يتجه نحو الانفصال عن الشمال.
هل تهدف هذه الازمات المستعصية الى اقناعنا بان الانفصال وتقطيع اوصال البلدان العربية هو الحل الامثل لسلسلة الازمات والحروب التي تعاني منها هذه الدول وهل اذا تحقق ذلك سيكون نموذجا لانطلاق دعوات للانفصال والتقسيم في بلدان اخرى؟؟ هل سنشهد يوما دعوات من قبائل تريد حكم نفسها بنفسها وتشكيل كياناتها ودويلاتها اذا ما تحقق ذلك في الدول التي تشهد نزاعات وحروب؟
وهل تتحول فلسطين ايضا الى نموذج اخر لهذا الواقع بتشكيل دولتين في غزة والضفة بفعل الصراع القائم بين حماس وفتح وبينهما عشرات التنظيمات الاخرى؟
ازاء هذا الواقع المرير من هو المستفيد مما يحصل؟ هل يستطيع قادة واركان هذه الازمات ان يدعوا ان كلا منهم يريد مصلحة بلده لذلك يقوم بما يقوم به؟
اسرائيل تصر في مواقفها بان يعترف العرب بيهوديتها كشرط مسبق لاي تفاوض لن يفضي اساسا لاي حل في حين ان العرب يتقاتلون ليس بين بعضهم البعض وحسب وانما يتقاتلون داخل دولهم لانفصال مكونات المجتمع بعضها عن بعض وقيام كيانات هشة ولقيطة تحت شعار الاستقلالية والحكم الذاتي للقبائل والطوائف والمذاهب في ابشع مظاهر التفرقة حتى بات حلم الوحدة العربية نكتة ساذجة اين منها الخيال والحلم. لا نعرف الاعظم الاتي لانه كما يقال الاتي اعظم.
حسين حسون كاتب لبناني
| |
|