هناك اربعة اصناف تحارب الاسلام:
الشيوعيون وأشياعهم وفروخهم
ذلك أن العقيدة الشيوعية تقوم أساساً على جحد الأديان والكفر برسالات
السماء. بل الكفر بكل الغيب، وجعل الحياة الدنيا هي الغاية ونهاية المطاف،
وتسليم الحكم لسلطة الحزب، وجعل إله الآلهة، ومُشرع القوانين، ومرجع كل
خلاف هو كارل ماركس ولينين
اليهود
زرع اليهود أنفسهم في أرض فلسطين بعد غياب عن هذه الأرض لنحو من ثلاثة
آلاف، وقد علموا علم اليقين أنه لا بقاء لهم إلا مع فرقة العالم الإسلامي،
وضياعه وشتاته، فهم لم يستطيعوا أبدا إنشاء وطن لهم في فلسطين عندما كان
المسلمون أمة واحدة أو شبه واحدة، ولكن لما تفرق المسلمون شيعاً وأحزاباً
وأوطاناً وزالت خلافتهم الإسلامية، ووقعوا تحت حكم الكفار من الإنجليز
والفرنسيين استطاع اليهود إنشاء وطنهم في فلسطين.
أمريكا وعملاؤها
أمريكا مارد عملاق وأخطبوط بألف ذراع قد تمكن اليهود من عقله وتغلغلوا في
احشائه ومصوا دماءه لصالحهم، وركبوا هذا الثور المجنون وجعلوه ينطح من أجل
مصالحهم وإن حطم أنفه وجبهته، ما دام أنه ينطح أعداء اليهود، ويقتل أعداء
اليهود، وقد استخدم اليهود مقدرات أمريكا في صالحهم دائماً، فالأموال
الأمريكية هي التي تحمي الاقتصاد اليهودي، وتمده، والسلاح الأمريكي هو الذي
يحمي الصهاينة، والسياسة الأمريكية هي التي تفرض حمايتها لليهود، وفي
مقابل ذلك يبيع اليهود للأمريكيين الوهم بأنهم حراس مصالحهم في العالم
الإسلامي وأنهم السد الذي يمنع عنهم الشيوعية التي يخافونها، وتبيعهم أسرار
الدول العربية المستباحة، ويسهلون لهم الوصول إلى ثروات العالم الإسلامي
المنهوبة بما لليهود من خبرة في السمسرة والتضليل وإفساد الدول العربية
المستباحة،
واخر صنف هم ابناء الاسلام
. الصنف الرابع من الأصناف التي تحارب الإسلام من أبناء الإسلام هو كل جاهل
لتايخ أمته ودينه، ممن يقدم مصالحه الصغيرة التافهة على مصلحة أمته..
ومن هذا الصنف أيضاً أناس عميت أبصارهم، ونقل لهم الإسلام مشوهاً ممسوخاً
فظنوه فقط سيفاً يقطع الأيدي والرقاب، وسوطاً يجلد الظهور، أو ظنوه ركونا
إلى الجهل والتخلف، قعوداً عن العلم والعمل، أو حسبوا الإسلام طريقاً إلى
الفرقة والشتات، وسبيلاً إلى الخراب وسفك الدماء.
ومما ساعد على وجود هذا الصنف الجاهل وجود بعض النماذج الإسلامية الجاهلة،
والحاقدة التي ضربت للإسلام أبشع الأمثلة وصورته بأقبح الصور، ولما كان هذا
الصنف الجاهل يجهل حقيقة الإسلام، وتاريخه فإنه ظن أن الإسلام هو هذا الذي
يراه من هذه النماذج الهشة، والحاقدة، والجاهلة.
وهذا الصنف الرابع هو أكثر الأصناف اليوم وجوداً، وهم ليسوا بالضرورة عملاء
مباشرين للشيوعيين، أو اليهود أو الأمريكيين في حربهم للإسلام، بل كثيراً
ما تكون منطلقاتهم في حرب الدين منطلقات خاصة، وتحركات فردية وقناعات
ذاتية، ولكنهم بالضرورة أيضا دُمى يحركها أعداء الإسلام، وقنابل موقوتة
يفجرونها وقتما يشاؤون، وثيران تنطح بمجرد التحدي أو التحريض.
ولا شك أن من هذا الصنف أيضاً منافقون حاقدون يحاربون الإسلام كراهية
وبغضاً، وعن علم أكيد بأنه دين الحق وسبيل العز والنصر، ولكنهم كما قال
الله في أسلافهم: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون} (البقرة:18).