اجمل وااقصر مناظره في تاريخ اهل السنه مع مخالفيهم اخواني في الله
نضع بين ايديكم هذه المناظره التي تعتبر بحق اقوي واقصر مناظرة في تاريخ الاسلام بين اهل السنه ومخالفيهم
وفيها من الفوائد لنا جميعا مالا يمكن حصره نضعها هنا برغم انتهاء معركه خلق
القران لكل مبتدع ليسال نفسه نفس الاسئله التي وجهها الامام ابو عبد
الرحمن الاذرمي لخصمه كبير المعتزله احمد ابو داود قاضي القضاه وصاحب فتنه خلق القران
وهو من اكابر اهل الكلام وسترون فيها من قوه حجه اهل السنه ما يصلح للاستدلال به في كل
قضايا المحدثات في الدين واني لاعجب من ابي داود المعتزلي افحمه شيخنا في
المناظره ثلاث او اربع مرات فسكت لم يناور او يرد سؤال بسؤال او يغير
الموضوع كما اعتدنا من غيرهم حاليا فياليت من خالفنا يتادب
باداب السابقين منهم وحيا الله شيخنا العظيم المحدث ابو عبد الرحمن الاذرمي رحمه الله.
بين يدي المناظره
رويت المناظره فيالإبانة لابن بطة العكبري 2/280-283
عن صالح بن يعقوب بن المنصور الهاشمي حيث رواها عن امير المؤمنين المهتدي بالله ابن الخليفه الواثق وقد كان ممن حضر المناظره
فقال اي المهتدي ابن الواثق بالله
: ما زلت أقول إن القرآن مخلوق صدراً من خلافة الواثق حتى أقدم علينا ابن
أبي دؤاد شيخاً من أهل الشام من أهل أذنة ( أبو عبد الرحمن عبد الله بن
محمد الأذرمي ) ، فأدخل الشيخ على الواثق وهو جميل الوجه ، تام القامة ،
حسن الشيبة ، فرأيت الواثق قد استحيا منه ورق له ، فما زال يدنيه ويقربه
حتى قرب منه ، فسلم الشيخ فأحسن السلام ، ودعا فأبلغ وأوجز
فقال الواثق : اجلس .
ثم قال له : يا شيخ !! ناظر ابن أبي دؤاد على ما يناظرك عل
، فغضب الواثق وعاد مكان الرقة له غضباً عليه ، فقال أبو عبد الله : ابن أبي دؤاد يصبو ، ويقل ويضعف عن مناظرتك أنت ؟؟ .
فقال الشيخ : هون عليك يا أمير المؤمنين ، ما بك وأذن لي في مناظرته .
فقال الواثق : ما دعوتك إلا لمناظرته ؟
فقال الشيخ : يا أحمد !! إلى ما دعوت الناس ودعوتني إليه ؟
فقال : إلى أن تقول القرآن مخلوق .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تحفظ علي وعليه ما نقول .
قال : أفعل .
فقال الشيخ : يا أحمد ! أخبرني عن مقالتك هذه ، واجبة داخلة في عقدة الدين ، فلا يكون الدين كاملاً حتى يقال فيه ما قلت ؟
فرد ابن ابي داود نع
قال الشيخ : يا أحمد !! أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله
عز وجل إلى عباده ، هل ستر رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أمره الله به
في دينه ؟؟
قال : لا .
ال الشيخ : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة إلى مقالتك هذه . فسكت ابن أبي دؤاد .
فقال الشيخ : تكلم . فسكت ،
فالتفت الشيخ إلى الواثق ، فقال : يا أمير المؤمنين !! واحدة . فقال الواثق واحدة .
فقال الشيخ : (يا أحمد !! أخبرني عن الله سبحانه حين أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) كان الله عز
وجل الصادق في إكمال دينه أم أنت الصادق في نقصانه )، فلا يكون الدين
كاملاً حتى يقال فيه بمقالتك هذه ؟؟ فسكت ابن أبي دؤاد . فقال الشيخ : أجب
يا أحمد فلم يجبه .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين !! اثنتان . فقال الواثق : اثنتان .
قال الشيخ : يا أحمد ! أخبرني عن مقالتك هذه ، علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهلها ؟؟
فقال ابن أبي دؤاد : علمها .
قال الشيخ : فدعا الناس إليها ؟؟ فسكت ابن أبي دؤاد .
قال الشيخ : يا أمير المؤمنين ثلاث . فقال الواثق : ثلاث .
فقال الشيخ : يا أحمد ! فاتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ علمها كما زعمت ، ولم يطالب أمته بها ؟
قال : نعم .
قال الشيخ : واتسع لأبي بكر الصديق وعمر ابن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ؟؟
فقال ابن أبي دؤاد : نعم . فاعرض الشيخ عنه ، وأقبل على الواثق ،
فقال : يا أمير المؤنين قدمت القول إن أحمد يصبو ويقل ويضعف عن
المناظرة.................... يا أمير المؤمنين (إن لم يتسع لك من الإمساك
عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر وعمر
وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم
من ذلك)
فقال الواثق : نعم ، إن لم يتسع لنا الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله
ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي...... فلا وسع الله علينا ، اقطعوا قيد الشيخ .
لما قطع ، ضرب الشيخ بيده غلى القيد لياخذه ، فجاذبه الحداد عليه ، فقال الواثق : دع الشيخ ليأخذه .
فأخذه الشيخ فوضعه في كمه ، فقال الواثق : لم جاذبته عليه ؟
قال الشيخ : (لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي إليه إذا مت أن يجعله بيني وبين
كفني حتى أخاصم هذا الظالم عند الله يوم القيامة ، وأقول : يا رب سل عبدك
هذا لم قيدني ؟؟ وروع أهلي وولدي وإخواني بلا حق وأوجب ذلك علي
وبكى
الشيخ ، فبكي الواثق فبكينا ، ثم سأله الواثق أن يجعله في حل وسعة مما
ناله ، فقال الشيخ : والله يا أمير المؤمنين لقد جعلتك في حل وسعة من أول
يوم إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كنت رجلاً من أهله
فقال الواثق : لي إليك حاجة ، فقال الشيخ : إن كانت ممكنة فعلت . فقال الواثق : تقيم قبلنا ، فينتفع بك فتياننا
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين إن ردك إياي إلى الموضع الذي أخرجني منه هذا
الظالم أنفع لك من مقامي عليك ، وأخبرك بما في ذلك أصير إلى أهلي وولدي ،
فاكف دعاءهم ، فقد خلفتهم على ذل
فقال الواثق : فتقبل منا صلة تستعين بها على دهرك . فقال الشيخ : يا أمير
المؤمنين لا تحل لي أنا عنها غني ، وذو مرة سوي . قال فأسأل حاجتك . قال :
أو تقضيها يا أمير المؤمنين ؟؟ قال : نعم . قال : تخلي سبيلي الساعة وتأذن
لي فيه . قال : قد أذنت لك . فسلم عليه الشيخ وخرج .
قال صالح : قال المهتدي بالله : فرجعت عن هذه المقالة من ذلك اليوم ، وأظن الواثق بالله كان رجع عنها من ذلك الوقت