منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
badr

badr


عدد المساهمات : 646
تاريخ التسجيل : 31/01/2010
العمر : 44

محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين Empty
مُساهمةموضوع: محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين   محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين Icon_minitimeالثلاثاء 8 يونيو 2010 - 21:03

محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس
السابق الذي قال إن شعبه سيحبه بعد وفاته

كان صدام حسين على يقين من أن الشعب العراقي سيحبه بعد مماته أكثر مما أحبه
خلال حياته. هذا ما تكشفه وثائق سرية أفرج عنها الأرشيف القومي الأميركي
أول من أمس، هي لمحاضر جلسات استجواب للرئيس السابق الذي أعدم نهاية ديسمبر
(كانون الأول) 2006.

وتورد وثائق الإف بي آي أن صدام قال في إحدى المقابلات إن إيران لم تفهم
الرسالة عندما سحب العراق قواته في عام 1982، وشدد على القول هؤلاء إذا لم
تكسر رؤوسهم لن يفهموا. وتغطي الوثائق 20 استجوابا رسميا وخمس محادثات
عادية أجراها جورج بيرو، وهو محقق من مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي «إف
بي آي»، مع صدام ما بين 7 فبراير (شباط) و28 يونيو (حزيران) 2004. ويكشف
صدام في الوثائق خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم، وحتى
اعتقاله وظروفه في السجن.

وقال صدام أن المزرعة الواقعة في الدورة شمال بغداد، حيث ألقي القبض عليه
في ديسمبر (كانون الأول) 2006، هي نفسها التي لاذ بها في عام 1959 بعد هربه
من بغداد إثر مشاركته في محاولة اغتيال للرئيس العراقي آنذاك عبد الكريم
قاسم.

وحول طريقة صدام في التحرك قبل سقوط بغداد في أبريل (نيسان) 2003، كتب
المحقق أن الأشخاص الأقرب له (المرافقون) كانوا يوجهونه «للتحرك في هذا
الاتجاه أو ذاك». وبسؤاله عما إذا كان يتنقل عادة بسيارة مرسيدس سوداء قبل
الحرب، أوضح صدام: «ربما. كانت لدينا سيارات مرسيدس من كل الألوان». وعما
إذا كان يتنقل في موكب طويل، قال صدام: «سأترك هذا للتاريخ».

وسئل صدام عن تحركاته بعد اندلاع الحرب في مارس (آذار) 2003، فأوضح أنه لم
يكن في منطقة الدورة ببغداد في 19 مارس (آذار) 2003 عندما قصفتها قوات
التحالف، وأضاف أنه لم يكن في المنطقة خلال الأيام العشرة التي سبقت هذا
الهجوم ولا في أي وقت طيلة الحرب.

وعندما سئل صدام عما إذا لجأ يوما إلى استعمال أشباه له، كما نوقش في
الكثير من الكتب والمنشورات الأخرى، ضحك وقال: «هذا فيلم سحري، وليس
حقيقة». وبسؤاله عن تحركاته عندما بدأت الحرب في مارس (آذار) 2003، قال
صدام إنه بقي في بغداد حتى 11 أبريل (نيسان) 2003، عندما بدت المدينة
وكأنها ستسقط.

محاضر الاستجواب الأميركي للرئيس العراقي السابق في السجن

بعد عامين ونصف العام على إعدامه.. صدام يكشف خفايا حروبه وأيامه الأخيرة

يكشف الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي أعدم نهاية ديسمبر (كانون
الأول) 2006، في وثائق سرية أفرج عنها الأرشيف القومي الأميركي، أول من
أمس، خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم وحتى اعتقاله وظروفه في
السجن.

والوثائق التي تنشرها «الشرق الأوسط» هي عبارة عن محاضر 20 استجوابا رسميا
وخمسة محادثات عادية أجراها جورج بيرو، وهو محقق من مكتب المباحث الفيدرالي
الأميركي «إف.بي.آي»، للرئيس السابق ما بين 7 فبراير (شباط) و28 يونيو
(حزيران) 2004. ويغطي صدام في أجوبته على أسئلة المحقق وصوله للسلطة والحرب
مع إيران وغزو الكويت وأسلحة الدمار الشامل والمزاعم عن علاقته
بـ«القاعدة». ويقول صدام إنه حرص على تعزيز الانطباع بأن لديه أسلحة دمار
شامل ليردع إيران. ويقول أيضا إنه لم يسمح لمفتشي الأمم المتحدة بالعودة
إلى العراق حتى لا يكتشفوا أنه تخلص من تلك الأسلحة وبالتالي تكتشف إيران
مدى ضعف العراق وقابليته للانهيار. وعندما سئل صدام عما إذا لجأ يوما إلى
استعمال أشباه له، كما نوقش في الكثير من الكتب والمنشورات الأخرى، فضحك
وقال «هذا فيلم سحري، وليس حقيقة». وبسؤاله عن تحركاته عندما بدأت الحرب في
مارس (آذار) 2003، قال صدام إنه بقي في بغداد حتى 11 أبريل (نيسان) 2003،
عندما بدت المدينة وكأنها ستسقط. وقبل مغادرته بغداد، عقد اجتماعا أخيرا مع
القادة العراقيين الكبار وقال لهم «سنناضل في السر». وبعد ذلك، غادر بغداد
وبدأ تدريجيا بـ«تشتيت» حراسه الشخصيين.

وحول طريقة صدام في التحرك قبل سقوط بغداد في أبريل (نيسان) 2003، كتب
المحقق أن الأشخاص الأقرب له (المرافقين) كانوا يوجهونه «للتحرك بهذا
الاتجاه أو ذاك». وبسؤاله عما إذا كان يتنقل عادة بسيارة مرسيدس سوداء قبل
الحرب، أوضح صدام «ربما. كانت لدينا سيارات مرسيدس من كل الألوان». وعما
إذا كان يتنقل في موكب طويل، قال صدام «سأترك هذا للتاريخ».

في نهاية الجلسة، سئل صدام مرة أخرى عن تحركاته بعد اندلاع الحرب في مارس
(آذار) 2003. أوضح صدام أنه لم يكن في منطقة الدورة ببغداد في 19 مارس 2003
عندما قصفتها قوات التحالف. وأضاف أنه لم يكن في المنطقة خلال الـ 10 أيام
التي سبقت هذا الهجوم ولا في أي وقت طيلة الحرب. ويعتقد صدام أن قوات
التحالف استهدفت هذا الموقع لأنهم اعتقدوا خطأ بأنه كان فيه.

وشكا صدام للمحقق من أنه منذ اعتقاله لم يحصل على صورة لما يحدث، وأشار إلى
أنه كان نيته سؤال المحقق عن هذا قبل ذلك بيومين. ويقول المحقق إن صدام
ناقش فيلما شاهده، كان مقتبسا من كتاب «قصة مدينتين» كان قد قرأه قبل فترة
طويلة وفي القصة رجل محتجز مثله، انقطع عما يجري في الخارج. وحسب صدام فإن
مؤلف الكتاب كان ينتقد السلطات الفرنسية على هذه المعاملة. وحسب المحقق لفت
صدام إلى أن شيئا لم يتغير منذ ذلك الوقت. ورد المحقق بالقول إنه «بمرور
الوقت تغيرت بعض الأشياء بينما لم تتغير أخرى».

المحقق بيرو أدار الحديث معه بالعربية وقال ان صدام كان يرى دول الشرق
الأوسط الأخرى ضعيفة

خوفه من إيران جعله يكرس الانطباع بحيازته أسلحة محظورة

* أخبر صدام حسين أحد المحققين من مكتب المباحث الفيدرالية الأميركية «إف
بي آي» قبل أن يتم إعدامه شنقا أنه سمح للعالم بأن يعتقد بأنه يمتلك أسلحة
دمار شامل لأنه كان قلقا من أن يظهر بمظهر الضعيف أمام إيران، وذلك وفقا
لوثائق تم رفع السرية عنها. كما اتهم الرئيس العراقي السابق كذلك أسامة بن
لادن بأنه «متعصب» ونفى أن تكون له علاقة بتنظيم القاعدة.

بل إن صدام قال إنه شعر بأنه معرض للخطر من قبل القادة «المتعصبين» في
طهران إلى درجة أنه كان مستعدا لعقد «اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة
لحماية (العراق) من التهديدات في المنطقة».

وقد أمر الرئيس السابق جورج بوش بغزو العراق قبل ستة أعوام على أساس أن
صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل وأنه يمثل خطرا على الأمن القومي. وكان
المسؤولون بالإدارة الأميركية في ذلك الوقت قد ألمحوا كذلك لوجود صلات قوية
بين العراق وتنظيم القاعدة مما أدى إلى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على
الولايات المتحدة.

وقد اعترف صدام، الذي كان متحديا ومتبجحا خلال اللقاءات معه، بأسى أنه كان
يجب عليه أن يسمح للأمم المتحدة بمعاينة التدمير الذي لحق بمخازن السلاح
العراقي بعد حرب الخليج عام 1991. وقد أفرج أرشيف الأمن القومي، وهو معهد
أبحاث مستقل وغير حكومي عن ملخصات اللقاءات ـ 20 استجوابا رسميا وخمس
محادثات عادية في 2004 ـ بموجب قانون حرية المعلومات، كما نشر تلك الوثائق
على موقعه على شبكة الإنترنت أول من أمس. ولم يحذف إلا القليل من الوثائق
المفصلة للحوارات عدا الحوار الرسمي الأخير الذي أجري معه في 1 مايو (أيار)
2004 الذي أعيد تنقيحه بالكامل.

ويقول مدير الأرشيف توماس بلانتون إنه لا يعتقد بوجود أي سبب يتعلق بالأمن
القومي ويجعله يبقي مقابلات مكتب المباحث الفيدرالية مع صدام سرية. ويقول
بول برسون المتحدث الرسمي باسم المكتب إنه لا يستطيع تفسير أسباب التنقيحات
التي أجريت على الحوارات. وقد أجريت تلك الاستجوابات الرسمية التي يبلغ
عددها عشرين استجوابا في الفترة بين 7 فبراير (شباط) و1 مايو (أيار) ثم
أعقبتها تلك المحادثات العادية في الفترة من 10 مايو (أيار) إلى 28 يونيو
(حزيران)، وبعد ذلك نقل صدام إلى عهدة العراقيين وتم إعدامه شنقا في ديسمبر
(كانون الأول) 2006. وقد غطت الاستجوابات الرسمية وصول صدام حسين للسلطة
وغزو العراق وقمع صدام حسين لانتفاضة الشيعة بالتفصيل، بينما تمت مناقشة
قضية أسلحة الدمار الشامل و«القاعدة» في المحادثات العادية بعد انتهاء
الاستجوابات الرسمية. ويقول بلانتون إن ذلك يرجح أن مكتب المباحث
الفيدرالية قد تلقى أوامر من واشنطن لمناقشة الموضوعات ذات الأهمية الكبرى
من خلال المسؤولين في إدارة بوش.

ولا يعلم المتحدث الرسمي باسم مكتب المباحث الفيدرالية السبب وراء تأجيل
مناقشة تلك القضايا للاجتماعات الأخيرة. ويقول جورج بيرو العميل الذي أجرى
تلك الحوارات مع صدام حسين في لقاء أجرته معه قناة «سي بي إس» من خلال
برنامج «60 دقيقة» إنه تعمد وضع ظهر صدام حسين للحائط، «نفسيا، لكي يجعله
يشعر بأن ظهره للحائط» ولكنه أكد أنه لم يستخدم وسائل الاستجواب القهرية
لأن ذلك ضد سياسات مكتب المباحث الفيدرالية. ولا تشير الاستجوابات التي
أفرج عنها أول من أمس إلى استخدام أية إجراءات قهرية خلال الاستجوابات.

وكان بيرو الذي أدار الحوارات مع صدام باللغة العربية يتحدى دائما رواية
الرئيس السابق للأحداث مستشهدا بالوقائع التي تتناقض مع ما قاله. كما أنه
أجبر صدام على مشاهدة فيلم تسجيلي بريطاني حول معاملته للشيعة، على الرغم
من أن ذلك لا يبدو أنه قد أثر على الرئيس السابق. وعند نقطة محددة، نفى
صدام تقارير الاستخبارات التي كانت تقول إنه يستخدم بديلا لتفادي الاغتيال
واصفا إياها بأنها خيالية. ويقول صدام ضاحكا: «إن هذا خيال في فيلم سينمائي
وليس حقيقة». ولكنه يؤكد أنه لم يستخدم الهاتف سوى مرتين منذ عام 1990
وأنه نادرا ما كان ينام في نفس المكان لليلتين متتاليتين.

وكان خوف صدام من إيران ـ التي يعتبرها خطرا أكبر من الولايات المتحدة ـ
يظهر دائما خلال المناقشات حول أسلحة الدمار الشامل. وكانت إيران والعراق
قد دخلتا في حرب طاحنة امتدت لثماني سنوات في الثمانينات، وقال صدام إنه
كان مقتنعا بأن إيران كانت تحاول ضم جنوبي العراق لها وهي المنطقة التي
تسكنها أغلبية شيعية.

ويروي بيرو في ملخصه عن حوارات 11 يونيو (حزيران) 2004: «كان صدام حسين يرى
دول الشرق الأوسط الأخرى باعتبارها دولا ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها
أو عن العراق ضد هجوم تشنه إيران». وكتب بيرو: «وكان التهديد الإيراني هو
العامل الرئيسي الذي جعله لا يسمح بعودة مفتشي الأمم المتحدة، وأوضح حسين
أنه كان متخوفا من أن تكتشف إيران مدى ضعف العراق وقابليته للانهيار أكثر
من خوفه من عواقب رفضه للسماح بمفتشي الأمم المتحدة بالعودة للعراق».

وأشار صدام إلى أن قدرات إيران التسليحية قد ازدادت بشدة في الوقت الذي تم
فيه الحد من تسلح العراق نظرا للعقوبات التي وقعتها عليه الأمم المتحدة،
وبالتالي سيكون على العراق تعزيز قدراته التسليحية للتعامل مع الخطر المحدق
به إذا لم يتمكن من التوصل لاتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة.

وقد أشار بيرو إلى بن لادن في المحادثة الأخيرة مع صدام حسين في 28 يونيو
(حزيران) 2004، ولكن المعلومات التي قدمها صدام تضاربت مع جهود إدارة بوش
المحمومة لإثبات وجود صلة بين العراق والمجموعات الإرهابية. فقد أجاب صدام
أنه طوال التاريخ كانت هناك خلافات بين الأصوليين والقادة السياسيين. وأضاف
أنه «مؤمن بالله ولكنه ليس متعصبا.. وأنه لا يجب خلط الدين بالحكم». وأكد
صدام أنه لم يلتق أبدا بأسامة بن لادن وأن كليهما «ليس لديهما نفس
المعتقدات أو الرؤية».

أكد أن بن لادن شخص «متعصب» ولم يلتقه من قبل

صدام قال لمحققي المباحث الأميركية: عدو عدوي صديقي

أفادت وثائق مكتب المباحث الأميركية (اف. بي. آي) التي رفعت عنها السرية أن
الزعيم العراقي السابق قال للمحققين إنه يعتبر أسامة بن لادن «متعصبا» ولم
تكن له أية علاقات من قبل مع تنظيم القاعدة وفقا للوثائق السرية. وتحدث
صدام حسين مع جورج بيرو ضابط الـ«اف. بي. آي» عن جذور الصراع في العراق
وقادته التاريخيين، وأكد لهم في تلك اللقاءات أيضا أن الدين والحكم يجب ألا
يختلطا. وأشار إلى أن حزب البعث لا يقوم على أسس دينية، بل هو حزب علماني
ومؤسسه مسيحي. وأشار صدام حسين في الوثائق إلى أنه يعارض شخصيا أي شخص
يتعاون مع الغرب ضد مصلحة بلاده. وقال صدام حسين في الوثيقة المؤرخة بتاريخ
28 يونيو (حزيران) 2004 برقم «بي ايه دبليو 60324»، إنه يعتقد أن أسامة بن
لادن لا يختلف كثيرا عن المتعصبين الذين سبقوه، وأنه شخصيا لم تكن له أي
علاقات مع «القاعدة». وكشفت الـ«اف. بي. آي» عن 20 مقابلة رسمية أجريت عام
2004 وخمس مقابلات غير رسمية تمت بشكل عابر، وقد تم الكشف عنها بموجب قانون
حرية المعلومات. وتشير الوثائق إلى زيارة فاروق حجازي الذي التقى بن لادن
في السودان، وكذلك أبو حفص الموريتاني من قيادات «القاعدة» إلى بغداد 1994
من أجل البحث عن تمويل بقيمة 10 ملايين دولار. وأكد صدام حسين في الوثيقة
نفسها أنه لم يلتق أبدا من قبل أسامة بن لادن زعيم «القاعدة». إلا أن جورج
بيرو ضابط الـ«اف. بي. آي» سأل صدام عن سبب عدم تعاونه مع «القاعدة»، خاصة
أن هدفيهما واحد وهو العداء لأميركا، وسجل لصدام عبارة شهيرة تقول «عدو
عدوي شقيقي»، إلا أن صدام حسين لم يكن يعتبر الولايات المتحدة عدوة لبلاده،
ولو أراد فعلا التعاون مع أعداء أميركا، لتعاون مثلا مع كوريا الشمالية،
التي زعم أن لها علاقات طيبة مع الصين. وقال صدام حسين في الوثيقة إن
الولايات المتحدة استخدمت هجمات سبتمبر (أيلول) كذريعة تسمح لها بالهجوم
على العراق. وجاء في الوثائق التي حصل عليها ووزعها أرشيف الأمن الوطني،
وهو معهد غير حكومي للأبحاث أن كوريا الشمالية أكثر حلفائه ترجيحا.

ورد الضابط جورج بيرو أنه ربما بسبب تضارب العراق بين التصريحات ورد الفعل،
فإن العراق أساء تقدير تأثير هجمات سبتمبر (أيلول) على أميركا
والأميركيين، ونفى العراق أي اتصال مع «القاعدة» وزعيمها بن لادن، إلا أن
الأدلة التي توفرت لدى الأميركيين قالت غير ذلك وأشارت إلى اتصالات بين
الجانبين. ورد صدام حسين بقوله إنه لم يكن لديه خيارات أخرى، وإنه لم يسئ
تقدير الموقف بعد وقوع هجمات سبتمبر (أيلول)، والخيار الوحيد الذي أتيح
أمامه هو مغادرة العراق، ولكن ذلك بالنسبة له لم يكن خيارا. وسال ضابط
المباحث الأميركية صدام حسين عن دولته العراق باعتبارها الوحيدة التي أبدت
إعجابها بهجمات سبتمبر (أيلول)، التي أنكرها صدام حسين فيما بعد، وذكر
الضابط الأميركي أن الصحف العراقية كانت قد أبدت إعجابها كذلك بالهجمات،
إلا أن صدام حسين قال إنه كتب بعض المقالات ندد فيها بتلك الهجمات، ولكنه
أيضا تكلم عن السبب الذي دفع هؤلاء الإرهابيين إلى ارتكاب مثل الأفعال
المروعة، والسبب لم يكشف عنه أبدا وهو يلقي الضوء على مثل هذه الكراهية
التي تبعث على قتل أناس أبرياء.

وبعد وقوع هجمات سبتمبر (أيلول) كتب طارق عزيز وزير الخارجية العراقي
خطابات شخصية أدان فيها الهجوم، أحدها وجه إلى رامزي كلارك وزير العدل
الأميركي الأسبق الذي كان يعرفه بصورة شخصية، واعتبرت هذه الخطابات، بمثابة
وسائل اتصالات غير رسمية للعراق للتنديد بالهجمات. وكان صدام الذي عرف في
وثائق المباحث الأميركية بأنه «المحتجز بارز القيمة رقم واحد» يشارك بوش
العداوة تجاه رجال الدين الإيرانيين «المتعصبين»، وذلك بحسب السجلات. ونفى
صدام ما أشيع عن أنه استخدم «شبيها» للهرب من الاغتيال، واصفا هذا المفهوم
بأنه «سحر سينمائي وليس حقيقة»، لكنه قال إنه نادرا ما كان ينام في المكان
نفسه يومين متتاليين ولم يستخدم الهاتف إلا مرتين منذ عام 1990. وجرت
اللقاءات بين ضابط المباحث الأميركية وصدام حسين من فبراير (شباط) وحتى
يونيو (حزيران) 2004 وبين صدام وعملاء يتحدثون العربية في الزنزانة التي
كان محتجزا بها في مطار بغداد الدولي. وشن صدام حربا دامية على الحدود مع
إيران عام 1980 استمرت حتى 1988استخدم خلالها العراق أسلحة كيميائية. وشن
الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الحرب على العراق عام 2003 متذرعا بخطر
أسلحة دمار شامل من قبل حكومة صدام، لكن لم يعثر على مثل هذه الأسلحة على
الإطلاق. واعترف صدام بأن القدرات العسكرية الإيرانية كانت ضعيفة عام 1980،
وأنهم كانوا يفتقدون إلى القيادة بعد أن تم عزل معظم الضباط الكبار من
مناصبهم بعد انتقال السلطة من الشاه إلى الخميني. إلا أن صدام قال إن ذلك
لم يؤثر، آنذاك، على قراره شن الحرب على إيران، «فلو كان جيش الشاه موجودا
لكنا هزمناهم في الشهر الأول من الحرب». أما في عهد الخميني، ورغم افتقادهم
إلى القيادة فقد عمد العسكريون الإيرانيون، بما فيهم الجيش النظامي والحرس
الثوري، إلى دفع الآلاف باتجاه الحدود العراقية. وقد حارب الجيش العراقي
ببسالة، خصوصا على طول الحدود. وسئل صدام عما إذا كانت محاولات الاغتيال
التي جرت لعدد من المسؤولين العراقيين (بما فيهم وزير الخارجية طارق عزيز
ووزير الثقافة لطيف نايف جاسم) من قبل مجموعات تدعمها إيران، أثرت على
قراره إعلان الحرب على إيران، فقال إن 540 محاولة اغتيال جرت في العراق قبل
الحرب، بينها 249 «اعتداء»، إما بواسطة خروقات جوية أو برية. والعراق قدم
هذه المعلومات إلى الأمم المتحدة، وكذلك فرضت إيران حصارا على شط العرب
وأغرقت سفنا عراقية وأجنبية. وقبل 29 سبتمبر (أيلول) 1980 قصفت إيران مواقع
تكرير النفط في البصرة وعدد من مدن الجنوب العراقي. وقد كانت محاولات
اغتيال طارق عزيز ولطيف الجاسم جزءا من عدة حوادث قادت إلى الحرب مع إيران.

وحين سئل صدام حسين عن التقارير الواردة عن عمليات التمرد التي وقعت في
جنوب العراق بعد حرب 1991، زعم أنه لم يسمع بتمرد من هذا النوع. وحين أبلغ
أن العديد من المقابلات والتقارير سجلت أنباء هذه القلاقل، قال صدام: «ألم
نناقش هذا الموضوع؟» إلا أنه ذكر أنه بعد يوم من سريان وقف إطلاق النار عام
1991 حاول «بعض العناصر» القيام بعمليات تخريب في مدن البصرة والناصرية
والعمارة في جنوب العراق. وفيما بعد امتدت هذه القلاقل إلى مدن في الشمال
مثل السليمانية واربيل وكركوك. وقال صدام إن المجموعات التي قادت هذه
الأعمال كانت مدفوعة من إيران وأن العراق ألقى القبض على 68 ضابطا من ضباط
الاستخبارات الإيرانية جرت مبادلتهم، لاحقا، بأسرى عراقيين.

وكان صدام يعتقد أن هدف المتمردين كان السيطرة على العراق. وفي رأيه أنه تم
اللجوء إلى هذا التكتيك، عام 1991، بعد أن عجزت إيران عن تحقيق هذا الهدف
في حربها السابقة مع العراق. وقال إن إيران كانت تتطلع إلى السيطرة على كل
العراق أو، على الأقل، على جزء منه، وخصوصا الجزء الجنوبي.

وكان صدام يعتقد أن إيران كانت تريد، أيضا، بسط نفوذها على المنطقة الشرقية
من المملكة السعودية وعلى كامل منطقة الخليج.

في السجن سأل صدام عن حال العراق في غيابه.. وشكك في انتخاب العراقيين
لرئيس تحت الاحتلال

* خلال حديث غير رسمي بين صدام حسين وأحد الضباط الأميركيين واسمه جورج ل
بيرو سأل صدام عن الأوضاع في العراق خلال وقت اعتقاله وبعد الغزو الأميركي.
فروى الضابط الأميركي الأشياء التي تحققت في العراق ومن بينها توقيع
الدستور الجديد والاستعدادات لتسليم السيادة للعراقيين. وخلال الحديث تساءل
صدام حول فاعلية «مجلس الحكم»، وكان من رأيه أن أعضاء مجلس الحكم يمكن أن
يتفقوا فيما بينهم ليتخذوا القرارات. كما أخبر الضابط الأميركي صدام حول
الانتخابات في العراق، قائلا لصدام حسين إنها تشكل فرصة أمام العراقيين
لانتخاب رئيس جديد. فرد صدام مشككا، وقال إن الشعب العراقي لن يقبل انتخاب
زعيم جديد تحت الاحتلال، راجعا إلى التاريخ مستشهدا بحالة الملك فيصل الذي
جاء إلى الحكم تحت الاحتلال البريطاني ولم يستمر، فرد عليه الضابط
الأميركي: إن استفتاء أجرى في العراق، أشار إلى أن غالبية العراقيين يريدون
أن يسيطروا على الحكومة، غير أنهم في الوقت ذاته يريدون للقوات الأميركية
أن تبقى في العراق.

وعند الحديث عن مكيف الهواء الذي كان يعاد تصليحه في زنزانة صدام حسين في
ذلك الوقت قال صدام حسين انه معتاد على الحياة البسيطة، وشخصيا لا يحب
البذخ في الحياة. وهنا سئل صدام عن عدد القصور التي كان يمتلكها والفخامة
غير العادية لهذه القصور، فرد صدام قائلا: هذه القصور ملك الشعب العراقي
وليست ملك شخص واحد. وقال انه في عام 1968 كانت غالبية البيوت العراقية
بدائية ومصنوعة من الطين. وانه في البلاد الغربية تطور فن العمارة عبر بناء
القصور، وان المعماريين العراقيين طورا تصاميمهم وفن العمارة عبر بناء
القصور في العراق، وهذا انعكس بدوره على عمارة البيوت العادية في العراق.
كما قال صدام حسين انه بسبب التهديدات الأميركية والإسرائيلية، خصوصا خلال
السنوات العشر الماضية، فإنه يكون من الخطر على المسؤولين وقادة البلاد أن
يعقدوا اجتماعاتهم في قصرين مثلا وان بناء عدد كبير من القصور كان حاجة
أمنية، فمع وجود عشرين قصرا يكون من الصعب جدا تحديد أين توجد القيادة
العراقية. وانه طالما أن هذه القصور ملك للشعب، فإن صدام لا يعيش في أي
منها. قال صدام خلال الحديث انه يحب الحياة في بيت بسيط، وانه يأكل ما يقدم
له، ولم تكن لديه مطالب كثيرة. وقال صدام انه لدى واشنطن انطباع خاطئ انه
يحب الحياة المترفة والبذخ. وانه بسبب حبه للحياة البسيطة لم تتمكن أميركا
من اعتقاله لفترة طويلة، موضحا أن اعتقاله جاء بسبب خيانة فردية. وقال صدام
خلال الحديث أيضا إن جدول أعماله اليومي كان طويلا، غير انه كان دائما ما
يجد وقتا لقراءة القصص والروايات التي يستمتع بها كثيرا. ويوضح أن يومه كان
يتضمن لقاءات مع مسؤولين في حزب البعث، كما قال انه كان يلتقي مع أفراد من
الشعب العراقي يوميا قائلا انه كان يجدهم أفضل مصدر للمعلومات الدقيقة.
وعندما سئل كيف يمكن أن يكون العراقيون الذين كان يلتقي بهم يقولون الحقيقة
في ضوء أن الكثيرين منهم يكونون في حالة خوف، قال صدام: إن هذا قد يكون
الحال مع البعض لكنه تربطه علاقة طويلة مع الشعب العراقي، وان الشعب كان
يعرف انه يريد الحقيقة. ثم سرد صدام حسين مثالا وهو أن عراقيا قال له إن أخ
صدام غير الشقيق إبراهيم حسن المجيد كان يسير في سيارته ثم أطلق النار على
إشارة مرور في الشارع.

فرفع صدام حسين التلفون وسأل شقيقه عن صحة الرواية، فاعترف المجيد أن هذا
فعلا حدث. فقال له صدام أن يجمع أغراضه. ثم عرف المجيد من الإذاعة العراقية
الرسمية انه قد تم طرده. وقال صدام خلال الحديث انه كان يحاسب أسرته أكثر
من الآخرين. كما قال صدام انه كان مهتما بمحاولة فهم الثقافة الأميركية،
وان حاول ذلك عن طريق مشاهدة الأفلام الأميركية، وطبقا لصدام فقد شاهد عددا
هائلا من الأفلام الأميركية، ومن خلالها كون رأيه عن الثقافة الأميركية.

هاجم السادات.. وقال عن سورية: الفاشل لا يعرف رأسه من قدميه

* حسب الوثائق التي وفرتها المباحث الأميركية للتحقيقات مع صدام، فإنه قال
للمحققين حول جمال عبد الناصر، إنه في عام 1967 عندما خسر الحرب، كان لا
يزال صدام، يكن احتراما للرئيس المصري آنذاك، ففي رأيه، ناصر «يمكنه أن
يمثل العرب أمام العالم» بينما الآخرون «ضعفاء». في ذلك الوقت، ناصر كان
القائد الوحيد الذي يتمتع بعلاقة قريبة من «الجماهير العربية». وعلى الرغم
من خسارة الحرب، فإن ناصر لم يخسر احترام الشعب. ولكن آمال الناس كانت أعظم
من النتائج التي كان بإمكان ناصر أن يحققها. خسارة الحرب، بينت حدود
إمكانيات ناصر والجيش المصري. وأشار حسين إلى أن الحرب سلطت الأضواء أيضا
على القضايا الداخلية في القيادة المصرية. عبد الحكيم عامر، قائد الجيش
المصري، لم يسمح بـ«تدخل» ناصر في القضايا العسكرية، «على الرغم من أن ناصر
كان رئيس البلاد». عندما استقال ناصر في وقت لاحق، ملايين المصريين
تظاهروا لأجله لكي يكمل مهامه كرئيس للجمهورية. ورأى حسين أن ناصر يبدو أنه
اعتمد «على السياسات الدولية أكثر منها على تحضير جيشه وشعبه» قبل الحرب.
رأي صدام في الحرب العربية ـ الإسرائيلية في عام 1973، أن الرئيس المصري
أنور السادات الذي كان نائب الرئيس أيام ناصر، «لم يتمكن من إعادة الأمل
للعرب». وبدا السادات ليست لديه قضية محددة ولا هدف معين، ولم يكن بإمكانه
أن يفعل شيئا في ما خص 1948 و«اغتصاب فلسطين». ولأن السادات لم يكن «رجل
قضية»، فلم يستطع أن «يوقد حماسة» الجيش المصري. وقال حسين: «سأناقش كل شيء
إلا إذا كان يجرح شعبي، أصدقائي، والجيش». وأعطى تفاصيل حول حادث عام 1964
المتعلق بأحمد حسن البكر، الأمين العام لحزب البعث. بكر وحسين، الذي كان
حينها قائد الجناح العسكري في حزب البعث، ألقي القبض عليهما بسبب تخطيطهما
لانقلاب ضد الرئيس العراقي آنذاك عارف. واعترف حسين بكامل مسؤوليته في
التخطيط للانقلاب إلا أنه لم يسم أي شخص آخر متورط. ويعتقد صدام ان السادات
فقد شرفه بسبب اتفاقه مع إسرائيل، وإضافة إلى ذلك، ساء وضع الاقتصاد
المصري بشكل كبير في ظل قيادته. وفي المقابل، ازدهر الاقتصاد المصري في عهد
ناصر، وفتحت الأسواق المصرية على كل العالم العربي. أما بالنسبة لفشل
الجيش السوري لـ«الترحيب علانية» بالقوات العراقية في عام 1973، قال حسين:
«لا أحد أكرم من العراقيين». وسئل حسين عن تصريحاته حول فشل ـ رفض الجيش
السوري تزويد القوات العراقية بخرائط وأدوات اتصالات وأمور أخرى ضرورية
للقتال جنبا إلى جنب. ورد قائلا: «الفاشل لا يعرف أين هو رأسه وقدميه. كان
الوضع صعبا». وأضاف: «لعله لم يكن بحوزة السوريين خرائط».

وقال حسين: «دعني أسأل سؤالا مباشرا. أريد أن أسأل أين، منذ بداية هذه
المقابلة حتى الآن، تذهب المعلومات؟ لكي تبقى علاقتنا واضحة، أريد أن
أعرف». فرد أحد الأشخاص الذي يجري المقابلة بالقول، إنه ممثل الحكومة
الأميركية، وأن تقارير المقابلة بلا شك يراجعها مسؤولون في الحكومة، وربما
يكون الرئيس الأميركي من بينهم. فرد حسين قائلا، إنه ليس لديه تحفظات إذا
كان آخرون يريدون الانضمام إلى «العملية» وأنه «لا يمانع» إذا تم نشر
المعلومات.

وعندما سئل إذا ما لجأ يوما إلى استعمال أشباه له، كما نوقش في الكثير من
الكتب والمنشورات الأخرى، ضحك وقال: «هذا فيلم سحري، وليس حقيقة». وقال إنه
من الصعب جدا أن يتقمص أحد شخصية شخص آخر.

وعندما سئل إذا ما كان آخرون في الحكومة العراقية، من بينهم ابنه عدي،
لجأوا لاستعمال أشباه لهم، كما نشر في كتاب لرجل عراقي، نفى حسين أي
معلومات لديه حول هذه التقارير.

وقال: «أعتقد أن أبنائي لن يفعلوا ذلك». ولكنه أضاف أنه ربما قد يكونوا
فكروا في هذه التكتيكات خلال الحرب، وليس في أوقات السلم. وقال إنه لم ير
أشباها لأي من ولديه. وخلال الحرب الإيرانية العراقية لتحرير شبه جزيرة
الفاو في عام 1987، قاتل حسين وكل أقربائه في هذه الحرب. وكانت هذه المعركة
مهمة ومصيرية، وهو أمر تحدث به حسين لكل العراقيين. وقال: «عندما أؤمن
بمبادئ، أؤمن بها بشكل كامل، وليس جزئي، وليس بشكل تدريجي، بل بشكل كلي».
وأضاف حسين أن الله خلقنا وهو وحده يقرر متى سيأخذنا. وأنهى حسين هذا الجزء
من المقابلة، بالقول: «إذا قررت أن تنشر كتابا، احرص على أن تكتبه
بالإنجليزية والعربية». وفي ختام المقابلة، سئل حسين، عن تحركاته عندما
بدأت الحرب في مارس (آذار) 2003. وقال إنه بقي في بغداد حتى 11 أبريل
(نيسان) 2003، عندما بدأت المدينة وكأنها ستسقط. وقبل مغادرته بغداد، عقد
اجتماعا أخيرا مع القادة العراقيين الكبار، وقال لهم: «سنناضل في السر».
وبعد ذلك، غادر بغداد وبدأ تدريجيا بـ«تشتيت» حراسه الشخصيين، وهو يقول
لهم، إنهم أتموا واجباتهم، لكي لا يلفت الانتباه.

قرأ للمحققين آخر قصيدة كتبها

صدام قال في التحقيق إن أميركا أحسنت باختيار الياور

* قال صدام حسين إن عمليات تفتيش الأمم المتحدة حققت هدفها بتجريد العراق
من أسلحة الدمار الشامل. العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل ولم يمتلكها لمدة
طويلة. وقد نصح حسين أن الكثيرين كانوا من الرأي القائل إن العراق كان
مترددا بالتعاون مع عملية تفتيش الأمم المتحدة عن أسلحة. ورد حسين بأن
العراق تعاون طوال 7 سنوات، ومنح مفتشي الأمم المتحدة حرية التنقل في كل
البلاد، بما في ذلك القصور الملكية. وعندما ضغط على حسين حول تعاون العراق
مع المفتشين، وسئل عن إخفاء حسين كامل لمكونات أسلحة دمار شامل، قال إن طبع
حسين كامل الحقيقي بات معروفا للجميع. واعترف بأنه كان هناك أشخاص في
الحكومة العراقية، كانوا في البداية مترددين بالتعاون مع المفتشين. وهؤلاء
الأشخاص كانوا مخلصين ويعملون بجهد ومتفانين في عملهم، وكان من الصعب
بالنسبة إليهم، أن يقال لهم يوما أن يفتحوا كل ملفاتهم ويسلموا كل أعمالهم
وأسرار حكومتهم لدخلاء. تطلب الأمر وقتا وحصل على مراحل. وفي حلول عام
1998، امتثل العراق لقرارات الأمم المتحدة. ومع ذلك، هوجم العراق من قبل
الولايات المتحدة من دون أي تبرير أو إذن من الأمم المتحدة. وأضاف صدام
حسين أن العراقيين ما كانوا ليخزنوا أسلحة دمار شامل في القصور الرئاسية،
لان ذلك كان ليضع الحكومة والقيادة العراقية بخطر. أسلحة الدمار الشامل
كانت، وكانت ستكون، مخزنة في الصحراء، في أماكن نائية. وادعى حسين بأن
الضربات الأميركية على العراق في عام 1998، وردا على محاولة الاغتيال
المزعومة للرئيس السابق جورج بوش، كانت غير مبررة ولم يكن هناك استفزاز أدى
إليها. ولم تحصل الولايات المتحدة على أي موافقة من الأمم المتحدة لتنفيذ
هذه الضربات. وعلى الرغم من أن الاعتداءين تما بقرار الولايات المتحدة، فقد
شعر حسين بأن الأمم المتحدة تجاوزت سلطتها في ما يخص العراق. قرأ صدام
حسين للعميل الخاص في الـ«إف بي آي» جورج بيرو، قصيدة كتبها مؤخرا. ووجد
بيرو أن القصيدة هي فرصة لمناقشة خطابات صدام حسين. وقال بيرو لحسين انه
بعد أن استمع إلى عدد من قصائده، أصبح بإمكانه أن يتعرف إلى خط يده، بعد أن
كان يقرأ القصائد. وقال بيرو إنه أصبح واضحا بالنسبة إليه أن صدام حسين
كان يكتب خطاباته، وهو أمر تأكد لاحقا، وقال إن كل كتاباته جاء من القلب.
وقال حسين أيضا إنه لم يستمتع بقراءة خطاباته، وأنه كان يفضل أن يقرأها له
آخرون، مثل مذيعي أخبار. ووصف حسين شعور كتابة خطاباته، بأنه كتأدية
امتحان. وقال صدام حسين إن إيران كانت تشكل أكبر خطر على العراق، بسبب
حدودهما المشتركة، وكان يعتقد أن إيران كانت تنوي أن تضم جنوبي العراق
لإيران. وهذا الاحتمال كان ينظر إليه حسين والعراق على أنه أكبر تهديد
يواجه العراق. وكان حسين يعتبر أن بقية البلدان في الشرق الأوسط ضعيفة، ولا
يمكنها الدفاع عن نفسها في مواجهة العراق أو اعتداء من إيران. وقال إنه
يعتقد أن إسرائيل تشكل تهديدا للعالم العربي بأسره، وليس فقط للعراق.

وأضاف أيضا أن قدرات أسلحة إيران تطورت بشكل دراماتيكي، بينما كانت عقوبات
الأمم المتحدة تجرد العراق من الأسلحة. آثار ذلك ستظهر في المستقبل، عندما
تصبح القوة العسكرية لإيران تشكل تهديدا كبيرا للعراق والمنطقة في
المستقبل. وقال حسين إن قدرة الأسلحة التي كان يملكها العراق كانت سببا
رئيسيا في نتائج حرب العراق ـ إيران. في البداية خلال الحرب، كان العراق
يملك صواريخ متوسطة المدى (270 كيلو مترا)، بينما لم تكن إيران تمتلك أي
صواريخ ذات قيمة. وتمكن الإيرانيون من الحصول على صواريخ طويلة المدى من
ليبيا، والتي كان بإمكانها أن تصل إلى أعماق العراق. وكان الإيرانيون أول
من استعمل الصواريخ وضربوا بها بغداد. وقال حسين إنه حذر الإيرانيين من
خلال خطاب ألقاه، لوقف اعتداءاتهم. ولكن إيران ضربت بغداد مجددا. ونصح
علماء حسين بأنه يمكنهم تحسين مدى الصواريخ لكي تطال قلب إيران أيضا. فطلب
إليهم أن يفعلوا ذلك. وردت العراق على ضرب بغداد بضرب طهران بصواريخها.
وقال حسين إن إيران صدمت بسبب صواريخ العراق، وقال إن طهران كانت أكثر عرضة
من بغداد لقصف الصواريخ بشكلها الجغرافي. وعرف حسين ذلك بـ«حرب المدن»
وقال إن تصرفات العراق كانت ردا على تصرفات إيران. وفي موضوع آخر، قال حسين
إنه يذكر فقط أنه استعمل الهاتف في مناسبتين منذ مارس (آذار) 1990. إضافة
إلى ذلك، فهو لم يمكث في المكان نفسه أكثر من يوم واحد، لأنه كان يعرف
بالقدرات التكنولوجية المتطورة للولايات المتحدة. وكان يستعمل البريد كأداة
تواصل، أو يقابل شخصيا مسؤولين في الحكومة لكي يناقش قضايا مهمة. وانتقل
الحديث بعد ذلك عن الرئيس الانتقالي للعراق، الشيخ غازي الياور. وقال حسين
إن الياور يأتي من عائلة جيدة وأنه سيلقى قبولا من بلدان أخرى في المنطقة،
خصوصا المملكة العربية السعودية. وقال إن الولايات المتحدة يبدو أنها بذلت
جهدا كبيرا لاختيار الياور، وأنها قامت بخيار حسن. وقال عندها بيرو لحسين
إن اختيار الياور لم يكن فقط قرارا أميركيا، بل قرار مشترك بين الولايات
المتحدة والأمم المتحدة. وسأله بيرو حينها عن شعوره الشخصي حيال النقاش عن
رئيس جديد للعراق. فبدأ حسين بالرد والحديث تحديدا عن الياور. فأوقفه بيرو
وسأله ما هو شعوره الشخصي. وذكر بيرو حسين في تصريح سابق له بأنه لا يزال
يعتبر نفسه رئيس العراق. وقال له إنه بات من الواضح الآن انه لم يعد الرئيس
وهناك رئيس جديد وحكومة جديدة. وقال له انه لم يعد رئيس العراق، وأنه
انتهى. فرد حسين بالإيجاب وقال نعم انه يعرف ذلك، وقال ما الذي يمكنه أن
يفعل أمام مشيئة الله. وسأله بيرو إذا كانت لديه أفكار عن مستقبله، فقال
حسين إنه بيد الله. وعندها قال بيرو لصدام حسين إن حياته شارفت على
النهاية، وسأله إذا أراد أن تكون لبقية حياته معنى، فأجاب حسين بنعم.

شعبي سيحبني بعد مماتي

· قال صدام حسين إنه يؤمن بأن الشعب سيحبه بعد مماته أكثر مما أحبه خلال
حياته. وذكر أن المزرعة حيث ألقي القبض عليه في ديسمبر (كانون الأول) 2003،
هي نفسها حيث بقي في عام 1959 بعد هربه من بغداد اثر مشاركته بمحاولة
اغتيال فاشلة للرئيس العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم. وسئل حسين ما إذا كان
قرار بدء الحرب ضد إيران في عام 1980 مستندا إلى تهديدات أو أنها كانت
وسيلة للمطالبة بأراض عربية / عراقية، وتحديدا شط العرب، فرد بالقول:
«نعتبر أن الحرب بدأت في 4 سبتمبر (أيلول) وليس في 22 سبتمبر كما تعتبرها
إيران». ثم أعطى حسين مثلا عن جاء فلاح. ويفضل حسين استعمال أمثلة عن
الزراعة والفلاحة لأنها تعني أشياء خاصة بالنسبة إليه. وقال: «في أحد
الأيام، يضرب ابن الجيران ولدك. وفي اليوم التالي، يزعج ابن الجيران
أبقارك. ولاحقا تتضرر حقولك بعد أن تسبب ابن الجيران بتعطيل نظام الري
لديك. إذا حصلت كل هذه الأحداث، وبعد عدد كاف من الحوادث، تبادر جارك وتروي
له الانتهاكات التي حصلت وتطلب إليه أن يتوقف. عادة، إنذار أو مصارحة تكفي
لوقف هذه التصرفات. ولكن مع إيران، فإن هذه المقاربة لم تنجح». إيران،
برأي صدام حسين، كانت تخرق اتفاق الجزائر الذي وقع في عام 1975 المتعلق
بقناة الري. كذلك، كانت إيران تتدخل بالشؤون السياسية العراقية، وهذا برأي
حسين، ترك العراق أمام خيار واحد.

الخميني والرسالة التي لم تفهمها إيران

* تحدث عن طريقة تفكير القادة الإيرانيين، تحديدا آية الله الخميني،
والقرار الإيراني بالدخول إلى الحرب. وقال إنه عندما وصل الخميني إلى
السلطة في عام 1979، كان لديه أمران «تدخلا» في ذهنه. الأول، أنه كان رجل
دين متعصبا يعتقد أن كل القادة هم مثل شاه إيران، شخص تسهل الإطاحة به. وظن
الخميني انه بسبب إطاحته بالشاه بهذه السهولة، يمكنه أن يفعل ذلك في أي
مكان، ومن ضمنها العراق. ثانيا، أن الخميني كانت لديه «عقدة» من مغادرته /
طرده من العراق في وقت سابق في نهاية السبعينات. والخميني بعد أن جرى نفيه
من إيران، كان «ضيفا» على العراق «وأعطي له مأوى» في النجف. وهو هناك، بدأ
يتحدث ضد الشاه والحكومة الإيرانية. الخميني، برأي حسين، لم يكن يحترم
الاتفاق الموقع (اتفاق الجزائر) بين العراق وإيران، وكان يتدخل بالشؤون
الإيرانية الداخلية. أعلمت الحكومة العراقية الخميني بموقفها، وقالت له
أيضا «أنت ضيفنا، لا أحد يمكنه أن يسألك أن تغادر أو أن يتم تسليمك». وقال
حسين أيضا إنه لا يندم على الطريقة التي عاملت بها العراق الخميني. وعند
سؤاله إذا كان الخميني قد أنكر معروف العراق بعد عودته من الكويت، وهي خطوة
كان يمكن أن تؤدي إلى رفض العراق إدخاله وإعادته إلى إيران، قال حسين: «لا
لم يكن ذلك ليغير من الوضع. الشعب لم يكن يريد الشاه». وأصبح الخميني رمزا
للشعب في إيران بعد مغادرته العراق، بسبب «طرده» من العراق. ورد حسين فقط
بـ«ربما» عندما سئل ما إذا كان آية الله سيد محمد اصدر، رجل دين شيعي مؤثر
أعدم في العراق في عام 1980، كان رمزا كهذا. ولكنه أضاف انه هو نفسه كان
رمزا لأنه كان يمكن رؤية صوره معلقة في داخل البيوت في أماكن أخرى في
العراق.

وتورد وثائق الإف بي آي أن صدام قال في إحدى المقابلات إن إيران لم تفهم
الرسالة عندما سحب العراق قواته في عام 1982، وشدد على القول هؤلاء إذا لم
تكسر رؤوسهم لن يفهموا. كما قال صدام إن العراق لم يكن مدينا بالكثير من
الأموال بعد الحرب مع إيران، فقد تلقى مساعدات من دول عربية ظن صدام أنها
ليست قروضا. وقال صدام بعد الحرب غيرت هذه الدول فكرها وطلبوا سداد الأموال
فقد رأت بعض الدول أن العراق يشكل تهديدا عسكريا بينما لم يروا إيران
تهديدا. وعند هذه النقطة ضحك صدام.

وحسب قول صدام في التحقيقات مع الاف بي آي فإن الخميني كان يظن أن الشيعة
في جنوب العراق سيتبعونه خاصة خلال الحرب ولكنهم لم يرحبوا به وكانوا
موالين للعراق وحاربوا الإيرانيين.

وعندما سئل صدام عما إذا كانت محاولات الاغتيال الإيرانية ضد مسؤولي
الحكومة العراقية قبل نشوب الحرب على يد جماعات مدعومة من طهران بما في ذلك
محاولة اغتيال طارق عزيز ولطيف جاسم، أثرت في قرار بغداد الذهاب إلى الحرب
ضد طهران، قال صدام إن هناك 540 هجوما إيرانيا على العراق قبل الحرب، منها
249 اختراقا جويا أو غارات. وقدم العراق هذه المعلومات إلى الأمم المتحدة
بينما أغلقت إيران شط العرب وأغرقت سفنا عراقية وأجنبية. وقال صدام قبل 29
سبتمبر (أيلول) 1980 قصفت إيران مصافي عراقية في البصرة ومدن أخرى جنوبية.
وكانت محاولات الاغتيال ضد طارق عزيز وجاسم وآخرين ضمن الأشياء التي قادت
إلى الحرب.

ولدى سؤال صدام عن الهدف من الحرب أجاب قائلا: اسألوا إيران هي التي بدأت
الحرب لقد شرحت كل أسباب الحرب سابقا، وعندما أعاد محقق إف بي اي السؤال
عليه قال صدام: الهدف هو جعل إيران تتوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية.
وأعاد صدام ذكر معلومات سابقة بما في ذلك انه يعتقد أن إيران خرقت اتفاقية
الجزائر الموقعة عام 1975 واحتلت كل شط العرب، بينما تنص الاتفاقية على أن
حقهم في نصفه فقط، كما أنها لم تتجاوب مع الاتصالات الدبلوماسية في ما
يتعلق بهذه القضية.

لا أحب السياسة أو السياسيين

* في إحدى المقابلات قال صدام: كنت أستطيع أن أكون سياسيا لو أردت لكني لا
أحب السياسة أو السياسيين، وعندما ووجه بأن البعض يعتقد أنه لعب سياسة مع
الأمم المتحدة، رد صدام قائلا: لقد التزمنا تماما بكل قرارات الأمم
المتحدة، يجب لوم الولايات المتحدة وليس الأمم المتحدة، نحن بين قلة من
الفرسان الباقين.

وقدم المحقق ملاحظة بأن بداية المشكلة بين العراق والعالم هي غزو الكويت،
ورد صدام قائلا إن الولايات المتحدة كان لديها خطة مع الكويت لمهاجمة
العراق، ونحن لدينا نسخة من هذه الخطة في يدنا، وخلال التحقيقات المطولة
حول قرار الأمم المتحدة بشأن أسلحة الدمار الشامل، قال صدام: لقد دمرنا هذه
الأسلحة، وعندما سئل عن القيود التي كانت تفرض على المفتشين في دخول
مواقع، قال: أي مواقع؟ فرد المحقق: وزارة الزراعة، فأجاب صدام قائلا: والله
لو كان لدي هذه الأسلحة لكنت استخدمتها ضد الولايات المتحدة.

أعلن أنه خدم الشعب العراقي على مدار فترة طويلة للغاية

نص جلسة تحقيق: صدام يقتبس من كتابه زبيبة والملك

مكتب التحقيقات الفيدرالي ـ مركز عمليات بغداد ـ 7 فبراير (شباط) 2004 ـ
جلسة مقابلة رقم: 1

ـ المقابلة أجراها: جورج إل. بيرو ـ الترجمة العربية/الإنجليزية: أجريت
مقابلة مع صدام حسين (محتجز على درجة قصوى من الأهمية) في 7 فبراير (شباط)
2004، داخل منشأة احتجاز عسكرية بمطار بغداد الدولي، في بغداد، العراق.
وقدم صدام المعلومات التالية: أعلن صدام أنه خدم الشعب العراقي على مدار
فترة طويلة للغاية. ويرى أن إنجازاته الكبرى تتمثل في البرامج الاجتماعية
المعنية بمواطني العراق والتحسينات التي أدخلها على القطاعات الأخرى من
الاقتصاد، ومنها تطوير التعليم ونظام الرعاية الصحية والصناعة والزراعة
ومجالات أخرى رفعت بوجه عام مستوى الحياة بالنسبة للعراقيين. عام 1968، لم
يكن الشعب العراقي «يكاد يملك أي شيء»، حيث عانت البلاد من ندرة المواد
الغذائية، في القرى والمدن، وأهملت الأراضي الزراعية، واعتمدت الزراعة على
وسائل بدائية. واعتمد الاقتصاد العراقي بصورة كاملة على إنتاج النفط، الذي
صدر العراق الجزء الأكبر منه عبر شركات أجنبية، ولم تسيطر عليه الحكومة.
ومع تصنيع الدولة العراقية عددا ضئيلا للغاية من المنتجات، اضطرت إلى
استيراد معظم السلع. وكان نظام الرعاية الصحية «بدائيا»، وكان معدل الوفيات
شديد الارتفاع، خاصة بين الفقراء. وبالمثل، كانت معدلات وفيات الأطفال
مرتفعة للغاية، تقدر بما يتراوح بين 40% و50%، مع وقوع الكثير من الوفيات
أثناء فترة الحمل أو عند الولادة. من ناحية أخرى، بلغت معدلات معرفة
القراءة والكتابة حوالي 27%، علاوة على أن من صنفوا باعتبارهم «يعرفون
القراءة والكتابة» غالبا ما افتقروا إلى البراعة الحقيقية في أي من
المهارتين. وافتقرت المناطق الريفية بصورة شبه كاملة إلى الطرق، بينما كانت
حالة الطرق «متردية للغاية» في المدن العراقية. وعلى المستوى الجامعي،
توافرت فرص تعليمية محدودة للغاية، حتى داخل بغداد. وافتقر الكثير من المدن
لوجود أي كليات. بصورة عامة، كان الأثرياء وحدهم القادرين على إلحاق
أبنائهم بالتعليم الجامعي. قام صدام حسين بتحسين القطاعات سالفة الذكر
كافة. من ناحيته، يرى صدام أن هذا إنجازه و«الفضل» الأعظم الذي صنعه للشعب
العراقي.

وإجابة من جانبه عن تساؤل حول الأخطاء التي اقترفها، اعترف صدام بأن كل
البشر يرتكبون أخطاء، وأن الله وحده له العصمة من الخطأ. ونوه باعتقاده أن
الشخص الذي يجري معه المقابلة «ذكي»، ويبدو أنه قرأ تقارير عن لقاءات أجريت
من قبل معه. وقال صدام «ربما لن تكون المحادثة بين شخصين على هذا المستوى
من التعليم مفيدة أو ناجحة». وأضاف أنه إذا ما ادعى شخص ما لنفسه الكمال،
فإنه بذلك ينسب لنفسه الألوهية. واستطرد صدام موضحا أنه لم يجر النظر إلى
الجهود التي بذلها كافة باعتبارها ناجحة من وجهة نظر البعض. وعقد صدام
مقارنة بين تقديره لذاته وتقدير آخرين، مشيرا إلى وجود وجهات نظر متعارضة
مع آرائه بشأن نظام الحكم الأميركي، الذي قال إنه «غير مقتنع به». وأوضح أن
حوالي 30 مليون شخص يعانون مغبة الفقر داخل أميركا، لكن الأميركيين لا
يعتبرون هذا الأمر «جريمة». وأكد صدام أنه لن يقبل قط بمثل هذا الأمر
للعراق. وعندما جذب الشخص الذي يجري المقابلة انتباهه مرة أخرى باتجاه
الأخطاء التي ارتكبها، تساءل صدام «هل تظن أنني سأخبر عدوي إذا كنت اقترفت
خطأ؟»، وقال صدام إنه لن يحدد أخطاءه أمام عدو له، مثل أميركا. وأوضح أنه
لا يعتبر الشخص الذي يعقد المقابلة معه عدوا، ولا الشعب الأميركي، وإنما
النظام الأميركي الحاكم.

قال صدام إن الأهمية لا تقتصر على ما يقوله الناس أو يعتقدونه بشأنه الآن،
وإنما كذلك ما يعتقدونه في المستقبل، بعد 500 أو 1000 عام من الآن. بيد أن
الأهمية الكبرى تكمن فيما يراه الله. إذا ما قبل الله أمرا، فإنه سيقنع
الأفراد بتصديقه. وإذا لم يقبل الله أمرا، فليست هناك أهمية فيما يظنه
الناس. واستطرد صدام بأن «خائنا» قدم معلومات قادت لإلقاء القبض عليه.
وباعتباره «ضيفا» في المكان وكعراقي، لم يكن ينبغي تسليمه للقوات
الأميركية. وأكد أن أحفاد هذا «الخائن» سيحملونه المسؤولية وينقلون هذا
للأجيال القادمة.

فيما يخص المستقبل، أعرب صدام عن اعتقاده بأنه سيشتهر بعدله و«تعرضه
للظلم». وفي نهاية الأمر، يحق للعراقيين اعتقاد ما يروق لهم. وأعلن صدام أن
العراقيين لن يعقدوا مقارنة بين حكام ما قبل الإسلام وما بعده. وأشار إلى
أن المواطنين العراقيين تمتعوا بالقدرة على ممارسة حقوقهم المتعلقة بالحكم
الذاتي حسبما كفلها الدستور المؤقت الصادر عام 1990. وت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
badr

badr


عدد المساهمات : 646
تاريخ التسجيل : 31/01/2010
العمر : 44

محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين   محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين Icon_minitimeالثلاثاء 8 يونيو 2010 - 21:05

صدام: غالبية أعضاء البعث عام 1963 كانوا شيعة.. وأمينه العام كان كرديا

قال : إنه لم يكن يعلم حتى وقت قريب أن طارق عزيز كان مسيحيا

يكشف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي أعدم نهاية ديسمبر (كانون
الأول) 2006، في وثائق سرية أفرج عنها الأرشيف القومي الأميركي الأربعاء
الماضي، خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم، وحتى اعتقاله
وظروفه في السجن. والوثائق التي تواصل «الشرق الأوسط» اليوم نشرها هي عبارة
عن محاضر 20 استجوابا رسميا وخمس محادثات عادية أجراها جورج بيرو، وهو
محقق من مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي «إف.بي.آي»، للرئيس السابق ما بين
7 فبراير (شباط) و28 يونيو (حزيران) 2004.
ويغطي صدام في أجوبته على أسئلة المحقق في الجلسة الخامسة من الاستجواب في
15 فبراير (شباط) 2004 ظروف استيلاء حزب البعث على السلطة في عام 1968
ويقول إن قرار عدم إراقة الدماء تم بناء على طلبه، حيث كان يعتقد أن «علينا
أن ننسى الماضي وألا نريق المزيد من الدماء». وكدليل على احترام ذلك
القرار، أشار صدام إلى أن البعثيين لم يؤذوا الرئيس عبد الرحمن عارف ولكنهم
نفوه فقط. وفي الجلسة السادسة في 16 فبراير (شباط) 2004 يكشف صدام ما جرى
لناظم كزار الذي قام بمحاولة انقلابية عام 1973. وكزار كان مساعد صدام،
مدير الأمن العام لحزب البعث، وهو شيعي من مدينة العمارة. وقال صدام في ذلك
الوقت إنه لم يكن هناك تمييز بين سني وشيعي أو مسيحي داخل الحزب. وأشار،
كمثال على ذلك، أنه لم يكن يعلم حتى وقت قريب أن أحد قادة البعث، وهو طارق
عزيز، كان مسيحيا، فقد كان الحزب ناجحا لأنه ارتبط بالشعب ومن ثم لم تكن
هناك تفرقة بين أفراده على أساس الدين أو العرق. وأشار صدام إلى أن قادة
الحزب من السُنة في الفترة بين عامي 1958 و1963 كانوا قليلين جدا، وأن
الأمين العام للحزب كان شيعيا من مدينة الناصرية. وقال صدام للمحقق «قد
يثير دهشتك أن تعرف أن الأمين العام للحزب عام 1964 كان كرديا».
وفي جلسة الاستجواب السابعة في 18 فبراير (شباط) 2004 يواصل صدام شرح
علاقته بكل من سعدون شاكر وعبد الكريم الشيخلي ويقول إن شاكر يعد مثالا على
عضو في حزب «البعث» «وزع قدراته» فيما يقول إن الشيخلي فشل في تقبل النقد
وقررت القيادة طرده.
وقال صدام إن تولي القيادة من أصعب المهام في الحياة. وأعرب عن وجهة نظره
بأن أي شخص باستطاعته قيادة أعضاء الحزب والجماهير، سيتميز بالكفاءة في
المنصب المخول إليه. وأضاف أن أعضاء الحزب خاضوا «محاولات»، بعضها نجح
والآخر فشل. وقد استمر أعضاء الحزب في مناصبهم حتى اللحظة التي فاقت
مسؤوليات مناصبهم قدراتهم الفردية، عند هذه النقطة، كان يتم استبدالهم.
بالنسبة لأعضاء الحزب ذوي الخلفيات العسكرية، نوه صدام بأن تلك الخبرة
العسكرية كانت محدودة ولم تترجم بالضرورة إلى عنصر مفيد في إدارة الشؤون
الحكومية.

* صدام عن انقلاب يوليو 1968: طارق عزيز رفيق قديم يحظى بالاحترام لكنه لم
يكن أحد الثوار
* قال إن الدوري ورمضان كانا منخرطين في الثورة منذ البداية وتصارعا فيما
بينهما .

* محضر جلسة الاستجواب الخامسة 15 فبراير (شباط) 2004
* قبل طرح أية أسئلة، أفاد صدام بأنه يرغب في طرح سؤال. وبعد ذلك سأل عن أي
نوع من التغييرات حدث في العالم، على سبيل المثال ما يحدث في الصين وروسيا
وفي السياسات الدولية. فقال المحقق إنه لم تحدث تغييرات كبيرة، وأن هناك
جهودا لإعادة بناء العراق وأن ذلك يتضمن دعما من كل من روسيا والصين وأن
الأمور تسير بصورة سريعة. وبعد ذلك أفاد صدام بأنه منذ أن كان في السجن
لمدة شهر أو اثنين، لم تكن لديه صورة عما يحدث. وأشار إلى أنه كان ينوي طرح
هذا السؤال على المحقق قبل يومين. ثم تحدث صدام عن أحد الأفلام التي
شاهدها التي تقوم على رواية «قصة مدينتين» التي قرأها منذ وقت طويل حيث
كانت هذه الرواية تتناول سجن أحد البريطانيين في سجن فرنسي ولم يكن على
دراية بما يحدث في العالم الخارجي. وحسبما أفاد صدام، فقد كان مؤلف هذه
القصة ناقدا للسلطات الفرنسية بسبب هذه المعاملة. وأشار صدام إلى أنه لم
يتغير شيء منذ ذلك الوقت. وقد أجاب المحقق بأنه «عبر الوقت، تغيرت بعض
الأشياء، ولم تتغير أشياء أخرى».
ثم أخبر المحقق صدام بأن جلسة اليوم سوف تكون حوارا حول استيلاء حزب البعث
على السلطة في عام 1968، وعلى وجه الخصوص سيكون الحوار حول محاولة التفريق
بين ما هو واقعي وما هو خيالي. وقد أجاب صدام بأنه في واقع الأمر، كان
العراق في عام 1968 يعيش بصورة بدائية ولم يستطع التقدم بصورة جادة إلا من
خلال مفهومين. أولهما إدراك أن هذا البلد له حضارة تاريخية قديمة. والمفهوم
الثاني كان يدور حول أن العراق استطاع التعلم من خلال تجربة الأساليب التي
تتبعها بقية دول العالم. وطبقا لذلك، فقد سافر صدام وغيره إلى بلاد عربية
أخرى. وبمقارنة أنفسهم بغيرهم من مواطني هذه الدول، فقد اكتشفوا أن القاهرة
ودمشق كانتا متقدمتين كثيرا على بغداد. وكان لدى صدام العديد من الأصدقاء
الذين سافروا إلى دمشق وكانوا يعتقدون أن العراق يمكن أن يصل إلى المستوى
الذي وصلت إليه دمشق من التقدم، لكنهم لم يتصوروا أن يصل إلى مستوى التقدم
في القاهرة. وكانت القدرة الصناعية العراقية في ذلك الوقت مقصورة على صناعة
البطاطين وتشغيل مصنع لقصب السكر في كربلاء الذي كان يحتاج إلى استيراد
المواد التي يعمل بها. وبغض النظر عن هذين المجالين، كانت هناك محاولات
قليلة بسيطة للصناعة في مجالات أخرى. ومع ذلك، فقد كان لدى العراق الدافع
والحماس للتطور. وقد نجم عن المحاولات الأولى بعض الأخطاء، ولكن تم تداركها
وعلاجها. ومع مسيرة التقدم، استمر إرسال الأفراد إلى البلاد المجاورة لكسب
الخبرات. وكان من الدول التي زارها صدام وغيره: الاتحاد السوفياتي وفرنسا
وإسبانيا وإيران وتركيا وكافة الدول العربية. ومن بين جميع هذه الدول، كان
صدام يعتقد أن الاتحاد السوفياتي كان الأقرب إلى العراق فيما يتعلق
بالنواحي الاجتماعية للشعب. ومع ذلك، لم يكن ذلك يعني أن صدام كان يأخذ أحد
الجانبين الشرقي أو الغربي. وقد أفاد صدام بأنه في الوقت الذي كان ينظر
فيه إلى الأساليب التي يعيش بها الآخرون إلا أننا «لا ننسى أننا عرب
وعراقيون وأن للعراقيين أسلوبهم الخاص بهم الذي يربط بينهم وبين العرب
الآخرين». وأضاف صدام: «بالنظر إلى سعينا نحو التطور، فإننا حاولنا ذلك في
كافة المجالات بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والتقنية
والصناعية».
وفي ما يتعلق باستيلاء حزب البعث على السلطة أفاد صدام بأنهم حصلوا على
المساعدة من أفراد الجيش الذين كانوا أعضاء في الحزب. كما أفاد أيضا بأن
العقيد إبراهيم عبد الرحمن داود والعقيد عبد الرزاق نايف اللذين لم يكونا
عضوين في حزب البعث، لم يلعبا دورا هاما في السماح بالاستيلاء على السلطة
دون مقاومة أو إراقة دماء. وأفاد صدام بأن قرار عدم إراقة الدماء تم بناء
على طلبه، حيث كان يعتقد أنه «علينا أن ننسى الماضي وألا نريق المزيد من
الدماء». وقد قال إن هذا الموضوع قد تمت مناقشته في اجتماع داخل منزل وزير
الصحة الدكتور مصطفى. وقد اختلف القليل من الأعضاء مع صدام لا سيما أعضاء
حزب البعث الذين تم تعذيبهم من قبل النظام السابق وكانوا يرغبون في الثأر.
وقد ثار حوار قال فيه صدام إنه قد تم تعذيبه هو أيضا. وفي نهاية الأمر، تم
التوصل إلى اتفاق على أنه لن تكون هناك إراقة للدماء. وكدليل على احترام
ذلك القرار، أشار صدام إلى أن البعثيين لم يؤذوا الرئيس عبد الرحمن عارف
ولكنهم نفوه فقط. وبالإضافة إلى ذلك، قال إن حزبه اتخاذ قرارا بإطلاق سراح
المعتقلين من جميع الأحزاب بمن فيهم القوميون والشيوعيون. وفيما يتعلق
بالعقيد داود والعقيد نايف، فقد أشار صدام إلى اختيار عدم إيذائهم كذلك،
والاكتفاء بمجرد نفيهم. وعندما تم سؤاله عن دور العقيد داود في الجيش، قال
صدام إن أبو هيثم (أحمد حسن البكر) هو الذي كان له صوت أقوى من داود الذي
لم يكون له صوت حقيقي. وقال صدام إن قوات الحماية الرئاسية وهي الحرس
الجمهوري كانت تتكون من ثلاث فرق: المدرعة والمشاة والقوات الخاصة. وكانت
مسؤولية العقيد داود عدم الاصطدام أو الاشتباك مع الفرقة المدرعة. وكان ذلك
هو دوره فقط. وقال صدام: «كنا نسيطر على الفرقة المدرعة وقد قمت بقيادة
دبابة وأطلقت النار على القصر الرئاسي. ومن الناحية العملية، فقد كان
يمكننا القيام بذلك دون كل من داود ونايف».
وأضاف صدام: «وصلتنا أخبار بعد الظهر قبل الهجوم بأن نايف كان يرغب في
الانضمام إلى الثورة. ويبدو أن داود أخبره عن خططنا على الرغم من أننا
طلبنا من داود الحفاظ على سرية خططنا. وفي أولى مراحل الثورة، اكتشفنا أن
نايف وداود كانا يخططان فيما بينهما وأنهما كانا على اتصال بمسؤولين آخرين
خارج خط اتصالنا. ولذا، فقد عزلناهما يوم 31 يوليو (تموز). وقد كنت أنا من
تولى هذه العملية».
وحسبما يقول صدام، فقد تم إرسال داود إلى الأردن في مهمة عسكرية. وأضاف
صدام بقوله: «كان من الممكن أن نقتله في أي وقت. وذهبت إلى نايف بمسدس، ولم
يكن لدي سلاح آلي. وبمسدس واحد أخذت كل الأسلحة التي كانت مع نايف
وحراسه». وقد كان داود يقوم بعمل عسكري في الأردن، فأرسل صدام أعضاء في حزب
البعث للقبض عليه وإحضاره إلى بغداد، ويقول صدام إن داود ونايف «كانا مثل
السكين في ظهرنا».
وعلى خلاف ما كان شائعا بخصوص القبض على نايف، أفاد صدام بأنه لم تتم دعوة
نايف إلى الغداء في القصر الرئاسي الخاص بالرئيس. وأفاد صدام بقوله: «كنا
نتناول الغداء في القصر الرئاسي كل يوم أثناء الثلاثة عشر يوما الأولى بعد
الثورة لأنه كان علينا أن نقوم باتخاذ القرارات. وقد كنا دائما موجودين في
القصر مثلما كانت الحال مع الرئيس البكر. وكان آخرون يحضرون عندما يتم
إعداد الوجبات. وعندما وصل نايف، قمت بسحب مسدس وصوبته عليه. وصوب هو مسدسه
كذلك. وكان الأمر أشبه بما يحدث في الأفلام. وقد وضعت أخي غير الشقيق
برزان إبراهيم حسن في الغرفة لحراسة نايف. وعندما قبضت على نايف، قال «إن
لدي أربعة أطفال. فقلت له إنني سوف أهتم بأمر أطفالك. وطلبت منه أن يجلس،
وسألته إن كان يرغب في أن يعمل كسفير». وفي أول الأمر قال نايف إنه يرغب في
أن يذهب إلى لبنان. ولأن حسين كان يعتبر لبنان مكانا يتم فيه إعداد
المؤامرات، فإنه طلب من نايف أن يختار مكانا آخر. فطلب نايف أن يذهب إلى
الجزائر، لكن صدام رفض طلبه لأن الجزائر كانت لديها ثورة أيضا. فطلب نايف
أن يذهب إلى المغرب، فوافق صدام. وأخذ صدام نايف إلى المطار في سيارة وجلس
إلى جواره. وكان هناك أعضاء آخرون في حزب البعث داخل السيارة. وقال صدام
لنايف: «عندما أعد بشيء فإنني أوفي به. وقد وعدنا بألا يحدث شيء للرئيس
عارف ولم يحدث شيء. فالرفاق يعلمون أنني وفيّ بكلمتي». وأضاف صدام أنه «سوف
يكون في مكان آمن لن يؤذيه فيه أحد، ولكن عليه أن يبدي الطاعة».
كان صدام يضحك وهو يسرد قصة نايف وكان يرغب في إخبار المحقق بالمزيد من
التفاصيل. وتذكر أنه أخبر نايف بقوله: «عندما يحييك الحراس فعليك أن تحييهم
أيضا. وإذا حاولت أن تفكر في القيام بأي شيء، فتذكر أنني إلى جانبك.
وعندما تذهب كسفير، فعليك أن تتصرف كسفير. وسوف نراقبك ونرى إن كنت تقوم
بالتخطيط لشيء أم لا». وتذكر صدام أنه في الوقت الذي كان يغادر فيه نايف،
فشلوا (أعضاء حزب البعث الجديد) في طلب تصريح من المسؤولين في المغرب بأن
يكون نايف سفيرا هناك. وفي هذا الوقت، كان صدام وطلاب الثورة من الشباب لا
يعرفون شيئا عن مثل هذه الأشياء. ومع صعود نايف إلى الطائرة التي تقله إلى
المغرب في معسكر الرشيد (المطار العسكري) أرجع صدام مسدس نايف إليه. وكان
صدام يصف المشهد وكأنه «فيلم سينمائي تماما».
وقد تم توجيه سؤال إلى صدام مفاده أنه إذا كان نايف يمثل تهديدا محتملا
لحزب البعث، فلماذا تم تعيينه سفيرا. فكرر صدام قوله إنه لم يكن يريد
المزيد من إراقة الدماء. وقال إنه أثناء انقلاب عام 1959 تم ربط أعضاء حزب
البعث إلى سيارات وتم سحبهم في الشوارع حتى الموت. كما تم إعدام العذارى
على أعمدة الإضاءة. وكان القتل يحدث في الشوارع. وعندما استولى حزب البعث
على السلطة عام 1963، كان يتم إعدام الأشخاص بسبب الرغبة في الثأر. وكان
صدام يكرر القول بأن رأيه في ذلك الوقت هو أنهم في حاجة إلى نسيان الماضي
وعدم الأخذ بالثأر. وقال صدام: «كجزء من هذا التفكير، بدأنا بالقبض على
داود ونايف واستمر ذلك. وكان داود يرغب في أن يكون سفيرا في المملكة
العربية السعودية، فأرسلناه إلى هناك».
وفي بداية الستينات، كان هناك الكثير من العنف تجاه البعثيين من قبل
الشيوعيين. واستمر صدام في قوله إنه عندما سيطر البعثيون على مقاليد الأمور
لم يأخذوا بثأرهم من الشيوعيين أو غيرهم، أو على الأقل لم يفعلوا مثلما
فعل بهم. وقال إنهم أخذوا الشيوعيين إلى المحاكم وأنه تم إعدام البعض
(كانوا خمسة أو ستة أعضاء من الشيوعيين). وقال صدام إنهم أطلقوا سراح
الشيوعيين والناصريين والأكراد وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين تم
اعتقالهم من قبل! وقال صدام إنه تم قتل نايف أمام باب منزله في لندن، وبعد
ذلك تم إبعاد 13 دبلوماسيا عراقيا خارج البلاد. وعندما قيل لصدام إن بعض
الأفراد يعتقدون أنه تم قتل نايف من قبل قوات الأمن العراقية، قال «إن الله
قتل نايف. فقد بدأ نايف في العمل ضد البلاد. لقد ذهب إلى إيران وقابل
بارزاني في شمال العراق، وحسب المعلومات التي توافرت لدينا، فقد قابل موشى
ديان، (وزير الدفاع الإسرائيلي). وقد كان ينظر إلى مثل هذه التصرفات على
أنها تصرفات مشينة. وبالنسبة لمن قتله، فإن ذلك أمر آخر. فالله وحده هو
الذي يعلم». وعندما تم توجيه سؤال إلى صدام عما إذا كان يعلم من قتل نايف،
قال «لقد قلت لك إن الله وحده هو الذي يعلم». وعندما تم الضغط عليه أكثر
ليجيب عن هذا السؤال، قال «لقد قلت لك بصورة واضحة تماما». وقال صدام فيما
يتعلق بمصير داود «ربما يكون ما زال حيا، لكنه لم يكن خائنا. فلم يتم تسجيل
شيء ضده». وعندما سئل صدام عن تصرف الحكومة العراقية فيما يتعلق بنايف،
قال صدام «لست متأكدا لكنني أعتقد أننا حذرناه. لا أتذكر». وبعد ذلك سئل
صدام عما إذا كان قد ألقي القبض على نايف وسجنه ومعاقبته بدلا من نفيه، وأن
بعض الأشخاص يعتقدون أنه كانت هناك أوامر بقتله. فأجاب صدام على ذلك
بقوله: «ما يعتقده الناس شيء آخر، لكنني أعطيتك إجابتي».
أفاد صدام أنه بعد الثورة، تم التخلص من شخصيات هامة أخرى مثل صالح مهدي
عماش وحردان التكريتي. وعندما سئل إذا ما كان التخلص منهم بسبب أنه كان
ينظر إليهم على أنهم تهديد لحزب البعث، أجاب صدام بقوله إنه عندما نقارن
بين الانقلاب الذي حدث في العراق وغيره من الانقلابات التي تحدث في بقية
أنحاء العالم، فإننا سوف نجد أن عدد المسؤولين الذين تم التخلص منهم قليل
جدا. وأفاد صدام بأنه على الرغم من أنه يمكن أن تتبدل المواقف، فإن
العلاقات لا تتبدل. ومثال على ذلك، فإن ابنة عماش أصبحت عضوا في القيادة.
وكان أخوه غير الشقيق برزان ثوريا وكان في الدبابة نفسها التي قادها صدام
وأطلقت النار على البوابة الرئيسية للقصر الجمهوري يوم 17 يوليو (تموز).
وقد تقلد عدة مناصب ولكنه لم يترق بعد ذلك. وقد أشار صدام إلى أن بعض
الثوريين قد «فقدوا البنزين» في الوقت الذي استطاع فيه القليل منهم العمل
لفترة أطول. وسئل صدام عن عزت إبراهيم الدوري وطارق عزيز. ووصف صدام عزيز
بأنه رفيق قديم، وأنه ينظر إليه باحترام كبير في الحزب، لكنه لم يكن أحد
الثوار. وقال صدام «إنني أتحدث عن سبعين شخصا ذهبوا إلى القصر الرئاسي».
ووصف صدام عزت إبراهيم الدوري وطه ياسين رمضان بأنهما كانا منخرطين في
الثورة منذ البداية حتى الآن. وقال إنهما تصارعا فيما بينهما لكنهما ما
زالا في القيادة إلى اليوم الحالي.
ثم تحدث صدام عن موضوع سعدون شاكر الذي يعتقد بأنه صديق العمر بالنسبة
إليه. وقد ساعد شاكر صدام على الهرب من السجن. وقال صدام «كان شاكر ينتظرني
في السيارة عندما هربنا. في الواقع، فإننا لم نهرب. لقد كان لدينا اتفاق
مع حراس آخرين». وأضاف صدام «كان شاكر هو الذي يقود السيارة. إنه عزيز جدا
إلى قلبي. وعندما لم يكن لديه ما يقدمه استمرت علاقتنا واستمر حبنا. ولكن
الأشخاص الجيدين يذهبون في الوقت المحتوم».
وعندما سئل عن تعليقه فيما يتصل بأن بعض الثوريين قد فقدوا البنزين في
الوقت الذي استطاع فيه القليل منهم العمل لفترة أطول، أجاب صدام بأنه كان
هناك نحو 6 أو 7 أفراد على هذا النحو. وعندما أشير إلى أن البعض قد يعتبر
أن صدام «قد فقد البنزين» ضحك وقال «إنني لا أنزعج من الأسئلة التي تتناول
الحقيقة. فأولا أنا لم أكن في الحكومة منذ البداية. فإذا كنت تتحدث عني
كرئيس، فلا أحد كان يقول إنني قد فقدت البنزين. لقد بدأت عام 1979. وقبل
ذلك، كان هناك شخص فوقي. والشخصان داخل القيادة اللذان كان يمكنهما أن
يقولا لصدام إن الحزب لم يعد يستفيد منه، كانا حردان التكريتي وصالح عماش.
وفيما يتعلق بالوقت الذي كان فيه صدام يقود الدبابة التي أطلقت النار على
القصر، وقيادته لمجلس قيادة الثورة، سئل صدام عن أن «خدمتك كانت إحدى أطول
الخدمات، فهل هذا صدفة؟» فأجاب صدام «ربما يمكنهم قول ذلك. لكن هذا الموضوع
أعمق من التفاصيل التي تقدمها. فالقائد لا يصنعه أحد مصانع أوروبا. لكن
القيادة تتطور بالتدريج. وكان ذلك هو ما يحدث خلف الستار». وكان رأي صدام
في ذلك الوقت هو أنه يجب أن يكون البكر هو الرئيس. وأفاد صدام بأنه تم
انتخابه كنائب لرئيس الحزب قبل الثورة. وقال صدام «إنني لا أحب الحكومة
ولكني أحب أن أكون في الحزب. لاحظ خطاباتي. فأنا لا أقول الحكومة على
الإطلاق ولكن أقول الحزب».
وقال صدام إنه يعتبر نفسه رجلا ثوريا وليس سياسيا. ففي عامي 1968 و1974 طلب
من الحزب السماح له بالتخلي عن منصبه الرسمي. لكن الحزب رفض طلبه. وسئل
صدام عن مقتل حردان التكريتي في الكويت وأن الناس تلقي باللائمة على قوات
الأمن العراقية في ذلك. فقال صدام إنه لم يتم إرسال حردان إلى الكويت وأنه
كان يعتقد أنه تم تعيين حردان كسفير في مكان آخر ربما يكون إسبانيا. وعلى
أية حال، فقد أنكر صدام معرفة السبب وراء مقتل حردان ولم يقر بأن قوات
الأمن هي التي قتلته. وسئل صدام عن القادة العراقيين الذين قتلوا في أماكن
أخرى من العالم. وسأله المحقق عما إذا كان هؤلاء القادة يشكلون تهديدا أم
أن ذلك القتل لم يكن مبررا، وما إذا كان وراءه سبب ما، أم أنه يجد الأمر
غريبا؟ فأجاب صدام بقوله «يجب توجيه السؤال إلى الكويتيين».

* صدام: البكر حكم حتى عام 1979 لكنه لم يسمَّ ديكتاتورا وعندما حكمت أنا
سميت ديكتاتورا
* قال إن غالبية أعضاء البعث عام 1963 كانوا من الشيعة.. وأمينه العام في
1964 كان كرديا .

* محضر جلسة الاستجواب السادسة 16 فبراير (شباط) 2004
* في بداية التحقيق أحيط صدام حسين علما بأن جلسة اليوم ستكون استمرارا
لمناقشات أمس بشأن السنوات التي أعقبت ثورة 1968، والأعضاء البارزين في حزب
البعث.
ذكر المحقق لصدام أنه أدرك أن محاولة الانقلاب التي وقعت عام 1973 نفذها
ناظم كزار مساعد صدام، مدير الأمن العام لحزب البعث، وهو شيعي من مدينة
العمارة. وقال صدام في ذلك الوقت إنه لم يكن هناك تمييز بين سني وشيعي أو
مسيحي داخل الحزب. وأشار، كمثال على ذلك، أنه لم يكن يعلم حتى وقت قريب أن
أحد قادة البعث، وهو طارق عزيز، كان مسيحيا، فقد كان الحزب ناجحا لأنه
ارتبط بالشعب، ومن ثم لم تكن هناك تفرقة بين أفراده على أساس الدين أو
العرق.
وأشار صدام إلى أن قادة الحزب من السُنة في الفترة بين عامي 1958 و1963
كانوا قليلين جدا، وأن الأمين العام للحزب كان شيعيا من مدينة الناصرية.
وزعم صدام أنه عندما حاول اغتيال الرئيس عبد الكريم قاسم عام 1959 لم يكن
يعلم أي شيء عن السنة أو الشيعة، وأن غالبية أعضاء الحزب عام 1963،
باستثناء فردين أو ثلاثة، كانوا من الشيعة. في أعقاب الثورة بدأ الناس في
التساؤل، أي الأعضاء سني وأيهم شيعي. حينئذ كان من الصعب التمييز بينهم
لأنهم كانوا ممتزجين معا، بيد أنه بحلول عام 1968 كان كل أعضاء الحزب
تقريبا من السنة، لأن الحزب كان يعمل قبل ذلك بصورة سرية، وأن القليلين
منهم كانوا يعرفون أو يهتمون بشأن ديانة الآخر، بيد أنه في أعقاب الثورة
بدأ الناس في الحكومة يتحدثون بصورة أكبر عن ذلك الأمر، وأبدى الكثيرون
منهم اهتمامهم بضرورة أن تكون الترقيات أو التجريد من المناصب بناء على
الطائفة وانتماء الفرد الديني. وقال صدام «قد يثير دهشتك أن تعرف أن الأمين
العام للحزب عام 1964 كان كرديا».
وعندما سئل صدام حسين عن فكرة أن ناظم كزار كان الذراع اليمنى له في ذلك
الوقت وفجأة اعتبر بمثابة تهديد للاستيلاء على السلطة من الرئيس البكر، فند
صدام هذا التشخيص بالقول إنه لم يكن رجله في الحكومة، وأن كل فرد كان
يضطلع بواجبات ومسؤوليات. وأضاف أنه على الرغم من أن كزار لم يكن ثوريا أو
من بين السبعين الذين استولوا على القصر الرئاسي فإنه كان عضوا جيدا في
الحزب وكان قاسيا عندما كان في السجن.
لم يكن كزار مقتنعا بأن الجيش سيكون مفيدا لحزب البعث، وقد تأثر بأفكار
الأعضاء الذين انشقوا واعتنقوا الفلسفة الاشتراكية الشيوعية، واعتبر كزار
أفراد القوات المسلحة من الحزب طرازا قديما وعبئا، لكنه ـ على الرغم من
وجهة نظره تلك ـ قرر الاستمرار تحت لواء الحزب، ولا توجد لدى صدام معلومات
حول ما إذا كان كزار قد التقى أحدا من المسؤولين في إيران. وروى أنه بعد
فشل انقلاب كزار هرب إلى إيران لكنه اعتقل قبل الوصول إلى الحدود. وأشار
صدام إلى أنه لا يرغب في الإساءة إليه، وأنه عندما ألقى كزار القبض على
حماد شهاب وزير الدفاع، وسعدون غيدان وزير الداخلية بسهولة لم يتطلب الأمر
إعداد خطة كبيرة. وخلال المناقشة بشأن كزار، خرج صدام عن الموضوع ووصف تلك
الفترة بأنها الأفضل في تاريخ العراق فقال: «أممنا النفط وسوينا النزاعات
النفطية مع شركات النفط، واستثمرنا أموالا في مدينة الثورة، التي سميت فيما
بعد باسم مدينة صدام».
مواضيع ذات صلة
العراق وإيران.. التاريخ يعيد نفسه

وبحسب ما ذكره صدام فإن سيكولوجية حزب البعث حينئذ كانت تتجه نحو تجنيد
الشباب في بداية مراحلهم الدراسية في التعليم الأساسي والثانوي، ونادرا ما
كان يعمد الحزب إلى تجنيد الشباب في المرحلة الجامعية. وكانت فلسفتهم تتلخص
في أنهم يرغبون في الحصول على عنصر يستطيعون تشكيله لكي ينمو داخل الحزب.
وخلال فترة الخمسينات والستينات قبل الحزب بصورة أولية الشباب وبعض كبار
السن، وأوكلت إلى بعض أعضاء الحزب مهمة التيقن من ولاء بعض الضباط الجدد
لحزب البعث. ذكر المحقق لصدام أن كثيرا من الأشخاص يعتقدون أن خطة كزار
لقتل الرئيس البكر فشلت بعد أن علم كزار أن طائرة الرئيس تأخرت، ومن ثم
افترض، خطأ، أن مؤامرته انكشفت. وأكمل المحقق كلامه بالقول إن كزار اختطف
بعد ذلك الوزيرين شهاب وغيدان كرهائن وفر إلى الحدود الإيرانية حيث أسر من
قبل صدام. ورد صدام بالقول: «معلوماتك ليست دقيقة، فبحسب معلوماتي لم تتأخر
طائرة الرئيس البكر، وكان حراسه ينتظرون وصوله». كان صدام بانتظار البكر
في المطار، وبعد وصوله اصطحبه إلى القصر الرئاسي حيث شربا الشاي معا، ثم
استأذن صدام لكي يتمكن البكر من زيارة أسرته، ثم تجول صدام مع فريقه
المعاون له في بغداد، وخلال جولتهم سمعوا إعلانا على لاسلكي الشرطة بأن
انقلابا نفذه الوزيران شهاب وغيدان.
ونظرا لخطورة الأمر أنزل صدام قائد سيارته وقاد هو السيارة بنفسه إلى محل
إقامته، الذي يقع بالقرب من القصر الرئاسي. بالقرب من بوابة مقر إقامته
اتصل صدام بالبكر ـ هاتفيا ـ الذي طلب معرفة مكان صدام لأن لديه أمرا هاما
يريد أن يخبره به، وأجابه صدام بأنه قريب منه، وأنه سمع الأخبار. وأخبر
البكر صدام أن الوزيرين شهاب وغيدان حاولا القيام بانقلاب قائلا إنه حاول
الاتصال بالوزير شهاب لكنه لم يتلق إجابة. وقال صدام للبكر إن لديه حدسا
بأن كزار هو من قام بذلك، لا الوزيران، وطلب صدام من البكر أن يستدعي
الفرقة العسكرية، وأن يستعد للسعي وراء كزار «للإمساك به قبل عبوره إلى
الحدود الإيرانية».
كانت توجد بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية بعض القبائل، حيث اعتاد
صدام وسعدون شاكر القيام برحلات صيد هناك، وبعد الثورة قام صدام بمنح تلك
القبائل عددا من البنادق، وتم بث بيان في الراديو لاعتقال كزار وإعلام أقرب
وحدة بعثية. ورأى أفراد من إحدى تلك القبائل، ممن علموا بالنبأ عن طريق
الراديو، سيارة كزار وأحاطوا بها ثم اعتقلوه، وأرسلت مروحية عمليات خاصة
للقبض على كزار والعودة به إلى بغداد.
بعد أن اتضحت الصورة للبكر أجهش بالبكاء وجمع متعلقاته وغادر قصره إلى محل
إقامة صدام. وبحسب ما ذكره صدام قال البكر إنه لا يرغب في أن يكون رئيسا،
وطلب من صدام أن يكون في الحكومة حتى يتمكن من الخروج، وزعم صدام أنه ألقى
بيانا مشابها لذلك الذي صرح به البكر يعرب فيه عن رغبته في ترك الحكومة.
في أعقاب ذلك طالب صدام العاملين بعدم إزعاج البكر، وأن يتركوه يقيم في
منزله، ثم بدأ صدام بعد ذلك بالقبض على المتآمرين المزعومين في هذا
الانقلاب، واتصل بالبكر ليعمله بأن بعض المتآمرين كانوا من قيادات حزب
البعث، ثم بدأ صدام في تنظيم لقاء بينه وبين البكر وقيادات حزب البعث
المركزية والقطرية.
وسئل صدام حول كيفية علمه بأن كزار سيهرب إلى إيران، رد بأنه عندما بُث
الإعلان في الراديو للبحث عن كزار بدأ الأهالي في الإبلاغ عن رؤيته،
وتدريجيا كانت تلك الاتصالات المتتالية هي ما أدت إلى الاعتقاد بأن وجهته
إيران. وعندما سئل صدام عما إذا كان كزار قد طلب لقاء الرئيس البكر، وأن
الأخير رفض، قال صدام «من الواضح أن سيارة كزار تعطلت في الوحل وعندما طلب
مساعدة الفلاحين المحليين طلبوا المساعدة، في ذلك الوقت أطلق كزار النار
على شهاب وغيدان، ونجا شهاب الذي تظاهر بالموت».
كما سئل صدام عما إذا كان كزار قد اتصل بالرئيس البكر للتفاوض على إطلاق
سراح الرهائن واختياره منزل عبد الخالق السامرائي كمكان للقاء. أنكر صدام
ذلك قائلا «كان هناك بيان على موجة الطوارئ اللاسلكية بوجود محاولة
انقلابية وضرورة اجتماع كل قادة الحزب في منزل عبد الخالق السامرائي». لم
يعلم صدام السر وراء اختيار ذلك المنزل تحديدا في تلك الفترة، ولكن ثارت
لديه شكوك بأنه تمت دعوة أعضاء الحزب إلى مكان واحد ليتم القبض عليهم.
وعندما سئل عما إذا كان السامرائي مشتركا في الانقلاب نظرا لاختيار منزله
كمكان للاجتماع رد صدام بأن «لجنة كان تبحث في ذلك»، ولا يتذكر صدام الشخص
الذي ترأس اللجنة التي ضمت بين أفرادها عزة إبراهيم الدوري قائلا «أنا لا
أريد ارتكاب أي أخطاء في التفاصيل بشأن شيء لست متأكدا منه مائة في
المائة».
أقر صدام بأن السامرائي كان عضوا في الحزب منذ عام 1968. وعندما سئل عما
إذا كان السامرائي قد تحدث بصورة علنية حول بعض القضايا، قال صدام «تحدث
البعثيون بحرية»، وأضاف إنه «لا يزال هناك بعض أفراد حزب البعث على قيد
الحياة، وأن المحققين تحدثوا معهم». وعندما سئل صدام عما إذا كان مندهشا من
الادعاءات في حق السامرائي أجاب «عندما نوكل إلى فرد ما في الحزب مهمة
القيام بشيء ما فنحن نثق فيه، وتلك الأمور وأخرى غيرها تحدث في الثورات».
وقال صدام «سواء كنت الشخص الأول أم الثاني فقد كانت كل التساؤلات تعود
إلي، وأنا لا أخشى من تحمل المسؤولية أمام القانون أو الناس. يجب ألا تضعوا
اللوم على القيادة وحسب، ولكن على الأشخاص الذين تآمروا مثل السامرائي»،
وأضاف صدام «أود منكم أن تتفهموا الموقف بوضوح، فقد تحدثنا أمس عن حقيقة أن
نايف وحردان قتلا في الخارج ولم يقتل إبراهيم داوود، وإذا ما كانت الحكومة
العراقية متهمة بقتلهم، فلماذا لم تقتل داوود؟» وأشار بالقول «على ما
أذكر، حكم البكر حتى عام 1979 لكنه لم يسمَّ ديكتاتورا، لكني بعد أن حكمت
سميت ديكتاتورا». ثم تساءل صدام «من الذي قتل أو اغتيل داخل أو خارج العراق
بعد عام 1979؟ ومن أُعدم من الوزراء أو خارج القيادة بعد عام 1979؟».
في أعقاب تلك الأسئلة قال المحقق إن هذه الأسئلة لا إجابة لها، وأنها بحاجة
إلى توضيح من أجل التاريخ، فقال صدام: «لن يكفي أن تسألني، يجب أن تسأل
القيادة، وأنصحك بأن تسأل الآخرين»، حيث أعرب أنه لا يخشى من الإجابة عن
الأسئلة. وقال المحقق لصدام إنه يجيب عن الأسئلة للسبب نفسه الذي سئلت من
أجله، وهو من أجل التاريخ. ورد صدام «في بعض الأحيان تراني غاضبا لأن هناك
بعض الأمور الغامضة. لقد مررنا خلال تلك الفترة بأوقات طيبة وأوقات أخرى
مريرة، ثم ضحك، وقال إن السامرائي كان يؤدي واجبه، وكنا نمزح معه، وقد
ارتكب أخطاء ثم مضينا. وأتمنى أن تكون عادلا في كتابتك للتاريخ». قال
المحقق لصدام حسين «ربما لحسن الحظ، أو لسوء الحظ، سيكون لي تأثير رئيس على
تاريخك». وافق صدام على ما ذكره المحقق وقال «لا يستطيع أحد أن يقول إنني
لست متحيزا، فالناس يعتقدون فيما يرغبون، ولكل فرد قناعته الخاصة، فالناس
ليسوا أجهزة حاسبات، فكلنا لحم ودم».

* صدام: تولي القيادة من أصعب المهام في الحياة.. ولا أريد مقارنتي بعبد
الناصر أو العراق بمصر
* نفى علمه بمن قتل عبد الكريم الشيخلي.. وقال إن سعدون شاكر كان أقرب
الناس إليه بعد 1968.

* محضر جلسة الاستجواب السابعة 18 فبراير (شباط) 2004

* قبل بدء المقابلة، تم إخطار صدام بأن هذه الجلسة ستمثل استمرارا للجلستين
السابقتين. ومن بين الموضوعات التي من المقرر تناولها قضية سعدون شاكر.
اعترف صدام بأن شاكر يعد مثالا على عضو في حزب «البعث» «وزع قدراته». ومع
ذلك، أضاف أنه ظل على اتصال به بعد خروجه من الخدمة. التقى صدام شاكر للمرة
الأولى في سجن التاجي، بالقرب من بغداد. كان حكم قد صدر بالسجن ضد كل من
صدام وشاكر في أعقاب التغيير الحكومي أواخر عام 1963، عندما أطاح انقلاب
عسكري بقيادة عبد السلام عارف بالحكومة التي شكلها حزب «البعث». خلال عامي
1965 و1966، تم نقل صدام وشاكر إلى سجن آخر بالقرب من بغداد. وبعد فترة،
أطلق سراح شاكر، لكنه حرص على زيارة صدام في السجن باستمرار. خلال تلك
الفترة استمرت وتوطدت عرى الصداقة بينهما. في نهاية الأمر، تمكن صدام وعبد
الكريم الشيخلي من الفرار من السجن بمساعدة شاكر، الذي تولى قيادة السيارة
التي استخدماها في الهرب. بعد الفرار من السجن، كان شاكر لا يزال عضوا في
حزب «البعث»، وعمل في إطار هذا الدور. خلال تلك الفترة، استمر صدام في
علاقته الودية مع شاكر. ووصف صدام شاكر بأنه شخص جدير بالثقة تماما، مضيفا
أنه اعتبره صديقا له ولأبنائه. جدير بالذكر أن شاكر أحد «الثوريين»
الأصليين السبعين الذين ظهروا عام 1968.
عند سؤاله عن المناصب التي تقلدها شاكر داخل الحزب، أجاب صدام بأنه، مثلما
الحال مع أي قائد آخر، كان شاكر يقبل بأي مهمة توكل إليه. وعجز صدام عن
تذكر أي من هذه الأدوار، معلنا أن هذا الأمر لا أهمية له. وأضاف أن شاكر
كان صديقه، وهذا هو المهم في الأمر. واقترح صدام ضرورة أن يسأل المحقق شاكر
للتأكد من صحة هذه المعلومات.
فيما يتعلق بما إذا كان شاكر تولى منصب مدير جهاز الاستخبارات العراقي،
أجاب صدام بأنه من المعروف أنه تقلد هذا المنصب. وأعرب المحقق عن اعتقاده
بأنه من الضروري تحلي أي شخص يتولى مسؤولية هيئة مثل الاستخبارات بمؤهلات
وقدرات معينة قبل تقليده مثل هذا المنصب. ورد صدام على ذلك بالقول «كنا
جميعا شبابا ثوريين». وعليه، افتقروا إلى الخبرة اللازمة واكتسبوها «أثناء
العمل». واستطرد صدام بأنه فيما يخص الأمور الإدارية، فإنهم تعلموا تناولها
من داخل الحزب. وأكد صدام أن تولي القيادة من أصعب المهام في الحياة.
وأعرب عن وجهة نظره بأن أي شخص باستطاعته قيادة أعضاء الحزب والجماهير
سيتميز بالكفاءة في المنصب المخول إليه. وأضاف أن أعضاء الحزب خاضوا
«محاولات»، بعضها نجح والآخر فشل. وقد استمر أعضاء الحزب في مناصبهم حتى
اللحظة التي فاقت فيها مسؤوليات مناصبهم قدراتهم الفردية. عند هذه النقطة
كان يتم استبدالهم. بالنسبة لأعضاء الحزب ذوي الخلفيات العسكرية، نوه صدام
بأن تلك الخبرة العسكرية كانت محدودة ولم تترجم بالضرورة إلى عنصر مفيد في
إدارة الشؤون الحكومية. إلى جانب ذلك، اعترف صدام بأن شاكر عمل مديرا
للاستخبارات العراقية في مرحلة مهمة من عمر الثورة. إلا أنه استطرد مشددا
على أن تاريخ الثورة بأكمله مهم. وقال إن شاكر ربما عمل في أكثر الفترات
الحرجة. وأضاف «تزداد المصاعب مع ازدياد حجم المنصب». بعد ذلك، تحولت
المقابلة إلى الحديث عن عبد الكريم الشيخلي. في هذا الصدد، اعترف صدام بأن
الشيخلي كان رفيقا ثوريا وصديقا. وشارك الشيخلي وصدام في محاولة اغتيال ضد
الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم عام 1959. في أعقاب ذلك، فر كلاهما من
العراق إلى العاصمة السورية، دمشق. وهناك، تعمقت صداقتهما. وحتى بعد الرحيل
عن سورية، استمرت صداقتهما بعد انتقالهما معا إلى القاهرة. في أعقاب
الثورة البعثية الأولى عام 1963، عاد صدام والشيخلي معا إلى العراق. ولدى
عودتهما، عمل صدام مع المزارعين، بينما عمل الشيخلي في التحقيقات في «قصر
النهاية». ولاحقا، تم تعيين الشيخلي ملحقا عسكريا في السفارة العراقية
بلبنان. لدى الإطاحة بالحكومة البعثية على يد عارف في أواخر عام 1963، عمد
صدام والشيخلي إلى «التخفي». وبقيا «متخفيين» حتى اندلاع ثورة يوليو (تموز)
1968 في العراق واستعادة حزب «البعث» السلطة. بعد ذلك، عمل صدام والشيخلي
في قيادة الحزب معا حتى عام 1971. وعلق صدام بأن الشيخلي تمتع بعقلية
رائعة، لكنه عجز عن التركيز على المنصب الذي يتولاه. وطبقا لما قاله صدام،
فإن الشيخلي أبدى ميلا لـ«التمتع بحياته والترفيه عن نفسه». وقد أطلع صدام
الشيخلي على وجهة نظر الحزب تجاهه. وفي وقت لاحق، صوتت غالبية أعضاء قيادة
الحزب لصالح عزل الشيخلي عن منصبه. وعام 1980، قتل الشيخلي في بغداد. من
جهته، أوضح المحقق أن صدام أغفل بعض تفاصيل علاقته بالشيخلي، بما في ذلك
مسألة أن كليهما تعرض للسجن خلال الفترة ذاتها في أعقاب الإطاحة بحكومة حزب
«البعث» عام 1963، مما خلق صداقة بينهما. ونوه المحقق أيضا بأن الشيخلي
أنقذ حياة صدام في إحدى المرات، حسبما يسود الاعتقاد. أجاب صدام متسائلا
«بأية صورة؟» وعليه، شرع المحقق في سرد تفاصيل حادثة وقعت خلال سنوات
«التخفي» لأعضاء حزب «البعث» بين عامي 1963 و1968. وطبقا لما قاله المحقق،
فإن صدام كان ذات يوم في شقة الشيخلي في وقت متأخر من الليل. ثم قرر مغادرة
الشقة والمبيت في موقع يستخدم في تخزين أسلحة الحزب. إلا أن الشيخلي نجح
في إقناعه بالبقاء مكانه. وفي وقت لاحق من الليلة ذاتها، أغارت قوات الشرطة
على مخزن الأسلحة. ويعتقد البعض أن صدام ربما كان سيلقى حتفه حال وجوده
بالمكان، أو على الأقل، يتم إلقاء القبض عليه. من ناحيته، اعترف صدام بصحة
هذه القصة ودور الشيخلي فيها. إلا أنه أكد أن الشرطة لم يكن بمقدورها قتله
أو إلقاء القبض عليه. في صباح اليوم التالي، توجه صدام في سيارة يقودها
الشيخلي إلى موقع تخزين الأسلحة. ولدى وصوله، صوب ضابط شرطة سلاحه إلى صدام
أثناء ضغطه على جرس باب المنزل، في الوقت الذي فر فيه الشيخلي بالسيارة.
وأوضح صدام أنه رغم شجاعة الشيخلي، فإن الناس يميلون لإصدار ردود أفعال
متباينة في المواقف المختلفة. آنذاك، لم يكن صدام معروفا على مستوى واسع،
ولم يكن بمقدور معظم الناس التعرف عليه. وعليه، لم يتعرف ضابط الشرطة على
هويته الحقيقية. وتظاهر صدام بجهله بحقيقة المكان، وسأل ما إذا كان هذا
«منزل محمد». ولم يساور صدام الخوف من التعرض للقتل أو إطلاق النار عليه،
لأن الشرطة العراقية لا تقدم بسهولة على قتل الأفراد، إلا إذا تعرضت أرواح
أبنائها للخطر. علاوة على ذلك، فإن العراقيين بوجه عام «يعلمون بعضهم
البعض»، وهناك قدر كبير من النفوذ القبلي، بمعنى أنه حتى إذا أجاز القانون
مثل هذا التصرف، ستسعى القبائل للثأر. ومضى صدام في سرد قصته قائلا إنه
باغت رجل الشرطة بسحب مسدس كان يخفيه تحت ملابسه وإلقائه سلاح الشرطي
جانبا. وأمر صدام الشرطي بوضع يديه على سيارة الأول، التي تركها مسبقا في
المكان وربما كانت السبب في اكتشاف وجود المنزل. لم يرغب صدام في قتل
الشرطي، لكنه قرر إطلاق عيار ناري في الهواء بجانب رأسه. لكن السلاح لم
ينطلق على النحو المناسب، وأعاد صدام حشو السلاح. ثم أخبر الشرطي بأنه
سيطلق عيارا ناريا آخر فوق رأسه، وإذا تحرك سيطلق آخر في جسده. وبالفعل،
أطلق عيارا ناريا فوق رأس الشرطي، الذي «أصبح كالكلب». ثم تأزم الموقف نظرا
لإلقاء الشرطة القبض على بعض «رفقاء» صدام داخل المنزل. ونمت أصوات ما
يدور بالخارج إلى مسامع هؤلاء «الرفقاء» وأخبروا قوات الشرطة بأن رفيقهم
صدام أتى برفقة مجموعة كبيرة ستقضي عليهم جميعا. في الوقت ذاته، عاد أحد
الرجال ممن كانوا مع الشيخلي في السيارة إلى المنزل حاملا سلاحا آليا.
وعليه، أذعنت الشرطة لـ«الرفقاء» الموجودين بالمنزل، وطلبت مساعدتهم في
النجاة من صدام ورجاله. بعد ذلك، تمت تسوية الموقف دون إراقة دماء. واختتم
صدام هذا الجزء من النقاش بتأكيده على أن فترة «التخفي» تحمل الكثير من
القصص، جميعها أشبه بـ«مشاهد الأفلام». ولدى إخباره بأن الشيخلي جرى وصفه،
مثلما الحال مع صدام، كعضو بارز ومشهور في الحزب، رد صدام بأنه ليست هناك
حاجة ولا أهمية لمقارنة فرد بآخر. وأشار إلى أن كل امرئ يختلف عن الآخر،
دون أن يكون أحد أفضل من الآخر. وأقر صدام بأن الشيخلي عمل وزيرا للخارجية
حتى عام 1971، عندما عزلته القيادة من منصبه. وأكد صدام أن عزل أي شخص من
منصبه يتطلب صدور قرار من القيادة. ورغم أن القرار قد لا يحظى بالإجماع،
يبقى من الضروري موافقة الأغلبية عليه. من وجهة نظر صدام، كان باستطاعة
الشيخلي الاستمرار في خدمة الحكومة والحزب. في ذلك الوقت، كان صدام يرى
إمكانية توجيه «النقد» إلى الشيخلي ومنحه فرصة تقويم سلوكه. وشدد على أن
الشيخلي لم يكن ليتم انتخابه عضوا في الحزب قط دون مساعدته له. وبسبب
افتقاد الشيخلي التركيز على عمله وفشله في تقبل النقد، لم تعد قياد الحزب
«مقتنعة به» وقررت عزله. وفيما يتعلق بما إذا كان جرى النظر إلى الشيخلي
باعتباره خليفة محتملا للرئيس بكر، أبدى صدام معارضته هذا الرأي، قائلا إن
الجملة تنطوي على قوة بالغة. وعلق بأن الأمر يبدو وكأن المحقق يلمح إلى أنه
تخلص من أعضاء قيادة الحزب ممن اعتبرهم تهديدا لمكانته في القيادة. وأوضح
صدام أنه منذ فترة التخفي والهرب، بات زمام القيادة بيده بالفعل. خلال فترة
وجوده في السجن، بعثت قيادة حزب «البعث» خطابا إلى صدام تخطره بإصدارها
توصية بتعيينه عضوا في اللجنة المركزية للحزب. ورد صدام على الخطاب متسائلا
«وما جدواي وأنا في السجن؟»، وطلب من مسؤولي الحزب تعيين شخص آخر في هذا
المنصب، إلا أنهم لم يقبلوا ذلك. بعد ذلك، عمل صدام وبكر كعضوين في اللجنة
المركزية، وهي كيان يعد أعلى من اللجنة الإقليمية وجميع الهياكل الأخرى
داخل الحزب. عمل بكر أمينا عاما، بينما تولى صدام منصب نائب الأمين العام
خلال فترة «تخفيه». وعلق صدام بأنه من المثير للحرج أن يتحدث المرء عن
المناصب التي تقلدها. وأضاف أن مكانته داخل حزب «البعث» كانت معروفة
للجميع، حتى قبل الثورة. وأكد أن كل من جرى تكليفهم بمناصب في الحزب، من
الموتى أو الأحياء اليوم، كانوا جديرين بها. وقال صدام «من الصعب أن أتحدث
عن نفسي». داخل الحزب، لا يروق للأعضاء الحديث عن أنفسهم. كما أوصى صدام
بألا يتحدث الأعضاء عن أنفسهم. من ناحيته، أشار المحقق إلى أنه يسود
اعتقاد، داخل وخارج العراق، بأنه تم القضاء على منافسي صدام المحتملين داخل
الحزب خلال الفترة بين ثورة 1968 وتولي صدام الرئاسة عام 1979. في
المقابل، نفى صدام أن تصدر هذه الادعاءات عمن يعيشون في العراق، أو أن
يصدقوها. ونوه بأن هذه الادعاءات ربما صدرت من خارج العراق. طبقا لما قاله
صدام، فإن هذه الأقاويل تشكل وجهة نظر من قالوها، ولا تعكس الحقيقة
بالضرورة. بغض النظر عن هذه المعلومات، قال صدام إن أي دراسة لمثل هذا
القول ينبغي أن تتم على نحو منطقي، مؤكدا أن التاريخ يعج بالكثير من
الأمثلة من مختلف أرجاء العالم لعمليات صعود مشابهة إلى السلطة في أعقاب
اندلاع ثورات. على سبيل المثال، في مصر، كان جمال عبد الناصر وأنور السادات
الوحيدين اللذين «بقيا» مع الثورة، مع تولي عبد الناصر الرئاسة في نهاية
الأمر. وفي فرنسا، أصبح جندي (نابليون بونابرت) قائد البلاد بعد الثورة
الفرنسية، بينما تخلى آخرون عن الأمر. كما يعج التاريخ الأميركي بأمثلة على
هذه الظاهرة. ومن وجهة نظر صدام، فإن تلك هي «الأساليب الثورية». وأعرب
صدام عن اعتقاده بأن الثورات السابقة، مثل الثورة الفرنسية، اندلعت في
فترات مأساوية مقارنة بعصرنا الحالي. وأشار إلى أن الثورات خطوة جديدة في
الحكم، وليست «سبيلا ليبراليا» يجرى من خلاله اختيار شخص وإعداده لتولي
القيادة. إن الثورات تأتي من الشعب. تضمنت ثورة عام 1968 في العراق سبعين
«ثوريا»، بقي منهم في الحكومة أو الحزب عدد ضئيل للغاية بعد الثورة. وتم
تعيين بعضهم في مناصب أبلوا فيها بلاء حسنا، بينما عجز آخرون عن ذلك. ولم
يملك جميعهم القدرات اللازمة للقيادة والعمل المهني. وعليه، استمر بعضهم في
الخدمة، بينما تساقط آخرون بمرور الوقت. إلا أن صدام أكد أنهم جميعا كانوا
خدما للشعب. وعند سؤاله عما إذا كان يعتقد أن عبد الناصر تحول إلى حاكم
مستبد، أبدى صدام معارضته هذا الرأي. وبناء على طلب من المحقق بوضع تعريف
لمفهوم الحكم الاستبدادي، أجاب صدام بأنه نمط من الحكومة يحكم من خلاله شخص
واحد بمفرده، دون برلمان أو مجلس أو لجنة. ورأى صدام أن هذا التوصيف لا
ينطبق على حكم عبد الناصر، مشيرا إلى أن عبد الناصر كان في عهده برلمان.
لكنه استطرد بأنه من المتعذر إقامة برلمان خلال الفترة الأولى من عمر ثورة
ما، وعادة ما يتم إنشاء مجلس ثوري في بداية الأمر، ثم يعقبه في وقت لاحق
إقامة برلمان أو لجنة شعبية. وأعرب صدام عن رغبته في عدم عقد مقارنة العراق
وثورته عام 1968 بمصر وعبد الناصر. وقال إن عبد الناصر كان شخصا عسكريا لا
ينتمي إلى حزب سياسي. أما في العراق، فكان «البعث» حزبا يضم هيكله عناصر
متنوعة بين خلايا داخل القرى وصولا إلى القيادة، وكان هناك برلمان منتخب من
الشعب.
وسئل صدام حول ما إذا كانت صداقته بالشيخلي استمرت بعد رحيل الأخير عن
الحزب، فأجاب بأن أصدقاءه كانوا من بين من يلقاهم بصورة منتظمة داخل
القيادة، وأنه لم يكن لديه أي أصدقاء من خارج الحزب والقيادة. وقال إن
الصداقة الحقيقية لها «التزاماتها». وقال صدام إن شاكر كان الشخص الأقرب
إليه بعد ثورة عام 1968. ومتى كان صدام بحاجة لمناقشة أمر ما، كان يرسل في
طلب شاكر، وكانا يتناولان الغداء معا ويتناقشان. وأضاف صدام أنه لا يتذكر
عدد المرات التي التقى خلالها شاكر بعد تركه الخدمة الحكومية. وبالنسبة
للشيخلي، قال صدام إنه «أبقى على علاقات طيبة» مع نجليه قصي وعدي. وفيما
يخص الشيخلي والفترة التي أعقبت رحيله عن العمل الحكومي، أكد صدام أن مشاعر
الصداقة بينهما ظلت دون تغيير، لكن مقابلاتهما تضاءلت. ونظرا لضغوط العمل،
لم يتسن لصدام الوقت الكافي للالتقاء بمن خارج دائرة العمل أو الحزب أو
القيادة. ولدى سؤاله حول ما إذا كان حمل بداخله مشاعر خاصة تجاه الشيخلي،
الذي قتل بإطلاق النار عليه في بغداد عام 1980، رد صدام بالإيجاب. وسئل حول
ما إذا كان تم إلقاء القبض على قتلة الشيخلي، فأجاب صدام «لا أعتقد ذلك».
واستطرد موضحا أن تحقيقا أجري بهذا الشأن، لكن بقي لغز الجريمة دون حل.
ونوه صدام بأنه لا يتم حل جميع الجرائم في باقي أنحاء العالم، مثل أميركا
وفرنسا وإيطاليا. وفي سؤال له حول ما إذا كان من غير المعتاد أن تبقى جريمة
مقتل وزير حكومي وثوري سابق وصديق سابق لرئيس العراق دون حل، رد صدام «ما
الذي تبغي قوله. لماذا تتعمد الالتفاف حول هذا الموضوع؟». وأضاف أن هناك
آخرين مقربين منه داخل القيادة استُهدفوا في محاولات اغتيال، بينهم طارق
عزيز وعدي حسين وغيرهما. ولا يزال لغز هذه الجرائم قائما أيضا. وأكد أن ذلك
يحدث في العراق، تماما كما يحدث في أي مكان آخر من العالم. واختتم صدام
هذا الجزء من المناقشة باعترافه بأن البعض قد يزعمون أن الشيخلي قتل على يد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
badr

badr


عدد المساهمات : 646
تاريخ التسجيل : 31/01/2010
العمر : 44

محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين   محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين Icon_minitimeالثلاثاء 8 يونيو 2010 - 21:07

صدام: عارضت غزو الكويت.. لكن لم يكن هناك
حل آخر

قال في محاضر استجواب تنشرها «الشرق الأوسط»: حذرتهم من أنني سأجعل دينارهم
يساوي 10 فلوس
لندن: «الشرق الأوسط»
يكشف الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أعدم نهاية ديسمبر (كانون
الأول) 2006 في وثائق سرية، أفرج عنها الأرشيف القومي الأميركي الأربعاء
الماضي، خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم وحتى اعتقاله وظروفه
في السجن. والوثائق التي تواصل «الشرق الأوسط» نشرها عبارة عن محاضر 20
استجوابا رسميا وخمس محادثات عادية أجراها جورج بيرو، وهو محقق من مكتب
المباحث الفيدرالية الأميركية «إف بي آي»، للرئيس السابق ما بين 7 فبراير
(شباط) و28 يونيو (حزيران) 2004. وفي الحلقات اليوم يتحدث صدام حسين عن
فترة توليه الرئاسة من سلفه الرئيس أحمد حسن البكر. قائلا إنه كان يشعر
بأنه قريب منه، وأن اختياره ليكون رئيسا جاء بطلب منه فيما يشبه الاجتماع
العائلي. وقال إن الرئيس البكر كان يعاني من مشاكل صحية بداية عام 1973، من
بينها بعض المشاكل في القلب. وعلى الرغم من ذلك، بذل الرئيس البكر وسعه
لتأدية مهامه بأفضل ما يستطيع. ومن حين لآخر، كان البكر يقول لصدام إنه يجب
أن يتقاعد وإنه لم يعد يستطيع القيام بمهامه كرئيس. وكان صدام يريد أن
يبقى البكر رئيسا لأطول فترة ممكنة، ووصفه بأنه «شخص لطيف». لكن في عام
1979 اتصل البكر بصدام وطلب مقابلته في مكتبه داخل القصر الرئاسي. وفي هذا
الاجتماع، قال البكر لصدام إنه لم يعد يريد أن يبقى رئيسا ولا يشعر بأنه
يستطيع ذلك، وطلب البكر من صدام أن يتولى مهامه. وتحدث صدام عن غزوه
للكويت، وأفاد بأنه بعد الحرب مع إيران بين عامي 1980 و1988 كان العراق
يحاول إعادة بناء نفسه. وشبه صدام الموقف مع الكويت بما يحدث عندما يتشاجر
أحد الأشخاص مع شخص آخر. فبعد الشجار يذهب كل طرف إلى سبيله. ولذا، فقد كان
أحد الطرفين اللذين كان بينهما شجار في الماضي يرغب في القتال، وكذلك كان
الطرف الآخر. فلم يكن هناك مفر من القتال مرة أخرى. وقال إنه حذر الكويت
مرارا من أنها إذا لم تكف عن التدخل في شؤون العراق سيجعل دينارها يساوي 10
فلسات. وقال صدام إنه عندما تمت مواجهة الكويت بالحقائق الخاصة بسرقة
النفط العراقي باستخدام الحفر العميق، اعترفوا بأنهم أخذوا «مليارين ونصف
المليار برميل فقط»، وقد ذكروا هذه الحقيقة وكأنها شيء لا أهمية له. وأفاد
صدام بأنه قبل غزو الكويت، كان هناك اجتماع لمجلس قيادة الثورة العراقي،
حيث تمت مناقشة الموضوع. وقال إنه ربما عارض عضو أو اثنان فكرة الغزو، لكنه
لم يتذكر هذين العضوين على وجه الخصوص. ولم يتذكر إذا كانت الأغلبية أو
جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة قد وافقوا على اتخاذ عمل عسكري. وأفاد صدام
بقوله: «لقد كنت ضد الهجوم إذا كان هناك حل آخر».

* صدام: البكر كان يشعر بأنه قريب مني.. وتم اختياري رئيسا بطلب منه وفي ما
يشبه الاجتماع العائلي

ـ قال إن مؤامرة 1979 تمت مع سورية لمنعه من تولي الرئاسة وأنهت مناقشات
حول مشروع وحدة

ـ محضر جلسة الاستجواب الثامنة 20 فبراير (شباط) 2004

* قبل بدء المقابلة، قيل لصدام إن هذه الجلسة سوف تكون استكمالا لجلسات
نقاش ثلاث سابقة وستركز على صعود صدام إلى الرئاسة.

بداية في عام 1973، بدأ الرئيس العراقي (أحمد حسن) البكر يعاني من مشاكل
صحية، وكانت من بينها بعض المشاكل في القلب. وعلى الرغم من ذلك، فإن الرئيس
البكر بذل وسعه لتأدية مهامه بأفضل ما يستطيع. ومن حين لآخر، كان البكر
يقول لصدام إنه يجب أن يتقاعد، وأنه لم يعد يستطيع القيام بمهامه كرئيس.
ولا يعرف صدام ما إذا كان البكر قد قال ذلك إلى آخرين من قيادات حزب البعث.
وقال صدام إن البكر كان يشعر «بأنه قريب من صدام».

وفي هذه الفترة، فكر صدام بجدية في ترك الحكومة مع البقاء في الحزب، وكان
السبب الرئيسي الذي جعله يريد ترك الحكومة مرتبطا بالإطاحة بحكومة البعث في
عام 1963. وكان صدام يعتقد أن هذه الإطاحة وقعت لأن قيادات الحزب ركزت على
الحكومة ونسيت الحزب. ولم يكن صدام يحب «السلطة» ولا موقعه في الحكومة،
وعندما انضم إلى ثورة 1968، كان ينوي عدم البقاء في الحكومة، وكان صدام قد
خطط للبقاء، مشاركا فقط، داخل خلايا الحزب في المستويات الأقل، وفي هذا
الوقت كان يعتقد أنه من «المخجل» الخدمة داخل الحكومة، وحتى هذا اليوم ما
زال صدام لا يحب الحكومة، ولكنه يحب الشعب والحزب، ويعتقد بأنه من الصعب
على الحكومة أن تحكم بنزاهة. ولاحظ صدام أشخاصا وصفهم بأنهم «طيبون
ومهذبون» قبل الخدمة في الحكومة، ولكن أصبحوا على النقيض بعد تعيينهم في
مناصب حكومية.

وبعد ثورة 1968، تم تشكيل مجلس قيادة الثورة، وتولى هذا المجلس الحكم، ومع
ذلك لم يتم الإعلان عن مجلس قيادة الثورة إلا بعد ذلك بعام في 1969. ولم
يكن أعضاء المجلس، باستثناء الأعضاء العسكريين، معروفين أو «يريدون أن
يكونوا معروفين»، ولهذا السبب تم تأجيل الإعلان عن مجلس قيادة الثورة،
و«اضطر» صدام إلى تولي موقع قيادي في مجلس قيادة الثورة، وسأل أعضاء في
الحزب صدام هل يريد للثورة أن تفشل، في إشارة إلى أن ذلك سوف يحدث دون
مشاركته، وأن مسؤوليته هو أن يكون زعيما في الحزب. وكان صدام يريد أن يبقى
البكر رئيسا لأطول فترة ممكنة، ووصفه بأنه «شخص لطيف». ولكن في عام 1979
اتصل البكر بصدام وطلب منه مقابلته في مكتبه داخل القصر الرئاسي. وفي هذا
الاجتماع، قال البكر لصدام إنه لم يعد يريد أن يبقى رئيسا، ولا يشعر بأنه
يستطيع ذلك، وطلب البكر من صدام أن يتولى مهامه، وقال له إنه إذا كان لا
يريد «الطريقة المعتادة» للتعيين رئيسا، فإنه سوف يستخدم الإذاعة ليعلن أن
صدام أصبح رئيسا. وقال صدام للبكر إن هذه الطريقة للإعلان عن خليفته لن
تكون في صالح البلاد أو الشعب أو الحزب. وسوف يظن من هم في الخارج، أو
الأجانب، أن هناك خللا ما داخل العراق، ولذا طلب من طارق عزيز تجهيز إعلان
بخصوص تغيير القيادة. وعقد اجتماع لمجلس قيادة الثورة في يوليو (تموز)
1979، وصدام غير متأكد هل دعا هو أم الرئيس البكر لهذا الاجتماع.

وخلال الاجتماع وضح البكر لأعضاء مجلس قيادة الثورة أنه كان قد خطط للتنحي
منذ 1973، وأوضح للأعضاء أن صدام جاهز لتولي الرئاسة. ووصف صدام الاجتماع
بأنه كان «يشبه اجتماعا عائليا». وكانت هناك الكثير من المشاعر ومنها مشاعر
الحزن، وتم تنفيذ عملية نقل الرئاسة إلى صدام طبقا للدستور، وقال صدام إنه
تم إجراء تصويت، ولكنه لا يتذكر ما إذا كان تم عن طريق الاقتراع السري أم
برفع الأيدي، واختير صدام أمينا عاما للحزب ورئيسا للعراق. وعندما سئل عما
إذا كان قد لاحظ أي تغيرات في نفسه بعد تولي الرئاسة، قال صدام «لا». وقال
إنه أصبح «أقوى وأقرب إلى الشعب».

وردا على سؤال عما كان يعتقد بأنه سيحدث لو سمح له بترك الحكومة، قال صدام
إنه كان سيصبح شخصا عاديا، ربما مزارعا، ولكن كان سيستمر عضوا في الحزب،
وفي حضور اجتماعات الحزب.

وأشار المحقق إلى رأيه الشخصي بأنه كان من الصعب تصور صدام مزارعا. وقال
صدام إنه كان يخشى من أن يصبح شخصية عامة، وأن وضعه والتزاماته تغيرت،
واكتسبت سمة شخصية تقريبا. ولاحظ أنه عندما كان رئيسا، كان يرى أن الآلاف
من الناس قريبون منه. ولم ينتخب الناس صدام حتى 1995، ولكن يشير صدام إلى
أن «الثورة أحضرتني». وبعد 1995 و2002، قام الناس في الواقع بالتصويت له
وانتخابه، وبعد الانتخابات أصبحت علاقته بالشعب أقوى، وأصبح صدام يشعر بأن
لديه التزاما تجاه هؤلاء الذين انتخبوه. ولم يكن صدام ملتزما أمام الناس
بحكم القانون وحسب، ولكن أيضا «أمام الله».

وسئل صدام هل دعمه مجلس قيادة الثورة بالكامل ليصبح رئيسا خلال الاجتماع
الذي أعلن فيه البكر استقالته، ورد أنه لم يكن هناك شيء أو شخص ضد أن يصبح
هو الرئيس، وبصورة أخلاقية وبدافع الاحترام، طلب البعض من البكر البقاء
رئيسا، ولكن لم يسمح البكر لما رأوه بأن يؤثر على قراره النهائي، ورأى صدام
أن قرار البكر كان نهائيا لأنه نفسه لم يستطع إقناع البكر بالبقاء رئيسا.

وأشار المحقق إلى تقارير تقول إنه كان هناك على الأقل شخص خلال الاجتماع
شكك في تقاعد البكر، وقال إن اختيار صدام يجب أن يحظى بالإجماع: محيي عبد
الحسين المشهدي. وقال صدام إن هذه المعلومة غير صحيحة، فقد كان هناك نقاش
حول استقالة البكر وليس حول عملية اختيار صدام، وعرض البعض أن يتولى بعضا
من مهام البكر حتى يتسنى له البقاء رئيسا، ولكنه لم يقبل هذه المقترحات.
وفي ذلك الوقت كان صدام نائبا للأمين العام للحزب ونائب رئيس دولة العراق.
وعليه، فقد كان الشخص الذي يلي الرئيس، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن يشكك
فيها، وعلاوة على ذلك فإن الدستور ينص تحديدا على أن أي اختيار للرئيس يجب
أن يكون بتصويت بالأغلبية وليس بإجماع. وتحدث بعض الأعضاء عن احتمالية
تأجيل استقالة البكر. وقال صدام إنه ما زال أعضاء سابقون في مجلس قيادة
الثورة على قيد الحياة ويمكن سؤالهم عن هذا الأمر. وقال المحقق إن العديد
من الأعضاء السابقين في مجلس قيادة الثورة يوافقون بصورة عامة على التفاصيل
التي قدمها صدام بخصوص الأمر. ولكن بعض أعضاء المجلس السابقين يقولون إن
هناك معلومات تشير إلى أن المشهدي اعترض على استقالة البكر واختيار صدام
رئيسا خلال الاجتماع المشار إليه. ورد صدام أنه أخبر المحقق جميع التفاصيل
التي لديه.

وقال المحقق إنه تم اكتشاف مؤامرة ضد صدام بعد توليه الرئاسة بفترة قصيرة،
فقد عقد اجتماع في 22 يوليو (تموز) 1979، وفيه تم الكشف عن تفاصيل المؤامرة
لأعضاء بارزين في الحزب. وأضاف المحقق أن الاجتماع سجل على شريط مصور،
وعرضه المحقق. وقال صدام إن هذا الأمر ليس سرا، وأن الشريط المصور أعطي
لجميع أعضاء الحزب. وقال صدام إنه لا يتذكر هل بدأ طه ياسين رمضان الاجتماع
ببعض التعليقات. وأقر بأنه تم إحضار المشهدي أمام الاجتماع، واعترف
بمشاركته في مؤامرة ضد صدام شاركت فيها الحكومة السورية، وسمى بعضا من
الآخرين الذين شاركوا في المؤامرة. وكان رد فعل صدام ومشاعره مثل أي شخص
خانه الأصدقاء في الحزب والحكومة، حيث كان يشعر بالحزن وأنه «طعن في ظهره»،
وكان ذلك صحيحا لأن المؤامرة شارك فيها عرب خارج الحكومة والدولة، ووصف
صدام هذه التصرفات بأنها خيانة، والمشاركين بأنهم خونة.

وبالنسبة للوقت الذي علم فيه صدام بالمؤامرة، قال «في هذا الوقت». وأشار
المحقق إلى أن المشهدي ألقي القبض عليه قبل أيام قليلة من الاجتماع،
وتقريبا في 15 يوليو (تموز)، بعد أن أصبح صدام رئيسا. وقال صدام إنه أصبح
رئيسا في 17 يوليو (تموز)، ورد المحقق بأن 17 يوليو (تموز) كان التاريخ
الرسمي، ولكن تولى صدام الرئاسة فعليا قبل ذلك بأسبوع تقريبا.

وسأل المحقق صدام كيف تم اكتشاف المؤامرة. ورد صدام «هل سمعت الشريط
المصور؟»، وأضاف أن المعلومات التي توجد على الشريط المصور كافية. وأشار
المحقق إلى أن الشريط المصور لم يعط تفاصيل عن كيفية اكتشاف المؤامرة. ورد
صدام «هذه أسرار الدولة»، وأكد صدام على أنه ما زال ينظر إلى هذه التفاصيل
على أنها أسرار على الرغم من أن هذا الحدث وقع قبل قرابة 25 عاما.

وبعد ذلك حول المحقق النقاش إلى الشريط المصور الذي لم يكن سرا من أسرار
الدولة. وأشار المحقق إلى أنه يظهر في الشريط المصور الكثير من الأعضاء
السابقين والحاليين في القيادة البارزة، ومن بين هؤلاء الذين يظهرون في
الشريط طارق عزيز وعلي حسن المجيد، الذي يرى وهو واقف ويصرخ، ويشير الشريط
إلى أن نحو 66 شخصا شاركوا في المؤامرة، ومن بينهم عدنان حسين، نائب رئيس
الوزراء، وغانم عبد الجليل، مدير مكتب الرئيس. وقال صدام إن عدنان كان وزير
التخطيط وسكرتير لجنة للنفط والاتفاقات. واعترف صدام بأن عدنان كان قد عين
بالفعل نائبا لرئيس للوزراء، وأقر صدام بأن خمسة أعضاء بمجلس قيادة الثورة
كانوا متورطين في المؤامرة، ولم يكن أي منهم من الثوار السبعين الأصليين.
ونفى صدام أن يكون أي من المتآمرين، بمن فيهم عدنان وغانم، أصدقاء له. وقال
إن عدنان وغانم لم «يكونا قريبين منه»، وكما هو الحال مع الآخرين، فإنهم
عينوا في مناصب حكومية، وقام البعض بذلك، ولم يقم آخرون، وعندما تمت
الإشارة إلى أن المحقق رأى صدام يصرخ في الشريط المصور عندما سمع اسم غانم،
رد صدام بأنه كإنسان لديه مشاعر، وبحكم أنه رئيس مكتبه، كان صدام يرى غانم
كل يوم وهو يسلم له أوراقا كثيرة، وكان جميع أعضاء المؤامرة في القيادة.
وأشار صدام إلى أن الخيانة تجعلك تشعر بـ«الحزن». وعندما أشار المحقق إلى
أنه يمكن القول بأن صدام خانه أقرب زملائه إليه، قال صدام إن الشيء الأهم
هو أنهم كانوا في الحكومة وكانوا مع صدام داخل الحزب.

واعترف صدام بأن أكثر من ستين شخصا كانوا متورطين، على الرغم من أنه لم تتم
إدانة الجميع، وأقر صدام بأن أسماء «المتآمرين» أعلنها المشهدي أو قرأها
صدام من قائمة خلال الاجتماع. وبينما كانت الأسماء تعلن، طلب من الشخص الذي
يذكر أن يقف، وكانت تصحبهم الحماية خارج القاعة واحدا واحدا.

وبعد ذلك أقيمت محكمة للبت في الأمر ولتقرير العقوبة. ويقول صدام إنه لا
يتذكر الرقم تحديدا أو هويات الأشخاص الذين تم التوصل إلى إدانتهم أو
أعدموا أو سجنوا أو هربوا أو كانوا أبرياء أو أطلق سراحهم، وقال إن الأمر
برمته، بما فيه عمليات الإعدام، تم خلال نحو 60 يوما، وبحلول الثامن من
أغسطس (آب) 1979.

ويعتقد صدام أن الوقت الذي استغرقته العملية كان «أكثر من كاف» لمحاكمة
محايدة، وعلى الرغم من أنه يعتقد أنه كان هناك وقت كاف للتحقيق بنزاهة، أقر
صدام بأنه ربما لم يكن هناك وقت كاف «للتعمق في الأمور»، وعندما طلب منه
توضيح كلامه، رد صدام بأنه ربما كان هناك متآمرون آخرون لم يتم تحديدهم،
ولا يعلم صدام هل كان هناك مشاركون آخرون، ولكنه أكد على أن المعلومات
المتاحة والوقت الذي استغرقه التحقيق كان كافيا لإدانة هؤلاء الذين تم
تحديدهم. وعلق قائلا بأن القانون يقول إنه من الأفضل أن يطلق سراح مدان على
أن يسجَن بريئون دون إدانة.

وقال إنه لا يعرف نتائج التحقيق تحديدا، فقد اتخذت محكمة القرار في هذا
الأمر ونفذت الأحكام بعد ذلك. وعندما سئل عن تورط خالد السامرائي، وكيف كان
يمكن لشخص موجود بالفعل في السجن أن يكون جزءا من هذه المؤامرة، قال صدام
«اسألوا من قاموا بالتحقيق». وعندما سُئل من قام بالتحقيق، قال صدام إنه لا
يتذكر. وأشار المحقق إلى أن برزان التكريتي، الذي كان قد عين للتو مديرا
للاستخبارات العراقية، كان يترأس فريق التحقيق. ورد صدام بأنه بالتأكيد
كانت هناك لجنة، ولكنه نفى أن يكون لديه علم بمن كانوا فيها. ونفى أن يكون
يعرف أي شخص ربما كان في هذه اللجنة.

وعن مشاركة مجلس قيادة الثورة في هذا التحقيق، أنكر صدام في البداية معرفته
بأي تفاصيل، وعلق بأنه إذا كان الأمر قد قررته محكمة، فلا بد أن هناك لجنة
رسمية. وذكر المحقق صدام بخطاب أدلى به في 8 أغسطس (آب) 1979 قال فيه إن
المجلس، الذي كان يضم في السابق 21 عضوا، يضم الآن 16 عضوا بسبب تورط خمسة
أعضاء في المؤامرة، وقال صدام في الخطاب إنه من بين الستة عشر عضوا، قام
ثلاثة بإجراء التحقيقات وشكل سبعة محكمة سمعت الحقائق وقررت العقوبة، وأضاف
صدام في الخطاب أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الحركات الثورية والنضال
الإنساني التي يشارك فيها أكثر من نصف القيادة العليا لدولة في هذا الأمر.
ورد صدام على المحقق: «جيد، جيد جدا»، فوفق الدستور، يجب أن يحاكم أعضاء
مجلس قيادة الثورة من قبل أعضاء آخرين في مجلس قيادة الثورة، وليس من قبل
محكمة خارج المجلس. وعندما سئل عن نزاهة وحيادية قيام مجلس قيادة الثورة
بمحاكمة أعضائه، رد صدام بأن النزاهة كانت موجودة بين أفراد مجلس قيادة
الثورة، ولم تكن المؤامرة ضدهم ولكن ضد صدام. وعلاوة على ذلك، فإن الدستور
الذي ينص على الإجراء كان موجودا قبل المؤامرة بفترة طويلة.

وعندما سئل عن التصريحات السابقة التي أدلى بها والتي قال فيها إن المؤامرة
كانت ضد الحزب، قال صدام «لم أقل ذلك، ولكن قلت إنها كانت ضد صدام»، لقد
تآمر المتآمرون مع دولة أخرى (سورية) لمنع صدام من تولي السلطة، وعلى الرغم
من أن صدام كان رئيس الحزب، فإن المؤامرة كانت ضده شخصيا. ويعتقد صدام أنه
كان هناك أشخاص لم يريدوه في السلطة، لأنه لن يكون من «السهل السيطرة
عليه»، ولكن مع وجود شخص في منصب الرئيس، كان قد تآمر مع الأعضاء الخمسة
بمجلس قيادة الثورة والدولة الأخرى، ربما كان يمكن لآخرين السيطرة على
العراق.
مواضيع ذات صلة
سياسي عراقي بارز حول إفادات صدام: ما تنشره المخابرات الأميركية ليس كل
الحقيقة

وأقر صدام بأنه كان يجري العمل في ذلك الوقت على اتفاقية مؤقتة بخصوص توحيد
سورية والعراق، وتحديدا عن طريق طارق عزيز، ولكن أنهت المؤامرة هذه
المناقشات والاتفاقية، حيث إن «أي شيء يعتمد على التآمر لا قيمة له».
وعندما سئل ما الذي كانت تأمل الدولة الأخرى في الحصول عليه، قال صدام
«اسألوهم، فنحن لم نسألهم».

ونفى صدام معرفته بأي مكافأة دفعت للأفراد أو الفرد الذي اكتشف المؤامرة.
وعندما سئل عن السبب وراء تصوير الاجتماع في 22 يوليو (تموز)، قال صدام إن
الشريط المصور كان يهدف إلى إخبار أعضاء الحزب بما حدث. وأكد أنه، كما هذا
في الشريط المصور، كانت هناك الكثير من المشاعر، ومنها الحزن، وأشار المحقق
إلى أن الخوف بدا على أنه الشعور الظاهر بدرجة أكبر، في بادئ الأمر من
المشاهدين، وبعد ذلك من هؤلاء الذين ذكرت أسماؤهم وصرخوا ببراءتهم عندما
طلب منهم الوقوف. وقال صدام إنه طلب بنفسه من واحد على الأقل ممن ذكرت
أسماؤهم أن يغادر القاعة.

وأشار المحقق إلى ثلاثة أشياء تبدو واضحة في الشريط، ومنها صدام وهو يدخن
سيجارا، والتعبير البادي على وجه طارق عزيز، وعلي حسن المجيد وهو يصرخ على
السامرائي، واعتقاده بأن المتآمرين سوف يبقون طالما أن السامرائي على قيد
الحياة. ورد صدام بأنه يعرف المغزى وراء كل مثال أورده المحقق. وقال إنه من
النادر أن يدخن ما لم تكن «الظروف صعبة». وسأل صدام عن التعبير الذي بدا
على عزيز، وهل كان سعيدا أم حزينا. ورد المحقق بأن عزيز بدا مرعوبا. وقال
صدام إن «قراءة» المحقق غير صحيحة، «فجميعنا كنا مرعوبين». وفيما يتعلق
بعلي حسن (المجيد)، سأل صدام المحقق هل يريد القول بأن السامرائي أعدم بسبب
كلام علي حسن. قال صدام إن نسخا من الشريط المصور لاجتماع يوم 22 يوليو
(تموز) عام 1979 أرسلت إلى السفراء العراقيين في دول أخرى، واستخدم مسؤولو
السفارات الشرائط المصورة لتقديم المعلومات للعراقيين الذين يعيشون خارج
البلاد عن الأحداث التي تقع في العراق، ونفى صدام معرفته بما إذا كان تم
عرض الشريط المصور على قيادات دول أخرى. وقال إنه لو كان عُرض على هؤلاء
الأشخاص، فهذا «شيء جيد وليس سيئا»، وربما عُرض الشريط المصور على زعماء
آخرين لأن دولة عربية أخرى شاركت في المؤامرة. وعما إذا كان الشريط المصور
وزع لإثبات أن صدام يتولى مسؤولية العراق، قال للمحقق أنت شاهدت الشريط
و«هذا رأيك، ولديك الحق».

وذكر المحقق تعليقات يقال إن صدام أدلى بها في وقت المؤامرة ومنها «لا توجد
فرصة لأي شخص لا يتفق معنا لكي يقفز على دبابتين ويطيح بنا»، وقال صدام
إنه لا يتذكر أنه أدلى بهذا التعليق، ولكنه يعتقد أنه يمكنه تفسير هذه
الكلمات على أنها كانت جزءا من تفكيره. ولم توجه هذه الرسالة إلى الدولة
الأخرى التي تآمر معها المتآمرون ولكن لجميع أعضاء الحزب.

وسئل عن صدق الكلام السابق الذي يقال إنه قاله إلى البكر في الستينات
والسبعينات، والذي عبر خلاله عن رغبته في ترك الحكومة، وأجاب صدام بأنه بعد
1974 كان يعتقد أن لديه التزاما أخلاقيا إزاء الشعب العراقي، وبعد الكثير
من النقاش مع الرئيس البكر، عرف صدام بأن هذا «مصيره»، ومنذ هذا الوقت، قرر
أن يقبل هذا التعيين وخطط للرئاسة.

* صدام: الكويت أخذت مليارين ونصف المليار برميل من نفطنا.. وكنت ضد الهجوم
إذا كان هناك حل آخر

ـ قال إنه حذرها من أنها إذا لم تكف عن التدخل في شؤون العراق سيجعل
دينارها يساوي 10 فلوس

ـ محضر جلسة الاستجواب التاسعة 24 فبراير (شباط) 2004

* قبل بدء المقابلة، تم إخبار صدام بأن هذه الجلسة سوف تكون استكمالا
للمناقشة الخاصة بتاريخ العراق. وبصورة خاصة، فإن مناقشة اليوم سوف تغطي
الأحداث التي قادت إلى الغزو العراقي للكويت. أفاد صدام بأنه بعد الحرب مع
إيران بين عامي 1980 و1988 كان العراق يحاول إعادة بناء نفسه. وقد شبه صدام
الموقف مع الكويت بما يحدث عندما يتشاجر أحد الأشخاص مع شخص آخر. فبعد
الشجار يذهب كل طرف إلى سبيله. ولذا، فقد كان أحد الطرفين اللذين كان
بينهما شجار في الماضي يرغب في القتال، وكذلك كان الطرف الآخر. فلم يكن
هناك مفر من القتال مرة أخرى. وحسبما أفاد صدام، فقد كان الخميني وإيران
سيحتلان العالم العربي إذا لم يكن العراق موجودا. ولذا، فقد كان العراق
يتوقع من العالم العربي أن يدعمه أثناء وبعد الحرب. ومع ذلك، فبعد الحرب،
حدث العكس تماما، لا سيما من جانب الكويت. فمع نهاية الحرب، حيث بدأ العراق
في عملية إعادة البناء، وصل سعر النفط إلى 7 دولارات للبرميل. ومن وجهة
نظر صدام، فإن العراق لم يكن بمقدوره القيام بإعادة بناء البنية التحتية
والاقتصاد مع هذا الانخفاض في أسعار النفط. وقد كانت الكويت تتحمل اللوم
بسبب هذا التدني في أسعار النفط. وفي سعي من جانب العراق لحل هذا الموقف
وتحفيز الاقتصاد، تم إرسال الدكتور (سعدون) حمادي وهو وزير الخارجية
العراقي في ذلك الوقت إلى الكويت. وقد خلص حمادي والقيادة العراقية بعد
الاجتماع إلى أن تدني أسعار النفط لم يكن مسؤولية الكويتيين وحدهم. وكان
العراق يعتقد أن هناك جهة أخرى، أو قوة أكبر وراء هذه «المؤامرة».

أرسل العراق كذلك مسؤولين حكوميين إلى المملكة العربية السعودية لإقناع
السعوديين بالضغط على الكويت. وبالإضافة إلى ذلك، فإن وزير النفط السعودي
جاء إلى العراق وعقد مباحثات حول أسعار النفط والاقتصاد العراقي وأفعال
الكويت. وزعم صدام أن أحد المسؤولين في الكويت قال: «إننا سوف نجعل
الاقتصاد العراقي يتدهور بدرجة كبيرة، وسوف يكون بوسع المرء النوم مع امرأة
عراقية مقابل عشرة دنانير». وقال صدام للسعوديين إنه إذا لم تتوقف الكويت
عن التدخل في الشؤون العراقية فإنه سوف يجعل الدينار الكويتي يساوي عشرة
فلوس. وقال صدام إنه عندما تمت مواجهة الكويت بالحقائق الخاصة بسرقة النفط
العراقي باستخدام الحفر العميق، اعترفوا بأنهم أخذوا «مليارين ونصف المليار
برميل فقط». وقد ذكروا هذه الحقيقة وكأنها شيء لا أهمية له. وفيما يتعلق
بالمشكلة مع الكويت، فقد أرسل العراق مندوبين لدول الخليج الأخرى ولم يكن
صدام يتذكر هذه الدول. وقد شرح هؤلاء المندوبون الموقف الكويتي والموقف
العراقي. وقد وعدت الدول الأخرى بأنها سوف تصحح أسعار النفط في الاجتماع
التالي للدول المصدرة للبترول (أوبك). وفي الاجتماع التالي للدول المصدرة
للنفط (أوبك)، تم إصدار قرار بتثبيت أسعار النفط بين 16 ـ 17 دولارا
للبرميل، حسبما يتذكر صدام. وقد تدخلت الكويت بشأن هذا القرار. وبعد ذلك،
أفاد وزير النفط الكويتي أو وزير الخارجية بأن الكويت لن تلتزم بهذا
القرار. وفيما يتعلق بديون القروض العراقية من دول الخليج نتيجة للدعم الذي
تلقاه العراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية، أفاد صدام بأن هذه القروض
لم تكن قروضا وأنه من المفترض أن تكون مساعدات مجانية من هذه الدول. وكانت
هذه الدول قد استخدمت كلمة «قروض» كصيغة فقط لإخفاء الغرض من هذه المساعدات
عن الإيرانيين. وعندما تم إبلاغ العراق بأن هذه الأموال كانت بالفعل
قروضا، عقد العراق مباحثات مع هذه الدول شملت الكويت، من أجل حل مشكلة هذه
الديون. ولأنه تم «تسجيل هذه الأموال كقروض» إلى العراق، لم يستطع العراق
تأمين قروض من دول أخرى لإعادة البناء. وقد أفاد صدام مرتين أنه ناقش
تغييرا في أسعار النفط يصل بها إلى 25 دولارا للبرميل. وعندما كان سعر
النفط 50 دولارا للبرميل، أملى صدام خطابا لطارق عزيز تم إرساله إلى جريدة
«الثورة». وفي هذا الخطاب، أخبر صدام الدول المنتجة للنفط بأن عليها أن
تستفيد من الدول الصناعية. وطلب صدام من هذه الدول تخفيض الأسعار إلى 25
دولارا للبرميل. وقد علق بأن ذلك كان أمرا غريبا في هذا الوقت لأن العراق
كان يمتلك البترول وكان باستطاعته استخدام الأموال. وعندما انخفضت الأسعار
إلى 7 دولارات للبرميل عام 1989 ـ 1990 دعا صدام إلى زيادة أسعار النفط إلى
24 ـ 25 دولارا للبرميل. ومن وجهة نظر صدام، فإن ذلك السعر لن يكون عبئا
على المستهلك ولن يضر بالمنتج. وفيما يتعلق بنوع الرسالة التي تم إرسالها
إلى العراق بخصوص عمل أو نقص عمل الكويت في هذا الشأن، أفاد صدام بقوله:
«لقد أكد ذلك على معلوماتنا» أنه كانت هناك «مؤامرة» ضد العراق والقيادة
العراقية واقتصاد العراق. ومن وجهة نظر صدام، فإن زيارة الجنرال الأميركي
شوارزكوف إلى الكويت قد زادت من تأكيد ذلك. وقد تضمنت زيارته «تخطيطا
رمليا» أو تحضيرات وقت الحرب لغزو العراق، مما عزز من رؤية صدام والقيادة
العراقية. وقبل ذلك، كانت العلاقات بين الكويت والولايات المتحدة وبريطانيا
العظمى معروفة للجميع. وعندما قيل لصدام إن زيارات العسكريين الأميركيين
متعددة لكثير من الدول عبر جميع أنحاء العالم، حيث يجرون مناورات لا تشير
إلى «مؤامرة» سأل صدام: «في أي بلد آخر قام شوارزكوف بتخطيط رملي مثلما فعل
في الكويت؟» وتساءل صدام أيضا عن الدول التي قام فيها شوارزكوف بعقد
مباحثات بأغراض دفاعية. وقد أفاد صدام بأنه يفهم وجود وطبيعة المناورات
التي قامت بها الولايات المتحدة في مصر والأردن. ومع ذلك، فعندما تصور
المناورات أو التخطيط العراق كعدو وتتضمن وسائل الدفاع عن الكويت أو مهاجمة
العراق، فإن ذلك موقف يختلف عن المناورات الأخرى. ناقش صدام وجهة نظره في
الغرب فيما يتعلق بالعراق خلال الأشهر التي قادت إلى الحرب في الكويت. فبعد
هزيمة العراق أمام إيران، كانت وسائل الإعلام تصور العراق على أنه تهديد
عسكري للمنطقة. ومع ذلك لم يكن العراق «داخل الدوائر السوفياتية» وكان
يحاول إعادة بناء الاقتصاد. كما كان العراق يبدأ في بناء علاقاته مع
الولايات المتحدة. وبعد وقت قصير، جعلت الولايات المتحدة من العراق عدوا
لها من خلال ثلاث وسائل أو من أجل ثلاثة أسباب. أولا، القوة «الصهيونية»
وتأثيرها على الولايات المتحدة وسياستها الخارجية. فهناك نظرة لدول مثل
العراق على أنها تهديد لإسرائيل، وقد أصبحت هذه الدول مستهدفة من قبل
«المؤامرة». وقد قدم صدام دليلا على وجهة نظره هذه، حيث أفاد أن إسرائيل
أصدرت بيانا رسميا قالت فيه إن أي اتفاقية سلام مع الدول العربية يجب أن
تتضمن العراق. ويعتقد صدام أن إسرائيل ليس لديها أمل في السلام، وأن الدول
الأخرى هي التي تلتزم بأمنياتها. وقد استغلت إسرائيل نفوذها على الغرب ضد
عبد الناصر في مصر مثلما هي الحال ضد العراق. ويمتد هذا التأثير «الصهيوني»
إلى الولايات المتحدة ليشمل الانتخابات هناك. ثانيا، يرى صدام أنه كانت
هناك قوتان عظميان في العالم، وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
وحسبما يرى صدام، فإن العالم كان حينذاك «أفضل من الآن» لأنه كان من السهل
على هاتين القوتين الاتفاق بدلا من محاولة التوصل إلى ذلك الاتفاق بين دول
عدة. وقد حاولت القوتان جذب عدد كبير من الدول إلى كل منهما، مما كان يمثل
توازنا في القوى العالمية. ومع انهيار ذلك التوازن، أصبحت الولايات المتحدة
وحدها هي القوة العظمى. وينظر إلى الولايات المتحدة حاليا على أنها تحاول
إملاء إرادتها على بقية دول العالم بما فيها العراق. وعندما لا توافق الدول
على سياسة الولايات المتحدة، مثلما هي الحال مع العراق، فإن هذه الدول
تصبح عدوة. السبب الثالث الذي جعل الولايات المتحدة تجعل من العراق عدوا
لها يتمثل في الأسباب الاقتصادية. فهناك جهات معينة داخل الولايات المتحدة،
بما فيها مصانع الأسلحة وعناصر في الجيش، تفضل الحرب بسبب الأرباح المالية
التي تجنيها. وهذا حقيقي بالنسبة للشركات التي تبيع كل شيء من السجاد إلى
الدبابات دعما للحرب. وأضاف صدام أن أميركا اكتشفت أن الحرب في أفغانستان
لم تكن كافية للحفاظ على هذه الأرباح التي تجنيها من مجمع الصناعات
العسكرية في أميركا. ولذلك، فقد بدأت الحرب مع العراق. وبعد انهيار الاتحاد
السوفياتي، اجتمعت هذه الأسباب كافة الداخلية والخارجية لجعل العراق عدوا
للولايات المتحدة. وأفاد صدام بأنه قبل غزو الكويت، كان هناك اجتماع لمجلس
قيادة الثورة العراقي، حيث تمت مناقشة الموضوع. وكانت قيادة مجلس قيادة
الثورة العراقية تأمل أن «يتدخل» السعوديون ويجدوا حلا. وقد سافر نائب رئيس
مجلس قيادة الثورة العراقية إلى المملكة العربية السعودية لطلب المساعدة
لكنه رجع من دون تحقيق الغرض من الزيارة. ولذلك، لم يكن هناك غير مناقشة
الأمر من جانب اتخاذ عمل عسكري. وقد أفاد صدام أنه ربما عارض عضو أو اثنان
فكرة الغزو، لكنه لم يتذكر هذين العضوين على وجه الخصوص. ولم يتذكر إذا
كانت الأغلبية أو جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة قد وافقوا على اتخاذ عمل
عسكري. وأفاد صدام بقوله: «لقد كنت ضد الهجوم إذا كان هناك حل آخر». وقد
كانت آخر المحاولات للبحث عن حل أثناء الزيارة الأخيرة إلى المملكة العربية
السعودية حيث اجتمع نائب رئيس مجلس قيادة الثورة مع أخ أمير الكويت الشيخ
صباح. وتم اتخاذ القرار النهائي بغزو الكويت على أساس أن «الهجوم خير وسيلة
للدفاع». وقد برر صدام الغزو كذلك بناء على الحقائق التاريخية. وقال إن
التاريخ يقول إن الكويت جزء من العراق. وقال صدام إن هدف الغزو كان هو
«المعلن عنه». وهو أن يحكم الكويتيون أنفسهم ويقررا ما نوع العلاقات التي
سوف تكون مع العراق. وبالنسبة لقادة الكويت، فقد قال صدام إنهم «خائنون»
للعراق والكويت وكل الدول العربية. وقد استمر هؤلاء القادة في التآمر حتى
بعد تركهم للكويت إثر الغزو العراقي. فقد كانت الولايات المتحدة هي التي
تتحكم فيهم. وبسبب تآمر هذا البلد مع الولايات المتحدة، فلم تتوقع الكويت
أن تكون «الضربة موجهة إليهم». وقد أفاد صدام بأن الكويت تستحق «عشر
ضربات». ولم تكن الكويت قوية عسكريا مثل إيران. ولم يكن نقص الدفاعات
الكويتية مؤشرا على غياب التخطيط مع الولايات المتحدة. وربما تكون الخطط
التي تمت مناقشتها والإشارة إليها «تخطيط الرمال» هجومية بطبيعتها وليست
دفاعية. وقد كانت هناك أسباب لغزو العراق للكويت سواء مع وجود أو غياب
القوات الأميركية. ومثلما فعلت الولايات المتحدة في معظم حروبها الأخيرة،
فقد «أوجدت» الولايات المتحدة الأسباب لقتال العراق في الكويت عام 1991.
وقد أنكر صدام اختلاق هذه «المؤامرة» كمبرر لغزو الكويت. وزعم أن الوثائق
التي اكتشفتها القوات العراقية في الكويت أثبتت وجود «مؤامرة» كويتية مع
الولايات المتحدة. وأشار صدام بقوله: «يمكننا أن نناقش ذلك لأيام». واستغرق
الأمر من الولايات المتحدة و28 دولة أخرى سبعة أشهر لتعبئة القوات للحرب
عام 1991. وقد حدثت هذه التعبئة بسبب قوة العراق والتهديد الذي كان يشكله
الجيش. وقد شجع هذا التهديد السياسيين في الولايات المتحدة على دعم القيام
بعمل عسكري ضد العراق. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الفوائد المالية للشركات
التي يمكن أن تستفيد من الحرب قد شجعت على ذلك أيضا. وقد تم شن الهجوم
العراقي على الكويت بحيث لم يتم إكمال بناء الخطوط الدفاعية. وقد كرر صدام
أن نقص القوات الأميركية في الكويت لا يعني أنه لم تكن هناك «مؤامرة».



وأعاد صدام التأكيد على أن هدف غزو الكويت كان يتمثل في السماح للكويتيين
«بتقرير ما يرغبون فيه للتعامل مع العراق». وقد أنكر صدام أن إعلان الكويت
كمحافظة رقم 19 للعراق يتناقض مع بيان سابق. وحسبما يقول صدام، فقد تم
تأسيس حكومة كويتية بعد الغزو وشملت رئيسا للوزراء ومختلف الوزراء. كما
أنكر صدام تعيين علي حسن المجيد وهو أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة كحاكم
للكويت. وأضاف أن الحكومة الكويتية قررت «الالتحاق بالعراقيين». وعندما سئل
عما إذا كان قد أعطى الخيار للكويتيين للتعبير عن رأيهم فيما يتعلق بالحرب
الأخيرة ضد العراق، استمر في القول بأن التصرفات العراقية فيما يتعلق
بالكويت كانت أكثر منطقية من موقف الولايات المتحدة تجاه العراق في الحرب
الأخيرة. وقال صدام إن إعلانه الكويت كمحافظة رقم 19 كان «مستحقا ومنطقيا».
وفي عام 1961 أو 1962 كان الرئيس العراقي قاسم في ذلك الوقت يرغب في جعل
الكويت مقاطعة عراقية. وأكد صدام على أنه شرح بالفعل السبب وراء عدم اتخاذ
إجراءات أخرى لتفادي الغزو، وكذلك الأسباب التي جعلته يخصص الكويت كمحافظة
رقم 19. ومع بدء الهجوم الأميركي، تبخرت كل الحلول السياسية الممكنة. وزعم
صدام أن العراق «كان سيسير في الاتجاه الآخر» إذا لم تهاجمه الولايات
المتحدة. ومع استنفاد الحلول السياسية، لم يبق سوى خيارين. فقد كان بإمكان
العراق الانسحاب من الكويت، مع عدم احتمال توقف الهجمات على قواته أثناء
الانسحاب. أو يكون العراق «أضحوكة» العالم. وكان من الممكن أن تكون القوات
العراقية مترددة في القتال إذا لم يتم إعلان الكويت المحافظة رقم 19. وكان
الحل الثاني وهو الأقرب يتمثل في عدم الانسحاب وإعلان الكويت المحافظة رقم
19 حتى تقاتل القوات العراقية بشراسة أكبر










__________________

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ahlem

ahlem


عدد المساهمات : 623
تاريخ التسجيل : 31/01/2010
العمر : 39

محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين   محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين Icon_minitimeالثلاثاء 8 يونيو 2010 - 22:34

محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين 392401
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محاضر استجواب المباحث الأميركية للرئيس السابق صدام حسين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مرثية صدام حسين
» بيان للرئيس السابق مبارك لرفع دعوى قضائية ضدالجزيرة وكيري
» «المؤامرة» الأميركية على إيران !
» استجواب لجيمس فياتشي٫ المستشار السياسي لحمادي الجبالي
» إنسحاب آخر الوحدات القتالية الأميركية من العراق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: منتدى الوثائق :: منتدى الوثائق المكتوبة-
انتقل الى: