حل صهيوني بنكهة أمريكية

السلام عليكم و رحمة الله ..


كلما فتحنا التلفاز بحثا عن خبر جديد لا نجد إلا القديم يعاد .. مفاوضات ثم مفاوضات .. حدود بلدنا في تراجع و مستوطناتهم في إتساع .. هذه هي المفاوضات .. مسلسل مكسيكي أبى أن ينتهي .. مماطلة إسرائلية تقابلها سذاجة عربية .. إجتمعات و جلسات تطرح فيها شروط الكيان الصهيوني برعاية أمركية لينظر فيها الطرف الفلسطيني .. و تطرح شروطنا على حياء فيقابلها الصد ..

و في ظل هذه المفاوضات يبقى الحال على ما هو عليه .. مواصلة تهويد القدس و المضي قدما في مخططات الإستيطان يقابلها ذات الجمود المعهود منذ نصف قرن .. كنا نسمع عن حدود 48 و اليوم حدود 67 هي التي تطرح في المزاد العلني .. أتوقع أن يكتب إبني بعد نصف قرن من اليوم حديثا عن مفاوضات حول حدود 2010 .. و هكذا حوّل الإنهزاميون فلسطين إلى شجرة طال خريفها .. تتساقط أوراقها مع مضي الزمن .. يجمعها الغرباء ليبنوا لهم وطنا ليس لهم في حق .. و يبقى فكر عرب الألفية الثالثة يشهد عليه التاريخ .. اليد السفلى خير من اليد العليا .. تسول الحق و تسول الوطن فكر كان لنا شرف إبتداعه ..


و تحضر الطبخة على نار هادئة لتقدم للشعوب وجبة تسد لهم جوعهم و تلهفهم على وطن سلب منهم .. لكن الوجبة بلا طعم و لا لون و لا رائحة .. فقط ألسنة تصرخ تفاوض من أجل تجميد الإستيطان .. لكن الإستيطان يزداد إتساعا يوما بعد يوم و لا تتجمد تلك الألسنة .. تفاوض من ألاجل المفاوضة .. تعود في المساء لتعد نفس الكلمات و تلقيها في الصباح و تذهب و تعود بلا توقف ..


و سيبقى ردنا كشعوب ليس لها في القرار نصيب أغنية سنكتبها و نغيها و نطرب مسامعنا بألحانها .. سنبقى نغني عن الحرية و غيرنا يصنعها .. حلم و أحلام عربية لن تتحق إلا في الأفلام و الأغاني و الرسومات .. و عند النوم سنلاقي الأرض من جديد و نستيقض على ذات الأغنية ..



دمتم بود