عبد المجيد
عدد المساهمات : 1467 تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: خفايا الحرب بين المرزوقي و النهضة الخميس 27 ديسمبر 2012 - 16:15 | |
|
|
| قبِل الرئيس المرزوقي أن يقدم شتى أنواع التنازلات كي يصل إلى قصر قرطاج رئيسا مظفرا و استغلت النهضة هذه الرغبة الجامحة لديه كي تقدم نفسها كحزب ديمقراطي يتحالف مع شخصية علمانية – كما يصف المرزوقي نفسه و لو أن في الأمر كثير من النسبية – فجعلت منه مع بن جعفر فترينة ينظر إليها العالم و خاصة الدوائر الدولية المهيمنة من خلالها .
|
| و استمات الرئيس الجديد في الدفاع عن حليفه الإسلامي حتى انه خوّن المعارضة على لسان احد نوابه تحت قبة المجلس الوطني التأسيسي حين دافعت عن صلاحياته و قاومت تغوّل صلاحيات رئيس الحكومة فقال هذا النائب قولته الشهيرة آنذاك تآمروا على المؤتمر و تآمروا على النهضة ..لكن لا تتآمروا على تونس لينتهي به الأمر مستقيلا من وزارته ليأسه من إمكانية الإصلاح حسب زعمه.
|
| و شيئا فشيئا انتهى شهر العسل بين الحليفين و انبرى كل منهما يسجل أهداف في مرمى الأخر فكانت البداية بقضية تسليم رئيس الوزراء الليبي الأسبق البغدادي المحمودي و التي أشرفت عليها حركة النهضة تحت جنح الظلام الأمر الذي جعل المرزوقي و هو الحقوقي العتيد و الذي كان يلعن أبو الأنظمة الديكتاتورية و تسليمها للاجئين من أستوديوهات الجزيرة في الدوحة جعله في حرج خاصة و أن فخامته كان قد تعهد و في أكثر من منبر بأنه لن يوقع على قرار تسليم المحمودي لقطاع الطرق و شذاذ الأفاق الذين يحكمون طرابلس اليوم ثم جاءت قضية إقالة محافظ البنك المركزي السابق مصطفى كمال النابلي و التي بقيت في أخذ و رد بين القصبة و قرطاج لتسجل النهضة هدفا أخر في مرمى المرزوقي و الذي لم يفوت فرصة حضوره مؤتمر حزبه السنوي ليكيل النقد اللاذع للحكومة واصفا أدائها بالبطئ و الضعيف مما أثار هلع جماعة النهضة و غضبهم .
|
| حرب باردة تدور رحاها بين النهضة و المرزوقي مذ علم هذا الأخير بأنه خارج حسابات النهضة في الرئاسيات القادمة ليلدغ من جحر لدغ منه العشرات قبله في تاريخ تجربة التحالفات السياسية للإخوان المسلمين في العالم العربي، فعلى مدى التسعين سنة من عمر جماعة الاخوان المسلمين و حيث ما وجدوا كانوا دائما يتحالفون مع بقية القوى السياسية لإضعافها و استعمالها في خدمة برنامجهم ثم الإلقاء بها في أول سلة مهملات , تحالف حسن البنّا شيخ الجماعة مع القصر ثم غدر به و تحالفوا مع عبد الناصر في بداية الثورة و غدروا به و تحالفوا مع السادات في أول عهده ثم قتلوه و تحالفوا مع القوى الشبابية و القومية في ثورة يناير ثم أطلقوا عصاباتهم على شباب الثورة أمام الاتحادية بعد أن وصلوا السلطة و في السودان أيضا تاريخ مليء بسير الغدر و الخديعة كان بطلها الترابي و البشير و ضحيتها النميري و الصادق المهدي و المناضل الأممي كارلوس , و في تونس لنا في تحالف 18 أكتوبر خير عبرة فنجيب الشابي بعد أن أخرجهم من مجاهل النسيان و ضم بعضهم إلى حزبه حماية لهم من يد السلطة و استكتب بعضهم الأخر في صحيفته أصبح بعد رحيل بن علي علمانيا كافرا غاصت فيه أيدي عصابتهم الالكترونية تشويها و شتما بأقذر النعوت و أبشعها.
|
| أخر معارك الحرب الباردة كانت حين رفض نواب النهضة المصادقة على ميزانية رئاسة الجمهورية معللين ذلك بعدم انسجام كمية الأموال مع الصلاحيات الضحلة التي يمتلكها السيد الرئيس فالتعليل كان أشد قسوة على نفسية المرزوقي من التصويت بالرفض على الميزانية, و هدف أخر يسجل في مرمى فخامته.
|
| فصل جديد من فصول الحرب ذلك ما نقلته مواقع إخبارية تونسية أن ولي العهد القطري تميم بن حمد بن خليفة أل ثاني أدى ليلة 26 ديسمبر الجاري زيارة سرية لرئيس الجمهورية المنصف المرزوقي في منزله بمدينة سوسة دون أن تشير إلى أسباب هذه الزيارة و في السياق ذاته ذكرت المصادر الإعلامية نفسها أن اللقاء كان متشنجا و أن ضيف المرزوقي غادر المنزل غاضبا و اتجه مباشرة نحو مطار المنستير في طريقه إلى الدوحة .
|
| مصادر جديرة بالثقة قالت لــتانيت برس أن محور اللقاء كان حول حشد القيادة القطرية للمواقف العربية من أجل التدخل العسكري في سورية غير أن المرزوقي رفض هذا المقترح و ذلك ما يفسر مغادرة تميم بن حمد غاضبا . و أفادت ذات المصادر أن وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام بوشلاكة قد طرحت عليه الفكرة أثناء مشاركته في مؤتمر أصدقاء سورية في مراكش المغربية و لم يبدِ أي اعتراض غير انه نبّه نظيره القطري إلى تعنت الرئيس المرزوقي في خصوص مباركة تونس للتدخل العسكري المباشر في سورية خاصة و أن المرزوقي يحرص على استشارة القيادي في هيئة التنسيق الوطني هيثم مناع في الملف السوري نظرا للصداقة التي تجمع الرجلين من كانا في اللجنة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان في باريس و الكل يعرف الموقف الواضح لمناع من مسألة التدخل العسكري في سورية و من هنا بدا واضحا أن الصراع أصبح بين النهضة – الدوحة – الائتلاف السوري من جهة و بين المرزوقي – هيئة التنسيق من جهة ثانية .
|
| تبقى إشارة لابد منها في هذا السياق و هي ما أصبح يعرف بقضية الشيراتون التي يتهم فيها وزير الخارجية رفيق عبد السلام بتجاوزات أخلاقية و مادية و توقيت انكشافها آي يوما واحدا بعد لقاء المرزوقي بولي العهد القطري و يومان فقط بعد رفض نواب النهضة المصادقة على ميزانية الرئاسة خاصة و إن مثل هذه الوثائق لا يمكن لأي كان الوصول إليها إلا أن يكون مسؤولا رفيع في الخارجية و لا يفوتكم أن قياديا في حزب المؤتمر يشغل خطة كاتب دولة مكلف بشؤون أمريكا وآسيا.
http://www.sooryoon.net/archives/62032
|
|
|
|
|
| |
|