على هامش أللقاء ألتركي ألأسرائيلي ألأخير في بلجيكا ..!!!!
قلنا دائما" أن ألمصالح هي ألتي تحكم علاقة الدول بين بعضها ألبعض ... وقلنا
أيضا" أن مصلحة تركيا هي في ألأبقاء على علاقتها مع أسرائيل ... هذه العلاقة
ألتي وصل عمرها ألى61 عاما" ...!!!!
من بداية أزمتها ألمعروفة مع أسرائيل ... أشترطت تركيا للأبقاء على ألعلاقة ألحميمة ألتي تجمعهما هو أن تقدم أسرائيل أعتذارها عن ما قامت به من قتل لنشطاء ألسلام ألأتراك على ظهر باخرة الركاب ( مرمره ) .... ثم دفع ألتعويض عن كل ضرر تسببت فيه .... ثم تشكيل لجنة تحقيق دوليه تتولّى ألتحقيق في كل ما جرى ... وقد أصبح هذا ألطلب ألأخير طلبا" أممّيا" ....رفضته أسرائيل بتشجيع أمريكي ... وأستعاضت عنه بلجنة أسرائيلية شارك فيها بعض ألأطراف ألدولية بصفة مراقب ...!!!!
ويوم أمس ألخميس 1/7 خرجت علينا وكالات ألأنباء ألعالمية بخبر لقاء جمع وزير خارجية تركيا بوزير ألتجارة والصناعة ألأسرائيلي في ألعاصمة البلجيكية ...
ليتدارسوا في عملية ترميم العلاقة ألتي تجمع بلديهما وألتي تضرّرت نتيجة ألتدخل العسكري في قافلة الحرية ألمحمّلة بالمساعدات ألأنسانيّة وألمتّجهة ألى قطاع غزّة ألمحاصر ..!!!
وبغض النظر عن ... من هو صاحب الطلب لعقد هذا أللقاء ....؟؟؟ فالمهم بألأمر أن ألأجتماع تم ... وأعمال ألترميم قد بدأت...!!! وكل ما طفى على سطح ألعلاقة ألتركية ألأسرائيلية مؤّخرا" من شوائب سيتم أزالته ... وبأسرع ممّا نتصوّر ...!!!
وكان اردوغان قد بحث هذه القضية مع الرئيس الامريكي باراك اوباما على هامش قمة مجموعة العشرين ألتي عقدت في كندا قبل أيام قليلة ... أوضح ألرئيس ألأمريكي خلالها للسيد أردوغان أهمية ألأبقاء على علاقة بلاده مع ألدولة العبريّة في أحسن حالاتها ... فهما دولتان لا يمكن الفصل بينهما ...
ومعظم ألبرامج ألأطلسية وضعت للبلدين ليكونا مكمّلان لبعضهما ألبعض !!
وخصوصا" في ألشأن ألعسكري ...!!!
وكذلك أورد أوباما ألوعود والعهود لأردغان ... على أن تمضي أمريكا بلا كلل أو ملل في ممارسة ألضغوط على دول ألأتحاد ألأوروبي ... خصوصا" ألمؤثّرة
منها ... لقبول تركيا كدولة عضو في ألأتّحاد ...!!!!
وأكبر دليل على ذلك ... ألكلام ألذي تفوّه به وزير ألدفاع ألأمريكي بلندن أثناء زيارته ألأخيرة لها في مؤتمر صحفّي جمعه مع نظيره البريطاني ... عندما وجّه أنتقادا" شديدا" لدول ألأتّحاد ألأوروبي ... وحمّلها مجتمعة مسؤوليّة ما حصل لقافلة الحريّة في البحر ألمتوسط .... حيث قال : ... لو قبل ألأتحّاد ألأوروبي تركيا في تجمّعه الغربي ... لما ذهبت ألى العالم ألشرقي ...وأن تركيا عندما وجدت أبواب الغرب موصدة في وجهها ... توجّهت صوب ألأبواب ألمشرعة في ألشرق وأصحابها تقف أمامها مرحّبة بالضيف العزيز ألذي طال أنتظاره ..!!
كل هذه الضغوط ألأمريكيّة ... وأمور أخرى جعلت من تركيا أن تخفف وتيرة ألغضب على أسرائيل ...!!!
فالصناعات ألحربية في ألدولة العبريّة هي ألمموّل ألرئيسي لتركيا في ما تحتاجه
من أسلحة بكامل أنواعها ...!!!
فمثلا" كل أعمال ألصيانة وألتطوير في ما يحتاجه سلاح الجو ألتركي ... تتولاه وبموجب عقود طويلة ألأمد ألجهات ألمختصّة في ألجيش ألصهيوني ...!!!
كما أن لتركيا عددا من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية مع الجانب الاسرائيلي، من ضمنها عقد بقيمة 1.5 مليار دولار امريكي لشراء دبابات ميركافا الاسرائيلية...!!! قد تم تعليقها في الوقت الحاضر .... هذا على سبيل ألمثال لا ألحصر ....!!!
ولا يعني أبدا" أنتقاد أردغان الشديد لرئيس الكيان ألأسرائيلي بيريز في دافوس على خلفية ألهجوم البربري على قطاع غزّة في عملية الرصاص ألمصبوب أن ألقطيعة قد وصلت مداها بين الدولتين ...!!! لا أبدا"
فصديقك من صدقك القول ... فأردغان كان بهذا يبرهن لأسرائيل أنّه صديق صادق لهم .. ينبّههم على أخطائهم ... ويغضب جدا" على أي تصرّف أحمق يقومون به ... ويملك ألجرأة في أن يقول لهم هذا صح وهذا خطأ ... !!!
وهم الذين لم يتعوّدوا أبدا" على أن ينتقد تصرفاتهم أحدا"...مهما كانت همجيّة !!
وللعلم فقط . أن ألأتصالات لم تتوقّف أبدا" بين الطرفين ... فالوفود ألمتبادلة بينهما مستمرّة على قدم وساق ... !!!!
وقد قام وزير الخارجيّة التركي في هذا ألأجتماع ألذي أستمر ساعتين (( وجاء على جانب أجتماعات ألمسؤول التركي مع مفوّضيّة ألأتّحاد ألأوروبي لبحث مسألة أنضمام تركيا للأتّحاد ))... بأبلاغ بن اليعازر بصفته ممثلا" لرئيس الوزراء نتنياهو .... شروط تركيا الأربعة رسميّا" .... وهي الاعتذار الرسمي وتقديم تعويضات لأهالي القتلى التسعة والقبول بلجنة دولية للتحقيق في حادثة أسطول الحرية، ورفع الحصار عن غزة....!!!!
أن في علاقة تركيا ألمتوازنة بأسرائيل ... والغير خاطعة كليّا" للأملاآت ألأسرائيلية ... أكبر فائده للدول العربيّة وللجهات ألمقاومة فيها ... فهي تنوب عن ألبعض بنديّة كاملة ... كما فعلت بالنسبة لسوريا عندما أنابت عنها في مفاوضاتها ألغير مباشرة مع أسرائيل !!!!
وحسب محطة "ان تي في" التركية فان داود اوغلو وبن اليعازر اتفقا على ابقاء لقائهما سريا وعدم نشر مضمون محادثاتهما الا لرئيسي الوزراء التركي والاسرائيلي وان يلتقيا سرا مجددا في موعد لاحق لم يحدد.
واوضحت المحطة نقلا عن مصدر حكومي تركي مرافق لأوغلو ان اللقاء جرى بدون علم كبير المفاوضين الاتراك ايجيمن باغيس ووزير الزراعة مهدي اكير اللذين كانا في بروكسل مع داود اوغلو
واضافت هذه ألمصادر ان الوزيرين بحثا وسائل اصلاح العلاقات الثنائية وان داود اوغلو كرر موقف انقرة بوجوب ان تقدم اسرائيل اعتذارا على ما جرى مع السفينة "مرمره..... كي تعود المياه لمجاريها ...!!!
وهذا أمر هيّن على ألدولة ألعبرية ألتي تحرص كل الحرص على أبقاء ألمسافة بعيده بين تركيا وألأمّة العربيّة ...!!!
وحتّى لا تعرّض مصالحها في تركيا للأنكماش والتراجع ... في الوقت ألذي يتعزز فيه التقارب ألتركي ألعربي ...!!!
وهكذا طويت صفحة عكّرت ألأجواء بين ألبلدين الصديقين ... رغم أن هذا ألفعل هو من ألعيار ألثقيل .... ألآ أن بعضنا ظنّ أنّها ستكون ألقشّة التي قصمت ظهر البعير ... لكن هذه القشّة طارت في الهواء مع أحلامنا وأوهامنا ألغير واقعيّة ....!!!! على كل حال لقد سنحت لنا هذه الحادثة ألتعرّف أكثر على طبيعة العلاقة ألتركيّة ألأسرائيليّة .... وعلى ألتوجّه ألحقيقي للشعب ألتركي ألمسلم وعلى قوّة ألعقيدة ألتي يؤمن بها وألتي ستكون في يوم من ألأيّام سونامي هادر... يعصف بكل من يجرؤ على ألوقوف أمام عودته لقيادة ألأمّة ألأسلاميّة ... ولقائه مع أخوته في ألعقيدة وألأيمان لتحقيق غايات وأهداف وطموحات مشروعة ومستحقّة ... طالما حلم بها .... غيّبه عنها نظامه العلماني ألبغيض ألذي سيقذف به يوما" ألى ألمجهول ... بل ألى مزابل ألتاريخ .....!!!
2/7/2010