Admin Admin
عدد المساهمات : 2831 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: مسيرة التآمر على سورية و أخواتها الجمعة 4 يناير 2013 - 17:44 | |
| وأخيراً سطعت الحقيقة لتسقط أوهام «الربيع العربي» المزعوم في أوحاله الدامية من ليبيا إلى سورية.. لقد ذاب الثلج وتكشفت المؤامرة بصفحاتها التي سطّرها الصهاينة الغربيون من «برنارد لويس» في واشنطن، حيث تمثال الحرية يبارك تجلياتها في «غوانتانامو» و«أبي غريب» إلى «برنار هنري ليفي» في باريس، حيث الحرية الزرقاء كنجمة إسرائيل تعني استنساخ «الثورة الفرنسية» بمقاصلها وسنواتها الدامية مجردة من (الحرية والعدالة والمساواة)، ليشرع في تنفيذها سليلو جمال باشا السفاح في أنقرة، ويمول أدواتها من المرتزقة، ويمدهم بالسلاح الإعلامي والسياسي والعسكري أحفاد «لورنس العرب» من أمراء وملوك الكيانات الخليجية!. -1- تنطوي المؤامرة القديمة المتجددة على تقسيم ما يسمى الشرق الأوسط الكبير من باكستان إلى مراكش إلى دويلات فاشلة، تقوم على أسس طائفية وعرقية تفرض وضعاً جغراسياسياً وديموغرافياً، لتحقق الحلم الصهيوني المؤسس بإقامة «إسرائيل اليهودية الكبرى من الفرات إلى النيل»، لتدور بقية الدويلات الشرق أوسطية المفترضة في فلكها مُغمى عليها. وفي هذا السياق يتم إطفاء لهب التنين الصيني الاقتصادي على امتداد مساحات أفريقيا البكر لتسود رمالها وغاباتها وسماءها ضرضرة النمر الأمريكي، ويقضى على طموحات الكرملين الاستراتيجية بنفي الدب الروسي إلى سيبيريا ليبقى أسير جليدها، وفي الوقت نفسه يجري تفكيك التحالف الموضوعي بين قوى المقاومة العربية. -2- بعد أن احتلت جيوش الولايات المتحدة العراق وقامت بتدمير الدولة من بُنى تحتية ومؤسسات وتفكيك جيشه وقتل مئات الآلاف من شعبه إثر حصار وحشي ذهب ضحيته أكثر من مليون طفل عراقي، وبعد أن أذلت العراقيين بسجون قرووسطية وأباحته للعصابات الإرهابية، إلى أن وضعت أرض السواد على مائدة التقسيم العرقي والطائفي، اضطرت تحت ضربات المقاومة إلى سحب قواتها منه، طاوية تسع سنوات من النزيف الأمريكي، جنوداً قتلى وجرحى ومعاقين وعتاداً محطماً وأموالاً مهدورة وسمعة لامست الحضيض، طمعاً في النفط وخدمة لأمن «إسرائيل» الاستراتيجي. بعد ذلك، بدأت من شمال أفريقيا تنفيذ خطة جديدة تستأنف بها مؤامرة الشرق الأوسط الكبير، ولكن هذه المرة بمرتزقة تمولهم وتسلحهم حليفاتها كفرنسا وبريطانيا وغيرهما من دول الاتحاد الأوروبي، وكتركيا وكيانات مجلس التعاون الخليجي، والتي ستتحمل أيضاً الخسائر الأخلاقية المترتبة على الخطة الشيطانية الجديدة. وإذا كانت ضربتا البداية في تونس ومصر قد كشفتا نظام القذافي شرقاً وغرباً، فبات الوصول إليه سهلاً اعتماداً على (الناتو)، فتم تدمير ليبيا وقتل ما ينوف عن مئة وثلاثين ألفاً من مواطنيها، وتركها على مائدة التقسيم مهملة حتى من وسائل الإعلام التي كانت تضع الخبر الليبي في الصدارة، لتهمشه لاحقاً بعد أن تحولت ثروات ليبيا إلى غنيمة حرب يجري تقاسمها، بينما يئن الشعب الليبي تحت وطأة نظام الميليشيات المتصارعة باثة الرعب والفوضى، فإن الحؤول دون تحول الأحداث في تونس ومصر إلى ثورة حقيقية تقلب السحر على الساحر الأمريكي، اقتضى البدء بوضع الصفقة الأمريكية مع الإخوان المسلمين موضع التنفيذ. -3- لاشك في أن اختيار الإخوان المسلمين لعقد هذه الصفقة مع واشنطن لا يخص تونس ومصر وليبيا والمغرب فقط، بل هو يشمل البلدان العربية المستهدفة جميعها، انطلاقاً من أن وجودهم في الحكم يضمن استشراس الفوضى الخلاقة في البلد الذي يتوهمون أن مصائره باتت في قبضتهم، فإذا تحكموا بمجتمع تسوده صبغة إسلامية بمذهب واحد أصبحوا -كما هو الحال في تونس وليبيا- عنصر اضطراب اجتماعي وسياسي وثقافي واقتصادي، فكيف يكون الحال إن سادوا مجتمعاً تعددياً مكوناً من أديان وطوائف وأعراق مختلفة، كما هو حال دول ومجتمعات المشرق العربي؟ إضافة إلى ذلك، يعول مخططو المؤامرة على جعل البلد الذي يحكمه الإخوان المسلمون رافداً بالمقاتلين والأسلحة للبلد الذي لم يصلوا إلى السلطة فيه بعد. وفي هذا السياق يندرج وصول أكثر من 600 مسلح من عصابة عبدالحكيم بلحاج الليبية إلى الحدود التركية واللبنانية مع سورية، أعلن مؤخراً عن مقتل عدد منهم في حمص. وليس بعيداً عن هذا الهدف يجري-وفق معلومات متداولة- تدريب شباب تونسيين في معسكر درنة الليبية. وفي حال استقر الحكم افتراضاً لأي من هذه الحكومات، فإن الولايات المتحدة نفسها ستقوض هذا الاستقرار بأدواتها الجاهزة مما يسمى نشطاء المجتمع المدني والحقوقيين والإعلاميين، وإلا كيف نفسر مثلاً حماسة بعض وسائل الإعلام التونسية في تسقّط أخطاء (حركة النهضة) والجماعات السلفية وحزب التحرير والتحريض ضدها في تونس، بينما تحرّض على سورية التي تواجه حرباً تشنها عصابات مسلحة بتمويل وتسليح إعلامي عربي وتركي وخليجي؟! وكيف يستقيم انتقاد الحكومة التونسية لطرد السفير السوري وزعم رفض التدخل الأجنبي في سورية من طرف أحزاب تونسية يسارية وليبرالية و(قومية) مع تجاهل حقيقة أكدها المراقبون العرب، وبينهم تونسيون جرى تهديدهم بالقتل لصدوعهم بالحقيقة، وهي وجود عصابات مسلحة تقتل المدنيين والعسكريين في سورية، بينما كل ما يفعله الجيش العربي السوري هو التعامل معها بالمثل ذوداً عن سيادة سورية واستقرارها وأمن شعبها ومؤسساتها التي تتعرض للحرق والنهب والتدمير؟!. -4- أمام ذهول من توهموا أن «الربيع العربي» حقيقة سيقطفون ثمارها حريةً، وتعددية، وعدالة اجتماعية، وحقوقاً إنسانية، من عامة ويسار متحمس، دفعت (ثورات الفوضى الخلاقة) الإسلاميين من إلى دفة الحكم على إيقاع واحد هو إبداء حسن النوايا إزاء الكيان الصهيوني, فحزب الإخوان المسلمين في مصر يؤكد أنه لن يعيد النظر في اتفاقيات كامب ديفيد، وحزب (النور) الذي يليه على مستوى نتائج الانتخابات يصرّح قادته باستعدادهم للاتصال بإسرائيل، والمجلس الانتقالي الليبي الذي فرض الشريعة الإسلامية يحمّل هنري برنار ليفي إلى نتنياهو رسالة مفادها استعداد طرابلس لإقامة أوثق العلاقات مع إسرائيل، بعد اعترافه بمجلس اسطنبول وغلق السفارة السورية لاحقاً، ومجلس اسطنبول يطمئن «إسرائيل» على لسان رئيسه «برهان غليون» أنه سيفاوض الإسرائيليين على مصير الجولان المحتل، ولاحقاً يتوجه أحد أعضائه إلى القيادة الإسرائيلية طالباً الدعم، وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية الإسلامية «يبرع» في تجسيد ازدواجية خطاب الإخوان المسلمين، عندما يخاطب منظمة (إيباك) الصهيو-أمريكية ويعدها بأن الدستور التونسي الجديد لن يتضمن إشارة تسيء إلى الصهيونية وإسرائيل، ثم يستدعي إسماعيل هنية إلى تونس لتغطية تداعيات تصريحه هذا، ليمارس فيما بعد تطبيعاً إعلامياً بالحديث إلى إذاعة (صوت إسرائيل) برفقة (عبد الإله بن كيوان) رئيس الوزراء المغربي (الإسلامي) من «دافوس»، ومن ثم يوجه خطاباً غير مباشر عبر جريدة (السفير) اللبنانية إلى السيد حسن نصر الله يزعم فيه أنه لن يعترف بإسرائيل. كأن الغنوشي عدّ زيارة إسماعيل هنية إلى تونس بمبادرة (نهضوية)، وأجواءها الكرنفالية وما تخللته من خطابات حماسية كافية لتغطية زيارة الغنوشي السابقة إلى الولايات المتحدة بدعوة من منظمة (إيباك) الصهيونية وتصريحاته المشار إليها آنفاً، كما توّهم أن هذه الزيارة يمكنها أن تغطي لاحقاً أيضاً مشاركة الغنوشي في «دافوس»، وإقدامه على التطبيع مع إسرائيل الذي تكشف منه التطبيع الإعلامي حتى الآن، الأمر الذي دعا محمود الزهار القيادي في حركة (حماس) إلى رفض سلوك الغنوشي وعدّه تواصلاً مع العدو الصهيوني، ليؤكد الزهار أنه «ليس مطلوباً خصوصاً من الدول العربية التي تحررت من أعوان العدو الإسرائيلي، والذين يرعون مشاريعه أن يسيروا على الطريق نفسه»، فهل كان الزهار غافلاً عن الاستخدام السافر والتوظيف لحركة حماس من طرف الذين عقدوا صفقةً مع الولايات المتحدة لحصد ثمار ما يسمى «الربيع العربي» مقابل قاعدة أمريكية وعلاقات مع إسرائيل في كل بلد يصعد الإخوان المسلمون فيه إلى السلطة؟ وهل تميزت (حماس) عن نظيراتها من جماعات الإخوان المسلمين في استخدام الخطاب والسلوك المزدوجين عندما انحنى هنية يقبل يد يوسف القرضاوي المحرض على سفك دم السوريين ومفتي حاضنة القاعدتين العسكريتين الأمريكيتين ورائدة التطبيع مع الكيان الصهيوني، إمارة قطر؟. وكيف يرى الزهار إذعان حركته للمال البترودولاري القطري بتوقيع اتفاق المصالحة مع ( فتح) في الدوحة ، بعد أن تمنع عن فعل ذلك في الرياض والقاهرة ودمشق؟! علماً أننا نأمل بتنفيذ هذا الاتفاق الذي جاء متأخراً ، ولكن أفضل من بقاء الشعب الفلسطيني ينتظر. -5- وإذا كان تنظيم «القاعدة» لم يجد طريقه بعد إلى فلسطين المحتلة بعد أن سطر صفحات «جهاده» في أفغانستان والشيشان والعراق وليبيا قد أعلن النفير بأمر قائده الجديد (الظواهري) للتوجه إلى سورية عبد الحدود العراقية واللبنانية والتركية وربما الأردنية، لمعاضدة الجماعات المسلحة مما يسمى الجيش السوري الحر، إذا كان هؤلاء جميعاً بدءاً من (رياض الشقفة) و(فاروق طيفور) اللذين اقترفا جرائم قتل في سورية خلال ثمانينيات القرن الماضي وصولاً إلى (عمر بكري) وجماعة (الغرباء) التي يتزعمها في شمالي لبنان، بعد أن أبعدته بريطانيا عن أراضيها، مروراً بمختلف فروع «تنظيم القاعدة» يصدرون عن مرجعية أيديولوجية واحدة ، وينصاعون لتنفيذ ما يؤمرون به كأدوات في المشروع التآمري الصهيو- أمريكي، فما الذي يحدو أمثال رياض الترك، الشيوعي سابقاً والليبرالي لاحقاً، وبعض مناضلي حزب العمل الشيوعي إلى الانخراط المباشر أو غير المباشر في جوقة التآمر المحلية العربية، الإقليمية والدولية على الدولة والشعب السوريين؟!. -6- لقد كان تضامني قصووّياً مع مناضلي حزب العمل الشيوعي، والحزب الشيوعي-المكتب السياسي، رغم أن الأخير تخلى لاحقاً عن توجهه الأيديولوجي الماركسي لصالح توجه ليبرالي محافظاً على تحالفه السابق مع جماعة الإخوان المسلمين ومؤكداً بذلك التهمة التي بموجبها زج النظام بمناضليه في السجون،إلا أنه مع تسلم الرئيس بشار الأسد تم الإفراج عن جميع هؤلاء الذين نتفهم المشاعر التي تختلج في حناياهم، إلا أن ما افترضناه بهم من سعة أفق وصفات نضالية سامية كالتي اتسم بها (نيلسون مانديلا)، جعلنا نتوقع منهم فيما تتعرض له سورية، دولة وشعباً وأرضاً وليس نظاماً فحسب، أن يتساموا على جراحاتهم، لكن هؤلاء للأسف! دفعهم انتقامهم الأعمى إلى الانخراط في جوقات المؤامرة على بلادهم وشعبهم الذي دفعوا الغالي من أعمارهم كي ينتقلوا به إلى واقع أفضل وأجمل، فصرفوا رصيدهم النضالي بحماقة في بنوك خصومهم الأيديولوجيين انتقاماً ليس من النظام، بل من الشعب نفسه. لقد كان الأحرى بهؤلاء في هذه اللحظة التاريخية أن يخوضوا نضالاً مرحلياً تكون الأولوية فيه لسلامة سورية، دولة وشعباً، وفي سياق ذلك يدعمون الإصلاحات التي تشهدها البلاد، كي يتمكنوا لاحقاً من استرجاع حقوقهم، لكنهم اختاروا طريق الانتقام العدمي، وتماهوا مع الذين يحسبون أن كونهم سجناء سابقين يسوّغ لهم أن يطالبوا الشعب بحملهم إلى السلطة، وإن لم يفعل استقووا عليه بقوى الإرهاب، بما في ذلك الحلف الأطلسي!. -7- بعد السطو المسلح على الثروة النفطية في العراق وليبيا، والتخلص من الجيش العراقي الذي كان يمثل خطراً محدقاً بأمن إسرائيل، بات الجيش السوري وسلاح حزب اللّه ورجاله، الذي حقق كل منهما توازن رعب مع الجيش الإسرائيلي، وباتت قوتا إيران والجزائر العسكريتان وثرواتهما النفطية والغازية الهدف التالي المزدوج في القارتين آسيا وأفريقيا، دون غض الطرف عن السلاح النووي الباكستاني الذي يبقى في مرمى الخطط الصهيونية الخبيثة. -8- وبعد أن تمكّنت واشنطن بالمال الخليجي من تنصيب عملائها، ومكّنتهم مؤقتاً من مصائر البلاد والعباد في تونس، مصر، ليبيا والمغرب، بدأ التجييش الإعلامي والسياسي والعسكري ضد سورية، إدراكاً منها لحقيقة أن دمشق هي قلب العروبة النابض، الحقيقة التي أدركها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر منذ أكثر من نصف قرن، إن جاوزنا ما ألمح إليه استراتيجيون غربيون قدام]
| |
|