مرة أخرى حسني مبارك يكيد السعودية ..لماذا

تشهد العلاقات المصرية ـ السعودية ازمة صامتة، انعكست بشكل جلي علي صفحات
الصحف متخذة من مسألة بناء جسر علي البحر الاحمر الي شرم الشيخ ذريعة
للتعبير عنها، مصريا علي الاقل بحملة من الانتقادات العنيفة ضد المملكة
العربية السعودية والاسرة الحاكمة فيها. انتقاد المملكة العربية السعودية
كان من الخطوط الحمر التي يمنع علي الصحافة المصرية تجاوزها، ودأبت الحكومة
المصرية، وخاصة في زمن امبراطورية صفوت الشريف الاعلامية، علي فرض اقصي
العقوبات علي اي مطبوعة تتجرأ علي الخوض في حقل الالغام هذا، من بينها الاغلاق التام.

الكتاب المصريون يتهمون الاسرة الحاكمة السعودية بـ سرقة دور مصر، والتدخل
في مناطق تعتبر من صميم اهتمامات مصر وامنها القومي، مثل فلسطين ودارفور،
ويركزون علي ترتيب العاهل السعودي لصلح مكة بين حركتي فتح و حماس ،
واستضافة لقاء مصالحة بين الرئيسين السوداني والتشادي تمخض عن اتفاق مماثل.

اللافت ان الرئيس المصري، او ممثلين عنه، لم توجه اليهم الدعوة للمشاركة في
اي من لقاءي المصالحة المذكورين. الامر الذي خلق حساسية غير مسبوقة في
الاوساط الرسمية المصرية تطورت الي شبه قطيعة بين البلدين اللذين خاضا كل
الحروب الامريكية ضد العراق والارهاب جنبا الي جنب، وفي اطار تحالف حكم
المنطقة العربية لاكثر من ثلاثين عاما كان مضرب المثل في الصلابة.

بعض الاقلام المصرية، خاصة في صحف المعارضة، ركزت هجومها علي القيادة
المصرية التي سمحت للسعودية بـ سرقة دور مصر، والتطاول علي مقامها السياسي
والاقليمي العالي من خلال اطلاق مبادرات سلام، واستضافة مؤتمرات مصالحة.
وعزوا ذلك الي عزوف الرئيس المصري عن القيام باي دور اقليمي، وتركيزه علي
مسألة التوريث، وكيفية تهيئة الاجواء لابنه جمال لخلافته من بعده في سدة
الرئاسة. الرئيس مبارك عبر عن استيائه من الدور السعودي بالاتجاه غربا،
وبالتحديد الي سرت، واصبح ضيفا مقيما في خيمة الزعيم الليبي معمر القذافي
الذي يضع السعودية ومليكها علي قمة اعدائه، وقاطع القمة العربية التي
انعقدت في الرياض، وتتردد انباء عن قيامه بدعم المعارضة السعودية، وتبني
حركة الحوثيين في اليمن وتمويلها ليس نكاية بالحكومة اليمنية وانما
بالمملكة العربية السعودية.

السعودية تبدو متحمسة كثيرا لمد جسر عبر البحر الاحمر لتسهيل حركة المرور
بين القطرين العربيين، حيث من المتوقع ان يتدفق عبره ملايين المصريين
والسعوديين سنويا في الاتجاهين، الي جانب تنشيط التبادل الاقتصادي بين البلدين.