3) محمد يوسف الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد ، في سيرة خير
العباد ( 12 / 359 ) ، حيث قال : ( وروى ابن عساكر بسند جيد عن بلال أنه ... )
4) السمهودي في خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى في الباب
الثاني في فضل الزيارة والمسجد النبوي ومتعلقاتهما - الفصل الاول ، حيث قال
: ( ..... وروى ابن عسكر بسند
جيد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قصة نزول بلال بن رباح بداريا
.... )
ثانياً : ذكر من استشهد بهذه القصة وأقرها من أهل العلم :
1) منهم الحافظ عبد الغني في كتابه " الكمال " في ترجمة سيدنا
بلال ، حيث قال : ( لم يؤذن لأحد بعد النبي صلى الله
عليه وسلم فيما روي الا مرة واحدة في قدمة قدمها المدينة لزيارة النبي صلى
الله عليه وسلم طلب اليه الصحابة ذلك فأذن ولم يتم الاذان ، وقيل انه اذن
لابي بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته )
انتهى النقل من شفاء السقام من الباب الثالث
على هذا الرابط :
2) الامام النووي في تهذيب الاسماء ( 1 / 144 ) ، حيث قال : ( وكان بلال يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حياته سفرا
وحضرا، وهو أول من أذن فى الإسلام.
ولما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذهب إلى الشام للجهاد، فأقام بها إلى أن توفى، وقيل: إنه أذن لأبى بكر
الصديق، رضى الله عنه، مدته، وأذن لعمر، رضى الله عنه، مرة حين قدم عمر
الشام، فلم ير باك أكثر من ذلك اليوم ، وأذن فى قدمة قدمها إلى المدينة
لزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب ذلك منه الصحابة، فأذن ولم
يتم الأذان ) انتهى
3) ابو بكر الحصني في رده على ابن تيميه في كتابه دفع شبه من شبه
وتمرد ( ص 103 - 104 طبعة المكتبة الأزهرية للتراث - القاهرة ، بتحقيق
محمد زاهد بن الحسن الكوثري )
4) وابن الضياء في تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام ، فقال بعد
ان ذكر القصة : ( ذكره ابن عساكر في ترجمة بلال .
وليس الاعتماد في الاستدلال بهذا الحديث على
رؤيا المنام فقط ، بل على فعل بلال وهو صحابي لا
سيما في خلافة عمر رضي الله عنه ، والصحابة متوافرون ولا تخفى عنهم هذه
القصة ، فسفر بلال في زمن صدر الصحابة لم يكن إلا للزيارة والسلام على
النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك إبراد عمر بن عبد العزيز
البريد من الشام في زمن صدر التابعين فلا يقل من لا علم له: إن السفر
لمجرد الزيارة ليس بسنة.
[right]وأنشد بعضهم:
2تمام الحج أن تقف المطايا ... على ليلى
وتقرئها السلاما ) .[/size]
5) ابن الاثير في اسد الغابة حيث أخرجها مسنده ( 1 ) مستشهداً بها على صحبة أبو رويحة الخثعمي ،
فقال : ( أَبو رويحَة ، عَبد الله بن عبد الرحمن
الخثعمي، أَخو بلال بَن رباح، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما.
]له صحبة، نزل الشام ، ولست أَقف على اسمه ونسبه ، قاله أَبو
موسى عن الحاكم أَبي أَحمد. قال أَبو موسى: وقد ذكره أَبو عبد الله - يعني
ابن منده - وقال: هو أَخو بلال، له صحبة.
أَخبرنا محمد بن أَبي الفتح بن الحسن الواسطي النقاش،
أَخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري، أَخبرنا زاهر الشحامي، أَخبرنا أَبو
سعد، أَخبرنا الحاكم أَبو أَحمد، أَخبرنا أَبو الحسن محمد بن العميص -
الصحيح محمد بن الفيض - الغساني، أَنباأنا أَبو إِسحاق إِبراهيم بن محمد بن
سليمان بن بلال، عن أُم السرداءِ عن أَبي الدرداءِ قال : لما رحل عمر بن
الخطاب من فتح بيت المقدس فصار إلى الجابية ، سأله بلال أن يقِره بالشام ،
ففعل ذلك .]قال: وأَخي أَبو روَيحة ، آخى بيني وبينه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟ فنزل دَاريا في خولان ، فأقبل هو وأَخوه إِلى حي من خولان
فقالا لهم : أَتيناكم خاطبين ، قد كنا كافرين فهدانا الله عز وجل ،
ومملوكين فأعتقنا عز وجل ، وفقيرين فأغنانا الله عز وجل ، فإِن تزوجونا
فالحمد لله ، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إِلابالله ، فزوجوهما.
أَخرجه أَبو موسى ، وقال: " أورده أَبو عبد الله في كتاب الكنى " ، وليس فيما
عندنا من نسخ كتاب أَبي عبد الله في الصحابة في الكنى ترجمة لأَبي روَيحة،
فإن كان أبو عبد الله صنف كتاباً في الكنى ولم نره فيمكن .
]أبو رويحة الفزعي ) انتهى ..
[size216]قلت : وهذا دليل واضح من تأييد
ابن الاثير لهذه القصة التي بها يستدل على صحبة " أَبو رويحَة " .
ومنه ايضاً نستخلص بإن ابي أحمد الحاكم شيخ الامام الحاكم قد
اثبت صحبة الرجل " أبو رويحة الخثعمي " من هذه الطريق ! ، يعني من طريق "
إبراهيم بن محمد بن سليمان " ! ، وهذا دليل منه على قبول روايته هذه التي
ينكرها الوهابية .
6]6) أبو أحمد الحاكم كما مرّ ، حيث اثبت صحبته من هذه الطريق ،
حيث قال ابن الاثير : ( .... أَخو بلال بَن رباح، آخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما
له صحبة ، نزل الشام ، ولست أَقف على اسمه
ونسبه ، قاله أَبو موسى عن الحاكم أَبي أَحمد ) اهـ
وقبول روايته يترتب عليها صحبة الرجل عنده ! ، ورد روايته يترتب
عليها رد صحبته ..
بل ان الحافظ ابن حجر في الاصابة حاول اثبات
صحبته من طريق آخر فلم يجد ، فقال : ( أبو رويحة الخثعمي: آخى
النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين بلال المؤذن ويقال اسمه عبد الله بن
عبد الرحمن الخثعمي.
وأبو رويحة لم يسند عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً ثم ساق
من طريق محمد بن إسحاق قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه
فكان بلال مولى أبي بكر مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو رويحة عبد
الله بن عبد الرحمن الخثعمي أخوين فلما دون عمر الديوان بالشام قال لبلال:
إلى من تجعل ديوانك؟ قال مع أبي رويحة لا أفارقه أبداً للأخوة المذكورة
فضمه إليه وضم ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال فهم مع خثعم بالشام إلى
اليوم.
]وقال أبو أحمد الحاكم : له صحبة ولست أقف على اسمه.
]قال أبو موسى: وقد ذكره أبو عبد الله بن منده في " الكنى " وليس
فيما عندنا من كتابه في الصحابة ثم ساق من طريق أبي أحمد الحاكم قال حدثنا
أبو الحسن محمد بن العيص الغساني حدثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان عن أم
الدرداء عن أبي الدرداء قال لما رجع عمر من فتح بيت المقدس وسار إلى
الجابية سأله بلال أن يقره بالشام ففعل فقال وأخي أبو رويحة آخى بيننا
النبي صلى الله عليه وسلم فنزل داريا في بني خولان فأقبل هو وأخوه إلى حي
من خولان فقال: أتيناكم خاطبين قد كنا كافرين فهدانا الله عز وجل ومملوكين
فأعتقنا الله عز وجل وفقيرين فأغنانا الله عز وجل فإن تزوجونا فالحمد لله
وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما
وقال أبو عمر: روى عن أبي رويحة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فعقد لي
لواء وقال " اخرج فناد: من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن "
ربيعة بن السكن وفرق أبو موسى بين الفزعي والخثعمي وتعقبه ابن الأثير بأن
الفزع بطن من خثعم وهو الفزع بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل وهو خثعم
وفاته أن الأول اسمه ربيعة بن السكن وأخو بلال اسمه عبد الله بن عبد الرحمن
وقد ذكرت في ترجمته ما يدل على أنه غير من آخى
النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين بلال. وقد أورد ابن عساكر
حديث الفزعي في ترجمة الخثعمي فكأنهما عنده واحد. والله أعلم ) انتهى .
فنستفيد من هذا الكلام الذي مر : ان ابو أحمد الحاكم شيخ الامام
الحاكم قد اثبت صحبة الرجل " أبو رويحة الخثعمي " من هذه الطريق ! ، يعني
من طريق " إبراهيم بن محمد بن سليمان " ! ، وهذا دليل منه على قبول روايته
هذه التي ينكرها الوهابية .
وكذلك فعل ابن الاثير ! ، حيث اثبت صحبة " أبو رويحة الخثعمي "
من طريق " إبراهيم بن محمد بن سليمان " .
وهذا منهما تأيداً لهذه الرواية ..
فتنبه لهذا !
قلت : وقال
الذهبي في تاريخ الاسلام في ترجمة " إبراهيم بن محمد بن سليمان الشامي " :
( مجهول ، لم يروِ عنه غير محمد بن الفيض الغسّاني ، وذكر أنه توفي سنة
اثنتين وثلاثين ومائتين.
محمد بن سليمان بن بلاد بن أبي الدرداء: حدثني أبي، عن أبيه سليمان، عن أم
الدرداء، عن أبي الدرداء قال لما دخل عمر الشام سأله بلال أن يقره به،
ففعل ونزل دارياً. ثم إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول " له: ما
هذه الجفوة يا بلال؟ " أما آن لك أن تزورني، فانتبه حزيناً وركب راحلته
وقصد المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يبكي عنده ويمرّغ
وجهه عليه. فأقبل الحسن والحسين، فضمهما وقبلهما، فقالا: نشتهي أن نسمع
أذانك. ففعل، وعلا سطح المسجد، ووقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال:
الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة. فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا
الله ازدادت رجتها، فلما أن قال: أشهد أن محمداً رسول الله. خرج العواتق
من خدورهن، وقبل: بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما رُؤي يوم أكثر
باكياً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم )
ثم قال الذهبي : ( إسناده جيد ما فيه ضعيف ، لكن إبراهيم مجهول )
القصة في ترجمة " إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء " :
( ... وهي قصة بينة الوضع ) !
فكلام غريب ! .
فكيف يحكم على هذه القصة بالوضع وليس في اسنادها وضاع ؟؟
واما الحكم عليها بالوضع فليس بسديد ويخالف قواعد المصطلح .
وأظن أن هذا سبق قلم من الحافظ ليس الا ..
فثبت ولله الحمد ان " إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي
الدرداء " قد قبل أهل العلم روايته هذه في كتبهم ، لانها مرتبطه بإثبات
صحبة " أبو رويحة الخثعمي " ، ونفيها يوقعهم في حرج من هذا كما حدث للحافظ
في الاصابة حيث لم يتكلم عن هذا الاسناد كما فعل في اللسان ، لان الامر
هنا مختلف تماماً ..
وبهذا فقد أحسن العلماء عندما جوّدوا اسنادها كما فعل : الحافظ
السبكي ، الشوكاني ، السمهودي ، ومحمد يوسف الصالحي .
أو اللذين قبلوها كما فعل : ابو أحمد الحاكم ، وابن الاثير ،
والامام النووي ، وعبد الغني المقدسي ، وابو بكر الحصني ، وابن الضياء
الاعلام جميعاً .
[size=25]تنبيه :
يحاول
البعض اعلال الرواية بـ (محمد بن سليمان بن بلال ) !
]وهذا ليس بسديد ..
]فقد اغتروا بقول ابن عبد الهادي عنه في
الصارم المنكي ( ص 320 ) : ( رجل غير معروف ، بل هو مجهول الحال
قليل الرواية، لم يشتهر بحمل العلم ونقله ، ولم يوثقه أحد من الأئمة فيما
علمناه ، ولم يذكر له البخاري ترجمة في كتابه، وكذا ابن أبي حاتم، ولا يعرف
له سماع من أم الدرداء ) اهـ
وهذا تقصير فاضح من ابن عبد الهادي رحمه الله ..
فالرجل قد وثقه ابو حاتم الرازي في الجرح والتعديل ، فقال فيه :]( ما بحديثه بأس )] اهـ ( 2 )
وذكره ابن حبان في ثقاته ( 9 / 43
برقم 15085 طبعة دار الفكر الطبعة الأولى ، 1395 - 1975 ، بتحقيق السيد
شرف الدين أحمد ) ..
واما ادعاءه بإن البخاري لم
يذكره !! ، فهذا من غرائبه ! ..
فقد ترجم له البخاري في التاريخ
الكبير ( 1 / 98 برقم 274 طبعة دار الفكر ، بتحقيق السيد هاشم الندوي ) ..
وبهذا فقد خرّ السقف على القوم ولم تبقى لهم حجة في هذا ..
]فرحم الله أمرىء عرف قدر نفسه ..
وهذا آخر ما تيسر لنا في الحديث عن هذا الاثر ، والله ولي التوفيق .
]فإن أصبت فمن الله وحده ، وان أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان .