lina
عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 31/01/2010 العمر : 34
| موضوع: الهابطون من السماء الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 - 22:13 | |
| الهابطون من السماءمحسن عبد الرحمانما حدث يوم الجمعة الماضي (18 أكتوبر 2013) بساحة العلم بالعوينة، خلال تأبين شهيدي الحرس الوطني، محمود الفرشيشي وكريم الحامدي، لا يمكن تصوّره ومشاهدته الا في الأفلام العجائبية، أو ما يعرف بأفلام الخيال العلمي التي تحاكي ما يعرف بالكائنات الفضائية (Extra-terrestres) أو «الانسان الاخضر» (Homme vert) الهابط من السماء. ولعل مشهد الرؤساء الثلاثة المؤقتين حين تم طردهم من موكب التأبين برفع شعار «ديڤاج» في وجوههم، يذكرنا في بعض تفاصيله بالسلسلة التلفزيونية الشهيرة les visiteurs أو «الزائرون» لما تفطن بعض الامنيين العاملين في أحد الفرق الامنية المختصة بحقيقة زيارة هذه الكائنات القادمة من الفضاء ولو أنها كانت أشبه الى الانسان في جسمها ومظهرها. إضافة الى تظاهرها بالسلم والسلام. فما كان من الامنيين الا أن تجمعوا أمام المركبة الفضائية التي كانت تقلها محتجين على بقائها في كوكب الارض، ومطالبين إيّاها بالرحيل. وتحكى السلسلة، وهي من ابداع الأمريكي كينيث جونسن، وقد أعيد انتاجها قبل أربعة أعوام، قدوم زائرين من الفضاء هدفهم احتلال كوكب الارض. ولبلوغ مبتغاهم يوهمون السكان بالسلام والأمن، ولكن سرعان ما ينكشف سرّهم، الأمر الذي يدفع الأمنيين الى الاحتجاج عليهم ثم طردهم ومقاتلتهم في الآخر. ويلتقي الرؤساء الثلاثة المؤقتين في مشهد التأبين بساحة العلم بالعوينة، بشخصية «آنا» (Anna) قائدة الزائرين أو الكائنات الفضائية في سلسلة «الزائرون» وخصوصا، بعد عجزها عن تحقيق ما وعدت به سكان الأرض، كالقضاء على الأمراض المستعصية وتحقيق الأمن. فقد بدا الرؤساء الثلاثة المؤقتون في مشهد التأبين، وتحديدا بالنسبة الى الأمنيين، كزائرين غرباء، وغير مرغوب فيهم (Persona non grata) أو (PNG)، وهو مصطلح لاتيني مستعمل في السياسة والقضاء. ويطلق عادة عن الساسة غير المرغوب فيهم، لجرائم ارتكبوها في حق شعوبهم أو في حق الانسانية. ولعل مشهد احتجاج الأمنيين على الرؤساء الثلاثة المؤقتين خلال موكب التأبين، له ما يبرّره، ليس من منطلق ما قدمه هذا الثالوث منذ تصدره الحكم، وإنما من منطلق حتمي تاريخي. فالوضع العام بالبلاد لا يمكن أن ينتج أقل من هذا المشهد الأقرب الى السينما العجائبية منه الى الواقع، حتى أن سلوك وحركات رئيس الجمهورية المؤقت تكاد تكون نفس الحركات التي عادة ما نراها لدى شخصيات الأفلام العجائبية التي تحاكي الأرواح الشرّيرة. أضف الى ذلك الظواهر الطبيعية والاجتماعية الغريبة التي ضربت البلاد منذ 14 جانفي 2011، وخصوصا، بعد 23 أكتوبر تاريخ الانتخابات وهنا نذكر ظهور الحركات الدينية المتشددة وظاهرة النقاب واللّحي وظاهرة جهاد النكاح وعودة الأوبئة مثل «الجرب» و«البوصفير» كل هذه الظواهر والمظاهر من شأنها أن تنتهي الى مشاهد أقرب الى السينما العجائبية منها الى الواقع، وكأننا نعيش فترة حكم «الزائرون» أو الهابطون من السماء. | |
|